الصفحة 221

الباب الثالث

أبواب بيوت المدينة في عهد الرسول (ص) نصوص وآثار


الصفحة 222

الصفحة 223

لا بد الإشارة إليه:

بسمه تعالى، والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.

هذا الباب كتب في الأساس لينشر مستقلا جوابا على شبهة طرحت، فيما يرتبط بقضية السيدة الزهراء عليها السلام.

ثم لما كتبنا عن الزهراء ما نجيب به على شكوك أخرى أثيرت - لسبب أو لآخر، ولاحظنا مدى الترابط بين هذا وذاك، رأينا أن نلحقه به - كما هو - تيسيرا على القاري الكريم، الذي لو أردنا أن نحيله عليه - فيما إذا طبع مستقلا - فقد لا يتمكن من الاستفادة منه بسبب عدم توفره له..


الصفحة 224

الصفحة 225

تقديم:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد المصطفى، وعلى آله الطيبين الطاهرين.

وبعد..

فإنني قبل كل شئ أحب أن يكون القارئ الكريم على بينة من الأمر بالنسبة للنقاط التالية:

1 - إن ما سوف يطلع عليه القارئ الكريم فيما يلي من صفحات ليس بحثا علميا وتحليليا لقضية حياتية وحساسة. وإنما هو مجرد عرض لطائفة من النصوص يهدف إلى إقناع بعض الناس بأن عليهم أن لا يتسرعوا في أحكامهم، وأن لا يطلقوا لتصوراتهم العنان إلى درجة الإيحاء بأنهم يسخرون من عقول الناس، ويحتقرون وعيهم، ويهزأون بالمستوى الثقافي والعلمي لهم.

2 - إني لآسف كل الأسف على هذه الأيام من العمر التي صرفت في جمع هذه النصوص، وكم كنت أتمنى لو إنني عوضا عن ذلك عالجت بعض الأمور الحياتية التي تفيد الناس. ولكن عزائي الوحيد هو أنني قد أكون بعملي هذا قد أسهمت بتحصين أولئك


الصفحة 226

الطيبين، الذين هم في أعلى درجات الطهر والصفاء، حتى لا تبهرهم العناوين الكبيرة الخادعة، ولا الأسماء اللامعة، فلا تؤثر عليهم الدعاوى العريضة التي يطلقها مثقف هنا، أو صاحب مقام هناك.

3 - إن سبب المبادرة إلى جمع هذه النصوص، والتأليف بينها، هو أن البعض ينسب إلى أستاذ جامعي لمادة التاريخ الإسلامي في جامعة دمشق (1) أنه يقول: إنه لم يكن في عهد النبي لمداخل البيوت مصاريع خشبية تفتح وتغلق، أو تقرع وتطرق، بل كانوا يسترون مداخل بيوتهم بالمسوح والستائر.

ولا ندري مدى صحة نسبة ذلك إلى ذلك الرجل، ولا نعلم أيضا حدود وقيود هذه الدعوى، لو صحت النسبة إليه..

واستدل ذلك البعض على صحة كلام ذلك الأستاذ الجامعي بما يذكرونه من أن النبي (ص) قدم من سفر ووجد على باب بيت الزهراء (2) ستارا فيه تصاوير، فأزعجه ذلك، وكذلك قصة اكتشاف زنا المغيرة بن شعبة من رفع الريح لستار الباب، فرآه الشهود على تلك الحال المريبة..

والهدف من ذلك كله هو التأكيد على عدم صحة ما ورد في النصوص الصحيحة في الحديث والتاريخ. من محاولة إحراق باب

____________

1- المقصود هو الدكتور سهيل زكار.

2- ويلاحظ: أن عامة الروايات، وجل إن لم يكن كل النصوص التاريخية، والكلمات التي وردت على لسان الصحابة وغيرهم، قد عبرت ببيت الزهراء: أو باب بيت الزهراء (ع)، وشذ وندر أن تجد تعبيرا ببيت علي (ع). وهذا أمر يلفت النظر حقا ولا بد من دراسة أسبابه ودوافعه لدى المحبين والمبغضين على حد سواء.


الصفحة 227

بيت فاطمة، وكسر ذلك الباب، أو ضغطها (عليها السلام) بين الباب والحائط، وغير ذلك من أحداث مؤلمة ومسيئة للمبادئ والقيم الإسلامية والإنسانية..

4 - لقد ذكرت في هذا العرض الذي سوف يسرح القارئ طائفة من النصوص التي تدل على وجود أبواب ذات مصاريع في المدينة المنورة، وفي مكة، والكعبة في عهد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) بالإضافة إلى باقة صغيرة جدا مما يدل على وجود الأبواب للبيوت في عهد الخلفاء الأوائل. ولم ننس كذلك أن نورد بعض ما يدل على محاولتهم إحراق باب بيت الزهراء عليها السلام. أو التهديد بذلك حسبما سنرى.

5 - إنني لم أقصد فيما عرضته هنا إلى الاستيعاب، والاستقصاء التام، لأنني أعلم: أن ذلك سينتج كتابا ضخما، يتألف من عدة مئات من الصفحات المشحونة بالنصوص، ولم أجد مبررا لصرف العمر في أمر كهذا، ليس هو في عداد المسلمات والبديهيات وحسب، بل كاد أن يكون الحديث فيه فظا وممجوجا أيضا.

فكان أن اقتصرت في الأكثر على مصادر محدودة، كالصحاح الستة، ومسند أحمد، وكنز العمال، من مصادر أهل السنة، وعلى البحار وبعض مصادره من مصادر شيعة أهل البيت، بالإضافة إلى بعض ما يعرض إمام الناظر في المصادر الأخرى، ولم يكن ثمة عمد في تقصي ما ورد في هذا وذاك على حد سواء.

وكأنني أشعر: أنني قد استدرجت إلى صرف العمر في أمر كنت أحسبه قليل الجدوى أو عديمها، لولا أنني أردت كما قلت تحصين أولئك الذي قد تخدعهم الألقاب والأسماء.


الصفحة 228

وفقنا الله لصواب القول، وسداد الرأي، وحسن وجدوى الفعل، ولكل ما فيه هدى وصلاح ورشاد.


والحمد لله، وصلاته وسلامه على محمد وآله الطاهرين.

1 / ربيع الثاني / 1417 ه‍. ق

جعفر مرتضى العاملي


الصفحة 229

تمهيد:

الدعوى ومبرراتها:

يدعي البعض: أنه لم يكن لبيوت المدينة المنورة حين ظهور الإسلام أبواب ذات مصاريع، تفتح وتغلق عند الحاجة، حسبما نعرفه ونألفه، وإنما كانوا يسترون بيوتهم بالستائر من مسوح الشعر، أو غيرها (1).

ولعل الدكتور جواد علي، يقترب من هذا المعنى حين نجده يقول:

.. كانت بيوت أزواج النبي من اللبن، ولها حجر من جريد، مطرورة بالطين، وعلى أبوابها مسوح الشعر:(2) .

وهذه كانت صفة معظم بيوت أهل يثرب والمدينة، ما عدا بيوت الأثرياء.. (3) .

ولعلهم قد فهموا ذلك مما نقل عن محمد بن هلال، حين قال:

____________

1- نقل ذلك عن الدكتور سهيل زكار، والمسوح هي الكساء من الشعر.

2- طبقات ابن سعد: ج 1 ص 499 فما بعدها.

3- المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام: ج 8 ص 31.


الصفحة 230

أدركت بيوت أزواج النبي (ص) كانت من جريد، مستورة بمسوح الشعر، مستطيرة في القبلة، والمشرق، والشام، وليس في غربي المسجد منها شئ (1).

وعن عطاء الخراساني: .. أدركت حجرات أزواج رسول الله (ص) من جريد، على أبوابها المسوح من شعر أسود:(2) .

وكذا قال عمران بن أبي أنس(3).

فلعلهم قد استنتجوا من ذلك أن هذه الصفة لم تكن مختصة بحجرات أزواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بل هي صفة أبواب المدينة كلها، أو باستثناء الأغنياء منهم.

المناقشة والرد:

والظاهر بطلان ذلك للأمور التالية:

الأول:

إن كلام محمد بن هلال، وعطاء الخراساني، وغيرهما لا يدل على مطلوبهم ; لأن وجود المسوح على حجرات أزواج النبي (ص)، لا يعني أنها لم تكن لها أبواب من خشب عرعر، أو ساج، أو من جذوع، أو من سعف النخل، وذلك لأمرين:

أولهما: أن المقصود بالعبارات المنقولة عن محمد بن هلال، وعن عطاء، وغيرهما: أن سطوح تلك البيوت والحجر كانت عبارة

____________

1- وفاء الوفاء: ج 2 ص 459 و 460، وراجع ص 540.

2- وفاء الوفاء، ج 2 ص 461.

3- المصدر السابق.


الصفحة 231

عن مسوح من شعر، تستر من بداخلها من حر الشمس، وغيره.

ويدل على ذلك: قول الحسن البصري: .. كنت أدخل بيوت رسول الله (ص) وأنا غلام مراهق، وأنال السقف بيدي، وكان لكل بيت حجرة، وكانت حجره من أكسية من شعر، مربوط في خشب عرعر (1) .

فقد وصف أمير المؤمنين (عليه السلام) بيوت آل النبي في عهده صلى الله عليه وآله وسلم، فكان مما قاله:

.. ونحن أهل بيت محمد (ص) لا سقوف لبيوتنا، ولا أبواب، ولا ستور إلا الجرائد (2) ، وما أشبهها. ولا وطاء لنا، ولا دثار علينا يتداول الثوب الواحد في الصلاة أكثرنا، ونطوي الليالي والأيام عامتنا، وربما أتانا الشئ مما أفاء الله علينا، وصيره خاصة لنا دون غيرنا، ونحن على ما وصفت من حالنا ; فيؤثر به رسول الله أرباب النعم والأموال، تألفا منه لهم.. (3) .

فأمير المؤمنين إذن يصف حالة الفقر المدقع الذي كان يعاني منه أهل البيت (عليهم السلام)، ويذكر إيثار رسول الله (صلى الله عليهوآله وسلم) حتى أهل النعم والأموال بما يتوفر لديه منها، مع ملاحظة: أن أبواب أهل البيت (عليهم السلام) بيوتهم كانت من جريد النخل الذي هو أصل السعفة بعد جرد الخوص عنها، أما غيرهم (عليهم السلام) فكان لبيوتهم ستائر، وكانت أبوابها من غير جريد النخل

____________

1- وفاء الوفاء: ج 2 ص 541، وراجع ص 463.

2- الجريد: الذي يجرد عنه الخوص ولا يسمى جريدا ما دام عليه الخوص. وإنما يسمى سعفا. وراجع لسان العرب ج 2 ص 237. وصحاح اللغة للجوهري.

3- البحار: ج 38 ص 175، والخصال ج 2 ص 373 و 374.


الصفحة 232

أيضا، ومنها الأخشاب لا مجرد ستائر ومسوح كما يدعون.

ثانيهما: النصوص الدالة على أن الأبواب الخشبية والمصاريع كانت تجعل عليها ستور أيضا وستأتي هذه النصوص.

وقد كانت أبواب حجر أزواج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تفتح إلى المسجد، الذي يتواجد الناس فيه في مختلف الأوقات، ويتواجد فيه أهل الصفة أيضا. ولا يمكن حبس النساء فيه في حجراتهن شتاء وصيفا - والبلاد حارة - من دون أن يصل إليهن بعض النسيم الضروري، فإذا فتح الباب، وبقي الساتر المرخى عليه، فإن ذلك سيسمح بتسرب بعض النسيم إلى داخل الحجرات المذكورة، مع بقاء من في داخل الحجرة مستورا عن أعين الناظرين.

الثاني: مما يدل على بطلان قولهم:

إننا نسأل: من الذي قال: إن ما أدركه محمد بن هلال وعطاء، من صفة الحجر هو نفسه الذي كان موجودا في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟ ! فقد مر دهر على تلك الحجرات، وتعرضت للبيع والشراء، ولغير ذلك. فلعل الأبواب قد استبدلت، أو اقتلعت، أو ما إلى ذلك ! !

الثالث: إن نفس محمد بن هلال قد ذكر في معرض حديثه عن الحجر الشريفة. ما يدل على وجود أبواب ذات مصاريع، واحد أو أكثر، فقد قال في تتمة كلامه الذي نقلناه عنه فيما سبق: ... وكان باب عائشة مواجه الشام، وكان بمصراع واحد، من عرعر أو ساج (1) .

ويحدثنا أبو فديك عن محمد بن هلال، فيقول:

____________

1- وفاء الوفاء: ج 2 ص 542 و 460.


الصفحة 233

... فسألته عن بيت عائشة، فقال: كان بابه من جهة الشام.

قلت: مصراعا كان أو مصراعين ؟ !

قال: كان باب واحد.

قلت: من أي شئ كان ؟.

قال: من عرعر أو ساج.. (1) .

قال السمهودي: وهذا مستند ابن عساكر في قوله: وباب

البيت شامي. ولم يكن على الباب غلق مدة حياة عائشة (2) .

وقال ابن النجار: .. كان لبيت عائشة مصراع واحد من عرعر أو ساج (3) .

والعرعر هو شجر السرو. والساج شجر يعظم جدا، وخشبه أسود، وزين، لا تكاد الأرض تبليه، ومنبته بلاد الهند فقط(4) .

ونضيف هنا: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الذي بنى الحجر لنسائه، في منازل كانت لحارثة بن النعمان (5). فهل يعقل أن يكون (صلى الله عليه وآله وسلم) قد خصص عائشة بباب من ساج أو عرعر وترك سائر نسائه ؟ !

مع الإلفات إلى أن السؤال والجواب قد كانا عن خصوص

____________

1- راجع: وفاء الوفاء: ج 2 ص 459 و 460 و 542.

2- وفاء الوفاء: ج 2 ص 542.

3- وفاء الوفاء: ج 2 ص 458 و 540.

4- راجع: أقرب الموارد: ج 1 ص 554 و ج 2 ص 262.

5- راجع: وفاء الوفاء: ج 2 ص 462 و 463.


الصفحة 234

بيتها، وعدم التعرض لسائر الأبواب، إنما كان لعدم تعلق غرض السائل بمعرفة مواصفات أبوابها ; وأنها كانت بمصراع واحد أو بمصراعين، أو كانت من عرعر أو ساج أو غير ذلك..

خلاصة ما ذكرناه:

إذن، فلا يدل قول ابن هلال، وعطاء، وغيرهما على عدم وجود مصاريع لأبواب حجر أزواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فضلا عن أن يدل على عدم وجود أبواب لبيوت المدينة في زمنه (صلى الله عليه وآله وسلم). فإن كان ثمة دليل آخر يدل على ذلك، فليذكره الذاكرون وليتمسك به المتمسكون، لننظر فيه، ونحكم له أو عليه، فالدليل هو الحكم والفيصل. ولن نقنع بما دونه من دعاوى عريضة، أو استعراضات خاوية، من أي جهة صدرت.

التمهيد لما يأتي:

ونحن بدورنا نستعرض في الفصول التالية طائفة من النصوص التي هي غيض من فيض، تدل بالصراحة أو بالظهور على وجود مصاريع لأبواب تفتح وتغلق، وتقرع وتطرق، ولها رتاج ومفاتيح، وما إلى ذلك.

وجميع ما ذكرناه إنما يتحدث عن خصوص أبواب بيوت المدينة في عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، بالإضافة إلى طائفة مما يدل على ذلك في عهد الخلفاء كما أننا لم نهمل ذكر طائفة تتحدث عن مثل ذلك بالنسبة للكعبة أعزها الله ولبيوت مكة في تلك


الصفحة 235

الفترة بالذات أي في عهد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم).

فإلي ما يلي من فصول، حوت العشرات من النصوص التي ترتقي بالناظر فيها إلى درجة القطع واليقين لتجاوزها حد التواتر مما لا يبقى عذرا لمعتذر، ولا حيلة لمتطلب حيلة..


الصفحة 236

الصفحة 237

الفصل الأول

أبواب بيوت المدينة في عهد الرسول (ص)


الصفحة 238

الصفحة 239

أهل المدينة لا يبيتون إلا بالسلاح:

كانت يثرب مسرحا للحروب الداخلية، تعيش حالة التشنج عصورا متمادية قبل الإسلام، بل لقد بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، في وقت كان أهل المدينة فيه لا يضعون السلاح لا بالليل ولا بالنهار (1).

وللعربي حالاته، ومفاهيمه، وحساسياته البالغة تجاه قضايا الثأر، والغزو، والحروب، والعداء والولاء. وهو يواجه في ذات الوقت قسوة الطبيعة، وأشكالا من الأخطار الأخرى أيضا.

فكيف يمكن أن نتصوره يعيش حالة من الرخاء والاسترخاء، في مواجهة كل الاحتمالات المخيفة التي تحيط به، فيترك بيته من دون باب، مكتفيا بالمبيت بالسلاح الذي لن يكون قادرا على حمايته حين يكون مستغرقا في نومه، لا يشعر بما يحيط به، ولا يلتفت إلى ما يجري حوله خصوصا إذا كان العداء بين قبيلتين، أو فريقين يعيشان في بلد واحد، كالأوس والخزرج، أوهما، أو إحداهما مع اليهود من بني النضير، وقينقاع، وقريظة.

وسنذكر في هذا الفصل طائفة من النصوص الدالة على وجود أبواب تفتح وتغلق، ذات مصاريع، منفردة، أو متعددة، مصنوعة من خشب السرو (عرعر)، أو من الساج. ويمكن أن تكسر، ويكون لها رتاج، ومفتاح، وما إلى ذلك..

____________

1- البحار: ج 19 ص 8 و 9 و 10 وأعلام الورى: ص 55.


الصفحة 240

وهي بمجموعها رغم أنها غيض من فيض لا تدع مجالا للشك في أن دعوى عدم وجود أبواب لبيوت المدينة ما هي إلا مجازفة، لا مبرر لها، ولا منطق يساعدها.

وما نتوخى عرضه هنا يطالعه القارئ في الصفحات التالية:

باب من عرعر أو ساج، أو خشب:

قد تقدم عن ابن النجار، وعن محمد بن هلال: أن باب بيت عائشة كان بمصراع واحد، من عرعر، أو ساج.

باب من حصير:

عن معيقب قال: اعتكف رسول الله (ص) في قبة من خوص بابها من حصير الخ... (1) .

وعن أبي حازم مولى الأنصار مثله، لكن فيه: في قبة على بابها حصير (2) .

باب من جريد النخل:

1 - عن أبي موسى الأشعري، أنه خرج في إثر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى دخل بئر أريس، فكان أبو موسى

____________

1- وفاء الوفاء: ج 2 ص 460 و 458.

2- وفاء الوفاء: ج 2 ص 452 عن الطبراني في الكبير والأوسط.


الصفحة 241

بوابا له، قال: فجلست عند الباب، وبابها من جريد النخل (1) .

2 - وفي حديث الهجوم على بيت الزهراء: فضرب عمر الباب برجله، فكسره - وكان من سعف، ثم دخلوا(2) .

وسيأتي في الفصل التالي حين الحديث عن إحراق الباب أو التهديد به العديد من الموارد.

3 - وفي حديث الرجل الذي اطلع على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من شق الباب نجد النص في بعض المصادر على النحو التالي: اطلع رجل على النبي من الجريد(3).

الباب مصراع واحد، أو مصراعان:

قد تقدم: أن أبا فديك سأل محمد بن هلال عن باب بيت عائشة: قلت: مصراعا، أو مصراعين ؟ !

قال: كان باب واحد(4) .

وفي نص آخر: كان بمصراع واحد (5) .

____________

1- صحيح مسلم: ج 7 ص 118 (ط سنة 1334 هـ) وصحيح البخاري ج 2 ص 187، ووفاء الوفاء: ج 3 ص 942.

2- تفسير العياشي: ج 2 ص 68، والبحار ج 28 ص 227 عنه.

3- الكافي: ج 7 ص 292، وتهذيب الأحكام: ج 10 ص 208.

4- راجع: وفاء الوفاء: ج 2 ص 542 و 459 و 460.

5- وفاء الوفاء: ج 2 ص 460.


الصفحة 242

باب لا حلقة له:

وقد ورد: أن بابه (ص) كان يقرع بالأظافير. أي لا حلق له (1).

المصاريع والستائر للأبواب:

وقد دلت بعض النصوص على أنه قد كان للأبواب ستائر ومصاريع خشبية أيضا. وكانت تجعل معا على الأبواب.

وهذا ما تقتضيه طبيعة البلاد الحارة التي تحتاج إلى فتح الأبواب، ثم إلى الستائر ليمكن الحصول على بعض النسيم للعائلات التي كانت تعيش داخل تلك البيوت.

ونذكر من هذه النصوص ما يلي:

1 - عن أبي ذر، عن رسول الله (ص) أنه قال: إن مر رجل على باب لا ستر له غير مغلق، فنظر، فلا خطيئة عليه، إنما الخطيئة على أهل البيت:(2) .

2 - الحسين بن محمد، عن المعلى، عن أحمد بن محمد، عن الحارث بن جعفر، عن علي بن إسماعيل بن يقطين، عن عيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير، قال:

حدثني موسى بن جعفر (ع) قال: قلت لأبي عبد الله (ع).. ثم ذكر حديث كتابة وصية النبي (ع) قبيل وفاته.. إلى أن قال:

فأمر النبي (ص) بإخراج من كان في البيت ما خلا عليا، وفاطمة فيما

____________

1- وفاء الوفاء: ج 2 ص 464.

2- مسند أحمد: ج 5 ص 153.


الصفحة 243

بين الستر والباب، الخ..(1).

3 - عن أبي البختري، عن جعفر، عن أبيه، عن علي (ع): أنه كره أن يبيت الرجل في بيت ليس له باب ولا ستر(2) .

ويمكن الاستشهاد على ذلك أيضا بما يلي:

أولا: عن النبي (ص): منكم الرجل إذا أتى أهله، فأغلق عليه بابه، وألقى عليه ستره، واستتر بستر الله (3).

ثانيا: سئل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن رجل طلق امرأته ثلاثا، ثم تزوجها رجل، فأغلق الباب، وأرخى الستر، ونزع الخمار، ثم طلقها قبل أن يدخل بها، تحل لزوجها الأول ؟ قال: حتى تذوق عسيلتها. وبمعناه غيره (4).

فتح بابا، أو كشف سترا:

1 - عن عائشة في قصة صلاة أبيها بالناس. قالت: .. فتح رسول الله (ص) بابا بينه وبين الناس، أو كشف سترا.. (5) .

2 - وفي حديث أم أيمن حول زفاف فاطمة (عليها السلام)، تقول: ثم قال لها: إني لم آلك أن أنكحتك أحب أهلي إلي. ثم رأى

____________

1- بحار الأنوار: ج 22 ص 479 و 480 والكافي: ج 1 ص 281 و 282.

2- قرب الإسناد: ص 146 (ط مؤسسة آل البيت) وسائل الشيعة: ج 5 ص 325، والبحار: ج 73 ص 157، والكافي: ج 6 ص 533.

3- سنن أبي داود (ط دار إحياء التراث العربي) ج 1 ص 234 و 235.

4- مسند أحمد: ج 2 ص 62 وراجع: سنن النسائي: ج 6 ص 149.

5- سنن ابن ماجة: ج 1 ص 510، حديث 1599. والبداية والنهاية: ج 5 ص 276.


الصفحة 244

سوادا من وراء الستر، أو من وراء الباب ; فقال: من هذا ؟ قالت: أسماء. الخ..(1).

الاستدلال بحديث ستار باب فاطمة لا يصح:

وقد روي عن أبي جعفر أنه قال: رجع رسول الله (ص) من سفر، فدخل على فاطمة (ع)، فرأى على بابها سترا، وفي يديها سوارين.. فخرج، فدعت فاطمة ابنتها، فنزعت الستر، وخلعت السوارين، الخ..

وفي نص آخر: فإذا هو بمسح على بابها (2) .

____________

1- مجمع الزوائد: ج 9 ص 210، ومناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ج 2 ص 217 للقاضي محمد بن سليمان الكوفي. والمصنف للصنعاني ج 5 ص 485.

2- راجع: البحار: ج 43 ص 83 و 89 و 86 و 20 و ج 85 ص 94، والمناقب لابن شهرآشوب: ج 3 ص 343 (ط المطبعة العلمية - قم) وضياء العالمين: ج 2 قسم 2 - ص 43 و 44. ومكارم الأخلاق: ص 95 (ط سنة 1392 هـ) والأمالي للصدوق: ص 194 (ط الأعلمي سنة 1400)، وكشف الغمة: ج 2 ص 77، ونهاية الإرب ج 5 ص 264، وذخائر العقبى: ص 51، وقال: خرجه أحمد، وينابيع المودة ص 52 ج 2 (ط الأعلمي) وإحقاق الحق (الملحقات): ج 10 ص 291 - 293، عن بعض من تقدم، وعن مصادر أخرى. وص 234 و ج 19 ص 106 و 107 عن مصادر كثيرة نظم درر السمطين: ص 177 ومسند أحمد: ج 5 ص 275، ومختصر سنن أبي داود: ج 6 ص 108، وفضائل فاطمة الزهراء لابن شاهين: ص 53 و 54. والمستدرك للحاكم: ج 1 ص 489 و ج 3 ص 156 و 155 وحلية الأولياء: ج 2 ص 300 ومجمع الزوائد: ج 8 ص 268 والصواعق المحرقة: ص 109. وعوالم العلوم: ج 11 ص 130 و 177 / 178. و 263 و 265 / 266 وفي هامش هذه الصفحة ذكر مصادر كثيرة فلتراجع.


الصفحة 245

وفي نص ثالث: وسترت باب البيت ; لقدوم أبيها وزوجها(1).

وقد تخيل البعض: أن هذا الحديث يدل على عدم وجود مصاريع خشبية، أو غيرها، بل كانت الأبواب تستر بالمسوح والستائر.

ونقول:

أولا:

قد تقدم: أن وجود الستائر والمسوح على الأبواب كان إلى جانب المصاريع الخشبية أو غيرها.

وقد يقول البعض: لو صحت رواية اعتراضه (ص) على الستائر ولم تكن القضية بينه وبين إحدى زوجاته كما سيأتي فإنه لا يعقل أن يكون (ص) يريد لابنته فاطمة أن تكتفي بالمصاريع، ولا تضع دونها الستائر والمسوح..

ولو كانت الأبواب لا مصاريع لها، ثم يريد (صلى الله عليه وآله وسلم) أن لا تضع ستائر على الأبواب لكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يريد لابنته أن تعيش وكأنها في العراء، حيث يراها القاصي والداني وبابها مشرع إلى المسجد الذي لا يخلو من الناس في أكثر ساعات الليل والنهار. وقد اعتبر (صلى الله عليه وآله وسلم) عدم الاهتمام بستر الأبواب خطيئة يتحملها أصحاب البيت.

ويجاب عنه: بأن النبي (ص) إنما اعترض على نوع الساتر، الذي يكون قد يكون ملفتا للنظر، ولم يعترض على أهل الستر، لو كان الساتر من المسوح مثلا.

____________

1- راجع: وفاء الوفاء: ج 2 ص 467 وراجع ص 468، وضياء العالمين: ج 2 قسم 3 ص 43 عن مسند أحمد، وعن ابن شاهين في مناقبه.


الصفحة 246

ثانيا: إننا نجد أن عليا (عليه السلام) يقول: إن قضية الستر المذكورة إنما كانت بين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين بعض أزواجه فقد:

1 - قال الإمام علي (عليه السلام) في صفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ويكون الستر على باب بيته، فتكون فيه التصاوير، فيقول: يا فلانة - لإحدى أزواجه - غيبيه عني، إذا نظرت إليه ذكرت الدنيا وزخارفها (1) .

2 - وفي نص آخر يقول: أتاني جبرائيل. فقال: إني كنت أتيتك البارحة، فلم يمنعني أن أكون دخلت عليك البيت الذي كنت فيه إلا أنه على الباب تماثيل، وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل.. إلى أن قال: ومر بالستر فليقطع فيجعل منه وسادتين، الخ.. (2) .

الاستدلال بقصة زنا المغيرة لا يصح:

وقد حاول البعض أن يستدل لعدم وجود أبواب ذات مصاريع للبيوت في ذلك الزمان بقصة زنا المغيرة، حيث زعم: أن الهواء رفع الستار فشوهد في حالة سيئة، كما هو معروف فشهد عليه الشهود بذلك. وكان ما كان.

ولكن هذا الاستدلال غير صحيح.

أولا: أن الطبري وغيره يذكرون: أن بيت أبي بكرة كان مقابل

____________

1- نهج البلاغة: الخطبة رقم 155 ج 2 ص 155 (ط الاستقامة).

2- كنز العمال: ج 15، ص 404، عن أحمد وأبي داود، والبيهقي، والنسائي.


الصفحة 247

بيت المغيرة بن شعبة بينهما طريق، وهما في مشربتين متقابلتين فاجتمع عند أبي بكرة نفر يتحدثون في مشربته، فهبت ريح ففتحت باب الكوة فقام أبو بكرة ليصفقه فبصر بالمغيرة، وقد فتحت الريح باب الكوة التي في مشربته وهو بين رجلي امرأة.

فقال أبو بكرة للنفر: قوموا فانظروا، فقاموا فنظروا، ثم قال: اشهدوا، الخ.. (1).

ثانيا: إن قصة زنا المغيرة قد كانت بعد وفاة الرسول (ص) بعدة سنين، وقد حصلت في بلد استحدث بعد وفاته (ص) أيضا، ليكون مركز انطلاق للجيوش التي تحارب في بلاد فارس وغيرها. ولم يكن ثمة حروب داخلية تستدعي حذرا، وتحصنا، كما كان الحال بالنسبة للمدينة حين استقبالها الدعوة الإسلامية.

فلا يصح قياس أحدهما على الآخر..

إغلاق الباب:

وقد تكرر التعبير ب‍: أغلق عنكم دونه باب. أو: أغلق عليه. أو أغلق عليهما الباب بيده. أغلقت الباب. اغلقوا الأبواب. نغلق

____________

1- البحار: ج 30 ص 640 وتاريخ الأمم والملوك: ج 4 ص 70 (ط دار سويدان) حوادث سنة 17 ه‍. ودلائل الصدق: ج 3 قسم 1 ص 87، وشرح الأخبار: ج 3 ص 57. وراجع: فتوح البلدان ص 352 ج 3 وكنز العمال: ج 3 ص 18 وسنن البيهقي ج 8 ص 235، والكامل في التاريخ: ج 2 ص 540 و 541، ووفيات الأعيان ج 2 ص 455، والبداية والنهاية: ج 7 ص 81، وعمدة القاري: ج 6 ص 340، والأغاني: ج 16 ص 331، 332 (ط دار إحياء التراث)، وشرح النهج للمعتزلي: ج 12 ص 234 - 237.


الصفحة 248

الأبواب. وما شاكل، في الكثير من الموارد، ونحن نذكر منها ما يلي:

1 - روي عن علي (عليه السلام)، أنه قال في خطبة له فما قطعكم عنه (أي الله) حجاب، ولا أغلق عنكم دونه باب (1).

وهذا الحديث، وإن كان قد صدر عنه عليه السلام بعد وفاة النبي (ص) - ربما - بعدة سنين، ولكننا ذكرناه، لأننا نرى: أن الأمور لم تكن قد اختلفت في تلك المدة الوجيزة.

ولا سيما وأن المستدل بقصة زنا المغيرة حسبما ذكرناه آنفا يدرك أن ما استدل به إنما وقع بعد وفاة النبي (ص) بعدة سنين أيضا.

2 - جاء في حديث تزويج فاطمة عليا (عليهما السلام): أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أمرهما أن يقوما إلى بيتهما، ثم دعا لهما.

ثم قام فأغلق عليه بابه.. . وفي نص آخر: ثم قام فأغلق عليهما الباب بيده(2) .

3 - وعن الكاظم (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال:

جمع رسول الله (ص) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة، والحسن والحسين (عليهم السلام)، وأغلق عليه وعليهم الباب، وقال:

____________

1- نهج البلاغة: الخطبة رقم 193، وراجع ج 2 ص 193 (ط الاستقامة)، والبحار: ج 74 ص 314 و 315.

2- البحار: ج 43 ص 122 و 142 و ج 101 ص 89 عن مصباح الأنوار وغيره. وراجع: كشف الغمة: ج 1 ص 352 و 372 و ج 2 ص 98 وآية التطهير: ج 1 ص 122 وإحقاق الحق (الملحقات): ج 10 ص 409، عن رشفة الصادي ونظم درر السمطين ص 188، وعوالم العلوم: ج 11 ص 308، ومناقب الخوارزمي ص 243، ومجمع الزوائد ج 9 ص 208، وحلية الأولياء ج 2 ص 75، وغير ذلك والمص k ف للصنعاني ج 5 ص 489.


الصفحة 249

يا أهلي، ويا أهل.. إلى أن قال: ونزلت آية: {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا}(1).

4 - وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: من ولي أمرا من أمر الناس، ثم أغلق بابه دون المسكين، والمظلوم، أو ذي الحاجة أغلق الله تبارك وتعالى دونه أبواب رحمته عند حاجته وفقره أفقر ما يكون إليها:(2) .

وفي نص آخر: ولم يغلق بابه دونهم، فيأكل قويهم ضعيفهم (3).

5 - وفي حديث للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع أبي ذر يقول (صلى الله عليه وآله وسلم) له: اقعد في بيتك، وأغلق عليك بابك الخ..(4) .

6 - عن جابر، قال: أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن نغلق الأبواب وأن نوكئ الأسقية، وأن نطفئ المصابيح.

7 - وفي نص آخر، عن جابر، عنه (ص) قال: اغلقوا الأبواب بالليل، واطفئوا السرج (5).

8 - قال أبو حميد: إنما أمر بالأسقية أن توكأ ليلا، وبالأبواب

____________

1- الآية: 20 في سورة الفرقان. والحديث في البحار: ج 24 ص 219 و 220 و ج 38 ص 81 وكنز الفوائد: ص 190.

2- مسند أحمد: ج 3 ص 441، وبمعناه في البحار ج 27 ص 246.

3- البحار: ج 97 ص 32 و ج 22 ص 495 وأصول الكافي: ج 1 ص 406 وقرب الإسناد ص 100 (ط مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث).

4- مسند أحمد: ج 5 ص 149.

5- راجع: مسند أحمد: ج 3 ص 363، و ج 5 ص 82 و 425 وراجع البحار: ج 73 ص 177 وفي هامشه. وراجع: مكارم الأخلاق: ص 128 (ط الأعلمي سنة 1392 هـ).


الصفحة 250

أن تغلق ليلا (1).

فإن إغلاق الأبواب بالليل إنما هو من أجل حفظ أهل البيت من أن يلج عليهم إنسان أو حيوان فيلحق الضرر بهم أو يؤذيهم.

9 - عن عائشة: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلي في البيت، والباب عليه مغلق، فجئت، فمشى حتى فتح لي، ثم رجع(2) .

10 - وعن الزهراء (عليها السلام) أنها قالت لسلمان: كنت جالسة بالأمس في هذا المجلس وباب الدار مغلق، وأنا أتفكر في انقطاع الوحي عنا، وانصراف الملائكة عن منزلنا، فإذا انفتح الباب من غير أن يفتحه أحدا، الخ.. (3) .

11 - وفي تفسير قوله تعالى: {من يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب}(4) روى في الكافي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): أن قوما من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما نزلت هذه الآية أغلقوا الأبواب، وأقبلوا على العبادة، الخ.. (5).

12 - ولما كانت الليلة التي قبض في صبيحتها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا عليا، وفاطمة، والحسن، والحسين (ع)، وأغلق

____________

1- صحيح مسلم: ج 3 ص 1593.

2- مسند أحمد: ج 6 ص 31.

3- البحار: ج 43 ص 66 عن مهج الدعوات.

4- سورة الطلاق: الآية 2 و 3.

5- البحار: ج 22 ص 131 و 132 و ج 67 ص 281، والكافي: ج 5 ص 84، وعن الفقيه: ج 3 ص 101.


الصفحة 251

عليهم الباب، وقال: يا فاطمة، وأدناها منه فناجاها من الليل طويلا، فلما طال ذلك خرج علي، والحسن والحسين، وأقاموا بالباب، والناس خلف الباب (1).

13 - وفي حديث الهجوم على بيت الزهراء نجد عمر يقول: فلما انتهينا إلى الباب، فرأتهم فاطمة (ع) أغلقت الباب في وجوههم(2) .

14 - عن جابر، وعن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أغلق بابك، واذكر اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا. أو اغلقوا الأبواب، واذكروا اسم الله.. الخ.. (3).

15 - وحين ذهب المغيرة وأبو موسى الأشعري إلى عمر قال: قام إلى الباب ليفتحه فإذا آذنه الذي أذن لنا عليه في الحجرة، فقال: امض عنا لا أم لك. فخرج، وأغلق الباب خلفه ثم جلس.. الخ.. (4) .

16 - وحين توفي رسول الله جاء المغيرة وأخبر الناس بما يجري في السقيفة فتركوا رسول الله (ص) كما هو وأغلقوا الباب

____________

1- البحار: ج 22 ص 490، عن الطرف ص 38 - 44.

2- البحار: ج 38 ص 227 وتفسير العياشي ج 2 ص 66 - 67.

3- سنن أبي داود: ج 2 ص 339، وصحيح مسلم (ط سنة 1412 هـ) ج 3 ص 193، ومسند أحمد: ج 3 ص 386 - 395. وراجع ص 301 و 319، والبحار ج 60 ص 204، وسنن ابن ماجة ج 2 ص 1129. والموطأ: ص 665 - 1683، وكنز العمال: ج 16 ص 438، وراجع: ج 15 ص 352، و 336 و 335 و 439، عن البخاري، ومسلم، والنسائي، وأبي داود، وابن خزيمة، وابن حبان، والبيهقي، وابن النجار.

4- البحار: ج 30، ص 452، والشافي ج 4 ص 126 و 135، وشرح النهج للمعتزلي: ج 2 ص 29 - 35، والايضاح لابن شاذان ص 147.