الصفحة 252

دونه، وأسرع أبو بكر وعمر، وأبو عبيدة إلى سقيفة بني ساعدة الخ..(1).

17 - وفي حديث عيادة النبي (ص) ومن معه لها (ع) قال: فقام فمشى حتى انتهى إلى الباب، والباب عليها مصفق، قال: فنادى الخ..:(2) .

والنصوص التي تضمنت تعابير من هذا النوع كثيرة لا مجال لاستقصائها، وما ذكرناه يكفي للإقناع، والله هو المسدد، والهادي.

رددت باب الحجرة بيدي:

وقد جاء في بعض النصوص عبارة: رددت باب الحجرة بيدي ولو كانت الأبواب تستر بمسوح الشعر، لكان عليه أن يقول: رددت الستر.

فإن الستر لا يقال له: باب. والنص الذي نشير إليه هو التالي: عن سلمان الفارسي، أن فاطمة (عليها السلام) قالت له:

كنت بالأمس جالسة في صحن الحجرة، شديدة الغم على النبي، وأندبه. وكنت رددت باب الحجرة بيدي، إذ انفتح الباب ودخل علي ثلاث جواري، لم أر كحسنهن... الخ (3).

____________

1- البدء والتاريخ: ج 5 ص 65.

2- حلية الأولياء: ج 2 ص 42.

3- البحار: ج 91 ص 227، و ج 43 ص 66 / 68 و ج 92 ص 37، ومهج الدعوات ص 5 / 9 والخرائج والجرائح: ج 2 ص 533، وفي هامشه عن مصادر كثيرة. ودلائل الإمامة: ص 28، وعوالم العلوم: ج 11 ص 81.


الصفحة 253

ليس لبابه غلق:

وفي حديث: أن عمر جاء مع يرفأ إلى أبي الدرداء الذي ليس عنده سمار، ولا مصباح، وليس لبابه غلق.. فذهبا إليه فاستأذنا فقال: أدخل. فدفع الباب، فإذا ليس له غلق. فدخلنا إلى بيت مظلم.. الخ..(1).

والغلق، بفتحتين، المغلاق، وهو ما يغلق به الباب.

وهذا الحديث وإن كان يتحدث عن عمر، إلا أنه يدل على شيوع ذلك في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ لم يكن ثمة فارق كبير من حيث الزمن سوى سنوات يسيرة.

أجاف الباب:

أجاف الباب: رده (2). وقد ورد التعبير بهذه الكلمة في العديد من النصوص، فلاحظ ما يلي:

1 - عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث: ... وأجيفوا الأبواب، واذكروا اسم الله عليها، فإن الشيطان لا يفتح بابا أجيف، وذكر اسم الله عليه.. (3) .

____________

1- كنز العمال: ج 13 ص 552.

2- راجع: أقرب الموارد: ج 1.

3- مسند أحمد: ج 3 ص 306، وراجع علل الشرائع: ج 2 ص 582، والبحار: ج 73 ص 174 و 177، والأمالي للشيخ المفيد: ص 190، منشورات جماعة المدرسين وفيه كسابقيه: أجيفوا أبوابكم. وراجع: وسائل الشيعة، كتاب الصلاة، أبواب أحكام المساكن، باب 16 ح 4.


الصفحة 254

2 - وفي حديث إسلام أم أبي هريرة، حين دعا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لها، يقول أبو هريرة: .. فخرجت أعد أبشرها بدعاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلما أتيت الباب إذا هو مجاف. وسمعت خضخضة الماء. وسمعت خشف رجل، يعني وقعها. فقالت: يا أبا هريرة، كما أنت، ثم فتحت الباب، وقد لبست درعها، وعجلت عن خمارها، فقالت: إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله... الخ (1) .

3 - وفي حديث لعائشة عن رسول الله (ص): أنه في إحدى الليالي ظن أنها رقدت، فانتعل رويدا، وأخذ رداءه رويدا، ثم فتح الباب رويدا، ثم خرج وأجافه رويدا.. الخ (2) .

4 - وطلب البعض من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يعينه بشئ. فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ما عندنا شئ، ولكن إذا كان غدا فتعال، وجئني بقارورة واسعة الرأس، وعود شجرة، وآية بيني وبينك أني أجيف الباب (3).

5 - وفي حديث زفاف فاطمة (عليها السلام): أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أقبل بركوة فيها ماء، فتفل فيها بما شاء الله، وقال: اشرب يا علي، وتوضأ. واشربي وتوضأي، ثم أجاف عليها

____________

1- مسند أحمد: ج 2 ص 320.

2- تاريخ المدينة لابن شبة: ج 1 ص 88 و 89، وفي هامشه عن: عمدة الأخبار: ص 123 و 124، وراجع: وفاء الوفاء: ج 3 ص 883 عن مسلم، والنسائي.

3- البحار: ج 16 ص 192.


الصفحة 255

الباب (1).

6 - سيأتي في الفصل التالي تحت عنوان: إحراق الباب أو التهديد به، تحت رقم 6:

عن أبي المقدام، عن أبيه عن جده، قال: ... فقام أبو بكر، وعمر، وعثمان، وخالد بن الوليد، والمغيرة بن شعبة، وأبو عبيدة بن الجراح، وسالم مولى أبي حذيفة، وقمت معهم. وظنت فاطمة (عليها السلام) أنها لا ندخل بيتها إلا بإذنها، فأجافت الباب، وأغلقته.

فلما انتهوا إلى الباب، ضرب عمر الباب برجله فكسره - وكان من سعف - (2).

لا مجال للخروج والباب مغلق:

وثمة ما يدل على أن إغلال الباب يمنع من الخروج والدخول، وذلك:

1 - مثل ما رواه ابن عباس. من أن أبا بكر وعمر كانا في سمر في بعض الليالي ; فدخل عليهما رجل، واحتج عليهما في موضوع غصبهما حق الزهراء (ع): ثم غاب الشخص من أعيننا ; فقال لخدمه: ردوه.

قالوا: ما رأينا أحدا دخل ولا خرج، وإن الباب لمغلق من أول

____________

1- فرائد السمطين: ج 1 ص 92، وعوالم العلوم: ج 11 ص 290. وفي هامشه عن مصادر كثيرة أخرى.

2- الاختصاص: ص 185 و 186. وذكره في البحار ج 28 ص 227، وتفسير العياشي: ج 2 ص 67، لكن فيه بدل: أجافت الباب: أغلقت الباب.


الصفحة 256

الليل (1) .

2 - وسيأتي أنه لما لم يفتح جريج القبطي الباب لعلي (عليه السلام) اضطر أن يثب عن الحائط ليصل إليه(2) .

ضرب أو طرق، أو دق، أو قرع الباب:

وقد ورد التعبير بـ (دق) أو (طرق) أو (ضرب) أو (قرع الباب) في موارد كثيرة، وظاهره أن الدق والقرع للباب نفسه، وهو يقتضي أن يكون مما يدق، والمسوح لا تقرع ولا تدق. ونذكر من هذه النصوص على سبيل المثال:

1 - حديث مجئ الخياط بثياب للحسن والحسين (ع) في يوم العيد، ففتحت له الزهراء (عليها السلام)، حيث يقول النص: فلما أخذ الظلام قرع الباب قارع (3).

2 - قال سلمان: فمضيت إليها (أي إلى فاطمة) فطرقت الباب، واستأذنت، فأذنت لي.. الخ (4).

3 - وبعد ما تصدق علي (عليه السلام) بالدينار، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رابط على بطنه الحجر من الجوع، جاء

____________

1- الرسائل الاعتقادية للعلامة الخواجوئي ص 457.

2- سيأتي ذلك في العنوان التالي: الحديث رقم / 8.

3- البحار: ج 43، ص 289، عن الأمالي للمفيد ومناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 390، (ط دار الأضواء).

4- البحار: ج 91، ص 227، و ج 92، ص 37، و ج 43 ص 66 - 68، وعن مهج الدعوات: ص 7 - 9. ودلائل الإمامة: ص 28.


الصفحة 257

هو وعلي حتى قرع على فاطمة الباب، فلما نظرت... الخ (1).

4 - ولما بنى أمير المؤمنين بفاطمة (عليها السلام) اختلف رسول الله (ص) إلى بابها أربعين صباحا كل غداة، يدق الباب، ثم يقول: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة.

الصلاة رحمكم الله {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}.

ثم قال: يدق دقا أشد من ذلك، ويقول: إنا سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم(2) .

5 - وفي حديث تكليم الضب لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أن سلمان جاء إلى بيت فاطمة (عليها السلام) بحثا عن الزاد له: فقرع الباب فأجابته من وراء الباب... إلى أن قال عن النبي (ص): فقام حتى أتى حجرة فاطمة، فقرع الباب - وكان إذا قرع الباب لا يفتح له إلا فاطمة - فلما فتحت له نظر الخ.. (3).

6 - وفي حديث اليهود الذين جاؤا إلى المدينة، فوجدوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد مات، فالتقوا بأبي بكر، فلم يجدوا عده ما يريدون، فأتوا منزل الزهراء (ع) وطرقوا الباب.. الخ(4) .

7 - وفي حديث نافع مولى عائشة، قال: بينا رسول الله (ص) عند عائشة إذ جاء جاء، فدق الباب فخرجت إليه، فإذا جارية مع إناء

____________

1- البحار: ج 35، ص 251.

2- تفسير فرات: ج 1 ص 339 (ط مؤسسة النعمان سنة 1412 هـ) والبحار: ج 35 ص 215 و 216.

3- البحار ج 43 ص 72، ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 74.

4- البحار: ج 41 ص 270، والفضائل لابن شاذان: ص 130، و 131.


الصفحة 258

مغطى، فرجعت إلى عائشة فأخبرتها، فقالت: ادخلها.. إلى أن تقول الرواية: ثم جاء جاء فدق الباب، فخرجت إليه، فإذا علي بن أبي طالب، فرجعت فأخبرته (ص) فقال: أدخليه، ففتحت له الباب، فدخل الخ.. (1).

8 - وفي حديث: أن معاذ بن جبل دخل المدينة ليلا، وأتى باب عائشة، فدق عليها الباب.

فقالت: من هذا الذي يطرق بنا ليلا ؟

قال: أنا معاذ بن جبل.

ففتحت الباب(2) . وذلك حين وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

9 - ويروي أنس حديث الطير ، ويذكر فيه عبارة: فضرب الباب عدة مرات.. فراجع (3).

10 - وفي حديث الطير يقول علي (عليه السلام): ثم إني صرت إلى باب عائشة، فطرقت الباب، فقالت لي عائشة: من هذا ؟

فقلت لها: أنا علي. فقالت: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) راقد.

فانصرفت، ثم قلت: النبي (ص) راقد وعائشة في الدار.

____________

1- كشف اليقين: ص 292، وكشف الغمة للإربلي: ج 1 ص 343، عن مناقب ابن مردويه والبحار: ج 32 ص 282 و ج 38 ص 351، واليقين لابن طاووس: ص 61 و 41 و 14.

2- الثقات ج 2 ص 163.

3- الإتحاف بحب الأشراف: ص 8.


الصفحة 259

فرجعت، وطرقت الباب، فقالت لي عائشة: من هذا ؟ فقلت: أنا علي.

فقالت: إن النبي على حاجة.

فانثنيت مستحييا من دقي الباب. ووجدت في صدري ما لا أستطيع عليه صبرا. فرجعت مسرعا، فدققت الباب دقا عنيفا. فقالت لي عائشة: من هذا ؟ فقلت أنا علي.

فسمعت رسول الله (ص) يقول لها: يا عائشة افتحي (له الباب، ففتحت، فدخلت الخ..)

وفي بعض نصوص الحديث: فقرع الباب قرعا خفيفا .

وفي بعضها: فضرب الباب ضربا شديدا .

وفي بعض نصوصه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): فمكثت مليا فلم أر أحدا يطرق الباب . وفي بعضها عن علي: فجئت فطرقت الباب... فرجعت فدققت الباب الدق الذي سمعته يا رسول الله (1) .

11 - وفي حديث الإفك على مارية: فضرب على باب البستان، فأقبل إليه جريج ليفتح له الباب الخ..(2) .

12 - وعن سويد بن غفلة، قال: أصابت عليا شدة، فأتت

____________

1- راجع: الاحتجاج: ج 1 ص 470 و 471 وكشف اليقين: ص 305، وراجع: البحار: ج 38، ص 349 و 350 و 305 و 356 و 357 والطرائف ص 72 وعن ابن المغازلي.

2- تفسير القمي: ج 2 ص 99 و 100 والبحار: ج 22 ص 155، عنه وتفسير البرهان: ج 3 ص 126 و 127، و ج 4 ص 205، وتفسير نور الثقلين: ج 3 ص 581 و 582.


الصفحة 260

فاطمة (عليها السلام) ليلا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فدقت الباب. فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): اسمع حس حبيبي بالباب. زاد الرزندي الحنفي: فقال النبي (ص) إن هذا لدق فاطمة...

إلى أن قال: فقومي فافتحي لها الباب الخ.. (1).

13 - وفي حديث: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لأنس: أول من يدخل علي اليوم أمير المؤمنين، وسيد المسلمين.. فجاء علي (ع) حتى ضرب الباب. فقال: من هذا يا أنس ؟ قلت: علي. قال: افتح له، فدخل..:(2) .

14 - وفي حديث تزويج فاطمة بعلي، يقول (صلى الله عليه وآله وسلم): .. يا أبا الحسن. فوالله، ما عرج الملك من عندي حتى دققت الباب(3).

15 - وفي حديث تزويج فاطمة أيضا: .. أقبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى دق الباب، فقالت أم أيمن: من هذا؟ فقال: أنا رسول الله. ففتحت له الباب، وهي تقول الخ..(4) .

____________

1- بحار الأنوار: ج 90 ص 272، و ج 43 ص 152، عن الدعوات للراوندي ص 47، ونظم درر السمطين ص 190.

2- كشف اليقين ص 305، وكشف الغمة: ج 1 ص 342 والبحار: ج 37 ص 296 و 297، واليقين لابن طاووس: ص 161، ومناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) للقاضي محمد بن سليمان الكوفي، ج 1 ص 361 و 360 و 313 و 394، ونقله في هامش الكتاب عن حلية الأولياء: ج 1 ص 63 ومصادر أخرى فراجع.

3- قد ذكر الحديث مع مصادره تحت عنوان: ضرب أو طرق، أو دق، أو قرع الباب.

4- كشف الغمة: ج 1 ص 371 وراجع مجمع الزوائد: ج 9 ص 210، وشرح الأخبار: ج 3 ص 56 / 57.


الصفحة 261

16 - وفي حديث يذكر عجز الخليفة الأول عن إجابة الجاثليق يقول سلمان: .. نهضت لا اعقل أين أضع قدمي إلى باب أمير المؤمنين، فدققت عليه الباب، فخرج الخ.. (1) .

17 - وفي حديث البيعة لأبي بكر: ثم قام عمر، فمشى معه جماعة حتى أتوا باب فاطمة فدقوا الباب إلى أن يقول: وبقي عمر ومعه قوم، فأخرجوا عليا، ومضوا به إلى أبي بكر . وكان ذلك بعد قصة الإحراق:(2) .

18 - وفي حديث آخر يقول: فوثب النبي (ص) حتى ورد إلى حجرة فاطمة، فقرع الباب. وكان إذا قرع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الباب لا يفتح له الباب إلا فاطمة، فلما أن فتحت له الباب نظر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى صفار وجهها الخ..(3).

19 - وفي حديث: أن النبي أخر في بعض الليالي العشاء الآخرة، فجاء عمر، فدق الباب، فقال: يا رسول الله، نام النساء والصبيان الخ.. (4) .

20 - وفي حديث مجئ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى بيت أبي الهيثم بن التيهان قال: فقرعنا الباب فقالت المرأة: من

____________

1- إرشاد القلوب للديلمي: ص 302.

2- راجع الإمامة والسياسة: ج 1 ص 20. لكن هذه الصفحة في بعض الطبعات وضعت في الجزء الثاني عمدا أو سهوا.

3- البحار: ج 43 ص 73، وعوالم العلوم: ج 11 ص 169.

4- البحار: ج 30 ص 265، وتهذيب الأحكام: ج 2 ص 28.


الصفحة 262

هذا ؟ فقال عمر: هذا رسول الله (ص) الخ.. (1).

21 - وفي قصة أخرى أتى زيد بن حارثة إلى بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقرع الباب الخ..(2) .

اجابته من وراء الباب:

1 - وقد روي في معجزات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، حديث الإعرابي الذي، اصطاد ضبا، فكلم الضب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ; فكان ذلك سبب إسلام الأعرابي ; فأراد سلمان أن يهيئ له زادا، فلم يجد في بيوت أزواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئا.

قال سلمان: إن يكن خير فمن منزل فاطمة بنت محمد (ص)، فقرع الباب، فأجابته من وراء الباب: من بالباب ؟ ! فقال لها: أنا سلمان الفارسي (3).

فهذا الحديث يظهر: أن ثمة بابا تجيب فاطمة سلمان من ورائه.

2 - وفي حديث المفضل قال: وخطابها لهم من وراء الباب(4) .

3 - سيأتي في الفصل الذي يتحدث عن بيوت مكة حديث خديجة مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).

____________

1- كنز العمال: ج 7 ص 194.

2- كنز العمال: ج 10 ص 570، عن ابن عساكر.

3- البحار: ج 43 ص 72.

4- سيأتي الحديث في الفصل التالي إن شاء الله تعالى.


الصفحة 263

خلف الباب:

1 - وجاء في رواية سليم بن قيس قوله حتى انتهى إلى باب علي، وفاطمة قاعدة خلف الباب (1) . وسيأتي ذلك في الفصل التالي.

2 - وقد تقدم حديث مناجاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لفاطمة في الليلة التي قبض (صلى الله عليه وآله وسلم) في صبيحتها:

وقد جاء فيه فلما طال ذلك خرج علي، والحسن، والحسين، وأقاموا بالباب، والناس خلف الباب (2).

إلا أن يقال: المراد: أن الناس كانوا في الجهة الأخرى من فتحة الباب، لا أنهم كانوا خلف مصراع الباب المغلق..

حرك الباب:

1 - وفي حديث أبي موسى حين جعل نفسه بوابا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، حين تبعه إلى بئر أريس، يقول أبو موسى:

... فإذا إنسان يحرك الباب. فقلت: من هذا ؟

فقال: عمر بن الخطاب.

____________

1- راجع: البحار: ج 43 ص 197 و 198، و ج 28 ص 299 وكتاب سليم بن قيس ص 250 (ط الأعلمي).

2- البحار: ج 22 ص 490 عن الطرف: ص 38 - 41.


الصفحة 264

فقال: ائذن له وبشره بالجنة..

إلى أن قال: فجاء إنسان يحرك الباب، فقلت من هذا ؟.

فقال عثمان بن عفان الخ.. (1).

2 - ويقول أبو أيوب الأنصاري لبعض زواره: أقسم بالله لكما: لقد كان رسول الله في هذا البيت الذي أنتما فيه، وما في البيت غير رسول الله (ص)، وعلي (ع) جالس عن يمينه، وأنا قائم بين يديه، وأنس، إذ حرك الباب. فقال رسول الله: يا أنس انظر من بالباب ؟

فخرج أنس ورجع فقال: هذا عمار بن ياسر. فقال أبو أيوب: سمعت رسول الله يقول: يا أنس افتح لعمار الطيب المطيب. ففتح أنس الباب.. الخ.. (2) .

وضع يده على الباب فدفعه:

1 - عن جابر الأنصاري قال: خرج رسول الله (ص) يريد فاطمة وأنا معه، فلما انتهينا إلى الباب وضع يده عليه فدفعه، ثم قال:

السلام عليكم، فقالت فاطمة: عليك السلام يا رسول الله.

قال: أدخل.

____________

1- صحيح البخاري: ج 2 ص 187، ووفاء الوفاء: ج 3 ص 942 و 943 عن صحيح مسلم ج 7 ص 119 و 118 (ط سنة 1334).

2- الطرائف لابن طاووس: ص 102 وفي هامشه عن البحار: ج 38 ص 37 وعن المناقب للخوارزمي ص 124.


الصفحة 265

قالت: أدخل يا رسول الله الخ.. (1).

2 - ويذكرون في قصة زينب بنت جحش: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذهب إلى بيت زيد بن حارثة فإذا زينب جالسة وسط حجرتها تسحق طيبا بفهر لها. فدفع رسول الله الباب، فنظر إليها (2) .

3 - عن أبي موسى الأشعري في حديث له يذكر فيه أنه جعل نفسه بوابا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بئر أريس، يقول: .. فجاء أبو بكر، فدفع الباب. فقلت: من هذا؟!

فقال: أبو بكر، فقلت: على رسلك.. (3) .

لو كانت الروايات مكذوبة:

ونشير هنا إلى أنه حتى لو كان ثمة روايات مكذوبة أو محرفة، فإن ذلك لا يمنع من الاعتماد عليها في استكشاف وجود الأبواب لبيوت المدينة، لأن الراوي الذي عاش في زمن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما يقرر الأمور وفق مشاهداته، وما اعتاده وألفه، حيث لا داعي إلى افتعال صور وهمية لأبواب لا وجود لها، لأن ذلك سوف ينعكس سلبا على قناعات من يريد الراوي أن يؤثر على قناعاتهم.

على أن الذي يكذب إنما يكذب في مضمون خاص له غرض

____________

1- الكافي: ج 5 ص 528، والبحار: ج 43 ص 62، والوسائل: ج 20 ص 216.

2- البحار: ج 22 ص 15.

3- صحيح البخاري: ج 2 ص 187، ووفاء الوفاء: ج 3 ص 942، عن صحيح مسلم: ج 7 ص 118 (ط سنة 1334) وفي دلائل النبوة ج 6 ص 388 فلم أنشب أن دق الباب، الخ..


الصفحة 266

فيه ; فلا يعقل أن يدس فيه ما يعلم معه عدم صحة الخبر، خصوصا في الأمور العادية التي لا يستريب فيها أحد.

فتح الباب:

وإذا جاء التعبير بـ‍ فتح الباب ونحوه واحتاج الباب الى من يفتحه في وجه الطارق فإن ذلك إنما يكون من المواد الصلبة التي لا يقدر الطارق على إزاحتها من طريقه، إذ لو كان الباب مستورا بالمسوح، فيكفي أن يقال للطارق: أدخل، فيزيح الستار ويدخل.

ونحن نجد في النصوص ما يؤكد على الحاجة إلى فتح الباب للطارقين.

كما أن استعمال كلمة فتح يشير إلى أن الباب ليس من قبيل الستائر والمسوح، وإلا لكان التعبير ب‍ أزاح الستار عن الباب هو الأصوب والأنسب، فلنلاحظ إذن النصوص التالية:

1 - تقدم عن سويد بن غفلة أنه، قال: أصابت عليا شدة، فأتت فاطمة (ع) ليلا رسول الله (ص) ; فدقت الباب. فقال: أسمع حس حبيبتي بالباب، يا أم أيمن قومي وانظري، ففتحت لها الباب الخ.. (1) .

2 - وفي حديث آخر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لأنس: افتح له. فدخل (2) .

____________

1- تقدم الحديث ومصادره تحت عنوان: ضرب أو دق أو طرق أو قرع الباب رقم 9.

2- قد تقدم الحديث تحت عنوان: ضرب أو دق، أو طرق أو قرع الباب رقم 10.


الصفحة 267

3 - وسيأتي حديث أم سلمة حول فتح وبقاء الباب مغلقا.

4 - وثمة حديث يقول: إنه (صلى الله عليه وآله وسلم)، كان عند عائشة إذ طرق الباب، فقال: قومي، فافتحي الباب لأبيك، فقمت وفتحت له.... ثم طرق الباب، فقال: قومي وافتحي الباب لعمر، فقمت وفتحت له.

وطرق الباب فقال: قومي وافتحي الباب لعثمان، فقمت وفتحت.

ثم طرق الباب فوثب النبي (ص)، وفتح الباب، فإذا علي بن أبي طالب...

إلى أن قالت الرواية: فقال النبي: يا عائشة، لما جاء أبوك كان جبرائيل بالباب. وهممت أن أقوم فمنعني. ولما جاء علي (ع) وثبت الملائكة تختصم في فتح الباب له، فقمت فأصلحت بينهم، وفتحت الباب له... (1) .

5 - وفي حديث زواج فاطمة عليها السلام أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أتاهما في صبيحتها، وقال: السلام عليكم، أدخل، رحمكم الله ؟

ففتحت أسماء الباب، وكانا نائمين تحت كساء الخ.. (2) .

6 - تقدم حديث مجئ الخياط بثياب للحسن والحسين (عليهما السلام) في يوم العيد، فقرع الباب، ففتحت

____________

1- البحار: ج 37، ص 313 عن مشارق أنوار اليقين.

2- البحار: ج 43 ص 117 ومناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 356.


الصفحة 268

الزهراء الباب له (1).

7 - عن أبي موسى، وقريب منه عن أنس، وعن زيد بن ثابت:

أنه كان مع النبي (ص) عود يضرب به بين الماء والطين، فجاء رجل يستفتح.

فقال: افتح له، وبشره بالجنة، فإذا هو أبو بكر (رض)

قال: ففتحت له، وبشرته بالجنة. ثم جاء رجل يستفتح،

فقال: افتح له وبشره بالجنة فإذا هو عمر ففتحت له وبشرته بالجنة ثم جاء رجل يستفتح فقال: افتح له وبشره بالجنة، على بلوى تصيبه، أو بلوى تكون.

قال: فإذا هو عثمان، ففتحت له وبشرته بالجنة، وأخبرته فقال الله المستعان(2) .

ونحن وإن كان لنا رأي في هذا الحديث ونظائره، ونعتقد أنه موضوع ومصنوع ولكن نفس التعابير الواردة فيه تشير إلى أن واضعه إنما يتحدث على أساس أجواء كان يعيشها ويشير إلى واقع كان قائما في مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم). كما أشرنا إليه آنفا.

8 - وفي حديث أبي الطفيل: أنه (ص) انطلق إلى مكان كذا وكذا، ومعه ابن مسعود وأناس من أصحابه، حتى أتى دارا قوراء; فقال: افتحوا هذا الباب، ففتح، ودخل النبي، ودخلت معه، فإذا قطيفة في وسط البيت الخ... ثم ذكرت الرواية الغلام الأعور الذي كان تحت القطيفة، ولم يشهد لرسول الله (ص) بالرسالة (3).

9 - عن عائشة، قالت: فتح رسول الله (ص) بابا بينه وبين

____________

1- راجع: عنوان: ضرب، أو طرق أو دق أو قرع الباب، حديث رقم 1.

2- مسند أحمد: ج 4 ص 406 وكنز العمال: ج 13 ص 94 و 95 و 93 و 66 و 65 و ج 2 ص 537 عن ابن عساكر.

3- مسند أحمد: ج 5 ص 454.


الصفحة 269

الناس، أو كشف سترا (1).

10 - عن أبي عبد الله الجسري، في حديث مرض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): فأغمي عليه.. ثم أفاق، فقال: افتحوا له الباب. ففتحنا الباب، فإذا عثمان.. (2) .

11 - في حديث عائشة: أن رسول الله (ص) فتح الباب رويدا، ثم خرج وأجافه رويدا. (راجع عنوان: أجاف الباب حديث رقم 3).

12 - وفي حديث سلمان عن فاطمة، تقول فاطمة (عليها السلام): وكنت رددت باب الحجرة بيدي، إذ انفتح الباب، ودخل علي ثلاث جواري. (راجع عنوان: رددت باب الحجرة بيدي) (3).

13 - وحين جاء اليهود إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فوجدوه قد توفي، وجلس مكانه أبو بكر، فوجدوا أن أبا بكر ليس هو المطلوب خرجوا من بين يدي أبي بكر، وتبعوا الرجل، حتى أتوا منزل الزهراء (عليها السلام)، وطرقوا الباب، وإذا بالباب قد فتح، فإذا بعلي قد خرج، وهو شديد الحزن على رسول الله الخ.. (4) .

14 - ويذكرون في صفة النبي (ص): أنه (ص) كان يخصف

____________

1- تقدم تحت عنوان: فتح بابا أو كشف سترا.

2- مسند أحمد: ج 6 ص 263.

3- وراجع أيضا: عوالم العلوم: ج 1 ص 162 ومهج الدعوات: ص 5 ومصادر أخرى ذكرها في هامش العوالم. وثمة مصادر أخرى ذكرناها في عنوان: رددت باب الحجرة بيدي.

4- تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت عنوان: ضرب أو دق أو طرق، أو قرع الباب، حديث رقم / 5.


الصفحة 270

النعل، ويرقع الثوب، ويفتح الباب.. (1).

15 - وفي حديث نافع مولى عائشة يروي فيه: أنه (ص) أتي بطعام، فقال (ص): ليت أمير المؤمنين وسيد المسلمين (كان حاضرا كي) يأكل معي. قالت عائشة ; ومن أمير المؤمنين ؟ فسكت.

ثم أعادت فسألت: فسكت.

ثم جاء جاء فدق الباب، فخرجت إليه، فإذا علي بن أبي طالب، فرجعت فأخبرته. فقال ادخله. ففتحت له الباب، فدخل.

فقال: مرحبا وأهلا، لقد تمنيتك الخ.. (2) .

16 - وفي حديث الطير: فدقت الباب دقا عنيفا وقالت لي عائشة: من هذا ؟

فقلت أنا علي.

فسمعت رسول الله يقول لها: يا عائشة، افتحي (له) الباب ففتحت، فدخلت (3).

فلو كان الباب مجرد ستر، فقد كان بإمكان النبي أن يقول لعلي: ادخل.

17 - وفي حديث آخر يقول: إن أبا أيوب نادى: يا أماه افتحي الباب، فقد قدم سيد البشر. فخرجت وفتحت الباب، وكانت عمياء(4) .

____________

1- البحار: ج 16 ص 227 عن مناقب آل أبي طالب، ج 1 ص 146.

2- تقدمت المصادر لذلك تحت عنوان: ضرب أو دق أو طرق أو قرع الباب، حديث رقم / 7.

3- تقدم هذا الحديث مع مصادره تحت عنوان: ضرب أو دق أو طرق أو قرع الباب.

4- مناقب آل أبي طالب: ج 1 ص 133.


الصفحة 271

18 - عن سفينة مولى رسول الله: أن امرأة من الأنصار أهدت له (ص) طيرين.. إلى أن تقول الرواية:... فقال (ص): افتح له. ففتحت (1).

19 - وفي قصة الإفك على مارية، أمر النبي (ص) عليا (عليه السلام) بقتل جريج، يقول النص: فضرب علي باب البستان، فأقبل إليه جريج ليفتح له الباب، فلما رأى عليا عرف في وجهه الشر، فرجع، ولم يفتح الباب، فوثب علي على الحائط ونزل إلى البستان الخ..:(2) .

ومن الواضح: أنه لو كان ثمة ستر على الباب لم يحتج عليه السلام إلى أن يثب على الحائط.

20 - وعن عائشة، كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلي والباب عليه مغلق، فجئت، فمشى حتى فتح لي، ثم رجع (راجع عنوان: غلق الباب).

21 - تقدم عن جابر، عنه (ص): أغلق بابك، واذكر اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا (راجع عنوان غلق الباب).

22 - وتقدم في حديث زواج فاطمة: فقالت: أم أيمن: من هذا ؟ فقال: أنا رسول الله. ففتحت له الباب .

23 - وتقدم حديث مجئ النبي (ص)، وأبي بكر، وعمر إلى بيت أبي الهيثم بن التيهان، وفيه: ففتحت الباب فدخلنا الخ.. فراجع

____________

1- البحار: ج 38، ص 355 عن الطرائف.

2- راجع عنوان: ضرب، أو طرق، أو دق، أو قرع الباب، الحديث رقم / 8.


الصفحة 272

24 - وقد رووا عن علي (ع): أنه لما مات أبو بكر، قال علي: قلت: يا رسول الله، هذا أبو بكر يستأذن، فرأيت الباب قد فتح، وسمعت قائلا يقول: أدخلوا الحبيب إلى حبيبه الخ.. .

رواه ابن عساكر، وقال: منكر، وأبو طاهر كذاب، وعبد الجليل مجهول الخ..(1).

وقد قلنا: إن الخبر وإن كان غير صحيح، ولكنه يشير إلى أن ما يتحدث عنه قد كان مما يستعمله الناس آنئذ.

25 - وتقدم حديث خديجة مع النبي (ص) تحت عنوان: (أجاف الباب) وفيه عدة موارد يمكن الاستشهاد بها هنا، فلتراجع هناك.

وفيها أيضا قول علي (ع): كان النبي إذا أراد أن يفطر أمرني أن أفتح لمن يرد إلى الإفطار:(2) .

26 - في رواية عن أنس جاء فيها: .. فاشتملت فاطمة عليها السلام بعباءة قطوانية، وأقبلت حتى وقفت عليها السلام على باب رسول الله (ص)، ثم سلمت وقالت: يا رسول الله، أنا فاطمة. ورسول الله (ص) ساجد يبكي، فرفع رأسه وقال: ما بال قرة عيني فاطمة حجبت عني، افتحوا لها الباب، ففتح لها الباب، فدخلت. الخ.. (3).

____________

1- كنز العمال: ج 12 ص 538 و 539.

2- عوالم العلوم: ج 11 ص 41.

3- عوالم العلوم: ج 11 ص 265 عن تنبيه الغافلين ص 22 وإحقاق الحق (قسم الملحقات): ج 10 ص 182 عنه.


الصفحة 273

27 - وكان علي (عليه السلام) في بيت أم سلمة، فأتى علي، فدق الباب دقا خفيفا، فعرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دقه، وأنكرته أم سلمة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قومي فافتحي له الباب الخ.. (1).

الباب المقفل:

قال البياضي رحمه الله: ثم احتجوا بسكوت علي وغيره على عمر. وبدفن أبي بكر في الحجرة، وقد كانت مقفولة، ففتحت من غير فتح. وسمع فيها صوت أدخلوا الحبيب على الحبيب :(2) .

فتح القفل وبقاء الباب مغلقا:

وقد صرحت بعض النصوص بفتح الباب بمعنى فتح قفله، مع بقائه مغلقا، حتى يفتحه فاتح آخر.

فقد روي عن علي (عليه السلام)، أنه قال وهو يتحدث عن رسول الله (ص):

كأني معه الآن، وهو يقول في بيت أم سلمة ذلك ; فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قومي فافتحي الباب فقالت: يا رسول الله، من هذا الذي بلغ من خطره ما أفتح له الباب، وقد نزل فينا قرآن بالأمس يقول الله عز وجل:

____________

1- مناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) للقاضي محمد بن سليمان الكوفي ج 1 ص 338.

2- الصراط المستقيم: ج 3 ص 113.


الصفحة 274

{وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب}(1). فمن هذا الذي بلغ من خطره أن أستقبله بمحاسني ومعاصمي؟!.

فقال كهيئة المغضب: يا أم سلمة، من يطع الرسول فقد أطاع الله، قومي فافتحي الباب، فإن بالباب رجلا ليس بالخرق ولا بالنزق، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله. يا أم سلمة، إنه آخذ بعضادتي الباب، ليس بفتاح الباب، ولا بداخل الدار حتى يغيب عنه الوطء إن شاء الله.

فقامت أم سلمة تمشي نحو الباب، وهي لا تثبت من في الباب، غير أنها قد حفظت النعت والوصف، وهي تقول: بخ بخ لرجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ففتحت الباب، فأخذت بعضادتي الباب، فلم أزل قائما حتى غاب الوطء، فدخلت أم سلمة خدرها الخ..(2) .

____________

1- سورة الأحزاب: 53.

2- راجع: البحار: ج 38 ص 121 و 122 و ج 32 ص 347 و ج 39 ص 267 و ج 43 ص 126 وتفسير البرهان: ج 3 ص 332 عن ابن بابويه ومناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب للقاضي محمد بن سليمان الكوفي: ج 1 ص 368. وراجع: كشف الغمة: ج 1 ص 91، كشف اليقين: ص 260. عن كتاب ابن خالويه ومختصر تاريخ دمشق ج 18 ص 54، ومناقب الخوارزمي ص 86 - 87، الفصل السابع، وفي هامشه عن: ترجمة الإمام علي (ع) من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) ج 3 ص 164 و 165، وعن فرائد السمطين: ج 1 ص 331 وعن كفاية الطالب ص 312، وإحقاق الحق (قسم الملحقات) ج 4 ص 244 و 245، عن مصادر كثيرة وعن علل الشرائع ج 1 ص 54.


الصفحة 275

توضيح ضروري:

وهذه الرواية قد أوضحت بما لا مجال معه للشك: أن فتح أم سلمة للباب إنما هو بإزالة المانع القوي، لا بمجرد إزاحة الستار، ولذا فإن فتحها للباب لم يغن عليا عن فتحه أيضا حيث قال (ص) لها: إن فتحها الباب له لا يعني أنه سيفتحه وسيراها، بل هو سوف يحتفظ به مغلقا، حتى يغيب عنه الوطء. ومعنى ذلك: أن أم سلمة إنما أزالت القفل عن الباب الذي بقي مغلقا إلى أن غاب عنه الوطء ففتحه علي عندها، ودخل الدار.

كسر الباب:

وقد تحدثت بعض النصوص عن كسر الباب أو غلقه، فهي تقول:

1 - سأل عمر عن قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الفتنة التي تموج كموج البحر فقال له حذيفة: ما لك ولها يا أمير المؤمنين. إن بينك وبينها بابا مغلقا.

قال: فيكسر الباب أو يفتح ؟.

قال: لا، بل يكسر.

قال: ذاك أجدر أن لا يغلق.

قلنا لحذيفة: أكان عمر يعلم من الباب.

قال نعم، كما يعلم أن دون غد الليلة، إني حدثته حديثا ليس


الصفحة 276

بالأغاليط الخ.. (1).

2 - وفي حديث آخر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ; يصف فيه ملك الموت: .. فيقوم بالباب، فلا يستأذن بوابا، ولا يهتك حجابا، ولا يكسر بابا الخ.. (2) .

3 - وسيأتي في الفصل التالي، حين الحديث عن إحراق الباب أو التهديد، قوله: فضرب عمر الباب برجله فكسره. وكان من سعف ثم دخلوا(3).

4 - وحسب نص كتاب الاختصاص: فأجافت الباب فأغلقته ، فلما انتهوا إلى الباب ضرب عمر الباب برجله فكسره (4) . وسيأتي ذلك في الفصل التالي أيضا.

الباب ذو المفتاح:

وقد كان لأبواب بيوت المدينة مفاتيح أيضا، ولا يمكن للستائر أن يكون لها مفاتيح. فلاحظ ما يلي:

1 - روي عن دكين بن سعيد المزني قال: أتينا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسألناه الطعام، فقال: يا عمر، إذهب فأعطهم.

____________

1- سنن ابن ماجة: ج 2 ص 1306 وصحيح البخاري: ج 1 ص 67 و 164 و 212 (ط سنة 1309 ه‍. ق.) ودلائل النبوة للبيهقي: ج 6 ص 386.

2- الاختصاص: ص 345، والبحار: ج 8 ص 207.

3- تفسير العياشي: ج 2 ص 67، وتفسير البرهان: ج 2 ص 93، وبحار الأنوار: ج 28 ص 227.

4- الاختصاص: ص 185 و 186.


الصفحة 277

فارتقى بنا إلى علية، فأخذ المفتاح من حجزته، ففتح الخ.. (1).

2 - ويؤيد ذلك: ما روي عن علي (عليه السلام) أنه قال في خطبة له: قد أعدوا لكل حق باطلا، ولكل قائم مائلا، ولكل حي قاتلا، ولكل باب مفتاحا، ولكل ليل مصباحا (2) .

وهو عليه السلام إنما يتحدث مع الناس بما يعرفونه ويألفونه. مما كان في عهده وقبله إلى زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

3 - ويؤيد ذلك أيضا: أنه حين كلم علي (ع) طلحة في أمر عثمان: انصرف علي (ع) إلى بيت المال، فأمر بفتحه، فلم يجدوا المفتاح، فكسر الباب، وفرق ما فيه على الناس، فانصرفوا من عند طلحة حتى بقي وحده، فسر عثمان بذلك (3).

رتاج الباب:

عن عبد الله بن الحارث: أن عليا لما قبض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قام فارتج الباب.

قال: فجاء العباس معه بنو عبد المطلب، فقاموا على الباب الخ.. (4).

____________

1- سنن أبي داود: ج 4 ص 361 ح 5238. ومسند أحمد: ج 4 ص 174.

2- نهج البلاغة: الخطبة رقم 194، والبحار: ج 69 ص 176 و 177.

3- تاريخ الطبري: ج 4 ص 431، والبحار: ج 32 ص 57 عنه.

4- كنز العمال: ج 7 ص 255.


الصفحة 278

شق الباب:

والباب الذي يكون له شق هو - عادة - ذلك الباب المصنوع من خشب أو من سعف النخل، أو نحو ذلك. وقد ورد التعبير ب‍ شق الباب في بعض النصوص التي تتحدث عن زمن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وذلك مثل:

1 - ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام)، عن علي أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، أنه قال: .. بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بعض حجر نسائه، وبيده مدراة، فاطلع رجل من شق الباب، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لو كنت قريبا منك، لفقأت بها عينك (1) .

وعند الكليني: اطلع رجل على النبي من الجريد (2) .

2 - عن عائشة: لما جاء نعي جعفر وابن رواحة جلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يعرف في وجهه الحزن، وأنا أطلع من شق الباب، فأتاه رجل: فقال يا رسول الله الخ..(3).

3 - عن أم أيمن، قالت: حضرت ذات يوم إلى منزل سيدتي ومولاتي فاطمة (ع)... فأتيت إلى باب دارها وإذا أنا بالباب مغلق، فنظرت من شقوق الباب وإذ بفاطمة نائمة عند الرحى، ورأيت الرحى تطحن البر، وتدور الخ..(4) .

____________

1- قرب الإسناد: ص 18، والبحار: ج 76 ص 278، ومن لا يحضره الفقيه: ج 4 ص 74.

2- الكافي: ج 7 ص 292، وتهذيب الأحكام: ج 10 ص 208.

3- كنز العمال: ج 15 ص 732، عن ابن أبي شيبة.

4- طوالع الأنوار: ص 112 للسيد مهدي بن محمد الموسوي التنكابني (ط سنة 1295 هـ).


الصفحة 279

التقام الأبواب:

وذكر في جملة معجزات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أنه (ص) قد أخبر البعض بتحول بعض الجذوع إلى أفاعي، وقد حصل ذلك بالفعل: .. فلما وصلت إليهم كفت عنهم، وعدلت إلى ما في الدار من حباب، وجرار، وكيزان، وصلايات، وكراسي، وخشب، وسلاليم، وأبواب، فالتقمتها، وأكلتها (1) .

ونتوقف في هذا الفصل عند هذا الحد، لنكمل في الفصل التالي استعراض النصوص التي دلت على وجود باب لخصوص بيت الزهراء (عليها السلام) حاول البعض إحراقه وكسره فإلى الفصل التالي، وما فيه من مطالب هامة ومثيرة.

خلاصات مما تقدم:

ونحن نورد هنا ثبتا بقسم من التعابير التي استخدمت في النصوص التي عرضناها فيما سبق. وذلك على النحو التالي:

- كان باب بيت عائشة من عرعر أو ساج.

- وبابها من جريد النخل.

- قلت: مصراعا أو مصراعين. قال: كان باب واحد.

- كان بمصراع واحد.

____________

1- البحار: ج 17 ص 266، وتفسير الإمام العسكري ص 412.


الصفحة 280

- بابه (ص) يقرع بالأضافير، أي لا حلق له.

- مر رجل على باب لا ستر له، غير مغلق.

- فيما بين الستر والباب.

- بيت ليس له باب ولا ستر.

- فأغلق عليه بابه واستتر بستر الله.

- فأغلق الباب وأرخى الستر.

- فتح رسول الله بابا بينه وبين الناس أو كشف سترا.

- رأى على بابها سترا.

- ولا أغلق عنكم دونه باب.

- فأغلق عليه وعليهم الباب.

- أمرنا رسول الله (ص) أن نغلق الأبواب.

- وبالأبواب أن تغلق ليلا.

- كان يصلي والباب عليه مغلق فمشى حتى فتح لي.

- أخرجوا حتى أغلق الأبواب.

- أغلقوا الأبواب. - أغلق بابه دون المسكين.. أغلق الله تبارك وتعالى دونه أبواب رحمته.

- لم يغلق أبوابه دونهم.


الصفحة 281

- أغلق عليك بابك.

- فرأتهم فاطمة أغلقت الباب في وجوههم.

- وكنت رددت باب الحجرة بيدي.

- إذ نفتح الباب.

- أجيفوا الأبواب.. فإن الشيطان لا يفتح بابا أجيف.

- ثم فتحت الباب.

- فلما أتيت الباب إذا هو مجاف.

- ثم فتح الباب رويدا، ثم خرج وأجافه رويدا.

- وآية بيني وبينك أني أجيف الباب.

- فأجافت الباب وأغلقته.

- ضرب الباب برجله فكسره.

- ما رأينا أحدا دخل وخرج، وإن الباب لمغلق من أول الليل.

- قرع الباب قارع... ففتحت الباب.

- فطرقت الباب.

- حتى قرعا على فاطمة الباب.

- يدق الباب.

- يدق دقا أشد من ذلك.


الصفحة 282

- وطرقوا الباب.

- جاء فدق الباب.

- ففتحت له الباب.

- فانثنيت مستحييا من دقي الباب.

- فدققت الباب دقا عنيفا.

- افتحي له الباب ففتحت فدخلت.

- فضرب الباب ضربا شديدا.

- يطرق الباب.

- فدققت الباب الدق الذي سمعته يا رسول الله.

- فضرب علي باب البستان.

- فجاء علي حتى ضرب الباب.

- فقرع الباب فأجابته من وراء الباب.

- والناس خلف الباب.

- فإذا إنسان يحرك الباب.

- فلما انتهينا إلى الباب وضع يده عليه فدفعه.

- فدفع رسول الله الباب.

- فجاء أبو بكر فدفع الباب.


الصفحة 283

- إفتح له أو افتحي له، فقمت وفتحت.

- الملائكة تختصم في فتح الباب.

- جاء رجل يستفتح فقال: افتح له وبشره بالجنة.

- أتى دارا قوراء فقال: افتحوا هذا الباب، ففتح.

- يرقع الثوب ويفتح الباب.

- رجع ولم يفتح الباب، فوثب علي على الحائط.

- قومي فافتحي الباب فإن بالباب رجلا... إنه آخذ بعضادتي الباب ليس بفتاح الباب ولا بداخل الدار حتى يغيب عنه الوطء.

- ففتحت الباب

- فأخذت بعضادتي الباب، فلم أزل قائما حتى غاب الوطء.

- فيكسر الباب أو يفتح، قال: لا بل يكسر.

- ولا يكسر بابا.

- فضرب عمر الباب برجله فكسره - وكان من سعف - فدخلوا.

- فأجافت الباب فأغلقته فلما انتهوا إلى الباب، فضرب عمر الباب برجله فكسره.

- لا يكنكم منه باب ذو رتاج.

- أعد.. ولكل باب مفتاحا.


الصفحة 284

- فأخذ المفتاح من حجزته، ففتح.

- فاطلع رجل من شق الباب.

- عدلت إلى ما في الدار من حباب وجرار.. وأبواب فالتقمتها.

كانت تلك طائفة من التعبيرات التي دلت على وجود أبواب ذات مصاريع لبيوت المدينة. وثمة فقرات عديدة أخرى أضربنا عن ذكرها روما للاختصار.