الصفحة 52

المناظرة السابعة

مناظرة

الإمام الصادق (عليه السلام) مع القاضي ابن أبي ليلى

في وجوب متابعة علي بن أبي طالب (عليه السلام)

قال القاضي النعمان المغربي : روينا عنه ـ صلوات الله عليه ـ أنّه قال يوماً لابن أبي ليلى : أتقضي بين الناس ، يا عبد الرحمن ؟

فقال : نعم ، يا بن رسول الله .

قال : تنزع مالا من يدي هذا فتعطيه هذا ، وتنزع امرأة من يدي هذا فتعطيها هذا ، وتحدُّ هذا ، وتحبس هذا ؟

قال : نعم .

قال : بماذا تفعل ذلك كلَّه ؟

قال : بكتاب الله .

قال : كل شيء تفعله تجده في كتاب الله ؟

قال : لا .

قال : فما لم تجده في كتاب الله ، فمن أين تأخذه ؟

قال : فآخذه عن رسول الله .


الصفحة 53

قال : وكل شيء تجده في كتاب الله وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟

قال : ما لم أجده في كتاب الله ولا سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخذته عن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .

قال : عن أيِّهم تأخذ ؟

قال : عن أبي بكر وعمر وعثمان وعليٍّ (عليه السلام) وطلحة والزبير ، وعدَّ أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .

قال : فكل شيء تأخذه عنهم تجدهم قد اجتمعوا عليه ؟

قال : لا .

قال : فإذا اختلفوا فبقول من تأخذ منهم ؟

قال : بقول من رأيت أن آخذ منهم أخذت .

قال : ولا تبالي أن تخالف الباقين ؟

قال : لا .

قال : فهل تخالف عليّاً فيما بلغك أنه قضى به ؟

قال : ربّما خالفته إلى غيره منهم .

فسكت أبو عبد الله (عليه السلام) ساعة ينكت في الأرض ، ثمَّ رفع رأسه إليه ، فقال : يا عبد الرحمن ! فما تقول يوم القيامة إن أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيدك ، وأوقفك بين يدي الله فقال : أي ربِّ ! إن هذا بلغه عنّي قول فخالفه ؟

قال : وأين خالفت قوله يابن رسول الله ؟

قال : ألم يبلغك قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه : أقضاكم علي ؟(1) .

____________

1- تقدَّم مع بعض التخريجات في مناظرة الإمام الباقر (عليه السلام) مع هشام بن عبد الملك ، وسوف يأتي المزيد في مناظرة هشام بن الحكم مع حفص بن سالم .


الصفحة 54

قال : نعم .

قال : فإذا خالفت قوله ، ألم تخالف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟

فاصفرَّ وجه ابن أبي ليلى حتّى عاد كالأترجة ، ولم يحر جواباً(1) .

وفي رواية الكليني : عن سعيد بن أبي الخضيب البجلي قال : كنت مع ابن أبي ليلى مزاملة حتى جئنا إلى المدينة ، فبينا نحن في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ دخل جعفر بن محمّد (عليهما السلام) ، فقلت لابن أبي ليلى : تقوم بنا إليه ؟

فقال : وما نصنع عنده ؟

فقلت : نسائله ونحدِّثه .

فقال : قم ، فقمنا إليه ، فسائلني عن نفسي وأهلي ، ثمَّ قال : من هذا معك ؟ فقلت : ابن أبي ليلى قاضي المسلمين .

فقال له : أنت ابن أبي ليلى قاضي المسلمين ؟

قال : نعم .

قال : تأخذ مال هذا فتعطيه هذا ؟ وتقتل ، وتفرِّق بين المرء وزوجه ؟ لا تخاف في ذلك أحداً ؟

قال : نعم .

قال : فبأيِّ شيء تقضي ؟

قال : بما بلغني عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وعن علي (عليه السلام) ، وعن أبي بكر وعمر .

قال : فبلغك عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال : إن عليّاً (عليه السلام) أقضاكم ؟

____________

1- دعائم الإسلام ، القاضي النعمان المغربي : 1/92 ، مستدرك الوسائل ، الميرزا النوري : 17/241 ـ 242 ح2 ، بحار الأنوار ، المجلسي : 101/269 ـ 270 ح3 ، و40/150 .


الصفحة 55

قال : نعم .

قال : فكيف تقضي بغير قضاء عليٍّ (عليه السلام) وقد بلغك هذا ؟ فما تقول إذا جيء بأرض من فضّة ، وسماء من فضّة ، ثمَّ أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيدك فأوقفك بين يدي ربِّك فقال : يا ربِّ ! إن هذا قضى بغير ما قضيت ؟

قال : فاصفرِّ وجه ابن أبي ليلى حتى عاد مثل الزعفران ، ثمَّ قال لي : التمس لنفسك زميلا ، والله لا أكلِّمك من رأسي كلمة أبداً(1) .

____________

1- الكافي ، الكليني : 7/408 ـ 409 ح5 .


الصفحة 56

المناظرة الثامنة

مناظرة

الإمام الصادق (عليه السلام) مع القاضي غيلان بن جامع

روى الكليني عن عقبة بن خالد قال : قال لي أبو عبدالله (عليه السلام)لو رأيت غيلان بن جامع واستأذن عليَّ فأذنت له ، وقد بلغني أنه كان يدخل إلى بني هاشم ، فلمَّا جلس قال : أصلحك الله ! أنا غيلان بن جامع المحاربي قاضي ابن هبيرة .

قال: قلت : يا غيلان ! ما أظنُّ ابن هبيرة وضع على قضائه إلاَّ فقيهاً ؟

قال : أجل .

قلت : يا غيلان ! تجمع بين المرء وزوجه ؟

قال : نعم .

قلت : وتفرِّق بين المرء وزوجه ؟

قال : نعم .

قلت : وتقتل ؟

قال : نعم .

قلت : وتضرب الحدود ؟


الصفحة 57

قال : نعم .

قلت : وتحكم في أموال اليتامى ؟

قال : نعم .

قلت : وبقضاء من تقضي ؟

قال : بقضاء عمر ، وبقضاء ابن مسعود ، وبقضاء ابن عباس ، وأقضي من قضاء أميرالمؤمنين (عليه السلام) بالشي .

قال : قلت : يا غيلان ! ألستم تزعمون ـ يا أهل العراق ـ وتروون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : علي أقضاكم ؟

فقال : نعم .

قال : قلت : وكيف تقضي من قضاء علي (عليه السلام) ـ زعمت ـ بالشيء ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : عليٌّ أقضاكم ؟

قال : وقلت : كيف تقضي يا غيلان ؟

قال : أكتب : هذا ما قضى به فلان بن فلان لفلان بن فلان ، يوم كذا وكذا ، من شهر كذا وكذا ، من سنة كذا ، ثمَّ أطرحه في الدواوين .

قال : قلت : يا غيلان ! هذا الحتم من القضاء ، فكيف تقول إذا جمع الله الأولين والأخرين في صعيد ، ثمَّ وجدك قد خالفت قضاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وعلي (عليه السلام) ؟

قال : فأقسم بالله لجعل ينتحب .

قلت : أيُّها الرجل ! اقصد لسانك .

قال : ثمَّ قدمت الكوفة ، فمكثت ما شاء الله ، ثمَّ إنّي سمعت رجلا من الحيِّ يحدِّث ، وكان في سمر ابن هبيرة ، قال : والله إنّي لعنده ليلة إذ جاءه الحاجب


الصفحة 58

فقال : هذا غيلان بن جامع ، فقال : أدخله ، قال : فدخل فساءله ، ثمَّ قال له : ما حال الناس ؟ أخبرني لو اضطرب حبل من كان لها ؟

قال : ما رأيت ثمَّ أحداً إلاَّ جعفر بن محمّد (عليه السلام) ..(1) .

____________

1- الكافي ، الكليني : 7/429 ـ 430 ح13 .


الصفحة 59

المناظرة التاسعة

مناظرة

الإمام الصادق (عليه السلام) وبعض أصحابه مع الشامي

روى الكشي عليه الرحمة ، عن هشام بن سالم قال : كنّا عند أبي عبد الله (عليه السلام) جماعة من أصحابه ، فورد رجل من أهل الشام ، فاستأذن فأذن له ، فلمَّا دخل سلَّم ، فأمره أبو عبد الله (عليه السلام) بالجلوس .

ثمَّ قال له : ما حاجتك أيُّها الرجل ؟

قال : بلغني أنّك عالم بكل ما تسأل عنه ، فصرت إليك لأناظرك .

فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : في ماذا ؟

قال : في القرآن ، وقطعه وإسكانه ، وخفضه ونصبه ورفعه .

فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : يا حمران ! دونك الرجل .

فقال الرجل : إنّما أريدك أنت لا حمران .

فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : إن غلبت حمران فقد غلبتني .

فأقبل الشاميُّ يسأل حمران حتى غرض(1) ، وحمران يجيبه .

فقال أبو عبدالله (عليه السلام) : كيف رأيت يا شاميّ ؟!

قال : رأيته حاذقاً ، ما سألته عن شيء إلاَّ أجابني فيه .

____________

1- أي : ملَّ وضجر .


الصفحة 60

فقال : أبو عبدالله (عليه السلام) : يا حمران ! سل الشاميَّ ، فما تركه يكشر(1) .

فقال الشامي : أرأيت ـ يا أبا عبد الله ـ أناظرك في العربية .

فالتفت أبو عبدالله (عليه السلام) فقال : يا أبان بن تغلب ! ناظره ، فناظره فما ترك الشامي يكشر .

قال : أريد أن أناظرك في الفقه .

فقال أبو عبدالله (عليه السلام) : يا زرارة ! ناظره ، فما ترك الشامي يكشر .

قال : أريد أن أناظرك في الكلام .

فقال : يا مؤمن الطاق ! ناظره ، فناظره فسجل الكلام بينهما ، ثمَّ تكلَّم مؤمن الطاق بكلامه فغلبه به .

فقال : أريد أن أناظرك في الاستطاعة .

فقال للطيار : كلِّمه فيها .

قال : فكلَّمه فما تركه يكشر .

فقال : أريد أناظرك في التوحيد .

فقال لهشام بن سالم : كلِّمه ، فسجل الكلام بينهما ، ثمَّ خصمه هشام .

فقال : أريد أن أتكلَّم في الإمامة .

فقال لهشام بن الحكم : كلِّمه يا أبا الحكم فكلَّمه فما تركه يريم ولا يحلي ولا يمري .

قال : فبقي يضحك أبو عبدالله (عليه السلام) حتى بدت نواجذه .

فقال الشامي : كأنك أردت أن تخبرني أن في شيعتك مثل هؤلاء الرجال ؟

قال : هو ذلك ، ثمَّ قال : يا أخا أهل الشام ، أمَّا حمران فحزقك فحرت له فغلبك بلسانه ، وسألك عن حرف من الحقِّ فلم تعرفه .

____________

1- كشَّر عن أسنانه ، كشف عن أسنانه ، أرعده .


الصفحة 61

وأمَّا أبان بن تغلب فمغث حقّاً بباطل فغلبك ، وأمَّا زرارة فقاسك فغلب قياسه قياسك ، وأمَّا الطيار فكان كالطير يقع ويقوم ، وأنت كالطير المقصوص لا نهوض لك ، وأمَّا هشام بن سالم فأحسن أن يقع ويطير ، وأمَّا هشام بن الحكم فتكلَّم بالحق فما سوَّغك بريقك .

يا أخا أهل الشام ! إن الله أخذ ضغثاً من الحقِّ ، وضغثاً من الباطل فمغثهما ، ثمَّ أخرجهما إلى الناس ، ثمَّ بعث أنبياء يفرِّقون بينهما ، ففرَّقها الأنبياء والأوصياء ، وبعث الله الأنبياء ليعرِّفوا ذلك ، وجعل الأنبياء قبل الأوصياء ليعلم الناس من يفضل الله ومن يختصّ ، ولو كان الحقُّ على حدة والباطل على حدة ، كل واحد منهما قائم بشأنه ما احتاج الناس إلى نبيٍّ ولا وصيٍّ ، ولكنَّ الله خلطهما ، وجعل تفريقهما إلى الأنبياء والأئمة(عليهم السلام) من عباده .

فقال الشامي : قد أفلح من جالسك .

فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يجالسه جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ، يصعد إلى السماء فيأتيه بالخبر من عند الجبّار ، فإن كان ذلك كذلك فهو كذلك .

فقال الشامي : اجعلني من شيعتك وعلِّمني .

فقال أبو عبدالله (عليه السلام) لهشام : علِّمه ، فإنّي أحبُّ أن يكون تلماذاً لك .

قال علي بن منصور وأبو مالك الحضرمي : رأينا الشاميَّ عند هشام بعد موت أبي عبد الله (عليه السلام) ، ويأتي الشامي بهدايا أهل الشام ، وهشام يزوِّده هدايا أهل العراق . قال علي بن منصور : وكان الشاميُّ ذكيَّ القلب(1) .

____________

1- اختيار معرفة الرجال ، الطوسي : 2/554 ـ 560 ح494 ، بحار الأنوار : 47/407 ـ 409 ح11 .


الصفحة 62

المناظرة العاشرة

مناظرة

الإمام الرضا (عليه السلام) مع يحيى بن الضحاك السمرقندي

قال الشيخ الصدوق عليه الرحمة : ذكر ما كلم به الرضا (عليه السلام) يحيى بن الضحاك السمرقندي في الإمامة عند المأمون ، حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال : حدثني محمّد بن يحيى الصولي قال : .. كان المأمون في باطنه يحب سقطات الرضا (عليه السلام) وأن يعلوه المحتج ، وإن أظهر غير ذلك ، فاجتمع عنده الفقهاء والمتكلمون فدس إليهم أن ناظروه في الإمامة فقال لهم الرضا (عليه السلام) : اقتصروا على واحد منكم يلزمكم ما يلزمه ، فرضوا برجل يعرف بيحيى بن الضحاك السمرقندي ، ولم يكن بخراسان مثله ، فقال له الرضا (عليه السلام) : يا يحيى سل عما شئت .

فقال : نتكلم في الإمامة ، كيف ادعيت لمن لم يؤم وتركت من أم ، ووقع الرضا به ؟

فقال له (عليه السلام) : يا يحيى أخبرني عمن صدق كاذبا على نفسه ، أو كذب صادقا على نفسه ، أيكون محقا مصيبا ، أم مبطلاً مخطياً ؟

فسكت يحيى ، فقال له المأمون : أجبه .


الصفحة 63

فقال : يعفيني أميرالمؤمنين من جوابه .

فقال المأمون : يا أبا الحسن عرفنا الغرض في هذه المسألة .

فقال (عليه السلام) : لابد ليحيى من أن يخبر عن أئمته : أنهم كذبوا على أنفسهم أو صدقوا ؟ فإن زعم أنهم كذبوا فلا أمانة لكذاب(1) ، وإن زعم أنهم صدقوا فقد قال أولهم : وليتكم ولست بخيركم(2) ، وقال تاليه : كانت بيعته فلته فمن عاد لمثلها فاقتلوه(3) فو الله ما رضي لمن فعل مثل فعلهم إلاّ بالقتل ، فمن لم يكن بخير الناس والخيرية لا تقع إلاّ بنعوت منها : العلم ، ومنها الجهاد ، ومنها سائر الفضائل وليست فيه(4) ومن كانت بيعته فلته يجب القتل على من فعل مثلها ، كيف يقبل عهده غيره

____________

1- في الإحتجاج : فلا إمامة .

2- روى عبد الرزاق الصنعاني : عن معمر رجل عن الحسن أن أبا بكر خطب فقال : أما والله ما أنا بخيركم ، ولقد كنت لقامي هذا كارها ، ولوددت لو أن فيكم من يكفيني ، فتظنون أني أعمل فيكم سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا لا أقوم لها ، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يعصم بالوحي ، وكان معه ملك ، وإن لي شيطانا يعتريني ، فإذا غضبت فاجتنبوني ، لا أوثر في أشعاركم ولا أبشاركم ، ألا فراعوني ! فإن استقمت فأعينوني ، . إن زغت فقوموني .

راجع : المصنف ، عبد الرزاق الصنعاني : 11/336 ح20701 و20702 ، السقيفة وفدك ، الجوهري : 52 ، الطبقات الكبرى ، محمّد بن سعد : 3/212 ، تاريخ اليعقوبي : 2/127 ، الثقات ، ابن حبان : 2/157 ، الإمامة والسياسة ، ابن قتيبة الدينوري : 1/34 ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : 2/56 و6/20 تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : 30/301 ـ 303 ، تاريخ الطبري : 2/450 و460 ، البداية والنهاية ، ابن كثير : 5/269 و334 ، السيرة النبوية ، ابن كثير : 4/493 ، كنز العمال ، المتقي الهندي : 5/589 ح1405 ، و599 ح14062 و607 ح14073 ، تفسير القرطبي : 3/262 . 3- صحيح البخاري : 8/26 ، المصنف ، ابن أبي شيبة : 7/615 ـ 616 ح5 ، و8/570 ح1 ، تأريخ اليعقوبي : 2/158 ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : 9/31 ، مجمع الزوائد ، الهيثمي : 6/5 ، الثقات ، ابن حبان : 2/156 ، الفائق في غريب الحديث ، الزمخشري : 3/50 .

4- جاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 17/156 : اعترض المرتضى رضي الله عنه فقال : أما قول أبي بكر : وليتكم ولست بخيركم ، فإن استقمت فاتبعوني ، وإن اعوججت فقوموني ، فإن لي شيطانا يعتريني عند غضبي ، فإذا رأيتموني مغضبا فاجتنبوني ، لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم ، فإنه يدل على أنه لا يصلح للإمامه من وجهين :

أحدهما أن هذا صفة من ليس بمعصوم ، ولا يأمن الغلط على نفسه من يحتاج إلى تقويم رعيته له إذا وقع في المعصية ، وقد بينا أن الإمام لابد أن يكون معصوما موفقا مسددا .

والوجه الآخر : أن هذه صفة من لا يملك نفسه ، ولا يضبط غضبه ، ومن هو في نهاية الطيش والحدة والخرق والعجلة ، ولا خلاف أن الإمام يجب أن يكون منزها عن هذه الأوصاف ، غير حاصل عليها ، وليس يشبه قول أبي بكر ما تلاه من الآيات كلها ، لأن أبا بكر خبر عن نفسه بطاعة الشيطان عند الغضب ، وأن عادته بذلك جاريه ، وليس هذا بمنزلة من يوسوس إليه الشيطان ولا يطيعه ، ويزين له القبيح فلا يأتيه ، وليس وسوسة الشيطان بعيب على الموسوس له إذا لم يستزله ذلك عن الصواب ، بل هو زيادة في التكليف ، ووجه يتضاعف معه الثواب .. الخ .


الصفحة 64

إلى غيره وهذه صورته ؟! ثم يقول على المنبر : إن لي شيطانا يعتريني ، فإذا مال بي فقوموني ، وإذا أخطأت فأرشدوني ، فليسوا أئمة بقولهم إن صدقوا أو كذبوا ، فما عند يحيى في هذا جواب ؟

فعجب المأمون من كلامه وقال : يا أبا الحسن ما في الأرض من يحسن هذا سواك(1) .

____________

1- عيون أخبار الرضا ، (عليه السلام) ، الصدوق : 1/255 ـ 256 ح1 ، الإحتجاج ، الطبرسي : 2/234 ـ 235 .


الصفحة 65

المناظرة الحادية عشرة

مناظرة

فروة بن عمرو مع قيس بن مخرمة لمَّا بويع أبو بكر

قام فروة بن عمرو الأنصاري ـ وكان يقود مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فرسين ، ويصرم ألف وسق من تمر فيتصدَّق به على المساكين ـ فنادى : يا معشر قريش ! أخبروني هل فيكم رجل تحلّ له الخلافة ، وفيه ما في عليٍّ (عليه السلام) ؟

فقال قيس بن مخرمة الزهري : ليس فينا من فيه ما في عليٍّ(عليه السلام) .

فقال له : صدقت ، فهل في علي (عليه السلام) ما ليس في أحد منكم ؟

قال : نعم .

قال : فما يصدُّكم عنه ؟

قال : اجتماع الناس على أبي بكر .

قال : أما والله ، لئن أصبتم سنَّتكم لقد أخطأتم سنَّة نبيِّكم(صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولو جعلتموها في أهل بيت نبيِّكم(1) لأكلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم(2) .

____________

1- في المسترشد للطبري : فلو جعلتموها في علي (عليه السلام) .

2- كشف المحجّة ، ابن طاووس : 177 ، المسترشد ، محمّد بن جرير الطبري ( الشيعي ) : 413 ، بحار الأنوار ، المجلسي : 30/11 ـ 12 .


الصفحة 66

المناظرة الثانية عشرة

مناظرة

المقداد مع عبد الرحمن بن عوف بعد تولّي عثمان الخلافة

قال الشعبي : حدَّثني عبد الرحمن بن جندب ، عن أبيه جندب بن عبد الله الأزدي ، قال : كنت جالساً بالمدينة حيث بويع عثمان ، فجئت فجلست إلى المقداد بن عمرو ، فسمعته يقول : والله ما رأيت مثل ما أتى إلى أهل هذا البيت(عليهم السلام) !

وكان عبد الرحمن بن عوف جالساً ، فقال : وما أنت وذاك يا مقداد ؟! قال المقداد : إنّي والله أحبُّهم لحبِّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وإنّي لأعجب من قريش وتطاولهم على الناس بفضل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثمَّ انتزاعهم سلطانه من أهله .

قال عبد الرحمن : أما والله لقد أجهدت نفسي لكم .

قال المقداد : أما والله لقد تركت رجلا من الذين يأمرون بالحقِّ وبه يعدلون ، أما والله لو أن لي على قريش أعواناً لقاتلتهم قتالي إيَّاهم ببدر واحد .

فقال عبد الرحمن : ثكلتك أمُّك ، لا يسمعن هذا الكلام الناس ، فإني أخاف أن تكون صاحب فتنة وفرقة .

قال المقداد : إن من دعا إلى الحقِّ وأهله وولاة الأمر لا يكون صاحب


الصفحة 67

فتنة ، ولكن من أقحم الناس في الباطل ، وآثر الهوى على الحقِّ ، فذلك صاحب الفتنة والفرقة .

قال : فتربَّد وجه عبد الرحمن ، ثمَّ قال : لو أعلم أنك إياي تعني لكان لي ولك شأن .

قال المقداد : إياي تهدِّد يابن أم عبد الرحمن ؟!

ثمَّ قام عن عبد الرحمن ، فانصرف .

قال جندب بن عبدالله : فاتبعته ، وقلت له : يا عبدالله ! أنا من أعوانك .

فقال : رحمك الله ! إن هذا الأمر لا يغني فيه الرجلان ولا الثلاثة .

قال : فدخلت من فوري ذلك على عليٍّ (عليه السلام) ، فلمَّا جلست إليه قلت : يا أبا الحسن ! والله ما أصاب قومك بصرف هذا الأمر ، عنك .

فقال : صبر جميل والله المستعان .

فقلت : والله إنك لصبور !

قال : فإن لم أصبر فما ذا أصنع ؟

قلت : إنّي جلست إلى المقداد بن عمرو آنفاً وعبد الرحمن بن عوف ، فقالا كذا وكذا ، ثمَّ قام المقداد فاتبعته ، فقلت له كذا ، فقال لي كذا ، فقال علي (عليه السلام) : لقد صدق المقداد ، فما أصنع ؟

فقلت : تقوم في الناس فتدعوهم إلى نفسك ، وتخبرهم أنك أولى بالنبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وتسألهم النصر على هؤلاء المظاهرين عليك ، فإن أجابك عشرة من مائة شددت بهم على الباقين ، فإن دانوا لك فذاك ، وإلاَّ قاتلتهم ، وكنت أولى بالعذر ، قتلت أو بقيت ، وكنت أعلى عند الله حجَّة .

فقال : أترجو ـ يا جندب ـ أن يبايعني من كل عشرة واحد ؟


الصفحة 68

قلت : أرجو ذلك .

قال : لكنّي لا أرجو ذلك ، لا والله ولا من المائة واحد ، وسأخبرك ، إن الناس إنّما ينظرون إلى قريش فيقولون : هم قوم محمَّد وقبيله ، وأمَّا قريش بينها فتقول : إن آل محمَّد يرون لهم على الناس بنبوَّته فضلا ، ويرون أنهم أولياء هذا الأمر دون قريش ، ودون غيرهم من الناس ، وهم إن ولوه لم يخرج السلطان منهم إلى أحد أبداً ، ومتى كان في غيرهم تداولته قريش بينها ، لا والله لا يدفع الناس إلينا هذا الأمر طائعين أبداً !

فقلت : جعلت فداك يابن عمِّ رسول الله ! لقد صدَّعت قلبي بهذا القول ، أفلا أرجع إلى المصر ، فأوذن الناس بمقالتك ، وأدعو الناس إليك ؟

فقال : يا جندب ! ليس هذا زمان ذاك .

قال : فانصرفت إلى العراق ، فكنت أذكر فضل علي (عليه السلام)على الناس ، فلا أعدم رجلا يقول لي ما أكره ، وأحسن ما أسمعه قول من يقول : دع عنك هذا وخذ فيما ينفعك ، فأقول : إن هذا مما ينفعني وينفعك ، فيقوم عنّي ويدعني(1) .

____________

1- شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : 9/56 ـ 58 .


الصفحة 69

المناظرة الثالثة عشرة

مناظرة

ابن عباس مع عمر

عن نبيط بن شريط قال : خرجت مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومعنا عبدالله ابن عباس ، فلمَّا صرنا إلى بعض حيطان الأنصار وجدنا عمر جالساً وحده ينكت الأرض ، فقال له علي بن أبي طالب(عليه السلام) : يا أميرالمؤمنين ! ما الذي أجلسك وحدك هاهنا ؟ فقال : لأمر همَّني .

قال عليٌّ : أفتريد أحدنا ؟

قال عمر : إن كان فعبد الله .

فتخلَّف معه عبدالله بن عباس ، ومضيت مع عليٍّ ، وأبطأ علينا ابن عباس ثم لحق بنا ، فقال له علي (عليه السلام) : ما وراءك ؟

قال : يا أبا الحسن ! أعجوبة من عجائب أميرالمؤمنين أخبرك بها واكتم عليَّ .

فقال : هلمَّ .

قال : لمَّا أن ولَّيت قال عمر ـ وهو ينظر إلى أثرك ـ : آه آه آه .

فقلت : ممَّ تأوُّهك يا أميرالمؤمنين ؟


الصفحة 70

قال : من أجل صاحبك ـ يا ابن عباس ـ وقد أعطي ما لم يعطه أحد من آل النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولو لا ثلاث هنَّ فيه ما كان لهذا الأمر من أحد سواه .

قلت : ماهنَّ يا أميرالمؤمنين ؟

قال : كثرة دعابته ، وبغض قريش له ، وصغر سنِّه .

قال : فما رددتَ عليه ؟

قال : داخلني ما يداخل ابن العمِّ لابن عمِّه ، فقلت : يا أميرالمؤمنين ! أمَّا كثرة دعابته فقد كان النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يداعب فلا يقول إلاَّ حقاً ، وأين أنت حيث كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول ونحن حوله صبيان وكهول وشيوخ وشبَّان ، ويقول للصبيِّ : ( سناقا ، سناقا ) ولكل ما يعلمه الله يشتمل على قلبه(1) .

وأمَّا بغض قريش له فوالله ما يبالي ببغضهم له بعد أن جاهدهم في الله حتى أظهر الله دينه ، فقصم أقرانها ، وكسر آلهتها ، وأثكل نساءها ، لامه من لامه .

وأمَّا صغر سنِّه فقد علمت أن الله تعالى حيث أنزل على رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : {بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ}(2) وجَّه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صاحبه ليبلِّغ عنه ، فأمره الله أن لا يبلِّغ عنه ألاَّ رجل من أهله ، فوجَّهه في أثره ، فهل استصغر الله سنَّه ؟

فقال عمر لابن عباس : أمسك عليَّ ، واكتم ، فإن سمعتها من غيرك لم أنم بين لابتيها(3) .

____________

1- وفي الهامش : ( دل كل ما يعمله أنه يشتمل على قلبه ) .

2- سورة التوبة ، الآية : 1 .

3- فرائد المسطين ، الجويني : 1/334 ـ 336 .


الصفحة 71
المناظرة الرابعة عشرة

مناظرة

سعد بن أبي وقاص مع معاوية

في حرمة قتال أميرالمؤمنين (عليه السلام)

روى ابن عساكر بالإسناد عن عبيدالله بن عبد الله المديني قال : حجَّ معاوية بن أبي سفيان فمرَّ بالمدينة ، فجلس في مجلس فيه سعد بن أبي وقاص ، وعبد الله بن عمرو ، وعبد الله بن عباس ، فالتفت إلى عبد الله ابن عباس فقال : يا أبا عباس ! إنك لم تعرف حقَّنا من باطل غيرنا ، فكنت علينا ولم تكن معنا ، وأنا ابن عمِّ المقتول ظلماً ـ يعني عثمان بن عفان ـ وكنت أحقَّ بهذا الأمر من غيري .

فقال ابن عباس : اللهم إن كان هكذا فهذا ـ وأومأ إلى ابن عمر ـ أحقُّ بها منك ; لأن أباه قتل قبل ابن عمك .

فقال معاوية : ولا سواء : إن أبا هذا قتله المشركون ، وابن عمي قتله المسلمون .

فقال ابن عباس : هم والله أبعد لك ، وأدحض لحجّتك .

فتركه ، وأقبل على سعد فقال : يا أبا إسحاق ! أنت الذي لم تعرف حقَّنا ، وجلس فلم يكن معنا ولا علينا .


الصفحة 72

قال : فقال سعد : إني رأيت الدنيا قد أظلمت ، فقلت لبعيري : إخ ، فأنختها حتى انكشفت .

قال : فقال معاوية : لقد قرأت ما بين اللوحين ، ما قرأت في كتاب الله عزَّوجلَّ : إخ .

قال : فقال سعد : أمَّا إذا أبيت فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي : أنت مع الحق والحق معك حيثما دار .

قال : فقال معاوية : لتأتيني على هذا ببيِّنة .

قال : فقال سعد : هذه أم سلمة تشهد على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقاموا جميعاً فدخلوا على أم سلمة ، فقالوا : يا أم المؤمنين ! إن الأكاذيب قد كثرت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهذا سعد يذكر عن النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ما لم نسمعه .

أنه قال ـ يعني لعلي (عليه السلام) ـ : أنت مع الحق والحق معك حيثما دار .

فقالت أم سلمة : في بيتي هذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي .

قال : فقال معاوية لسعد : يا أبا اسحاق ! ما كنت ألوم الآن إذ سمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجلست عن علي (عليه السلام) ، لو سمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لكنت خادماً لعلي حتى أموت(1) .

ولا يسوغ لمعاوية أن يتذرَّع بعدم معرفة علي (عليه السلام) وفضله ، وحرمة قتاله ، وأنه على الحق ، والمتتبِّع لكلمات معاوية في حق علي (عليه السلام) يلمس جيّداً أنه كان يعرف الكثير من فضل علي (عليه السلام) ، ويعرف حرمته ، ومع ذلك لا يتورَّع عن عداوته

____________

1- تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : 20/360 ـ 361 ، مناقب أميرالمؤمنين (عليه السلام) ، محمّد بن سليمان الكوفي : 1/421 ـ 423 ح 330 .


الصفحة 73

وقتاله وشتمه ، غير أن الحقد الدفين أصمَّه وصدَّه عن الحق وأعمى بصيرته .

قال المسعودي بعد رواية ابن أبي نجيح : ووجدت في وجه آخر من الروايات ـ وذلك في كتاب علي بن محمّد بن سليمان النوفلي في الأخبار ـ عن ابن عائشة وغيره : ان سعداً لمَّا قال هذه المقالة لمعاوية(1) ونهض ليقوم ضرط له معاوية ، وقال له : اقعد حتى تسمع جواب ما قلت ، ما كنت عندي قطّ ألأم منك الآن ، فهلا نصرته ؟ ولم قعدت عن بيعته ؟ فاني لو سمعت من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مثل الذي سمعت فيه لكنت خادماً لعليٍّ ما عشت .

فقال سعد : والله إني لأحقُّ بموضعك منك .

فقال معاوية : يأبى عليك بنو عذرة ، وكان سعد فيما يقال لرجل من بني عذرة(2) .

وفي رواية ابن كثير في تأريخه قال : دخل سعد بن أبي وقاص على معاوية ، فقال له : مالك لم تقاتل علياً ؟

فقال : اني مرَّت بي ريح مظلمة ، فقلت : أخ أخ ، فأنخت راحلتي حتى انجلت عنّي ، ثمَّ عرفت الطريق فسرت .

فقال معاوية : ليس في كتاب الله أخ أخ ، ولكن قال الله تعالى : {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الاُْخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}(3) فو الله ما كنت مع الباغية على العادلة ، ولا مع العادلة على الباغية .

____________

1- يعني ذكره بعض فضائل علي (عليه السلام) وما سمعه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حقه .

2- مروج الذهب ، المسعودي : 3/15 ، وحكى شطراً منه سبط ابن الجوزي في تذكرته : 27 .

3- سورة الحجرات ، الآية : 9 .


الصفحة 74

فقال سعد : ما كنت لأقاتل رجلا قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبيَّ بعدي(1) .

فقال معاوية : من سمع هذا معك ؟

فقال : فلان وفلان وأم سلمة .

فقال معاوية : أما إني لو سمعته منه (صلى الله عليه وآله وسلم) لما قاتلت علياً .

قال : وفي رواية من وجه آخر : إن هذا الكلام كان بينهما وهما بالمدينة في حجَّة حجَّها معاوية ، وإنهما قاما إلى أم سلمة فسألاها ، فحدَّثتهما بما حدَّث به سعد ، فقال معاوية : لو سمعت هذا قبل هذا اليوم لكنت خادماً لعليٍّ (عليه السلام) حتى يموت أو أموت(2).

____________

1- فضائل الصحابة ، أحمد بن حنبل : 12 ـ 14 ، صحيح مسلم : 7/120 ـ 121 ، سنن الترمذي : 5/302 ح 3808 و304 ح3813 ، الطبقات الكبرى ، ابن سعد : 3/23 ـ 24 ، المستدرك ، الحاكم : 2/337 ـ 338 ، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، و3/108 ـ 109 ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة و3/133 أيضاً ، السنن الكبرى ، البيهقي : 9/40 ، المصنَّف ، عبد الرزاق : 5/405 ـ 406 ح 9745 . وغير ذلك من المصادر الكثيرة ، كما أن هذا الحديث يعدُّ من المتواترات .

2- البداية والنهاية ، ابن كثير : 8/83 ـ 84 .