الصفحة 278

المناظرة السادسة والخمسون

مناظرة

الشيخ العاملي مع صارم الوهابي في مشروعيَّة

زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، والتوسُّل به إلى الله تعالى(1)

العاملي : من مختصَّات ابن تيميّة وبدعه : تحريمه التوسُّل والاستشفاع والاستغاثة بالنبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقد قال السبكي في كتابه ( شفاء السقام في زيارة خير الأنام (صلى الله عليه وآله وسلم) ) ص 291 : اعلم أنه يجوز ويحسن التوسُّل والاستغاثة والتشفُّع بالنبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى ربِّه سبحانه وتعالى ، وجواز ذلك وحسنه من الأمور المعلومة لكل ذي دين ، المعروفة من فعل الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) ، وسير السلف الصالحين ، والعلماء والعوام من المسلمين .

ولم ينكر أحد ذلك من أهل الأديان ، ولا سمع به في زمن من الأزمان ، حتى جاء ابن تيميَّة فتكلَّم في ذلك بكلام يلبِّس فيه على الضعفاء الأغمار ، وابتدع ما لم يسبق إليه في سائر الأعصار !! انتهى .

صارم : سؤالي : لماذا تدعون إلى شدِّ الرحال وزيارة القبور ، والتبرُّك بها ؟

العاملي : حديث شدِّ الرحال لم يصحَّ عند أهل البيت(عليهم السلام) ، وقد صحَّ عند بقيَّة المذاهب ، وفهموا منه عدم شموله لشدِّ الرحال إلى زيارة قبر النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ،

____________

1- جرت هذه المناظرة في ( الانترنيت ) في ساحة النقاش الإسلامية ـ شبكة هجر ، في شهر جمادى الأولى من سنة 1420 . وقد ذكرها العلامة العاملي في كتابه الانتصار : 5/23 ـ الخ .


الصفحة 279

بدليل أنهم كانوا يفعلون ذلك ، وما رووه في بعض صيغه : ( لا تشدُّ الرحال إلى مسجد ) وفهم هؤلاء حجَّة على من يعتقد بالحديث ، ويعتقد بحجّيّة فهم الصحابة والتابعين وأئمّة المذاهب ، لأنهم أقرب إلى عصر النصّ ومعناه ، وقد ألَّف عدد من العلماء قبل ابن تيميّة رسائل في تفسير الحديث ، وعندما جاء ابن تيميَّة ببدعته ردَّ عليه عدد آخر منهم ، واتفقوا على أن فهمه للحديث مخالف لإجماع علماء المسلمين وسيرتهم لمدّة ثمانية قرون ، بل هو مخالف لفهم عامّة علمائهم إلى يومنا هذا !!

فنحن نشدُّ الرحال إلى زيارة قبر النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقبور الأئمة المعصومين(عليهم السلام) ، لأن زيارة قبورهم مستحبّة عندنا ، ومن أفضل القربات إلى الله تعالى ، ولم يثبت عندنا أن النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) نهى عن ذلك ، بل ثبت أنه دعا إليه وحثَّ عليه ، وكان يزور القبور المباركة لتكون سنَّة من بعده ، وكذلك كانت سيرة علي وفاطمة والأئمَّة(عليهم السلام) ، ولزيارة القبور عندنا أحكام وشروط وآداب شرعيَّة ، وليس فيها شيء ينافي التوحيد أبداً ، بل فيها ما يؤكِّد التوحيد ، وأن النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم)وآله لا يملكون من عندهم شيئاً ، بل هم عباد مكرمون ، نزورهم ونستشفع بهم إلى الله تعالى كما أمرنا .

صارم : أحسنت ، وهذا ما أريده منك بالضبط ، فقد شفيت غليلي بهذه الإجابة الشافية الكافية ، ولعلَّ صدرك يتّسع لأسئلتي ، وسؤالي الآن : لماذا تستشفع بهم ؟ لم لا تتّجه في طلبك إلى الله مباشرة ؟

لماذا تجعلهم واسطة بينك وبين الله ؟ ألم تعلم أن الجاهليّين كانوا يعبدون الأصنام ، يستشفعون بها ، ويجعلونها واسطة بينهم وبين الله ؟! وقد ناقضت نفسك حينما قلت : ( وأن النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله لا يملكون من عندهم شيئاً ، بل هم عباد


الصفحة 280

مكرمون ، نزورهم ونستشفع بهم إلى الله تعالى كما أمرنا ) كيف تستشفع بهم وهم ( لا يملكون من عندهم شيئاً بل هم عباد مكرمون ) لقد خالفت المنهج الربَّانيَّ وسنَّة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) من وجهين :

الوجه الأول : من مخالفة السنّة ; لأن الأموات لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضرّاً ، فما بالك بامتلاك النفع لغيرهم ؟!

الوجه الثاني : مشابهة الكفار ، وقد نهينا عن مشابهتهم ، فهل بعد هذا تستشفع بهم ؟ أرجو للجميع الهداية .

العاملي : سؤالك في أصله وجيه ، فلو كان الأمر لنا لقلنا : فلنطلب كل شيء من الله تعالى مباشرة ، ولا نجعل بيننا وبينه واسطة من المخلوقين ، ولكنَّ الأمر له عزَّ وجلَّ وليس لنا ، وقد قال لنا : {اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ}(1) ، وقال : {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ}(2) ، وقال : {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ}(3) ولا حاجة إلى مجيئهم واستغفارهم عند الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، واستغفار الرسول لهم .. وهذا يعني أنَّه تعالى قال لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) كن موحِّداً بلا شرط ، ومهما قلت لك فأطعني ، وحتى لو قلت لك عندي ولد فاعبده فافعل وقل لهم : {قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ}(4) ! ولكنَّه سبحانه أخبرنا أنه لم يتّخذ صاحبة ولا ولداً .

فالمسألة إذن ، ثبوت مبدأ التوسُّل في الإسلام في حدوده التي أمر بها الله

____________

1- سورة المائدة ، الآية 35 .

2- سورة الإسراء ، الآية : 57 .

3- سورة النساء الآية : 64 .

4- سورة الزخرف ، الآية : 81 .


الصفحة 281

تعالى أو سمح بها ، وهو يختلف عن زعم التوسُّل عند المشركين ، سواء في طبيعته أم في نيّته ، فهل تقبل أصل مبدأ التوسّل عند المشركين ، سواء في طبيعته أم في نيّته ، فهل تقبل أصل مبدأ التوسُّل والاستشفاع الذي قبله إمامك ابن تيمية ؟ أم أنك أشدُّ في هذا الأمر من إمامك ؟!

صارم : قلت عن التوسُّل : ( ثبوت مبدأ التوسُّل في الإسلام في حدوده التي أمر بها الله تعالى أو سمح بها ) هل لي أن أعرف هذه الحدود التي أمر أو سمح بها ؟ أرجو أن تجيبني باختصار ، وفي حدود السؤال ، هديت للصواب .

العاملي : الظاهر أن السبب فيما أثاره بعضهم إشكالا على مبدأ التوسُّل ، أنهم يرون الشفاعات والوساطات والمحسوبيَّات السيئة عند الرؤساء والمسؤولين في دار الدنيا ، وما فيها من محاباة وإعطاء بغير حقّ ولا جهد من المشفوع لهم أو المتوسَّط لهم ، وبما أن الله تعالى يستحيل عليه أن يحابي كما يحابي حكَّام الدنيا ، وإنَّما يعطي جنَّته وثوابه بالإيمان والعمل الصالح .. فلذلك صعب علهيم قبول الشفاعة والوساطة والوسيلة إلى الله تعالى ، ولكنَّه فات هؤلاء أن الحكمة من جعله تعالى الأنبياء والأوصياء الوسيلة إليه تعالى :

أوَّلا : أن يعالج مشكلة التكبُّر في البشر ; لأن البشر لا يمكنهم الانتصار على تكبُّرهم والخضوع لعبوديَّة الله تعالى إلاَّ إذا انتصروا على ذاتيّتهم في مقابل الأنبياء والأوصياء ، واعترفوا لهم بالفضل والمكانة المميَّزة والاختيار الإلهيّ ، وأنّهم المبلِّغون عن الله تعالى .. وفاتهم أن جعل الأنبياء والأوصياء وسيلة إلى الله تعالى ضرورة ذهنيّة للبشر ، ذلك أن الفاصلة بين ذهن الإنسان المحدود الميَّال إلى الماديّة والمحدوديّة ، وبين التوحيد المطلق المطلوب والضروريّ ، فاصلة كبيرة ، فهي تحتاج إلى نموذج ذهنيٍّ حاضر من نوع الإنسان ، يمارس التوحيد


الصفحة 282

أمامه ، ويكون قدوة له .

وبدون هذا النموذج القدوة ، يبقى الإنسان في معرض الجنوح في تصوُّره للتوحيد وممارسته ، والجنوح في هذا الموضوع الخطير أخطر أنواع جنوح الضلال ، وهذا هو السبب ـ في اعتقادي ـ في أن الله تعالى جعل أنبياءه وأوصياءهم(عليهم السلام)حججاً على العباد ، وهو السبب في أنه جعلهم من نوع أنفسهم ، وليس من نوع آخر كالملائكة مثلا .

والنتيجة : أن وجود الوسيلة بين العباد والله تعالى لو كان يرجع إلينا لصحَّ لنا أن نقول : يا ربَّنا ! نريد أن تجعل ارتباطنا بك مباشراً ، ولا تجعل بيننا وبينك واسطة في شيء ، وهذا ما يميل إليه أهل الإشكال على الشفاعة والتوسّل ! ولكن الأمر ليس بيدنا ، فالأفضل أن يكون منطقنا أرقى من ذلك ، فنقول : اللّهم لا نقترح عليك ، فأنت أعلم بما يصلحنا ، وإن أردت أن تجعل أنبياءك وأوصياءك واسطة بيننا وبينك ، وحججاً علينا عندك ، فنحن مطيعون لك ولهم ، ولا اعتراض عندنا .

وهذا هو التسليم المطلق لإرادته تعالى ، وقد عبَّر عنه سبحانه بقوله لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في سورة الزخرف : {قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} .

صارم : كلامك طويل ، وفيه نسبة من الصحّة ، إضافة إلى بعض الشبه التي تحتاج إلى ردّ ، فلو كان مقالك قصيراً لرددت على كل نقطة تذكرها وتخالف ما أعتقده ، لذا أرجو مرَّة أخرى أن يكون جوابك مختصراً دقيقاً ، وعموماً فأجيبك باختصار :

الآيات التي استدللت بها في الأمر بطاعة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عليك لا لك ; لأنَّه أمرنا بالتوحيد الخالص النقيِّ من شوائب الشرك ، ومن طاعته تنقية التوحيد مما يفضي إلى الشرك ، أعاذنا الله وإيَّاك من مضلاَّت الفتن .


الصفحة 283

ثمَّ إنك استدللت في الاستشفاع بدعاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للأعمى(1) ، وهذا لا إشكال فيه ; لأنه طلب من حيٍّ فيما يستطيعه ، لذا لجأ عمر إلى عمِّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولو كان الاستشفاع فيما ذكرته صحيحاً للجأ الناس إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)وهو في قبره ، وهذا ما لم يحصل إطلاقاً(2) ، وأعود وأسأل مرَّة أخرى : ما الذي يستطيع عمله الميِّت حينما تستشفع به ؟

العاملي : من أسباب الخطأ عند المخالف للتوسُّل : أنه يتصوَّر أن المتوسِّل يطلب من النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أو من الولي .. بينما هو يطلب من الله تعالى ، ويتوسَّل إليه بمقام النبيِّ ، أو يطلب من النبيِّ التوسُّط له عند الله تعالى ، فلا طلب إلاَّ من الله تعالى .

وأمَّا شبهة أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ميِّتٌ فكيف تصحُّ مخاطبته ؟ فجوابها : أنه حيٌّ عند ربِّه ، ولذلك تسلِّم عليه في صلاتك : ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ) ، وإذا قبلت حديث تعليم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للأعمى أن يتوسَّل به ، فقد صحَّ عندكم أن عثمان بن حنيف طبَّقه بعد وفاة النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وعلَّمه لشخص كان عنده مشكلة عند الخليفة عثمان ، فاستجاب الله له ، وتغيَّرت معاملة عثمان معه ، وتطبيق الصحابي الثقة حجَّة ; لأنه معاصر للنصّ .

وقد أجاز ابن تيمية التوسُّل بالنبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد موته ، فلا تكن ملكياً أكثر من الملك ! بل ورد عندكم التوسُّل إلى الله تعالى بالممشى إلى الصلاة والحجِّ ( أتوسَّل

____________

1- راجع : سنن الترمذي : 5/229 ح3649 ، المستدرك ، الحاكم : 1/313 ، وسوف يأتي الحديث أيضاً في مناظرة الدكتور التيجاني مع بعض السلفيين في التوسل .

2- راجع تعليقتنا على هذه الدعوى الكاذبة في آخر المناظرة ، تحت عنوان : الردّ الصارم على مزاعم صارم .


الصفحة 284

إليك بممشاي ) !

صارم : قلت لك : نحن نحرِّم شدَّ الرحال إلى زيارة القبور منعاً لجناب التوحيد أن تشوبه شوائب الشرك ، ثمَّ سألتك : لم تشدّون الرحال ؟ فقلت : للاستشفاع !! فإن أردت أن تجيبني على قدر السؤال فهذا سؤالي : لماذا تستشفعون بالأموات ؟ وكيف ؟

العاملي : إلى الآن ما زلت تتصوَّر أن الزيارة لابدَّ أن يرافقها استشفاع ، فمن أين جئت بهذا ؟! فقد يزور مسلم نبيَّه ويؤدّي واجب احترامه ولا يتوسَّل ولا يستشفع به ، وقد يتوسَّل المسلم بنبيِّه في بيته ولا يذهب لزيارته ، فالزيارة شيء ، والتوسُّل شيء آخر ، وإلى الآن تتصوّر أن شدَّ الرحال لا يكون إلاّ للاستشفاع ! مع أن شدَّ الرحال قد يكون للزيارة وحدها ، أو مع نيّة الاستشفاع والتوسل ، وقد أجبتك بأن النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) حيٌّ عند ربِّه ، وأنك تسلِّم عليه في صلاتك ، فلا مانع أن يخاطبه المتوسِّل ، على أن المتوسِّل لا يطلب من النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، بل من الله ، ولا يحتاج إلى مخاطبة النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، بل يخاطب ربَّه ، ويسأله بحقِّ رسوله ومقامه ومعزَّته عنده ، وقلت لك : لقد أجاز ابن تيمية التوسُّل والاستشفاع بالنبيِّ حتى لو كان (صلى الله عليه وآله وسلم) ميِّتاً ، فهل تريد نصَّ كلامه ؟ وتعود وتسألني : لماذا تشدّون الرحال للاستشفاع ، ولماذا تستشفعون بالميِّت ؟ أرجو أن تتأمَّل في كلامي أكثر .

صارم : لقد تأمَّلت في كلامك جيّداً ، إلى أن قال : وسؤالي : كيف يتوسَّل به ؟ وسؤالي الثاني : كيف يستشفع به ؟ هل أجد عندك إجابة مختصرة في حدود السؤالين السابقين ؟

العاملي : توسَّل به إلى الله ، واستشفع به ، وتوجَّه به ، وسأله به ، واستغاث به ، وأقسم عليه به .. كلّها بمعنى واحد ، أي توسَّط به إلى الله تعالى ، ومعنى توسُّلنا


الصفحة 285

واستشفاعنا بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أننا نقول : اللهم إن كنت أنا غير مرضيٍّ عندك ، ولا تسمع دعائي بسبب ذنوبي ، فإني أسألك بحرمة عبدك ورسولك محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، الذي هو نبيّي ومبلِّغي أحكامك ، وخير خلقك ، وصاحب المقام الأوَّل عندك .. أن تقبل دعائي وتستجيبه .

وهذا يا أخ .. أمر طبيعيٌّ صحيح ، ليس فيه عبادة للنبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولا ادّعاء شراكة له مع الله تعالى ، بل فيه تأكيد لمقام عبوديّته وإطاعته لربِّه ، الذي وصل به إلى مقامه المحمود عند الله تعالى ، وهو مشروع لورود النصّ به .

صارم : أعوذ بالله من غضب الله ، ما هذه الجرأة على الله ؟ كيف تقول : ( ولا تسمع دعائي بسبب ذنوبي ) ؟! هل تعتقد أن الله لا يسمع نعوذ بالله من الخذلان ، هل تعتقد أن الله يخفى عليه شيء في الأرض وفي السماء ؟ سبحانك ! هذا بهتان عظيم ، أفق يا رجل ! فوالله إن الذي قلته ليزلزل الجبال ، هداك الله ، أرجو أن تستغفر الله بلا واسطة عن هذا الذنب العظيم ، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله .

العاملي : عبارة : ( إن كنت لا تسمع دعائي بسبب ذنوبي ) تعني لا تستجيب .. وسماع الدعاء بمعنى استجابته عربيٌّ فصيح أيُّها العربي !!

صارم : هل لك أن تدلَّني على أن السماع بمعنى الاستجابة من لغة العرب ، وقبل ذلك القرآن ؟

العاملي : يستحبُّ للمصلّي أن يقول : سمع الله لمن حمده ، ومعناها استجاب ، وليس مجرَّد السماع ، ويكفي استعمالها عند العرب بقولهم : هل يسمع فلان منك أم لا ؟ وهو ليس سؤالا عن حالة أذنيه وطرشه !!

وفي سنن النسائي : 8/263 : عن أبي هريرة يقول : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)يقول : اللهم إني أعوذ بك من الأربع : من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن


الصفحة 286

نفس لا تشبع ، ومن دعاء لا يسمع . انتهى .

وفي هذا كفاية ، فأجب على ما ذكرته في موضوعنا .

صارم : أشكرك على إحالتك وبيانك ، وسؤالي ـ وأرجو ألا تتذمَّر : لم تلجأون إلى الواسطة بينكم وبين الله ؟ ألم يخلقنا ؟ ألم يرزقنا ؟ أليس سبحانه هو المتكفِّل بنا ؟ ألم يقل لنا : {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}(1) بلا واسطة ؟ ألا تعلم أن العبد أقرب ما يكون من ربِّه وهو ساجد ؟ ألا تعلم أن كل وازرة لا تزر وزر أخرى ؟ ألا تعلم أن الإنسان مهما بلغ من الكمال فهو عبد ضعيف مربوب لله تعالى ، لا يملك لنفسه ضرّاً ولا نفعاً ؟ فأيُّ فرق بيننا وبين الأموات ؟ وقد ذكرت لك أن عمر استشفع بعمِّ النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يلجأ إلى قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ! فلم لم يفعل ذلك ؟ أتراه غفل عما تدعون إليه ؟! نعم للإنسان أن يطلب من آخر حيٍّ أن يدعو له ، أمَّا من الميِّت فإن الميِّت لا حول له ولا قوَّة !! ولو كان بيده شيء لدفع الموت عن نفسه ، وسؤالي مرَّة أخرى : لم تجعلون الميِّت واسطة ؟

العاملي : حسب فهمنا المحدود ، وإدراك عقولنا القاصرة ، الأمر كما تقول ، فالإنسان يعبد الله تعالى مباشرة ، فينبغي أن يطلب منه مباشرة ، والله تعالى سميع بصير عليم ، وهو أقرب إلينا من حبل الوريد ، فلا يحتاج إلى واسطة من شخص حيٍّ ولا ميِّت ، ولا أيِّ مخلوق .. هذا حسب إدراك عقولنا ، ولكنَّه سبحانه بنى هذا الكون ، وخلق الإنسان ، وأقام حياته في الأرض على أساس الأسباب والمسبَّبات في أمور الطبيعة ، وأخبرنا أن عبادته والطلب منه لها أصول وأسباب ، وأن علينا أن نتعامل معه حسب هذه الأصول .

____________

1- سورة غافر ، الآية : 60 .


الصفحة 287

مثلا : لماذا يجب الإيمان بالرسول ؟ فإذا أردنا أن ننفي الواسطة نقول : إن المطلوب هو الإيمان بالله وحده ، والرسول مبلِّغ ، وقد بلَّغ ذلك وانتهى الأمر ، فلماذا نجعل الإيمان به مقروناً بالإيمان بالله تعالى ؟! لماذا قال الله تعالى : {أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ}(1) ، ولم يقل : أطيعوني فقط كما بلَّغكم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟!! وهذا المثل قد يكون صعباً .

مثال آخر : الكعبة .. لماذا أمر الله تعالى ببناء غرفة ، وقال توجَّهوا إليها ، وحجُّوا إليها ، وتمسَّحوا بها ؟ هل يفرق عليه في عبادتنا له أن نصلّي له إلى هذه الجهة أو تلك ؟ أو تحجّ تلك المنطقة أو لا تحجّ ؟ فلماذا جعلها واسطة بيننا وبينه ؟! بل .. إن الصلاة أيضاً نوع من التوسُّل ، وقد يسأل إنسان : هل تحتاج عبادة الله إلى صلاة له ؟ بل إن الدعاء أيضاً توسُّل ، فالله تعالى مطّلع على الضمائر والحاجات ، فلماذا يطلب أن نقول له ؟ بل يمكن لهذا التفكير العقلي أن يوصل الإنسان إلى القول : لماذا خلق الله الإنسان بحيث تكون له حاجات ، وقال له ادعني حتى أستجيب لك ؟

إنّا جميعاً ـ يا صارم ـ أفكار العقل القاصر أمام حكمة الله تعالى ، وحكمته تعرف بالشرع والعقل معاً ، وليس بظنون العقل واحتمالاته !! وما دام مبدأ التوسُّل

ثبت في الشرع ، فإن العقل لا يعترض عليه ، بل هو ( العقنقل ) كما عبَّر عنه بعضهم ، والتوسُّل بالنبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ثابت في حياته وبعد موته بدون فرق ; لأنه حيٌّ عند ربِّه ، وحياته أقوى من حياة أحدنا ، وقد قلت لك إن التوسُّل لا يحتاج إلى مخاطبة ، فهو سؤال لله تعالى بمقام النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وجهاده في سبيله وشفاعته عنده ، وأخبرتك أن ابن تيمية أجاز التوسُّل بالأموات ، ولعلّه حصره بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .

____________

1- سورة النساء ، الآية : 59 .


الصفحة 288

صارم : أولا : أوافقك القول على أن العقل قاصر ، وهذا لا مرية فيه ، أمَّا تمثيلك بالكعبة فقياس مع الفارق ; لوجود الدليل الذي أمرنا الله من خلاله أن نتوجَّه إلى الكعبة ; إذ الكعبة ليست واسطة ، ولك أن تتصوَّر أن شخصاً يتحدَّث معك وقد التفت عنك وأعطاك ظهره ! هل تقبل عليه وتتحدَّث معه ؟

وكذلك وضعت الكعبة ليتَّجه إليها المسلمون جميعاً في صلاتهم ، لا أنها واسطة ... إلى غير ذلك من الحكم .

ثانياً : قلت : إن ابن تيميّة أجاز التوسُّل بالأموات ، ولعلَّه حصره بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، كلامك متناقض ، كيف تقول : أجاز ، ثمَّ ترجع وتقول : لعلّه ؟! هذا لا يستقيم ، فإمَّا أنه أجاز التوسُّل بالأموات ، وهذا محال ، أو أنه أجاز التوسُّل بالنبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟ فهل لك أن تدلَّني على كلام شيخ الإسلام في التوسُّل بالنبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، مع ذكر المرجع ؟

ثالثاً : أريد الدليل من القرآن ـ ومن القرآن ـ على قولك ، راجياً الاختصار ما أمكن ، وشكراً لك .

العاملي : قال ابن تيمية في رسالة لشيخ الإسلام من سجنه ص16 : وكذلك مما يشرع التوسُّل به في الدعاء ، كما في الحديث الذي رواه الترمذي وصحَّحه(1) : أن النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) علَّم شخصاً أن يقول : اللهم إني أسألك وأتوسَّل إليك

بنبيِّك محمَّد نبيِّ الرحمة ، يا محمَّد ! يا رسول الله ! إني أتوسَّل بك إلى ربّي في حاجتي ليقضيها ، اللهم فشفِّعه فيَّ ، فهذا التوسّل به حسن ، وأمَّا دعاؤه والاستغاثة به فحرام ! والفرق بين هذين متفق عليه بين المسلمين .

المتوسِّل إنما يدعو الله ويخاطبه ويطلب منه ، لا يدعو غيره إلاَّ على سبيل

____________

1- سنن الترمذي : 5/229 ح3649 .


الصفحة 289

استحضاره ، لا على سبيل الطلب منه ، وأمَّا الداعي والمستغيث فهو الذي يسأل المدعوَّ ويطلب منه ، ويستغيثه ويتوكَّل عليه . انتهى .

فقد أفتى ابن تيميَّة بجواز العمل بحديث الضرير ، وفيه خطاب للنبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)وهو ميِّت ! ولاحظ ـ يا صارم ـ أن الميزان عند ابن تيميّة أن تطلب من الله أو من المتوسَّل به ، وهذا هو كلام علماء المسلمين كلّهم ، وتفريقه بين المتوسِّل والداعي والمستغيث غير صحيح ; لأنه لا يوجد مسلم يدعو النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ويطلب منه من دون الله ، أو يستغيث به من دون الله !!

وأزيدك حديثاً آخر صحَّحه الطبراني ، يفسِّر حديث الضرير ، قال في المعجم الكبير : ج9 ص31 : عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، عن عمِّه عثمان بن حنيف : أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له ، فكان عثمان لا يلتفت إليه ، ولا ينظر في حاجته ، فلقي عثمان بن حنيف فشكا إليه ذلك ، فقال له عثمان بن حنيف : ائت الميضأة فتوضَّأ ، ثمَّ ائت المسجد فصلِّ فيه ركعتين ، ثمَّ قل : اللهم إني أسألك وأتوجَّه إليك بنبيِّك محمَّد (صلى الله عليه وآله وسلم) نبيِّ الرحمة ، يا محمّد ! إني أتوجَّه بك إلى ربّي فتقضي لي حاجتي ، وتذكر حاجتك ، ورح إليَّ حتى أروح معك .

فانطلق الرجل فصنع ما قال له ، ثمَّ أتى باب عثمان بن عفان ، فجاء البواب حتى أخذ بيده ، فأدخله على عثمان بن عفان ، فأجلسه معه على الطنفسة ، وقال له : ما حاجتك ؟ فذكر حاجته ، فقضاها له ، ثمَّ قال : ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة ، وقال : ما كانت لك من حاجة فائتنا ، ثمَّ إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له : جزاك الله خيراً ، ما كان ينظر في حاجتي ، ولا يلتفت إليَّ حتى كلَّمته فيَّ !


الصفحة 290

فقال عثمان بن حنيف : والله ما كلَّمته ، ولكن شهدت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأتاه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره ، فقال له النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : أو تصبر ؟ فقال : يا رسول الله ! إنه ليس لي قائد ، وقد شقَّ علي ، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : ائت الميضأة فتوضَّأ ، ثمَّ صلِّ ركعتين ، ثمَّ ادع بهذه الدعوات .

قال عثمان بن حنيف : فوالله ما تفرَّقنا ، وطال بنا الحديث ، حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضرّ قط !

صارم : إليك الجواب عمَّا أثرته ـ وأعتذر عن الإطالة ـ :

أوّلا : لم تحلني على مرجع ، وقولك : قال ابن تيمية في رسالة لشيخ الإسلام من سجنه ص16 ، أتعدّ هذا إحالة ؟! ما رأيك لو قلت لك : قال صاحب الكافي في رسالة له ، أتقبل ذلك مني ؟!

ثانياً : إمَّا أنك لا تجيد النقل وتأخذ ما يوافق هواك ، وأعيذك بالله أن تكون كذلك ، وإمَّا أنك أسأت فهم كلام ابن تيمية ، أو نقلت شبهة كان يريد الردَّ عليها ; لأن أقواله في هذه المسألة ـ التوسُّل بالنبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ مشهورة مبثوثة في ثنايا كتبه .

ثالثاً : قلت ـ يا عاملي ـ : فقد أفتى ابن تيمية بجواز العمل بحديث الضرير ، وفيه خطاب للنبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو ميِّت ! ولا أدري من أين استنبطت قولك : وهو ميِّت ؟!

رابعاً : قلت : لا يوجد مسلم يدعو النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ويطلب منه من دون الله ، أو يستغيث به من دون الله !! فبالله عليك ، لم يشدُّ الناس رحالهم إلى القبور ؟ إن قلت : من أجل الدعاء عندها دون أن يكون للميِّت تأثير ، قلنا لك : فلا فائدة من شدِّ الرحال ، والإجابة حاصلة في مكانك الذي أنت فيه ، دون أن تشدَّ الرحل ، وإن قلت : إن للميِّت تأثيراً ، أو من أجل حصول البركة ، قلنا : كيف يؤثِّر وهو لا


الصفحة 291

يملك لنفسه نفعاً ولا ضرّاً ؟ ومن هنا جاء النهي عن شدِّ الرحال للقبور ، منعاً لجناب التوحيد من شوائب الشرك .

ولو تنزَّلنا معك ، ووافقناك في قولك : أنا لا أستغيث بها ، قلنا لك : لكن عوام الناس ممَّن لا فقه عنده سيظنُّ أن للميِّت تأثيراً ، وإلاّ لما شدَّت إليه الرحال ، فيلجأ في دعائه إلى الميِّت ، وهذا ما يحصل عند غالب القبوريّين ، فلمَّا كانت هنالك مفسدة مترتِّبة على ذلك وقع النهي .

خامساً : أمَّا حديث الطبراني فيحتاج إلى مراجعة ، فلم يستعفني الوقت للوقوف عليه وعلى صحّته آمل أن تتأمَّل جوابي جيّداً ليتضح لك الحقّ بإذن الله .

العاملي : أرجو أن تصحِّح ما هو المركوز في ذهنك من أن الزيارة تلازم التوسُّل والاستغاثة ، وأن شدَّ الرحال يكون للاستغاثة ، فلا تلازم بينها أبداً ، وإذا أكملنا البحث في التوسُّل آتي لك بنصوص الزيارة بلا توسُّل ، وهذا اليوم قرأت لإمامك ابن تيمية مجدَّداً كل مقولاته حول التوسُّل ، وعن حديث عثمان بن حنيف عن الضرير ، وعن حديث عثمان بن حنيف الآخر الذي صحَّحه الطبراني .. فقد تعرَّض لذلك في كتبه وكتيِّباته التالية : العبادات عند القبور ، وزيارة القبور ، والتوسُّل والوسيلة ، واقتضاء الصراط المستقيم ، ورسالة من سجنه ، وخلاصة رأيه أنه يفسِّر حديث الأعمى بأنَّه توسُّل بدعاء الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لا بذاته ، ويحصره في حياته لا بعد مماته .

قال في التوسُّل والوسيلة ص 265 : وفي الجملة فقد نقل عن بعض السلف والعلماء السؤال به ، بخلاف دعاء الموتى والغائبين من الأنبياء والملائكة والصالحين ، والاستغاثة بهم ، والشكوى إليهم ، فهذا مما لم يفعله أحد من السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ، ولا رخَّص فيه أحد من أئمّة المسلمين .


الصفحة 292

وحديث الأعمى الذي رواه الترمذي هو من القسم الثاني من التوسُّل بدعائه .

وقال في ص268 : وفيه قصة قد يحتجّ بها من توسَّل به بعد موته إن كانت صحيحة ، رواه من حديث إسماعيل ابن شبيب بن سعيد الحبطي ، عن شبيب بن سعيد ، عن روح بن القاسم ، عن أبي جعفر المديني ، عن أبي أمامة سهل بن حنيف : أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له ، وكان عثمان لا يلتفت إليه ، ولا ينظر في حاجته ، فلقي الرجل عثمان بن حنيف فشكا إليه ذلك ، فقال له عثمان ابن حنيف : ائت الميضأة فتوضَّأ ، ثمَّ ائت المسجد فصلِّ ركعتين ، ثمَّ قل : اللهم إني أسألك وأتوجَّه إليك بنبيِّنا محمَّد نبيِّ الرحمة ، يا محمّد ! إني أتوجَّه بك إلى ربي ... إلخ .

قال البيهقي : ورواه أحمد بن شبيب بن سعيد عن أبيه بطوله ، وساقه من رواية يعقوب بن سفيان عن أحمد بن شبيب بن سعيد ، قال : ورواه أيضاً هشام الدستوائي عن أبي جعفر ... إلخ(1) . انتهى .

ثمَّ ناقش ابن تيمية في سند الحديث ، ولم يفتِ بالتوسُّل بالنبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد وفاته .. إلخ .

وقال ـ يعني ابن تيمية ـ في ص 276 : وأمَّا حقوق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)ـ بأبي هو وأمي ـ مثل تقديم محبّته على النفس والأهل والمال ، وتعزيره وتوقيره وإجلاله ، وطاعته واتّباع سنته ، وغير ذلك ، فعظيمة جداً ، وكذلك مما يشرع التوسُّل به في الدعاء ، كما في الحديث الذي رواه الترمذي وصحَّحه : أن النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) علَّم شخصاً أن يقول : اللهم إني أسألك وأتوسَّل إليك بنبيِّك محمَّد

____________

1- راجع : المعجم الكبير ، الطبراني : 9/31 ، مجمع الزوائد ، الهيثمي : 2/279 .