11 ـ تاريخ المآتم الحسينية، لمحمّد رضا الكتبي(2).
12 ـ رسالة في الشعائر الحسينية، للسيّد هادي الخرسان(3).
13 ـ المواكب الحسينية، للشيخ عبد الله المامقاني(4).
وأمّا الكتّاب المؤيّدون للسيّد الأمين ـ وكانوا قلّة قليلة ـ فقد واجهوا موجة عارمة ملتهبة من كلّ حدب وصوب، أدّت إلى ابتعاد بعضهم عن الأنظار خوفاً من الناس.
ومع ذلك كلّه فقد جمعوا قواهم وأوعزوا إلى أحدهم تأليف رسالة مؤيدة، للسيّد الأمين، فقام الحجّة الشيخ محمّد الگنجي بجمع فتاوى العلماء والمجتهدين المؤيّدين لما في رسالة «التنزيه»، وطبعها في رسالة مستقلّة سمّاها «كشف التمويه عن سالة التنزيه»، طبعت في المطبعة العلوية في النجف الأشرف سنة 1347 هـ(5).
وفي الترجمة المفصّلة الكاملة لحياة السيّد الأمين ـ التي كُتبت أكثرها بقلمه الشريف ـ المطبوعة في آخر موسوعته الكبيرة «أعيان الشيعة» وردت عدّة عبارات لكتّاب معروفين، أيّدوا فيها آراء السيد الأمين في رسالته «التنزيه».
قال الدكتور علي الوردي:
____________
1) الذريعة 10: 9/81.
2) معجم المطبوعات النجفية: 115.
3) المسلسلات في الإجازات 2: 411.
4) معجم المؤلفين العراقيين 2: 334/18.
5) الذريعة 18: 24/492، أعيان الشيعة 10: 382.
وقال الشيخ محمّد رضا الشبيبي:
«شنّ السيّد الأمين حرباً شعواء على الخرافات والأوهام الشائعة، وعلى العادات التي اعتبرت ديناً عند بعض الطبقات، وما هي من الدين ولا من الشرع الشريف في شيء، فهو في طليعة المنادين في الدعوة الى الإسلام الاجتماعي في الشرق العربيوفي غيره من الأقطار»(2).
الصحف:
ولأهمية هذه القضية وحساسيتها; لأنّها تعدّ من الشعائر والمعتقدات التي لا يمكن المساس بها عند عامة الناس، نرى أن الصحف وفي مختلف البلدان الإسلامية قد ألقت بِدَلْوِها وأعطت رأيها فيها.
والمؤيّدون للسيّد الأمين لجأوا إلى الصحف أكثر من المخالفين له; لأنّهم القلّة القليلة، وقد سُدّت الأبواب في وجوههم، ولا وسيلة للدفاع عن آرائهم; لذاك اتخذوا من الصحافة الحرّة ميداناً رحباً لأقلامهم، فكتبوا فيها ماكتبوا، حتى إنّ
____________
1) أعيان الشيعة 10: 382.
2) أعيان الشيعة 10: 383.
والذي ظهر لي من المصادر التي راجعتها أثناء كتابة هذه الأسطر أنّ عدداً ليس قليلاً من الصحف شارك في هذه المعركة الفكرية، إلاّ أنّي لم أعثر إلاّ على صحيفتين كان لهما الدور الرئيسي في ذلك، هما:
صحيفة «ديوان ميسج» التي كانت تصدر باللغة الانجليزية في الهند، وقد كتب صاحبها محمّد علي سالمين مقالات عديدة مؤيدة للسيّد الأمين، وترجم بعضها الى العربية(2).
وصحيفة «الهاتف» وإن كانت صدرت متأخرة عن زمان الفتوى، إلا أن صاحبها الاُستاذ جعفر الخليلي كان له دور فّعال في مناصرة السيد الأمين سنة 1344 هـ وما بعدها، إذ يقول: «ولمّا كنتُ يومذاك موظفاً قد نشرت مقالاتي في الجرائد بتواقيع مستعارة»(3).
وأمّا المعارضون للسيّد الأمين فلم يلجأوا إلى الصحف ـ كما قلنا ـ لوجود قنوات كثيرة لهم يُبيّنون فيها آراءهم، ومع ذلك فقد كتب أحدهم ـ وهو السيد نور الدين شرف الدين ـ مقالاً في صحيفة لبنانية يردّ فيها على السيد الأمين ورسالته «التنزيه»، فانبرى له في هذه المرة السيد الأمين وردّ عليه بمقالة مفصّلة، كما انبرى للردّ عليه بمقالة مفصّلة أخرى شخص آخر وقّع مقالته باسم «حبيب بن مظاهر»(4).
____________
1) أعيان الشيعة 10: 381.
2) أعيان الشيعة 10: 380.
3) هكذا عرفتهم 1: 209.
4) أعيان الشيعة 10: 381.
الشعراء والخطباء:
من الطبيعي جداً أن يشارك الخطباء ـ وبعضهم شعراء في نفس الوقت ـ في هذه المعركة الفكرية، فيؤيّد بعضهم السيّد الأمين ويعارضه آخرون.وهو حقّ من حقوقهم، كغيرهم من العلماء والكتّاب والمثقّفين الذين أيّدوا وعارضوا.
لكن أن يأتي شاعر ويتعدّى الحدود المرسومة ويتجاسر على السيّد الأمين ومؤيّديه وينعتهم بنعوت باطلة، ويتلاعب بعقول الناس ويحاول تمويه الحقائق عليهم، فهذا غير مسموح به، ولا أعتقد أنّ التاريخ سوف يمحو هذا عن صفحاته.
وعلى كلّ حال، فمن الشعراء الخطباء الذين كان لهم دور بارز في هذه الأحداث، هو الشاعر الكبير والخطيب المفوّه السيد صالح الحلّي (ت 1359هـ)، الذي مدحه وأثنى عليه وعلى مقدرته الخطابية محبّوه ومبغضوه(1).
ومع ذلك كلّه نرى أنّ السيّد الحلّي يقف موقفاً معارضاً بل معادياً ومعانداً للسيد الأمين، ويتعرّض له في مجالسه بالتصريح تارة والإشارة أُخرى، ويصفه بصفات باطلة، وممّا قاله فيه:
يا راكباً أما مَرَرتَ بـ (جِلَّقِ)(2) | فابصق بوجه (أمينها) المُتزندق(3) |
ولم يكتف بذلك فقط، بل شنّ حملة شعواء على كلّ المؤيّدين والمناصرين للسيد الأمين، فأخذ ينهال عليهم بالطعن والاتهامات الباطلة، حتى وصل به الأمر إلى أن تجاسر على المرجع الديني الكبير السيد أبو الحسن الأصفهاني، لأنّه أيّد السيّد الأمين.
____________
1) انظر: البابليات 4: 133، أدب الطف 9: 204 ـ 205.
2) جِلّق: دمشق، معجم البلدان 2: 154 «جِلّق».
3) هكذا عرفتهم 1: 208.
فأصدر السيّد أبو الحسن الأصفهاني فتوى حرّم بها الاستماع لقراءة السيّد صالح الحلي، فأرّخ ذلك الشيخ علي بازي قائلاً:
أبو حسن أفتى بتفسيق (صالح) | قراءته أرّختها (غير صالحة)(2) |
وقال أيضاً يهجوه:
مُذ تردّى الشقيّ بالغَي جهلاً | وإمام الزمان طُرّاً جفاه |
قلت: يا من قد أرخوا (أحقيق | قد رمى الله صالحاً بشقاه)(3) |
ويقال: إنّ السيّد رضا الهندي كان من المعارضين للسيد الأمين، وقد قال فيه:
ذريّة الزهراء إن عددت | يوماً ليطرى الناس فيها الثنا |
فلا تعدّوا (محسناً) منهم | لأنّها قد أسقطت محسنا |
وقيل: إنّ هذين البيتين في السيد محسن أبو طبيخ(4).
ووقف الشاعر الشيخ مهدي الحجّار (ت 1358 هـ) موقف المؤيّد للسيد
____________
1) هكذا عرفتهم 1: 108.
2) شعراء الغري 6: 369، هكذا عرفتهم 1: 111.
3) شعراء الغري 6: 369.
4) هكذا عرفتهم 1: 31.
ياحُر رأيك لا تحفل بمنتقد | إنّ الحقيقة لاتخفى على أحد |
فهل على الشمس بأس حيث لم ترها | عين أُصيبت بداء الجهل لا الرمد |
ومصلح فاه بـ (التنزيه) ليس له | غير الحقيقة إي والعدل من صدد |
إنّا على (عامل) نأسى لأنّ بها | من لا يُفرّق بين الزُبد والزَبد |
تأسّ يا (محسن) فيما لقيت بما | لاقاه جدّك من بغي ومن حسد(1) |
وكتب أحد الشعراء المدافعين عن السيد الأمين، مقطوعة شعرية ردّاً على بيت الشعر الذي كان يردّده المشاركون في العزاء الحسيني، وهو:
لعن الله أُناساً | حرّموا ندب الحسين |
فكتب هذا الشاعر:
أبعد الله اُناساً | قولهم كذب وهين |
ألصقوا بالدين ممّا | قد أتوه كلّ شين |
أظهروا للدين حبّاً | وهو حبّ الدرهمين |
____________
1) أعيان الشيعة 10: 381، شعراء الغري 12: 207، هكذا عرفتهم 1: 208، أدب الطف 10: 314.