الصفحة 84

اليعازر: يا ولدي عرفني جرأته بالكذب والتحريف والتمويه.

عمانوئيل: يا سيدي الوالد إن هذا الكاتب يريد بالمكتوب ما جاء في العدد الثاني والعشرين والثالث والعشرين من الفصل الحادي والعشرين من التثنية وهذا نصه " وإذا يكون على إنسان خطيئة شريعتها وقضاؤها القتل فقتل وعلقته على خشبة لا تبت جثته على الخشبة بل دفنا تدفنونه بيومه لأن المعلق لعنات الله إلهنا فلا تنجس أرضك ". يا سيدي الوالد فكلام التوراة إنما هو الخاطي المستحق للصلب بخطيئته وهذا الخاطي المصلوب هو لعنات الله وهو الذي ينجس الأرض ببقائه مصلوبا.

ولم تقل التوراة ولم يكتب فيها ملعون كل من علق على الخشبة. يا سيدي فانظر كيف ترى الكذب والتحريف والتمويه. مسلم كان حاضرا بالقرب منا. فقال: أيها الأصحاب هل تسمحون لي بسؤال واحد.

اليعازر: سل ما عندك. المسلم: إن كتاب إلهامكم من العهد الجديد جعل الرسول المقدس المسيح (ع) لعنة وملعونا. واستغفر الله. وإثم هذا الكلام عليكم. ولكن سؤالي فوق هذا. وهو إن الروحانيين منكم يكتبون في كتبكم وعليه عموم ديانتكم ويقولون " إن المسيح إله متجسد وإن المسيح هو الله لبس ثوب الناسوت " وعلى هذا فبالنتيجة من هو الذي يكون لعنة وملعونا: غفرانك اللهم.

فإني أردت بكلامي هذا تنبيه عبادك من غفلة الضلال.

عمانوئيل: أحسنت يا صاحبنا في سؤالك وإنا في ميدان البحث وطلب الحق لا في حفيرة التقليد وعمى التعصب. المسلم. إن كنتم في ميدان البحث الصادق بالنية الخالصة فإن الله يوفقكم أستودعكم الله وسامحوني. فلعلي أزعجتكم بهذا السؤال.

اليعازر: يا عمانوئيل هل يوجد في عهدنا الجديد ما نستنكره مثل هذا الكلام ومثل ما مر من التوراة.

عمانوئيل: اسأل حضره القس.

القس: أتمنى أن لا يكون فيه ولكن " ما كل سا يتمنى المرء بدركه " إنا سنقرأ في عهدنا الجديد ونرى ما فيه.

اليعازر: كيف يكون المسيح افتدانا من لعنة الناموس.

عمانوئيل: لا يحسن أن أتكلم في هذا الموضوع. بمحضر القس حتى نسمع كلامه فوائده. فإن هذا المقام أمر كبير.

القس: يا اليعازر إن أصحابنا يقولون: إن الانسان لا ينفك عن الخطيئة. وعقاب الخطيئة هو الموت في جهنم النار إلى الأبد. لأن المولى سبحانه وتعالى قدوس طاهر وعدله يستلزم عقاب الخطيئة بهذه الكيفية.


الصفحة 85
فالمسيح احتمل في جسده ما كنا نستوجبه من العقاب ووفى ما كان علينا من الدين. فإن الكلمة الأزلية ابن الله بموته وفى للعدل الإلهي حقه. إن الله سبحانه وتعالى حكم في كتابه العزيز بأن كل نفس تخطئ موتا تموت في جهنم النار إلى الأبد. لأن عدله يستلزم هذا القصاص لقداسته التي لا تحد ولبغضه للخطيئة بغضا شديدا. فلا يمكن أن يغض الطرف عن قصاص الخاطئ.

وإن الله أظهر رحمته ومحبته بتجسد الكلمة الأزلية فلبس هذا الجسد وكان يلزم أن يكون الفادي قدوسا منزها عن النقص حتى يفي للعدل الإلهي حقه. فالمسيح احتمل ما علينا ووفى للعدل الإلهي حقه.

عمانوئيل: يا سيدي من هو الكلمة الأزلية الذي لبس هذا الجسد وما هو ابن الله.

كيف يكون المسيح هو الله

القس: يا عمانوئيل إن أصحابنا يقولون. إن المسيح هو الكلمة الأزلية. وإن الكلمة الأزلية هو الله.

وإنجيل يوحنا يقول في أوله: " وكانت الكلمة الله " وأما ابن الله فهو أقنوم الله وهو والله واحد.

عمانوئيل: يا سيدي إن هذا الكلام يقضي بأن المسيح هو الكلمة الأزلية والكلمة الأزلية هو الله. وابن الله هو أقنوم الله الذي هو الله فالمسيح هو الكلمة الأزلية المتجسدة وهو الله الذي لبس هذا الجسد. أليس هكذا يا سيدي.


الصفحة 86
القس: نعم هكذا.

عمانوئيل: يا سيدي إذن فيكون حاصل الكلام أن الله احتمل في جسده ما كنا نستوجبه من العقاب في جهنم النار إلى الأبد. أهكذا يا سيدي. هل يمكن للعاقل أن يتصور هذا أو يتفوه به.

القس: هذا الكلام ينبغي أن تعطيه حقه من التفهم ولا تتسرع إليه بالانتقاد. بل من الواجب أن تنظر في جميع، أطرافه ولا توجه نظرك إلى مفردات كلماته.

عمانوئيل: يا سيدي لو اقتصرنا على النظر إلى مفردات هذا الكلام لهان أمره في الجملة ولكن البلية على العقل والمعقول تأتي من النظر إلى مجموعه. يا سيدي إن كتاب الهداية المؤلف بنظر جمعية من علمائنا القديسين بمعرفة المرسلين الأمريكان يذكر في السطر الرابع من الصحيفة الثامنة والثلاثين من الجزء الثاني ما نصه. " إن الكلمة الأزلية هو الله ".

ويذكر في الصحيفة الخامسة والثمانين بعد المئتين من الجزء الرابع ما نصه. (إن المسيح هو الله ". ويذكر في الصحيفة الحادية والسبعين بعد المائة من الجزء الثالث ما نصه " المسيحيون يعتقدون بأن الذات العلية والكلمة الأزلية والروح القدس هم الله الواحد الأحد " فهل هذا كله يا سيدي هو اعتقاد المسيحيين.

القس: نعم يا عمانوئيل. وقد قلت ذلك لك وذكرت لك أن أول إنجيل يوحنا يقول: " وكان الكلمة الله " فلماذا تسأل ثانيا ولماذا تطلب التكرار.

اليعازر: يا سيدي القس إنك بقداستك قد سمحت لخادمك ولدي عمانوئيل أن يبحث عن الحقايق بكل إتقان. وأنت الذي دربته على التحقيق وحرية الضمير. وهذه أمور يلزم التثبت فيها. وإني وأنا عامي أعرف أن هذه الأمور لا ينبغي للانسان أن ينظر فيها نظرا سطحيا.

وإني قد وجدت في قداستك من حسن الخلق وسعة الصدر ما لم أجده في غيرك. فلماذا يا سيدي تضجر من استفسار عمانوئيل. وإني أجد أن في هذا المقام أمورا عظيمة. وأظن أن سيدنا القس


الصفحة 87
يريد الحياد في هذه المسألة. ولكن يا سيدي أنت فتحت الباب لولدي عمانوئيل وأمرته بالدخول في البحث فكيف لغلق الباب في وجهه عند النتيجة.

القس: يا اليعازر من الأمور ما أضجر من مرورها في خيالي. فكيف لا أضجر من تكرار الكلام فيها ومع ذلك فإني أرجو من نجلك الموفق عمانوئيل أن يسامحني من هذا الضجر.

عمانوئيل: يا سيدي إن الطبيب لا ينبغي أن يشمئز من النظر إلى الجراحة في القرحة ولا رائحتها. بل الواجب عليه أن يفحص عن مادتها ومخزنها ويخرجها وينقي القرحة منها ولو بيده وثوبه. وإن كان ممن يشمئز منها فليس بطبيب ولا يعطى الشهادة.

اليعازر: يا سيدي قد كان يخطر في بالي سر الفداء على ما يقوله المسيحيون ويشرحه الروحانيون فتعتريني في ذلك شبهات كنت أظنها نشأت من مخالطة المسلمين. ولكن يا سيدي إذا ذهبت إلى الروحانيين لكي يجلوا عني غبار الشبهة لم أجد منهم في الجواب إلا قولهم: (أسكت يا عديم الإيمان) أو (زل إيمانك يا مسكين) لا أو (هذا كلام تجديف) أو (لا تنجو ولا تفوز ببركة الفداء إلا بالايمان البسيط) أو (يا بني إن هذا فوق عقولنا ولكنه موافق للعقل) والآن يا سيدي نرجو من قداستك وروحانيتك أن تجاهرنا في البيان عن هذه العقيدة المهمة ليثبت إيماننا بها ونكون على بصيرة من أمرنا. فإني كولدي عمانوئيل لا أختار الإيمان بالبساطة.

القس: مرحبا بكما وقد أبهجني عتابكما لي لأنه ناشئ عن طلب الحقيقة وعدم الانقياد إلى عصبية الإلفة - فاجر يا بني يا عمانوئيل في سؤالك واصغ واسمع أنت يا عزيزي يا اليعازر.

عمانوئيل: يا سيدي لماذا يكون غفران الله للخطيئة برحمته خلاف العدل. وهل تكون الرحمة بالغفران ظلما. ولمن يكون الغفران ظلما. فكيف يقولون إن عدل الله يستلزم عقاب الخطيئة بالموت في جهنم النار إلى الأبد. فهل يمتنع على الله الغفران.


الصفحة 88

غفران الله ورحمته

القس: لا. يا عمانوئيل إن كتبنا المقدسة تمجد الله بالرحمة والرأفة والغفران وتقول: إن الله إله رحيم ورؤوف غافر الإثم والمعصية والخطيئة خر 43: 6 و 7 وعد 14: 18 وغفور وكثير الرحمة لكل الداعين إليه مز 86: 5 والذي يغفر جميع ذنوبك مز 103: 3 ومن هو إله مثلك غافر الإثم وصافح عن الذنب مي 7: 18 وفي كتاب أشعيا في الفصل الثالث والأربعين في العدد الخامس والعشرين. أنا أنا هو الماحي ذنوبك لنفسي وخطاياك لا أذكرها. ومثل هذا في كتبنا المقدسة كثير جدا.

عمانوئيل: يا سيدي إنا نعلم أن الله قدوس طاهر يمقت الخطيئة مقتا شديدا.

لكن يا سيدي إن اللازم لقدسه ومقته للخطيئة أن لا يرضى بالخطيئة ولا يلجأ إليها.

وليس اللازم لقدسه أن لا يغفر للتائب المنيب إلى طاعة ربه. وأين يذهب العبد هل له ملجأ غير مولاه الرحيم؟ فكيف لا يمكن أن يغض الطرف عن عقاب الخاطئ إذا تاب وأناب؟. هل الله جل شأنه محتاج إلى التشفي وتبريد القلب بعقاب التائب. يا سيدي إنا نستحسن العفو من البشر المحتاج إلى التشفي وتبريه القلب فكيف لا يمكن العفو عن التائب من الله الغني القدوس؟؟

القس: حقا تقول يا عمانوئيل وبه تنطق كتبنا المقدسة. ففي الفصل الثامن من كتاب حزقيال عن قول الله: فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقا وعدلا فحياة يحيا لا يموت. كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه. هل مسرة أسر بموت الشرير يقول السيد الله: ألا برجوعه من طرقه يحيا: وفي الفصل الثالث والثلاثين عن قول الله لحزقيال: (وأنت يا ابن آدم كلم بيت إسرائيل وقل أنتم تتكلمون هكذا أقائلين إن معاصينا وخطيانا علينا وبها نحن فانون فكيف نحيا قل لهم حي أنا يقول السيد الله: إني لا أسر بموت الشرير بل بأن يرجع الشرير عن طرقه ويحيا ارجعوا ارجعوا عن طرقكم الردية فلماذا تموتون " وفي الثالث من رسالة بطرس الثانية " لا يريد الله أن يهلك أناس بل أن يقبل الجميع إلى التوبة " ومثل هذا في كتبنا كثير جدا.


الصفحة 89

القرآن والتوبة والغفران

عمانوئيل: العفو يا سيدي أسألك مسألة تاريخية لا تظن بي بسببها شيئا. هل يوجد في القرآن ذكر للتوبة والغفران.

القس: يا عمانوئيل إن القرآن كنز للأمور الإلهية وذكر المغفرة والتوبة فيه كثير. ويكفي منه قوله في الآية الثانية والثمانين من سورة " طه " المكية: (وإني غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى).

اليعازر: يا سيدي أراك تمجد القرآن تمجيدا كبيرا وهذا شئ مدهش.

القس: يا اليعازر إنك طلبت مني تدريس ولدك عمانوئيل في الحقايق. وهل تطلب مني أن أظلم الحقيقة إذا جرى ذكرها. وأتدنس برذيلة التعصب. فإن كنت تندهش من قول: الحق فإني مفارقكم يا اليعازر.. أما إني أرضى بما عندك من التمييز فخذ القرآن واقرأه من أوله إلى آخره فهل تجد فيه شيئا يخالف المعقول وهل تجد فيه شيئا مثل الذي اعترضت به أنت وولدك عمانوئيل على التوراة؟


الصفحة 90
اليعازر: العفو يا سيدي. أخطأت أنا فسامحني يا سيدي. داء جهلي هو الذي صدر منه ما سمعه سيدي. فكيف يضجر منه سيدي وهو - الطبيب لداء الجهل والعارف بفلتات هذا الداء الردئ. فالعفو يا سيدي وأسأل الله أن لا يحرمني البركة بملازمة خدمتك فلا تصدع يا سيدي قلوبنا بقولك " إني مفارقكم ".

عمانوئيل: يا سيدي لاتم سيدي الوالد فإن المسموع قد يشوش ذهن الانسان.

وإن أصحابنا النصارى هداهم الله يجعلون القرآن كلام رجل أمي وحشي خال من المعارف والفضيلة. قد شحن بالعوائد الوثنية وخشونة العرب وغلظة الوحشيين والأغلاط التاريخية والعرفانية والاجتماعية. يا سيدي فإذا كان قد سمع هذا الذم للقرآن مع أنه يعتقد التوراة كلام الله القدوس وقد شاركنا في ما تقدم من الاعتراضات الباهضة عليها فلا تلمه يا سيدي إذا ساء ظنه بالقرآن واستوحش من تمجيده. فالواجب على لطف سيدي القس إزالة المعاثر عن طريق سيدي الوالد. يا سيدي الوالد. ألم تنظر إلى سيدنا القس منذ قرأنا عليه التوراة وصرنا نعترض على ما نقرأه بمخالفته للمعقول كيف يحيد عن المعاجلة بالجواب ويروض أفكارنا بالأماني. كل ذلك حذرا من هيجان العصبية. وها هو يتجرع الغصص من أمرنا. وها أنت يا سيدي الوالد قد اندهشت من كلمة واحدة من فوائد سيدنا القس. فكيف ترجو منه بيان ما عنده من الحقائق.

عود إلى سر الفداء

القس: يا بني يا عمانوئيل عد إلى سؤالك عن سر الفداء وليسمع عزيزي اليعازر.

عمانوئيل: يا سيدي إن قومنا قالوا: إن الله قدوس لا يمكن أن يغض النظر عن عقاب الخاطئ بالموت في جهنم النار إلى الأبد. فلنغض النظر عن اعتراضاتنا السابقة على هذا الكلام ولكن نقول لهم الله القدوس مبغض الخطيئة كيف غض النظر عن عقاب الخاطئ وتحول إلى الفداء وأقنع به عدله وقدسه كما تقولون. وكيف تنازل عدله عن عقاب خطاة العالم في أجيالهم إلى موت شخص واحد يوما وليلتين وأي حاجة إلى هذا التنازل الفاحش: قد سمعنا أن التاجر إذا انكسر وأراد أن يختلس من أموال التجارة يأتي إلى بعض المديونين له خفيا ويتنازل معهم في الوفاء أو يتنازل ببيع بعض الأموال خفيا بأقل من قيمتها. ولكنه مهما كان عديم الشرف والذمة والعدل والصدق فإنه لا يتنازل بمثل هذا التنازل الفاحش الذي لا يمكننا أن نحده.

يا سيدي وهب أن المسيح الفادي مات ونزل إلى الجحيم كما هو مكتوب ومطبوع في كتاب صلوة الپروتستنت. ولكن ما يكون في جنب قصاص خطاة العالم وعقابهم بالموت في جهنم النار إلى الأبد. ولماذا انخدع العدل الإلهي بهذه الخديعة العظيمة. يا سيدي ألم يكن واحد من الملائكة أو جند من السماء ممن يعرف الحساب والمقايسة لكي ينبه العدل الإلهي ويقول له: إن هذا تنازل غير محدود ولا هو مرضي للعقل فلا تخدع به. أين كانت الحية الصادقة الناصحة العالمة بزعم التوراة الرائحة؟ وهي حية " حوا " كما تقدم صحيفة 7 و 9 يا سيدي كن أنت وكيلا محاميا عن جانب العدل الإلهي. وأكون أنا وكيلا محاميا من جانب الرحمة الإلهية فبماذا تجيبني يا سيدي في محكمة العقل والوجدان إذا قلت لحضرتك: إن الرحمة الإلهية تقول: أيها العدل الإلهي الذي يستلزم عقاب الخاطئ بالموت في جهنم النار إلى الأبد ولا يمكن أن يغض الطرف عن ذلك. إسمع. هب أني لا أتداخل بوظيفتك ولا أعترض عليك بمخالفتك لقانونك ولا أقول لك كيف انفصمت عروة استلزامك لعقاب الخاطئ بجهنم إلى الأبد. ولا أقول لك من ذا. وماذا فصمها وحل عقدتها. ولا أقول لماذا تنازلت هذا التنازل الذي يضيع فيه الحساب. ولا أقول لك يا عدل الإله القدوس كيف حملت عقاب الخاطئ على البار.


الصفحة 91
إن القدس الإلهي هو الذي يسألك عن ذلك. ولكني أطالبك بوظائف الرحمة الإلهية وأفول لك: إن المسيح الذي قدمته للفداء وحمل القصاص قد حزن وبكى واكتأب واندهش وضعف واستعفى من هذا القصاص وطلب من الله أن تعبر عنه كأسه وساعته وكان يصلي لأجل ذلك بأشد لجاجة وقال إلهي لماذا تركتني. وشاهدي على هذا صراحة الأناجيل المقدسة كما في الفصل السادس والعشرين من متى في عدد 38 و 39 والفصل الرابع عشر من مرقس في عدد 35 و 36 والفصل الثاني والعشرين من لوقا في عدد 41 و 42 و 43. أيها العدل الإلهي إن كنت أنت خالفت وظيفتك أو تنازلت فيها.

فإني الرحمة الإلهية لا أتنازل عن وظيفتي المقدسة ولا أتنازل عنها ولا أحمل المسؤولية في ذلك. فإن كنت وأنا الرحمة لا أغيث المسيح البار عند حزنه وبكائه واستقالته من قصاص الفداء فما هي آثار وظيفتي؟؟

اليعازر: يا سيدنا القس إني أكون وكيلا ومحاميا متطوعا عن العدل الإلهي وأقول للروحانيين لماذا تلصقون بقدس العدل الإلهي آثار الجور البشري، الوحشي.. سامحنا قداستكم إذ غفلتم عن الأمور الواضحة عند العقل والوجدان.

ومن جملة هذه الأمور سؤالات ولدي عمانوئيل التي تقدمت. ومن جملتها مخالفة ما تقولونه لمعنى العدل وحقيقته. ومن جملتها مضادة ما تقولون لقدس الله وجلاله وغناه، فإن الذي تذكرونه يكون من جائر محب للخطيئة ينادي بحرية الخاطئين في خطاياهم الفاحشة ويؤمنهم في سبيل الخطايا بحمل قصاصهم على البار. ويضم صوته إلى أصوات الشهوات وينادي " يا محبي الخطيئة هنيئا لكم الفداء.

فافعلوا ما شاء الهوى والظلم ": ولكن أيها الروحانيون لا نسامحكم في غفلة قداستكم عما هو موجود متكرر في كتبنا المقدسة. أليس في الفصل الثامن عشر من كتاب حزقيال من العدد الرابع إلى آخر الفصل صراحة متكررة بأن النفس التي تخطئ هي تموت وإن بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون وإن الله يجازي كل واحد حسب أعماله وليس عنده محاباة كما في المزمور الثاني والستين. والفصل السابع عشر والثاني والثلاثين من كتاب أرميا. والفصل السابع والثالث والثلاثين من كتاب حزقيال. والفصل السادس عشر من متى. والثاني من رومية. والأول من كورنتوش الأولى. والخامس من كورنتوش الثانية. والسادس من أفسس. والثالث من كولوسي. والأول من رسالة بطرس الأولى.

القس: مرحبا بمعرفتك يا اليعازر ومرحبا باطلاعك على ما في الكتب المقدسة ولكن لا تتكلم بحدة وسر في طلب الحقيقة على رسلك. والله الموفق.

عمانوئيل: يا سيدي بقيت لي كلمة فليسمح لي سيدي بأن أقولها وإن كانت تكرارا.


الصفحة 92
وإن كان سيدي القس يتألم من مرور أمثالها على خياله. ولكن المسير إلى الحق يوجب تحمل المشقات في رفع المعاثر من طريقه. يا سيدي قد قلت: حضرتك إن الروحانيين المسيحيين يقولون: إن المسيح عيسى هو الكلمة الأزلية والكلمة الأزلية هو الله والمسيح ابن الله واقنوم الله الذي هو الله والمسيح هو الكلمة الأزلية المتجسدة وهو الله الذي ليس هذا الجسد. يا سيدي فحاصل أمر الفداء أن الله القدوس العادل مبغض الخطيئة حكم بقصاص الخاطئين بالموت في جهنم النار إلى الأبد. ولكن لأجل بغضه للخطيئة والخاطئ ولأجل قداسته التي لا تحد غضب فاحتمل في جسده قصاص الخاطئين ساعة أو ثلاثة أيام. يا سيدي لو فعل هذا أحد البشر ألم نعده من الحمقاء؟ يا سيدي لو أن إنسانا تمرد عليه عبيده وفعلوا الظلم والفحشاء وهو قادر على عقابهم ولكنه خرج بين الناس ينادي " إني عادل مقدس وعدلي يستلزم عقاب الخاطئ بأشد العقاب ولا يمكن أن أغض الطرف عنه كيف وأنا القدوس العادل " ثم رفع يده وضرب ولده أو ضرب نفسه وقال. ها، إن عدلي قد استوفى حقه ووفيت ما على الخاطئين من الدين. يا كتابي اكتبوا أن السيد افتدانا من لعنة قانون الشرف والصلاح إذ صار لعنة لأجلنا - يا خاطئين اعملوا ما شئتم - يا سيدي هل تقول: لهذا الرجل مرحبا بك وبعدلك وقداستك وبغضك للخطيئة ومرحبا وألف مرحبا بعقلك؟ هل يقول له أحد ذلك؟؟

القس: يا بني لا تتكلم بحدة فإن الروحانيين يقولون لا شئ من الدينونة على الذين في المسيح. فإنه ينسب إلينا بر المسيح بالإيمان به. فالمسيح حفظ الشريعة فبالإيمان به ينسب إلينا حفظها فيكون الله عادلا في تبريرنا لأن عدله استوفى حقه.

عمانوئيل: يا سيدي قد رأيت هذا الكلام لجمعية كتاب الهداية المطبوع بمعرفة المرسلين الأمريكان في الجلد الرابع صحيفة 280. ولكن يا سيدي إن المسيح قد أمرنا بحفظ الشريعة ففي الفصل الخامس من إنجيل متى عن قول المسيح 17 لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لأنقض بل لأن أكمل - 19 فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يدعى أصغر في ملكوت السموات. وفي أول الفصل الثالث والعشرين " حينئذ خاطب الجموع وتلاميذه قائلا على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون فكل ماقالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه " - يا سيدي فإذا ضيعنا الشريعة على رغم تعليم المسيح لنا بحفظها فكيف ينسب إلينا حفظ المسيح لها. وكيف ونحن العصاة لله وللمسيح في تضييع الشريعة ينسب إلينا بر المسيح.

يا سيدي هب أن الله يغفر لنا عصياننا بتضييع الشريعة ويسامحنا في ذلك. ولكن كيف نكون أبرارا وكيف ينطبق ذلك على عدل الله وكيف ينطبق على المعقول.

وأيضا فإن العهد القديم يقول في الفصل الرابع والثلاثين في سفر الخروج والرابع عشر من سفر العدد والفصل الأول من كتاب ناحوم " إن الله يغفر الإثم والخطيئة ولكن لا يبرأ إبراء.

اليعازر: التفت أنا إلى حالة سيدنا القس عند كلام ولدي عمانوئيل فرأيته مطرقا متحيرا قد استولى عليه الحزن والتألم وهو يخط الأرض بإصبعه ويقول: " ماذا أقول " فرحمت حالته وأحببت أن ألاطفه ببعض الظرائف المؤنسة وأريح فكره من هذه الأمور العظيمة فقلت. هل يأذن لي سيدي القس بأن نعرض عن هذا الكلام ونتكلم بما نروح به نفوسنا.

القس: تكلم يا اليعازر.


الصفحة 93

حفلة - وظريفة

اليعازر: يا سيدي حضرت حفلة للمسلمين في ليالي شهر رمضان الشهر الذي يصومون فيه. فجاء رجل محترم وجلس وصار يعلم القوم بالحلال والحرام وشرايع التجارة. ثم أخذ يبين الأخلاق الفاضلة ويبين أمر الشريعة بالتزين بها. ويبين الأخلاق الرذيلة ويبين زجر الشريعة عن التدنس بها.

ثم أخذ يؤكد بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. ثم أخذ في فضل الصوم وفوائده وشروط قبوله من مكارم الأخلاق.

ثم صار الكلام مجلسيا وجعلوا يتذاكرون أحوال العصاة الذين لا يصومون وكيف ينخدعون لغواية الشيطان فقال رجل يحكي: إن رجلا مسافرا دخل في شهر رمضان بلدة من أطراف بلاد المسلمين قد موه الغواة على أهلها، فعطلوا فيها بالتدليس رسوم الشريعة الإسلامية، فرأى أهلها كلهم غير صائمين بل يأكلون علنا من غير مبالاة. فقال لهم هل: أنتم مسلمون. قالوا. نعم. قال هل هذا شهر رمضان. قالوا نعم. قال فما لكم جميعا لا تصومون. فقالوا إنا مسلمون مطيعون لأوامر الله في الشريعة. ولكن شيخنا ومرشدنا هو يصوم بدلا عنا جميعا ويفي ما علينا من التكليف والدين. قال الرجل فأحببت أن أنظر إلى هذا الأمر الغريب المضحك، فقلت دلوني على هذا المرشد الكبير، فدلوني على محله فقصدته ودخلت عليه وقت الضحى فوجدت حضرة المرشد جالسا يتغدى والناس يهدون له أنواع الطعام النفيس. وهو يأكل أكلا كثيرا.

فسلمت عليه وقلت له: هل أنت مرشد هذه البلدة. قال: نعم. فقلت: هل أنت صائم بدلا عنهم جميعا. قال: نعم. فقلت له إذن فكيف تأكل في نهار شهر رمضان. فقال: عجبا عجبا منك. ألا تشعر بأن الذي يكون فاديا يصوم بدلا عن عشرة آلاف نفس كيف يكفيه في النهار ألف أكلة فكيف تستكثر علي أكلة أو أكلتين في النهار؟: يا سيدي وبعد أن ضحكت من القوم. فكرت في نفسي وقلت: ماذا أقول لهؤلاء المسلمين إذا قالوا يا اليعازر الفداء مثل فداءكم. يا سيدي ولم أجد في نفسي جوابا أردهم به.

عمانوئيل: يا والدي وماذا تقول أنت لهم. هب أنهم أغمضوا عن سخافة القول بالفداء وما عرفته أنت من وجوه السخافة فيما يقوله الروحانيون في أمر الفداء. ولكن ماذا تقول لهم إذا قالوا لك إن كتبكم التي تقدسونها تبين أنه لم يكن لهذا الفداء عين ولا أثر لا في زمان المسيح ولا إلى ما يزيد على عشرين سنة من حادثة الصليب بل كان كل المؤمنين بالمسيح عاملين بالناموس ملتزمين بشريعة التوراة. ثم بعد ذلك جاءت بدعة الفداء وترك شريعة التوراة في تاريخ مجهول تنسبه كتبكم إلى تلاميذ المسيح وبولس بزمان متأخر عن زمان المسيح بنحو عشرين سنة فما فوق. بل إن أكثر الذي جاء في كتب العهد الجديد في:


الصفحة 94

العهد الجديد يعيب العهد القديم

إبطال الشريعة لم يذكر فيه أنه لأجل الفداء من لعنة الناموس - بل كان كله بنحو العيب للشريعة والاستهزاء ففي الفصل الخامس عشر من أعمال الرسل أن بطرس جاع كثيرا فوقعت عليه غيبة كشفت له عن جميع الحيوانات التي حرمتها التوراة ونجستها. ولم تكن الإباحة بعنوان النسخ لحكم التوراة. بل بعنوان إن تلك الحيوانات طاهرة عند الله وأن تدنيسها بشري فاسد يعارض تطهير الله لها. وفي الفصل الخامس عشر من أعمال الرسل صراحة واضحة بأن إبطال الختان وشريعة موسى كان لمحض استجلاب الأمم إلى الخضوع إلى الرياسة حيث إن العمل بالختان والشريعة ثقيل على الأمم فقرروا أن يرسل إلى الأمم أنه ليس عليهم إلا أن يمتنعوا عما يذبح للأصنام والزنا والمخنوق والدم. وعللوا ذلك بأن موسى منذ أجيال قديمة له في كل مدينة من يكرز به. إذ يقرأ في المجامع في كل سبت - يا والدي وحاصل هذا الكلام أن موسى البطل يكفيه نفوذ سياسته ورياسته في هذه المدة.

وجاءت الرسائل المنسوبة إلى بولس فجاهرت بما تريد. ففي الفصل الرابع عشر من رومية " إني عالم ومتيقن أن ليس شئ نجسا لذاته إلا من يحسب شيئا نجسا فله هو نجس " وفي الفصل الأول من " تيطس " لا يصغون إلى خرافات يهودية ووصايا أناس مرتدين عن الحق. كل شئ طاهر الطاهرين. وفي الفصل الثاني من كولوسي " تفرض عليكم فرائض لا تمس. لا تذق. لا تجس. التي هي جميعها للفناء حسب وصايا وتعليم الناس " وفيه أيضا " لا يحكم عليكم أحد في أكل ولا شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت.

وفي الفصل الرابع من غلاطية في صرف أنظار الغلاطيين عن الناموس " كيف ترجعون أيضا إلى الأركان الضعيفة الفقيرة أتحفظون أياما وشهورا وأوقاتا وسنين أخاف عليكم أن أكون تعبت فيكم عبثا ". وفي الفصل السابع من رسالة العبرانيين " فإنه يصير إبطال الوصية السابقة من أجل ضعفها وعدم نفعها إذ الناموس لم يكمل شيئا ". وفي " الثامن " " لو كان الأول بلا عيب لما طلب موضع لثان " - يا والدي وماذا نقول إذا قال المسلمون: إن من أساس الديانة


الصفحة 95

تمجيد العهد القديم للشريعة النصرانية

هو الاعتقاد بأن التوراة الرائجة كلام الله ووحيه لموسى. والمزامير وحي الله لداود. وباقي كتب العهد القديم كتب وحي الله لأنبياء كرام. وقد جاء في الفصل الثامن عشر من سفر اللاويين عن كلام الله قوله " فتحفظون فرائضي وأحكامي التي إذا فعلها الانسان يحيا بها ". وفي المزمور التاسع عشر " ناموس الرب كامل ". وفي المزمور التاسع عشر بعد المائة " قريب أنت يا رب وكل وصاياك حق وفي كل شئ مستقيمة ". وفي العشرين من حزقيال عن قول الله تعالى: " وأعطيتهم فرائضي وعرفتهم أحكامي التي إذا عملها الانسان يحيا بها " وقد تكرر هذا المعنى في هذا الفصل المذكور فانظر فيه من العدد الحادي عشر إلى الثاني والعشرين.

وفي الفصل الثاني من كتاب ملاخي عن قول الله تعالى: " إن وصيته وعهده مع موسى للسلام والحياة والتقوى وشريعة الحق كانت في فيه ". وفي الفصل الخامس من إنجيل متى عن قول المسيح " لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس ما جئت لأنقض بل لأكمل فمن نقض أحد هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يدعى أصغر في ملكوت السموات ". وفي الثالث والعشرين من إنجيل متى أن المسيح أمر الجميع بأن يحفظوا ويعملوا بما يقوله الكتبة والفريسيون لأنهم جلسوا على كرسي موسى.

يا والدي فماذا نصنع فيه هذا التناقض والمثابرة بين فريق العهد القديم والانجيل. وبين فريق رسائلنا المنسوبة إلى الرسل. وماذا نصنع في ملاشاة العهد الجديد للشريعة الموسوية بمجرد التوهين والاستهزاء وقوله: المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا - فهل نؤيد هذا بقولنا: إن المسيح هو الكلمة الأزلية وهي الله والمسيح هو الله وأقنوم الله والإله المتجسد وهو الله واحد.. يا والدي وجاء بعد ذلك في رسالة عبد المسيح.

وترجمة المقالات التمهيدية لجرجيس سايل قولهما: " إن الله تساهل مع اليهود فأعطاهم أحكاما غير صالحة وفرائض لا يحيون بها ". يا والدي أفلا ترى هذا الكلام ردا على التوراة وكتاب حزقيال والمزامير وكتاب ملاخي وتكذيبا لها في تمجيدها لفرائض التوراة، وأحكامها للسلام والحياة وأن العامل بها يحي. يا والدي وجاء " لوطر " مصلح البرتستنت وقال: إن معلمي الخطيئة يضايقوننا بموسى فلا نريد أن نسمع موسى ولا نراه لأنه أعطى لليهود ولم يعط لنا نحن الأمم والمسيحيون فعندنا إنجيلنا فهم يريدون أن يهددونا بموسى وهيهات.

وقد نقل هذا الكلام في الجزء الثالث من كتاب الهداية في الصحيفة 109.


الصفحة 96

توبيخ على سوء البحث

القس: يا عمانوئيل لا زلت في هذه المدة تبحث بشرف التحقيق والاستقامة فما بالك الآن زغت زيغ الخابطين. يا عمانوئيل إن من يريد أن يتكلم في الديانة الخاصة ويبحث فيها بحثا شريفا. فإن الواجب عليه أن يقتصر في بحثه على ما هو مسلم ومتفق عليه عند جميع أهل تلك الديانة إلا إنه يقبح ممن له شرف وأمانة أن يعترض على الديانة بقول واحد أو حكاية ينفرد بها واحد من سائر من ينتسب إلى تلك الديانة فلماذا تعترض بقول " عبد المسيح " " سايل " " لوطر " يا عمانوئيل اعترض على كل واحد من هؤلاء بكلامه عند بحثك معه فيما يخصه.

ولا تحمل أقوالهم وحكاياتهم على عاتق الديانة. هل تريد أن تكون مثل " غريب ابن عجيب " كاتب الرحلة الحجازية. فإنه لما أراد أن يعترض على دين الاسلام لم يجد سبيلا إلا أن يعترض على بعض روايات الرجال التي لا عناية للجامعة الإسلامية بها فيقول قال الأزرقي، ابن جريح، مجاهد، نافع، ابن إسحاق، ابن الورد ثم يخبط خبط التائه في اعتراضاته - حتى إن بعض كتابنا إذا رأى قولا مرفوضا أو رواية شاذة لبعض من تقحم على تفسير القرآن ووجد في ذلك القول أو تلك الرواية شبهة اعتراض على الاسلام فإنه يقول في ترويج زبرجه " قال الإمام السيوطي في الإتقان وهو أكبر المفسرين قال فلان وهو من أئمة الحديث روى فلان وهو من رجال البخاري ". - يا بني يا عمانوئيل فإذا أردت أن تكون شريف البحث شريف الكلام فلا تجادل في الأديان إلا بما هو مسلم في جامعتها وإياك أن تعترض على جامعة النصرانية بقول. لوطر. عبد المسيح. سايل.

هذا من الوهن والشطط.

عمانوئيل: العفو يا سيدي فإني لم أعترض على الديانة النصرانية بقول لوطر وسايل وعبد المسيح ولكني ذكرت لحضرتك توهين عهدنا الجديد لشريعة موسى كما ذكرته لحضرتك من كتاب أعمال الرسل والرسائل المنسوبة إلى بولس.