رسالة غلاطية والعهد القديم والاختلاف
وفي الفصل الثالث من الرسالة إلى أهل غلاطية: (13 لأنه مكتوب ملعون ملعون كل من علق على خشبة). والموجود هو ما في الفصل الحادي والعشرين من التثنية 22 وإذا كان بإنسان خطيئة من قضاء القتل وقتل وعلقته على خشبة لا تبت جثته على الخشبة بل قبرا تقبره بيومه لأن المعلق لعنه الله).
فانظر إلى بلاء هذا التحريف.
وفي الفصل الرابع من غلاطية (22 فإنه مكتوب إنه كان لإبراهيم ابنان واحد من الجارية والآخر من الحرة).
وهذا الكلام غير مكتوب في العهد القديم. (25 لأن هاجر جبل سينا في العربية). أظن هذا الكاتب كتب هذا في مملكة الرومان بحيث يأمن من تكذيب العرب له. - ولكن الأيام نشرت قوله هذا بين العرب فصار عجيبا غريبا عند من يسمعه منهم. (30 لكن ماذا يقول الكتاب اطرد الجارية وابنها لأنه لا يرث ابن الجارية مع ابن الحرة). والموجود في الكتاب هو ما في الفصل الحادي والعشرين من التكوين عن قول سارة لإبراهيم (10 اطرد الأمة هذه وابنها لئلا يرث ابن الجارية هذه مع ابني مع إسحاق). وما هو ثمرة الاستشهاد بقول سارة فهل قول سارة من وحي الله.
وهل كلامها كلام الله. ولماذا لم يذكر المكتوب على وجهه. فهل بدله الخطأ أو العمد لئلا يعرف أنه قول سارة فيسقط التشبث به.
رسالة العبرانيين والعهد القديم والاختلاف
وفي الفصل الأول من الرسالة إلى العبرانيين في بيان مجد المسيح بما قاله الله: (6 وأيضا متى أدخل البكر إلى العالم يقول ولتسجد له كل ملائكة الله). يا سيدي ولا يوجد هذا الكلام في العهد القديم.
القس: يقولون إنه يوجد هذا الكلام في الفصل الثاني والثلاثين من التثنية (43 حسب التوراة السبعينية).
عمانوئيل: يا سيدي المصيبة واحدة سواء زاد العهد الجديد على العهد القديم أم زادت التوراة السبعينية على التوراة العبرانية.
وفي الفصل العاشر من رسالة العبرانيين (5 لذلك عند دخوله إلى العالم يقول ذبيحة وقربانا لم ترد. ولكن هيأت لي جسدا 6 بمحرقات وذبائح للخطيئة لم تسر). والموجود هو ما في المزمور الأربعين (6 ذبيحة وتقدمة لم تسر. أذنين حفرت لي محرقة وخطيئة (أي ذبيحة خطيئة) ما سئلت).
القس: كتب في الترجمة السبعينية جسدا هيأت لي بدل قوله في العبرانية أذنين حفرت لي.
عمانوئيل: يا سيدي وهل من الهين أن يكون بين السبعينية والعبرانية هذا التحريف الكبير.
ومن الوهن أن المترجمين للمزامير بعضهم يكتب في ترجمته أذني فتحث. كوشهاي مراباز كردي. كوشهاي
مرا سوراخ كردي. وبعضهم يكتب بل جسدا هيأت لي.
وتارة على مقتضى الحواشي. وتارة على وفق الترجمة السبعينية. وتارة على وفق السامرية. والمترجم الواحد لا يستقر على طريق مستمر.
بل ترى كل مترجم كأنه يؤلف من العبرانية والحواشي والسامرية والسبعينية واستحسانه كتابا جديدا. وهذا مما يزيد في وهن الكتب.
نتيجة أمر العهد الجديد
اليعازر: قد صارت نتيجة درسنا أنا خسرنا صحة العهد القديم والعهد الجديد الرائجين. وبقينا في حسرة العهدين الحقيقيين.
أحوال بولس.
هذا الرجل الذي ساد في النصرانية اسمه وتعليمه.
حوال بولس عمانوئيل: إن كتاب أعمال الرسل والرسائل المنسوبة إلى بولس تذكر شيئا من الأحوال لبولس.
وأما كتب التاريخ فإن كان فيها شئ فهم مأخوذ من الكتب التي ذكرناها.
فها أنا ذا أذكر ما يذكره كتاب الأعمال والرسائل فإنها تقول إن اسمه الأصلي شاول (اع 9: 1 (وكان مولده في طرسوس كيليكية وتربى في أورشليم (اع 22: 3) وهو إسرائيلي بنياميني على مذهب الفريسيين (في 3: 5 واع 63: 6).
والفريسيون من بني إسرائيل يعتقدون بقيامة الأموات وبقاء النفس ووجود الملائكة بخلاف الصدوقيين المنكرين لذلك. وقد كان بولس بعد ارتفاع المسيح إلى السماء ضدا لكنيسة المسيحيين يدخل البيوت ويجر رجالا ونساء لأجل إيمانهم بالمسيح ويسلمهم إلى السجن (اع 8: 3 و 2: 4) ولم يزل ينفث تهديدا وقتلا على تلاميذ المسيح (اع 9: 1). وصنع أمورا كثيرة لاسم يسوع المسيح وحبس في السجون كثيرين من القديسين.
وفي كل المجامع كان يعاقبهم مرارا كثيرة ويضطرهم إلى التجديف (أي الكفر بالمسيح وشتمه) ويضطهد كنيسة الله بإفراط ويتلفها (غل 1: 13) وكان مجدفا (أي يكفر بالمسيح ويشتمه) ومضطهدا ومفتريا (1 تى 1: 13).
وطلب رسائل من رئيس الكهنة ليختطف المؤمنين بالمسيح من الطريق رجالا ونساء ويسوقهم موثقين إلى أورشليم. ويذكر كتاب الأعمال في الفصل التاسع والثاني والعشرين ما حاصله أن بولس نفسه يذكر أنه عند اقترابه إلى دمشق أبرق حوله نور من السماء فسقط على الأرض وسمع صوتا قائلا شاول شاول لماذا تضطهدني قال: من أنت يا سيدي قال: أنا يسوع الذي تضطهده. فقال: وهو متحير ما تريد أن أفعل فقال.
وكان في دمشق تلميذ اسمه حنانيا فقال له المسيح في رؤيا يا حنانيا قم واذهب إلى الزقاق الذي يقال له المستقيم واطلب في بيت يهوذا رجلا طرسوسيا اسمه شاول وضع يدك عليه ليبصر. فمضى ووضع يديه عليه فللوقت وقع من عينيه شئ كأنه قشور فأبصر.
وجعل يعظ في المجامع بالمسيح. وبعد أيام تشاور اليهود ليقتلوه فصاروا يراقبون أبواب دمشق ليلا ونهارا بمساعدة ملكها (الحارث العربي) فأخذه التلاميذ ليلا وأنزلوه من السور.
اليعازر: يا عمانوئيل إن هذا الذي تذكره من نداء المسيح لبولس وفتح عينيه أمر خطير وآية كبيرة كافية في الحجة إذا كانت معلومة الصحة والوقوع فهل إلى حصول العلم بها من سبيل ومن ذا الذي يذكرها.
عمانوئيل. إن الذي يذكرها هو كتاب أعمال الرسل المنسوب إلى لوقا عن نقل بولس نفسه.
ولو علمنا أنه من إملائه وقلنا إنه مؤمن تقي نظن أنه لا يتعمد الكذب لما حدث لنا أقل ظن بهذا المنقول لأن لوقا لم يشاهد هذه الأحوال بل إن النظر في الثاني والعشرين من الأعمالي وصحبة لوقا لبولس يعطيان أن لوقا ينقل ذلك عن بولس نفسه.
فهل يحتج بولس على الناس بقوله أنا هو الشاهد لنفسي؟ وأيضا يا عمانوئيل إن كتاب أعمال الرسل يذكر في الفصل الثاني (34 إن داود يقول قال الرب لربي. اجلس عن يميني) وقد ظهر من صحيفة 73 ما في هذا الكلام من التحريف والتعليم بتعدد الأرباب وقد ظهر من صحيفة 192 - 94 ما في كتاب الأعمال من خلل المخالفة للعهد القديم.
وبعد هذا كله هل يبقى وجه لقبول كتاب الأعمال وتصديق أقواله سواء صحت نسبته إلى لوقا أم لم تصح.
فهو وإنجيل لوقا بميزان واحد لا ينبغي لنا أن نركن إلى أقواله. ولكن مع ذلك لا تقطع كلامك فيما يذكره العهد الجديد في أحوال بولس.
وكان بعد قبول التلاميذ له يباحث اليونانيين فحاولوا أن يقتلوه. فلما علم التلاميذ أرسلوه إلى طرسوس محل ولادته في كيليكية.
ثم بعد مدة انحدر برنابا إلى طرسوس ليطلب بولس فلما وجده جاء به إلى أنطاكية وكانا هناك سنة كاملة ثم جمع المسيحيون أموالا وأرسلوها بيد برنابا وبولس إلى المشايخ في أرض اليهودية. (اع 11).
اليعازر: يا عمانوئيل ذكرت برنابا - فهل تعرف شيئا من تاريخه.
أحوال برنابا
عمانوئيل: بدء تاريخه في العهد الجديد أن اسمه يوسف أو يوسى ثم سماه الرسل برنابا أي ابن الوعظ وهو لاوي قبرسي الجنس كان له حقل باعه وأتى بالدراهم إلى الرسل (اع 4: 36 و 37) وأرسله الرسل ليجتاز إلى انطاكية للوعظ والتثبيت على الإيمان بالمسيح وكان رجلا صالحا وممتلئا من الروح القدس والإيمان (اع 11: 22 و 24) ومنها خرج إلى طرسوس في طلب بولس.
اليعازر: وهل يذكر أثر لبرنابا في بدء أمره غير هذا.
إنجيل برنابا
عمانوئيل: يذكر التاريخ أن البابا جلاسيوس الأول الذي جلس على الأريكة الباباوية سنة أربعمائة واثنتين وتسعين مسيحية أصدر أمرا يعدد فيه أسماء الكتب المنهي عن قراءتها وفي عدادها كتاب يسمى إنجيل برنابا وهذا يعطي أن برنابا كان له إنجيل يقرأ في تلك القرون.
فبالضرورة يكون إنجيل برنابا أقل الكتب شيوعا فإن أظهر نفسه فعلى رغم المراقبة لكن بعض العلماء يقولون إن أمر البابا جلاسيوس تزوير بالمرة.
يا والدي ولا يخفى عليك أن القاعدة المعقولة تقتضي أن كلام التاريخ أحق بالقبول من دعوى هؤلاء العلماء النافين خصوصا بعد ظهور إنجيل برنابا الهادم لبناء هذه النصرانية الموجودة.
ونقل عن صاحب اكسيهومو من علماء الپروتستنت في الباب الخامس من التتمة من كتابه المطبوع سنة 1813 في لندن أنه ذكر فهرست الكتب التي ذكر المشايخ من القدماء المسيحيين أنها نسبت إلى المسيح وأتباعه وعد من هذه الكتب إنجيل برنابا ورسالته وقال المستشرق سايل في مقدمته لترجمة القرآن إن الراهب اللاتيني (فرامرينو) ذكر أنه وجد رسائل للقديس (ابرينايوس) من الجيل الثاني للمسيح ومن جملتها رسالة يندد فيها ببولس ويذمه ويسند تنديده إلى أنجيل القديس برنابا فصار الراهب المذكور شديد الشوق إلى العثور على إنجيل برنابا وتوفق للعثور عليه في مكتبة الباب سكتس الخامس.
وكان ذلك في أواخر القرن السادس عشر ثم ظهرت نسخة إيطالية سنة 1709 ووجد في أوائل القرن الثامن عشر نسخة إسبانية ونقلها الدكتور منكهوس إلى اللغة الانكليزية ودفع الأصل مع الترجمة إلى الدكتور هويت سنة 1784 وقد شاع خبر هذا الانجيل في الأندية الدينية والعلمية في أول القرن الثامن عش.
ومهما قال أصحابنا في إنجيل برنابا فهو خير من قولهم بأنه منقول من أصل عربي.
وعلى الخصوص قول الدكتور هويت (إن الأصل العربي لا يزال موجودا في الشرق) - ومن الغريب قول البستاني في الدائرة في ترجمة برنابا (ويوجد إنجيل مزور منسوب إلى برنابا في اللغة العربية. وقد ترجم إلى اللغة الانكليزية والاسبانيولية والايطالية) فانظر إلى هذا الكاتب كم من مسؤلية أوردها على نفسه للتاريخ فيا للعجب.
اليعازر: كيف يندد إنجيل برنابا بالقديس بولس.
عمانوئيل: يقول في أوله: (إن الله العظيم افتقدنا في هذه الأيام الأخيرة بنبيه يسوع المسيح برحمة عظيمة للتعليم والآيات التي اتخذها الشيطان ذريعة لتضليل كثيرين بدعوى التقوى مبشرين بتعليم شديد الكفر داعين المسيح ابن الله ورافضين الختان الذي أمر الله به دائما مجوزين كل لحم نجس الذين ضل في عدادهم أيضا بولس الذي لا أتكلم عنه إلا مع الأسى - وقال في آخره - فإن فريقا من الأشرار المدعين أنهم تلاميذ بشروا بأن المسيح مات ولم يقم وآخرين بشروا بأنه مات بالحقيقة ثم قام وآخرين بشروا ولا يزالون يبشرون بأن يسوع هو ابن الله وقد خدع في عدادهم بولس).
يا والدي والغرض من هذا كله أن إنجيل برنابا يذكر أن برنابا أحد التلاميذ الاثني عشر الذين اختارهم المسيح.
اليعازر: يا عمانوئيل وهل كان في التلاميذ من يعارض بولس في هذه التعاليم المعروفة في النصرانية.
تعاليم النصرانية بعد المسيح
عمانوئيل: الذي يذكره الفصل الخامس عشر من أعمال الرسل هو أن تعاليم النصرانية إلى نحو السنة الخمسين من تاريخ الميلاد والثانية والعشرين من ارتفاع المسيح كانت على وفق شريعة التوراة ولكن التلاميذ اجتمعوا وخطب من بينهم يعقوب وأبدى الرأي بأن يحصروا الواجب على الأمم بالامتناع عن الزنا وأكل المخنوق والدم وما ذبح للأوثان.
وصرح الفصل الحادي والعشرين من أعمال الرسل أيضا بأن بولس حضر إلى أورشليم في الدفعة التي أخذ فيها بعد أيام أسيرا إلى رومية ومنها انقطع خبره وأثره فاجتمع مع يعقوب والمشائخ وقالوا له إن الربوات من اليهود الذين آمنوا بالمسيح غيورون للناموس وقد بلغهم أنك تعلم اليهود الذين بين الأمم أن لا يختنوا أولادهم ولا يسلكوا حسب العوائد (أي الشريعة الموسوية) وأمروه أن ينضم إلى أربعة يريدون أن يطهروا حسب الشريعة الموسوية.
وأخبره المشائخ بأنهم كتبوا إلى الأمم أن لا يحفظوا العمل بالشريعة الموسوية غير الامتناع عن الأمور الأربعة المذكورة.
اليعازر. يعقوب هذا هل هو من التلاميذ الاثني عشر.
عمانوئيل: كان في التلاميذ الاثني عشر رجلان اسمهما يعقوب أحدهما يعقوب ابن زبدي أخو يوحنا. والثاني يعقوب ابن حلفي أما يعقوب ابن زبدي فقد قتله هيردوس قبل مجلس المشورة في رفع الختان وحصر الواجبات بالأربعة المذكورة.وعليه يكون يعقوب المذكور في مجلس المشورة وما بعده هو ابن حلفي ولعله هو الذي سماه الفصل الأول من رسالة غلاطية يعقوب أخا الرب أي أخا المسيح.
إخوة المسيح في العهد الجديد
اليعازر: هل كان عند المسيح إخوة وهل هم إخوته من أمه مريم العذراء.
عمانوئيل: صرح الفصل الثالث عشر من متى في العدد الخامس والخمسين والفصل السادس من مرقس في العدد الثالث أن المسيح لما جاء إلى وطنه تعجب اليهود من تعليمه وقالوا أليس هذا ابن النجار وأمه مريم وأخوته يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا وفي الفصل التاسع من رسالة كورنتوش الأولى ذكر أخوة الرب في مقام يشعر بأن لهم رياسة في الديانة والتعليم.
اليعازر: هؤلاء الأخوة الأربعة هل هم أولاد مريم أم المسيح أم هم أولاد يوسف النجار من امرأة أخرى.
عمانوئيل: لم أعرف من العهد الجديد بيان من ذلك ولكن كتاب مغني الطلاب في مواضيع العهدين ذكر يعقوب ابن حلفي وسماه نسيب ربنا وأشار في عنوانه إلى قول رسالة غلاطية يعقوب أخا الرب وإلى مر 6: 3 لذكره يعقوب من إخوة المسيح وأشير في حاشية العهد الجديد في الفصل السادس من مرقس عند ذكر يعقوب من إخوة المسيح إلى قول غلاطية يعقوب أخا الرب كما أشير في حاشية غلاطية إلى ذكر يعقوب من إخوة المسيح في مت 13: 55 ومر 6: 3 - وفي مت 12: 64 - 50 ومر 3: 31 - 35 ولو 8: 19 - 22 يذكران إخوة المسيح وأمه جاؤا إلى رؤيته فلم يعتن بهم. وفي يو 7: 3 و 5 و 10 يذكر إخوة المسيح. هذا وفي كتاب قاموس الكتاب المقدس في عنوان (إخوة الرب) إن في النسبة بينهم وبين المسيح ثلاثة آراء أنهم إخوة المسيح من مريم ويوسف بعد ولادته وهو التفسير البسيط الموافق للأتيين مت 1: 25 و 13: 55 غير أن الاحترام للعذراء وقيمة البتولية في الكنيسة القديمة والاشمئزاز الكائن في كثيرين من جهة اعتبار مريم كامرأة اعتيادية تحبل وتلد بعد حلول الروح القدس فيها وولادة المسيح منها قد دفعت الكنيسة الرومانية والشرقية بفروعها وجانبا من الكنائس الإنجيلية إلى رأيين آخرين.
يا والدي وليس في الرأيين الآخرين إلا التوهم الواهي والافتراض البارد والمخالفة لصريح الأناجيل.
اليعازر: لا يهمنا ذلك ولكن المهم المدهش هذا التعليم المختلف المتناقض يعلمون اليهود المؤمنين بالمسيح بأن يحفظوا الناموس ويعلمون الأمم بأن لا يحفظوه. هل يكون مثل هذا في الشريعة.
الاختلاف في التعليم
عمانوئيل. يا والدي أحب أن أذكر لك أيضا في ذلك شيئا من العهد الجديد فإن كتاب الأعمال يذكر بعد ما تمت مشورة الرسل برفع الختان وواجبات التوراة ورجع بولس بكتاب هذه المشورة إلى انطاكية وأقام فيها مدة وسافر إلى لستره أنه وجد تلميذا يونانيا ولما أراد أن يأخذه معه في سفره ختنه.
ويذكر الفصل التاسع من الرسالة الأولى لأهل كورنتوش أن بولس يقول صرت لليهود كيهودي لأربح اليهود وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس لأربح الذين بلا ناموس!!
ويذكر الفصل الثاني من رسالة غلاطية عن لسان بولس قوله: (ولما أتى بطرس إلى إنطاكية قاومته جهارا لأنه كان ملوما لأنه قبل ما أتى قوم من عند يعقوب كان يأكل مع الأمم ولكن لما أتوا كان يؤخر ويفرز نفسه خائفا من الذين هم في الختان. رأى معه باقي اليهود أيضا حتى إن برنابا انقاد إلى ريائهم أيضا) ويذكر هذا الفصل عن بولس دعواه أنه أؤتمن على إنجيل الغلالة كما المعتبرين أنهم أعمدة أعطوه ليكون للأمم وأما هم فللختان.
اليعازر: عجبا كيف يكون الدين الواحد متناقض الأحكام يجعل لكم أمة حكما يناقض حكم الأمة الأخرى ويا أسفاه على الذين إذا كان رسله مرائين كما هو مكتوب.