تعليم القرآن بالأخلاق الفاضلة
عمانوئيل: يا شيخ إن الأخلاق الفاضلة هي الحياة الانسانية وروح المدنية وناموس الاجتماع ومعراج السعادة والرقي. ولا يليق بالكتاب المنسوب إلى الوحي أن يخلو من التعليم بها. فهل تسمعنا شيئا من تعليم القرآن بالأخلاق الفاضلة وتشرح مراد القرآن فيما تقرأه. الشيخ: أما القراءة فاقرأ بعون الله. وأما الشرح فإني أحب أن يكون حضرة القس هو المتولي له بحسب ما يفهمه هو من لفظ القرآن وأسلوبه. الشيخ: فتحت المصحف الشريف فأطرق القس للإصغاء وابتدأت بالتلاوة من الآية الثالثة والستين من سورة الفرقان المكية وقرأت بسم الله الرحمن الرحيم (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما). القس: عجبا يا أصحابنا ألا ترون كيف اشترط في الأبرار الذين يريدون السعادة بالانتساب إلى عبودية الرحمن والتحرز من عبودية الهوى والشيطان وأوضح أن الرقي إلى فضيلة عبودية الرحمن إنما هو للذين يمشون على الأرض هونا بحسن السلوك بالأخلاق الفاضلة وكريم الأدب مع النفس بتهذيبها ومع الناس بعدل المدنية وبحسن الاجتماع فيسلكون على هونهم في تحري الطريق ولزوم الجادة واتباع البصيرة، والتوقي من عثرة الاسترسال وورطات الجهل المركب والعجب والغرور من دون تسرع يورطهم في هفوات الشهوات وطفرات الغضب والظلم ويدنسهم برذائل العجب والغرور فيزل بهم تسرعهم عن النهج المستقيم، ويضر بسعادة أنفسهم وراحة بني نوعهم. فجمعت هذه الكلمة الواحدة للتعليم بكل خير وخلق فاضل يتكفل بالسعادة والعمران الحقيقي وراحة المجتمع الانساني، والتعليم باجتناب الهرولة إلى بطالة التقشف البارد ومسكنة العجز المضرتين برقي النفس في الكمال والمعاضدة في العمران. وإذا تعرض الجاهلون لهؤلاء الفضلاء بكلام الجهل أجابوهم بما فيه السلام حسبما تقتضيه الظروف والأحوال من الملاطفة بالارشاد أو الموعظة وما يصلح للجواب بالسلام: إقرأ يا شيخ جزاك الله خيرا. الشيخ: فقرأت: (والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما * والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما * إنها ساءت مستقرا ومقاما)(1). القس: هذه هي المظاهر في الرابطة الحقيقية في عبودية الله والخضوع له وعبادته الخالصة، وحقيقة الرهبة منه، وهي الحقيقة المعقولة الجامعة بين الرغبة في طاعة الله وعبادته لأجل عظمته ومعرفة أهليته للعبادة الصادقة، وبين الرهبة بالالتفات إلى وبال المعصية، وبطلب المعونة من الله والتوفيق للخلاص من المعاصي واستحقاق عقابها
____________
1 ـ سورة الفرقان: الآيات / 64 - 66. (*)
الشيخ: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما)(1). القس: يا حبذا هذا التعليم الفائق في نظام المعاش وإعانة النوع ونظم أمر العيال ووضع الانفاق مواضعه حسبما تقتضيه الحاجة ومواقع الحكمة. وإنه يقول إن هؤلاء الكاملين ينفقون ويكون إنفاقهم مستقيما على الحكمة لا يميل به التقتير إلى التقصير واتباع رذيلة البخل والاخلال بواجبات النوع. ولا يميل به الإسراف إلى عبث السفه المؤدي إلى القصور عن الواجبات. وإلى ارتكاب الممنوعات. وإلى عادة تقلق على بني النوع نظام معيشتهم. إقرأ يا شيخ. الشيخ: (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس
____________
1 ـ سورة الفرقان: الآية / 67. (*)
____________
1 ـ سورة الفرقان: الآيتان: 68 - 69.
2 ـ سورة الفرقان: الآية / 70 - 71. (*)
الشيخ: (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما)(3). القس: ما أكرم هذا التعليم لبقاء النوع الانساني ودوام الحنان العائلي وكف النفس عن الخيانة مع النساء الأجنبيات والتنزه عن رذيلة الحسد للناس. ومن أهم ما تقر به العين من الأزواج والذريات هو لزومهم لجادة التقوى والصلاح ومن ذلك ينشأ الخير والاستراحة بهم. وزاد في تأكيد ما مضى من التعليم الفاضلة أنه ينبغي لعباد الرحمن أن يسعوا في تكميل أنفسهم وتهذيب أخلاقهم بأن يطلبوا أن يكونوا بأقوالهم وأحوالهم وأعمالهم وأخلاقهم قدوة للمتقين وأدلاء على الخير والهدى..
____________
1 ـ سورة الفرقان: الآية / 72.
2 ـ سورة الفرقان: الآية / 73.
3 ـ سورة الفرقان: الآية / 74. (*)
القس: يعني أن إعانتهم لذوي الحاجة من الناس لم تكن بتكلف تابع للسوانح الوقتية من دواعي الهوى والخجل والرياء فتكون اتفاقية تابعة لهذه السوانح إذا غلبت على الحرص والبخل. بل جعلوا في أموالهم لإعانة المحتاجين حقا معلوما حسب فرض الشريعة وفرض رحمتهم لا ينقصه الشح يعينون به السائل ومن حرمه الناس من المعروف لأجل عفته وعدم سؤاله. الشيخ: (والذين يصدقون بيوم الدين * والذين هم من عذاب ربهم مشفقون) (3)
القس: هؤلاء الذين نركن النفس إلى كمالهم باطمئنان فإن الانسان في هذه الدنيا لا يكمل له كرم الأخلاق في السر والعلن إلا إذا كانت نفسه دائمة الشوق إلى رفعة ونعيم عظيم باق تستحقر دونه زخارف الدنيا الفانية وأئمة الرهبة من عذاب تهون دونه مصاعب الدنيا المنقضية وشدائد محالفات الهوى والغضب وحب السمعة. وإن المصدق بيوم
____________
1 ـ سورة المعارج: الآية / 23.
2 ـ سورة المعارج: الآيتان / 24 - 25.
3 ـ سورة المعارج: الآيتان / 26 - 27. (*)
القس: ما حال العادين على غير أزواجهم والمتعدين حدود الشريعة وشرف الانسانية. أما إن الزنا أضر شئ على المجتمع الانساني. وحياة النوع والحنان العائلي.
الشيخ: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون * والذين هم بشهاداتهم قائمون)(2).
القس: ما أكرم الراعين لأماناتهم في كل ما يؤتمنون عليه، ولعهودهم مع الله ومع الناس والقائمين بشهاداتهم على حقها وحقيقتها من دون كتمان ولا تبديل ولا تحريف. زدنا يا شيخ زادك الله من فضله.
الشيخ: فقرأت من سورة الحجرات الآية 10: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون).
القس: إن الاصلاح بين الناس هو قوام النظام وحياة الاجتماع. فليتق الناس ربهم من إهمال الاصلاح وليطلبوا رحمة الله بالنهوض إليه. الشيخ: الحجرات الآية 11: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خبرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا
____________
1 ـ سورة المعارج الآيات / 29 - 31.
2 ـ سورة المعارج. الآية / 32 - 33. (*)
القس: أيها الساخر إن لم تكن لك تقوى تصدك ولا شرف يردعك فاترك السخرية حذرا من أن يكون من تسخر به خيرا منك عند الله وعند الناس فتجلب الهزء والفضيحة على نفسك. أيها العائبون للخلق لا تنبهوا الناس على عيوبكم فلا تلمزوا الناس بالعيب ولا تذكروهم بألقاب السوء.
الشيخ: الحجرات الآية 12 (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم).
القس: لا ينهى عن ظن الخير الذي تحسن به الروابط وتتأكد به علائق الألفة ويصفو به الاجتماع ولكنه ينهى عن ظن السوء المؤسس للبغضاء والنفرة والمثير للشر. فإن بعض الظن إثم وخطأ وظلم للبرئ وسبب للتهجم بالبغضاء والأذى. وإن التجسس مثار الفساد ومنبع الشر والفتن ومقلق لنظم الاجتماع ومكدر لصفائه.
وإن الغيبة شر ما يغرس البغضاء، ويقدح بالشرف ويخدش العواطف ويكشف عن رذيلة المغتاب إذ يغفل عن عيوب نفسه ويذكر عيوب الناس. أفلا تنظرون إلى هذا المثل الفائق في المطابقة في التنفير والتوبيخ والاحتجاج إذ يقول أيها المغتاب إن الذي تغتابه أخوك وإن عرضه أمانة عندك. وهو في غيابه كالميت لا يقدر أن يحمي شرفه وعرضه من لسانك. فلماذا تملأ فمك من غيبته، وتنهش عرضه بأنياب كلامك أو لست تكره أن تأكل لحم أخيك الميت. فلماذا تفعل مثل ذلك بغيبتك لأخيك الغائب: زدنا يا شيخ من هذه التعاليم الروحية المدنية. الشيخ: إن تعاليم القرآن بالأخلاق الفاضلة كثيرة تحتاج إلى عقد فصل لها بالانفراد بعد ما نفرغ من تعاليم القرآن في الإلهيات والنبوة. القس: يا شيخ: ألا تذكر لنا ما في القرآن من المعارف الإلهية، وتبين من ذلك ما يحتاج إلى البيان. لكي ننظر فيما تذكره ونبحث عن الحقيقة.
القس: لا نمنعك أن تقول ما تقتضيه ديانتك. ولكن هل تريد منا أن نقبل منك كل ما تدعي أنه حجة واضحة. وهل تجبرنا على أن نعترف لك بمجرد قولك. أليس من اللازم أن تكون الحجة معلومة صالحة لأن توصلنا إلى العلم بالشئ المجهول والدعوى المجهولة. الشيخ: لا بد من ذلك.
عمانوئيل: إني أرى بين أهل هذا القرن والذي قبله حججا لا زالت تقلقني لأني أجدها مبنية على تخمينات لا تبلغ أضعف مراتب الظن فيبنون عليها أمورا كبيرة. ومع ذلك يسمونها (العلم) العفو يا شيخ فإني أقول بحريتي وحرية وجداني الحقيقة إني أرجو أن لا تأتينا بمثل هذه الحجج. الشيخ: ألا تذكر هذه الحجج وتبين وجه انتقادك فيها. لكي نعرف أنك تصيب بالانتقاد، أو إنك تتهجم على الحجج الصحيحة بدعوى الخلل. فأوضح ما عندك.
مذهب داروين في أصل الأنواع
عمانوئيل: يا شيخ. ألست تسمع هذا الصوت العالي والدوي الهائل بين أهل العصر فيما أحدثه (داروين) من مسألة أصل الأنواع. وتحول بعضها إلى بعض، ورجوع جميع أنواع الحيوانات إلى أصل واحد، وكذا النبات، بحيث صار من المسلمات في هذه المسألة أن الانسان متحول من القرد المتحول عن غيره، وحين امتلأت أذناي بهذا الصوت وهذا الدوي قلت: إن شرف العلم وناموس الفضيلة وحق الحقيقة وحفظ الشرف تقتضي أن يكون ذلك مستندا إلى البراهين الكبيرة العالية المستندة إلى واضح الحس وبداهة الوجدان وعلم اليقين. إذن فلا يحسن للانسان أن يجهل أمرا يعتمد على هذه البراهين.. فتصفحت أقوال داروين وبخنر وغيرهما في ذلك فرأيت الذي ذكروه لذلك من التشبثات أمورا.
الانتخاب الطبيعي
الأول: الانتخاب الطبيعي بدعوى أن الطبيعة لا زالت تنتخب الأرقى فالأرقى من صفات النوع إلى أن يتحول إلى نوع آخر وهكذا (وقال أصحابهم) إلى أن بلغ الانتخاب إلى أرقى القرود ثم إلى الانسان الأسود ثم إلى الأبيض القوقاسي.
اليعازر: داروين ولد سنة 1809 وكل عمره ثلاث وسبعون سنة. فهل شاهد تحول الأنواع بعضها إلى بعض كتحول القرد إلى الانسان. وهل شاهد كون الطبيعة تنتخب الأرقى فالأرقى من صفات النوع من دون خضوعها للتأثيرات الخارجية التي تتجاذبها مرة إلى التقهقر والانحطاط ومرة إلى التحسين بحسب استعداد المؤثرات وفعاليتها كما هو المشاهد بالتجربة. إذن فمن أين علم الانتخاب والتحول سنة في الطبيعة وناموس في الأحياء.. ولو أن داروين شاهد التحول في بعض الأنواع مرارا.
وشاهد انتخاب الطبيعة بدون المؤثرات السائدة بناموسها في العالم ونقل له بالنقل القطعي أمثال ذلك مرارا. لما حسن منه في شرف العلم التجريبي أن يجعل ذلك سنة جارية في الطبيعة في جميع الأحياء من مبدأ نشئها. فإن هذه المشاهدات والمنقولات في بعض الأحياء لو كان لها حقيقة ودامت مائة قرن لما أفادت في دعوى داروين أضعف الظنون الاستقرائية. فإن من دون ذلك في قانون العلم وشرف الأدب عقبة لا يمكن عبورها. نعم، ربما يتوهم عبورها بطفرة وعدم المبالاة بالمسؤولية، ألا وإن من تلك العقبات جواز أن تكون تلك المشاهدات وتلك المنقولات التي افترضناها له إنما هي من تأثيرات روحية جارية على نواميس الخلق الخصوصي. حتى لو فرضنا الخلق الخصوصي الناظر إلى الغايات احتمالا تشكيكيا. فكيف به وهو الحقيقة الراهنة المتجلية للبرهان وبداهة الوجدان.
ومن العقبات أن تلك المشاهدات والمنقولات التي افترضناها له خياليا يجوز أن تكون ناشئة من تأثيرات زمانها الخاص وإن كان قرونا متعددة، تصادف فيها استعداد موجوداتها الخاصة مع المؤثرات المختص كيانها بتلك القرون. فمن أين يكون ذلك سنة جارية في الطبيعة. هذا كله لو فرضنا أن داروين شاهد في قرون كثيرة ما افترضناه له، ونقل له أمثال ما شاهد. ولكن من أين هذا الفرض ومن أين يكون خيال هذا الحلم.
مع أنه قال أيضا (إننا لا نعرف من حمام الصخور سوى نوعين أو ثلاثة أنواع ليس لها شئ من صفات التولدات الأهلية) أي من أنواع الحمام الأهلي. ثم قال (قد آنست من نفسي زمان اشتغالي بتربية الحمام أن صعابا كثيرة تحول دون الاعتقاد بنشئها عن أصل أولي معين. لكن جملة من الناس على اعتقاد تام بأن التولدات المختلفة نشأت من أنواع أولية معينة). يا والدي إذا استدل الانسان بالوجدان والعيان على التباينات العجيبة بكثرتها، وأنه ليس لحمام الصخور شئ من صفات الحمام الأهلي.
فهل يصح منه في شرف العلم أن يطير بالنتيجة إلى القهقري والعكس ويقول أنواع الحمام متسلسلة من حمام الصخور. فانظر معرب أصل الأنواع صحيفة 67 إلى 79 وهل من شرف العلم أن يقتنع الناس في هذه الدعوى الكبيرة والنتيجة المعكوسة بقول داروين (إني على تمام الاعتقاد. جملة من الناس على اعتقاد تام).
ولو أن رجلا اقتصر على فتواه بأن أنواع الحمام الأهلي متسلسلة من حمام الصخور، ويدعي العلم بزمان تأهلها وتشعب أنواعها، والاطلاع على حالات اتصالها وتسلسل تولدها من تلك الحلقات ويكون ذلك بنحو الفتوى المقدسة ثم يفتي بعد ذلك بأن جميع الأحياء تنتهي إلى أصل واحد لكان أهون عليه من أن يتعب القلم بذكر المقدمات التي تعاكس دعواه.
اليعازر: إن الذي تساعد عليه التجربة، والمشاهدة هو أن الأنواع لها بحسب العوامل العرضية سنة التحسن والانحطاط المحدودين بأن لا تخرج أفراد النوع عن صفته. ومن جملة العوامل تأثيرات الصقع والغذاء والتربية وغير ذلك ومنها ما هو سريع التأثير ومنها ما يبطئ لأجل منازعته مع تأثير العامل الأول. فإن النسل الزنجي إذا تحول إلى بلاد القوقاس يبطئ تحسنه بمقتضى طبع الصقع إلى أجيال عديدة يتدرج فيها بالتحسن شيئا فشيئا، وقد يكون أسرع من ذلك بواسطة التزاوج. وكذا النسل القوقاسي إذا انتقل إلى بلاد الزنج فإنه يبطئ انحاطه التدريجي وقد يكون أسرع بواسطة التزاوج. وربما تكون تأثيرات بعض البلاد تتبدل في البلاد الأخرى إلى تأثيراتها في نحو جيلين. فقد شاهدنا رجالا مع نسائهم من بلاد سنتها علو مقدم الرأس على الجبهة وتثليث الرأس وهم على تلك السنة قد انتقلوا إلى بلاد سنتها استدارة الرأس واعتدال وضع مقدمه على الجبهة فأخذ نسلهم في هذه البلاد يتحسن بحيث يزيد الولد الثاني على الولد الأول في التحسن حتى صار الجيل الثاني على سنة هذه البلاد. وشاهدنا العكس أيضا. ومن المعلوم أن للأقاليم تأثيرا تمتاز به في الألوان فإنه لا يوجد في خيل بلاد العرب ما نصفه مثل أبيض خالص البياض والباقي أحمر أو أشقر أو أسود كما يوجد بكثرة في بلاد الترك.
القس. ويقول داروين في أصل الأنواع حسبما هو مذكور في تعريبه ص 60 إن الدواجن الحالية قد وجدت صورها في بعض النقوش المصرية القديمة وما عمر من البقاع حول بحيرات سويسرا وإن هذه الصور لا تكاد تختلف مع تولداتها الحالية اختلافا ما. إنتهى كلامه. وهذا الأمر كما يدل على قدم المدنية واقتناء الدواجن الأهلية فكذلك يكون من أقوى الأدلة على أن النوع لا تغير الأدوار الطويلة والتربية صفاته النوعية بالانتخاب الموهوم. نعم قد يقتضي التزاوج وبعض العوارض أن تتغير بعض صفاته تغيرا ما. ولكن بالتمادي على الاستقامة أو زوال العوارض يرده إلى صفاته الأصلية ناموس الوراثة النوعية بتقدير الله للتناسل فقد شاهدنا من تزاوج الحمام الأبيض والحمام الأحمر أن النسل الأول قد يخرج ملونا. ولكن النسل الذي يحصل بتولدات متعددة ترده الوراثة إلى لون واحد من أصوله. ومما يذكره التاريخ أن حمام الرسائل استعمل في حرب طروادة التي لها نحو ثلاثة آلاف سنة فهل وصل الانتخاب الطبيعي بحمام الرسائل إلى زينة الطاووس أو قوة النسر؟؟
عمانوئيل: يا سيدي فياليت هذه الاعترافات الحقيقية قد صدت داروين وأتباعه عن طفرة الإيمان الغيبي بمسألة تحول الأنواع وتسلسها عن أصل واحد، بل كان يكفيهم ما يحدده الحس والشعور التاريخي من أن لكل نوع حدا وسطا تتراوح عليه آثار التحسين والانحطاط بحسب أسبابها إلى حد محدود في الصورة النوعية. ويا ليتهم لم يتركوا الخيال قلقا من أوهام الحلقات المفقودة دائم الأسف عليها كأنها أنس بها دهرا ثم أصبح ثاكلا لها. وكم وقع الأساتذة في خجل الخيبة حينما خيل لهم الشوق المستعجل أنهم وجدوا حلقة من حلقات الاتصال. كما تجد ذكره في الصحف. أما آن لأهل العلم التجريبي أن يسلوا هذا الفقيد الموهوم، هب أنا وجدنا في قاع البحار حجرا متعضيا تعضيا طبيعيا لا صناعيا ولا بناموس استحجار الحيوان. أو وجدنا في شواطي البحار مادة جلاتينية تهتز بحركة حيوية لا ميكانيكية فلماذا نطفر ونؤمن دفعة بأن هذه من حلقات الاتصال في تسلسل الأنواع؟ ثم ننظم سلسلة طويلة وهمية من حلقات وهمية لا تحصى؟ ولماذا لا نقول: إن ما وجدناه نوع من الكائنات التي لا يحصي الاستقراء أنواعها. ولا نتعدى عن نوعيته حتى يتجلى لنا بالحس تحوله إلى نوع آخر فنثبت ذلك في دفتر العلم التجريبي ونقف بشرف العلم على هذه التجربة حتى يتجلى لنا بالحس تحوله أيضا إلى نوع آخر. وهكذا فنتكلم كلاما علميا تجريبيا. يا سيدي وفي معرب أصل الأنواع أيضا ص 132 (إن التفريق بين التنوعات والأنواع لا يصح إلا بشرطين: (أولهما): اكتشاف الصور الوسطى التي تربطهما) يا سيدي فمن أين اكتشفت الصور الوسطى الرابطة في التحول. هل يكفي افتراضها خياليا بتربية الحمام عشرين سنة. وأيضا ص 132. (ثانيهما): معرفة مقدار التغايرات المحدودة التي تقع بينها) ولم يأتي بشئ في هذا الشرط.. بل قال ص 133 بعد كلام هو أعرف بمحصله في الحجة (بيد أنا لا نفقة لها معنى ولا نكشف عطاء إذا اعتبرنا أن الأنواع قد خلقت خلقا مستقلا).
يا سيدي إذا قلنا إن الأنواع خلقت خلقا مستقلا على طبائع تجري على نواميسها في مواليدها فهل يتعذر على العلماء درس طبايعها وعوارضها وما يلائمها وما يضرها وما يصلحها فلا يفقه العلماء لها معنى ولا يكشفون عن أمرها بدرسهم غطاء؟ إذن فكيف درس العلماء طبايع الأحياء وأعضائها ودونوا طبها وطبيعياتها قبل مذهب داروين. وهل قلب مذهب داروين نظرياتهم السابقة إلى طب داروني وطبيعيات دارونية قد بنى فقهها وكشف غطائها على ارتباط الأحياء بالتسلسل من نوع واحد.
متى كان ذلك. أليس كل ما في العلم من طب وطبيعيات إنما هو من درس أولئك السلف من الأساتذة الذين لم يخطر مذهب داروين ببالهم. وعلى أساسهم بني الخلف وترقى في اكتشافاته. أم يريد داروين أن التشابهات لا يفهم لها معنى بالخلق المستقل للأنواع. فهل يمتنع حصول التشابهات في الخلق المستقل. وهل بالقول بتسلسل الأنواع الموهوم زاد فقها بالتشابهات وكشفا لغطائها وفاق به القائلين بالخلق الخصوصي سواء كانوا إلهيين أو ماديين؟
داروين والتنازع في البقاء لحفظ الصفوف العالية
اليعازر: ومما يجعلونه في احتجاجهم على تسلسل الأنواع وتحولاتها مسألة حفظ الصفوف العالية في التنازع في البقاء وارتباط هذه بمسألة الانتخاب الطبيعي وقد أشبع داروين فيها الكلام.
عمانوئيل: يا سيدي وهل ذكر في ذلك إلا ما هو السنة الجارية في الكائنات الحية من أن بعض الحيوانات يتغذى ببعض. وبعض الحيوانات يعادي بعضا آخر. وبعض النبات يحتاج في حياته وترقيه إلى محل صالح يتمتع به في نموه بحيث تضره في حياته ونموه مزاحمة النبات الآخر. وبعض النبات يكون ساما للنبات الآخر. وبعضه يكون مصلحا للآخر. وبعض أنواع الحيوان يبيد. وبعض النبات يترقى ويتحسن بعناية الفلاحة. يا والدي ولتملأ الصحف من أمثلة ذلك. لكن من أين يدل ذلك أن الغاية منه قصدا أو صدفة إنما هو حفظ الصفوف العالية. ومن أين يجئ اتصاله بالانتخاب الطبيعي. وبأي وجه يرتبط بتسلسل الأنواع. ألسنا نرى أقسام السباع تقتل الانسان وتأكله وتعاديه. والحيوانات السامة كالحية والعقرب تعادي الانسان وتقتله. وهذا المكروب بالاكتشافات الحديثة يقتل الانسان بالمهاجمات الوبائية. أو ليس الانسان الذي منه العالم والفيلسوف والقوقاسي هو أعلى صفوف الكائنات الحية. وقد شاهدنا في بعض البراري في أمكنة كثيرة سوادا متراكما في الأرض فقصدناه فوجدناه مشتملا على قسمين من النمل. القسم الأصفر النحاسي الصغار والقسم الأسود الكبار الطيار ذي الأجنحة.
وقد اجتمع النمل الصغار على الكبار بتهاجم كبير يتعلق بالنملة الكبيرة جماعة كثيرة من الصغار حتى تقتلها فكانت تلك القطعة مملوءة من النمل الكبار ما بين أسير، وفي آخر رمق، وقتيل، ومأكول بعضه. فهل كان ذلك لحفظ الصف العالي؟ وإن المنقولات من أصحاب الأحافير تفيد أن كثيرا مما وجدوه من الحيوانات البائدة هو من أعلى صفوف الحيوان في كبر الجثة وإتقان البنية كما أودعوا صورها في المتاحف.
ودع عنك ما لم يعثروا عليه. فمن ذلك (البرونتوزورس) ويقدر طوله بخمسة عشر مترا. ومنه. (الديبلودوكس) ويقدر طوله ببضعة عشر مترا وعلوه بخمسة أمتار. ومنه (مثلث القرون) من ذوات الأربع من نحو فرس البحر وقدروا طوله بثمانية أمتار، وعلوه بمناسبتها في ذوات الأربع. ومنه (الميلودون) وهو عظيم الجثة هائل قدروه بأنه يأخذ النخلة الكبيرة فيميلها إليه. ومنه (الكسلان) وهو قريب من الميلودون. ومنه (الموا) في زيلانذا وهو طير قدروا علوه بنحو أربعة أمتار وأكثر. ومنه (دينوسور) زحاف مجنح عظيم هائل. ومه (دينو سور) زحاف كبير قدروا طوله عشرة أمتار وعلوه من قمة رأسه إلى إبهام رجله نحو خمسة أمتار.
اليعازر: ومن الظرائف أن بعض الصحافيين والكتبة المنهمكين برأي داروين لما رأوا أن انقراض هذه الصفوف العالية من الحيوان قادح في مذهب داروين في التناحر في البقاء قال: إنها انقرضت بأسباب طبيعية اقتضاها الانتخاب الطبيعي وحل محلها حيوانات أصغر حجما وأضعف بنية ولكنها أقرب إلى حاجيات الناس. إنتهى. ويا ليت هذا الكاتب يبين أنه متى درس طبايع هذه الحيوانات المنقرضة فعلم أن الحيات، والعقاب، والسباع، والسبع المكلوب بطبعه هي أقرب إلى حاجيات الناس من هذه المنقرضة. ولماذا لم تجتمع المنقرضة في الوجود مع ما هو أقرب إلى حاجيات الانسان. هل تقول: إن علم هذا الكاتب عظيم كحكمة الانتخاب الطبيعي وشعوره الراقي؟
أما إن العلماء لا غيرهم يتمجدون باعترافهم بأن في الكون حقائق كبيرة كثيرة لم يكشف البحث عن نقابها فهم يمدون يد السير في العلم إلى رفع حجابها. فهل يجعل الجهل دليلا علميا؟ من أين علم أن عضلات الأذن تنحصر فائدتها بالتحريك فلا فائدة لها في الانسان لا في تعديل وضع أذنه ولا في حاجيات جهاز سمعه؟ من أين علم أن الزوائد الدودية ذات الصمام لا حاجة لحياة الانسان بها؟ لماذا لا يظن أن العناية بحياة الانسان قد وظفت الدودية بوضعها الخاص لأمر يعجز عنه الأعور البسيط. كما جعلت الأعور في البط أطول مما تقتضيه النسبة مع باقي الحيوانات. يا ساداتنا هذه حجج أصحاب تسلسل الأنواع. هل ترون قعقعتها تكون ظنا ولو من أضعف الظنون؟ هل ينفخ فيها روح العلم قول دارون (بيد أنا لا نفقه لها معنى ولا نكشف عنها غطاء إذا اعتبرنا أن الأنواع قد خلقت خلقا مستقلا)؟؟
القس: يا عمانوئيل كأني ببعض المنهمكين بالمذهب الداروني يقولون لك في جواب كلامك وبحثك (عذرك جهلك) كما كتبه شبلي شميل لبعض العلماء الباحثين في هذا الموضوع.
عمانوئيل: يا سيدي إن ناموس العلم قد أدبني على أن أعترف بالجهل بكثير من الحقايق التي لا أهتدي لها سبيلا بنور الحجة العلمية الكافية. وما نقص الانسان إلا بالجهل المركب ووهن الحجة ولئن قال: لي قائل (عذرك جهلك) كما قيل لبعض العلماء الباحثين بتحقيق حينما أعي القائل جوابه فإني أرجو من سماحة هذا القائل لي أن يعلمني ولا يضطهد الانسانية والعلم بهذا القول السهل علي.. والصعب على الشرف.
مذهب داروين ومزاعم الأعضاء الأثرية
القس: إنهم يتشبثون لمزاعمهم في التحول ببعض أجزاء الانسان وبعض الأجزاء من كثير من الحيوان التي يسمونها (أثرية) كالعضلات الأذنية. وكالزوائد الدودية في المعاء الأعور. وكالثديين للمذكور من كثير من الحيوان.
عمانوئيل: من أين علموا أن هذه الأجزاء لا حاجة فيها ولا عمل لها لا في حياة الشخص ولا في بقاء النوع حتى إنهم من أجل علمهم هذا حكموا بأنها أثرية أي أثر باق من التحول عن النوع الذي كان ينتفع بها؟ من أين علموا أن فائدة العضلات في البدن منحصرة بالتحريك لكي يقولوا إن الانسان لا يحتاج إلى تحريك أذنيه فيستنتجوا من ذلك أن عضلات أذنه أثرية باقية من تحوله عن الحيوان الذي يحتاج إلى تحريك أذنيه؟ إذن فماذا يقولون في العضلة الهرمية على عظم أنف الانسان. والعضلة الضاغطة للأنف. وماذا يقولون في عضلات الحياة الآلية التي لا تتعلق بالإرادة والتحريك كالتي تكون في الحوصلة المرارية والقناة الصفراوية المشتركة. وفي كؤوس الكلية، وحوضها، والحالبين وفي طبقات الشرايين، والأوردة - وماذا يقولون في العضلة الهدبية الموضوعة على الوجه الظاهر للطبقة المشيمية للعين، وفي العضلة الركانية في باطن الأذن. وأما العضلات الخاصة بالحياة الارادية التي يسمونها عضلات الحياة الحيوانية فإن جملة كثيرة منها ليست لأجل موافقة الإرادة بتحريك العضو بل هي لإرجاع العضو إلى وضعه أو مركزه بعد تحريكه بالإرادة أو بالقسر. وذلك كالمحيطة الجفنية، والشاذة للجفن، والخافضة للأنف، والعضلة الباطنة للأضلاع. ولماذا لم يحتملوا أو يظنوا أقلا أن الفائدة في عضلات الأذن الكبار والصغار هو حفظ مركز الصماخ وصورته عندما تطرأ عليه الحركات القسرية فتكون بانقباضها الطبيعي بمنزلة المرونة التي ترد الجسم المرن إلى مركزه وصورته كالعضلات الباطنة للأضلاع. هب إن العلم سامحهم في جميع ذلك فلماذا لم يقولوا إن عضلات الأذن جزء لا فائدة فيه كما قالوه في الغدة الدرقية وبعض الغدد الوحيدة. ولماذا يحكمون بأنها أثرية انهماكا بمذهب داروين أو ليس الواجب في شرف العلم أن الجزء الذي لا نعرف فائدته يوكل أمره إلى مستقبل العلم التجريبي عسى أن يوقف الناس في معرفة فائدته على قدم ثابتة. فإنه يوجد في مركز الشبكية عند النقطة التي تقابل محور العين أثر مستدير مرتفع مائل إلى الصفرة يقال له بقعة (سويمرين) وفي مركز الأثر انخفاض يقال له الحفرة المركزية. وإلى الآن لم تعرف فائدة هذا الأثر.
الزوائد الدودية في المعاء الأعور للانسان
ومن أين علموا أن الزوائد لا حاجة للانسان إلى وضعها الخاص في جهاز هضمه حتى حكموا بأنها أثرية من طول المعاء الأعور في سائر الحيوانات قد خرجت عن وضعها الطبيعي لاستغناء الانسان عن مقدارها من الأعور. فكأنهم لم يعرفوا تفاوت الحيوانات الفقرية في جهاز الهضم بحسب حاجاتها الخاصة في طبيعتها النوعية. فالحيوانات المجترة جعل لها الكرش بدلا عن المعدة وهو وعاء عظيم بالنسبة إلى المعدة من الانسان خشن صلب ويليه بطون أخرى صغار من فوق إلى تحت مضاعفة الحجب والصفاقات والسبب في كثرة بطونه احتياج هذا الحيوان لزيادة الهضم فإن نهمته وكثرة أكله لا تدعه يمضغ مأكوله جيدا حينما يظفر به وهذا عمله في أكله الرطب واليابس فتخزن هذه البطون مأكوله وتهضمه ليعيد عليه المضغ بالاجترار عند استراحته. ومعاء هذا الصنف من الحيوان أعظم من معاء ما لا يجتر مع حفظ النسبة بين الحيوانين في مقدار الجسم، والفيل ليس له كرش ولا معدة بل له معاء كثير التشبك والالتفاف وبعده معاء الدفع. وبعض الحيوانات لها مرارة وبعضها ليس لها مرارة قيل ومنها الإبل والبغل والفرس. وبعض الحيوانات الفقرية ليس لها طحال. وبعض الطيور لها حوصلة لهضم الشئ الصلب. وبعضها له بدل الحوصلة فم معدة واسع عريض. وبعضها له حوصلة وفم معدة. وبعضها لا حوصلة له ولا فم معدة بل له معدة مستطيلة. ولكثير من السمك والطير شعب تتشعب من معاها.
والمعاء الأعور من البط طويل بحسب نسبته مع باقي الحيوانات وقيل إن قسما منه يكون أعوره أطول من سائر البط. يا سيدي ولما كانت وظيفة الأعور هضم ما يقذفه اللفائفي وتطهيره من المواد المضرة المحتاجة إلى الهضم لكي يقذفه إلى القولون خالصا من تلك المواد فتمتص منه الأوعية كيلوسا نقيا فربما كانت الزوائد الدودية تتناول من الأعور ما يعجز عن هضمه بسرعة فتهضمه بطبعها وضغطها له. وربما تكون مخزنا للإفرازات المضرة إلى أن تكسر عاديتها ثم تقذفها إلى المستقيم في نوبة لا يندس منها شئ في أوعية الغذاء وإن صمام الزوائد وإن كان ناقصا يشهد بأن لها عملا كبيرا وأنها نشوء ابتدائي فإنه ليس في المعاء الأعور في غير الانسان إلا صمام واحد في أوله وإن صمام الزوائد يرد القول بكونها أثرية فإنها إن كانت جزءا من الأعور قد خرج عن طبيعته فمن أين جاء الصمام؟ بل إن غلظ جدرانها يشهد بأن لها عملا كبيرا فإن كل معاء يكون أكثر عملا يكون أغلظ جدرانا. بل إن كثرة الغدد الوحيدة فيها كالأعور تشهد بأن لها عملا تحتاج لأجله إلى وجود الغدد وامتصاصها.
وإذا كانت الزوائد الدودية خرجت عن حالها الطبيعي فلماذا توجد فيها جميع أوعية الحياة العضوية على الوجه التام كما في الأعور وسائر الأمعاء. ولماذا لم تخرج هذه الأوعية عن حالها الطبيعي؟ هب إنا جهلنا فائدة الزوائد في حياة الانسان فلماذا نقتحم وننفي فائدتها ولا نرجو كشفها في مستقبل العلم إذا لم يعرقل في سيره ولماذا نقتحم دعوى الأثرية فيها مع أنا نرى التفاوت والاختلاف الكبير في أعضاء الحيوان وخصوص جهاز هضمه بحسب حاجاته. فهل يمتنع في نظام الأعضاء وأعمال الهضم أن يحتاج الانسان إلى وضع الزوائد الدودية.