الصفحة 442
وصحة كونها فأخبرني بمن تقع؟ فقال (عليه السلام) إن الغيبة ستقع بالسادس من ولدي وهوالثاني عشر من الائمة الهداة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم القائم بالحق بقية الله في الارض وصاحب الزمان، والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلما. قال السيد فلما سمعت ذلك من مولاي الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) تبت إلى الله تعالى ذكره على يديه، وقلت قصيدتي التي أولها:


فلما رأيت الناس في الدين قد غوواتجعفرت باسم الله فيمن تجعفروا
وناديت باسم الله والله اكبروأيقنت أن يعفو ويغفر
ودنت بدين الله ماكنت دينابه ونهاني سيد الناس جعفر
فقلت فهبني قد تهودت برهةوإلا فديني دين من يتنصر
وإني إلى الرحمن من ذاك تائبإني قد أسلمت والله أكبر
فلست بغال ما حييت وراجعإلى ما عليه كنت اخفي واظهر
ولا قائل حي برضوى محمدوإن عاب جهال مقالي وأكثروا
ولكنه ممن مضى لسبيلهعلى أفضل الحالات يقفي ويخبر
و مع الطيبين الطاهرين الاولى لهممن المصطفى فرع زكي وعنصر

إلى آخر القصيدة، (وهي طويلة).

وقلت بعد ذلك قصيدة اخرى:


أيا راكبا نحو المدينة جسرةعذافرة يطوى بها كل سبسب(1)
إذا ما هداك الله عاينت جعفرافقل لولي الله وابن المهذب
ألا يا أمين الله وابن أمينهأتوب إلى الرحمن ثم تأوبي
إليك من الامر الذي كنت مبطناأحارب فيه جاهدا كل معرب
وماكان قولي في ابن خولة مطنبامعاندة مني لنسل المطيب
ولكن روينا عن وصي محمدوما كان فيما قال بالمتكذب

____________

(1) الجسرة: البعير الذى أعيا وغلظ من السير. والعذافرة: العظمة الشديدة من الابل، والناقة الصلبة القوية. والسبب: المفازة، أو الارض المستوية البعيدة.


الصفحة 443

بأن ولي الامر يفقد لايرىستيرا كفعل الخائف المترقب
فتقسم أموال الفقيد كأنماتغيبه بين الصفيح المنصب
فيمكث حينا ثم ينبع نبعةكنبعة جدي من الافق كوكب
يسير بنصر الله من بيت ربهعلى سؤدد منه وأمر مسبب
يسير إلى أعدائه بلوائهفيقتلهم قتلا كحران مغضب(1)
فلما روي أن ابن خولة غائبصرفنا إليه قولنا لم نكذب
وقلنا هو المهدي والقائم الذييعيش به من عدله كل مجدب
فان قلت لافالحق قولك والذيأمرت فحتم غير ما متعصب
واشهد ربي أن قولك حجةعلى الناس طرا من مطيع ومذنب
بأن ولي الامر والقائم الذيتطلع نفسي نحوه بتطرب
له غيبة لابد من أن يغيبهافصلى عليه الله من متغيب
فيمكث حينا ثم يظهر حينهفيملك من في شرقها والمغرب
بذاك أدين الله سرا وجهرةولست وإن عوتبت فيه بمعتب(2)

المهدي هوالثاني عشرمن الأئمة (عليهم السلام) وهو من ذرية الكاظم (عليه السلام):

الحسن بن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن عبد الله بن أبي يعفور قال قال أبوعبد الله الصادق (عليه السلام) من أقر بالائمة من آبائي وولدي وجحد المهدي من ولدي كان كمن أقر بجميع الانبياء وجحد محمدا (صلى الله عليه وآله) نبوته. فقلت يا سيدي ومن المهدي من ولدك؟ قال الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه، ولا يحل لكم تسميته(3).

وعنه عن إبراهيم الكرخي قال " دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) فإني عنده جالس إذ دخل أبوالحسن موسى وهو غلام فقمت إليه فقبلته وجلست فقال

____________

(1) فرس حرون: الذى لاينقاد.

(2) الشيخ الصدوق- كمال الدين وتمام النعمة ص 33: عبد الواحد بن محمد العطار النيسابوري (رضي الله عنه) قال: حدثنا علي بن محمد قتيبة النيسابورى، عن حمدان بن سليمان، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع.

(3) الشيخ الصدوق كمال الدين وتمام النعمة ص 338: علي بن أحمد الدقاق (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد الادمي، عن الحسن بن محبوب.


الصفحة 444
لي أبو عبد الله (عليه السلام) يا إبراهيم أما إنه صاحبك من بعدي، أما ليهلكن فيه أقوام ويسعد آخرون، فلعن الله قاتله وضاعف على روحه العذاب، أما ليخرجن الله عز وجل من صلبه خير أهل الارض في زمانه، سمى جده ووارث علمه وأحكامه وقضاياه، ومعدن الامامة ورأس الحكمة يقتله جبار بني فلان بعد عجائب طريفة حسدا له، ولكن الله بالغ أمره ولو كره المشركون، يخرج الله من صلبه تكملة اثنى عشر إماما مهديا اختصهم الله بكرامته، وأحلهم دار قدسه، المنتظر للثاني عشر (الشاهر سيفه بين يديه) كان كالشاهر سيفه بين يدى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يذب عنهودخل رجل من موالي بني امية فانقطع الكلام، فعدت إلى أبى عبد الله (عليه السلام) احدى عشرة مرة أريد أن يستتم الكلام فما قدرت على ذلك، فلما كان قابل السنة الثانية دخلت عليه وهو جالس، فقال يا إبراهيم هو المفرج للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد وبلاء طويل، وجور وخوف، فطوبى لمن أدرك ذلك الزمان حسبك يا إبراهيم، قال فما رجعت بشيء أسر إلى من هذا لقلبى ولا أقر لعيني(1).

محمد بن سنان عن صفوان بن مهران عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه قال من أقر بجميع الائمة وجحد المهدي كان كمن أقر بجميع الانبياء وجحد محمدا (صلى الله عليه وآله) نبوته، فقيل له يا ابن رسول الله فمن المهدي من ولدك؟ قال الخامس من ولد السابع، يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته(2).

المهدي من ذرية الرضا (عليه السلام):

الحسن بن محبوب قال قال لي الرضا (عليه السلام) ستكون فتنة صماء صيلم(3) يذهب فيها كل وليجة وبطانة - وفي رواية " يسقط فيها كل وليجة وبطانة " - وذلك عند

____________

(1) محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص 90: حدثنا أبوعلي أحمد بن محمد بن يعقوب بن عمار الكوفى (82) قال: حدثني أبي، قال: حدثنا القاسم بن هشام اللؤلؤي، عن الحسن بن محبوب.

(2) الشيخ الصدوق- كمال الدين وتمام النعمة ص 333: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رضي الله عنه)، قال: حدثنا أبي، عن أيوب بن نوح، عن محمد بن سنان.

(3) الفتنة الصماء هى التى لا سبيل إلى تسكينها لتناهيها في دهائها لان الاصم لا يسمع الاستغاثة والصيلم: الداهية.


الصفحة 445
فقدان الشيعة الثالث من ولدي(1)...

____________

(1) محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص 180: وحدثنا محمد بن همام قال: حدثنا أحمد بن ما بنداذ ; وعبد الله بن جعفر الحميرى قالا: حدثنا أحمد بن هلال، قال: حدثنا الحسن بن محبوب الزراد قال: قال لي الرضا (عليه السلام).

أقول: ورواه غير الحسن بن محبوب: قال محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص 168: حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا عدة من أصحابنا، عن سعد بن عبد الله عن أيوب بن نوح قال: قلت لابى الحسن الرضا (عليه السلام) (عليهم السلام) " إنا نرجو أن تكون صاحب هذا الامر، وأن يسوقه الله إليك عفوا بغير سيف (85)، فقد بويع لك، وقد ضربت الدراهم باسمك، فقال: ما منا أحد اختلفت الكتب إليه واشير إليه بالاصابع وسئل عن المسائل وحملت إليه الاموال إلا اغتيل أو مات على فراشه حتى يبعث الله لهذا الامر غلاما منا خفى المولد والمنشأ، غير خفى في نسبه ".

وقال الشيخ الصدوق- كمال الدين وتمام النعمة ص 260: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رضي الله عنه) قال: حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من ولد الحسين تسعة أئمة، تاسعهم القائم من ولدي، طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي.

وقال في إكمال اكمال الدين 260 حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر قال: حدثنا علي بن أبراهيم بن هاشم، عن أبيه، أيضاً عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضاعن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من ولد الحسين تسعة أئمة طاعتهم طاعتي، ومعصيتهم معصيتي، تاسعهم قائمهم ومهديهم.

وقال الشيخ الصدوق- كمال الدين وتمام النعمة ص 304: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه) قال: حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبدعن الحسين بن خالد، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السلام): إنه قال: التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق، المظهر للدين، والباسط للعدل.

وقال الشيخ الصدوق كمال الدين وتمام النعمة ص 371: أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه) قال: حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد قال: قال علي بن موسى الرضا (عليهما السلام): قيل له: يا ابن رسول الله من القائم منكم أهل البيت؟ قال الرابع من ولدي ابن - سيدة الاماء، يطهر الله به الارض من كل جور، ويقدسها من كل ظلم، وهو الذي يشك الناس في ولادته، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه،... وهوالذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الارض بالدعاء إليه يقول: ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه، فإن الحق معه وفيه.

وقال الشيخ الصدوق كمال الدين وتمام النعمة ص 51: محمد بن موسى بن المتوكل (رضي الله عنه) قال: حدثنا على بن - إبراهيم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): والذي بعثني بالحق بشيرا ليغيبن القائم من ولدي بعهد معهود إليه مني حتى يقول أكثر الناس: ما لله في آل محمد حاجة، ويشك آخرون في ولادته، فمن أدرك زمانه فليتمسك بدينه، ولا يجعل للشيطان إليه سبيلا بشكه.

الشيخ الصدوق - كمال الدين وتمام النعمة ص 372: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه) قال: حدثنا علي ابن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي قال سمعت دعبل بن علي

=>


الصفحة 446
الحسن بن علي بن فضال عن أبى الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) أنه قال كأني بالشيعه عند فقدهم الثالث من ولدي كالنعم يطلبون المرعى فلا يجدونه، قلت له ولم ذاك يا ابن رسول الله؟ قال لان إمامهم يغيب عنهم، فقلت ولم؟ قال لئلا يكون لاحد في عنقه بيعة إذا قام بالسيف(1).

علامات ظهوره وسيرته (عليه السلام):

الحسن بن محبوب حدثنا عبد الله بن جبلة، عن علي بن أبي حمزة، عن أبى عبد الله (عليه السلام) أنه قال لو قد قام القائم (عليه السلام) لانكره الناس لانه يرجع إليهم شابا موفقا لا يثبت عليه إلا مؤمن قد أخذ الله ميثاقه في الذر الاول "(2).

وعنه عن عمرو بن شمر، عن جابر قال " دخل رجل على أبي جعفر الباقر (عليه السلام)

____________

<=

الخزاعي يقول: أنشدت مولاي الرضا علي بن موسى (عليهما السلام) فصيدتي التي أولها: مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات فلما انتهيت إلى قولي: خروج إمام لا محالة خارج * يقوم على اسم الله والبركات يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعماء والنقمات بكى الرضا (عليه السلام) بكاء شديدا، ثم رفع رأسه إلي فقال لي: يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين، فهل تدري من هذا الامام ومتى يقوم؟ فقلت: لا يا مولاي إلا أني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الارض من الفساد ويملاها عدلا كما ملئت جورا. فقال: يا دعبل الامام بعدي محمد ابني، وبعد محمد ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عزوجل ذلك اليوم حتى يخرج فيملا الارض عدلا كما ملئت جورا وأما " متى " فإخبار عن الوقت، فقد حدثني أبي، عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله) قيل له: يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك؟ فقال (عليه السلام): مثله مثل الساعة التي " لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والارض لا تأتيكم إلا بغتة ".

الشيخ الصدوق- كمال الدين وتمام النعمة ص 376: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه) قال: حدثنا علي ابن إبراهيم، عن أبيه، عن الريان بن الصلت قال: قلت للرضا (عليه السلام): أنت صاحب هذا الامر؟ فقال: أنا صاحب هذا الامر ولكني لست بالذي أملاها عدلا كما ملئت جورا، وكيف أكون ذلك على ما ترى من ضعف بدني، وإن القائم هو الذي إذا خرج كان في سن الشيوخ ومنظر الشبان، قويا في بدنه حتى لو مد يده إلى أعظم شجرة على وجه الارض لقلعها، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها، يكون معه عصا موسى، وخاتم سليمان (عليهما السلام). ذاك الرابع من ولدي، يغيبه الله في ستره ما شاء، ثم يظهره فيملا (به) الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

(1) الشيخ الصدوق- كمال الدين وتمام النعمة ص 480: محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رضي الله عنه) قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه.

(2) محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص 211: علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن على الكوفي، عن الحسن بن محبوب.


الصفحة 447
فقال له عافاك الله اقبض مني هذه الخمسمائة درهم فإنها زكاة مالي، فقال له أبوجعفر (عليه السلام) خذها أنت فضعها في جيرانك من أهل الاسلام والمساكين من إخوانك المؤمنين ثم قال إذا قام قائم أهل البيت قسم بالسوية وعدل في الرعية، فمن أطاعه فقد أطاع الله ومن عصاه فقد عصى الله، وإنما سمي المهدي مهديا لا نه يهدي إلى أمر خفي، ويستخرج التوراة وسائر كتب الله عزوجل من غار بأنطاكية ويحكم بين أهل التوراه بالتوراة وبين أهل الانجيل بالانجيل، وبين أهل الزبور بالزبور، وبين أهل القرآن بالقرآن وتجمع اليه أموال الدنيا من بطن الارض وظهرها، فيقول للناس تعالوا إلى ما قطعتم فيه الارحام، وسفكتم فيه الدماء الحرام، وركبتم فيه ما حرم الله عزوجل فيعطي شيئا لم يعطه أحد كان قبله، ويملا الارض عدلا وقسطا ونورا كما ملئت ظلما وجورا وشرا"(1).

وعنه عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) يقول " اتقوا الله واستعينوا على ما أنتم عليه بالورع والاجتهاد في طاعة الله، فإن أشد ما 8يكون أحدكم أغتباطا بما هو فيه من الدين لو قد صار في حد الآخرة، وانقطعت الدنيا عنه، فإذا صار في ذلك الحد عرف أنه قد استقبل النعيم والكرامة من الله والبشرى بالجنة، وأمن مما كان يخاف، وأيقن أن الذي كان عليه هو الحق، وأن من خالف دينه على باطل، وأنه هالك فأبشروا، ثم أبشروا بالذى تريدون، ألستم ترون أعداءكم يقتتلون في معاصي الله، ويقتل بعضهم بعضا على الدنيا دونكم وأنتم في بيوتكم آمنون في عزلة عنهم، وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم، وهو من العلامات لكم، مع أنالفاسق لو قد خرج لمكثتم شهرا أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم بأس حتى يقتل خلقا كثيرا دونكم. فقال له بعض أصحابه فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك؟ قال يتغيب الرجال منكم عنه، فإن حنقه وشرهه إنما هو على شيعتنا، وأما النساء فليس عليهن بأس إن شاء الله تعالى، قيل فإلى أين مخرج الرجال ويهربون منه؟ فقال من أراد منهم أن يخرج يخرج إلى المدينة أو إلى مكة أو إلى بعض البلدان، ثم قال ما تصنعون

____________

(1) محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص 237: أخبرنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي قال: حدثنا محمد بن علي الصيرفي، عن الحسن بن محبوب.


الصفحة 448
بالمدينة وإنما يقصد جيش الفاسق إليها، ولكن عليكم بمكة، فأنها مجمعكم، وإنما فتنته حمل أمرأة تسعة أشهر، ولا يجوزها إن شاء الله "(1).

وعنه عن علي بن رئاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال في قول الله عز وجل " يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل "، فقال (عليه السلام): الايات هم الائمة، والاية المنتظرة القائم (عليه السلام)(2).

وعنه عن إبراهيم الكرخي قال قلت لابي عبد الله (عليه السلام) - أو قال له رجل - أصلحك الله ألم يكن علي (عليه السلام) قويا في دين الله عزوجل؟ قال بلى؟ قال فكيف ظهر عليه القوم، وكيف لم يدفعهم وما يمنعه من ذلك؟ قال آية في كتاب الله عزوجل منعته؟ قال قلت وأية آية هي؟ قال قوله عزوجل " لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما " إنه كان لله عزوجل ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ومنافقين فلم يكن علي (عليه السلام) ليقتل الآباء حتى يخرج الودائع فلما خرجت الودائع ظهر على من ظهر فقاتله. وكذلك قائمنا أهل البيت لن يظهر أبدا حتى تظهر ودائع الله عزوجل فاذا ظهرت ظهر على من يظهر فقتله(3).

____________

(1) محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص 300: أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال حدثنا علي بن الحسن التيملي في صفر سنة أربع وسبعين ومائتين، قال: حدثنا الحسن بن محبوب.

(2) الشيخ الصدوق- كمال الدين وتمام النعمة ص 336: أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب.

الشيخ الصدوق- كمال الدين وتمام النعمة ص 641: جعفر بن محمد بن مسرور (رضي الله عنه) قال: حدثنا الحسين ابن محمد بن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن محمد بن أبي عمير، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما بال أمير المؤمنين عليه السلام لم يقاتل مخالفيه في الاول؟ قال: لآية في كتاب الله تعالى: " لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما "، قال: قلت: وما يعني بتزايلهم؟ قال: ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين. وكذلك القائم عليه السلام لم يظهر أبدا حتى تخرج ودائع الله عزوجل فإذا خرجت ظهر على من ظهر من أعداء الله عزوجل فقتلهم.

(3) الشيخ الصدوق- كمال الدين وتمام النعمة ص 641: المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي (رضي الله عنه) قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب.

الشيخ الصدوق- كمال الدين وتمام النعمة ص 641 حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر السمرقندي العلوي (رضي الله عنه) قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه قال: حدثنا جبرئيل ابن أحمد قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: " لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما "، لو أخرج الله عزوجل ما في أصلاب المؤمنين

=>


الصفحة 449
وعنه عن أبي حمزة الثمالي قال قلت لابي عبد الله (عليه السلام) إن أبا جعفر (عليه السلام) كان يقول إن خروج السفياني من الامر المحتوم؟ قال (لي) نعم، واختلاف ولد العباس من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وخروج القائم (عليه السلام) من المحتوم، فقلت له كيف يكون (ذلك) النداء؟ قال ينادي مناد من السماء أول النهار ألا إن الحق في علي وشيعته، ثم ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار ألا إن الحق في السفياني وشيعته فيرتاب عند ذلك المبطلون(1).

وعنه عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال " الزم الارض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك، وما أراك تدرك (ذلك) اختلاف بني العباس، ومناد ينادي من السماء، وخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية، ونزول الترك الجزيرة، ونزول الروم الرملة، واختلاف كثير عند ذلك في كل أرض حتى تخرب الشام، ويكون سبب خرابها اجتماع ثلاث رايات فيها راية الاصهبوراية الابقع، وراية السفياني(2).

وعنه عن يعقوب السراج، قال قلت لابي - عبد الله (عليه السلام) متى فرج شيعتكم؟ فقال إذا اختلف ولد العباس، ووهى سلطانهم وطمع فيهم من لم يكن يطمع وخلعت العرب أعنتها، ورفع كل ذى صيصية صيصيته، وظهر السفياني، وأقبل اليماني، وتحرك الحسني، خرج صاحب هذا الامر من المدينة إى مكة بتراث رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قلت وما تراث رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقال سيفه، ودرعه، وعمامته، وبرده، ورايته، وقضيبه، وفرسه، ولامته وسرجه "(3)...

محمد بن أبى عمير عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال " ما يكون

____________

<=

من الكافرين وما في أصلاب الكافرين من المؤمنين لعذب الذين كفروا.

(1) الشيخ الصدوق- كمال الدين وتمام النعمة ص 652: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي الله عنه) قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب.

(2) الشيخ الطبرسي - إعلام الورى بأعلام الهدى ج 2 ص 281: الحسن بن محبوب.

(3) النعماني / الغيبة ص 270 حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن المفضل ; وسعدان بن إسحاق بن سعيد ; وأحمد بن الحسين بن عبد الملك، ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني قالوا جميعا: حدثنا الحسن بن محبوب.


الصفحة 450
هذا الامر حتى لا يبقى صنف من الناس إلا وقد ولوا على الناس حتى لا يقول قائل " إنا لو ولينا لعدلنا " ثم يقوم القائم بالحق والعدل "(1).

وعنه عن هشام بن سالم، عن زرارة قال " قلت لابى عبد الله (عليه السلام) النداء حق؟ قال إي والله حتى يسمعه كل قوم بلسانهم. وقال (عليه السلام) لا يكون هذا الامر حتى يذهب تسعة أعشار الناس(2) ".

الحسن بن أيوب عن عبد الكريم بن عمرو قال حدثنا أحمد بن الحسن بن أبان قال حدثنا عبد الله بن عطاء المكى، عن شيخ من الفقهاء - يعنى أبا عبد الله (عليه السلام) - قال " سألته عن سيرة المهدي كيف سيرته؟ فقال يصنع كما صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمر الجاهلية، ويستأنف الاسلام جديدا "(3).

الحسن بن علي بن فضال قال حدثنا ثعلبة بن ميمون عن معمر بن يحيى، عن داود الدجاجي، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام)، قال: "سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن قوله تعالى (فاختلف الاحزاب من بينهم) فقال: أنتظروا الفرج من ثلاث، فقيل يا أمير المؤمنين وما هن؟ فقال اختلاف أهل الشام بينهم، والرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان. فقيل وما الفزعة في شهر رمضان؟ فقال أو ما سمعتم قول الله عزوجل في القرآن " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين " هي آية تخرج الفتاة من خدرها، وتوقظ النائم، وتفزع اليقظان "(4).

وعنه عن المثنى الحناط، عن الحسن بن زياد الصيقل قال سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول إن القائم لا يقوم حتى ينادي مناد من السماء تسمع الفتاة في

____________

(1) محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص 274: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن عبد الله، عن محمد بن أبى عمير.

(2) محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص 274: - أحمد بن محمد بن سعيد عنا علي بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن عبد الله، عن محمد بن أبى عمير.

(3) محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص 230: أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح، قال: حدثني أحمد بن علي الحميري قال: حدثني الحسن بن أيوب.

(4) محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص 251: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم ابن قيس، قال: حدثنا الحسن بن علي بن فضال.


الصفحة 451
خدرها ويسمع أهل المشرق والمغرب. وفيه نزلت هذه الآية (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين)(1).

وعنه عن ثعلبة، عن شعيب الحداد، عن صالح(2) قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول ليس بين قيام القائم وبين قتل النفس الزكية إلا خمس عشره ليلة(3).

عبد الله بن حماد الانصاري قال حدثنا أبوالجارود زياد بن المنذر، قال قال أبوجعفر محمد بن علي (عليهما السلام) " إذا ظهر القائم (عليه السلام) ظهر براية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وخاتم سليمان، وحجر موسى وعصاه، ثم يأمر مناديه فينادي ألا لا يحملن رجل منكم طعاما ولا شرابا ولا علفافيقول أصحابه إنه يريد أن يقتلنا ويقتل دوابنا من الجوع والعطش، فيسير ويسيرون معه، فأول منزل ينزله يضرب الحجر فينبع منه طعام وشراب وعلف فيأكلون ويشربون، ودوابهم حتى ينزلوا النجف بظهر الكوفة "(4).

وعنه عن عبد الله بن بكير، عن حمران بن أعين عن أبى جعفر (عليه السلام) أنه قال " كأننى بدينكم هذا لا يزال متخضخضا يفحص بدمه ثم لا يرده عليكم إلا رجل منا أهل البيت، فيعطيكم في السنة عطاءين، ويرزقكم في الشهر رزقين، وتؤتون الحكمة في زمانه حتى أن المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) "(5).

وعنه عن عبد الله بن سنان، قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول " لا يكون هذا الامر الذي تمدون إليه أعناقكم حتى ينادي مناد من السماء ألا إن فلانا صاحب الامر، فعلى م القتال؟ "(6).

____________

(1) الشيخ الطوسي الغيبة ص 177: وأخبرنا الحسين بن عبيدالله، عن أبي جعفر محمد بن سفيان البزوفري، عن أحمد بن ادريس، عن علي بن محمد بن قتيبة النيشابوري، عن الفضل بن شاذان النيشابوري، عن الحسن بن علي بن فضال.

(2) هو صالح بن ميثم التمار.

(3) الشيخ الطوسي- الغيبة ص 445: الفضل، عن الحسن بن علي بن فضال.

(4) محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص 238: أبوسليمان أحمد بن هوذة قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: حدثنا عبد الله بن حماد الانصاري.

(5) محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص 238: أخبرنا أحمد بن هوذة الباهلي قال حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي / صفحة 239 / قال: حدثنا عبد الله بن حماد الانصاري.

(6) محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص 266: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا أبوسليمان أحمد بن هوذة الباهلي، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث وسبعين ومائتين،

=>


الصفحة 452
وعنه عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال يقوم القائم يوم عاشوراء "(1).

وعنه عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي قال " سألت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) عن السفياني، فقال وأنى لكم بالسفياني حتى يخرج قبله الشيصبانى يخرج من أرض كوفان ينبع كما ينبع الماء، فيقتل وفدكم، فتوقعوا بعد ذلك السفياني، وخروج القائم (عليه السلام) "(2).

وعنه عنه عبد الله بن بكير، عن أبان بن تغلب، قال " كنت مع جعفر بن محمد (عليهما السلام) في مسجد بمكة، وهو آخذ بيدي، فقال يا أبان سيأتي الله بثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا في مسجد كم هذا، يعلم أهل مكة أنه لم يخلق آباؤهم ولا أجدادهم بعد، عليهم السيوف، مكتوب على كل سيف اسم الرجل واسم أبيه وحليته ونسبه، ثم يأمر مناديا فينادي هذا المهدي يقضى بقضاء داود وسليمان، لا يسأل على ذلك بينة"(3).

وعنه عن محمد بن جعفر بن محمد (عليهما السلام) عن أبيه (عليه السلام) قال " إذا قام القائم بعث في أقاليم الارض، في كل إقليم رجلا، يقول عهدك في كفك فإذا ورد عليك أمر لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه فانظر إلى كفك(4) واعمل بما فيها، قال ويبعث جندا إلى القسطنطينية، فإذا بلغوا الخليج كتبوا على أقدامهم شيئا ومشوا على الماء، فإذا نظر إليهم الروم يمشون على الماء، قالوا هؤلاء أصحابه يمشون على الماء، فكيف هو؟!

____________

<=

قال: حدثنا عبد الله بن حماد الانصاري في شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومائتين.

(1) محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص 282: أبوسليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: حدثنا عبد الله بن حماد الانصاري.

(2) محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص 302: أبوسليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث وسبعين ومائتين، قال: حدثنا أبومحمد عبد الله بن حماد الانصاري سنة تسع وعشرين ومائتين.

(3) محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص 313: أبوسليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث وسبعين ومائتين، قال: حدثنا عبد الله بن حماد الانصاري سنة تسع وعشرين ومائتين.

(4) في بعض النسخ " في كنفك ". أقول وهو الصحيح وذلك لان العلم في عهد المهدي (عليه السلام) سيكون في كومبيتر صغير يحمل في المحفظة الصغيرة، راجع لفظة كنف في لسان العرب. وهذه الرواية نظير ما اورده العلامة المجلسي في البحار ج52 ض390 عن ابن مسكان عن ابي عبد الله (عليه السلام) انه قال: ان المؤمن في زمان القائم وهو بالمشرق ليرى اخاه الذي في المغرب وكذا الذي في المغرب يرى اخاه الذي في المشرق، انظر ايضا رواية الكافي ج8: 240.