تمهيد:

نحمدك اللّهمّ على جميع آلائك ونشكرك على نعمائك ونتوكّل عليك في أمورنا كلّها ونصلّي على حبيبك وخير خلقك أبي القاسم محمّد وعلى أهل بيت نبيّك الذين جعلتهم سفن النجاة وقرنتهم بكتابك.

وبعد، فإنّ هذا الكتاب الذي نحن بصدد تحقيقه والتقديم له يحقّ أن يسمّى «سعد السعود للنفوس»، فهو إسم على المسمّى وسعد للنفوس التي ذاقت حلاوة معرفة الحقّ.

كتاب «سعد السعود» جمع بين دفّتيه مواضيع عديدة وجوانب كثيرة:

فهو الكتاب التفسيري الذي نقل عن تفاسير متعدّدة وناقشها وشرح مواضع الخلاف فيها.

وهو الكتاب السماوي الذي نقل عن كتب سماوية واستخرج منها الاشارات اللطيفة والبشارات الصريحة على نبوّة نبيّنا محمد (صلى الله عليه وآله).

وهو الكتاب الذي بحث في علوم القرآن: من جمعه وإعرابه وبلاغته وفصاحته ومجازه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه و... ونقل عن مصادر نفيسة حول هذه المواضيع وعلّق عليها وبيّن صحيحها من خطئها.

وهو الكتاب العقائدي الذي ردّ فيه شبهات المعاندين وبيّن فيه المستقيم

الصفحة 2
من المنحرف من علماء المسلمين بأبلغ بيان وأقوى حجّة وبرهان.

وهو الكتاب الفهرستي الذي عرّف فيه المؤلّف كتب خزانته ووصفها وصفاً جميلاً.

كلّ هذا ممّا جعل أنظار العلماء تتوجّه إليه كلّ حسب تخصّصه.

ويزيد الكتاب حلّة وأهميّة كونه من تأليف سيد العارفين الذي أجمعت الطائفة الحقَّة على تعظيمه وتجليله والرضوخ أمام علمه وخدماته التي لا زالت يستفيد منها الشيعة، بل وحتّى العلماء المسلمين غير الشيعة والعلماء غير المسلمين وقفوا أمام هذا العالم وقفة احترام وخضوع وتجليل.

ولهذا وغيره، ولما شاهدناه من خير وبركات وتوفيقات أثناء عملنا في تحقيق كتاب «الملهوف على قتلى الطفوف» للمؤلّف وطبعه، عزمنا على تحقيق هذا الكتاب «سعد السعود» وتصحيحه وإخراجه بحلّه تكون مناسبة وشأنه، وبذلنا قصارى جهدنا في تحقيقه واستغرق منّا وقتاً جمّاً.

قم المقدّسة             
ليلة عيد الاضحى من سنة 1418هـ
فارس تبريزيان الحسّون     


الصفحة 3

مختصر من حياة ابن طاووس


الصفحة 4

الصفحة 5

اسم ابن طاووس ونسبه:

قال ابن طاووس رضوان الله عليه:

1 ـ رضي الدين... جمال العارفين... أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر ابن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد ـ هو الطاوس(1) ـ بن إسحاق بن الحسن بن محمد بن سليمان بن داود ـ صاحب عمل النصف من رجب ـ بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السلام).

العلوي الفاطمي الداودي السليماني(2).

سند الطائفة ابن البتول وقرّة عين الرسول ذو الحسبين(3).

2 ـ نقلني [الله] في خزائن السلامة والعناية التامة من أصلاب الاباء إلى بطون الامّهات، ملحوظاً بالعنايات محفوظاً من الافات التي جرت على الامم الهالكات، مصوناً عن طعن الانساب ووهن الاسباب، بدليل أنّه جلّ جلاله

____________

(1) محمد الطاوس كان يكنّى أبا عبدالله، وكان نقيب سوراء، وأبوه إسحاق كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة: خمسمائة عن نفسه وخمسمائة عن والده، وهو من أوائل من ولي النقابة بسوراء، وإنّما لقب بالطاوس لانه كان مليح الصورة وقدماه غير مناسبة لحسن صورته، فلقب بالطاوس بحار الانوار: 107 / 44..

(2) كشف المحجة: 39، الاجازات: 37، مهج الدعوات: 13.

(3) الاقبال: 243.


الصفحة 6
جعلني من ذرية سيد المرسلين وخاتم النبيين وأفضل العالمين، ومن فروع أكمل الوصيين وإمام المتقين والكاشف بالاذن المقدس المكين أسرار ربّ العالمين، ومن ثمرة فؤاد سيّدة نساء الاولين والاخرين الذين تولّى الله جلّ جلاله تزكية أعراقهم الطاهرة وتنمية أخلاقهم الباهرة، فكلّ شرف سبق لهم صلوات الله عليهم بالولادات وكمال الاباء والامهات فقد دخلنا معهم (عليهم السلام) في تحف تلك السعادات والعنايات(1).

3 ـ فترى كلّ ذي حسب ونسب يودّ لو أنّ حسبه ونسبه من أحسابنا وأنسابنا النبوية، ولا نجد أبداً نسباً ولا حسباً خيراً من أحسابنا وأنسابنا الزكية...(2).

4 ـ ثمّ شرّفني الله جلّ جلاله من لدن سلفي الاطهار محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وزين العابدين، ومَن ولدني من الابرار بآباء وأمّهات وأجداد وجدّات، وجدت أهل العلم والامانات ممن يعتمد عليهم، وقد أطبقوا على الثناء عليهم...(3).

ولادة ابن طاووس:

قال ابن طاووس قدس الله روحه:

1 ـ ولدتُ قبل ظهر يوم الخميس نصف محرّم سنة تسع وثمانين وخمسمائة، في بلدة الحلّة السيفيّة(4).

2 ـ أخرجني الله جلّ جلاله إلى الوجود الحاضر بفضله الباهر على سبيل

____________

(1) كشف المحجة: 40.

(2) كشف المحجة: 42.

(3) كشف المحجة: 42.

(4) كشف المحجة: 44.


الصفحة 7
الاكرام في دولة الاسلام، التي هي أشرف دول الايام، بعد أن أشرقت بجدّي محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله أنوار شموسها...(1).

3 ـ ثمّ جعل الله جلّ جلاله إخراجي إلى هذا الوجود بين آباء ظافرين من العقائد بمراد المعبود، وفي بلد منشأ أهله من الفرقة الناجية، ويقرب من أعلام تعظيم المشاهد المعظّمة السامية(2).

زواج ابن طاووس:

قال ابن طاووس (رحمه الله):

1 ـ ثمّ اتفق إيثار والديّ ـ قدّس الله أرواحهما ونوّر ضريحيهما ـ لتزويجي، كما شرحته في كتاب «البهجة لثمرة المهجة»، كنتُ كارهاً لذلك الاتصال خوفاً من أن يشغلني عن صواب الاعمال، واقتضى ذلك صحبته لمن اتصلت إليهم، ثمّ دخل بعضهم في الولاية، ثمّ اجتهدت به أن يتركها وتوصلت معه مثلاً بكلّ آية، حتّى كدت أن أبلغ النهاية، فلم يوافق على الاعتزال، فأدّى ذلك إلى فراقه وكراهة المجاورة لهم في بلد الحلّة، وقطعت ما جرى به عادة الناس من الاشتغال بالاقوال، وتوجّهت إلى مشهد مولانا الكاظم (عليه السلام) وأقمت به حتّى اقتضت الاستخارة التزويج بصاحبتي زهراء خاتون بنت الوزير ناصر بن مهدي رضوان الله عليها وعليه، وأوجب ذلك طول الاستيطان ببغداد وهي محلّ حبائل الشيطان(3).

____________

(1) كشف المحجة: 42.

(2) كشف المحجة: 43.

(3) كشف المحجة: 166.


الصفحة 8

الصفحة 9

أولاد ابن طاووس:

محمّد

قال ابن طاووس (قدس سره):

1 ـ وكان ولدي محمد... ولد بعد مضيّ ساعتين وخمس دقائق من يوم الثلاثاء تاسع محرّم سنة ثلاث وأربعين وستمائة، ببلدة الحلّة(1).

2 ـ وإذا وصلت إلى الوقت الذي يشرّفك الله جلّ جلاله يا ولدي محمد بكمال العقل... فليكن ذلك الوقت عندك مؤرّخاً محفوظاً من أفضل أوقات الاعياد، وكلّما أوصلك عمرك المبارك إليه في سنة من السنين فجدّد شكراً وصدقات وخدمات لواهب العقل الدالّ لك على شرف الدنيا والمعاد....

وإن بقيتُ حيّاً على ما عوّدني الله جلّ جلاله من رحمته وعنايته، فإنّني أجعل يوم تشريفك بالتكليف عيداً، أتصدّق فيه بمائة وخمسين ديناراً، عن كلّ سنة بعشرة دنانير، إن كان بلوغك بالسنين، واشتغل بذلك في خدمته...(2).

3 ـ وممّا أرجو به حسن توفيق الله جلّ جلاله لك يا ولدي محمد وعنايته بك: أنّني وجدته جلّ جلاله قد ألهمك الفطام من مرضعتك من غير أن نكلّفك نحن ذلك أو نمنعك من دايتك.

ووجدته قد ألهمك طلب طريق الاستاذ لتعليم الخط والكتابة، فرجوت من رحمته ورأفته أن يكمّل لك شرف الاجابة والانابة(3).

4 ـ... وقد رأيتُ طالعك [يا ولدي محمد] الميمون المبارك يتضمن أنّك

____________

(1) كشف المحجة: 44.

(2) كشف المحجة: 142.

(3) كشف المحجة: 184.


الصفحة 10
تعلم ما يكتب بالاقلام، ويزيدك الله جلّ جلاله في الالهام والافهام، وأرجو من رحمته وعنايته تصديق ما رأيت وتمام ما تمنّيت...(1).

5 ـ فاذكرني يا ولدي [في الحج] بين يديه، فقد ذكرتك والله جلّ جلاله عظيماً، وسلّمتك من يدي إليه، ولا عرفت ولا سمعت أنّ والداً كرّر وأكثر من التضرّع إلى الله جلّ جلاله لاجل ولد يعزّ عليه أبلغ ممّا خاطبت في طلبك قبل وجودك، وفي مهمّاتك للدنيا والاخرة بعد وجودك، ولما تحتاج إليه ولاجل إقباله عليك وإقبالك عليه وقدومك عليه(2).

6 ـ واعلم يا ولدي محمد... أنّني كنت لمّا بلغني ولادتك بمشهد الحسين (عليه السلام) في زيارة عاشوراء، إلاّ أنك ولدت بطالع السعد والاقبال يوم تاسع محرّم سنة ثلاث وأربعين وستمائة يوم الثلاثاء بعد مضيّ ساعتين وخمس دقائق من ذلك النهار...، فقمت بين يدي الله جلّ جلاله مقام الذلّ والانكسار والشكر لما شرّفني به من ولادتك من المسار والمبار، وجعلتك بأمر الله جلّ جلاله عبد مولانا المهدي (عليه السلام) ومتعلّقاً عليه، وقد احتجنا كم مرّة عند حوادث حدثت لك إليه، ورأيناه في عدّة مقامات في منامات وقد تولّى قضاء حوائجك بإنعام عظيم في حقّنا وحقّك لا يبلغ وصفي إليه(3).

7 ـ مصحف... خاتم، وقفناه على ولدي محمد...(4).

8 ـ مصحف لطيف يصلح للتقليد، وهبته لولدي محمد وهو طفل...(5)

____________

(1) كشف المحجة: 193.

(2) كشف المحجة: 201.

(3) كشف المحجة: 208 ـ 209.

(4) سعد السعود: 51.

(5) سعد السعود: 55.


الصفحة 11
9 ـ مصحف آخر لطيف كنت وهبته لولدي محمد...(1).

10 ـ مصحف لطيف شريف، قلّدته لولدي محمد لمّا انحدر معي إلى سوراء، وقفته عليه...(2).

11 ـ مصحف لطيف شريف... وهبته لولدي محمد وهو في المهد...(3).

12 ـ مصحف لطيف للتقليد... وقفته يكون بيدي في حياتي ولولدي محمد بعد مماتي...(4).

عليّ

قال ابن طاووس رضوان الله عليه:

1 ـ وكان ولدي عليّ... ولد بعد مضيّ ثانيتين وست عشرة دقيقة من يوم الجمعة ثامن محرّم سنة سبع وأربعين وستمائة، بمشهد مولانا عليّ صلوات الله عليه(5).

2 ـ مصحف شريف خاتم وقفناه على ولدي علي...(6).

____________

(1) سعد السعود: 55.

(2) سعد السعود: 59.

(3) سعد السعود: 56.

(4) سعد السعود: 58.

(5) كشف المحجّة: 44.

(6) سعد السعود: 53.


الصفحة 12
3 ـ مصحف لطيف يصلح للتقليد وقفته على ولدي علي...(1).

شرف الاشراف

قال ابن طاووس رفع الله في درجته:

1 ـ ابنتي الحافظة لكتاب الله المجيد شرف الاشراف، حفظته وعمرها اثنا عشر سنة(2).

2 ـ... مصحف معظم مكمّل أربعة أجزاء، وقفناه على ابنتي... شرف الاشراف...(3).

3 ـ واعلم [يا ولدي محمد] أنّي أحضرت أختك شرف الاشراف قبل بلوغها بقليل، وشرحت لها ما احتمله من حالها من تشريف الله جلّ جلاله لها بالاذن لها في خدمته جلّ جلاله بالكثير والقليل، وقد ذكرت الحال في كتاب «البهجة لثمرة المهجة»(4).

فاطمة

قال ابن طاووس (رحمه الله):

1 ـ ابنتي الحافظة للقرآن الكريم فاطمة، حفظته وعمرها دون تسع سنين(5).

____________

(1) سعد السعود: 57.

(2) سعد السعود: 53.

(3) سعد السعود: 53.

(4) كشف المحجة: 142.

(5) سعد السعود: 54.


الصفحة 13
2 ـ مصحف معظّم تام أربعة أجزاء، وقفته على ابنتي... فاطمة...(1).

إجازة ابن طاووس بالرواية لذرّيته:

قال ابن طاووس (قدس سره):

1 ـ وقد أذنت وأجزت ما رويته لك [يا ولدي محمد] ولاخوانك أن يرووا عنّي جميع ما رويته، أو صنّفته من سائر الكتب والروايات، وإن جاز الاذن لمن عساه يولد من الذكور والبنات بعد هذه الاوقات، فقد أذنت لهم أيضاً في الرواية عنّي لكلّ ما أذنت لكم في روايته، نشراً لتعظيم الله ورسالته وشكراً لنعمته(2).

نشأة ابن طاووس العلمية:

قال ابن طاووس (قدس سره):

1 ـ أول ما نشأت بين جدّي ورّام ووالدي قدّس الله أرواحهم وكمّل فلاحهم، وكانوا دعاة إلى الله جلّ جلاله وطالبين له جلّ جلاله، فألهمني الله جلّ جلاله سلوك سبيلهم واتباع دليلهم، وكنت عزيزاً عليهم، وما أحوجني الله جلّ جلاله بإحسانه إليّ وإليهم ما جرت عليه عادة الصبيان من تأديب لي منهم أو من أستاذ بسبب من أسباب الهوان.

وتعلّمت الخط والعربية، وقرأت في علم الشريعة المحمّدية (صلى الله عليه وآله)... وقرأتُ كتباً في أصول الدين(3).

2 ـ واعلم يا ولدي محمد ومَن يقف على هذا الكتاب: أنني ما قلت هذا

____________

(1) سعد السعود: 54.

(2) كشف المحجة: 84.

(3) كشف المحجة: 164.


الصفحة 14
جهلاً بعلم الكلام وما فيه من السؤال والجواب، بل قد عرفت ما كنت أحتاج إلى معرفته منه، وقرأتُ منه كتباً، ثمّ رأيت ما أغنى عنه، وقد ذكرت في كتاب «البهجة لثمرة المهجة» كيف اشتغلت فيه، وعلى مَن اشتغلت في معانيه، وما الذي صرفني عن ضياع عمري في موافقة طالبيه(1).

3 ـ وإنّي لاعلم أنّني اشتغلت فيه [الفقه] مدّة سنتين ونصف على التقريب والتقدير، وما بقيت أحتاج إلى ما في أيدي الناس لا قليل ولا كثير، وكلّما اشتغلت بعد ذلك فيه ما كان لي حاجة إليه إلاّ لحسن الصحبة والانس والتفريع فيما لا ضرورة إليه...(2).

4 ـ فانّني اشتغلت بعلم الفقه، وقد سبقني جماعة إلى تعليمه بعدة سنين، فحفظت في نحو سنة ما كان عندهم، وفضلتُ عليهم بعد ذلك بعناية رب العالمين ورحمته لمن يريد جلّ جلاله من ذرّية جدّك سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله).

وقد كنت قد ابتدأت بحفظ «الجمل والعقود» وقصدتُ معرفة ما فيه بغاية المجهود، وكانوا الذين قد سبقوني ما لاحدهم إلاّ الكتاب الذي يشتغل فيه، وكان لي عدّة كتب في الفقه من كتب جدّي ورّام بن أبي فراس قدّس الله سرّه وزاده من مراضيه، انتقلت إليّ من والدتي رضي الله عنها بأسباب شرعية في حياتها، وهي من بقايا ما تفضل الله جلّ جلاله به منها.

فصرت أطالع بالليل كلّ شيء يقرأ فيه الجماعة الذين تقدموني بالسنين، وأنظر كلّما قاله مصنّف عندي، وأعرف ما بينهم من الخلاف على عادة المصنّفين، وإذا حضرت مع التلامذة بالنهار أعرف ما لا يعرفون وأناظرهم وأنشط

____________

(1) كشف المحجة: 59.

(2) كشف المحجة: 185.


الصفحة 15
في القراءة بسرور الاستظهار.

وفرغت من «الجمل والعقود» وقرأت «النهاية»، فلمّا فرغت من الجزء الاول منها استظهرت على العلم بالفقه، حتّى كتب شيخي محمد بن نماخطّه على الجزء الاول ـ وهو عندي الان ـ بما جرت عادته يكتبه على كتابي من شهادته في إجازته بأمور من الثناء عليّ، أنّزه قلبي عنها، لانّه لا يليق ذكر ثنائي على اجتهادي....

فقرأت الجزء الثاني من «النهاية» أيضاً، ومن كتاب «المبسوط» وقد استغنيت عن القراءة بالكلّية.

وقرأت بعد ذلك كتباً لجماعة بغير شرح، بل للرواية المرضية، وسمعت ما يطول ذكر تفصيله، وخط مَن سمعت منه وقرأت عليه في إجازات وعلى مجلدات...(1).

مشايخ ابن طاووس:

1) حسين بن أحمد السوراوي:

قال ابن طاووس (قدس سره):

1 ـ... أخبرني به جماعة من الثقات منهم الشيخ حسين بن أحمد السوراوي، إجازة في جمادى الاخرى سنة تسع وستمائة(2).

2 ـ أخبرني جماعة، منهم: الشيخ الصالح حسين بن أحمد السوراوي، في

____________

(1) كشف المحجة: 187 ـ 188.

(2) فلاح السائل: 14.


الصفحة 16
شهر جمادى الاخرة، سنة تسع وستمائة(1).

3 ـ... أخبرني به الشيخ العالم حسين بن أحمد السوراوي...(2).

4 ـ وأخبرني بذلك الشيخ الصالح حسين بن أحمد السوراوي إجازة في جمادى الاخرة سنة سبع وستمائة...(3).

5 ـ أخبرني الشيخ حسين بن أحمد السوراوي (رحمه الله) في شهر جمادى الاخرة سنة تسع وستمائة...(4).

2) محمد بن نما:

قال ابن طاووس (قدس سره):

1 ـ وأخبرني شيخي محمد بن نما، فيما أجازه لي من كلّ ما رواه لمّا كنت أقرأ عليه في الفقه(5).

2 ـ وأخبرني شيخي الفقيه محمد بن نما جزاه الله جلّ جلاله خير الجزاء(6) (7).

____________

(1) الدروع الواقية: 77 و 267.

(2) الاقبال: 773.

(3) اليقين: 280.

(4) جمال الاسبوع: 23.

(5) الدروع الواقية: 77.

(6) فتح الابواب: 131.

(7) وراجع موارد روايته عن محمد بن نما في: فتح الابواب: 134 و 135 و 136 و 137 و 138 و 141 و 143 و 147 و 181 و 187 و 188 و 196 و 232 و 233 و 235 و 236 و 237 و 238 و 240 و 249 و 251 و 253 و 255 و 257 و 260 و 267 و 271.


الصفحة 17
3 ـ وفرغت من «الجمل والعقود» وقرأت «النهاية»، فلمّا فرغت من الجزء الاول منها استظهرت على العلم بالفقه، حتّى كتب شيخي محمد بن نما خطه على الجزء الاول ـ وهو عندي الان ـ بما جرت عادته يكتبه على كتابى من شهادته في إجازته بأمور من الثناء عليّ، أنّزه قلبي عنها، لانّه لا يليق ذكر ثنائي على اجتهادي، بل الثناء الحق لله جلّ جلاله مالك دنياي ومعادي...(1).

4 ـ فإنني سمعت على شيخنا محمد بن نما من الكتب التي قرأها غيري من التلامذة والعلماء وعلى غيره من قرأت عليه في علم الكلام والعربية واللغة ما يدخل تفصيله تحت روايات وإجازات الشيوخ الذين يأتي ذكرهم، وربما كان منهم مخالف اقتضت الرواية عنه مصلحة المؤالف(2).

3) حسن بن الدربي:

قال ابن طاووس (قدس سره):

1 ـ وأخبرني الشيخ الزاهد حسن بن الدربي (رحمه الله)، فيما أجازه لي من كلّ ما رواه أو سمعه أو أنشأه أو قرأه(3).

(4) فخار بن معد:

قال ابن طاووس (قدس سره):

1 ـ وأخبرني السيد الفاضل فخار بن معد الموسوي (رحمه الله)، فيما أجازه لي من جميع ما يرويه(4).

____________

(1) كشف المحجة: 188.

(2) الاجازات: 43.

(3) الدروع الواقعية: 78.

(4) الدروع الواقية: 78.


الصفحة 18
2 ـ رويناه من طرق كثيرة... منها عن السيّد السعيد فخار بن معد الموسوي(1).

5) علي بن يحيى الحناط الحلّي:

قال ابن طاووس (قدس سره):

1 ـ وأخبرني الشيخ علي بن يحيى الحناط (الخياط)، إجازة تاريخها شهر ربيع الاول، سنة تسع وستمائة، بالحلّة(2).

2 ـ وأخبرني بذلك أيضاً الشيخ علي بن يحيى الحافظ إجازة تاريخها شهر ربيع الاول سنة تسع وستمائة... (3).

3 ـ وأخبرني الشيخ علي بن يحيى الخياط (رحمه الله) إجازة تاريخها شهر ربيع الاول سنة تسع وستمائة...(4).

4 ـ ومن طرقي ما أخبرني به الشيخ علي بن يحيى الخياط الحلي، إجازة تاريخها شهر ربيع الاول سنة تسع وستمائة(5).

6) أسعد بن عبد القاهر:

قال ابن طاووس (قدس سره):

____________

(1) اليقين: 183.

(2) الدروع الواقية: 78 و 267.

(3) اليقين: 280.

(4) جمال الاسبوع: 23.

(5) فلاح السائل: 14.


الصفحة 19
1 ـ وأخبرني الشيخ أسعد بن عبد القاهر الاصفهاني، في مسكني بالجانب الشرقي من دار السلام، في صفر، سنة خمس وثلاثين وستمائة(1).

2 ـ فمن ذلك ما أخبرني به الشيخ... الاوحد الملقّب عماد الدين أسعد بن عبد القاهر الاصفهاني(2).

3 ـ وهذا الكتاب [تأويل ما نزل] أرويه بعدّة طرق، منها: عن الشيخ الفاضل أسعد بن عبد القاهر المعروف جدّه بسفرويه الاصفهاني، حدّثني بذلك لمّا ورد إلى بغداد في صفر سنة خمس وثلاثين وستمائة، بداري بالجانب الشرقي من بغداد، التي أنعم بها علينا الخليفة المستنصر ـ جزاه الله خير الجزاء ـ عند المأمونية في الدرب المعروف بدرب الحوبة (حربة خ)...(3).

4 ـ رويناه من كتاب «رسخ الولاء في شرح الدعاء» تأليف الحافظ أسعد بن عبد القاهر الاصبهاني، وهو أحد الشيوخ الذين روينا عنهم، وصل إلى بغداد في سنة خمس وثلاثين، وحضر عندي في داري في الجانب الشرقي عند المأمونية في درب البدريّين(4).

5 ـ أخبرني الشيخ أسعد بن عبد القاهر بن أسعد بن محمد بن هبة الله بن حمزة المعروف مسفروه؟ الاصفهاني في مسكني بالجانب الشرقي من بغداد في سفر سنة خمس وثلاثين وستمائة(5).

____________

(1) الدروع الواقية: 78 و 267.

(2) الاقبال: 773.

(3) اليقين: 279 ـ 280.

(4) اليقين: 473.

(5) جمال الاسبوع: 169 ـ 170.


الصفحة 20
6 ـ... فمن ذلك بإسنادي المقدّم ذكره إلى أسعد بن عبد القاهر الاصفهاني...(1).

7 ـ وأخبرني شيخي العالم أسعد بن عبد القاهر بن أسعد بن محمد بن هبة الله بن حمزة المعروف بشفروة الاصفهاني(2)(3).

8 ـ أخبرني به الشيخ الفاضل أسعد بن عبد القاهر الاصفهاني، في مسكني بالجانب الشرقي من بغداد، في صفر سنة خمس وثلاثين وستمائة...(4).

9 ـ ومن طرقي في الرواية ما أخبرني به الشيخ الفاضل أسعد بن عبد القاهر الاصفهاني في مسكني بالجانب الشرقي من بغداد، الذي أسكنني بها الخليفة المستنصر... في صفر سنة خمس وثلاثين وستمائة(5).

7) محمد بن النجار:

قال ابن طاووس (قدس سره):

1 ـ أخبرني به الشيخ محمد بن النجار، شيخ المحدّثين بالمدرسة المستنصرية ببغداد، فيما أجازه لي من كتاب تذييله على تاريخ أحمد بن ثابت صاحب تاريخ بغداد المعروف بالخطيب(6).

____________

(1) جمال الاسبوع: 172.

(2) فتح الابواب: 131.

(3) وراجع موارد روايته عن أسعد في: فتح الابواب: 134 و 135 و 136 و 137 و 138 و 141 و 143 و 147 و 174 و 181 و 187 و 188 و 196 و 232 و 233 و 235 و 236 و 237 و 238 و 240 و 249 و 251 و 253 و 255 و 257 و 260 و 267 و 271.

(4) سعد السعود: 455.

(5) فلاح السائل: 15.

(6) الاقبال: 62.


الصفحة 21
2 ـ ورويناه أيضاً عن المحدّث بالمستنصرية ابن النجار(1).

3 ـ وأما روايتي للاستخارة على العموم من طريق الجمهور: فهو ما أخبرني به الشيخ محمد بن محمود النجار، المحدّث بالمدرسة المستنصرية، فيما أجازه لي ببغداد في ذي القعدة من سنة ثلاث وثلاثين وستمائة من سائر ما يرويه...(2).

8) موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن الطاوس:

قال ابن طاووس (قدس سره):

1 ـ فيما نذكره من الدعاء أول يوم من شهر رمضان خاصّة، فمن ذلك ما رويته عن والدي قدّس الله روحه ونوّر ضريحه فيما قرأته عليه من كتاب المقنعة...(3)(4).

9) جبرائيل بن أحمد السوراوي:

قال ابن طاووس (قدس سره):

1 ـ... ما وجدناه بخط جبرئيل بن أحمد السوراوي (رحمه الله)، ونحن نروي عنه كلّما رواه...(5).

____________

(1) سعد السعود: 148.

(2) فتح الابواب: 149.

(3) الاقبال: 361.

(4) وراجع موارد روايته عن والده: فتح الابواب: 129 و 130 و 137 و 187.

(5) فلاح السائل: 269.


الصفحة 22

10) بدر بن يعقوب:

قال ابن طاووس (قدس سره):

1 ـ وحدّثني بدر بن يعقوب المقرئ الاعجمي رضوان الله عليه، بمشهد الكاظم صلوات الله عليه(1).

11) صفي الدين محمد بن معد بن علي الموسوي:

قال ابن طاووس (قدس سره):

1 ـ روينا ذلك عن الفقيه الصفي محمد بن معد في العشر الاخير من صفر سنة عشرة وستمائة...(2).

12) كمال الدين حيدر بن محمد بن زيد الحسيني:

قال ابن طاووس (رحمه الله):

1 ـ أخبرني السيد الامام العالم الزاهد العابد كمال الدين شرف الاسلام ربّ الفصاحة سيد العلماء حيدر بن محمد بن زيد بن محمد بن عبدالله الحسيني قدّس الله روحه ونوّر ضريحه، قراءة عليه في السبت سادس عشر جمادى الاخرة من سنة عشرين وستمائة(3).

____________

(1) فتح الابواب: 278.

(2) اليقين: 468.

(3) اليقين: 485.


الصفحة 23

13) علي بن الحسين بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن محمد أبو الحسن العلوي الجواني:

قال ابن طاووس (قدس سره):

1 ـ... ما رواه أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن محمد العلوي الجوّاني، في كتابه إلينا...(1).

ابن طاووس والامام الحجّة (عليه السلام):

قال ابن طاووس (قدس سره):

1 ـ وكنتُ أنا بسرّ مَن رأى، فسمعتُ سحراً دعاءه (عليه السلام)، فحفظت منه من الدعاء لمن ذكره من الاحياء والاموات: وأبقهم ـ أو قال: وأحيهم ـ في عزّنا وملكنا وسلطاننا ودولتنا.

وكان ذلك في ليلة الاربعاء، ثالث عشر ذي القعدة، سنة ثمان وثلاثين وستمائة هجرية(2).

2 ـ وتفضل الله ومولانا المهدي صلوات الله عليه، عليّ، وإليّ، بآيات باهرة له صلوات الله وسلامه عليه.

أقول: ومنها:

... كنت توجّهت أنا وأخي الصالح محمد بن محمد بن محمد القاضي الاولي ـ ضاعف الله سعادته وشرّف خاتمته ـ من الحلّة إلى مشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، في يوم الثلاثاء سابع عشر جمادى الاخرة سنة إحدى وأربعين وستمائة، فاختار الله لنا المبيت في مسجد بالقرية التي تسمّى دررة؟ بناء سنجار، وبات أصحابنا ودوابنا في القرية، وتوجّهنا منها أوائل نهار يوم الاربعاء ثامن عشر الشهر المذكور، فوصلنا إلى مشهد مولانا

____________

(1) فلاح السائل: 246.

(2) مهج الدعوات: 353.


الصفحة 24
عليّ صلوات الله وسلامه عليه قبل ظهر يوم الاربعاء المذكور، فزرنا، وجاء الليل ليلة الخميس تاسع عشر جمادى الاخرة المذكورة، فوجدت من نفسي إقبالاً على الله وحضوراً وخيراً كثيراً، فشاهدت ما يدلّ على القبول والعناية والرأفة وبلوغ المأمول والضيافة.

فحدّثني أخي الصالح محمد بن محمد بن محمد الاوي ـ ضاعف الله سعادته ـ أنّه رأى في تلك الليلة في منامه: كأنّ في يدي لقمة وأنا أقول له: هذه من فم مولانا المهديّ صلوات الله عليه، وقد أعطيته بعضها.

فلمّا كان سحر تلك الليلة، كنت على ما تفضّل الله به من نافلة الليل، فلمّا أصبحنا نهار الخميس المذكور، دخلت الحضرة ـ حضرة مولانا عليّ صلوات الله وسلامه عليه ـ على عادتي، فورد عليّ من فضل الله وإقباله والمكاشفة ماكدت أن أسقط إلى الارض، ورجفت أعضائي وأقدامي وارتعدتُ رعدة هائلة على عوائد فضله عندي وعنايته إليّ وما أراني من تبره لي ورفدي، وأشرفت على القناد مفارقة دار العناد والانتقال إلى دار البقاء، حتّى حضر الجمّال محمد بن كتيلة وأنا في تلك الحال، فسلّم عليّ فعجزت عن مشاهدته وعن النظر إليه وإلى غيره، وما تحقّقته، بل سألت عنه بعد ذلك فعرّفوني به تحقيقاً.

وتجدّدت في تلك الزيارة مكاشفات جليلة وبشارات جميلة(1).

3 ـ وحدّثني أخي الصالح محمد بن محمد بن محمد الاوي ـ ضاعف الله سعادته ـ بعدّة بشارات رآها لي، منها:

أنّه رأى كأن شخصاً يقصّ عليه في المنام مناماً ويقول له: قد رأيت كأنّ فلاناً ـ عنّي، وكأنّني كنت حاضراً لمّا كان المنام يقصّ عليه ـ راكباً فرساً، وأنت ـ يعني أخي الصالح الاوي ـ وفارسان آخران، وقد صعدتم جميعاً إلى السماء، قال:

____________

(1) رسالة عدم مضايقة الفوائت: 348 ـ 349 (نشرة تراثنا، العدد 7 ـ 8).


الصفحة 25
فقلت له: أنت تدري أحد الفارسين مَن هو؟ فقال صاحب المنام في حال النوم: لا أدري، فقلت أنت يعني ذلك مولانا المهدي صلوات الله وسلامه عليه(1).

4 ـ وتوجّهنا من هناك لزيارة أول رجب بالحلّة، فوصلنا ليلة الجمعة سابع عشر من جمادى الاخرة، بحسب الاستخارة، فعرّفني حسن البقلي يوم الجمعة المذكور: أنّ شخصاً فيه صلاح يقال له عبد المحسن من أهل السواد قد حضر بالحلّة وذكر أنّه قد لقيه مولانا المهدي صلوات الله وسلامه عليه ظاهراً في اليقظة، وقد أرسله إلى عندي برسالة.

فنفذت قاصداً، وهو محفوظ بن فراء، فحضرا ليلة السبت ثامن عشرين جمادى الاخرة المقدّم ذكرها، فخلوت بهذا الشيخ عبد المحسن، فعرفته وهو رجل صالح لا تشك النفس في حديثه ومستغن عنّا، فسألته؟ فذكر:

أنّ أصله من حصن بشير، وأنّه انتقل إلى الدولاب الذي بحذاء المحولة المعروفة بالمجاهدية ويعرف الدولاب بابن أبي الحسن، وأنّه مقيم هناك وليس له عمل بالدولاب ولا زرع ولكنّه تاجر في شراء غلاّت وغيرها، وأنّه كان قد ابتاع غلّة من ديوان أبي السرايا وجاء ليقبضها وبات عند المعيدية في الموضع المعروف بالمحر، فلمّا كان وقت السحر كره استعمال ماء المعيدية، فخرج يقصد النهر والنهر في جهة المشرق، فما أحسّ بنفسه إلاّ وهو عند تلّ السلام في طريق مشهد الحسين (عليه السلام) في جهة المغرب.

وكان ذلك ليلة الخميس تاسع عشر جمادى الاخرة من سنة إحدى وأربعين وستمائة، التي تقدّم شرح بعض ما تفضّل الله عليّ فيها وفي نهارها في خدمة مولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه.

قال: فجلست أريق ماءً، وإذا بفارس عندي ما سمعت له حسّاً ولا وجدت

____________

(1) رسالة عدم مضايقة الفوائت: 349.


الصفحة 26
لفرسه حركة ولا صوتاً، وكان القمر طالعاً ولكن كان الضباب كثيراً.

فسألته عن الفارس وفرسه؟ فقال: كان لون فرسه صديّاً، وعليه ثياب بيض، ومتحنك بعمامة، ومتقلّد بسيفه.

فقال الفارس لهذا الشيخ عبد المحسن: كيف وقت الناس؟

قال عبد المحسن: فظننت أنّه يسأل عن ذلك الوقت، قال: فقلت: الدنيا عليها ضباب وغبرة.

فقال: ما سألتك عن هذا، أنا أسألك عن حال الناس؟

قال: فقلت: الناس طيّبون مرخصون آمنون في أوطانهم وعلى أموالهم.

فقال: تمضي إلى ابن طاووس وتقول له: كذا وكذا.

وذكر لي ما قال لي صلوات الله وسلامه عليه.

ثمّ قال عنه (عليه السلام): فالوقت قد دنى، فالوقت قد دنى.

قال عبد المحسن: فوقع في قلبي وعرفت نفسي أنه مولانا صاحب الزمان، فوقعت على وجهي وبقيت كذلك مغشيّاً عليّ إلى أن طلع الصبح.

قلت له: فمن أين عرفت أنه قصد ابن طاووس عنّي؟

قال: ما أعرف من بني طاووس إلاّ أنت، وما وقع في قلبي إلاّ أنّه قصد بالرسالة إليك.

قلت: فأيّ شيء فهمت بقوله صلوات الله عليه: فالوقت قد دنا؟ هل قصد وفاتي قد دنت؟ أم قد دنا وقت ظهوره صلوات الله عليه؟

فقال: بل قد دنا وقت ظهوره صلوات الله عليه.

قال: فتوجهت ذلك اليوم إلى مشهد الحسين (عليه السلام)، وعزمت أنّني ألزم بيتي مدّة حياتي أعبد الله تعالى، وندمت كيف ما سألته (عليه السلام) عن أشياء كنت أشتهي أن أسأله عنها.