الصفحة 81
في الجنة وأكله من الشجرة، وذكر حديث إخراجه من الجنة وهبوط آدم بأرض(1) الهند على جبل اسمه باسم(2) على واد اسمه نهيل بين الدهنج والمندل بلدي الهند وهبطت حواء بجدّة ومعاتبة(3) الله جلّ جلاله لهما.

[18] فصل:

فيما نذكره من ثاني قائمة من سابع كراس، فقال ما هذا لفظ ما وجدناه:

وقد بتّما ليلتكما هذه(4) لا يعرف أحدكما مكان صاحبه، وأنتما بعيني وحفظي أنا جامع بينكما في عافية، وأنّ أفضل أوقات الصلاة(5) الوقت الّذي أدخلتك وزوجتك(6) الجنة عند زوال الشمس فسبّحتماني فيها فكتبتها صلاة وسمّيتها لذلك الاُولى وكانت في أفضل الايام يوم الجمعة، ثمّ أهبطتكما إلى الارض(7) وقت العصر فسبّحتماني فيها فكتبتها لكما أيضاً صلاة وسمّيتها لذلك

____________

(1) ض: رياض.

(2) ع: ناسل، وفي حاشية ع: باسل.

(3) ض. ب: ومعاينة.

(4) حاشية ع: هذه في أرض.

(5) ب. حاشية ض: العباد، وفي موضع آخر من ب: العبادة، ط: الصلاة للعباد.

(6) حاشية ع: أدخلتك فيه وزوجك.

(7) حاشية ع: ثمّ أهبط بكما إلى الارض وقد انعصرتما بالعرق.


الصفحة 82
بصلاة العصر، ثمّ غابت الشمس فصلّيت لي فيها فسمّيتها صلاة المغرب، ثمّ صلّيت(1) لي حين غاب الشفق فسمّيتها صلاة العشاء.

ثمّ قال ما هذا لفظه:

وقد فرضتُ عليك وعلى نسلك في كلّ يوم وليلة خمسين ركعة فيها مائة سجدة فصلّها يا آدم أكتب لك ولمن صلاّها من نسلك ألفين وخمسمائة صلاة، وهذا شهر نيسان المبارك فصمه لي، فصام آدم ثلاثة أيام من شهر نيسان.

ثمّ ذكر حديث فطوره، وحديث حجّ آدم (عليه السلام) إلى الكعبة، وما أمره الله به من بناء الكعبة، وسؤال الملائكة أن يشركها معه، وأنّه قال: الامر إلى الله، فشركها الله جلّ جلاله معه.

[19] فصل:

فيما نذكره من سابع قائمة من الكراس السابع بلفظه:

ونادت الجبال: يا آدم اجعل لنا في بناء قواعد بيت الله نصيباً.

فقال: ما لي فيه من أمر الامر إلى ربّ البيت يشرك فيه من أحبّ.

فأذن الله للجبال(2) بذلك، فابتدر كلّ جبل منها بحجارة منه، وكان أول جبل شقّ(3) بحجارة منها(4) أبو قبيس

____________

(1) ض. ط: جلست.

(2) ض. ط: للمختار.

(3) ع: سبق.

(4) حاشية ع: بحجر منه.


الصفحة 83
لقربه منه، ثمّ حراء، ثمّ طور دينا، ثمّ ثور، ثمّ ثبير، ثمّ ورقان، ثمّ حمون، ثمّ صيرار، ثمّ أُحد، ثمّ طور سيناء، ثمّ لبنان، ثمّ الجودي، وأمر الله آدم أن يأخذ من كلّ جبل حجراً فيضعه في الاساس ففعل.

ثمّ ذكر شرح حجّ آدم (عليه السلام)، واجتماعه بحواء (عليها السلام)، وقبول توبتهما، وحديث هابيل وقابيل وأولاد آدم وأولادهم مائة وعشرين بطناً في سبعمائة سنة من عمره، وحديث وصيّته إلى شيث بعد قتل هابيل.

[20] فصل:

فيما نذكره من ثاني صفحة من القائمة الاولى من عاشر كراس بلفظه:

حتّى إذا كان الثلث الاخير من الليل ليلة الجمعة لسبع وعشرين خلت من شهر رمضان، أنزل الله عليه كتاباً بالسريانية، وقطع الحروف في إحدى وعشرين ورقة، وهو أول كتاب أنزله الله في الدنيا، حذا(1) الله عليه الالسن كلّها، فكان فيه ألف ألف(2) لسان لا يفهم فيه أهل لسان عن أهل لسان حرفاً واحداً بغير تعليم، فيه دلائل الله وفروضه(3) وأحكامه وشرائعه وسننه وحدوده.

____________

(1) ب: أنزل.

(2) حاشية ع: لغة ألف ألف.

(3) حاشية ع: وفرائضه.


الصفحة 84
ثمّ ذكر بقاء آدم في الدنيا، ومرضه عشرة أيّام بالحمّى، ووفاته يوم الجمعة لاحدى عشر يوماً خلت من المحرم، وصفة غسله وتكفينه ودفنه في غار في جبل أبي قبيس ووجهه إلى الكعبة، وأنّ عمر آدم كان من وقت نفخ الروح فيه وإلى حين وفاته(1)(عليه السلام) ألف سنة وثلاثين، وأنّ حواء (عليها السلام) ما بقيت بعده إلاّ سنة، ثمّ مرضت خمسة عشر يوماً ثمّ توفيت، وذكر تغسيلها وتكفينها ودفنها إلى جانب آدم (عليهما السلام).

[21] فصل:

فيما نذكره من القائمة العاشرة من حادي عشر كرّاس بلفظه:

ونبّأ الله شيثاً، وأنزل عليه خمسين صحيفة فيها دلائل الله وفرائضه وأحكامه وسننه وشرائعه وحدوده، فأقام بمكة يتلو تلك الصحف على بني آدم ويعلّمها ويعبد الله ويعمر الكعبة فيعتمر في كلّ شهر ويحجّ في أوان الحجّ، حتّى تمّ له تسعمائة سنة واثنا عشر سنة، فمرض، فدعا ابنه أنوش(2)، فأوصى إليه وأمره بتقوى الله، ثمّ توفي فغسله أنوش ابنه وقينان بن أنوش ومهلائيل بن قينان، فتقدم أنوش فصلّى عليه ودفنوه عن يمين آدم في غار أبي قبيس.

[22] فصل:

فيما نذكره من وصف الموت، من القائمة الثانية من

____________

(1) ب: وأنّ عمره (عليه السلام) كان من وقت نفخ فيه الروح إلى وفاته.

(2) ع. ض: أيوش، ب: أيوس، وكذا في الموارد الاتية، وما أثبتناه من ط وهو الموافق لاهم المصادر التاريخية وأقدمها.


الصفحة 85
ثاني عشر كرّاس بلفظه:

فكأنّك بالموت قد نزل، فاشتدّ أنينك، وعرق جبينك، وتقلّصت(1) شفتاك، وانكسر لسانك و يبس(2) ريقك، وعلا سوادَ عينيك بياض، وأزبد(3) فوك، واهتزّ جميع بدنك، وعالجت غصة الموت وسكرته ومرارته وزعقته، ونوديت فلم تسمع، ثمّ خرجت نفسك وصرت جيفة بين أهلك، إنّ فيك لعبرة لغيرك، فاعتبر في معاني الموت(4)، إنّ الذي نزل نازل بك لا محالة، وكلّ عمر وإن طال فعن قليل يفنى، لانّ كلّ ما هو آت قريب لوقت معلوم، فاعتبر بالموت يا من يموت، واعلم أيّها الانسان أنّ أشدّ الموت ما قبله، والموت أهون مما بعده من شدّة أهوال يوم القيامة.

ثمّ ذكر من أهوال الصيحة والفناء ويوم القيامة ومواقف الحساب والجزاء ما يعجز عن سماعه قوة الاقوياء، ولقد عجزت عن قراءته كلّه لشدة هوله، ثمّ ذكر أمّة محمد (صلى الله عليه وآله) وحديث ذرّيّته.

[23] فصل:

فيما نذكره من ذلك بلفظه:

____________

(1) من ب. حاشية ع، وفي ع. ض. ط: وتقصلت.

(2) حاشية ع: ونشف.

(3) الزبَد: لعاب أبيض على مشفر الجمل، وأكثر ما يكون في الاغتلام، وللبحر واللبن زبَد وهو ما يرتفع فوقه إذا حلبت... وتزبّد الانسان: خرج على شدقيه زبَد من الغضب. ترتيب كتاب العين: 738 زبد.

(4) حاشية ع: فاعتبر يا معاين الموت.


الصفحة 86
ثمّ يقول الله عزّوجلّ لمحمّد: يا محمّد قد أنجزتُ لك وعدي، وأتممتُ عليك نعمتي، وشفعتك فيمـا سألت لاخوانك من الانبياء والمؤمنين، وتجاوزتُ لك عن أهل التوحيد(1)، وألحقتُ بك أولياءك الّذين آمنوا بك وتولّوك بموالاتي ووالوا بذلك وليّك وعادوا عدوّك، وشفيتُ صدرك ممّن آذاني وآذاك وآذى المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا، وخلفك في عقبك وأولياءك من أهلك الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً وأولياءك من أهل بيتك ومَن اتّبعهم منهم ومن غيرهم فهم منهم ومعهم، وأعقبت(2) الذين آذوني فيك وآذوك وإيّاهم نفاقاً في قلوبهم في الدنيا إلى يوم يلقوني ولعنتهم بذلك في الدنيا وأعددتُ لهم عذاباً أليماً بما أخلفوا عهدي ونقضوا ميثاقي، فعادوك وعادوا أولياءك ووالوا عدوّك، فتمّت في الفريقين كلمة ربّك ليدخلنّ المؤمنين والمؤمنات جنّات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ويكفّر عنهم سيّئاتهم وكان ذلك عند الله فوزاً عظيماً ويعذّب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانّين بالله ظنّ السَّوْءِ عليهم دائرة السَّوْءِ وغضب الله عليهم ولعنهم وأعدّ لهم

____________

(1) ض. ط: ويجاور ذلك من أهل التوحيد.

(2) ض: وأعقب.


الصفحة 87
جهنّم وساءت مصيراً(1).

[24] فصل:

فيما نذكره من كتاب منفرد نحو أربع كراريس بقالب الثمن، وجدته في وقف المشهد المسمّى بالطاهر بالكوفة، عليه مكتوب سنن إدريس، وهو بخط عيسى(2) محرر نقله(3) من السرياني إلى العربي عن إبراهيم بن هلال بن إبراهيم بن هارون الصابئ(4) الكاتب، من الكراس الثاني من أول قائمة منه في صفحتها الثانية ما هذا لفظه:

اعلموا واستيقنوا أنّ تقوى الله هي الحكمة الكبرى والنعمة العظمى والسبب الداعي إلى الخير والفاتح لابواب الفهم والعقل(5)، لانّ الله لمّا أحبّ عباده وهب لهم العقل واختصّ أنبياءه وأولياءه بروح القدس، فكشفوا لهم عن سرائر الديانة وحقائق الحكمة، لينتهوا عن الضلال ويتبعوا الرشاد، ليتقرّر في نفوسهم أنّ الله أعظم من أن تحيط به الافكار أو تدركه الابصار أو تحصله الاوهام أو تحدّه الاحوال، وأنّه المحيط بكلّ شيء والمدبّر له كما شاء، لا يتعقّب أفعاله ولا تدرك غاياته ولا يقع عليه تحديد ولا

____________

(1) من قوله: المؤمنين والمؤمنات... إلى هنا، هو نصّ الايتين 5 و 6 من سورة الفتح رقم 48.

(2) ع: عتيق.

(3) حاشية ع: محرر يذكر نقله، ط: محرره نقله.

(4) ض: الصالي.

(5) ض. ط: والفاتح لابواب الخير والفهم والعقل.


الصفحة 88
تحصيل ولا مشار ولا اعتبار ولا نطق(1) ولا تفسير، ولا تنتهي استطاعة المخلوقين إلى معرفة ذاته ولا علم كنهه.

[25] فصل:

فيما نذكره من الكراس الثاني بلفظه، من سنن إدريس (عليه السلام)، أول وجهة في القائمة الثالثة(2):

ادعو الله في أكثر أوقاتكم متعاضدين متألّهين في دعائكم، فانّه إن يعلم منكم التظافر والتوازر يجب دعاءكم ويقضي حاجتكم ويبلغكم آمالكم ويفضي عطاياه عليكم من خزائنه التي لا تفنى.

[26] فصل:

فيما نذكره من القائمة الثانية من الوجهة الثانية من الكراس الثالث، من سنن إدريس (عليه السلام):

إذا(3) دخلتم في الصيام فطهّروا نفوسكم من كلّ دنس ونجس، وصوموا لله بقلوب خالصة صافية منزّهة(4) عن الافكار السيّئة والهواجس المنكرة فإنّ الله سيحبس القلوب اللطخة والنيات المدخولة، ومع صيام أفواهكم من المآكل فلتصم جوارحكم من المآثم، فانّ الله لا يرضى منكم أن تصوموا من المطاعم فقط لكن من المناكير كلّها والفواحش

____________

(1) ب: ولا فطن.

(2) حاشية ع: فصل فيما نذكره من أول وجهة من القائمة الثالثة من الكراس الثاني بلفظه من سنن إدريس (عليه السلام).

(3) ض. ط: إنّما إذّا.

(4) ع: متنزّهة.


الصفحة 89
بأسرها.

[27] فصل:

فيما نذكره من الوجهة الثانية من القائمة الخامسة من الكراس الثالث منها، من سنن إدريس (عليه السلام):

إذا دخلتم في الصلاة فاصرفوا لها خواطركم وأفكاركم، وادعوا الله دعاءً طاهراً متفرغاً(1)، وسلوه مصالحكم ومنافعكم بخضوع وخشوع وطاعة واستكانة، وإذا ركعتم(2) وسجدتم فأبعدوا عن نفوسكم أفكار الدنيا وهواجس السوء وأفعال الشرّ واعتقاد المكر ومآكل السحت والعدوان والاحقاد واطرحوا بينكم ذلك كلّه.

[28] فصل:

فيما نذكره من الكراس الرابع من سنن إدريس (عليه السلام)، في الوجهة الثانية من القائمة الاولى منها بلفظه:

أدّوا فرائض صلوات كلّ يوم، وهي ثلاث الغداة وعددها ثمان سور وكلّ سورتين ثلاث سجدات بثلاث تسبيحات، وعند انتصاف النهار خمس سور، وعند غروب الشمس خمس سور بسجودهنّ هذه المكتوبة عليكم(3)، ومَن زاد عليها متنفّلاً فله على الله المزيد في الثواب.

[29] فصل:

فيما نذكره من توراة وجدتها مفسّرة بالعربية، في

____________

(1) حاشية ع: متفرجاً.

(2) ض. حاشية ع. ط: بركتم.

(3) حاشية ع: عليكم دائماً.


الصفحة 90
خزانة كتب ولد جدّي(1) ورام بن أبي فراس رضوان الله عليه، عتيقة، فنسخنا منها نسخة ووقفتها، ذكر في سابع قائمة من هذه النسخة في السفر الثالث:

أنّ حياة آدم كانت تسعمائة وثلاثين سنة.

وقال محمد بن خالد البرقي (رحمه الله): إنّ عمر آدم (عليه السلام) تسعمائة سنة وست وثلاثون سنة، ذكر ذلك في كتاب المبتدأ(2) عن الصادق (عليه السلام).

وقد تقدّم في صحف إدريس (عليه السلام) أنّ عمره ألف وثلاثون سنة.

فلعلّ أحدهما قصد عدداً كان في زمانه في السنين غير الاصطلاح والعدد في زمن الاخر(3).

ثمّ ذكر في حديث نوح (عليه السلام)بعد ذلك السفر:

أنّ الطوفان بقي على وجه الارض مائة وخمسين يوماً، وأنّ الّذين كانوا معه في السفينة من الانس بنوه الثلاث سام وحام ويافث ونساؤهم، وأنّ جميع أيّام حياة نوح تسعمائة وخمسون سنة، وأنّ حياته بعد الطوفان كانت ثلثمائة وخمسين سنة.

[30] فصل:

فيما نذكره من القائمة الثانية من السفر التاسع، من حديث إبراهيم (عليه السلام)وسارة وهاجر، ووعد هاجر أنّ ولدها(4) إسماعيل

____________

(1) ومرّ في الفهرس: في خزانة كتب جدّي.

(2) ط: البلاء، ع. ض: البدء، وما أثبتناه من حاشية ع، وهو الموافق لما سيجيء بعد قليل.

(3) قوله: كان في زمانه في السنين غير الاصطلاح والعدد في الزمن الاخر، من حاشية ع.

(4) حاشية ع: ابنها.


الصفحة 91
يكون يد ولده على كلّ يد، فقال ما هذا لفظه:

وإنّ سارة امرأة إبراهيم(1) لم يكن يلد لها ولد، كانت(2)لها أمة مصرية اسمها هاجر، فقالت سارة لابراهيم: إنّ الله قد حرمني الولد فادخل على أمتي وابن بها لعلّي أتعزّا(3) بولد منها.

فسمع إبراهيم قول سارة وأطاعها.

فانطلقت سارة امرأة إبراهيم بهاجر أمتها المصرية وذلك بعد ما سكن إبراهيم أرض كنعان عشر سنين فأدخلتها على إبراهيم زوجها.

فدخل إبراهيم على هاجر فحبلت.

فلمّا رأت هاجر أنّها قد حبلت استسفهت هاجر سارة سيّدتها وهانت في عينها، فقالت سارة: يا إبراهيم أنتَ صاحبُ ظلامتي إنّما وضعتُ أمتي في حضنك فلمّا حبلت(4) هنت عليها يحكم الربّ بيني وبينك.

فقال إبراهيم لسارة امرأته: هذه أمتك مسلّمة في يدك

____________

(1) حاشية ع: سرا امرأة ابرم (في المواضع كلها).

(2) ب: لم يكن يولد لها ولد وكانت.

(3) ض: اتغرا، ط: أعثر.

(4) ض: أحبلت.


الصفحة 92
فاصنعي بها ما أحببت وحسن في عينيك(1) وسرّك ووافقك.

فأهانتها سارة سيدتها.

فهربت منها.

فلقيها ملاك الربّ على غير ماء وفي البريّة في طريق حذار فقال لها: يا هاجر(2) أمة سارة من أين أقبلت وأين تريدين؟

فقالت: أنا هاربة من سارة سيّدتي.

فقال لها ملاك الربّ: انطلقي إلى سيّدتك وتعبّدي لها(3)، ثمّ قال لها ملاك الربّ عن قول الربّ: أنا مكثر زرعك ومثمره حتّى لا يحصوا من كثرتهم، ثمّ قال لها ملاك الرب: إنّك حبلى وستلدين(4) ابناً وتدعين اسمه إسماعيل لانّ الربّ قد عرف ذلّك وخضوعك ويكون ابنك هذا وحشيّاً من(5) الناس يده على كلّ يد وسيجلّ على جميع حدود إخوته(6).

____________

(1) ض. ب: عينك.

(2) في هامش ب نقلاً عن ترجمة التوراة: فلمّا وجدها ملاك الربّ عند معين الماء في البريّة الّتي هي في طريق سور في القفر قال لها: يا هاجر.

(3) في هامش ب نقلاً عن ترجمة التوراة: واتضعي تحت يديها.

(4) ض: إنّك حبلت وستلدي.

(5) من ب، وفي ع. ض: وحشيّ من، وفي ط: حسن عند.

(6) في هامش ب نقلاً عن ترجمة التوراة: ويده ضدّ للجميع ويد الجميع ضدّه وقباله جميع إخوته ينصب المضارب.


الصفحة 93

[31] فصل:

فيما نذكره من العاشر من الوجه الاول من القائمة الثانية بلفظه:

وقال الله لابراهيم: حقّاً إنّ سارة ستلد لك ابناً وتسمّيه إسحاق(1) وأتيت العهد بينه(2) وبينه إلى الابد ولذرّيّته من بعده، وقد استجبتُ لك في إسماعيل وبرّكته(3) وكبّرته وأنميته جدّاً جدّاً يولد له إثنى عشر عظيماً وأجعله رئيساً لشعب عظيم.

[32] فصل:

فيما نذكره من الثالث عشر من الوجهة الاولة من القائمة الاولة، بعد ما ذكره من كراهية سارة لمقام هاجر وإسماعيل عندها، فقال ما هذا لفظه:

فغدا إبراهيم باكراً فأخذ خبزاً وإداوة من ماء وأعطاه هاجر فحملها والصبيّ والطعام، فأرسلها وانطلقت فتاهت في برية بئر سبع(4) ونفد الماء من الاداوة، فألقت الصبي تحت شجرة من شجر الشيح(5) فانطلقت فجلست قبالته

____________

(1) في هامش ب نقلاً عن ترجمة التوراة: وأقيم له ميثاقي عهداً مؤيّداً ولنسله من بعده وعلى إسماعيل استجبت لك، هوذا أباركه وأكثره جدّاً، فسيلد أثنا عشر رئيساً وأجعله لشعب كثير.

(2) ب: وأثبت الحقّ بيني.

(3) من ب، وفي ع. ض. ط: وتركته.

(4) ط: وسيعة، ض: بين سبع.

(5) في هامش ب نقلاً عن ترجمة التوراة: فطرحت الصبي تحت شجرة هناك ومضت فجلست بإزائه من بعيد نحو رمية سهم لانها قالت: لا أرى الصبي يموت، وجلست قبالته ورفعت صوتها.


الصفحة 94
وتباعدت عنه كرمية السهم لانّها قالت: لا أعاين موت الصبي(1)، فجلست إزاءه ورفعت صوتها وبكت.

فسمع الربّ صوت الصبي، فدعا ملاك الربّ هاجراً من السماء فقال لها: ما لك يا هاجر لا تخافي لانّ الربّ قد سمع صوت الصبي حيث هو قومي فاحملي الصبي(2) وشدّي به يديك لانّي أجعله رئيساً لشعب عظيم.

وأجلى الله عن بصرها فرأت بئر ماء فانطلقت فاملات(3) الاداوة وسقت الغلام وكان الله مع الغلام، فشبّ الغلام وسكن برية فاران وكان يتعلّم الرمي في تلك البرية(4) وزوّجته أمه امرأة من أهل مصر.

[33] فصل:

فيما نذكره من الرابع عشر من الوجهة الاولة: الثانية مما يقتضي أنّ الذبيح الذي فدي بالكبش إسماعيل، فقال ما هذا لفظه:

وقال له: إنّي أقسمت يقول(5) الربّ: بدل ما صنعت هذا

____________

(1) ض. ط: لا أعابر برب الصبي.

(2) في هامش ب نقلاً عن ترجمة التوراة: فخذي الصبي وامسكي بيده.

(3) حاشية ع. ب: فملات.

(4) حاشية ع: في بلد البرية.

(5) من ع، وفي ض. ط: بقول.


الصفحة 95
الصنع ولم تمنعني بكرك(1) الابن الوحيد لابركنّك بركة ثانية ولاكثرنّ نسلك مثل كواكب السماء ومثل الرمل الذي بساحل البحر ويرث(2) زَرعك أراضي أعدائهم ويتبارك بنسلك جميع الشعوب لانّك أطعتني.

يقول عليّ بن طاووس:

يفهم المنصف من قوله: بكرك(3) الابن الوحيد، أنّه إسماعيل بغير شبهة، لانه بكره قبل إسحاق ولانه الوحيد، فانّ إسحاق ما كان وحيداً لانه كان بين سارة وإبراهيم ومعها.

ثمّ ذكر في السادس عشر:

أنّ حياة إبراهيم (عليه السلام) مائة وخمس وسبعون سنة.

وذكر الثعالبي(4) في كتاب العرائس:

أنّ هاجر ماتت قبل سارة فدفنت في الحجر بالكعبة، وسارة دفنت بأرض كنعان في حرون(5).

أقول:

____________

(1) ض: ذكرك.

(2) ض. ط: وبرت.

(3) ض. ط: يكور.

(4) كذا ورد في النسخ المعتمدة، ومرّ ويأتي التعبير عنه بالثعلبي في هذا الكتاب، والظاهر أنّه هو الصحيح.

(5) قصص الانبياء المسمى بعرائس المجالس: 85.


الصفحة 96
وربما يقول بعض اليهود: إنهم من إسحاق ولد الست وإسماعيل من ولد الجارية.

فيقال:

لانّ ولادة سارة ما نفعتهم بما عملوا بأنفسهم بموسى، وولادة هاجر اقتضت ضرب الجزية عليهم وقتلهم واستعبادهم وخروج النبوّة والملك والحقّ عنهم.

[34] فصل:

فيما نذكره مما وجدناه في هذه التوراة من بعض معاني عن يعقوب ويوسف (عليهما السلام):

فذكر في القائمة الرابعة من الكراس السادس:

أنّ إخوة يوسف باعوه بعشرين مثقالاً من فضّة.

وذكر:

أنّ عمره كان عشرين سنة.

وذكر في الاصحاح الثالث والثلاثين من السفر الاول:

أنّ حياة يعقوب (عليه السلام) كانت مائة سنة وسبعاً(1) وأربعين.

وذكره في الاصحاح الرابع والثلاثين:

أنّ يوسف بكى على أبيه سبعة أيام، وناح المقرّبون عليه سبعين يوماً، وأن عمر يوسف (عليه السلام) مائة وعشري سنين(2).

وذكره الزمخشري في كتاب الكشّاف في رواية:

أنّ عمر يوسف لمّا باعوه كان سبعة عشر سنة.

____________

(1) ض: وأسبعاً.

(2) ب: وأنّ عمر يوسف كان مائة وعشرين سنة.


الصفحة 97
وذكر محمد بن خالد البرقي في كتاب المبتدأ:

أنّ عمره(1) كان ثلاثة عشر سنة.

[35] فصل:

فيما نذكره من بعض منازل هارون وذريّته من موسى (عليه السلام)، كما وجدناه في التوراة.

إعلم:

أنّ قول النبي (صلى الله عليه وآله)لمولانا عليّ بن أبي طالب (عليه السلام): «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى»(2)، يشتمل على خصائص عظيمة غير الخلافة، ولقد وجدتُ في التوراة من منازل هارون من موسى ما يضيق عنه ما قصدناه بفصول هذا الكتاب مما ينتفع بمعرفتها ذوي الالباب.

أقول:

فيما نذكره من الوجهة الاوّلة من القائمة الثالثة من الاصحاح الثاني عشر من الكراس الخامس من السفر الثاني من أول سطر في القائمة المذكورة، في أمر الله تعالى لموسى (عليه السلام)، ما هذا لفظه:

وخذ(3) الكسوة فألبسها هارون (عليه السلام) السراويل والعمامة والجبة والرداء وزخرفه فمنطقه الجبة وشدّ العمامة على رأسه وشد اكليل القدس فوق العمامة واخذ دهن المنيح(4)فامسحه واسكبه على رأسه وامسحه، وأدني

____________

(1) ب: أن عمره يوم باعوه.

(2) صحيح البخاري: 5 / 129 كتاب المغازي، و: 4 / 208 كتاب المناقب، صحيح مسلم:2 / 448 ـ 449 كتاب الفضائل، مسند أحمد: 3 / 32.

(3) ض. ط: وجد.

(4) ط: المسيح، وفي ع. ض وردت الكلمة بدون نقاط.


الصفحة 98
بنيه وألبسهم السراويل واشدد أوساطهم بالمناطق وتوّجهم بالتيجان فيكون لهم عهداً إلى الابد ويكمل أيدي هارون وأيدي بنيه.

[36] فصل:

فيما نذكره من تعظيم الله تعالى لهارون وبنيه وزيادة منازلهم على غيرهم، ما نفصل(1) أوله من الوجهة الاولة من القائمة الرابعة من الكراس المذكور بلفظه:

فيأكل هارون وبنوه لحم الكبش والخبز الذي في السلة على باب قبة الامد، يأكلون ذلك ليطهروا به لكي يكونوا كاملين مقدّسين، ولا يأكل منه غريب لانّه طهر قدس، فإن فضل(2)من لحم الكمال بيت(3) الخبز إلى الغداة فاحرق ما بقي بالنار ولا يؤكل لانّه قدس، وفعل الاول من بنيه(4)هذا الفعل كما أمره(5).

ومن الوجهة الثانية من هذه القائمة:

واقدس هارون وبنيه ليكهنوا لي، وأحل بين بني إسرائيل وأكون لهم إلهاً فيعلمون أنّي أنا الربّ إلاههم.

[37] فصل:

فيما نذكره من الاصحاح السادس والعشرين من السفر

____________

(1) ع: ما ننقل.

(2) ض. ط: يصل.

(3) ع: بين، ط: فإذا بات.

(4) حاشية ع: وافعل لهارون بينه.

(5) من ط، وفي ع. ض: كما أمرتك.


الصفحة 99
الثاني من القائمة الرابعة من الوجهة الاوّلة من الكراس السابع بلفظه:

ونسجوا سربالاً من كتان عملاً منسوجاً لهارون وبنيه وعمامة كتان ومحد(1) البراطيل من كتان وسراويل كتان مغزولة ومناطق غزل كتان وقر(2) وأرجوان وصبغ القرمز(3) وغزل كتان من عمل مصور حاذق كما أمر الربُّ موسى، ونقشوا عليهم اسم الربّ الازلي كنقش الخاتم وربطوا فيه عصايب قزّ ليشدّ فوق العمامة كما أمر الربّ موسى (عليه السلام).

ثمّ شرح شرحاً جليلاً، وقال في الوجهة الاولة من القائمة الخامسة من الكراس المذكور ما هذا لفظه:

وقدِّم هارون وبنيه إلى باب قبة الشهادة وأغسِلْهُم بالماء، وألْبِس هارون لباس القدس وامْسَحْهُ فيَكْهن لي، وقدِّم بنيه وألبِسْهُم القميصَ وامْسَحْهُم كما مسحتَ هارون أخاك فيكهنون لي، ويكون يمسحهم(4) الكهنون إلى الابد لاحقاً بهم، فصنع موسى كما أمره الربّ.

أقول:

ويقول في الوجهة الثانية من القائمة العاشرة من الكراس السابع ما

____________

(1) ط: وعمامة كتان والبراطيل.

(2) ط: وفوط.

(3) ط: وصنع القراض.

(4) ع: ويكون لهم بمسحهم.


الصفحة 100
هذا لفظه:

وما بقي من السمند(1) يكون لهارون وبنيه لانّه قدس القدس من قربان الربّ.

[38] فصل:

فيما نذكره من منزلة أخرى من منازل هارون وبنيه من موسى (عليه السلام)، من الاصحاح السادس من السفر الثالث، أول ما ننقله من آخر سطر فيه من الصفحة الاولة ما هذا لفظه:

وقال موسى لجميع بني إسرائيل(2): هذه الوصيّة التي(3)أمرنا الربّ أن نفعلها.

وقدّم موسى هارون وبنيه فغسلهم بالماء، وألبس هارون قميصاً من القمص التي اتخذت الاحبار وشدّ ظهره بالهميان وردّاه برداً وألبسه سراويل وصيّر على كتفيه الحجبة وهي الصدرة وشدّ عليه ذلك بهميان المحجبة وجعل فوقها رداء الوحي وصيّر على الرداء العلم والبسط وصيّر على رأسه برنساً وصيّر على البرنس من ناحية وجهه اكليلاً(4) من ذهب وهو اكليل(5) القدس كما أمر الربّ موسى.

____________

(1) ط: السمندر.

(2) حاشية ع: لجميع محافل بني إسرائيل.

(3) ض. ط: إليّ.

(4) ع. ض: الكيلا.

(5) ع: الكيل، ض الكيلا.