الصفحة 123
الرامة(1)صوت بكاء ونوح وعويل كثير تبكي راحيل على بنيها ولا تودّ أن تتعزّى لفقدهم لانّهم ذهبوا(2).

فلمّا مات هِيرُودُس ظهر ليوسف مَلك الربّ بمصر في المنام يقول: قم خذ الصبي وأمّه وارجع إلى أرض إسرائيل فانّ الذين كانوا يطلبون نفس الصبي قد ماتوا.

فقام وأخذ الصبي وأمّه إلى أرض إسرائيل، فلمّا سمع أن أرشلاوش(3) عوض أبيه هيرُودُس على ملك اليهودية خاف الانطلاق إلى هناك، فأعلم في المنام أن إذهب إلى ناحية الجبل(4)، فمضى وسكن في مدينة تدعى ناصرة ليتمّ ما قيل في النبوات إنّه يدعى ناصري(5).

وفي تلك الايام جاء يوحنا المعمداني ـ الذي تفسيره يحيى المطهر ـ يكدز في برية(6) يهوذا ويقول: توبوا فقد أزف اقتراب ملكوت السماوات لانّ هذا الذي قيل في شَعياء النبي صوت صرخ في البريّة اعدوا طريق الربّ وسهّلوا

____________

(1) في ض: الراتبة، وفي ب: الراية.

(2) من ط، وفي ع. ض: ليسوا.

(3) في المصدر: أرخيلاوس.

(4) حاشية ع: الجليل، وكذا في المصدر.

(5) الكتاب المقدس، العهد الجديد، إنجيل متّى، الاصحاح الثاني، ص 4 ـ 5، باختلاف في الالفاظ.

(6) ض: تفكر في مزية، والمثبت من ع. والمصدر.


الصفحة 124
سبله.

وكان لباس يوحنا من وَبَرِ الابل وعلى حقويه مِنطقة جلد وكان قوته الجراد وعسل البريّة، وكان يخرج من بئر أورشليم وكافة اليهودية وجميع مدن الاردن فيغمرهم في نهر(1) الاردن معترفين بخطاياهم.

فلمّا رأى كثيراً من الفرّيسيّين والزنادقة(2) يأتوا إلى معموديّته قال لهم: يا أولاد الافاعي مَن دلّكم على الهرب من الزجر(3) يعني العذاب الاتي(4)، الان اعملوا ثمرة تستحق التوبة ولا تفتخروا وتقولوا: إن إبراهيم أبونا، أقول لكم: إنّ الله قادرٌ أن يقيم ابناً لابراهيم من هذه الشجرة، ها هو الفاس موضوع على أصول الشجر، فأيّ شجرة لا تثمر صالحاً تقطع وتلقى في النار، إنّي أعمدكم بالماء للتوبة، والذي هو أقوى مني يأتي بعدي ولست أستحق أن أحمل حذاءه، يعمدكم هو بروح القدس والنار(5).

____________

(1) ض. ط: بئر.

(2) في المصدر: والصّدُّقيّين.

(3) ض. ط: على القرب من الرجز.

(4) ض: الاولى.

(5) الكتاب المقدس، العهد الجديد، إنجيل متّى، الاصحاح الثالث، ص 5 ـ 6، باختلاف في الالفاظ.


الصفحة 125

[62] فصل:

فيما نذكره من الوجهة الثانية في آخرها من القائمة السادسة من الكراس الاول، عن عيسى (عليه السلام) باللفظ:

سمعتهم ما قال(1) للاولين: لا تَزْنِ(2)، وأنا أقول لكم: إنّ مَن نظر امرأه فاشتهاها فقد زنى بها في قلبه، إن خانتك عينك اليمنى فاقلعها وألقها عنك لانّه خير لك أن تهلك أحد أعضاءك ولا تلقي جسدك كلّه في نار جهنّم، وإن شكّكتك يدك اليمنى فاقطعها وألقها عنك فإنه خير لك أن تهلك أحد أعضائك من أن يذهب كلّ جسدك في جهنّم(3).

[63] فصل:

فيما نذكره من الوجهة الثانية من القائمة التاسعة من الكراس الاول، من كلام عيسى (عليه السلام) باللفظ:

أقول لكم لا تهتمّوا لانفسكم ماذا تأكلون ولا ماذا تشربون ولا لاجسادكم ما تلبس، أليس النفس أفضل من المأكل والجسد أفضل من اللباس؟! أنظروا إلى طيور السماء التي لا تزرع ولا تحصد ولا تحزن في الاهزاء(4) وربّكم السماوي يقوتها، أليس أنتم أفضل منهم؟! مَن منكم يهتمّ

____________

(1) حاشية ع: ما قيل.

(2) في المصدر: قد سمعتم أنّه قيل للقدماء: لا تَزْنِ.

(3) الكتاب المقدّس، العهد الجديد، إنجيل متّى، الاصحاح الخامس، ص9، باختلاف في الالفاظ.

(4) في المصدر: ولا تجمع إلى مخازن.


الصفحة 126
فيقدر أن يزيد على قامته ذراعاً واحداً؟! فلماذا تهتمّون باللباس؟! اعتبروا بزهر الحقل كيف يتربّا ولا يتعب ولا يعمل(1).

ومن أول وجهة القائمة العاشرة:

ولا تهتمّوا لِغد فانّ غداً يهتمّ لشأنه فكفى كلّ يوم شره، ولا تدينوا لئلاّ تدانوا لانه كما تدينوا تدانوا وبالكيل الذي تكيلون يكال لكم(2).

ومن هذه القائمة:

أيّ إنسان منكم يسأله ابنه خبزاً فيعطيه حجراً؟! أو يسأله سمكة(3) فيعطيه حيّة؟! فإذا كنتم أنتم الاشرار تعرفون تعطون العطايا الصالحة لابنائكم فكان بالاحرى ربّكم يعطي الخيرات لمن لا يسأله(4).

[64] فصل:

فيما نذكره من الوجهة الثانية من القائمة الثانية من الكراس الثاني من الانجيل الاول باللفظ:

____________

(1) الكتاب المقدس، العهد الجديد، إنجيل متى، الاصحاح السادس، ص11، باختلاف في الالفاظ ومما جاء فيه من الاختلاف: تأمّلوا زنابق الحقل كيف تنمو ولا تتعب ولا تغزل.

(2) الكتاب المقدس، العهد الجديد، إنجيل متى، الاصحاح السادس والسابع: 12، باختلاف.

(3) ض. ط: شملة.

(4) الكتاب المقدس، العهد الجديد، إنجيل متى، الاصحاح السابع، ص12، باختلاف علماً أن في المصدر: بالحريّ أبوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسألونه.


الصفحة 127
وقال له آخر من تلاميذه ائذن لي أولاً يا سيدي أن أمضي فأواري أبي، فقال له عيسى: دع الموتى يدفنون موتاهم واتبعني(1).

ومن هذه الوجهة، عن عيسى (عليه السلام):

وعند صعوده إلى السفينة تبعه تلاميذه وإذا اضطراب عظيم كان في البحر حتّى كادت السفينة تتغطّى بالامواج، وكان هو كالنائم.

فتقدّم إليه تلاميذه وأيقظوه وقالوا: يا سيدنا نجّنا لكي لا نهلك.

فقال لهم: يا قليلي الايمان ما أخوفكم، فعند ذلك قام وانتهر الرياح(2) فصار هدواً عظيماً(3)، فتعجّب الناس وقالوا: كيف هذا إنّ الرياح والبحر تسمعان منه(4).

[65] فصل:

فيما نذكره من الوجهة الثانية من القائمة الثامنة من الكراس الثاني، عن عيسى (عليه السلام) باللفظ:

وانتقل من هناك ودخل إلى مجمعهم وإذا برجل هناك يده

____________

(1) الكتاب المقدس، العهد الجديد، إنجيل متى، الاصحاح الثامن، ص 14، مع اختلاف في اللفظ.

(2) حاشية ع: البحر.

(3) كذا في الاصول المعتمدة، وفي المصدر: فصار هدوٌ عظيمٌ.

(4) الكتاب المقدّس، العهد الجديد، إنجيل متى، الاصحاح الثامن، ص14، مع اختلاف في اللفظ.


الصفحة 128
يابسة، فسألوه يقولون: هل يحل أن تشفي في السبوت(1)لكي يتمّوا عليه.

فقال لهم: أيّ إنسان منكم يكون له خروف واحد يسقط في حفرة في السبت ولا يمسكه وَيُقيِمُهُ؟! أليس بالحريّ الانسان أفضل من الخروف؟! فإذن حبّذ فعل الخيرات في السبوت، حينئذ قال للانسان: أمدد يدك، فمدّها فصحّت مثل الاخرى(2).

[66] فصل:

فيما نذكره من حديث قتل يحيى بن زكريا (عليه السلام) من الوجهة الثانية من ثاني قائمة من الكراس(3) الثالث بلفظه:

وكان هِيرُودُس قد أمسك يحيى وربطه وجعله في السجن من أجل هِيرُودِيَّا امراة أخيه فيلفس(4)، لان يحيى كان يقول له: ما تحلّ لك أن تكون لك، وكان يريد قتله وخاف من الجمع لانّه كان عندهم مثل نبيّ.

وكان ميلاد لهِيرُودُس فرقصت ابنة هِيرُودِيَّا في الوسط فأعجبته لهِيرُودُس، فلهذا أقسم وقال: إنّني أعطيها ما تطلبه.

وإنّها تلقّنت من أمّها: أولاً أعطيني رأس يحيى المَعَمْدَاني

____________

(1) حاشية ض: جمع سبت.

(2) الكتاب المقدس، العهد الجديد، إنجيل متى، الاصحاح الثاني عشر، ص20، مع اختلاف.

(3) ض: من ثاني قائمة من ثاني كراس قائمة الكراس.

(4) كذا في الاصول المعتمدة، وفي المصدر: فِيلُبُّس.


الصفحة 129
في طبق.

فحزن الملك من أجل اليمين والمتكئين معه أمر أن يعطى وأرسل وأخذ رأس يحيى في السجن وجاءوا بالرأس في الطبق ودفعه للصبية وأعطته لامّها.

وساروا(1) تلاميذه وأخذوا بجسده فدفنوه وأخبروا عيسى، فلمّا سمع مضى من هناك في سفينة إلى البريّة منفرداً(2).

[67] فصل:

فيما نذكره من البشارة بمحمد (صلى الله عليه وآله)، من القائمة السابعة بعد ما ذكرناه بلفظه:

وسألوه(3) تلاميذه قالوا: لماذ يقول الكتبة إنّ إلِيَّا يأتي أولاً؟ فأجاب وقال لهم: إنّ إلِيَّا يأتي ويعرفكم بكلّ شيء(4).

يقول علي بن موسى بن طاووس:

وهذا ظاهر(5) البشارة بالنبي محمد صلوات الله عليه وآله، وربما قالت النصارى: إنّه يحيى، ومن المعلوم أنّ يحيى ما كان له من الوصف أنّه

____________

(1) حاشية ع: وجاءوا.

(2) الكتاب المقدّس، العهد الجديد، إنجيل متى، الاصحاح الرابع عشر، ص 26، باختلاف.

(3) ض. حاشية ع: وسألوا.

(4) الكتاب المقدّس، العهد الجديد، إنجيل متى، الاصحاح السابع عشر، ص31، باختلاف.

(5) حاشية ع: ظاهره.


الصفحة 130
عرّفهم كلّ شيء، ولا عرفنا فيما وقفنا عليه أنّه أخبر بما كان قبله من الحوادث ولا بما يكون بعده، وما كان مشغولاً بغير الزهد وما يتعلّق به، وإنّما نبيّنا محمد (صلى الله عليه وآله) أخبر بما كان قبله وبعده، وظهر في شريعته من العلوم ما لم يبلغ إليه نبيّ قبله أبداً، وما هذه صفة يحيى (عليه السلام) وهي صفة محمد (صلى الله عليه وآله) بغير شكّ.

[  ] فصل:

فيما نذكره بما يحتمل البشارة بالنبي محمد (صلى الله عليه وآله)، من القائمة الثالثة بعد ثلاثين قائمة بلفظه:

ما قيل في النبي القائل قولاً لابنه صهيون ها مَلِكُكَ يأتيك متواضعاً راكباً على أتان وجحش بن أتان(1).

يقول عليّ بن موسى بن طاووس:

ولم يكن عيسى (عليه السلام) بهذه الصفة، بل هي صفة محمّد صلوات الله عليه وآله، ومن المعلوم عند كلّ عاقل منصف أنّ مَن كان أكثر عادته أنّه يمشي راجلاً كما كان عيسى (عليه السلام)، إذا ركب حماره أو جحشاً لا يقول عاقل إنّه تواضع، وإنّما مَن كان عادته ركوب الخيل كما كان نبيّنا محمد (صلى الله عليه وآله) ثمّ ركب أتاناً أو جحشاً فإنه يقال تواضع، كما دلّت عليه البشارة، ولقد أعمى الله قلب من بدّل هذه البشارة وجعل أنّ المراد بها عيسى (عليه السلام).

[68] فصل:

فيما نذكره من القائمة الرابعة بعد ثلاثين قائمة من الانجيل الاول عن عيسى (عليه السلام)، يحتمل البشارة بنبينا محمد (صلى الله عليه وآله)

____________

(1) الكتاب المقدس، العهد الجديد، إنجيل متى، الاصحاح الحادي والعشرون، ص37، باختلاف.


الصفحة 131
باللفظ:

جاءكم يوحنا بطريق العدل ولم تؤمنوا به، والعشَّارون والزناة(1) آمنوا به، فأمّا أنتم فرأيتم ذلك ولم تندموا وفي الاخر(2) لتؤمنوا، إسمعوا مثل آخر: إنسان رَبُّ بيت(3)غرس كَرْماً وأحاط به سياجاً وحفر فيه معَصرةً وبنى فيه قصراً ودفعه إلى فعلة وسافر، فلمّا قرب زمان الثمار أرسل عبيده إلى الفعلة ليأخذوا ثمرته، فأخذ الفعلة عبيده فضربوا بعضاً وقتلوا بعضاً ورجموا بعضاً، وأرسل أيضاً عبيداً آخر أكثر من الاولين فصنعوا بهم كذلك، وفي الاخر أرسل ابنه وقال: لعلّهم يستحيون من ابني، فلمّا رأى الفعلة الابن قالوا في نفوسهم: هذا هو الوارث تعالوا نقتله ونأخذ ميراثه، فأخذوه وأخرجوه خارج الكَرْم وقتلوه، فإذا جاء رَبُّ الكَرْم ما يفعل بأولئك الفعلة؟

قالوا: الارديا بالردي يهلكهم ويدفع الكَرْم إلى ما فعله آخر ليعطونه ثمرته في حينها(4).

قال لهم عيسى: أما قرأتم قطّ في الكتب أنّ الحجر الذي

____________

(1) في المصدر: والزواني.

(2) ض: وفي الاجر.

(3) ع. ض: ربّ سبّ، وما أثبتناه من حاشية ع، وفي المصدر: اسمعوا مثلاً آخر كان إنسان ربّ بيت.

(4) في المصدر: قالوا له أولئك الاردياء يهلكهم هلاكاً رديّاً ويسلّم الكَرْم إلى كرّامين آخرين يعطونه الاثمار في أوقاتها.


الصفحة 132
رذله البنّاءون هذا صار رأساً للزاوية، هذا كان من قبل الربّ وهو عجيب في أعيننا.

من أجل هذا أقول لكم: إنّ ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لاُمم يصنعون ثمرتها، ومَن سقط على هذا الحجر يترضّض(1) ومن سقط عليه طحنه(2).

يقول عليّ بن موسى بن طاووس:

هذا مثل ضربه عيسى (عليه السلام)لبني إسرائيل: أنّهم قتلوا الانبياء، فلمّا بعثه الله وخلقه من غير أب وكان يسمّى روح الله فكأنّه ابن الله على سبيل المثل، وأنّهم يقتلونه على اعتقادهم لما قتلوا مَن القى الله جلّ جلاله شبَهه عليه، ثمّ توعّدهم عيسى (عليه السلام)بنبيّ كالحجر الذي رذله(3) البناءون وهو نوابه فانه يصير رأساً للزاوية أي متقدّماً على الكلّ، وأنّ كلّ ما سقط على هذا النبي ترضّض ومَن سقط عليه البنا طحنه، وأنّ ملكوت الله ينزع من بني إسرائيل ويعطى لهذا النبي وخاصّته فآمنه(4).

ومَن اطّلع على التواريخ عرف أنّه ما كانت هذه الصفات لمن أعطاه الله ملكوته من بعد عيسى صلى الله عليه إلاّ لمحمد نبينا صلوات الله عليه

____________

(1) ع. ض: يترضرض، وما أثبتناه من ط. والمصدر.

(2) الكتاب المقدّس، العهد الجديد، إنجيل متى، الاصحاح الحادي والعشرون، ص29، مع اختلاف كثير في الالفاظ.

(3) حاشية ع: كالحجر الذي كان قد رذله.

(4) كذا في ع. ض، وفي ط: وأمّته، فلاحظ.


الصفحة 133
وآله ولا رضضهم أحد من الانبياء ولا طحنهم مثل محمد (صلى الله عليه وآله) وأمّته.

[69] فصل:

فيما نذكره من تمام أربعين قائمة، لمّا بشرهم عيسى (عليه السلام)أنّه يعود إلى الدنيا، فسألوه عن الوقت؟ فكان الجواب ما هذا لفظه:

فأمّا ذلك اليوم وتلك الساعة لا يعرفها أحد ولا ملائكة السماوات إلاّ الربّ وحده، وكما كان في أيّام نوح كذلك يكون استعلان أبي البشر(1)، وكما كانوا في أيّام الطوفان يأكلون ويشربون ويتزوجون ويُزوّجون إلى يوم الذي دخل فيه نوح إلى السفينة ولم يعلموا حتّى جاء الطوفان وغرق جميعهم كذلك يكون مجيء ابن الانسان، وعند ذلك يكون اثنان(2) في حقل يؤخذ واحد ويترك الاخر واثنتان تطحنان على رحى واحدة تؤخذ وتترك الاخرى(3).

[70] فصل:

فيما نذكره من القائمة الرابعة والاربعين، من حديث خذلان تلامذة عيسى (عليه السلام)، وما ذكر من قتل مَن ألقى الله شبهه عليه، بعضه بلفظه وبعضه بمعناه لاجل طول ألفاظه، فمن ذلك بلفظه:

فلمّا كان المساء اتكى مع الاثني عشر تلميذ، وفيمـا هم يأكلون قال: الحقّ أقول لكم إنّ واحداً منكم

____________

(1) حاشية ع: ابن البشر، وفي المصدر: مجيء ابن الانسان.

(2) ض. ع: اتيان، ط: آيتان، والمثبت من المصدر.

(3) الكتاب المقدّس، العهد الجديد، إنجيل متى، الاصحاح الرابع والعشرون، ص45، مع اختلاف كثير في اللفظ.


الصفحة 134
يسلمني.

فحزنوا جدّاً وشرع كلّ واحد منهم يقول: لعلّي أنا هو يا سيد.

فأجاب وقال: الذي يجعل يده معي في الصحيفة(1) فهو يسلمني وابن الانسان لماض(2) كما كتب من أجله، الويل لذلك الانسان الذي يسلم ابن الانسان، خير لذلك الانسان لو لم يولد.

أجابه يهوذا(3) مُسَلِّمُهُ وقال: لعلّي أنا هو يا معلّم.

قال: أنتَ قُلتَ(4).

ومن ذلك بلفظه:

قال لهم عيسى (عليه السلام): كلّكم تشكّون(5) فيّ في هذه الليلة، لانّه مكتوب له إذا ضرب الراعي فتفرق خِرَاف الرعية وإذا قمت سبقتكم إلى الجليل.

فأجاب بُطرُس وقال: لو شكّ جميعهم فيك لم أشكّ أنا

____________

(1) في المصدر: في الصحفة.

(2) ليس في ع. ض، وأثبتناه من حاشية ع. والمصدر.

(3) ع. ض: هوذا، والمثبت من حاشية ع. والمصدر.

(4) الكتاب المقدّس، العهد الجديد، إنجيل متى، الاصحاح السادس والعشرون، ص49، مع اختلاف في اللفظ.

(5) حاشية ع: كلّهم يشكّون.


الصفحة 135
قال له عيسى: الحقّ أقول لك إنّ في هذه الليلة قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاثاً.

قال له بطرس: لو أُلجيت إلى أن أموت(1) ما أنكرتك، وهكذا قال جميع التلاميذ(2).

يقول عليّ بن موسى بن طاووس:

اعلم أنّ قول عيسى (عليه السلام)للحواريين: كلّكم تشكون فيّ في هذه الليلة، حجّة واضحة على ما نطق به كتاب(3) الله جلّ جلاله القرآن وتصديق لرسولنا محمد (صلى الله عليه وآله): في أنّه (مَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ)(4) وذلك لو كان عيسى (عليه السلام) صلب وقتل فلو كان الامر كذلك لم يكن قد وقع منهم شكّ فيه، وإنّما ألقى شبهه على غيره ورفع عيسى (عليه السلام)واعتقدوا أنّ المصلوب عيسى كان ذلك شكّاً فيه بغير شبهة، والحواريون لم يشكوا في الحال التي كانوا يعتقدونها فيه ولم يكن هناك ما يتعلّق به قوله: يشكون، إلاّ في اعتقادهم في أنه صلب أو قتل، ولم يكن باطن الامر على ذلك.

ومن ذلك بمعناه:

____________

(1) من حاشية ع، وفي ع. ض: لو الحت إلى أن يموت.

(2) الكتاب المقدّس، العهد الجديد، إنجيل متّى، الاصحاح السادس والعشرون، ص49 مع اختلاف في اللفظ.

(3) ع. ض: أن كتاب.

(4) سورة النساء: 4 / 157.


الصفحة 136
ثمّ قال لهم: اجلسوا هاهنا لامضي أُصلّي هناك واسهروا معي، وجاء إلى تلاميذه فوجدهم نياماً، فقال لبطرس: ما قدرتم أن تسهروا معي ساعة أمّا الروح فمستبشرة وأمّا الجسد فضعيف، ومضى أيضاً ثانية وصلّى وجاء ووجدهم نياماً فقال لهم كلامه الاول(1).

وأنّ يهوذا قال لليهود: ما تعطوني(2) وأنا أسلمه إليكم؟ فبذلوا له ثلاثين من الفضة(3).

ومنه بلفظه:

وبينا هو يتكلّم إذ جاء يهوذا أحد الاثني عشر ومعه جمع بسيوف وعِصِيّ من عند رؤساء الكهنة ومشايخ الشعب وقال: الذي أقبّله هو هو فأمسكوه(4).

ومنه بمعناه وبعض لفظه:

ثم ذكر دخولهم وإمساكهم له وأنّ بعض أصحاب عيسى أجذب سيفاً وضرب به فأمره بردّ سيفه في غمده(5).

____________

(1) الكتاب المقدّس، العهد الجديد، إنجيل متى، الاصحاح السادس والعشرون، ص49 ـ 50، مع اختلاف.

(2) ض: ويهودا قال ما تعطوني.

(3) الكتاب المقدّس، العهد الجديد، إنجيل متى، الاصحاح السادس والعشرون، ص48، مع اختلاف في اللفظ.

(4) الكتاب المقدّس، العهد الجديد، إنجيل متّى، الاصحاح السادس والعشرون، ص50، مع اختلاف في اللفظ.

(5) الكتاب المقدس، العهد الجديد، إنجيل متّى، الاصحاح السادس والعشرون، ص50، مع اختلاف في اللفظ.


الصفحة 137
ومنه بلفظه:

وقال: انظر أنّي لا أستطيع أن أدع إلى ربّي فينتقم(1) لي أكثر من اثني عشر حرف من الملائكة، ولكن يكمل الكتب(2)، لانّه هكذا ينبغي أن يكون.

وفي تلك الساعة قال يسوع(3) للجميع: كمثل اللص خرجتم إليّ بسيوف وعصيّ لتأخذوني وفي كلّ يوم كنتُ عندكم في الهيكل جالساً أُعلّم ولم تمسكوني، لكن هذا كان لتكمَّل كتب الانبياء.

عند ذلك تركه التلامذة كلّهم وهربوا(4).

ومنه بمعناه وبلفظه(5):

فذكر أنّهم أخذوه إلى رئيس الكهنة وأحضروا شهود زور عليه فشهدوا بما أرادوا وبصقوا في وجهه ولطموه

____________

(1) حاشية ع: فيقيم.

(2) في المصدر: أتظنّ أنّي لا استطيع الان أن أطلب إلى أبي فيقدّم لي أكثر من اثني عشر جيشاً من الملائكة فكيف تكمَّل الكتب.

(3) حاشية ع: عيسى.

(4) الكتاب المقدّس، العهد الجديد، إنجيل متّى، الاصحاح السادس والعشرون، ص50، مع اختلاف في اللفظ.

(5) حاشية ع: وبعض لفظه.


الصفحة 138
وضربوه(1).

ومنه بلفظه:

أنّ بطرس كان جالساً في الدار خارجاً فجاءت إليه جارية وقالت له: وأنت كنت مع يسوع الناصري الجليل؟

فأنكر قدّام الجمع وقال: ليس أدري ما تقولين.

وخرج إلى الباب ورأته أخرى قالت للذي هناك: وهذا مع يسوع الناصري كان.

وأيضاً أنكر وحلف أنّي ليس أعرف الانسان.

وبعد قليل جاء إلى القيام وقالوا لِبُطرس(2): حقّاً إنّك منهم وكلامك يدل عليك.

حينئذ بدر يحرم ويحلف أنّي لا أعرف الانسان.

وللوقت صاح الديك فذكر بطرس كلام يسوع الذي قال له: من قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاثاً، فخرج خارجاً وبكى بكاءاً(3).

ومنه بلفظه بمعناه وبعض لفظه:

ثمّ ذكر كيف واقفوا عيسى وكيف لم ينصره الله جلّ جلاله، وأنّهم نزعوا ثيابه وألبسوه لباساً أحمر، وظفروا

____________

(1) الكتاب المقدّس، العهد الجديد، إنجيل متّى، الاصحاح السادس والعشرون، ص51، مع اختلاف.

(2) من حاشية ع، وفي ع. ض: لتصيرنّ.

(3) حاشية ع، والمصدر: بكاءاً مرّاً.


الصفحة 139
اكليلاً(1)من شوك وتركوه على رأسه وجعلوا قصبة في عينيه، وجعلوا يستهزئون به، وصاروا يضربون على رأسه بقصبة معهم ويتفلون عليه، ثمّ أعادوا ثيابه عليه، ثمّ صلبوه، وعادوا نزعوها عنه واقتسموها، وصلبوا عنده الصبي(2)، وأمروا مَن يحرسه لئلاّ تأخذه النصارى، ثمّ تجدّدت ظلمة على الارض نحو تسع ساعات وتشقّقت صخور وتفتّحت قبور(3).

وأنّ يهويذا عرف خطأ نفسه وأعاد الفضّة ثمّ خنق نفسه بعد ذلك(4).

ومنه بلفظه:

فلمّا كان المساء جاء إنسان غني من الرامة يسمّى يوسف هذا تلميذ يسوع جاء هذا إلى بيلاطُس(5) وسأله جسد يسوع، فعند ذلك أمر بِيلاطُس أن يعطاه، وأخذ يوسف الجسد ولفّه بلفائف نقيّة وتركه في قبر له جديد كان نحته

____________

(1) من حاشية ع، وفي ع. ض: الكيلا.

(2) كذا في الاصول المعتمدة، وفي المصدر: لصّان.

(3) الكتاب المقدّس، العهد الجديد، إنجيل متّى، الاصحاح السابع والعشرون، ص52 ـ 54، مع اختلاف.

(4) الكتاب المقدّس، العهد الجديد، إنجيل متى، الاصحاح السابع والعشرون، ص52، مع اختلاف.

(5) ورد هذا الاسم في الاصول المعتمدة مضطرباً: فتارة قنلاطس، وأخرى قتلاطس، وتارة قتلاطيس، وما أثبتناه من المصدر.


الصفحة 140
في صخرة ثمّ دحرج حجراً عظيماً على باب القبر ثمّ مضى(1).

ومنه بمعناه بلفظه:

ثمّ ذكر أنّه خرج من القبر بعد ثلاثة أيام ولقيه تلامذته وسجدوا له ومنهم من شك وفارقهم(2).

وقال في الانجيل الثالث في ثامن قائمة منه:

أنّ عمر عيسى كان قد صار ثلاثين سنة(3).

وقال في القائمة الستين من هذا الانجيل:

إنّ يوم دفن الجسد كان يوم الجمعة(4).

وقال في آخر قائمة منه، عند ذكر خروجه من القبر على ظنّهم أنّه عيسى.

إنّه رفع يده وباركهم وفيمـا هو مباركهم انفرد عنهم وصعد إلى السماء(5).

____________

(1) الكتاب المقدّس، العهد الجديد، إنجيل متّى، الاصحاح السابع والعشرون، ص54، مع اختلاف.

(2) الكتاب المقدّس، العهد الجديد، إنجيل متّى، الاصحاح السابع والعشرون، ص55، مع اختلاف.

(3) الكتاب المقدّس، العهد الجديد، إنجيل لوقا، الاصحاح الثالث، ص96، مع اختلاف.

(4) الكتاب المقدّس، العهد الجديد، إنجيل لوقا، الاصحاح الثالث والعشرون، ص142، مع اختلاف في اللفظ.

(5) الكتاب المقدّس، العهد الجديد، إنجيل لوقا، الاصحاح الرابع والعشرون، ص144، مع اختلاف.


الصفحة 141

[71] فصل:

فيما نذكره من بشارة عيسى بمحمد (عليهما السلام)، من القائمة الثانية والثلاثين من الانجيل الرابع من الوجهة الثانية بلفظه:

فاحفظوا وصاياي وأنا أطلب من الاب فيعطيكم فارقليط(1) ليثبت معكم إلى الابد روح الحقّ(2).

[72] فصل:

فيما نذكره من بشارة أُخرى من عيسى بمحمد نبينا صلوات الله عليهما، من القائمة الثالثة وثلاثين من الانجيل الرابع من أواخر الوجهة الاولة من القائمة المذكورة بلفظه:

فياسيد ما معنى قولك: إنّك مُزمع بأن تظهر لنا ولا العالم؟

أجاب يسوع(3) وقال له: إنّ مَن يحبّني يحفظ كلمتي وأبي يحبه وإليه يأتي وعنده يتخذ المنزلة، ومَن لا يحبّني(4) ليس يحفظ كلامي، الكلمة التي تسمعونها ليست لي بل للاب الذي أرسلني أكلّمكم(5) بهذا لانّي عندكم مقيم والفارقليط روح القدس الذي يرسله أبي باسمي هو

____________

(1) ورد في المصدر في جميع الموارد التي وردت هنا بلفظ: الفار قليط، ورد بدلاً منه لفظ: المُعزّي، فلاحظ.

(2) الكتاب المقدّس، العهد الجديد، إنجيل يوحنّا، الاصحاح الرابع عشر، ص175، مع اختلاف.

(3) في المصدر: يا سيّد ماذا حدث حتّى إنّك مزمع أن تظهر ذاتك لنا وليس للعام؟ أجاب يسوع.

(4) ع. ض: ومَن ليس لا يحبّني، وما أثبتناه من ط، وفي المصدر: الذي لا يحبّني لا يحفظ كلامي.

(5) ع. ض: كليمك، والمثبت من ط، وفي المصدر: كلَّمْتُكُم.


الصفحة 142
يعلّمكم كلّ شيء وهو يذكّركم كما(1) قلته لكم(2).

يقول عليّ بن موسى بن طاووس:

هذه بشارة صحيحة بالنبي صلوات الله عليه وآله الذي علم كلّ شيء كما ذكرناه فيما تقدّم من بشارة عيسى بمحمد (عليهما السلام)وذكّرهم كما قاله عيسى للنصارى، ولقد تكرّر في الانجيل المذكور من اعتراف عيسى (عليه السلام)بالله وأنّه أرسله عدّة مواضع كثيرة يشهد بتصديق ما أخبر به نبيّنا صلوات الله عليه وآله أنه عرّفهم به، ومن العجب شهادتهم أنّه أكل الطعام وصلب وعملت به اليهود ما قدمنا بعضه ودفن وعاد خرج من القبر، ومع هذا كيف يقول عاقل أنّه الله، تعالى علوّاً كبيراً.

[73] فصل:

فيما نذكره من القائمة الرابعة وثلاثين من الوجهة الثانية من الانجيل الرابع، من بشارة عيسى بمحمد صلوات الله عليهمابلفظه:

فإذا جاء الفارقليط الذي أنا أرسله إليكم روح الحق الذي من آبي يأتي وهو يشهد لي وأنتم تشهدون معي من الابتداء، كلّمتكم بهذا لكي لا تشكّوا(3).

[74] فصل:

فيما نذكره من بشارة أخرى من عيسى بمحمد صلوات الله عليهما، من الوجهة الاولة من القائمة الخامسة والثلاثين من

____________

(1) كذا في الاصول المعتمدة، وفي المصدر: بكلّ ما.

(2) الكتاب المقدس، العهد الجديد، إنجيل يوحنّا، الاصحاح الرابع عشر، ص176، مع اختلاف.

(3) الكتاب المقدّس، العهد الجديد، إنجيل يوحنّا، الاصحاح الخامس عشر والسادس عشر، ص177 ـ 178، باختلاف.


الصفحة 143
الانجيل الرابع بلفظه:

وليس لاحد منكم يسألني إلى أين أذهب لانّي قلتُ لكم هذا وحلت الكآبة فملت قلوبكم، ولكنّي أقول لكم الحق إنّه خير لكم أن أمضي إلى أبي لانّي إن لم أنطلق لم يأتكم الفارقليط فان انطلقت أرسلته إليكم، فاذا جاء ذاك فهو يوبّخ العالم على الخطية(1) وعلى البرّ وعلى الحكم(2).

يقول علي بن موسى بن طاووس:

وهذه بشارات صريحة لو كانت عقولهم وقلوبهم سليمة صحيحة.

وكنتُ أسمع أنّ البار قليط بالباء المنقطة من تحتها نقطة واحدة، وإنّما وجدته أنا في هذا الانجيل كما ذكرته: الفارقليط، بالفاء بعده الالف.

[75] فصل:

يتضمّن بشارة أخرى بمحمد صلوات الله عليه وآله عن عيسى (عليه السلام)، من القائمة المذكورة أيضاً(3):

وإنّ لي كلام كثير(4) أريد أقوله لكم ولكنّكم لستم تطيقون

____________

(1) من حاشية ع، وفي ع: الحنطة، وفي ض. ط: الخطة.

(2) الكتاب المقدّس، العهد الجديد، إنجيل يوحنّا، الاصحاح السادس عشر، ص178، مع اختلاف.

(3) حاشية ع: بلفظه.

(4) كذا في جميع الاصول المعتمدة، والصحيح: وإنّ لي كلاماً كثيراً، فلاحظ.


الصفحة 144
حمله الان، إذا جاء روح الحق ذاك فهو مرشدكم(1) إلى جميع الحق، لانّه ليس ينطق من عنده بل يتكلم بكلّ ما(2)يسمع ويخبركم بما يأتي وهو يمجدني(3).

يقول عليّ بن موسى بن طاووس:

وجدتُ على حاشية الانجيل ما هذا لفظه:

سريال ومشيخا(4) تفسيره محمد (صلى الله عليه وآله).

وقوله: إنّهم لا يطيقون حمله الان من عيسى (عليه السلام)، ينبّه على أنّ روح الحقّ الذي يرشدهم إلى جميع الحق أعظم من عيسى، ولم يأت من يدعى له أحد من الانبياء عليهم هذه القوة غير محمّد صلوات الله عليه وآله.

وقوله: إنه ليس ينطق من عنده بل يتكلّم بكلّ ما(5) يسمع، موافقة لكتاب الله المجيد: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحَى)(6).

____________

(1) حاشية ع: يرشدكم.

(2) من حاشية ع، وفي ع. ض. ط: تكليماً.

(3) الكتاب المقدس، العهد الجديد، إنجيل يوحنّا، الاصحاح السادس عشر، ص178، مع اختلاف.

(4) ط: سربال ومشيخا، ع: سريال ومشيخنا.

(5) ض: تكلّماً.

(6) سورة النجم: 53 / 3 ـ 4.


الصفحة 145
وقوله: ويخبركم بما يأتي، وما جاء بعد عيسى (عليه السلام) مَن أخبر بالحادثات على التفصيل كما جاء به محمد صلوات الله عليه وآله.

وقوله: وهو يمجدني، وما جاء بعد عيسى من مجّده ونزّهه عن دعوى الربوبية وعن أنّه قتل وغير ذلك مثل محمد (صلى الله عليه وآله).


الصفحة 146