الصفحة 448
ماتوا غير تائبين ولا نادمين، قال: لانّ قولهم: (اغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا واتَّبَعُوا سَبِيلَكَ) يقتضي ذلك.

فيقال له:

إنّ آخر الاية وهو قول الله جلّ جلاله: (وَقِهِمْ عَذَابَ اَلْجَحِيم) يقتضي أنّهم كانوا مستحقّين لعذاب الجحيم.

وأمّا قولك: (اغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ).

فهلاّ كان محمولاً على مَن كان تائباً ومتّبعاً للسبيل ثمّ واقع المعاصي؟ فتكون إشارة الملائكة بالتوبة واتباع السبيل إلى الحال الاول، ويعضده: (وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ).

أو هلاّ احتمل أن يكون (اغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا) من الكفر وجاهدوا في سبيل الله وإن كانوا مذنبين؟ لانّ سبيل الله هو الجهاد في آيات من القرآن، ولا يكون سبيل الله كما ادّعاه البلخي.

وبالجملة، فالاحتمالات كثيرة في التأويلات، فمن أين عرف أنّ دعاء الملائكة الّتي كان بهذه الصفات يقتضي الشفاعة لمن ذكره دون أصحاب الكبائر من المؤمنين؟ فلا وجه له في ظاهر هذه الاية ولا تعلّق عند من أنصف في التأويل، ولعلّ التعصّب لعقيدته منعه أن ينظر الامر على حقيقته.

ثمّ تراه يعتقد أنّ الدعاء شفاعة! وهل دلّ شرع أو عرف على ذلك؟ ولو كانت شفاعة للصالحين من أين يلزم منه سقوط(1) الشفاعة للمذنبين.

[108] فصل:

فيما نذكره من الجزء الرابع والعشرين من تفسير

____________

(1) ع. ض: شرط، والمثبت من حاشية ع.


الصفحة 449
البلخي، من الوجهة الاوّلة من القائمة الثالثة من تفسير قول الله جلّ جلاله: (وَإذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(1).

فذكر البلخي روايات مختلفة في معنى: (مَا بَيْنَ أيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ)، فبعضها ذكر أنّ (بَيْنَ أَيْدِيكُمْ) من عذاب الاخرة (وَمَا خَلْفَكُمْ) من عذاب الامم الماضية، وبعضها ذكر بالعكس، وبعضها (مَا بَيْنَ أيْدِيكُمْ) من عذاب الدنيا (وَمَا خَلْفَكُمْ)من عذاب الاخرة

أقول:

فهلاّ احتمل أن يكون ما بين أيديكم من عذاب الاخرة وما خلفكم من سخط الله وغضبه وما يقتضي ذلك؟ لانّهم أعرضوا عنه فصار كأنّه خلفهم وإن كانوا معرضين عن الجميع، لكن ما ذكرناه كأنّه قريب من معنى خلفكم إن أمكن حمله عليه.

أقول:

وإن أمكن أن يحتمل (وَمَا خَلْفَكُمْ) من دعاء النبي صلوات الله عليه وآله لكم إلى الله ووعيده وتهديده الّذي قد جعلتموه وراءكم ظهريّاً.

[109] فصل:

فيما نذكره من جزء آخر في المجلّد الّذي أوّله تفسير سورة ص، وأول هذا الجزء الاخر سورة محمد (صلى الله عليه وآله)، وآخره تفسير سورة الرحمن، فقال البلخي في الوجهة الثانية من القائمة الثالثة

____________

(1) يس: 36 / 45.


الصفحة 450
عشر منه من تفسير سورة الفتح: (إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأخَّرَ)(1).

فذكر اختلافاً في هذا الفتح، فبعضهم ذكر أنّه الفتح لحجج الله وآياته(2)، وذكر أنّه يجوز أن يكون الفتح هو الصلح يوم الحديبية، وبعضهم قال: هو فتح خيبر.

ثمّ ذكر البلخي في قوله: (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأخَّرَ) وجوهاً كلّها تقتضي تجويزه على النبي (صلى الله عليه وآله) ذنوباً متقدّمة ومتأخرة من الوجوه المذكورة:

(لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ) في الجاهلية (وَمَا تَأخَّرَ) منه، وأنّ بعد الرسالة ما يكون له ذنب إلاّ جزاءً له عند الله.

ومنها: ليغفر لك الله ما تقدّم من ذنبك في الجاهلية وما تأخّر من ذنبك في الاسلام.

ومنها: أنّ هذه المغفرة كانت بسبب صبر النبي صلّى الله عليه وسلّم ومبايعته تحت الشجرة على الموت.

يقول عليّ بن موسى بن طاووس:

لو كان الامر كما ذكره البلخي من تحقيق الذنوب على النبي (صلى الله عليه وآله)،

____________

(1) الفتح: 48 / 1 ـ 2.

(2) حاشية ع: أنه الفتح بآيات الله وحججه.


الصفحة 451
كان يكون هذا الفتح غلطاً(1) وتنفيراً عن النبي (صلى الله عليه وآله) وإغراء للمسلمين بالذنوب، وهتكاً لستر الله جلّ جلاله الّذي كان قد ستر به ذنوب النبي (عليه السلام)، وطعناً على قول الله جلّ جلاله: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إنْ هُوَ إلاّ وَحْيٌ يُوحَى)(2)، وطعناً على إطلاق قوله جلّ جلاله: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أطَاعَ اللهَ)(3)، وطعناً على إجماع المسلمين أنّه صلوات الله عليه أفضل من جميع المرسلين، لانّ في المرسلين مَن لم يتضمّن القرآن الشريف ذكر ذنوب له متقدّمة ولا متأخّرة.

ومن أعجب تأويلات البلخي تجويزه أن يكون للنبي (صلى الله عليه وآله) ذنوباً في الجاهلية، وأفضل مقامات نبوّته في أيّام الجاهلية، لمجاهدته مع وحدته وانفراده بنفسه ومهجته في الدعوة إلى تعظيم الجلالة الالهية وقيامه بأمر يعجز عنه غيره من أهل القوّة البشريّة، لانّ كلّ مَن يطلب مغالبة الخلائق في المغارب والمشارق يقتضي العقل والنقل أنّه لا يظهر ذلك حتّى يكاتب ويراسل ويهيّء أعواناً وأنصاراً ويبعث دعاةً إلى الاطراف ويستظهر لنفسه بقوّة تقوم بحذاء الاعداء وأهل الانحراف، ومحمد (صلى الله عليه وآله) أظهر وهو وحده سرّه وكشف وهو منفرد فقير من المال والاعوان أمره وأوضح عن دعوته للخلائق أجمعين وأعابهم وكذّبهم وطعن عليهم وقدح في حالهم في الدنيا والدين، وكان كلّ

____________

(1) كذا في ط، وفي ع. ض: غلغاً.

(2) النجم: 53 / 3 ـ 4.

(3) النساء: 4 / 80.


الصفحة 452
لحظة من لحظاته وساعة من ساعاته على تلك الوحدة وتلك القوّة والشدّة أفضل مما جرت الحال مع جهاده مع وجود الانصار والاعوان، فكيف اعتقد البلخي أنّ قبل النبوّة كان صاحب ذنوب وعصيان؟!.

أقول:

واعلم أنّ التفسير الّذي يليق بكمال حال صاحب النبوة (صلى الله عليه وآله)وتعظيم الله جلّ جلاله لحاله أن يكون هذا الفتح فتح مكّة بغير قتال ولا جهاد، وهم كانوا أصل العداوة والعناد(1) والّذين أحوجوه إلى المهاجرة وإلى احتمال الاهوال الشداد إن لم يمنع من هذا التأويل مانع، فإنّ من ذلك الفتح كاتب الملوك كسرى وقيصر ونصارى نجران يدعوهم إلى الايمان وتلقاهم بلفظ العزيز القويّ عند مخاطبته لاهل الهوان.

وقد ذكر الكلبي(2) في تفسير قوله تعالى: (عَسَى اللهُ أنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ)(3)، فقال:

فتح مكة، فسمّاه الله فتحاً، فكان نزول: (إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) إنجازاً لذلك الوعد.

وقال جدّي الطوسي:

(فَتْحاً مُبِيناً) فتح مكّة، وحكى عن قتادة بأنّه بشارة بفتح

____________

(1) ع: والفساد.

(2) ع: الكليني.

(3) المائدة: 5 / 52.


الصفحة 453
مكة(1).

أقول:

وأمّا لفظ ما تقدّم من الذنب وما تأخّر، فالّذي نقلناه من طريق أهل بيت النبوة صلوات الله عليهم أنّ المراد منه: ليغفر لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر عند أهل مكة وقريش بمعنى ما تقدّم قبل الهجرة وبعدها، فإنّك إذا فتحت مكة بغير قتل لهم ولا استيصال ولا أخذهم بما قدّموه من العداوة والقتال غفروا ما كانوا يعتقدونه ذنباً لك عندهم متقدّماً أو متأخّراً وما كان يظهره من عداوتهم في مقابلة عداوتهم له، فلمّا رأوه قد تحكّم وتمكّن ولا استقضى ولا(2) استصفى غفروا ما ظنّوه من الذنوب المتقدّمة والمتأخّرة.

وهذا الّذي يليق بما اصطفاه الله على جميع أهل الاصطفاء، وجعله خاتم الانبياء، والحاكم عليهم يوم الجزاء، وأوّل مبعوث، وأوّل شافع، وأوّل مشفع، وأوّل مقدم يوم الحساب، وأوّل من يحكم(3) في دار العقاب ودار الثواب.

[110] فصل:

فيما نذكره من الجزء الحادي والثلاثين من تفسير البلخي، من الوجهة الثانية من القائمة الاخيرة من الكراس الثالث، قوله: (وَأنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أنْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ أحَداً وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ

____________

(1) التبيان: 9 / 310 ـ 311.

(2) حاشية ع: وما.

(3) حاشية ع: محكم.


الصفحة 454
فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الانَ يَجِدْلَهُ شِهَاباً رَصَداً)(1).

ثمّ ذكر البلخي اختلافاً بين المفسّرين في أنّه(2) هل كان رمي الشياطين والجنّ بالنجوم قبل مبعث النبي (صلى الله عليه وآله) أم لا؟ فذكر عن بعضهم أنه كان، وذكر عن بعضهم أنّه لم يكن، ثمّ قال البلخي ما هذا لفظه:

وإنّما دلّت الايه على أنّهم منعوا عند مبعث النبي (عليه السلام) بشدة الحراسة عن قليل ما كانوا يصلون إليه من المقاعد.

أقول:

واعلم أنّه ربما ظهر من الاية أنّه يمكن أن يكون رمي الشياطين بالنجوم قبل البعثة قليلاً وفي مقعد دون مقعد، لاجل قوله جلّ جلاله حكاية عنهم: (فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً)، ولو كانوا ما وجدوا فيها شُهباً قبل المبعث لعلّهم كانوا يقولون: فوجدنا فيها حرساً شديداً وشُهباً، فلمّا ذكروا أنّها ملئت، فكأنّه يقتضي أنّ السماء كانت قبل المبعث غير ملاءة من الحرس والشهب، فلمّا بعث (صلى الله عليه وآله) ملئت حرساً شديداً وشهباً.

[111] فصل:

فيما نذكره من الجزء الثاني والثلاثين من تفسير البلخي، من الوجهة الثانية من القائمة الاولى من الكرّاس الثاني، من تفسير قول الله جلّ جلاله: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَأ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ

____________

(1) الجنّ: 72 / 7 ـ 9.

(2) أنّه، من ط.


الصفحة 455
مُخْتَلِفُونَ)(1)، فقال البلخي.

في تأويله قولان:

أحدهما: أنّه القرآن.

والاخر: البعث.

قال: لانّ القرآن كانوا غير مختلفين في الجحود له، وإنّما كان الاختلاف في البعث.

أقول:

إن كان المرجع إلى النقل فيما نذكره، فقد كان ينبغي أن يرجع إلى القرآن الشريف في تسمية النبأ العظيم، وقد قال الله تعالى جلّ جلاله: (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْم بِالْمَلاَ الاْعْلَى إذْ يَخْتَصِمُونَ)(2)، ولعلّ مفهوم هذه الاية أن يكون النبأ العظيم حديث محمد (صلى الله عليه وآله) وما أخبر به من سؤال الملا الاعلى، لانّ تفسير القرآن بعضه ببعض أوضح وأحوط في العقل والنقل، وإن كان قد فهم المفسّرون أنّ قوله جلّ جلاله: (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ) غير ما ذكرناه، وكانت الامّة مجمعة على معنى واحد فيه، فيرجع إلى الاجماع الحقّ، وإن كان الحال يحتمل العمل بالروايات في تفسير النبأ العظيم، فقد روت جماعة من علماء الشيعة:

أنّ النبأ العظيم في هذه الاية مولانا عليّ صلوات الله عليه(3).

____________

(1) النبأ: 78 / 1 ـ 3.

(2) سورة ص: 38 / 67 ـ 69.

(3) راجع: تفسير القمي: 2 / 401.


الصفحة 456
فإنّ النبي (صلى الله عليه وآله) قال إنّه المراد بقوله تعالى: (وَتَعِيَهَا أُذنٌ وَاعِيَة)(1)(2).

وأنّه قال: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها»(3).

وأنّه قال: «أقضاكم عليّ»(4)، فجمع له المعلوم في القضاء.

وأنه كان يقول: «سلوني قبل أن تفقدوني فإنّني أعلم بطرق السماوات منّي بطرق الارض»(5).

وقد اختلفوا فيه، فيكون هو النبأ العظيم على هذا الّذي يخبر بالاسرار وتشتمل علومه على الانبياء والاخيار(6).

[112] فصل:

فيما(7) نذكره من تفسير محمّد بن السائب الكلبي، وعندنا منه من الجزء الحادي عشر إلى آخر التاسع عشر في مجلّد،

____________

(1) الحاقة: 69 / 12.

(2) راجع: المناقب للخوارزمي: 282 حديث 276 و 277، الدر المنثور 6/260، الفصول المهمّة: 123.

(3) مستدرك الحاكم: 3 / 127، أسمى المناقب: 76، المناقب لابن المغازلي: 80 حديث 120 وص81 حديث 121، فرائد السمطين 1 / 98 حديث 67.

(4) المناقب للخوارزمي: 81 حديث 66، ذخائر العقبى: 83.

(5) راجع: نهج البلاغة: 279 خطبة رقم 189، المناقب للخوارزمي: 91 و 92 حديث 83 و 85، فرائد السمطين 1 / 355 حديث 281.

(6) ط: الانباء والاخبار.

(7) في حاشية ع: لم يكن هذا الفصل بأسره في النسخة المنقولة من خطّه (رحمه الله).


الصفحة 457
فنذكرها هنا من الجزء الحادي عشر من الوجهة الثانية من القائمة الثالثة منه تماماً لما تقدّم من كون قريش نفذت عمرو بن العاص وغيره ليحتال في أخذ جعفر بن أبي طالب ومَن هاجر معه إلى الحبشة، وحملوا للنجاشي ملك الحبشة هدايا على ذلك، وسعوا بجعفر بن أبي طالب وأصحابه وقالوا: قد فارقونا وفارقوا ديننا وإنّهم على غير دينك، فجمع بينهم النجاشي، فقام جعفر قياماً جليلاً في مناظرة ملك الحبشة حتّى كشف له آثار الله جلّ جلاله في النبي (صلى الله عليه وآله) وبكى النجاشي، فقال الكلبي ما هذا لفظه:

فنظرت الحبشة إلى النجاشي وهو يبكي، ثمّ قال النجاشي: اللّهم إنّي وليّ اليوم لاولياء إبراهيم صدقوا والمسيح (إنّ أولَى النَّاسِ بِإبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ) يعني اتبعوا دينه (وَهَذَا النَّبِيُّ) يعني محمداً (وَالَّذِينَ آمَنُوا) معه (وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ)(1) بالنصر والحجّة، قوموا يا معشر القسّيسين والرهبان فلا تؤذوهم اليوم ولا تكلّموهم بعد مجلسي هذا، فمن كلّمه منكم فعليه عشرة دنانير، وأقرّ النجاشي بالاسلام، وبعث إلى النبي (عليه السلام) بإقراره بالاسلام، وارتحل من القسّيس والرهبان اثنان وثلاثون رجلاً حتّى قدموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فوافقوا عنده ثمانية رهط(2) من رهبان أهل الشام، وكانوا أربعين رجلاً.

____________

(1) آل عمران: 3 / 68.

(2) ع: وهط.


الصفحة 458
ثمّ ذكر الكلبي إسلامهم واعترافهم بمحمد (عليه السلام).

[113] فصل:

فيما نذكره من الجزء الثاني عشر من تفسير الكلبي، من الوجهة الثانية من القائمة السابعة من أوّل كرّاس منه بمعناه وأكثر(1)لفظه:

أنّ أبيّ ابن أبي خلف تبع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمّا رجع من أحد وقال: لا نجوت إن نجوت.

فقال القوم: يا رسول الله ألا تعطف عليه رجل منّا؟.

فقال رسول الله: «دعوه»، حتّى إذا دنا منه تناول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الحربة من الحرث بن الصمة ثمّ استقبله ثمّ انتقض بها انتقاضة تطايرنا عنه، واستقبله فطعنه في عنقه فخدش خدش(2) غير كبير وفر(3) عن فرسه مراراً واحتقن الدم في عنقه.

وقد كان قبل ذلك يلقى رسول الله بمكة ويقول: إنّ عندي لعوداً أعلفه كلّ يوم أقتلك عليه.

فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «بل أنا أقتلك إن شاء الله».

فلمّا خدشه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم أحد في عنقه

____________

(1) ع. ض: ذاكراً، والمثبت من حاشية ع.

(2) ع. ض: خدشة، والمثبت من حاشية ع.

(3) كذا في ط، وفي ع. ض: فتدادا، فلاحظ.


الصفحة 459
رجع إلى قريش فجعل يقول: قتلني محمد بمشقص، لما قاله رسول الله: «أنا أقتلك إن شاء الله».

فقالت له قريش حين رجع إليهم وبه الطعنة في رقبته(1) وهو يقول قتلني محمد: ما بك من بأس.

قال: بلى والله لقد قال لي: «أنا أقتلك»، والله لو بصق عليّ بعد تلك المقالة لقتلني.

فمات قبل أن يصل إلى مكة بالطريق.

هذا لفظ الكلبي إلاّ شاذّاً من تكراره.

[114] فصل:

فيما نذكره من الجزء الثالث عشر من تفسير الكلبي، من الوجهة الاوّلة من القائمة الثانية منه بلفظه، قال:

حدّثنا يوسف بن بلال، عن محمد، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، في قوله تعالى: (كُلُّ نَفْس ذَائِقَةُ الْمَوْتِ)(2)، قال: لمّا أنزل الله: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَان)(3) قالت الملائكة: هلك أهل الارضِ، فلمّا نزل (كُلُّ نَفْس ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) أيقنت الملائكة بالهلاك معهم، ثمّ قال: (وَإنّمَا تُوَفَّوْنَ أجُورَكُمْ) يعني جزاء أعمالكم في الدنيا، (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ) بعمله الصالح (فَقَدْ فَازَ) يعني نجا من النار وسعد في الجنة.

____________

(1) حاشية ع: عنقه.

(2) آل عمران: 3 / 185.

(3) الرحمن: 55 / 26.


الصفحة 460

[115] فصل:

فيما نذكره من الجزء الرابع عشر من تفسير الكلبي، أوّله من الوجهة الاوّلة من القائمة الثالثة منه، ونختصر لفظه من تفسير قوله تعالى: (إنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)(1)، قال:

لمّا جعل مطعم بن عدي بن نوفل لغلامه وحشي: إن هو قتل حمزة أن يعتقه، فلمّا قتله وقدموا مكّة فلم يعتقه، فبعث وحشي وجماعة إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم: أنّه ما يمنعنا من دينك إلاّ أنّنا سمعناك تقرأ في كتابك: أنّ مَن يدعو مع الله إلهاً آخر ويقتل النفس ويزني يلق أثاماً ويخلّد في العذاب(2)، ونحن قد فعلنا هذا كلّه.

فبعث إليهم بقوله تعالى: (إلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عملاً صَالِحاً)(3).

فقالوا: نخاف ألاّ نعمل صالحاً.

فبعث إليهم: (أَنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أنْ يُشرَكَ به وَيْغفرُ ما دُونَ ذَلِكَ لمن يَشاءُ)(4).

____________

(1) النساء: 4 / 48 و 116.

(2) إشارة إلى قوله تعالى: (وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إلَهاً آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً) الفرقان: 25 / 68 ـ 69.

(3) الفرقان: 25 / 70.

(4) النساء: 4 / 48.


الصفحة 461
فقالوا: نخاف ألاّ ندخل في المشية.

فبعث إليهم: (يَا عِبَاديَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً)(1) فجاءوا وأسلموا.

فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم لوحشي قاتل حمزة رضوان الله عليه: «غيّب وجهك عنّي، فإنّني لا أستطيع النظر اليك» فلحق بالشام فمات في الخمر.

هكذا حكى(2) الكلبي.

[116] فصل:

فيما نذكره من الجزء الخامس عشر من تفسير الكلبي، من الوجهة الاوّلة من القائمة الثانية منه بلفظه:

محمّد، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله: (وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ الله) يقول في طاعة الله (يَجِدْ فِي الارْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً)(3) يقول: في التحويل من الارض إلى الارض والسعة في الارض.

قال: فلمّا نزلت هذه الاية سمعها رجل من بني ليث شيخ

____________

(1) الزمر: 39 / 53.

(2) حاشية ض: ذكر.

(3) النساء: 4 / 100.


الصفحة 462
كبير يقال له جندع بن ضمرة، فقال: والله ما أنا ممّن استثنى الله، وإنّي لاجد حيلة، والله لا أبيت الليلة بمكّة، فخرجوا به يحملونه على سرير حتّى أتوا به التنعيم، فأدركه الموت بها، فصفق بيمينه على شماله ثم قال: اللّهم هذه لك وهذه لرسولك أبايعك على ما بايعك عليه رسولك، فمات حميداً.

فنزل: (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إلَى اللهِ وَرَسُولِه)بالمدينة (ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ) بالتنعيم (فَقَدْ وَقَعَ أجْرُهُ عَلَى اللهِ)، يعني: أجر الجهاد، وأجر المهاجرة على الله الجنّة (وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً)(1) لما كان في الشرك.

[117] فصل:

فيما نذكره من تفسير الجزء السادس عشر من تفسير الكلبي، من الوجهة الاوّلة من القائمة الثانية عشر منه، ونختصره لطول لفظه، من تفسير قوله تعالى: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الارْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ)(2)، قال:

هي دمشق وفلسطين وبعض الاردن، وكان الله قد سمّاها ميراثاً لابراهيم ولولده، فساروا مع موسى (عليه السلام)، فلمّا كان بجبال أريحا من الاردن بلغهم خبر قوم الجبّارين، فخافهم قوم موسى، فبعث اثني عشر جاسوساً من اثني عشر

____________

(1) النساء: 4 / 100.

(2) المائدة: 5 / 21.


الصفحة 463
سبطاً، فمضوا، فأقاموا أربعين يوماً وعادوا.

فقال عشرة منهم: إنّ الرجل الواحد منهم يدخل منّا مائة رجل في كمّه(1).

وقال يوشع بن نون وكالب بن يوحنا(2) ـ وكانا من جملة الاثني عشر ـ: ما الامر كما قالوا وقد خافنا الجبارون، وقالوا: متى دخلنا عليهم خرجوا من الباب(3) الاخر.

فقال قوم موسى (عليه السلام): كيف نصدق اثنين ونترك قول عشرة؟

أقول أنا:

فمالوا إلى الكثرة في الصورة، ولو فكّروا أنّ الاثنين معهما موسى وهارون، بل معهما الله جلّ جلاله وملائكته وخاصّته، لرأوا أنّ جانب الاثنين أكثر وأقوى وأظفر.

فقال قوم موسى (اذْهَبْ أنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ)(4).

فقال يوشع وكالب: (ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فإذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإنَّكُمْ غَالِبُونَ)(5).

____________

(1) ع. ط: مكة.

(2) ع. ض: يوقنا.

(3) ط: الجانب.

(4) المائدة: 5 / 24.

(5) المائدة: 5 / 23.


الصفحة 464
فلم يلتفت قوم موسى (عليه السلام) إلى ذلك.

فغضب موسى وقال: (إنِّي لاَ أمْلِكُ إلاَّ نَفْسِي وَأخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ)(1).

فابتلاهم الله بالتيه في الارض أربعين سنة.

فمات هارون، فقالوا بنوا إسرائيل لموسى (عليه السلام): أنتَ قتلته فأنزل الله سريراً وعليه هارون ميّت، حتّى صدّقوه.

ومات بعد ذلك موسى (عليه السلام) في أوقات التيه، وفتح الارض المقدّسة يوشع بن نون، وبلغ بالصدق ما لم يبلغ إليه قوم موسى (عليه السلام) من فتحها والتمكّن منها.

[118] فصل:

فيما نذكره من الجزء السابع عشر من تفسير الكلبي، ونذكر حديثاً أوّله من آخر الجزء السادس عشر وتمامه من الجزء السابع عشر، في تفسير قوله جلّ جلاله: (قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير)(2):

وضع ابن صوريا يده على ركبة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال: هذا مكان العائذ بك أعيذك بالله أن تذكر لنا الكثير الّذي أمرت أن تعفو عنه.

فأعرض عنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن ذلك.

فقال ابن صوريا: أخبرني عن خصال ثلاث أسألك عنهنّ

____________

(1) المائدة: 5 / 25.

(2) المائدة: 5 / 15.


الصفحة 465
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «ما هن»؟

فقال: أخبرني كيف نومك؟

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «تنام عيني وقلبي يقضان».

فقال له: صدقت، فأخبرني عن شبه الولد بأمّه ليس فيه من أبيه شيء، أو شبهه أباه ليس فيه من شبهه أمّه شيء؟

فقال له: «أيّهما علا ماؤه ماء صاحبه كان له الشبه».

قال: صدقتَ، أمرك أمر نبي، قال: فأخبرني ما للرجل من الولد وما للمرأة منه؟

قال: فأغمي رسول الله طويلاً، ثمّ جلي عنه محمرّاً وجهه يفيض عرقاً، ثم قال رسول الله: «اللّحم والدم والضفر والشعر للمرأة، والعظم والعصب والعروق للرجل».

قال: صدقتَ، أمرك أمر نبي، فأسلم ابن صوريا.

قال: يا محمّد مَن يأتيك بما تقول؟

قال: «جبرئيل».

قال: صفه لي.

فوصفه له النبي (عليه السلام).

قال: فإنّي أشهد أنّه في التوراة كما قلت وأنّك رسول الله حقّاً صدقاً، وأسلم ابن صوريا ووقعت به اليهود فشتموه.

[119] فصل:

فيما نذكره من الجزء الثامن عشر من تفسير الكلبي، من الوجهة الثانية

الصفحة 466
من القائمة الثامنة منه بلفظه، قال:

وحدّثني محمّد، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، في قوله جلّ جلاله:(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أبْنَاءَهُمْ)(1)، قال: لمّا قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة قال عمر بن الخطاب لعبدالله بن سلام: إنّ الله قد أنزل على نبيّه بمكة: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أبْنَاءَهُمْ الَّذِينَ خَسِرُوا أنْفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ)، فكيف يا عبدالله بن سلام هذه المعرفة؟

فقال عبدالله بن سلام: يا عمر، لقد عرفته فيكم حين رأيته بنعته وصفته كما أعرف ابني إذا رأيته مع الصبيان يلعب ولانا أشدّ معرفة بمحمّد منّي بابني.

فقال عمر: وكيف ذلك يابن سلام؟

قال: لانّني أشهد أنّه حقّ من الله.

[120] فصل:

فيما نذكره من الجزء التاسع عشر من تفسير الكلبي، من الوجهة الاوّلة من القائمة الرابعة عشر، قال:

فحدّثني محمّد، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال:

جاء مالك بن عوف أبو الاحوص الجشمي(2) إلى رسول

____________

(1) الانعام: 6 / 20.

(2) ض: الجشيمي.

وراجع عنه في: الاصابة: 5 / 551 رقم 7691.


الصفحة 467
الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا محمد بلغنا أنّك تحرّم أشياء ممّا كان آباؤناعليها يفعلونها ويستحلّونها؟ قال: وكان رجلاً له رأي.

فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أرأيت البحيرة والسائبة والوصيلة والحام متى حرمتموها؟».

قال: وجدنا عليها آباءنا فاستننّا بهم وبدينهم.

فقال رسول اك صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله خلق (ثمانِيَةَ أَزْوَاج)يقول: أصنافاً (منَ الضَّانِ اثْنَيْنِ) يقول: ذكراً وأنثى (وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ) ذكراً وأنثى يعني بالذكر زوج وبالانثى زوج (قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أمِ الاُْنْثَيَيْنِ) من أين جاء هذا التحريم (أمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أرْحَامُ الاُْنْثَيَيْنِ)فانّها لا تشتمل إلاَّ على ذكر أو أنثى من أين جاء هذا التحريم (نَبِّئُونِي بِعِلْم إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) إنّ الله حرّم ما تقولون».

فسكت ابن عوف فلم يتكلّم وتحيّر، وعرفوا ما يريدهم به، فلو أنّهم قالوا من قبل الانثيين جاء التحريم حرم عليهم كلّ أنثى، ولو قالوا من قبل الذكرين حرم عليهم كلّ ذكر، وعرفوا أنّ الارحام لا تشتمل إلاّ على ذكر أو أنثى (نَبّئونِي بِعِلم إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).

فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «مالَكَ يا مالِك لا

الصفحة 468
تتكّلم»؟

فقال مالك: بل تكلّم أنت فأسمع.

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «(وَمِنَ الاْبِلِ اثْنَيْنِ)ذكراً وأنثى (وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أمِ الاْنْثَيَيْنِ)من أين جاء هذا التحريم من قبل الذكرين أم من قبل الانثيين (أمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ) شهوداً حضوراً (إذْوَصَّاكُمُ اللهُ بِهَذَا)(1) يقول: أمركم بهذا».

قال: فلمّا خصمه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال مالك بن عوف: يا رسول الله إنّ معي أممٌ من قومي فآتيهم فأخبرهم عنك.

قال: فأتى قومه، فقالوا له: كيف رأيت محمداً؟

قال: رأيتُ رجلاً معلّماً.

[121] فصل:

فيما نذكره من مجلّد آخر من تفسير الكلبي، أوّله سورة محمد (صلى الله عليه وآله) إلى آخر القرآن، فنذكر من تفسير سورة نون من أواخر الوجهة الّتي بدأ الكلبي بها، قال:

حدّثنا محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال:

كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا يزال يسمع الصوت قبل أن يوحى إليه فيذعر(2) منه، فيشكو ذلك إلى خديجة، فتقول

____________

(1) الانعام: 6 / 143 ـ 144.

(2) ع: فيدعي.