ثمّ إنّ عكرمة بن عمار الذي روى عنه إسماعيل بن زياد أيضاً مقدوح ـ كما ذكره الثقات النقاد ـ فإنّ يحيى القطان قال: إنّ أحاديثه عن يحيى بن أبي كثير ضعيفة، وقال أحمد بن حنبل: إنّه ضعيف الحديث، وقال البخاري: إنّه مضطرب الحديث ; قال في الميزان:
«عكرمة بن عمار، أبو عمار العجلي اليمامي، عن الهرماس بن زياد، وله رواية عن طاووس، وسالم، وعطاء، ويحيى بن أبي كثير، وعنه يحيى القطان، وابن مهدي، وأبو الوليد وخلق ; روى أبو حاتم، عن ابن معين: كان اُميّاً حافظاً ; وقال أبو حاتم: صدوق ربما يهم ; وقال يعقوب بن شيبة: ثنا غير واحد، سمعوا يحيى بن معين يقول: ثقة ثبت ; وقال عاصم بن عليّ: كان مستجاب الدعوة ; وقال يحيى القطان: أحاديثه عن يحيى بن أبي كثير ضعيفه ; وقال أحمد بن حنبل: ضعيف الحديث، قال: وكان حديثه عن إياس بن سلمة صالحاً ; وقال الحاكم: أكثر مسلم الاستشهاد به ; وقال البخاري: لم يكن له كتاب فاضطرب حديثه عن يحيى ; وقال محمّد بن عثمان: سمعت عليّاً يقول: عكرمة بن عمار وكان عند أصحابنا ثقة ثبتاً ; وقال أحمد: أحاديثه عن يحيى ضعاف ليست بصحاح.
عباس بن عبد العظيم، سمعت عليّ بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن مهدي أنّه كان مع سفيان عند عكرمة بن عمار قال: فجاء يكتب عنده، فقلت: يا أبا عبد
____________
(1) ميزان الاعتدال: 1 / 389 (886)، وانظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: 2 / 170.
أبو الوليد، ثنا عكرمة، ثنا الهرياس بن زياد، قال: أبصرت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبي مردفي على جمل، وأنا صبيّ صغير، فرأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)يخطب الناس على ناقته الغضباء بمنى ; أخبرني أحمد بن هبة الله، أخبرنا أبو روح، أنا تميم الجرجاني، أنا أبو سعيد الطيب، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلي، ثنا عبد الله بن بكار، ثنا عكرمة بن عمار، عن الهرماس بن زياد، قال: رأيت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الاضحى يخطب على بعيره.
مؤمّل بن إسماعيل، ثنا عكرمة بن عمار، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) زجر زجراً وقال: (هدم المتعة الطلاق والعدّة والميراث).
عفيف بن سالم، ثنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً: (الربا سبعون باباً أدناها عند الله كالرجل يقع على امّه).
الحسن بن سوار، وهذا حديثه: ثنا عكرمة بن عمار، عن ضمضم بن حوش، عن عبد الله بن حنظلة بن الراهب، (رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يطوف بالبيت على ناقة لا ضرب ولا طرد ولا اليك إليك).
النصر بن محمّد اليمامي، ثنا عكرمة بن عمار، ثنا أبو رميل الحنفي، عن
أبو عاصم، ثنا عكرمة بن عمار، عن الهرماس، قال: (رأيت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)يستلم الركن بمحجن معه ثمّ يقبل طرفه).
عمر بن يونس، ثنا عكرمة، عن الهرماس، قال: (أتيت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنا غلام لابايعه فلم يبايعني).
أبو محروبة، ثنا عمرو بن هشام، ثنا أبو قتادة الحراني، عن عكرمة بن عمار، عن الهرماس: (رأيت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلّي على راحلته نحو المشرق).
إسماعيل بن زياد الايلي، ثنا عمرو بن يونس، عن عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة، عن أبيه: أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (أبو بكر خير الناس إلاّ أن يكون نبيّ) رواه ابن عدي، فقال: حدثنا محمّد بن أحمد بن هارون، ثنا أحمد بن الهيثم، ثنا إسماعيل هذا ; وفي صحيح مسلم: قد ساق له أصلاً منكر، عن سماك الحنفي، عن ابن عباس في الثلاثة التي طلبها أبو سفيان، وثلاثة أحاديث اخر بالاسناد»(1).
____________
(1) ميزان الاعتدال: 5 / 113 (5719)، وانظر الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي: 6 / 478 (1412)، التهذيب لابن حجر العسقلاني: 4 / 159 (5470)، الضعفاء الكبير للعقيلي: 3 / 378 (1415)، الجامع في العلل لابن حنبل: 2 / 32، الثقات لابن حبّان: 5 / 233.
الفصل الحادي والثلاثون
[ في شفاعة أبي بكر ]
ومن ترهاتم التي ترهقهم تبعات الغوائل، وتكذّبها ساطعة البراهين والدلائل، مافي الرياض النضرة:
«عن جابر بن عبد الله، قال: كنّا عند النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: (يطلع عليكم رجل لم يخلق الله بعدي أحداً خيراً منه، ولا أفضل، وله شفاعة مثل شفاعة النبيين، فما برحنا حتى طلع أبو بكر، فقام النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فقبله والتزمه) خرّجه الحافظ الخطيب أبو بكر أحمد بن ثابت البغدادي»(1) إنتهى.
وقال الوصابي في الاكتفاء:
«وعن جابر (رضي الله عنه) كنّا عند النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: (يطلع عليكم رجل لم يخلق الله بعدي أحداً خيراً منه، ولا أفضل، وله شفاعة مثل شفاعة النبيين، فما برحنا حتى طلع أبو بكر، فقام النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فقبّله والتزمه)
____________
(1) الرياض النضرة للطبري: 2 / 28 (435)، وانظر تاريخ بغداد للخطيب: 3 / 340 (1457).
وهذه الكذبة من أفحش عر هم وهجرهم، وأقبح نكرهم وبجرهم، علائم الوضع على ناصيتها بادية، وركاكة لفظها على بطلانها منادية، فإنّها ترفع عقيرتها بمساواة أبي بكر ومجاراته للانبياء، فإنّ مماثلة شفاعته لشفاعتهم أوضح دليل وأبلغ برهان عليه.
بل هذا البهتان يدلّ عند الامعان على أفضليّة أبي بكر على الانبياء، فإنّه يدلّ على أنّ له شفاعة مثل شفاعة جميع الانبياء، فإجتمع فيه ما تفرّق فيهم، فهو أفضل منهم ـ العياذ بالله ـ من ذلك.
وبالجملة: فبطلان هذا الكذب المعيب ممّا لا يستريب فيه أريب(*).
____________
(1) الاكتفاء للوصابي مخطوط.
(*) وهذا الحديث لم يرويه إلاّ الخطيب، ونقله عنه الطبري، وفي اسناده محمّد بن أحمد المفيد، وقد ترجم له الخطيب نفسه، ونقل عن البرقاني قوله: ليس بحجة، وقال أبو سعيد الماليني: روى مناكير انظر تاريخ بغداد: 1 / 363 (268).
وقال الذّهبي في ترجمته: روى مناكير عن مجاهيل، انظر ميزان الاعتدال: 6 / 48 (7164)، وفي المغني أيضاً: مجمع على ضعفه واتهم: 2 / 260 (5261).
الفصل الثاني والثلاثون
[ في منزلة أبي بكر عند النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ]
ومن خزعبلاتهم التي بطلانها بمنزلة الضروريّات، وسخافتها في العقول والالباب من البديهيّات، ما إفتعلوه من أنّ منزلة أبي بكر من رسول الله كمنزلته من الله تعالى.
قال في الرياض النضرة، في فضائل أبي بكر:
«ذكر منزلته عند النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): عن ابن عباس، قال: (رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واقفاً مع عليّ إذ أقبل أبو بكر، فصافحه النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وعانقه وقبّل فاه، فقال عليّ، أتقبّل فا أبي بكر؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أبا الحسن! منزلة أبي بكر عندي كمنزلتي عند ربّي) خرّجه الملاّ في سيرته»(1) إنتهى.
وكيف يلتاط هذا الباطل لاصغر عاقل!! وهو ينادي صريحاً على تفضيل أبي بكر على سائر الخلق من الانبياء والملائكة.
____________
(1) الرياض النضرة للطبري: 2 / 115 (565)، وانظر وسيلة المتعبدين للملا 5 / 2 / 97.
____________
(*) لو قلنا بصحّة هذا الحديث فانّ دلالته تعارض دلالة حديث آخر لرسول الله قاله في حقّ عليّ (عليه السلام)والمشهور عند الفريقين، أضف الى انّ نفس إمامهم قد أقرّ بها لعليّ (عليه السلام) كما يذكرون ذلك في رواياتهم ـ وسوف تاتي تباعاً ـ فيا للعجب! كيف ينسب النواصب فضيلة لامامهم وقد أقرّها لشخص آخر!!!.
ـ ولعمري، لو كان هذا صحيحاً فلماذا ردّه النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عن تبليغ سورة براءة وأعطاها لرجل منه بأمر من الله تعالى.
لكن النواصب لما هاموا بحبّ أئمتهم عمدوا الى وضع فضائل لهم في قبال ما لاهل البيت (عليهم السلام) من الفضائل الوارده بالاسانيد الصحيحة، فانك لو لاحظت أحاديثهم الموضوعة في فضائل أئمتهم لوجدتها مقتبسة من أحاديث فضائل أهل البيت (عليهم السلام).
وغايتهم القصوى هي معارضة تلك الثوابت بهذه الخزعبلات، والايهام بأن تلك وهذه في الوضع والاختلاق سيّان.
الفصل الثالث والثلاثون
[ في عدم تكذيب أبي بكر للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ]
ومن طرائف أكاذيبهم، ما افتروه ـ من شدّة جداعتهم ـ على عليّ (عليه السلام)، ففي الرياض النضرة، في مناقب أبي بكر:
«ذكر إختصاصه بأنّه لم يكذّب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قطّ: عن ابن عباس قال: (جاء أبو بكر وعليّ يزوران قبر النبيّ بعد وفاته بستّة أيّام، فقال عليّ لابي بكر: تقدّم يا خليفة رسول الله، فقال أبو بكر: ما كنت لاتقدّم رجلاً سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)يقول: عليّ منّي كمنزلتي من ربّي، فقال عليّ: ما كنت لاتقدّم رجلاً سمعت رسول الله يقول: ما منكم من أحد إلاّ وقد كذّبني غير أبي بكر، وما منكم من أحّد يصبح إلاّ على بابه ظلمة إلاّ باب أبي بكر، فقال أبو بكر: أسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقوله؟ قال: نعم، فأخذ أبو بكر بيد عليّ، ودخلا جميعاً). خرّجه ابن السمان في الموافقة ولعلّه: «على باب قلبه» والله أعلم وهو المراد»(1) إنتهى.
____________
(1) الرياض النضرة للطبري: 2 / 6 (394).
«وعن ابن عباس (رضي الله عنه) قال (جاء أبو بكر وعليّ يزوران قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)بعد وفاته بستّة أيّام، فقال عليّ لابي بكر: تقدّم يا خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال أبو بكر: ما كنت لاتقدّم رجلاً سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: عليّ منّي كمنزلتي من ربّي، فقال عليّ: [ ما كنت أتقدّم ] رجلاً سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ما منكم من أحّد إلاّ وقد كذّبني غير أبي بكر، وما منكم من أحد يصبح إلاّ على بابه ظلمة إلاّ باب أبي بكر، فقال أبو بكر: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقوله؟ قال: نعم، فأخذ أبو بكر بيد عليّ ودخلا جميعاً) أخرجه الحافظ أبو سعيد إسماعيل علي بن السمان الرازي في الموافقة»(1)إنتهى.
وقد ثبت آنفاً(2) كذب ما نقل في أبي بكر بدليل العقل ; لانّه يتضمّن هجو الصحابة وذمّهم، ولومهم وتأنيبهم، وتعييرهم وتقبيحهم، على أبلغ الوجوه وأقصى الغاية، والعياذ بالله أن ينسب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) الصحابة بأجمعهم إلى الظلمة، وهو الذي أخرجهم من الظلمة إلى النور، ومن الغم والحزن إلى السرور.
وانظر! الى ذهول المحبّ الطبري عن قواعد مذهبه، وقوانين دينه، وشدّة جلاعته، كيف يورد مثل ذلك الباطل في كتابه مبتهجاً به، ويفسره بأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أثبت على قلوب الاصحاب ظلمة!!، هل هذا إلاّ قول الملحدين والزائغين عن الشريعة والدين؟!.
____________
(1) الاكتفاء للوصابي مخطوط.
(2) ذكر هذا في الفصل السابع والعشرون فراجع.
ثمّ من البديع! ما نقلوا في هذه الرواية من أبي بكر في شأن عليّ (عليه السلام)، فإنّ قوله: «ما كنت لاتقدّم رجلاً... الخ» صريح في أنّ التقدّم على عليّ (عليه السلام)ممنوع في المشيء وأمثاله أيضاً.
فياليت شعري! كيف يجوز التقدّم عليه في الرئاسة! وكيف يجوز لاحد جعل نفسه رئيساً عليه وجعله مرؤوساً له؟!.
والحمد لله لتنطّق أهل الباطل بالحقّ والصّدق، حيث أنطقه بما أبطل خلافته ورئاسته وتقدّمه على عليّ وسائر أهل البيت (عليهم السلام).
ثمّ إنّ ما نقل أبو بكر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، من أنّ منزلة عليّ عنده كمنزلته من الله ; صريح في أفضليّته على الكلّ، وأرجحيّته وتقدّمه وأمثليّته وأشرفيّته، ومن هناك إستدلّ أبو بكر أيضاً بهذا القول على عدم جواز التقدّم عليه (عليه السلام)، فهذا أدلّ دليل وأوضح برهان على تعيّنه (عليه السلام) للامامة، فإنّ من يكون منزلته من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كمنزلة الرسول من الله، كيف يجوز أن يكون مرؤوساً لاحد من الناس وتابعاً ايّاه؟!.
ومن الظريف! إنّ النواصب الكاذبين قد حوّلوا هذه الفضيلة إلى أبي بكر، ورووا هذا القول في حقّ أبي بكر من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم يحتلفوا بأنّ أبا بكر نفسه يكذّبهم، ويدمر على باطلهم، ويصرّح بأنّ هذا القول قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)في عليّ لا في أبي بكر، فإنّ هذا القول لو قاله رسول الله في أبي بكر أيضاً لما
ثمّ إنّه لا يمكن ورود هذا القول في شأن رجلين ـ كما لا يخفى على المتدبر اللبيب ـ لانّ هذه المنزلة ممّا لا يمكن فيها التشارك.
ثمّ إنّ عدم إنكار عليّ على أبي بكر أيضاً صريح، في أنّ القول لم يقله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أبي بكر، وإلاّ لقال في جوابه: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقل فيّ بل قال في حقّك، أو أنّه قد قال فيك أيضاً فما وجه تخصيصك إيّاه بي؟.
الفصل الرابع والثلاثون
[ في منزلة أبي بكر من النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ]
ومن الاكاذيب الفاضحة الظاهرة، والموضوعات الواضحة السائرة، إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (أبو بكر منّي وأنا منه، وهو أخي في الدنيا والاخرة)(1).
ولعمري، إنّ هذا الكذب الشنيع ممّا فضحهم في الدنيا والاخرة، وهو ممّا رواه الديلمي في الفردوس، ولا غرو من ذلك، فإنّه بتصريحات أئمتهم على رواية الموضوعات متهالك، قال السيوطي في الجامع الصغير:
«(أبو بكر منّي وأنا منه، وأبو بكر أخي في الدنيا والاخرة) مرّ عن عائشة»(2).
وهذا الحديث ممّا لا يليق أن يرويه متدين فاضل، ولا أن يؤمن به ويصدّقه عاقل، وأمّا راويه فقد كذّبه أرباب الرجال، ووصفوه بالكذب والوضع
____________
(1) انظر كنز العمّال للمتقي الهندي: 11 / 44 (32550)، والصواعق المحرقة لابن حجر: 1/197.
(2) الجامع الصغير للسيوطي: 1 / 22 (72)، وانظر فردوس الاخبار للديلمي: 1/530 (1784).
وقد نطق المناوي في فيض القدر بالحقّ والصواب، وقال: إنّه ينبغي حذفه من الكتاب، وهذه عبارته في شرح هذا الحديث:
«رمز لضعفه وليس يكفي منه ذلك، بل كان ينبغي حذفه، إذ فيه عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، قال الذّهبي في الضعفاء: كذّبوه، وفي الميزان عن أبي حاتم: كان يكذب، وعن الدارقطني: يضع الحديث.
ثمّ رأيت المؤلّف نفسه تعقبه بذلك في الاصل، فقال: فيه عبد الرحمن بن جبله كذبوه»(2).
ثمّ راجعت إلى أصل الميزان فوجدت فيه أنّه قال:
«عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، عن سلام بن أبي مطيع، وسعيد بن أبي عبد الرحمن ; قال أبو حاتم: كان يكذب، فضربت على حديثه ; وقال الدارقطني: متروك، يضع الحديث»(3).
ولا يخفى عليك! إنّهم قد وضعوا سوى ذلك عدّة أحاديث في أخوّة أبي بكر للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد رواه شيوخهم وأئمتهم، وأقحموها في صحاحهم(4).
قال في الرياض النضرة: «ذكر تخصيصه بالاخوّة والصحبة: عن ابن
____________
(1) راويه عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة المتروك الكذاب.
(2) فيض القدير للمناوي: 1 / 120 (72)، وانظر المغني في الضعفاء للذهبي: 1 / 608 (3607)، وفيه: كذبه غير واحد، الجرح والتعديل لابن ابن حاتم: 5 / 267 (1260).
(3) ميزان الاعتدال: 4 / 305 (4933).
(4) ذكر ذلك النسائي في الفضائل، وكذا الطيالسي، وأحمد بن حنبل، ومسلم، والطبراني، وأبو يعلي الموصلي، وابن حبّان، والبخاري، وغيرهم.
«وعن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لو كنت متخذاً خليلاً، لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن أخي وصاحبي) خرجه البخاري»(2).
ومن البديع! إنّهم بعد رواية هذه الاكذوبات، ذهلوا وغفلوا حتى وضعوا ما يكذبها بأجمعها، ممّا يدلّ على أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نصّ على أنّ أبا بكر لم يكن أخاً له (صلى الله عليه وآله وسلم).
ومن العجب! إنّ صاحب الرياض نفسه قد روى هذه الروايات أيضاً، فقال بعدما سبق بعدّة أوراق: في ذكر ما جاء في الترغيب في محبّة أبي بكر:
«عن أنس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (حبّ أبي بكر واجب على اُمّتي) خرّجه الحافظ السلفي في مشيخته»(3).
«وعنه قال: (كنّا في بيت عائشة أنا ورسول الله وأبو بكر، وأنا يومئذ ابن خمس عشرة سنة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أبا بكر! ليت أنّي أتيت إخواني، ليت أنّي لقيت إخواني، فإنّي أحبهم، فقال أبو بكر: يا رسول الله نحن إخوانك؟ قال: لا أنتم أصحابي، ألا تحب يا أبا بكر قوماً أحبّوك
____________
(1) الرياض النظرة للطبري: 2 / 9 (400)، وانظر صحيح مسلم: 4 / 1478 (2383)، صحيح ابن حبّان: 15 / 272 (6856).
(2) الرياض النضرة للطبري: 2 / 10 (401)، وانظر صحيح البخاري: 5 / 63 باب فضائل أصحاب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).
(3) الرياض النضرة للطبري: 2 / 153 (628)، لم نجده في المشيخة المطبوع.
«وعن عبد الله بن أبي أوفى، قال: (خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوماً فقعد فقال: يا عمر إنيّ أشتاق إلى إخواني [ قال عمر: يا رسول الله أفلسنا إخوانك؟ قال: لا أنتم أصحابي، ولكن إخواني قوم آمنوا بي ولم يروني، قال: فدخل أبو بكر على بقية ذلك، فقال عمر: يا أبابكر إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إني أشتاق إلى إخواني، فقلت: يا رسول الله ألسنا إخوانك؟ قال: لا ولكن أنتم أصحابي، ولكن إخواني قوم آمنوا بي ولم يروني، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أبا بكر ألا تحبّ قوماً بلغهم أنّك تحبني فأحبوك بحبّك إيّاي فأحبّهم أحبهم الله) خرجه ابن فيروز»(2) ](3).
____________
(1) الرياض النضرة للطبري: 2 / 154 (629)، اخرجه الديلمي في مسند الفردوسي: 5 / 308 (8275)، وابن عساكر في تاريخه: 30 / 137 ـ 139 بعدة أسانيد مع إختلاف يسير.
(2) الجامع الصغير للسيوطي: 1 / 22 (72).
(3) نقلناه من المصدر.
الفصل الخامس والثلاثون
[ في رفقة أبي بكر للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في الجنّة ]
ومن خرافاتهم ما إفتروه من رفاقة أبي بكر له في الجنّة، وهذا كذب بارد لا يصدّقه إلاّ ذو جنّة.
قال في الرياض النضرة:
«عن ابن عمر، أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (لكلّ نبيّ رفيق، ورفيقي في الجنّة أبو بكر) خرجه ابن الغطريف»(1)(*).
____________
(1) الرياض النضرة للطبري: 3 / 73 (493).
(*) وقد أورده ابن عساكر في تاريخه بطريقين، وفيهما محمّد بن محمّد بن سليمان أبو بكر الباغندي المدلّس الخبث، والكذّاب المخلّط، ومصحّف وكبير الخطأ.
فقد قال فيه الدارقطني: مخلّط مدلّس يكتب عن بعض من حضره من أصحابه ثمّ يسقط بينه وبين شيخه ثلاثة، وهو كبير الخطأ، انظر سؤالات السلمي للدارقطني: 285 (306).
وقال ابن عدي في الكامل: وللباغندي أشياء أنكرت عليه من الاحاديث، وكان مدلساً يدلس على ألوان انظر الكامل في ضعفاء الرجال 7: 564 (1788).
وقال الاسماعيلي: لا أتهمه ولكنه خبيث التدليس ومصحف أيضاً، انظر ميزان الاعتدال 6: 321 (8136).
وقد ضعفه ابن الجوزي ونقل عن إبراهيم الاصبهاني انه قال: كذاب، انظر الضعفاء والمتروكين 3: 97 (3182).
ولعمري، لا يصدقهما أحّد إلاّ الممنوّ بالصفاقة.
ثمّ إنّهم قد قلبوا هذا الحديث الناصّ على حصول الرفاقة لابي بكر باليقين والبت، إلى الدعاء الذي لا يجب تحققه على مذهب السنّيّة، فقالوا: إنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا الله تعالى أن يجعل أبا بكر رفيقه في الجنّة، ففي الرياض النضرة:
«وعن الزبير، إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (اللهمّ إنّك جعلت أبا بكر رفيقي في الغار، فإجعله رفيقي في الجنّة) خرجه في الفضائل»(2).
ولا أدري! ماذا حداهم إلى هذا التقليب المعيب، وكيف لم يدروا مافيه من تنقيص فضل أبي بكر وبخس حقّه!، وكيف احتجّ صاحب الرياض بمثل هذه الخرافة وركن إليها، ولم يعلم أنّها مقدوحة مجروحة، وراويها غير ثقة كذّاب يضع الحديث! ; ففي الميزان للذّهبي:
____________
(1) انظر الرياض النضرة للطبري: 3 / 24 (1046) (1047)، فضائل الصحابة لابن حنبل: 1 / 466 (757)، السنن لابن ماجة: 1 / 78 (109)، الجامع الكبير للترمذي: 6 / 67 (3698).
(2) الرياض النضرة للطبري: 2 / 73 (494).
ابن عدي، ثنا يحيى بن محمّد بن أبي حرملة، ثنا محمّد بن الوليد بن أبان، ثنا مصعب بن سعيد، ثنا عيسى بن يونس، عن وائل بن داود، عن البهي، عن الزبير بن العوام، قال: قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) (اللهمّ إنّك جعلت أبا بكر رفيقي في الغار، فاجعله رفيقي في الجنّة).
قلت: وهو محمّد بن الوليد بن أبان القلانسي المخزمي، يروي عن روح ابن عبادة ومكي، ويزيد بن هارون ; قال أبو حاتم: ليس بصدوق ; وقال الدارقطني: ضعيف، وقد فرّق الخطيب بين مولى بني هاشم وبين المخزمي، والله أعلم»(1).
وبالجملة: هذان الخبران قد كذّبهما أخبارهم الموضوعة، فلا حاجة بنا الى الاطالة في إبطالهما.
____________
(1) ميزان الاعتدال: 6 / 360 (8299)، وانظر الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي: 7/542 (1771)، وفيه: يضع الحديث ويوصله ويسرق ويقلب الاسانيد والمتون، الجرح والتعديل لابن ابي حاتم: 8/113، وفيه: لم يكن يصدق.
«عن أبي ذر قال: (دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منزل عائشة، فقال: يا عائشة، ألا أبشّرك؟ قالت: بلى يا رسول الله! قال: أبوك في الجنّة ورفيقه إبراهيم الخليل (عليه السلام)، وعمر في الجنّة ورفيقه نوح (عليه السلام)، وعثمان في الجنّة ورفيقه أنا، وعليّ في الجنّة ورفيقه يحيى بن زكريا، وطلحة في الجنّة ورفيقه داود (عليه السلام)، والزبير في الجنّة ورفيقه إسماعيل (عليه السلام)، وسعد بن أبي وقاص في الجنّة ورفيقه سليمان بن داود (عليه السلام)، وسعيد بن زيد في الجنّة ورفيقه موسى بن عمران (عليه السلام)، وعبد الرحمن بن عوف في الجنّة ورفيقه عيسى بن مريم، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنّة ورفيقه إدريس (عليه السلام)، ثمّ قال: يا عائشة، أنا سيّد المرسلين، وأبوك أفضل الصدّيقين، وأنت أمّ المؤمنين) خرجه الملاّ في سيرته»(1) إنتهى.
فهذا الخبر المكذوب الباطل يصرّح جهاراً، بأنّ رفاقة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الجنّة مخصوصة بعثمان لاحظّ لابي بكر منها في شيء، وإنّما رفاقته تختصّ بإبراهيم الخليل (عليه السلام)، فكيف يصدق بعد ذلك أنّ رسول ناقض نفسه ـ العياذ بالله ـ في ذلك، فذكر إنّ رفيقه أبو بكر، وأخرج الثالث من هذا الفضل الجزيل وعزله عنها، أو خالف على الله تعالى؟!.
فمع علمه بتخصّص عثمان بهذه الفضيلة وتنحيته أبي بكر عنه، دعا الله تعالى أن يبخس عثمان فضله ويعزله عن تلك المرتبة المنيفة ويخصّها بأبي بكر!.
____________
(1) الرياض النضرة للطبري: 1 / 216 (50)، وانظر سيرة المتعبدين للملا 5 / 2 / 196.
الفصل السادس والثلاثون
[ في مشاورة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لابي بكر ]
ومن غرائب أكاذيبهم التي تقصر عن تبيين شناعتها العبارة، وعادت عليهم بالخزي والخسارة، وضعوا ما يدلّ على أنّ رسول الله محتاج إلى أبي بكر في الاستشارة.
قال المحبّ الطبري في الرياض النضرة، في مناقب أبي بكر:
«ذكر إختصاصه بأمر الله تعالى نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) بمشاورته: عن عبد الله بن عمر ابن العاص، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: (أتاني جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمّد، إنّ الله تبارك وتعالى أمرك أن تستشير أبا بكر) خرجه تمام في فوائده، وأبو سعيد النقاش»(1).
وقد روى ابن حجر أيضاً هذه الفرية في صواعقه ونواعقه، وصدّقها وآمن
____________
(1) الرياض النضرة للطبري: 2 / 66 (483)، وانظر الفوائد لتمام بن محمّد بن عبد الله الرازي: 2 / 1478، جامع الاحاديث للسيوطي: 1 / 78 (374).
أو ما يرون مافيه من حطّ مرتبة النبوّة والغضّ منها، حيث جعلوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) محتاجاً إلى الاستشارة والتعليم، وهل ذلك إلاّ من أكاذيب الشيطان اللئيم الرجيم؟!.
ومن طريف! عصبيتهم أنّهم يكذّبون بعض الاحاديث الدالّة على أنّ مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومع الائمة ملكاً يوفقهم ويسدّدهم، ويضحكون عليه، ويغمزون ويهمزون، ويقولون: إنّ المعصوم لا يحتاج إلى مسدّد ومؤدب، وإنّه ينافي العصمة.
قال صاحب التحفة في ذكر ما نسب إلى الشيعة من الاستدلال على أفضليّة الائمّة على الانبياء السابقين:
«[ الشبهة الثالثة: تمسكهم برواية سعد بن عبد الله بن أبي خلف الاشعري القمي، في كتاب القصاص، عن أبي جعفر (عليه السلام)، وبه رواية محمّد بن يعقوب الكليني في الكافي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انّهما قالا في تفسير قوله تعالى: (قل الروح من أمر ربّي)(2) هو خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل، لم يكن مع أحّد ممّن مضى غير محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو مع الائمة يوفقهم ويسدّدهم.
____________
(1) انظر الصواعق المحرقة لابن حجر: 1 / 81، وفيه: ومن ثم كان أسدّ الصحابة رأياً وأكملهم عقلاً، فقد أخرج تمام وابن عساكر (أتاني جبرئيل...) الحديث.
(2) الاسراء الاية: 85.
ولو سلّمنا صحته، لكن فحوى الحديث ينافي عصمة النبيّ والائمّة، لانّ غير المعصوم يحتاج المؤدّب، ولذا لا تحتاج الملائكة إلى مؤدّب، إذاً حصل منه نقصان الانبياء السابقين مع أنّهم في كمال العصمة وكانوا مسدّدين وموفقين، فالحديث يدلّ على إحتياج النبيّ والائمّة الى من يسدّدهم ويقوّمهم نحو الطريق المستقيم، معاذ الله من هذا الاحتمال الفاسد ]»(1).
فهذا النباح والصياح، ينادي جهاراً على أنّ الاحتياج إلى المؤدّب والمعلّم والمسدّد مناف للعصمة قادح فيها، وإنّ القول بأنّ لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ملكاً يوفقه
____________
(1) تحفة اثنا عشريّة للدهلوي: الباب السادس: 320، وفيه:
«شبه سوم: تمسك كنند به روايت سعد بن عبد الله بن أبي خلف الاشعري القمي در كتاب قصاص عن أبي جعفر (عليه السلام) وبه روايت محمّد بن يعقوب الكليني في الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام)انهما قالا في تفسير قوله تعالى (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أمْرِ رَبِّي) هو خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل لم يكن مع أحد ممّن مضى غير محمّد، وهو مع الائمة يوفقهم ويسدّدهم.
جواب انكه در سند حديث أوّل هشام بن سالم واقع است وحال او معلوم است كه مجسم محض وملعون حضرات أئمة بود، ودر سند حديث دوّم أبو نصر است كه خود اعتراف بكذب خود نموده بر حضرات أئمة، وافشاء اسرار آن بزرگواران كرده. سلّمنا صحته ليكن فحواى اين حديث منافى عصمت پيغمبر وأئمة است، زيرا كه محتاج با تاليق ومودب كسى است له خود معصوم نباشد، ولهذا فرشتكان محتاج اتاليق ومؤدب، نيستند، پس در اين أمر نقصان ظاهر از انبياء ما سبق جناب پيغمبر وأئمته راحاصل مى شود كه آنها كمال عصمت داشتند وخود بخود موفق ومسدد بودند وجناب پيغمبر وأئمه را احتياج به اتاليقى بود كه هر وقت ايشان را خبر دار سازد ور راه راست دارد ـ معاذ الله از اين احتمال فاسد».
فظهر بحمد الله وحسن عنايته، إنّ حديث الامر بالاستشارة عين الكذب والفرية، وقدح في شأن النبيّ (عليه السلام) وإبطال لعصمته، وإزراء بقدره، وإبطال لفخره.
اللهمّ إلاّ أن يبخسوا فضل إمامهم إضطراراً، ويقولوا: إنّ الامر بإستشارة أبي بكر لم يكن لفاقة منه (صلى الله عليه وآله وسلم)، بل كان لوجه إستكشاف سرّه وتأليف قلبه وإستطابة نفسه، كما قيل في آية: (وشاورهم في الامر)(1).
فلا يكون على ذلك في هذا الخبر فضيلة لابي بكر، بل يكون على ذلك أشبه بالذم والهجر منه بالمدح والفضيلة!، ومع ذلك فراوي هذا الخبر، مجروح مقدوح وضّاع خدّاع، راوية للاباطيل، مشيع للاضاليل.
قال الذّهبي في الميزان: «محمّد بن عبد الرحمن بن غزوان، يعرف أبوه بقُرَاد، حدّث بوقاحة عن مالك وشريك وضمام بن إسماعيل ببلايا، روى عنه طائفة آخرهم موتاً المحاملي ; قال الدارقطني وغيره: كان يضع الحديث ; وقال ابن عدي: له عن ثقات الناس بواطيل، ثنا محمّد بن إسحاق بن فروخ، ثنا محمّد ابن عبد الرحمن بن غزوان، ثنا ابن المنكدر بن محمّد، عن أبيه، عن جابر: (خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد إنصرافه من حجّة الوداع، وكان آخر خطبة خطبها فيما أعلم، فقال: من قال لا إله إلاّ أنت لا يخلط معها غيرها وجبت له الجنّة، فقام
____________
(1) انظر تفسير الدر المنثور للسيوطي: 2 / 258، في تفسير آية 159 من سورة آل عمران. وقد ذكر روايات عديدة عن ابن عدي والبيهقي وابن جرير وابن المنذر وأبي حاتم تشير لهذا المعنى.
ثنا ابن أبي عصمة، ثنا محمّد عبد الرحمن بن غزوان، حدثنا حماد بن زيد، عن أيّوب، عن ابن أبي مليكة، قال: قالت: (عائشة ما كان خُلق أبغض إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الكذب، وما عرف من أحّد كذبه إلاّ ما تلجلج له صدره حتى يعرف أنّه قد تاب).
محمّد بن المسيب الارغياني، ثنا محمّد بن عبد الرحمن بن غزوان، ثنا ابن المبارك، عن حيوة بن شريح، عن بكر بن ماعز، عن مشرح، عن عقبة بن عامر، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: (أتاني جبرئيل فقال: يا محمّد، إنّ الله أمرك أن تستشير أبا بكر).
وقد روى عن مالك وإبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن أنس حديث (إنّ لله أَهلين من الناس هم أهل القرآن) وهذا له إسناد وآخر صالح»(1).
____________
(1) ميزان الاعتدال: 6 / 235 (7863)، وانظر الضعفاء والمتروكين للدارقطني: 353 (490) وفيه: متروك، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي: 7 / 549 (1775)، المجروحين لابن حبّان: 2 / 305.