____________
(1) في البحار: " أعدو ".
(2) الأدم من الناس: الأسمر الصحاح 5: 1859 أدم.
(3) في البحار: " الذي سماني رسول الله به على اسمي ".
(4) من البحار.
(5) في البحار: " عباده ".
(6) في البحار: " أسمعتموها ".
(7) في البحار: " أما " بدون واو.
(8) في البحار: " فقالوا ".
(9) في النسخة: " ادعوا لي عليا عليه السلام فلما دعي "، والمثبت من البحار.
وذكر الواقدي في تاريخه، عن صهبان مولى الأسلميين قال: رأيت أبا ذر يوم دخل به على عثمان عليه عباءة (5) مدرعا (6) قد درع بها على شارف، حتى أنيخ به على باب عثمان، فقال: أنت الذي فعلت وفعلت؟ فقال: أنا الذي نصحتك فاستغششتني، ونصحت صاحبك فاستغشني، فقال عثمان: كذبت والله، لكنك تريد الفتنة وتحبها، قد أنغلت (7) الشام علينا، فقال له أبو ذر: اتبع سنة صاحبيك لا يكون لأحد عليك كلام، فقال له عثمان: ما لك ولذاك (8) لا أم لك؟ فقال أبو ذر: والله ما وجدت لي عذرا (9) إلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فغضب عثمان وقال: أشيروا علي في هذا الشيخ الكذاب: إما أن أضربه وأحبسه (10)، أو أقتله - فإنه قد فرق جماعة المسلمين - أو أنفيه.
____________
(1) في النسخة: " العباس "، والمثبت من البحار.
(2) في البحار: " وصدق ".
(3) في البحار: " فقال: كيف عرفت صدقه؟ فقال: إني ".
(4) في البحار: " لقد صدق ".
(5) في البحار: " عباء ".
(6) في النسخة: " درعا "، والمثبت من البحار.
(7) في البحار: " وقد قلبت ".
(8) في البحار: " ولذلك ".
(9) في النسخة: " عدوا "، والمثبت من البحار.
(10) في البحار: " أو أحبسه ".
إلى حيث (7) شئت، قال أبو ذر: هو إذا التعرب بعد الهجرة، أخرج إلى نجد، فقال (8) عثمان: الشرف الشرف الأبعد أقصى فأقصى (9)، قال أبو ذر: قد أبيت ذلك علي، قال:
امض على وجهك هذا ولا تعدون الربذة، فخرج أبو ذر إلى الربذة، فلم يزل بها حتى
____________
(1) في النسخة: " فكان "، والمثبت من البحار.
(2) غافر 40: 28، وفي البحار بدل لفظ " الآية " جاء: إن الله لا عدي من هو مسرف كذاب.
(3) في البحار: " هذا هديهم إنك لتبطش في ".
(4) في البحار: " فما ".
(5) في البحار: " فقال ".
(6) في البحار: " إذن أخرج ".
(7) في البحار: " قال فإلى أين أخرج؟ قال: حيث ".
(8) في النسخة: " قال "، والمثبت من البحار.
(9) في النسخة: " الشرف الأبعد أقضى فاقض "، والمثبت من البحار.
نكير عمار بن ياسر
وذكر الثقفي في تاريخه، عن سالم بن أبي الجعد قال: خطب عثمان الناس ثم قال فيها: والله لأؤثرن بني أمية، ولو كان بيدي مفاتيح الجنة لأدخلتهم (1) إياها، ولكني سأعطيهم من هذا المال على رغم أنف من زعم (2)، فقال عمار بن ياسر: أنفي والله ترغم (3) من ذلك، قال عثمان: فأرغم الله انفك، فقال عمار: وأنف أبي بكر وعمر ترغم، قال: وإنك لهناك يا بن سمية ثم نزل إليه فوطأه، فاستخرج من تحته - وقد غشي عليه - وفتقه.
وذكر الثقفي، عن شقيق قال: كنت مع عمار فقال: ثلاث يشهدون على عثمان وأنا الرابع، وأنا أسوء الأربعة، (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " (4) (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) (5)، (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) (6)، وأنا أشهد لقد حكم بغير ما أنزل الله.
وعنه في تاريخه قال: قال رجل لعمار يوم صفين: (على) (7) ما تقاتلهم يا أبا اليقظان؟ قال: على أنهم زعموا أن عثمان مؤمن، ونحن نزعم أنه كافر.
وعنه في تاريخه، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير الحرشي قال: انتهيت إلى عمار في مسجد البصرة وعليه برنس والناس قد أطافوا به وهو يحدثهم عن (8) أحداث عثمان
____________
(1) في البحار: " لأدخلنهم ".
(2) في البحار: " رغم ".
(3) في النسخة: " تزعم ".
(4) المائدة 5: 44.
(5) المائدة 5: 45.
(6) المائدة 5: 47.
(7) من البحار.
(8) في البحار: " من ".
وعنه، عن حكيم بن خبير (2) قال: قال عمار: والله ما أجدني أسى على شئ تركته خلفي، غير أني وددت أنا كنا أخرجنا عثمان من قبره فأضرمنا عليه نارا.
وذكر الواقدي في تاريخه، عن سعد بن أبي وقاص قال: أتيت عمار بن ياسر وعثمان محصور، فلما انتهيت إليه قام معي فكلمته، فلما ابتدأت الكلام جلس، ثم استلقى ووضع يده على وجهه، فقلت: ويحك يا أبا اليقظان إنك كنت فينا لمن أهل الخير والسابقة، وممن عذب في الله، فما الذي تبغي من سعيك في فساد المؤمنين، وما صنعت في أمير المؤمنين، فأهوى إلى عمامته فنزعها عن رأسه، ثم قال: خلعت عثمان كما خلعت عمامتي هذه، يا أبا إسحاق إني أريد أن تكون خلافة كما كانت على عهد النبي صلى الله عليه وآله، فأما أن يعطي مروان خمس إفريقية، ومعاوية على الشام، والوليد بن عقبة شارب الخمر على الكوفة، وابن عامر على البصرة، والكافر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله على مصر، فلا والله لا كان هذا (3) أبدا حتى يبعج في خاصرته بالحق.
نكير عبد الله بن مسعود
وذكر الثقفي في تاريخه، عن الأعمش، عن شقيق قال: قلنا لعبد الله: فيم طعنتم
____________
(1) في البحار: " الرجل ".
(2) في البحار: " جبير ".
(3) في النسخة: " فهذا "، والمثبت من البحار.
وعنه، عن قيس بن أبي حازم وشقيق بن سلمة قال: قال عبد الله بن مسعود:
لوددت أني وعثمان برمل عالج، فنتحاشى التراب حتى يموت الأعجز (1).
وعنه، عن (2) جماعة من أصحاب عبد الله، منهم علقمة بن قيس ومسروق بن الأجدع وعبيدة السلماني وشقيق بن سلمة وغيرهم، عن عبد الله قال: لا يعدل عثمان عند الله جناح بعوضة.
وفي أخرى: جناح ذباب.
وعنه، عن عبيدة السلماني قال: سمعت عبد الله يلعن عثمان، فقلت له في ذلك، فقال: (3) سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يشهد له بالنار.
وعنه، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن مسعود قال: بينا نحن في بيت - ونحن اثنا عشر رجلا - نتذاكر أمر الدجال وفتنته، إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ما تتذاكرون من أمر الدجال، والذي نفسي بيده إن في البيت لمن هو أشد على أمتي من الدجال، وقد مضى من كان في البيت يومئذ غيري وغير عثمان، والذي نفسي بيده لوددت أني وعثمان برمل عالج يتحاثا التراب حتى يموت الأعجل (4).
وعنه، عن علقمة قال: دخلت على عبد الله بن مسعود فقال: صلى هؤلاء جمعتهم؟ قلت: لا، قال: إنما هؤلاء حمر، إنما يصلي مع هؤلاء المضطر ومن لا صلاة له، فقام بيننا فصلى بغير أذان ولا إقامة.
وعنه، (عن) أبي البختري قال: دخلوا على عبد الله - حيث كتب عبد الرحمن يسيره - وعنده أصحابه، فجاء رسول الوليد فقال: إن الأمير أرسل إليك: إن أمير المؤمنين يقول: إما أن تدع هؤلاء الكلمات، وإما أن تخرج من أرضك، قال: رب
____________
(1) في النسخة: " الأعجل "، والمثبت من البحار.
(2) في البحار: " عنه وعن ".
(3) في النسخة: " فقلت "، والمثبت من البحار.
(4) في البحار: " فتحاثا التراب حتى يموت الأعجز ".
وقد ذكر ذلك أجمع وزيادة عليه الواقدي في كتاب الدار، تركناه إيجازا (3).
نكير حذيفة بن اليمان
وذكر الثقفي قي تاريخه، عن قيس بن أبي حازم قال: جاءت بنو عبس إلى حذيفة يستشفعون به على عثمان، فقال حذيفة: لقد أتيتموني من عند رجل وددت أن كل سهم في كنانتي (4) في بطنه.
وعنه، عن حارث بن سويد قال: كنا عند حذيفة فذكرنا عثمان، فقال: عثمان!
والله ما يعدو أن يكون فاجرا في دينه، أو أحمق في معيشته.
وعنه، عن حكيم بن جبير، عن يزيد مولى حذيفة، عن أبي شريحة الأنصاري أنه كع حذيفة يحدث قال: طلبت رسول الله صلى الله عليه وآله في منزله فلم أجده، وطلبته فوجدته في حائط نائما رأسه تحت نخلة، فانتظرته طويلا فلم يستيقظ، فكسرت جريدة فاستيقظ، فقال ما شاء الله أن يقول، ثم جاء أبو بكر فقال: ائذن لي (5)، ثم جاء عمر، فأمرني أن آذن له، ثم جاء في عليه السلام فأمرني أن آذن له وأبشره بالجنة، (ثم قال: يجيئكم الخامس لا يستأذن ولا يسلم وهو من أهل النار، فجاء عثمان حتى وثب
____________
(1) من البحار.
(2) من البحار.
(3) في النسخة: " إجازا "، والمثبت من البحار.
(4) الكنانة: جعبة السهام، اللسان 13: 361 كنن.
(5) في النسخة: " أنذر لي "، والمثبت من البحار.
وذكر الواقدي في تاريخه، عن أبي وائل قال: سمعت حذيفة بن اليمان يقول: لقد دخل عثمان قبره بفجره (2).
وعنه، عن عبد الله بن السائب قال: لما قتل عثمان أتي حذيفة وهو بالمدائن، فقيل:
يا أبا عبد الله لقية رجلا آنفا على الجسر فحذيفة أن عثمان قتل، قال: هل تعرف الرجل؟
قلت أظنني أعرفه وما أثبته، قال حذيفة: إن ذلك عثيم الجني، وهو الذي يسير بالأخبار، فحفظوا ذلك اليوم فوجدوه قتل في ذلك اليوم، فقيل لحذيفة: ما تقول في قتل عثمان؟
(فقال:) هل هو إلا كافر قتل كافر (ا) أو مسلم قتل كافرا، فقالوا: ما جعلت له مخرجا، قال: الله (3) لم يجعل له مخرجا.
وعنه، عن حصين بن عبد الرحمن قال: قلت لأبي وايل (4): حدثنا فقد أدركت ما لم ندرك، فقال: اتهموا القوم على دينكم، فوالله ما ماتوا حتى خلطوا، لقد قال حذيفة قي عثمان: إنه دخل حفرته وهو فاجر.
نكير المقداد
وذكر الثقفي في تاريخه، عن همام بن الحارث قال: دخلت مسجد المدينة فإذا الناس مجتمعون على عثمان، وإذا رجل يمدحه، فوثب المقداد بن الأسود أخذ (5) كفا من حصا أو تراب، فأخذ يوميه (6) به، فرأيت عثمان يتقيه بيده.
____________
(1) من البحار.
(2) في النسخة: " يفجره "، والمثبت من البحار.
(3) في البحار: " لأن الله ".
(4) في البحار: " وابل ".
(5) في البحار: " فأخذ ".
(6) في البحار: " برميه ".
(وذكر عن سعيد أيضا قال: لم يكن عمار ولا المقداد بن الأسود يصليان خلف عثمان ولا يسميانه أمير المؤمنين) (4).
نكير عبد الرحمن بن حنبل القرشي
وذكر الثقفي في تاريخه، عن الحسين بن عيسى بن زيد، عن أبيه قال: كان عبد الرحمن بن حنبل القرشي - وهو: من أهل بدر - من أشد الناس على عثمان، وكان يذكره في الشعر، ويذكر جوره ويطعن عليه، ويبرأ منه ويصف صنائعه، فلما بلغ ذلك عثمان عنه ضربة مائة سوط وحمله على بعير وطاف به في المدينة، ثم حبسه موبقا (5) في الحديد.
نكير طلحة بن عبيد الله
وذكر الثقفي في تاريخه، عن مالك بن النصر الارجني: أن طلحة قام إلى عثمان فقال له: إن الناس قد جمعوا (6) لك وكرهوك للبدع التي أحدثت، ولم يكونوا يرونها ولا يعهدونها، فإن تستقم فهو خير لك، وإن أبيت لم يكن أحد أضر بذلك منك في دنيا ولا آخرة.
وذكر الثقفي في تاريخه، عن سعيد بن المسيب قال: انطلقت بأبي أقوده إلى
____________
(1) في النسخة: " يصليان "، والمثبت من البحار.
(2) في البحار: " مع ".
(3) في النسخة: " ولا يسميانه "، والمثبت من البحار.
(4) من البحار.
(5) في البحار: " موثقا ".
(6) في النسخة: " سبقوا "، والمثبت من البحار.
وذكر، في تاريخه، عن الحسين بن عيسى، عن أبيه: أن طلحة بن عبيد الله كان يومئذ في جماعة الناس عليه السلاح عند باب القصر يأمرهم بالدخول عليه.
وذكر، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: انتهيت إلى المدينة أيام حصر عثمان في الدار، فإذا طلحة بن عبيد الله في مثل الخزة (3) السوداء من (4) الرجال والسلاح مطيف بدار عثمان حتى قتل.
وذكر عنه قال: رأيت طلحة يرامي الدار، وهو في خزة (5) سوداء عليه الدرع قد كفر عليه بقباء، فهم يرامونه ويخرجونه إلى (6) الدار، ثم يخرج فيراميهم، حتى دخل عليه من دار من قبل دار ابن حزم فقتل.
وذكر الواقدي في تاريخه، عن عبد الله بن مالك، عن أبيه قال لا لما أشخص الناس لعثمان لم يكن أحد أشد عليه من طلحة بن عبيد الله، قال مالك: اشترى (7) مني ثلاثة أدراع (8) وخمسة أسياف، فرأيت تلك الدروع على أصحابه الذين كانوا يلزمونه قبل مقتل عثمان بيوم أو يومين.
وذكر الواقدي في تاريخه قال: ما كان أحد من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله
____________
(1) في البحار: " فقال ".
(2) في البحار: " من ".
(3) في النسخة: " الحرة "، والمثبت من البحار.
(4) في البحار: " مع خ ".
(5) في النسخة: " حرة ".
(6) في البحار: " من ".
(7) في البحار: " واشترى ".
(8) في البحار: " أدرع ".
وروى قوله لمالك بن أوس وقد شفع إليه في ترك التأليب على عثمان: يا مالك إني نصحت عثمان فلم يقبل نصيحتي، وأحدث أحداثا، وفعل أمورا لم (2) نجد بدا من أن يغيرها، والله لو وجدت من ذلك (بدا) (3) ما تكلمت ولا ألبت.
نكير الزبير بن العوام
وذكر الواقدي في تاريخه قال: عتب عثمان على الزبير، فقال: ما فعلت ولكنك صنعت بنفسك أمرا قبيحا، تكلمت على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله بأمر أعطيت الناس فيه الرضا، ثم لقيك مروان وصنعت ما لا يشبهك، حضر الناس يريدون منك ما أعطيتهم، فخرج مروان فآذى وشتم، فقال له عثمان: فإني استغفر الله.
وذكر في تاريخه: أن عثمان أرسل سعيد بن العاص إلى الزبير فوجده بأحجار الزيت في جماعة، فقال له: إن عثمان وإن معه قد مات عطشا، فقال له الزبير: (حيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب) (4).
____________
(1) في البحار: " ولا بركة لا يأكل ".
(2) في البحار: " ولم ".
(3) من البحار، ويحتمل: " برا ".
(4) سبأ 34: 54.
نكير عبد الرحمن بن عوف
وذكر الثقفي في تاريخه، عن الحسين بن عيسى بن زيد، عن أبيه قال: كثر الكلام بين عبد الرحمن بن عوف وبين عثمان حتى قال عبد الرحمن: أما والله لئن بقيت لك لأخرجنك من هذا الأمر كما أدخلتك فيه، وما غررتني (1) إلا بالله.
وذكر الثقفي، عن الحكم قال: كان بين عبد الرحمن بن عوف وبين عثمان كلام، فقال له عبد الرحمن: والله ما شهدت بدرا، ولا بايعت تحت الشجرة، وفررت يوم حنين، فقال له عثمان: وأنت والله دعوتني إلى اليهودية.
وعنه، عن طارق بن شهاب قال: رأيت ابن عوف يقول: يا أيها الناس إن عثمان أبى أن يقيم فيكم كتاب الله، فقيل له: أنت أول من بايعه وأول من عقد له، قال: إنه نقض، وليس لناقض عهد.
وعنه، عن أبي إسحاق قال: ضج الناس يوما حين صلوا الفجر في خلافة عثمان، فنادوا بعبد الرحمن بن عوف، فحول وجهه إليهم واستدبر القبلة، ثم خلع قميصه من جنبه (2) فقال: (يا معشر أصحاب محمد) (3)، يا معشر المسلمين، أشهد الله وأشهدكم أني قد خلعت عثمان من الخلافة كما خلعت سربالي هذا، فأجابه مجيب من الصف الأول: (الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين) (4)، فنظروا من الرجل، فإذا هو علي بن أبي طالب عليه السلام.
وعنه قال: أوصى عبد الرحمن أن يدفن سرا، لئلا يصلي عليه عثمان.
وذكر الواقدي في تاريخه، عن عثمان بن السريد قال: دخلت على عبد الرحمن بن عوف في شكواه الذي مات فيه أعوده، فذكر عنده عثمان، فقال: عاجلوا طاغيتكم هذا قبل أن يتمادى في ملكه، قالوا: فأنت وليته، قال: لا عهد لناقض.
____________
(1) كذا في البحار، وفي النسخة: " وما غزر نبي ".
(2) في البحار: " من جيبه ".
(3) من البحار.
(4) يونس 10: 91.
وذكر فيه: أن عثمان أنفد المسور بن مخرمة (1) إلى عبد الرحمن يسأله الكف عن التحريض عليه، فقال له عبد الرحمن: أنا أقول هذا القول وحدي؟! ولكن الناس يقولون جميعا: إنه غير وبدل، قال المسور: قلت: فإن كان الناس يقولون فدع أنت ما تقول فيه، فقال عبد الرحمن: لا والله ما أجده يسعني أن أسكت عنه، ثم قال له: قل له يقول لك خالي: إتق الله وحده لا شريك له في أمة محمد صلى الله عليه وآله، وما أعطيتني من العهد والميثاق: لتعملن بكتاب الله وسنة صاحبيك، فلم تف.
وذكر فيه: أن ابن مسعود قال لعبد الرحمن في أحداث عثمان: هذا مما عملت! فقال عبد الرحمن: قد أخذت إليكم بالوثيقة، فأمركم إليكم.
وذكر فيه قال: قال علي عليه السلام لعبد الرحمن بن عوف: هذا عملك! فقال عبد الرحمن: فإذا شئت فخذ سيفك وآخذ سيفي.
نكير عمرو بن العاص
وذكر الثقفي في تاريخه، عن لوط بن يحيى الأزدي قال: جاء عمرو بن العاص فقال لعثمان: إنك ركبت من هذه الأمة النهابير (2) وركبوها (3) بك، فاتق الله وتب إليه، فقال: يا بن النابغة قد تبت إلى الله وأنا أتوب إليه، أما إنك ممن يؤلب علي (4) ويسعى في الساعين، قد لعسري ضرمتها، فأسعر (5) وأضرم ما بدا لك، فخرج عمرو حتى نزل في أداني الشام.
____________
(1) في النسخة: " محرمة "، وفي البحار: " المسود بن مخرمة ".
(2) في النسخة: " التهايين "، وفي البحار: " النهاير ".
(3) في النسخة: " وركوبها "، والمثبت من البحار.
(4) في النسخة: " يؤلب علي عليه السلام "، وهو سهو واضح.
(5) في النسخة: " فأشعر ".
وعنه فيه قال: قام عمرو إلى عثمان فقال: إتق الله يا عثمان، إما أن تعدل وإما أن تعتزل، فلما أن نشب الناس في أمر عثمان تنحى عن المدينة وخلف ثلاثة غلمة له ليأتوه بالخبر، فجاء اثنان بحصر عثمان، فقال: إني إذا نكأت قرحة (1) أدميتها، وجاء الثالث بقتل عثمان وولاية علي عليه السلام، فقال: وا عثماناه، ولحق بالشام.
وذكر الواقدي قي تاريخه: أن عثمان عزل عمرو بن العاص عن مصر واستعمل عليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح، فقدم عمرو المدينة، فجعل يأتي عليا عليه السلام فيؤلبه على عثمان، ويأتي الزبير ويأتي طلحة، وي (ت) لقى الركبان يخبرهم بأحداث عثمان، فلما حصر عثمان الحصار الأول خرج إلى أرض فلسطين، فلم يزل بها حتى جاءه خبر قتله، فقال: أنا أبو عبد الله، إني إذا أحل قرحة نكاتها، إني كنت لا حرض عليه، حتى أني لأحرض عليه الراعي (2) في غنمه، فلما بلغه بيعة الناس عليا عليه السلام كره ذلك وتربص حتى قتل طلحة والزبير، ثم لحق بمعاوية.
نكير محمد بن مسلمة الأنصاري
وذكر الثقفي في تاريخه، عن داود بن الحصين الأنصاري: أن محمد بن مسلمة الأنصاري قال يوم قتل عثمان: ما رأيت يوما قط أقر للعيون ولا أشبه بيوم بدر من هذا اليوم.
وروى فيه، عن أبي سفيان مولى آل أحمد قال: أتيت محمد بن مسلمة الأنصاري
____________
(1) في البحار: " قرحته ".
(2) في النسخة والبحار: " لأحرص عليه حتى أني لأحرص الراعي ".
وقد ذكر الواقدي في تاريخه، عن محمد بن مسلمة: مثل ما ذكره الثقفي.
نكير أبي موسى
وذكر الواقدي في تاريخه قال: لما ولى عثمان عبد الله بن عامر بن كريز البصرة، قام أبو موسى الأشعري خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: قد أتاكم رجل كثير العمات والخالات في قريش، يبسط المال فيهم بسطا، وقد كنت قبضته عنكم.
نكير جبلة بن عمرو الساعدي
وذكر الواقدي في تاريخه، عن عامر بن سعد قال: أول من اجترأ على عثمان بالنطق (2) السئ جبلة بن عمرو الساعدي، مر به عثمان وهو جالس في نادي قومه وفي يد جبلة بن عمرو جامعة، فسلم، فرد القوم، فقال جبلة: لا تردون على رجل فعل كذا وكذا، قال: ثم أقبل على عثمان فقال: والله لأطرحن هذه الجامعة في عنقك أو لتتركن بطانتك هذه، قال عثمان: أي بطانة فوالله إني لأتخير الناس، فقال: مروان تخيرته، ومعاوية تخيرته، وعبد الله بن عامر بن كريز تخيرته، وعبد الله بن سعد تخيرته، منهم من نزل القرآن بذمه، وأباح رسول الله صلى الله عليه وآله دمه (3)، فانصرف عثمان، فما زال الناس مجترون (4) عليه.
وذكر فيه، عن عثمان بن السريد قال: (مر عثمان) (5) على جبلة بن عمرو الساعدي وهو على باب داره ومعه جامعة، فقال: يا نعثل والله لأقتلنك أو لأحملنك على
____________
(1) في البحار: " أما ".
(2) في البحار: " بالمنطق ".
(3) في النسخة: " بدمه " والمثبت من البحار.
(4) كذا.
(5) من البحار.
وذكر فيه: أن زيد بن ثابت مشى إلى جبلة ومعه ابن عمه أبو أسيد الساعدي، فسألاه الكف عن عثمان، فقال: والله لا أقصر عنه أبدا، ولا ألقي الله فأقول: (أطعنا ساداتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا) (1).
نكير جهجاه (2) بن عمرو الغفاري
وذكر الواقدي في تاريخه، عن عروة قال: خرج عثمان إلى المسجد ومعه ناس من مواليه، فنجد (3) الناس ينتابونه يمينا وشمالا، فناداه بعضهم: يا نعثل (4)، وبعضهم غير ذلك، فلم يكلمهم حتى صعد المنبر، فشتموه، فسكت حتى سكتوا، ثم قال: أيها الناس اتقوا واسمعوا وأطيعوا، فإن السامع المطيع لا حجة عليه، والسامع العاصي لا حجة له، فناداه بعضهم: أنت أنت السامع العاصي، فقام إليه جهجاه بن عمرو الغفاري - وكان ممن بايع تحت الشجرة - فقال: هلم إلى ما ندعوك إليه، قال: وما هو؟ قال: نحملك على شارف جرباء فنلحقك بجبل الدخان، قال عثمان: لست هناك لا أم لك، وتناول ابن جهجاه الغفاري عصا في يد عثمان - وهي عصاة (5) النبي صلى الله عليه وآله - فكسرها على ركبته، ودخل عثمان داره، فصلى بالناس حمل بن حنيف.
وذكر فيه - عن موسى بن عقبة، عن أبي حبيبة - الحديث، وقال فيه: إن عثمان قال له: قبحك الله وقبح ما جئت به، قال أبو حبيبة: ولم يكن ذلك إلا عن ملأ من الناس، وقام إلى عثمان شيعته من بني أمية فحملوه فأدخلوه الدار، وكان آخر يوم رأيته فيه.
____________
(1) الأحزاب 33: 67.
(2) في النسخة: " جهجهاه "، وكذا فيما يأتي، وما أثبتناه من البحار: 340، نقلا عن تقريب المعارف.
(3) كذا في النسخة والبحار.
(4) في النسخة " يا نعثك ".