الإهـداء..
أقلّ خدّامكم
علي
مقـدّمة التحقيـق..
الحمد لله الذي أخذ لنفسه على خلقه الميثاقَ بالربوبية والوحدانيـة، ولنبـيّـه محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنبوّة والرسالة، ولأخيه أمير المؤمنين والأحد عشر من وُلده بالإمامة والولاية، وأشهدهم على أنفسهم بذلك لكي يسدّ عليهم باب الاحتجاج يوم المعاد.
والصلاة والسلام على من تحمّل عبء الرسالة الثقيل محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعلى أخيه ووصيّه أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، وعلى ابنتـه الزهـراء البتول سـيّدة نسـاء العالمين (عليها السلام)، وعلى الأئمّـة المعصـومين المنتجـبين مـن وُلدهـما (عليهم السلام)، ولا سـيّما بقيّته في الأرضين الإمام الحجّة المنتظر المهديّ عجّل الله تعالى ظهوره المبارك.
أمّـا بعـد..
فإنّ الميثاق والولاية من الأُمور الخطيرة التي تدخل في صميم العقيدة الإسلامية الحقّة، وهي من البساطة بمكان حتّى
فآيات القرآن الكريم صريحة جدّاً في إظهار أحقّية أهل البيت (عليهم السلام) بالولاية والإمامة والخلافة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)..
منها ما تناولها منمّق هذه الرسالة، الإمام العلاّمة السـيّد عبـد الحسـين شرف الدين (قدس سره)، في القسم الأوّل منها، وهي آية الميثاق، وذلك في معرض جوابه عن سؤال الشيخ عبّـاس قلي الواعظ التبريزي الجراندابي، حين سأله عن معنى قوله تعالى: { وإذ أخذ ربُّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيّتهم وأشهدهم على أنفسهم ألسـتُ بربّـكم قالـوا بلى شـهدنا }(1)، وذلك لو أردنا تفسيرها بغضّ النظر عن حملها على عالم الذرّ، الذي نقول به، والتي تثبت وقوع هذا الإشهاد وأخذ الميثاق فيه الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام).
فقد روي عن أبي عبـد الله (عليه السلام) في قول الله تعالى: { وإذ أخذ ربُّك من بني آدم من ظهورهم.. }، قال: أخرج الله من ظهر آدم ذرّيّته إلى يوم القيامة، فخرجوا كالذّرّ، فعرّفهم نفسه، ولولا ذلك لم يعرف أحدٌ ربّه، ثمّ قال: ألسـتُ بربّكم؟ قالوا:
____________
1- سورة الأعراف 7: 172.
وعن حبيب السجستاني، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام)يقول: إنّ الله عزّ وجلّ لمّا أخرج ذرّيّة آدم (عليه السلام) من ظَهره ليأخذ عليهم الميثاق بالربوبيّة له وبالنبوّة لكلّ نبيّ، فكان أوّل من أخذ له عليهم الميثاق بنبوّته محمّـد بن عبـد الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثمّ قـال الله عزّ وجلّ لآدم: انظر ماذا ترى؟ قال: فنظر آدم (عليه السلام) ذُرّيّته وهم ذَرٌّ قد ملأُوا السماء... الحـديث(2).
وفي ما يخصّ آية الولاية، الواردة في القسم الثاني من الرسالة، لمّا سأل الشيخُ التبريزي الجراندابي السـيّدَ شـرف الدين (قدس سره) عن قوله تعالى: { حُرّمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أُهلّ لغير الله به والمنخنقة والموقـوذة والمتردّية والنطيحة وما أكل السبع إلاّ ما ذكّيتم وما ذُبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الّذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشونِ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً فمن اضطـرّ في مخمصة غير متجانف لإثم فإنّ الله غفور
____________
1- بصائر الدرجات: 91 و 92 ح 6 و 8.
2- الكافي 2 / 31 ح 1453، علل الشرائع 1 / 21 ح 4.
فأجاب السـيّد شرف الدين (قدس سره) بجواب مفصّل أبان فيه أحقّيّة أهل البيت (عليهم السلام) بالإمامة والخلافة بعد رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
والأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة السـند والمتواترة تمـلأ بطـون الكـتب، وروايات الفريقيـن في ذلك سـواء، وحتّـى الفـرق المعاديـة لأهل البيـت (عليهم السلام) تظهـر في مرويّـاتهم ـ وبوضوح ـ أحقّـيّة أهل البيت (عليهم السلام) بالخلافة والإمامة، فنلاحظ من خلالها أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يدّخر جهداً في توضيح هذه المسـألة وإبلاغها الناس، منذ بداية البعثة النبوية المباركة وحتّى آخر لحظة من حياته الشريفة، حين طلب منهم أن يحضروا له كـتفاً ودواة ليكتب لهم كـتاباً لن يضلّوا بعده أبداً، ولكن ما كان جوابهم إلاّ أن تجرّأوا عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) واتّهموه بالهجر وهو الذي { ما ينطق عن الهوى * إنْ هو إلاّ وحيٌ يُوحى }(2).
فنحن نعتقد بأنّ معرفة الحقّ قد أودعها الله تعالى في قلوب بني آدم منذ أن أشهدهم على أنفسهم حين رأوا من حقائق الأُمور ما جعهلم يقـرّون مستسلمين بالبداهة التي تأكّد
____________
1- سورة المائدة 5: 3.
2- سورة النجم 53: 3 و 4.
ومتى ما أقبلت النفس على الأعمال التي من شأنها أن تعمل على تصفيتها وتهذيبها وتزكيتها ممّا علق بها من هذه الحجب، تفتّحت مكامن المعرفة ; وتختلف هذه باختلاف سعي النفوس وراءها، حتّى يبلغ بها المقام عند مرتبة أمير المؤمنين الإمام عليّ (عليه السلام) بقوله: " لو كُشف الغطاء ما ازددتُ يقيناً "(2).
فجاءت هذه الرسالة صغيرة الحجم، قوية السبك، عالية المضامين، جليّة الحجّة والبرهان.
____________
1- سورة الحجّ 22: 46.
2- غرر الحكم ودرر الكلم 2 / 142 رقم 1، شرح نهج البلاغـة 7 / 253 و ج 10 / 142، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ للخوارزمي ـ: 375، الطرائف: 512، كشف الغمّة 1 / 170، نهج الإيمان: 269، شرح على المئة كلمة لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ـ لميثم البحراني ـ: 52.
ترجمـة المؤلّـف(1)
يعجز الفكر ويكلّ القلم عن إيفاء حقّ عالم عامل جهبذ كبير مثل السـيّد شرف الدين (قدس سره)، الذي طبّقت شهرته الآفاق، فكان علماً من أعلام عصره، فجمع بين العلم والجهـاد في سـبيل المذهب الحقّ، وبين مقارعة الاستعمار الفرنسي ومناهضتـه..
ووفاءً منّـا لقليل من الدَّين الذي علينا تجاه هذا الرجل العظيم، ننقل قبساً من حياته التي قضاها في سـبيل خدمة مذهـب أهل البيت (عليهم السلام).
اسمه ونسـبه:
هو: عبـد الحسـين بن يوسـف بن الجـواد بن إسـماعيل ابن محمّـد بن محمّـد بن إبراهيم شرف الدين بن زين العابدين ابن عليّ نور الدين بن نور الدين عليّ بن الحسـين الموسوي
____________
1- اعتمدت في هذه الترجمة على المصادر التالية:
أعيان الشـيعة 7 / 457، الأعلام 3 / 279، معجم المؤلّفين 2 / 53 رقم 6588، مقـدّمة كـتاب " المراجعات ".
مولـده وسيرته:
وُلد السـيّد شـرف الدين في مدينة الكاظمية من العراق سـنة 1290 هـ، من أبوين كريمين يصل نسـبهما إلى الرسـول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم).
عاد في الثانية والثلاثين من عمره إلى جبل عامل من جنوب لبنان حيث منبت أُسرته، وغدا بعد فترة قليلة زعيمها الكبيـر.
قاد التغيير الاجتماعي في بلده، ثمّ تصدّى لمجابهة الاستعمار والاحتلال الفرنسي في لبنان، فطاردته القوات الفرنسية وأحرقت بيتـه ومقـرّه، بما في ذلك مكـتبته الكبرى، ففُقدت بعض من مؤلّفاته، وشرّدت عائلته، فتنقّل من لبنان إلى الشام ففلسطين فمصر، وأينما حلّ كان مشعلا للإسلام ونوراً للمسلمين.
وفي سـنة 1329 هـ زار مصر، واجتمع بعلمائها، ومنهم الشيخ سليم البشري، ثمّ تراسل معه ـ بعد ذاك ـ بعدّة رسائل أنتجت في ما بعد كتاب " المراجعات "، وكان قد زار المدينة المنوّرة نحو سنة 1328، وفي سنة 1340 حجّ بيت الله الحرام،
دراسـته:
درس في النجف الأشرف وفي سامرّاء على أعلامهما، أمثال الطباطبائي والخراساني وشيخ الشريعة الأصفهاني والشيخ محمّـد طه نجـف (رحمهم الله).
وفـاته:
توفّي (رحمه الله) في إحدى مستشفيات بيروت، يوم الثلاثاء عاشر جمادى الآخرة سـنة 1377 هـ، ونقل جثمانه إلى بغـداد بالطائرة، بعد أن شُـيّع في بيروت تشـييعاً رسمياً، ودفن بالنجف الأشرف.
مؤلّفاتـه:
له (قدس سره) العديد من المؤلّفات المفيدة النافعة التي خدمت المذهب الحقّ، نذكر منها على سـبيل المثال لا الحصر:
1 ـ المراجعات ; وقد انتشر انتشاراً واسعاً وطبع طبعات كثيرة في العديد من البلدان، وترجم إلى لغات عديدة، منها: الفارسـية والأُوردية والإنكليزية.
3 ـ الفصول المهمّـة في تأليف الأُمّـة.
4 ـ الكلمة الغـرّاء في تفضيل الزهـراء (عليها السلام).
5 ـ فلسفة الميثاق والولاية، وهي الرسالة التي بين يديك عزيزي القارئ.
6 ـ عقيلة الوحي زينب الكبرى.
7 ـ أبو هريرة.
8 ـ أجوبة مسائل جار الله.
9 ـ إلى المجمع العلمي العربي بدمشق.
10 ـ كلمة حول الرؤية.
11 ـ مسائل فقهية خلافية.
12 ـ بغية الراغبين.
13 ـ ثبت الأثبات في سلسلة الرواة.
14 ـ مؤلّفو الشـيعة في صدر الإسلام.
15 ـ زكاة الأخلاق.
منهجيّـة التحقيـق
اعتمدت في عملي على نسخة الرسالة الصادرة في طهران، عن مكتبة نينوى الحديثة، المطبوعة بالتصوير عن الطبعة الثانية للرسالة، المطبوعة في مطبعة العرفان، بصيدا، عام 1371 هـ / 1952 م، وهي في 32 صفحة، بقياس 12 × 8 سم، ملحقة برسالة " كلمة حول الرؤية " للمصنّـف (قدس سره).
واقتصرتُ في تحقيق هذه الرسالة على الخطوات التالية:
1 ـ ضبط النصّ، من حيث التقطيع والتصحيح.
2 ـ تخريج الآيات القرآنية.
3 ـ تخريج الأحاديث النبوية الشريفة، وإرجاعها إلى مصادرها الأصلية، وقد اقتصرت فيها على ذِكرِ بعضِ أهمّ المصـادر المخـرِّجـة لها ; إذ لو أردنـا التوسّـع في ذِكر المصـادر ـ ولا سيّما في أحاديث فضائل ومناقب أهل البيت (عليهم السلام) ـ لخرج بنا المقام عن هدف الرسالة المؤلّفة لأجله، والتفصيل مرهونٌ في مظانّـه ممّا أُلّـفَ في خصوص كلّ منها.
4 ـ تخريج الأبيات الشعرية التي وردت في الرسالة، مع ترجمة مختصرة لقائلها.
6 ـ شرح معاني الكلمات الغامضة والغريبة.
7 ـ أبقيتُ على الهوامش التي أدرجها المصنّف السـيّد شـرف الدين (قدس سره) في رسالته، وألحقت بها جملة " منـه (قدس سره) ".
8 ـ أدرجتُ عدّة عناوين لتوضيح رؤوس المطالب ووضعتها بين العضادتين [ ].
طبعات الرسالة:
طُبعت هذه الرسالة طبعات عديدة في لبنان وإيران في حياة المؤلّف ومن بعد وفاته.
وقد كنت قد حقّقتُ هذه الرسالة سابقاً ونُشرت في قم وبيروت على صفحات مجلّة " تراثنا "، في العدد الثاني (62)، السـنة 16، ربيع الآخر 1421 هـ.
ثمّ أعدتُ العمل عليها وقمت بتنقيحها وأضفتُ لها تعليقات وملحوظات مفيدة ونافعة، كيما تكون أتمّ وأكمل، فكانت هذه الطبعة المنقحة المزيدة ; عسى الله تعالى أن ينفع بها، والله من وراء القصـد.
وفي الختـام:
أُسدي شكري الجزيل إلى كلّ الّذين ساهموا معي في إخراج هذا الأثر النفيـس إلى الملأ العلمي، ولا سـيّما الأخ المحقّق عبـد الكريم الجوهر ; والأخ المحقّق جواد حسـين الورد، والأخ المحقّق السيّد محمّـد علي الحكيم، داعياً المولى العليّ القدير أن يوفّقنا جميعاً لِما فيه خدمة أهل البيت (عليهم السلام)وبثّ علومهم ونشرها، إنّه نعم المولى والمجيـب.
وآخر دعوانا أنِ..
" اللّهمّ كن لولـيّك الحجّة بن الحسن، صلواتك عليه وعلى آبائـه، في هذه الساعة، وفي كلّ ساعة، ولـيّـاً وحافظاً، وقائداً وناصراً، ودليلا وعيناً، حتّى تسـكنه أرضك طوعاً، وتمتّـعـه فيها طويـلا ".
والحمـد لله أوّلا وآخـراً، وصلّى الله على سـيّدنا محمّـد وآله الطـيّبين الطاهرين المعصومين المنتجبين، وسلّم كـثيراً.
ذكرى مولد الزهـراء البتـول (عليها السلام)
20 جمادى الآخـرة 1426 هـ
علي جلال باقر الداقوقي
إنّ أخي في الله عزّ سلطانه، المخلص لله في دينه ويقينه، القائم في نصرة الحقّ على ساقه، المجاهد في سـبيله بيده ولسانه وقلمه، الشـيخ الجليل الحاجّ عبّـاس قلي الواعظ التبريزي الجرندابي(1)، أدام الله سداده، وبلّغه رشاده ; أتحفني
____________
1- هو: ميرزا عبّـاس قلي صادق پور وجدي، المشـتهر بـ " واعظ جرندابي "، وُلد بتبريز سـنة 1315 هـ، وتوفّي بها سـنة 1386 هـ.
تعلّم العلوم الدينية عند الشيخ علي الشربياني، المتوفّى 2 ذي القعدة 1348 هـ، صاحب كتاب " معرفة الأئمّة "، المطبوع في تبريز سنة 1324 هـ، و " خلاصة التوحيد " في الكلام، لم يُطبع، ودرس الرياضيّات والإسطرلاب على الميـرزا لطف علي، إمام الجمعة، المتوفّى عن حدود 73 عاماً في سـنة 1339 هـ.
وقد أسّـس الواعظ الجرندابي في سنة 1336 هـ مدرسة جديدة سمّاها " الإرشاد "، في راسته كوچه بتبريز ـ كما في: تاريخ فرهنك آذربايجان 1 / 170 ـ، وذلك في عهد رئاسة أبو القاسم فيرضات والدكتور أعلم الملك، وفي عهد محمّـد علي تربيت ترك المدرسة هـذه واشتغل بالتدريس في المدرسة الطالبية القديمة، فدرّس الرياضيّات والمنطق، ثمّ في حدود 1341 هـ أسّس عدّة من العلماء مدرسة " سرخاب وشترخاب " وعيّنوا الجرندابي مديراً لها برعاية الميـرزا صادق المجتهد التبريزي، وبعد مدّة ترك هذه المدرسة وتفرّغ للوعظ والخطابة.
وللمترجَم مكتبةٌ نفيسةٌ تحتوي على أكثر من عشرة آلاف مجلّد، أهـدى نفائسـها والمخطـوطات منها لمكـتبة مشـهد الإمـام الرضـا (عليه السلام)ـ آسـتانه قدس رضوي ـ، وكان له مكاتبات مع علماء عصره، كالسيّد محسن الأمين العاملي والشيخ محمّـد جواد البلاغي والسيّد هبة الدين الشهرستاني والشيخ محمّـد حسين آل كاشف الغطاء والشيخ آقا بزرك الطهراني وغيرهم (رحمهم الله).
ومن مؤلّفاته: عظمت حسـين بن علي (عليه السلام)، زندگاني محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم)لتوماس كارلايل، ذو القرنين وسدّ يأجوج ومأجوج، هشـت مقاله.
انظر: مسـتدركات أعيان الشـيعة 3 / 115.
____________
1- الميثاقُ ـ من المواثقة والمعاهدة ـ: العهد ; ومنه المَـوْثِـق، تقول: واثـقـتـه بالله لأفعلنّ كذا وكذا.
انظر: لسان العرب 15 / 212 مادّة " وثق ".
2- أقـول: لقد ذكر الشيخ الحاجّ عبّـاس قلي الواعظ الجرندابي في تعليقته على " أوائل المقالات " للشيخ المفيد، القول 135: " قالتا أتينا طائعين ـ 125 / 4 " هذه الرسالة عندما قال: " قال العلاّمة الأكبر والحجّة المشـتهر السـيّد عبـد الحسـين شرف الدين العاملي ـ مدّ ظلّه ـ في رسالته النفيسة: فلسفة الميثاق والولاية: ص 5 ـ 10، طبع صيـدا، عند كلامه على جواب إحدى المسائل التي رفعناه إلى سـماحته سـنة 1360 هـ ".
انظر: أوائل المقالات (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد): 221.
فأقـول مخاطباً لجنابه العالي ـ وما توفيقي إلاّ بالله، عليه توكّـلت وإليه أُنيـب ـ:..
[ الميـثـاق ]
سألتني أيّها الشـيخ ـ أعزّك الله ـ عن قوله تعالى: { وإذ أخذ ربُّكَ من بني آدم من ظهورهم ذرّيّتَهم وأشهدهم على أنفسهم ألسـتُ بربّـكم قالوا بلى شهدنا }(1)..
فـقلتَ: ما معنى هذه الآيـة إذا قطعنا النظر عن حملها على عالَم الـذرّ؟
وما وجه الاسـتـشهاد بها على نبوّة نبيّـنا (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإمامة أئـمّـتنا (عليهم السلام)؟
فالجـواب ـ إذاً ـ يقع في مقاميـن:..
____________
1- سورة الأعراف 7: 172.