الفصل الثاني

جمع نهج البلاغة و تدوينه

 

إن جمع كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام) لاسيما خطبة, كان موضوع عناية و اقبال منذ القرون الأولى لتاريخ الإسلام, يقول المسعودي (المتوفى 346 ﻫ) في هذا الصدد: و الذي حفظ الناس عنه (عليه السلام) من خطبة من سائر مقاماته أربعمائة خطبة و نيف و ثمانون خطبة, يورد ها على البديهة, و تداول الناس عنه قولا و عملا(1).

و قد سردت كتب الفهارس أسماء الذين قاموا بجمع خطب و أقضية أمير المؤمنين (عليه السلام) , نذكر منهم:

1- عبيد الله بن أبي رافع.

قال الشيخ الطوسي : عبيد الله بن رافع t كاتب أمير المؤمنين (عليه السلام) له كتاب قضايا أمير المؤمنين(عليه السلام)(2).

2- زيد بن وهب الجهيني.

قال الشيخ الطوسي: زيد بن وهب, له كتاب خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) على المنابر في الجمع و الأعياد و غيرها(3).

3- محمد بن قيس البجلي.

قال شيخ الطائفة : محمد بن قيس البجلي, له كتاب قضايا أمير المؤمنين(عليه السلام)(4).

4- الأصبغ بن نباته .

ذكره الشيخ الطوسي, فقال: الأصبغ بن نباته, كان من خاصة أمير المؤمنين(عليه السلام) و عمّر بعده, و روى عهد مالك الاشتر الذي عهد اليه أمير المؤمنين (عليه السلام) لما ولاه مصر, و روى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) إلي ابنه محمد بن الحنيفة(5).

5- إسماعيل بن مهران.

قال الشيخ الطوسي في حقه: لقي الرضا (عليه السلام) و روى عنه, و صنف مصنفات كثيرة منها خطب أمير المؤمنين (عليه السلام)(6).

أبو إسحاق إبراهيم بن هاشم القمي.

قال الشيخ الطوسي : إنه لقي الرضا(عليه السلام), و الذي أعرف من كتبه النوادر, و كتاب قضايا أمير المؤمنين(7).

صالح بن أبي حماد الرازي .

قال عنه النجاشي: لقي أبا حسن العسكري(عليه السلام), له كتب منها كتاب خطب أمير المؤمنين(عليه السلام)(8).

8- هشام الكلبي ( المتوفى 206 ﻫ).

قال النجاشي : كان يختص بمذهبنا ... و له كتب كثيرة منها كتاب الخطب(9) و صرح ابن النديم بأنه جامع خطب أمير المؤمنين (عليه السلام)(10).

9- إبراهيم بن سليمان النِهمي .

قال النجاشي و الشيخ : له كتب, منها كتاب الخطب(11).

10- أبو الحسن علي بن محمد المدائني ( المتوفّى 225 ﻫ).

قال الصاحب «روضات الجنان» أبو الحسن المدائني الأخباري, صاحب كتاب الأخبار و التواريخ الكثيرة التي تزيد على مائتي الكتاب منها كتاب أمير المؤمنين(عليه السلام)(12).

11- عبد العزيز الجلودي (المتوفى 332 ﻫ).

قال النجاشي : له كتب قد ذكرها الناس, منها كتاب مسند أمير المؤمنين (عليه السلام) ...

كتاب خطبة, كتاب شعره, كتاب قضاء علي, كتاب رسائل علي, كتاب مواعظ , كتاب الدعاء عنه(13).

12- عبد العظيم الحسني (المتوفى 252 ﻫ).

قال النجاشي : له كتاب خطب أمير المؤمنين (عليه السلام)(14).

13- إبراهيم الثقفي ( المتوفى 283 ﻫ).

قال النجاشي : له تصنيفات كثيرة, انتهى الينا منها : كتاب رسائل أمير

المؤمنين (عليه السلام) و أخباره ... كتاب الخطب السائرة(15).

14- محمد بن خالد البراقي .

جاء في رجال النجاشي : له كتب منها كتاب الخطب(16).

15- محمد بن أحمد الكوفي الصابوني.

قال عنه النجاشي : له كتب منها كتب الخطب(17).

16- محمد بن عيسى الأشعري.

قيل فيه : دخل على الرضا(عليه السلام) و سمع منه, و روى عن ابي جعفر الثاني, له كتاب الخطب(18).

17- الجاحظ ( المتوفّى 255 ﻫ).

جمع مائة كلمة من كلمات الامام علي (عليه السلام) تحت عنوان ( مطلوب كل طالب من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ), و قال:

كل كلمة منه تفيء بألف من محاسن كلام العرب

و طبعة هذه المائة كلمة مع شروح ابن ميثم, و رشيد الدين و طواط, و عبدالوهاب(19).

و قد ذكر آقا بزرگ الطهراني في «الذريعة» جملة من الأصول التي تحتوي على خطب الامام (عليه السلام)(20).

هذه لمحة عن أسماء من جمع خطب الإمام علي (عليه السلام) و رسائله. و تبين على وجه الإجمال أن خطبه (عليه السلام) و رسائله و كلماته القصار و أقضيته استقطبت اهتماماً واسعاً منذ العصور الأولى, و انبرى لتدوينها كثير من الكتّاب.

و لم تنطو صفحة تدوين كلامات الإمام علي (عليه السلام) بموت السيد الرضي, بل واصل سيرة على أيدي آخرين, منهم :

1- عبد الواحد بن محمد التميمي الآمدي ( المتوفّى 510 ﻫ).

له كتاب غرر الحكم . جمع فيه (11050) كلمة من كلماته القصار.

2- أبو عبد الله القضاعي ( المتوفّى 454 ﻫ) .

له كتاب دستور معالم الحكم و مأثور مكارم الشيم(21). جمع فيه كلماته (عليه السلام) في تسعة أبواب .

3- الطبرسي ( المتوفّى 548 ﻫ).

له كتاب نثر اللآلي . جمع فيه كلمات الإمام علي (عليه السلام) وفق الترتيب الألفبائي(22).

4- ابن أبي الحديد ( متوفّي 656 ﻫ).

جمع في كتابه «شرح نهج البلاغة» ألف كلمة من الكلمات القصار(23).

إن السيد رضي مع ظفره بكتب المتقدمين – و التي كانت موجودة حتى هجوم طغرل بيك على البغداد و إحراقه المكتبات – إلا أنه اختار منها ما انسجم و ذوقه الأدبي الرفيع, و علي هذا الأساس قال في المقدمة :

ولاأدعي – مع ذلك – أني أحيط بأقطار جميع كلامه (عليه السلام) حتى لا يشذّ عني منه شاذ, و لا يند نادّ, بل لا أبعد أن يكون القصار عني فوق الواقع إليّ . و الحاصل في ربقتي دون الخارج من يدي, و ما عليّ إلا بذل الجهد , و بلاغ الوسع , وعلى الله سبحانه و تعالى نهج السبيل, و إرشاد الدليل(24).

 

الهوامش

1- مروج الذهب: 2/19.

2- الفهرست : 107 برقم 456.

3- المصدر السابق: 72 برقم 291, رجال النجاشي:236.

4- الفهرست :131 برقم 579 .

5- المصدر السابق : 37.

6- المصدر السابق : 11 برقم 32.

7- المصدر السابق : 4 برقم 3.

8- رجال النجاشي : 140.

9- المصدر السابق : 306.

10- الفهرست لابن النديم : 108 .

11- الفهرست : 6 برقم 8, رجال النجاشي : 14.

12- روضات الجنان : 5/199 .

13- رجال النجاشي: 167- 168 .

14- رجال العلامة الحلي : 130 .

15- رجال النجاشي : 13- 14 .

16- المصدر السابق : 236 .

17- المصدر السابق : 265 .

18- رجال النجاشي : 239 .

19- طبعت هذه المجموعة منظمة الجامعة للطباعة عام 1390ﻫ , 1349ش , بتصحيح و تحقيق المحدث الأرموي.

20- الذريعة : 7/187 , 14/111 , 111- 112 .

21- طبعة مكتبة المفيد في قم بالأوفست على طبعة مصر .

22- الذريعة إلى تصانيف الشيعة : 24/53 .

23- شرح نهج البلاغة : 4/530- 573.

24- مقدمة السيد الرضي على نهج البلاغة.