[95]

 

- 19 -

ومن خطبة له عليه السلام خالية من النقط

قال الحافظ السروي محمد بن علي بن شهر آشوب رحمه الله: وروى الكلبي، عن أبي صالح، وأبو جعفر بن بابويه (ره) (1) باسناده عن [الامام علي بن موسى] الرضا، عن آبائه عليهم السلام: انه اجتمعت الصحابة، فتذاكروا [الحروف، واتفقوا على] أن الالف أكثر دخولا في الكلام، [ويتعذر النطق بدونها] فارتجل [أمير المؤمنين عليه السلام في الحال] الخطبة المونقة التي أولها: حمدت من عظمت منته وسبغت نعمته وسبقت رحمته، وتمت كلمته ونفذت مشيئته وبلغت قضيته.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(1) وهذا السند ضاع - وحرمنا منه - لضياع أكثر كتب الصدوق رحمه الله، إذ له رحمه الله قريبا من أربعماة تأليف وكتب قيمة، ولم يبق لنا الحدثان منها إلا قريبا من عشر مجلدات.

وقال علي بن يونس العاملي المتوفي عام (877) في أواخر الفصل (19) من الباب السابع من كتاب الصراط المستقيم: ج 1، ص 222 ط 1: وأسند صاحب النخب إلى الكلبي إلى أبي صالح، أن الصحابة اجتمعت فقالت: الالف أكثر دخولا في الكلام (من بقية الحروف) فارتجل (أمير المؤمنين) عليه السلام خطبته المونقة التي أولها: حمدت من عظمت منته، وسبغت نعمته، وسبقت رحمته غضبه - إلى آخرها -.

ثم ارتجل عليه السلام خطبة أخرى خالية من النقط.

وبما أن كتاب النخب - تأليف الحسين بن جبر - قيل إنه تلخيص لكتاب الشيخ محمد بن علي بن شهر آشوب، لم نجعله مصدرا مستقلا.

 

[96]

- إلى آخرها -.

ثم ارتجل [عليه السلام] خطبة أخرى من غير النقط (2) التي أولها: الحمد لله أهل الحمد ومأواه، وله أوكد الحمد وأحلاه، وأسرع الحمد وأسراه وأطهر الحمد وأسماه (3) وأكرم الحمد وأولاه.

إلى آخرها.

[قال:] وقد أوردتهما في [كتاب] المخزون المكنون (4).

آخر عنوان: " المسابقة بالعلم " من مناقب آل أبي طالب: ج 2 ص 48 ط قم، ورواها عنه في آخر الباب (93) - وهو باب علمه وان النبي علمه ألف باب - من البحار: ج 9 ص 464 ط الكمباني.

ورواها عنه في آخر مقدمة شرح نهج البلاغة المسمى بمنهاج البراعة: ج 1، ص 215 ط 2، ورواها عنه، وعن كتاب الصراط المستقيم في الحديث (432 و 457) من الباب الحادي عشر، من كتاب اثبات الهداة: ج 5 ص 61 و 72.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(2) وهذه الخطبة غير الخطبة التي هي أيضا خالية من النقط ونسبها المتأخرون إليه عليه السلام وذكرها في آخر ترجمة نهج البلاغة للمفسر الشهير ملا فتح الله الكاشاني ص 614 وذكرها أيضا بعض من تأخر عنه، ولما لم ينهض لحجيتها وإثبات صدورها مصدر وثيق، ما أدرجناها في كتابنا هذا.

(3) أسرى الحمد: أفخره وأعلاه.

وأسمى الحمد: أرفعه وأحسنه.

(4) إن كتاب المخزون المكنون - كأكثر آثار المتقدمين من علمائنا - مما أباده صروف الزمان، وضن بإراءته وجعله في متناول ذويه وأهليه الدهر الخوان، فمن دلنا على مظان وجوده بحيث يصدقه قرائن الاحوال - فله دورة كاملة من كتابنا هذا.

ومن أرشدنا إلى الخطبة بكمالها من مصدر وثيق وكتب بها إلينا، فله خمس دوراة من كتابنا - وماله عند الله فهو أجزل وأتم - ومن دلنا على كتاب المكنون المخزون فله عشرون دورة من كتابنا، ومن كتبه وأهدى نسخته إلينا فله علي مأة دينار.

 

[97]

 

- 20 -

ومن كلام له عليه السلام في وصف خلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسيرته الميمونة الجذابة إلى الله تعالى

شيخ الشريعة وحافظ الشيعة محمد بن علي الفقيه قدس الله نفسه (1) قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني - رحمه الله - قال: حدثنا أبو أحمد القاسم بن بندار المعروف بأبي صالح الحذاء، قال: حدثنا إبراهيم بن نصر بن عبد العزيز الرازي نزيل نهاوند، قال: حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي (2) قال: حدثنا جميع بن عمير بن عبد الرحمان العجلي، قال: حدثنا رجل بمكة، عن ابن أبي هالة التميمي عن [الامام] الحسن بن علي عليهما السلام.

وحدثني الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن منيع (3)، قال: حدثني إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين - عليهم السلام - بمدينة الرسول، قال: حدثني علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي، عن [أبيه]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(1) وللكلام مصادر وثيقة أخر، كما يتلى عليك فيما يأتي.

(2) وعنه - إلى آخر السند - رواه ابن سعد في ترجمة رسول الله صلى الله عليه وآله من الطبقات الكبرى: ج 1 / 422 ط بيروت.

وفي ط: ج 1 / 83.

(3) المستفاد من معاني الاخبار ان ابن منيع هذا لم يذكر تمام الخبر - بسنده - بل خصوص ما ورد عن ابن ابي هالة، ولكن الذي أراه ان عدم ذكره تمام الرواية أعم من عدم الرواية، وان الحديث مروي بتمامه من طريقه أيضا، كما يؤيده ذكر الخبر بتمامه بهذا السند في كتاب عيون أخبار الرضا.

 

[98]

موسى بن جعفر، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين - عليهم السلام - قال: قال الحسن بن علي عليهما السلام.

وحدثني الحسن بن عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد [بن] عبدان، وجعفر بن محمد البزاز البغدادي قالا: حدثنا سفيان بن وكيع، قال حدثني جميع بن عمير العجلي قال: حدثني رجل من بني تميم من ولد أبي هالة، عن أبيه: عن الحسن بن علي عليهما السلام قال: سألت خالي هند ابن أبي هالة وكان وصافا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم - وساق كلام هند في وصف رسول الله إلى أن قال: - [و] قال الحسين عليه السلام: سألت أبي عن مدخل رسول الله (4) صلى الله عليه وآله وسلم فقال: كان دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم (5) لنفسه مأذونا له في ذلك، فإذا آوى إلى منزله جزء دخوله ثلاثة أجزاء جزءا " لله وجزءا لاهله وجزءا لنفسه، ثم جزء جزأه بينه وبين الناس فيرد ذلك بالخاصة على العامة (6) ولا يدخر عنهم منه شيئا " (7).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(4) وفي الطبقات: " عن دخول النبي " وفي الدلائل: " عن دخول رسول الله ".

(5) هذه الجملة أخذناها من دلائل النبوة لكونها أوضح، وفي الطبقات ومعاني الاخبار: " كان دخوله لنفسه مأذونا " له في ذلك ".

وفي أنساب الاشراف " كان مدخله لنفسه مأذونا " له في ذلك، فإذا اوي إلى أهله جزأ مدخله " الخ.

(6) ومثله في الشمائل - على ما في هامش الدلائل لابي نعيم - وفي أنساب الاشراف: " فرد على العامة من الخاصة " وفي الدلائل: " ويرد ذلك إلى العامة ".

وفي الطبقات: " فيسرد ذلك على العامة بالخاصة ".

(7) كلمة: منه " غير موجودة في الطبقات والدلائل، والجملة بأسرها غير مذكورة في الانساب.

 

[99]

وكان من سيرته [صلى الله عليه وآله] في جزء الامة إيثار أهل الفضل بإذنه (8) وقسمه على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة، ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج، فيتشاغل بهم ويشغلهم في ما أصلحهم والامة، من مسألته عنهم (9) وإخبارهم بالذي ينبغي [لهم] (10) ويقول: ليبلغ الشاهد منكم الغائب، و [يقول:] أبلغوني حاجة من لا يقدر على إبلاغ حاجته (11) فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يقدر على إبلاغها، ثبت الله قدميه يوم القيامة.

[و] لا يذكر عنده إلا ذلك، ولا يقبل من أحد غيره (12) يدخلون روادا -

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(8) ومثله في الدلائل، وفي الطبقات: " ناديه ".

وفي الانساب: " وكان من سيرته إيثار أهل الفضل بإذنه وقسمه على قدر فضلهم ".

(9) ومثله في الطبقات، وفي الدلائل: " من مسألتهم عنه " (10) كلمة: " لهم " كانت ساقطة من الاصل، وأخذناها من الطبقات والدلائل والانساب.

(11) وفي الطبقات والدلائل: " حاجة من لا يستطيع إبلاغي حاجته، فانه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها إياه ثبت " الخ.

وفي الانساب: " لا يستطيع إبلاغه إياها، ثبت الله قدميه " الخ.

(12) هذا هو الظاهر الموافق للطبقات والدلائل، وفي المعاني: " ولا يقيد [ولا يقيل " خ "] من أحد عثرة ".

قال الصدوق (ره): ومن رواه بالدال معناه: انه من جنى عليه جناية اغتفرها وصفح عنها تكرما إذا كان تعطيلها لا يضيع من حقوق الله شيئا "، ولا يفسد متعبدا " به ولا مفترضا.

ومن رواه " يقيل " باللام، ذهب إلى انه عليه السلام لا يضيع من حقوق الناس التي تجب لبعضهم على بعض.

وفي أنساب الاشراف: " ولا يقبل غيره من أحد ".

 

[100]

ولا يفترقون إلا عن ذواق - ويخرجون أدلة (13).

قال [الحسين]: فسألته عن مخرج رسول الله صلى الله عليه وآله - كيف كان يصنع فيه ؟ فقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وآله [وسلم] يخزن لسانه إلا مما يعنيه (14) ويؤلفهم ولا ينفرهم و [كان] يكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم " و [كان] يحذر الناس ويحترس منهم (15) من غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه.

ويتفقد أصحابه، ويسأل الناس عما

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(13) رواد: جمع الرائد: وهو الذي يقدمه أصحابه ليهيأ لهم مكانا صالحا لنزولهم فيه، وكافيا لما يحتاجون إليه.

وقوله: " ولا يفترقون إلا عن ذواق " أي لا يفترق القادمون عليه صلى الله عليه وآله وسلم عنه إلا بعد إذاقته صلى الله عليه وآله إياهم شيئا من المكارم ومعالي الاخلاق.

والادلة: جمع دليل أي كان أصحابه صلى الله عليه وآله يدخلون عليه طالبين للخصب متفقدين لما يتمتعون به في الدين والدنيا، فيخرجون من عنده بالفوز والنجاح وهم الادلاء - لمن وراءهم من قومهم - إلى المراتع الخصبة والمناهل العذبة.

وفي بعض النسخ من كتاب معاني الاخبار: " ويخرجون اذلة " بالمعجمة فان صح ذلك - ولم يكن مصحفا - فهو كقوله تعالى في الآية (54) من سورة المائدة: " أذلة على المؤمنين ".

(14) كذا في الاصل المطبوع، وفي الطبقات والدلائل: " يخزن لسانه إلا مما يعنيهم ويؤلفهم ولا يفرقهم - أو قال: ينفرهم ".

وفي الانساب: " كان يخزن لسانه عما لا يعنيه، وكان يؤلف ولا ينفر ".

(15) وفي الانساب: " ويحذر الناس الفتن ويحترس منهم ".

 

[101]

في الناس، ويحسن الحسن ويقويه ويقبح القبيح ويهونه (16) معتدل الامر غير مختلف (17) لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا (18) [وكان] لكل حال عنده عتاد (19) و [كان] لا يقصر عن الحق ولا يجوزه (20) [وكان] الذين يلونه من الناس خيارهم [وكان] أفضلهم عنده أعمهم نصيحة للمسلمين، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة [لهم].

قال: فسألته عن مجلسه [صلى الله عليه وآله وسلم] فقال: كان [رسول الله] صلى الله عليه وآله لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر، ولا يوطن الاماكن (21) وينهى عن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(16) وفي الطبقات والانساب والدلائل: " ويوهنه " (17) وفي الانساب: " مؤتلف الامر غير مختلفه ".

(18) ومثله في الدلائل وفي بعض النسخ من معاني الاخبار: " أو يملوا " (19) أي عدة وتهيؤ وجواب حاضر من غير تريث وانتظار.

(20) ومثله في الطبقات الكبرى لابن سعد، أي كان صلى الله عليه وآله ملازما ومطابقا لا قاصرا ولا مقصرا، ولا متقدما ولا متأخرا.

وفي دلائل النبوة: " لا يقصر عن الحق ولا يجاوزه ".

وفي أنساب الاشراف: " لا يقصر عن الحق ولا يجوز الدين، أفضل الناس عنده أعمهم نصيحة ".. (21) وفي الانساب، قال: وسألته عن مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال كان لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر الله، ولا يوطن الاماكن " الخ.

 

[102]

إيطانها، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك، ويعطي كل جلسائه نصيبه [منه] (22)، ولا يحسب من جالسه (23) أن أحدا أكرم عليه منه، من جالسه [أو قاومه في حاجة (24)] صابره حتي يكون هو المنصرف عنه، من سأله حاجة لم يرجع إلا بها أو بميسور من القول (25) قد وسع الناس منه خلقه وصار لهم أبا، وصاروا عنده في الحق سواءا (26) مجلسه مجلس حلم وحياء، وصدق وأمانة (27) لا ترفع فيه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(22) وفي الانساب " ويعطي كلا من جلسائه بنصيبه " وفي الطبقات والدلائل، " يعطى كل جلسائه بنصيبه ".

(23) هذا هو الظاهر، وفي المطبوع من الاصل، " ولا يحسب من جلسائه ".

وفي الطبقات والدلائل: " لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه ".

وفي الانساب: " فلا يحسب جليسه ".

(24) بين المعقوقين مأخوذ من الطبقات والدلائل، وقد سقط من النسخة المطبوعة حديثا "، من كتاب معاني الاخبار.

وقال في هامش دلائل النبوة: وفي الشمائل: " أو فاوضه ".

وفي الانساب: " من جالسه أو قارنه في حاجة سايره حتى يكون هو المنصرف ".

(25) وفي الطبقات والانساب والدلائل: " ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول ".

(26) ومثله في الدلائل، وفي بعض النسخ من كتاب المعاني " وصاروا عنده في الخلق سواءا ".

وفي الطبقات: " وصاروا في الحق عنده سواءا ".

وفي الانساب: " قد وسع الناس منه بسطه وخلقه فصار لهم أبا وصاروا عنده في الحق سواءا ".

(27) ومثله في أنساب الاشراف، وهو أظهر مما في الطبقات والدلائل: " وصبر وأمانة ".

 

[103]

الاصوات، ولا تؤبن فيه الحرم (28) ولا تنثى فلتاته (29) [ترى جلساؤه] متعادلين متواصلين فيه بالتقوى متواضعين (30) يوقرون [فيه] الكبير، ويرحمون [فيه] الصغير، ويؤثرون ذا الحاجة، ويحفظون الغريب (31).

[قال الحسين عليه السلام]: فقلت: فكيف كان سيرته في جلسائه ؟ فقال: كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب (32) ولا فحاش ولا عياب ولا مداح (33) يتغافل عما لا يشتهي فلا يؤيس منه [راجيه] ولا يخيب فيه مؤمليه (34) قد ترك نفسه من

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(28) ومثله في الطبقات والدلائل، يقال: " أبنه بالسوء - من باب ضرب ونصر - أبنا ": عابه.

و " أبنه تأبينا ": عابه في وجهه.

(29) وفي الانساب: " لا تؤتن فيه الحرم، ولا تنثى ".

وفي الدلائل: " ولا تنثني ".

(30) بين المعقوفين أخذناه من أنساب الاشراف، وفيه هكذا: " ترى جلسائه يتفاضلون فيه بالتقوى متواضعين ".

وفي الطبقات والدلائل " متعادلين يتفاضلون فيه بالتقوى متواضعين ".

(31) وفي الدلائل: " ويؤثرون ذوي الحاجة، ويحفظون الغريب " وفي الطبقات، " ويوثرون ذا الحاجة، ويحفظون - أو يحوطون - الغريب ".

وفي الانساب: " ويؤثرون ذا الحاجة ويحوطون الغريب ".

(32) الفظ: السئ الخلق الخشن الكلام: والصخاب: الكثير الصياح، شديد الضجيج.

(33) ومثله في أنساب الاشراف، ولا يوجد قوله " ولا مداح " في الطبقات، وفي الدلائل: " ولا مزاح ".

(34) وفي الطبقات: " يتغافل عما لا يشتهي، ولا يدنس منه ولا يجنب فيه ".

والظاهر ان الجملة الاخيرة مصحفة.

وفي الانساب: " يتغافل عما لا يشتهيه، ولا يؤيس منه ولا يجيب فيه ".

وفي هامش دلائل النبوة نقلا عن كتاب الشمائل ودلائل البيهقي: " ولا يؤيس منه راجيه ".

 

[104]

ثلاث: [من] المراء والاكثار وما لا يعنيه (35) وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدا ولا يعيره، ولا يطلب عثراته ولا عورته (36) ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤسهم الطير (37) فإذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده الحديث (38) من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ (39) حديثهم عنده حديث أولهم (40) يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في مسألته ومنطقه (41) حتى أن كان أصحابه ليستجلبونهم، و [كان] يقول: إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأرفدوه (42)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(35) قال في هامش دلائل النبوة: وفي بعض نسخ الشمائل: " والاكبار ".

(37) كناية عن الهدوء والسكوت عن سكينة ووقار.

(38) كلمة ": الحديث " غير موجودة في الطبقات والدلائل، وفي الانساب: " لا ينازعون عنده أحدا "، من تكلم أنصتوا حتى يفرغ من كلامه ".

(39) ومثله في الطبقات والدلائل.

(40) ومثله في لادئل النبوة، وفي الانساب والطبقات: " حديثهم عنده حديث أوليتهم ".

(41) أي إذا كان أحد يجفو في مسألته عته، ومنطقه له، يحلم صلى الله عليه وآله وسلم عنه ولا يغضبه ذلك، لرأفته وشفقته على الناس.

(42) أي أعينوه على قضاء حاجته ليبلغ أمله ورجاءه.

 

[105]

و [كان] لا يقبل الثناء إلا من مكافئ (43) ولا يقطع على أحد كلامه حتي يجوز فيقطعه بنهي أو قيام (44).

قال [الحسين عليه السلام]: فسألته عن سكوت رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال (45): [و] كان سكوت رسول الله صلى الله عليه وسلم (46) على أربع: على الحلم والحذر والتقدير والتفكر [والتفكير " خ "] (47) فأما التقدير ففي تسوية النظر، والاستماع بين الناس، وأما تفكره ففيما يبقى أو يفنى (48) وجمع له الحلم في الصبر (49) فكان لا يغضبه شئ ولا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(43) ولعل المعنى انه صلى الله عليه وآله لم يكن يقبل من الثناء إلا ثناءا مساويا لما صنعه من الخير والاحسان، دون ما جاوز صاحبه فيه الحد، وبالغ قائله فيه.

(44) أي كان صلى الله عليه واله وسلم يصغي لكلام القائل وينصت له ما دام لم يجز عن حدود الحق ولم يدخل في الباطل، فإذا جاز المتكلم عن الحق ونطق بالباطل كان صلى الله عليه وآله يقطع عليه كلامه إما بنهيه عنه، أو بقيامه.

(45) وفي الطبقات: " قال،: فسألته كيف كان سكوته "،.

وفي الدلائل: " قال: قلت: كيف كان سكوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ".

(46) كذا في الطبقات، وأخذناه منه لكونه أوضح، وفي المعاني، ودلائل النبوة: " كان سكوته على أربع ".

وفي الانساب: قلت [لابي]: فكيف كان سكوته، قال: على أربع: الحلم والحذر، والتقدير والتفكير ".

(47) وفي الطبقات: " على الحلم والحذر والتقرير والتفكر، فأما التقرير ففي تسوية النظر والاستماع من الناس، وأما تذكره أو تفكره ففيما يبقى ويفنى ".

(48) وفي الانساب: " فأما تقديره ففي تسوية النظر بين الناس واستماعه منهم وأما تفكيره ففيما يبقى ويفنى، وجمع الحلم والصبر ".

(49) ومثله في الدلائل، وفي الطبقات: " وجمع الحلم والصبر ".

 

[106]

يستفزه (50) وجمع له الحذر في أربع: أخذه بالحسن ليقتدى به (51) وتركه القبيح لينتهى عنه (52) واجتهاده الرأي في صلاح أمته (53) والقيام فيما جمع لهم خير الدنيا والآخرة (54).

قال الصدوق - قدس الله نفسه: هذا آخر ما رواه عبدان.

وحدثنا أبو على أحمد بن يحي المؤدب، قال: حدثنا محمد بن [أبي] الهيثم الانباري قال: حدثنا عبد الله بن الصقر السكري أبو العباس، قال: حدثنا سفيان بن وكيع بن الجراح، قال: حدثني جميع بن عمير العجلي املاءا من كتابه، قال: حدثني رجل من بني تميم من ولد أبي هالة التميمي عن أبيه، عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام قال.

وذكر الحديث بطوله.

أقول: ورواه أيضا بالسند الثاني - المذكور هنا - في خاتمة الجزء الاول من كتاب عيون أخبار الرضا - عليه السلام - ص 348، ثم قال: وقد رويت هذه الصفة عن مشايخ بأسانيد مختلفة قد أخرجتها في كتاب النبوة.. وقد أخرجت تفسيرها في كتاب معاني الاخبار.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

يقال: استفزه الشئ استفزازا: استخفه.

أثاره وأزعجه.

(51) ومثله في الدلائل، وفي الطبقات: " أخذه بالحسنى ".

وفي الانساب: " وجمع ثلاثا: أخذه بالحسن ليقتدى به " الخ.

(52) وفي الطبقات والانساب والدلائل: " ليتناهى عنه ".

وهو الظاهر.

(53) وفي الطبقات والانساب: " واجتهاده الرأي فيما أصلح أمته والقيام فيما جمع لهم " ولكن في الانساب: " وجمع لهم ".

(54) وفي الدلائل: " والقيام فيما يجمع لهم الدنيا والآخرة ".

 

[107]

أقول: ورواه عنه وعن كتاب عيون اخبار الرضا، وعن مكارم الاخلاق في الحديث (4) من الباب (8) من المجلد السادس من بحار الانوار، ص 133، ط الكمباني، وفي ط الحديث، ج 16، ص 144.

ورواه أيضا في الحديث: (832) من أنساب الاشراف: ج 1، ص 386 ط مصر، - وفي المخطوطة: ج 1، ص 188 - قال: حدثني عمرو بن محمد الناقد أبو عثمان، وإسحاق الفروي قالا: حدثنا مالك بن اسماعيل النهدي، حدثنا جميع بن عمير العجلي، حدثني رجل بمكة، عن ابن أبي هالة التميمي - يكنى أبا عبد الله - عن الحسن بن علي عليهما السلام الخ.

ورواه أيضا ابو نعيم في دلائل النبوة: الفصل: (33) منه، ص 544 ط الهند، قال: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا مالك بن اسماعيل النهدي.

وحدثنا أبو بكر الطلحي، حدثنا إسماعيل بن محمد المزني، حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، حدثنا جميع بن عمير بن عبد الرحمان العجلي، قال حدثني رجل بمكة، عن ابن أبي هالة التميمي عن الحسن بن علي بن ابي طالب الخ، ورواه أيضا البيهقي بسندين في كتاب دلائل النبؤة ج 1 / 238.

 

[108]

 

- 21 -

ومن كلام له عليه السلام أجاب به عمر بن الخطاب لما استشاره في حرب الفرس

لما تجمع الفرس لحرب العرب في سنة (24) من الهجرة، فزع المسلمون من ذلك، فاستشاروا عمر بن الخطاب، واستشار هو أكابر المهاجرين والانصار فأشاروا عليه بآرائهم وعلي عليه السلام ساكت، فقال عمر: ما تقول أنت يا أبا الحسن فقال علي عليه السلام: إنك إن أشخصت أهل الشام من شامهم سارت الروم إلى ذراريهم، وإن سيرت أهل اليمن من يمنهم خلفت الحبشة على أرضهم، وإن شخصت أنت من هذا الحرم انتقضت عليك الارض من أقطارها (1) حتي يكون ما تدع وراءك من العيالات أهم إليك مما قدامك، وإن العجم إذا رأوك عيانا قالوا: هذا ملك العرب كلها، فكان أشد لقتالهم، وإنا لم نقاتل الناس على عهد نبينا صلى الله عليه وسلم ولا بعده بالكثرة، بل اكتب إلى أهل الشام

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(1) وفي نهج البلاغة: " فإنك إن شخصت من هذه الارض، انتقضت عليك العرب من أطرافها وأقطارها " الخ.

 

[109]

أن يقيم منهم بشامهم الثلثان، يشخص الثلث، وكذلك إلى عمان، وكذلك [إلى] سائر الامصار والكور.

الاخبار الطوال ص 139، ط مصر، في سنة 1960 وذكره بصورة مطولة في كتاب الفتوح لاحمد بن أعثم الكوفي ج 2 ص 37 ط 1.

وقريب منه في المختار: (144) من خطب النهج، وللكلام مصادر أخر، ذكرنا صورة منها في المقالة العلوية الغراء وأشار إليه تحت الرقم: (622) من كتاب الاموال لابي عبيد، ص 252، ونقله عنه في إمارة عمر، تحت الرقم: " 2455 " من كتاب الامارة من كنز العمال: ج 5 ص 402، ط 2، ويمكن أيضا أن يكون ما ذكره أبو عبيد إشارة إلى قصة زحف الروم إلى المسلمين واستشارة عمر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما ذكره تحت الرقم: (130) من باب الخطب من نهج البلاغة ج 2 ص 18.

 

[110]

 

- 22 -

ومن كلام له عليه السلام وعظ به عمر بن الخطاب، لما سأله أن يعظه

قال ابن عساكر: أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنبأنا أبو عمر بن مندة، وأبو الحسين أحمد بن عبد الرحمان بن محمد الذكواني، وأبو مسعود: سليمان ابن إبراهيم بن محمد الحافظ، وأبو الحسن سهل بن عبد الله بن علي الغازي، وأبو بكر محمد بن علي بن محمد بن جوله الابهري.

وأخبرنا أبو محمد بن طاووس، أنبأنا سليمان بن إبراهيم.

وأخبرنا أبو القاسم عبد الرحمان بن محمد بن الفضل الحداد، أنبأنا أبو بكر ابن جولة، قالوا: أنبأنا محمد إبراهيم بن جعفر الجرجاني املاءا، أنبأنا أبو علي الحسين بن علي، أنبأنا محمد بن زكريا، أنبأنا العباس بن بكار، أنبأنا أبو بكر الهذلي، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال عمر لعلي: عظني يا أبا الحسن.

[ف‍] قال علي [عليه السلام]: لا تجعل يقينك شكا، ولا علمك جهلا، ولاظنك حقا (1) واعلم أنه ليس لك من الدنيا إلا ما أعطيت فأمضيت، وقسمت فسويت، ولبست فأبليت (2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(1) المراد منه عدم تنزيل المظنون منزلة المتيقن والمحقق وترتيب الاثر عليه.

(2) ومما ينبغي أن يذكر هنا ما ذكره المحاملي في أوائل الجزء الثالث من أماليه الورق 92، قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت = >

 

[111]

قال [عمر]: صدقت يا أبا الحسن.

الحديث: (1269) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام، من تاريخ دمشق: ج 38 ص 74 - أو 173 - وفي النسخة المحذوفة الاسانيد، ص 131.

ورواه أيضا في أول الباب (48) من جواهر المطالب، ص 46، كما رواه أيضا في كنز العمال: ج 8.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

= > الاعمش يحدث عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي عليه السلام انه قال: استشار عمر بن الخطاب الناس فقال: ما ترون في شئ فضل عندنا من هذا المال، قالوا: يا أمير المؤمنين قد أشغلناك عن أهلك وضيعتك وتجارتك، فهو لك ! فقالى لي: ما تقول، قلت: قد أشاروا عليك ! ! فقال: قل.

قلت: لم تجعل يقينك ظنا، وعلمك جهلا.

قال: لتخرجن مما قلت.

قلت: أجل والله لاخرجن منه، أما تذكر إذ بعثك رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعيا، فأتيت العباس بن عبد المطلب فمنعك ضيعته، فأتيتني فقلت: انطلق معي إلى رسول الله صلى الله عليه لنخبره بما صنع العباس.

فأتيناه فوجدناه خاثرا، فرجعنا ثم أتيناه في اليوم الثاني فوجدناه طيب النفس فأخبرناه بالذي صنع العباس، فقال: أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه.

فأخبرناه بالذي رأينا من خثورة نفسه في اليوم الاول والذي رأينا من طيب نفسه في اليوم الثاني فقال: إنكما أتيتماني في اليوم الاول وقد بقيت من الصدقة ديناران فخشيت أن يأتيني الموت قبل أن أوجه بهما، ثم اتيتماني ذا اليوم [كذا] وقد وجهتهما، فالذي رأيتم من طيب نفسي من ذلك.

فقال عمر: صدقت والله لاشكرن لك الاولى والآخرة.

قلت: لم تؤخر [ظ] الشكر.

ورواه أيضا تحت الرقم (725) من مسند ابن حنبل: ج 2 / 724 في مسند علي (ع).

وقصة بعث النبي عمر ساعيا وملاقاته العباس في أول من لقي وتغليظ كل منهما الآخر ورجوع عمر، ودخوله على النبي مع علي ذكره أيضا عيسى بن علي الحراج الوزير في أماليه الورق 13، ولكن لم يذكر ما هنا من خثورة نفس النبي في اليوم الاول، وطيبها في الثاني.

 

[112]

 

- 23 -

ومن كلام له عليه السلام لما أغرم بعض الولاة عماله وشاطرهم أموالهم

لئن كان عماله خونة وكان هذا المال في أيديهم خيانة ما كان حل له تركه، وكان له أن يأخذه كله فإنه فئ للمسلمين، فماله [أن] يأخذ نصفه ويترك نصفه، ولئن كانوا غير خونة، فما حل له أن يأخذ أموالهم ولا شيئا منه قليلا ولا كثيرا.

وأعجب من ذلك إعادته إياهم إلى أعمالهم لئن كانوا خونة، ما حل له أن يستعملهم ! ! ولئن كانوا غير خونة، ما حقت له أموالهم ! ! ! كتاب سليم بن قيس الهلالي - رحمه الله - ص 119.

 

[113]

 

- 24 -

ومن كلام له عليه السلام قاله للعباس وبني هاشم لما أوصى عمر بالشورى

قال الطبري: حدثني عمر بن شبة، قال: حدثنا علي بن محمد، عن وكيع، عن الاعمش، عن إبراهيم، ومحمد بن عبد الله الانصاري، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن شهر بن حوشب.

و [عن] أبي مخنف، عن يوسف بن يزيد، عن ابن عباس بن سهل، ومبارك بن فضالة، عن عبيد الله بن عمر، ويونس بن أبي إسحاق: عن عمرو بن ميمون الاودي أن عمر بن الخطاب لما طعن قيل له: لو استخلفت - وساق كلاما لعمر من تمنيه حيات العبد العجمي سالم مولى أبي حذيفة وغيره مما يطول ذكره إلى أن قال - وقال [عمر] لصهيب: صل بالناس ثلاثة أيام، وأدخل عليا وعثمان والزبير، وسعدا و عبد الرحمان بن عوف، وطلحة إن قدم [من سفره] وعبد الله بن عمر - ولا شئ له من الامر - دارا وقم على رؤسهم، فإن اجتمع خمسة وأبى واحد، فاشدخ رأسه أو اضرب رأسه بالسيف، وان اتفق أربعة وأبي اثنان فاضرب رؤسهما، فإن رضي ثلاثة رجلا وثلاثة منهم رجلا آخر فحكموا عبد الله بن عمر، فأي الفريقين حكم له فليختاروا رجلا منهم، فإن لم يرضوا بحكم عبد الله بن عمر، فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمان بن عوف، واقتلوا الباقين إن رغبوا عما اجتمع عليه الناس.

فخرجوا [من عند عمر] فقال علي لقوم كانوا معه من بني هاشم: إن أطيع فيكم قومكم لم تؤمروا أبدا.

 

[114]

وتلقاه [عمه] العباس فقال [له]: عدلت عنا.

فقال [العباس:] وما علمك ؟ قال: قرن بي عثمان وقال: كونوا مع الاكثر فإن رضي رجلان رجلا، ورجلان رجلا فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمان بن عوف.

فسعد لا يخالف ابن عمه عبد الرحمان، وعبد الرحمان صهر عثمان (1) لا يختلفون، فيوليها عبد الرحمان عثمان أو يوليها عثمان عبد الرحمان، فلو كان الآخران معي لم ينفعاني بله إني لا أرجو إلا أحدهما (2).

تاريخ الطبري: ج 3 ص 299، وتاريخ الكامل: ج 3 ص 35.

وروى قريبا منه جدا في ترجمة عثمان من كتاب أنساب الاشراف: ج 5 ص 19، في عنوان: " أمر الشورى وبيعة عثمان ".

وقريبا منه رواه في الشافعي - كما في شرح ابن أبي الحديد: ج 12 - 263 - ورواه ايضا في تلخيصه: ج 3 ص 92 ط الغري، وحكاه في الهامش عن أنساب الاشراف للبلاذري: ج 5 - 19، عن العباس بن هشام الكلبي، عن أبيه، عن جده، عن أبي مخنف في اسناده.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(1) قال ابن الكلبي عبد الرحمان بن عوف زوج أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، وأمها أروى بنت كريز، وأروى أم عثمان فلذلك قال (علي عليه السلام): صهره كذا ذكره البلاذري عنه في عنوان: " أمر الشورى وبيعة عثمان " من كتاب أنساب الاشراف: ج 5 / 19.

(2) بله: اسم لفعل الامر بمعنى: دع، واترك.

 

[115]

 

- 25 -

ومن كلام له عليه السلام قاله لسعد بن أبي وقاص في يوم الشورى

إتقوا الله الذي تساءلون به والارحام، إن الله كان عليكم رقيبا (1) أسألك برحم ابني هذا من رسول الله (2) وبرحم عمي حمزة منك، أن لا تكون مع عبد الرحمان لعثمان ظهيرا علي، فإني أدلي بما لا يدلي به عثمان (3).

تاريخ الطبري: ج 3 ص 296 ط مصر، سنة 1358، ومثله في تاريخ الكامل: ج 3 ص 36 ط سنة 1356، بمصر.

ورواه أيضا في عنوان: " أمر الشورى وبيعة عثمان " من ترجمة عثمان من كتاب أنساب الاشراف: ج 5 ص 20.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(1) إقتباس من الآية الاولى، من سورة النساء.

(2) وفي العقد الفريد: " أسألك برحم ابني هذين من رسول الله صلى الله عليه وسلم " الخ.

(3) يقال: " أدلى زيد بقرابته أو بحجته " أي توسل واحتج بها.

 

[116]

 

- 26 -

ومن خطبة له عليه السلام في يوم الشورى

قال الخوارزمي: أخبرنا العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري أخبرني الاستاذ الامين أبو الحسن علي بن مردك الرازي، أخبرني الشيخ الزاهد الحافظ أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد المحمودي (1) بقراءتي عليه سنة ست وثمانين وثلاثمأة، حدثنا أبو محمد عبد الرحمان بن حمدان بن عبد الرحمان بن المرزبان الحلان (2)، حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم السوسي البصري نزيل حلب، حدثنا عثمان بن عبد الله القرشي الشامي بالبصرة - قدم علينا - حدثنا يوسف بن أسباط، عن محل الضبي (3) عن إبراهيم النخعي، عن علقمة: عن أبي ذر [رضي الله عنه] قال: لما كان أول يوم في البيعة لعثمان ليقضي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(1) كذا في الطبعة القديمة، وفي ط الجديد: " أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله الحمدوني بقراءتي عليه سنة (386) الخ.

وليعلم ان السند ضعيف جدا حتى عند القوم، وفيه من اتفقت كلمتهم على ضعفه، فلا يقبل المتن المروي بمثل هذا السند إلا ما تشهد الشواهد الخارجية والادلة المنفصلة على صدقه وواقعيته، دون غيره مما لا شاهد له، فضلا عما قامت الشواهد على خلافه.

(2) كذا في ط القديم، وفي ط الجديد: " الجلاب ".

(3) عن محمد الضبي " خ ل ".

كذا في متن الاصل، وهكذا ذكره أيضا في غاية المرام من غير إشارة إلى اختلاف النسخ.

 

[117]

الله أمرا كان مفعولا، ليهلك من هلك عن بينة، ويحي من حي عن بينة (4)، [قال أبو ذر]: فاجتمع المهاجرون والانصار في المسجد، ونظرت (5) إلى أبي محمد عبد الرحمان بن عوف، وقد اعتجر بريطة (6) وقد اختلفوا وكثرت المناجزة إذ جاء أبو الحسن - بأبي هو وأمي - قال، فلما بصروا بأبي الحسن علي بن أبي طالب عليه السلام (7) سر القوم طرا، فأنشأ علي [عليه السلام] يقول: إن أحسن ما ابتداء به المبتدؤن (8) ونطق به الناطقون، وتفوه به القائلون حمد الله والثناء عليه بما هو أهله (9) والصلاة على النبي محمد وآله (10).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(4) اقتباس من الآية (42) من سورة الانفال: 8 وليعلم ان ما وضعناه بين المعقوفين مأخوذ من غاية المرام ولم يوجدني ط ايران من كتاب المناقب.

ثم ان مناشداته عليه السلام من طريق أبي ذر، رواها أيضا " أبو الحسن شاذان الفضلي في الحديث (13) من رسالة رد الشمس - كما ذكره السيوطي عنه في كتاب اللئالي ج 1 / 174 - قال: حدثنا أبو الحسن بن صفوة، حدثنا الحسن بن علي بن محمد الطبري حدثنا أحمد بن العلاء الرازي حدثنا اسحاق بن ابراهيم التيمي حدثنا محل الضبي عن ابراهيم النخعي، عن علقمة، عن أبي ذر، قال: قال علي يوم الشورى: أنشدكم بالله هل فيكم من ردت له الشمس غيري حين نام رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل رأسه في حجري حتى غابت الشمس فانتبه فقال: يا علي صليت العصر ؟ قلت: اللهم لا.

فقال: اللهم ارددها عليه فإنه كان في طاعتك وطاعة رسولك.

(5) وفي غاية المرام: " فنظرت " .

(6) الريطة - بفتح الراء وسكون الياء -: كل ثوب يشبه الملحفة.الملاءة إذا كانت قطعة واحدة ونسجا واحدا.والجمع: ريط ورياط.وجملة: " وكثرت المناجزة " غير موجودة في غاية المرام.

(7) وفي غاية المرام: " كرم الله وجهه ".

(8) وفي غاية المرام: " إن أحسن ما بدء به المبتدؤن ".وفي الكنز: " إن أحق ما ابتدء به المبتدؤن ".

(9) وفي غاية المرام: " وثناء الله بما هو أهله ".وفي الكنز " وثناء عليه بما هو أهله ".

(10) وفي غاية المرام: " وصلى الله على النبي محمد صلى الله عليه وآله ".

 

[118]

الحمد لله المتفرد بدوام البقاء، المتوحد بالملك، الذي له الفخر والمجد والثناء (11) خضعت له الجبابرة [الآلهة " خ ل "] لآلائه وجلاله، [ووجلت] القلوب من مخافته (12) فلا عدل له ولا ند، ولا يشبهه أحد من خلقه، ونشهد [له] بما شهد به لنفسه، وأولو العلم من خلقه أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له (13) ليس له صفة تنال (14) ولا حد يضرب له فيه الامثال، المدر صوب الغمام ببنات النطاف (15) ومنهطل الرباب بوابل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(11) إلى هنا رواه عنه في الباب (20) من غاية المرام متواليا، وأسقط ما بعده إلى قوله: " فهدانا الله بمحمد صلى الله عليه وآله إلى صالح الاديان ".

وفي الكنز: " الذي له الفخر والمجد والسناء، خضعت الآلهة لجلاله، ووجلت القلوب من مخافته، ولا عدل له ولا ند " الخ.

(12) هذا هو الظاهر، والنسخة سقيمة جدا، فإنها حرفت " الآلهة " ب " إلا الله ".

وحذفت كلمة " ووجلت " الموضوعة بين المعقوفين، وكررت لفظة " القلوب ".

وفي رواية ابن عساكر هكذا: " فخضعت الآلهة لجلاله، ووجلت القلوب من مخافته ".

(13) وفي تاريخ دمشق والكنز: " أن لا إله إلا هو ".

(14) أي لا ينال أحد كنه صفاته كما لا ينال كنه ذاته تقدس وتعالى.

وفي تاريخ دمشق: " ليست له صفة تنال ".

وهو أظهر.

(15) كذا في تاريخ دمشق، وفي الطبعة القديمة من مناقب الخوارزمي " نبات بدوات نطواق " ولا ريب انه مصحف.

والظاهر ان قوله: " المدر " مبتدء وما بعده خبره، وقراءته بالجر على أن يكون صفة للفظ الجلالة - مع الفصل الطويل - خلاف الظاهر.

 

[119]

الطل (16) فرش الفيافي والآكام بتشقيق الدمن وأنيق الزهر، وأنواع النبات (17) [و] المهريق (18) العيون الغرار من صم الاطواد (19) ببعث [ظ] الزلال حياتا للطير والهوام والوحش، وسائر الانعام والانام، فسبحان من يدان لدينه، ولا يدان لغير الله دين (20)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(16) كذا في المصدرين، ولعل الصواب: " ومهطل الرباب " أي منزله.

والرباب - كسحاب - السحاب الاببض.

و " الوابل ": المطر الشديد.

و " الطل " - هنا -: الحسن المعجب.

(17) كذا في النسخة ولعل الصواب: " ومفرش الفيافي " وفي المصدر: " فرس الصافي والآكام بتشقق الدمن ".

وفي تاريخ دمشق: " فرش الفيافي من الآكام بتشقيق الدمن وأنيق الزهر، والانواع المنخنس من النبات ".

وفي الكنز: " وأنواع المتحسن من النبات ".

والفيافي: المفازات التي لا ماء فيها، وهي جمع " الفيفي.

والفيفاء والفيفاة ".

و " الآكام ": جمع أكم وأكمات - كفرح وحسنات - وهما: جمع " الاكمة " كحسنة -: التل.

والظاهر ان المراد من " الدمن " هنا -: حبوب النباتات مطلقا، لا خصوص ما في سرقين الحيوانات.

و " الزهر " كفلس وفرس: نور النبات.

(18) وألفاظ المصدر مصحفة، ولم آل جهدي في تصويبها ومع ذلك لم أطمئن بصحة كثير منها.

و " المهريق " من قولهم: " أهرق الماء ": أراقه.

(19) و " الغرار " كأنه من قولهم: " غر الماء - من باب مد - غرا وغرارا ": نضب أي غار ونشف.

و " الصم ": الصلب المتقن.

و " الاطواد ": جمع الطود: الجبل العظيم.

الهضبة.

وهي تاريخ دمشق: " وشق العيون من جيوب المطر.

من جيوب المطر، إذ شبعت الزلا (كذا /) حياتا للطير والهوام والوحش وسائر الانام والانعام ".

وفي الكنز: " إذ شبعت الدلاء " الخ.

(20) كذا في مناقب الخوارزمي، وفي تاريخ دمشق: " فسبحان من يدان لدينه، ولا يدان بغير دينه دين ".

هذا ظاهر رسم الخط بعد امعان وتدبر، ويحتمل بعيدا أن يقرء " ولا يدان لغير الله دين ".

وفي الكنز: " ولا يدان لغير دينه دين ".

 

[120]

وسبحان الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود (21).

ونشهد أن محمدا [صلى الله عليه وآله] عبده ورسوله المرتضى، ونبيه المصطفى، وحبيبه المجتبى (22) أرسله الله إلينا كافة، والناس أهل عبادة الاوثان وخضوع للضلالة (23) يسفكون دماءهم ويقتلون أولادهم ويخيفون سبيلهم عيشهم الظلم (24) وأمنهم الخوف وعزهم الذل، حتي استنقذنا الله بمحمد صلى الله عليه وآله من الجهالة (25) وانتاشنا بمحمد [صلى الله عليه وآله] (26)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(21) كذا في المصدر، وفي رواية ابن عساكر: " وسبحان الذي ليس له صفة نعت موجود، ولا حد محدود ".

وفي هامش الكنز، عن جمع الجوامع: " سبحان الذي له صفة نعت موجود ".

وهو مصحف بلا ريب.

(22) بين المعقوفين كان ساقطا من النسخة، وفي تاريخ دمشق " ونشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده المرتضى ونبيه المصطفى ورسوله المجتبى " وهو أظهر.

(23) كذا في تاريخ دمشق - وهو الظاهر - وفي المصدر: " وصبوع الضلالة ".

وفي الكنز: " وخضوع الضلالة ".

(24) هذا هو الظاهر من السياق، الموافق لتاريخ دمشق، وفي ط القديم من مناقب الخوارزمي: " غشيهم الظلم " وهذا وإن كان صوابا في حد ذاته، ولكنه لا يلائم ما بعده.

(25) وفي تاريخ دمشق، والكنز: " عيشهم الظلم، وأمنهم الخوف، وعزهم الذل، فجاء رحمه [كذا] حتى استنقذنا الله بمحمد [صلعم] من الضلالة وهدانا بمحمد " صلعم " من الجهل، ونحن معاشر العرب أضيق الامم معاشا وأخسهم رياشا ".

(26) يقال: " انتاشه من التلف ": أنقذه منه.

وأصله من نوش.

 

[121]

من الهلكة، ونحن معاشر العرب أضيق الامم معاشا، وأخشنها رياشا (27) جل طعامنا الهبيد (28) وجل لباسنا الوبر والجلود، مع عبادة الاصنام [ظ] والاوثان والنيران (29) فهدانا الله بمحمد [صلى الله عليه وآله وسلم] إلى صالح الاديان (30) وأنقذنا من عبادة الاوثان بعد أن أمكنه الله من شعلة النور، فأضاء بمحمد [صلى الله عليه وآله وسلم] (31) مشارق الارض ومغاربها فقبضه الله إليه، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فما أجل رزيته وأعظم مصيبته، فالمؤمنون فيه طرا مصيبتهم واحدة (32).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(27) الرياش - بكسر الراء -: الفاخر من اللباس والاثاث.

المعاش المال.

الخصب.

وفي تاريخ دمشق، " وأخسهم رياشا ".

ومثله في الكنز.

(28) وفسره في رواية ابن عساكر بشحم الحنظل.

(29) كذا في المناقب، وفي تاريخ دمشق، والكنز: " مع عبادة الاوثان والنيران ".

(30) ومن قوله: " فهدانا الله بمحمد " إلى آخر الكلام نقله في غاية المرام عن الخوارزمي غير أن بين المعقوفين كان فيه هكذا " ص ".

(31) بين المعقوفين كان في الاصل المحكي عنه والحاكي هكذا: " ص ".

وفي تاريخ دمشق: " فهدانا الله بمحمد " صلع " بعد أن أمكنه الله شعلة النور، فأضاء لمحمد " صلع " مشارق الارض ومغاربها ".

ومثله في الكنز، إلا انه قال: " فأضاء بمحمد ".

(32) وفي تاريخ دمشق: " فالمؤمنون فيه سواء مصيبتهم فيه واحدة ".

وفي الكنز: " فالمؤمنون فيهم سواء "، وبعده في مناقب الخوارزمي هكذا: معاشر المسلمين ناشدتكم الله هل تعلمون معاشر المهاجرين أن جبرنيل أتى النبي صلى الله عليه وآله الخ.

ولاضطراب الاصل هنا، ذكرنا ما ذكر هنا عن غاية المرام.

وفي تاريخ دمشق: " أناشدكم الله معاشر المهاجرين والانصار هل تعلمون أن جبرئيل أتى النبي فقال: يا محمد لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي، قهل تعلمون هذا كان لغيري " الخ.

 

[122]

ثم قال علي كرم الله وجهه (33): فأنشدكم بالله يا معاشر المهاجرين والانصار هل تعلمون أن جبرئيل [عليه السلام] أتى النبي [صلى الله عليه وآله وسلم] وقال: يا محمد لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي، هل تعلمون كان هذا ؟ (34) قالوا: اللهم نعم.

قال: فأنشدكم الله هل تعلمون أن جبرئيل [عليه السلام] نزل على النبي فقال: يا محمد إن الله يامرك أن تحب عليا وتحب من يحبه، فإن الله تعالى يحب عليا ويحب من يحب عليا (35).

قالوا اللهم نعم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(33) كذا في غاية المرام، وكلمة: " كرم الله وجهه " غير موجودة في تاريخ دمشق.

(34) وللحديث مصادر كثيرة.

(35) وما أدري ماذا يقول الامويون والعباسيون والذين زادوا في طنبور هؤلاء نغمات وقد قتلوا عليا وولده ونكلوا بشيعته ومحبيه، وأحبوا من أبغضه وأبغضوا من أحبه، وهم يروون هذه الاحاديث وما لا يحصى من أشباهه ! !

 

[123]

قال: فأنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم] قال: لما أسري بي إلى السماء السابعة رفعت إلى رفارف من نور، ثم رفعت إلى حجب من نور، فوعد النبي [صلى الله عليه وآله وسلم] الجبار - لا إله إلا هو - أشياء فلما رجع من عنده نادى مناد من وراء الحجب: نعم الاب أبوك إبراهيم، ونعم الاخ أخوك علي بن أبي طالب، واستوص به (36) أتعلمون يا معاشر المهاجرين والانصار كان هذا ؟ فقال أبو محمد من بينهم - يعني عبد الرحمان بن عوف -: سمعتها من رسول لله [صلى الله عليه] وإلا فصمتا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(36) كلمة " واستوص به " غير موجودة في رواية ابن عساكر وفيها هكذا: " أناشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله قال: لما أسري بي إلى السماء السابعة، رفعت إلى رفارف من نور ثم رفعت إلى حجب من نور، فأوعز إلي علم أشياء [كذا] فلما رجعت من عنده نادى مناد من وراء الحجب: نعم الاب أبوك إبراهيم، ونعم الاخ أخوك علي، معاشرين المهاجرين والانصار [أ] كان هذا ".

وفي الكنز " أناشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لما أسري بي.. فأوحى إلى أشياء، فلما رجع من عنده نادى مناد من وراء الحجب يا محمد نعم الاب أبوك إبراهيم [و] نعم الاخ أخوك علي.

هل تعلمون معاشر المهاجرين والانصار كان هذا ".

 

[124]

ثم قال: هل تعلمون أن أحدا كان يدخل المسجد جنبا غيري ؟ قالوا اللهم لا (37).

قال: فأنشدكم الله هل تعلمون أن أبواب المسجد سدها [رسول الله] وترك بابي بأمر من الله ؟ (38).

قالوا اللهم نعم.

قال: فأنشدكم الله هل تعلمون أني كنت إذا قاتلت عن يمين رسول الله [صلى الله عليه وآله قاتلت الملائكة عن يساره ؟ قالوا اللهم نعم].

(39) [قال: فأنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله قال لي]، " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ".

(40) قالوا اللهم نعم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(37) هذا المعنى مما صرح به في كثير من أخبار سد الابواب.

(38) وهذا متواتر بين المسلمين، ومقتضى اطلاقه - كصراحة غيره من أخبار الباب - انه صلى الله عليه وآله، سد جميع الابواب ولم يبق لاحد غيره بابا ولا خوخة، نعم أبقى لمدعيه دوخة.

(39) بين المعقوفين هنا - وفي التالي أيضا - قد سقط من نسخة غاية المرام، وفي تاريخ دمشق هكذا: " هلى تعلمون أني كنت إذا قاتلت عن يمين النبي قاتلت الملائكة عن يساره " ! ومثله في الكنز غير ان فيه: " فهل ".

(40) هذا الحديث متواتر عنه صلى الله عليه وآله وسلم بلفظه.

 

[125]

قال: فأنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم] أخذ الحسن والحسين فجعل يقول: هي يا حسن (41).

فقالت فاطمة: يارسول الله إن الحسين أصغر وأضعف ركنا منه.

فقال لها رسول الله: ألا ترضين أن أقول أنا: هي يا حسن.

ويقول جبرئيل هي يا حسين ؟ فهل لاحد من الناس مثل منزلتنا عند الله وعند رسول الله (42) نحن صابرون ليقضي الله في هذه البيعة أمرا كان مفعولا.

الحديث (18) من الفصل (19) من مناقب الخوازرمي ص 213 وفي ط ص 137.

ورواه عنه في الحديث: (69) من الباب: (20) من غاية المرام ص 118.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(41) هي بالفتح وتشديد الياء المكسورة اسم فعل للامر، وكلمة اغراء واستزادة بمعنى أسرع، وفي تاريخ دمشق: " وهل تعلمون أن رسول الله كان يواخي بين الحسن والحسين " ؟.

وفي كنز العمال: " وهل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان آخى بين الحسن والحسين ".

والظاهر تصحيفهما وليعلم ان هذا الفصل غير موجود في بقية طرق المناشدات - التي عثرت عليها، نعم رواه جماعة ولكن في غير قصة المناشدات، فرواه في فضائل الخمسة: ج 3 / 199، عن مصادر من طريق أهل السنة، كما رواه أيضا سليم بن قيس في أواسط كتابه، وكذلك رواه في آخر الحديث (8) من المجلس (68) من أمالي الصدوق، وفي تاريخ الاسلام - للذهبي -: ج 2، وكتاب الارشاد، ص 249.

(42) وفي الهامش: " فهل لخلق منكم مثل هذه المنزلة " خ ل ".

وفي الكنز: فهل لخلق مثل هذه المنزلة ؟ ".

 

[126]

ورواه أيضا ابن عساكر - في ترجمة عثمان من تاريخ دمشق: ج 25 - 60 س 1، عكسا، قال أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، وأبو غالب بن البناء قالا: أنبأنا أبو يعلى محمد بن الحسين، أنبأنا جدي لامي أبو القاسم عبد الله بن عثمان بن علي بن حماد [أو الخليفة] الدقاق من لفظه، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن مخلد، أنبأنا أبو إسحاق ابراهيم بن محمد بن الحسن املاءا من أصله، أنبأنا عثمان بن عبد الله القرشي بالبصرة - إلى آخر ما مر برواية الخوارزمي - ورواها بعضهم عن كنز العمال: ج 3 ص 154 (43).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(43) ولم يتيسر لي المراجعة إلى الكتاب لان الخرس قد أشغل سوق المعارف والمكتبة.

وليعلم ان هذه الخطبة ذكرناها تحفظا على عقائل كلامه عليه السلام، ورجاء أن نظفر على مصدر آخر لتصحيح ما صحف في هذين المصدرين، ولقد وقفت أسبوعين من عمري على تصحيحه ومع ذلك لم أطمئن في كثير من ألفاظها بالصواب، إذ المصدر ان كانا غير مقروءين وكانا مصحفين في كثير من الكلمات، وفي رواية ابن عساكر زيادات غير مقروءة إذ النسخة قديمة جدا "، والخط كوفي، وكأنها مزجت بأكاذيب.