[465]

 

- 140 -

ومن كلام له عليه السلام

قال ابن عساكر: أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنبأنا رشا [ء] المقري أنبأنا أبو محمد المصري، أنبأنا أبو بكر المالكي، أنبأنا محمد بن عبد العزيز الدينوري أنبأنا أبي، عن وكيع، عن عمرو بن منبه، عن أوفى بن دلهم [كذا] عن علي ابن أبي طالب [عليه السلام] انه قال: تعلموا العلم تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، فإنه يأتي من بعدكم زمان ينكر فيه الحق تسعة أعشاره، وإنه لا ينجو منه إلا كل نومة منن الداء (1) أولئك أئمة الهدى، ومصابيح العلم، ليسوا بالعجل المذاييع اليذر (2)

$$$$

(1) كذا في النسخة، وهذا الصدر: رواه أحمد في الحديث الثالث من باب فضائل أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب الفضائل عن وكيع، عن عمرو بن منبه السعدي، عن عوف بن دلهم العدوي، عنه عليه السلام، وهاتان الكلمتان غير موجودة فيه.

(2) قال في مادة:: " بذر " من النهاية: ومنه حديث علي رضي الله عنه في صفة الاولياء: " ليسوا بالمذاييع البذر ".

(هو) جمع بذور.

يقال: بذرت الكلام بين الناس كما تبذر الحبوب: أي أفشيته وفرقته.

وقال في مادة: " نوم " من الفائق: ج 4 ص 31: ذكر علي عليه السلام آخر الزمان والفتن فقال: خير أهل ذلك الزمان كل نومة، أولئك مصابيح الهدى ليسوا بالمساييح ولا المذاييع البذر.

النومة: الخامل الذكر الذي لا يؤبه له.

على وزن همزة - عن يعقوب وهو أيضا الكثير النوم (كذا) - وعن ابن عباس انه قال لعلي: ما النومة ؟ فقال: الذي يسكن

 

[466]

ثم قال: ألا إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة [قد ارتحلت مقبلة] ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا.

ألا وإن الزاهدين في الدنيا اتخذوا الارض بساطا، والتراب فراشا، والماء طيبا.

ألا من اشتاق إلى الآخرة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات.

ألا إن لله عبادا كمن رآى أهل الجنة في الجنة مخلدين، وأهل النار في النار معذبين، شرورهم مأمونة وقلوبهم محزونة وأنفسهم عفيفة وحوائجهم خفيفة، صبروا أيام العقبى (1)

$$$$

في الفتنة فلا يبدو منه شئ.

أولئك إشارة إلى معنى كل.

المساييح والمذاييع واحدهما مفعال أي لا يسيحون بالنميمة والشر، ولا يذيعون الاسرار.

والبذر [بضم الباء] جمع بذور - [بفتحها] وهو الذي يفشي الاحاديث والنمائم ويفرقها في الناس.

(1) كذا في النسخة، وفي الحديث (15) من باب ذم الدنيا من كتاب الايمان والكفر، من أصول الكافي: ج 2 ص 32: " صبروا أياما قليلة فصاروا بعقبى راحة طويلة "..

 

[467]

لراحة طويلة، أما الليل فصافون أقدامهم يجري دموعهم على خدودهم يجأرون إلى ربهم ربنا ربنا وأما النهار فعلماء حكماء بررة أتقياء كأنهم القداح ينظر إليهم الناظر فيقول: [هم] مرضى - وما بالقوم من مرض - وخولطوا - ولقد خالط القوم أمر عظيم ! ! ! -.

الحديث: (1263) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام، من تاريخ دمشق: ج 38 ص 172، وفي نسخة ص 130، ورواه أيضا - إلى قوله " البذر " - في الحديث الثالث من باب فضائل أمير المؤمنين عليه السلام من كتاب الفضائل تأليف أحمد بن حنبل، عن وكيع، عن عمرو بن منبه.. ورواه نقلا عن الدينوري في منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: ج 1 ص 192.

وقريب منه في المختار: (110) من نهج البلاغة، والحديث (11) من الباب (98) من كتاب الايمان والكفر من أصول الكافي: ج 2 ص 225، ورواه باختصار في كتاب مختلف الحديث - لابن قتيبة - ص 298.

 

[468]

 

- 141 -

ومن خطبة له عليه السلام في مدح النبي والائمة صلوات الله عليهم أجمعين

قال سبط ابن الجوزي: أخبرنا أبو طاهر الخزنمي [كذا] أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي، أخبرنا عبد الله بن عطاء الهروي، أخبرنا عبد الرحمان بن عبيد الثقفي، أخبرنا الحسين بن محمد الدينوري، أخبرنا عبد الله بن إبراهيم الجرجاني، أنبأنا محمد بن علي بن الحسين العلوي، أخبرنا أحمد ابن عبد الله الهاشمي، حدثنا الحسن بن علي بن محمد بن [علي بن] موسى ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي [عن آبائه عليهم السلام عن الحسين بن علي، قال الحسين عليه السلام] خطب أبي أمير المؤمنين [صلوات الله عليه] يوما بجامع الكوفة خطبة بليغة في مدح رسول الله صلى الله عليه وآله فقال بعد حمد الله والصلاة على نبيه: لما أراد الله أن ينشئ المخلوقات، ويبدع الموجودات، أقام الخلائق في صورة واحدة قبل خلق [دحو " خ ل "] الارض ورفع السماوات (1) ثم أفاض نورا من نور عزه،

$$$$

(1) وفي رواية المسعودي: " إن الله حين شاء تقدير الخليقة وذرء البرية، وإبداع المبدعات، نصب الخلق في صور كالهباء قبل دحو الارض ورفع السماء، وهو في إنفراد ملكوته وتوحد جبروته فأتاح نورا من نوره فلمع، ونزع قبسا من ضيائه فسطع ".

 

[469]

فلمع [و] قبسا من ضيائه فسطع (2) ثم اجتمع في تلك الصورة وفيها صورة رسول الله صلى الله عليه وآله (3) فقال له تعالى: " أنت المرتضى المختار، وفيك مستودع الانوار، من أجلك أضع البطحاء وأرفع السماء، وأجري الماء، وأجعل الثواب والعقاب والجنة والنار، وأنصب أهل بيتك علما للهداية، وأودع فيهم أسراري بحيث لا يغيب عنهم دقيق ولا جليل، ولا يخفى عنهم خفي.

وأجعلهم حجتي على بريتي، والمنبهين على قدري، والمطلعين على أسرار خزائني [وأسكن قلوبهم أنوار عزتي وأطلعهم على معادن جواهر خزائني " خ "].

ثم أخذ الحق سبحانه عليهم الشهادة بالربوبية، والاقرار

$$$$

(2) هذا هو الظاهر الموافق لرواية المسعودي، وفي النسخة المطبوعة من تذكرة الخواص: " قبس من ضيائه وسطع ".

والقبس - كفرس -: شعلة النار تؤخذ من معظم النار.

(3) وفي طبع النجف من تذكرة الخواص: وفيها هيئة نبينا " ص ".

وفي مروج الذهب: ثم اجتمع النور في وسط تلك الصور الخفية، فوافق ذلك صورة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقال الله عز من قائل: أنت المختار المنتخب، وعندك مستودع نوري وكنوز هدايتي، من أجلك أسطح البطحاء وأمرج الماء، وأرفع السماء، وأجعل الثواب والعقاب، والجنة والنار، وأنصب أهل بيتك للهداية، وأوتيهم من مكنون علمي ما لا يشكل عليهم دقيق، ولا يعييهم خفي، وأجعلهم حجتي على بريتي، والمنبهين على قدرتي ووحدانيتي ".

 

[470]

بالوحدانية، وأن الامامة فيهم والنور معهم (4).

ثم إن الله أخفى الخليقة في غيبه، وغيبها في مكنون علمه، ونصب العوالم، وموج الماء، وأثار الزبد، وأهاج الدخان، فطفا عرشه على الماء (5).

ثم أنشأ الملائكة من أنوار أبدعها، وأنواع اخترعها (6) [ثم خلق المخلوقات فأكملها " خ "] ثم خلق الارض وما فيها، ثم قرن بتوحيده نبوة نبيه وصفيه محمد [ظ] فشهدت السماوات والارض والملائكة والعرش والكرسي والشمس والقمر والنجوم وما في الارض له بالنبوة.

فلما خلق آدم أبان للملائكة فضله، وأراهم ما خصه

$$$$

(4) وفي مروج الذهب: " ثم أخذ الله الشهادة عليهم بالربوبية والاخلاص وبالوحدانية [كذا] فبعد أخذ ما أخذ من ذلك، شاب ببصائر الخلق انتخاب محمد وآله، وأراهم أن الهداية معه والنور له والامامة في آله، تقديما لسنة العدل، وليكون الاعذار متقدما ".

(5) وفي مروج الذهب: " ثم أخفي الله الخليقة، وغيبها في مكنون علمه، ثم نصب العوالم [ظ] وبسط الزمان، ومرج الماء، وأثار الزبد، وأهاج الدخان، فطفا عرشه على الماء، فسطح الارض على ظهر الماء، وأخرج من الماء دخانا فجعله السماء، ثم استجلبهما إلى الطاعة فأذعتنا بالاجابة ".. (6) وفي مروج الذهب: " ثم أنشأ الله الملائكة من أنوار أبدعها، وأرواح اخترعها، وقرن بتوحيده نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فشهرت في السماء قبل بعثته في الارض ".

 

[471]

به من سابق العلم (7) فجعله محرابا وقبلة لهم، فسجدوا له وعرفوا حقه، ثم بين لآدم حقيقة ذلك النور، ومكنون ذلك السر، فلما حانت أيامه أودعه شيشا (8) ولم يزل ينتقل من الاصلاب الفاخرة إلى الارحام الطاهرة، إلى أن وصل إلى عبد المطلب، ثم إلى عبد الله [ثم صانه الله عن الخثعمية حتى وصل إلى آمنة " خ "] ثم إلى نبيه [صلى الله عليه وآله وسلم] فدعا الناس ظاهرا وباطنا وندبهم سرا وعلانية، واستدعى الفهوم إلى القيام بحقوق ذلك السر اللطيف (9) وندب العقول إلى الاجابة لذلك المعنى

$$$$

(7) وبعده في مروج الذهب هكذا: من حيث عرفه عند استنبائه إياه أسماء الاشياء، فجعل الله آدم محرابا وكعبة، وبابا وقبلة، أسجد إليها الابرار، والروحانيين الانوار، ثم نبه أدم على مستودعه، وكشف له عن خطر ما أئتمنه عليه، بعدما سماه إماما عند الملائكة، فكان حظ آدم من الخير ما أراه من مستودع نورنا، ولم يزل الله تعالى يخبأ النور تحت الزمان إلى أن فضل محمدا صلى الله عليه وسلم في ظاهر الفترات، فدعى الناس ظاهرا وباطنا، وندبهم سرا وإعلانا، واستدعى عليه السلام التنبيه على العهد الذي قدمه إلى الذر قبل النسل ".

(8) هذا هو الصواب، وفي النسخة هنا تصحيف.

(9) الفهوم: جمع الفهم: إدراك الشئ وتعقله، أو الخصوصية التي بها يدرك الاشياء ويعقل والمراد منه، صاحب الفهوم وذووها، كما ان المراد من العقول - هنا - صاحب العقول.

 

[472]

المودع في الذر قبل النسل (10) فمن وافقه قبس من لمحات ذلك النور غشي بصر قلبه عن إدراكه (11) وانتهى إلى العهد المودع في باطن الامر، وغامض العلم، ومن غمرته الغفلة وشغلته المحنة استحق البعد، ثم لم يزل ذلك النور ينتقل فينا ويتشعشع في غرائزنا.

فنحن أنوار السماوات والارض، وسفن النجاة، وفينا مكنون العلم، وإلينا مصير الامور، وبمهدينا تقطع الحجج (12) فهو خاتم الائمة، ومنقذ الامة.

ومنتهى النور، فليهنئ من تمسك بعروتنا، وحشر على محبتنا (13)

$$$$

(10) أي قبل تناسل البشر وانتشار الخلق في عالم الخارج وسطح الدنيا.

(11) كذا في النسخة، وفي مروج الذهب: " فمن وافقه قبس [ظ] من مصباح النور المقدم اهتدى إلى سره واستبان واضح أمره، ومن أبلسته الغفلة استحق السخط ".

(12) وفي مروج الذهب: " وبمهدينا تنقطع الحجج [فهو] خاتم الائمة، ومنقذ الامة، وغاية النور، ومصدر الامور.

فنحن أفضل المخلوقين، وأشرف الموحدين، وحجج رب العالمين، فليهنأ بالنعمة من تمسك بولايتنا، وقبض على عروتنا ".

(13) يقال: هنأ يهنئ - من باب ضرب - ويهنأ - من باب منع - ويهنؤ من باب نصر - الطعام الرجل وللرجل هنأ وهنأ وهناء " كحبرا وفلسا وسحابا -: ساغ وصار هنيئا.

وتقول العرب: " ليهنئك الولد ": ليسرك.

و " هنأه بالامر " من باب منع -: قال له: ليهنئك.

و " هنئ به هنأ وهناء " من باب علم والمصدر كضربا رسماء -: فرح به.

وبالطعام: تهنأ به.

و " تهنأ بالشئ - من باب تفعل - تهنأ ": فرح به.

وبالطعام: ساغ له الطعام ولذ.

و " هناه تهنيئا وتهنئة ": قال له: ليهنئك.

ضد عزاه.

 

[473]

المختار (6) من الباب السادس من تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 138 ورواها عنه في البحار: ج 17 ص 82، وأيضا رواها عنه في حديث السفينة المذكور في ذيل حديث الثقلين من كتاب عبقات الانوار، ص 968 ط إصفهان.

وقد روى قريبا منه المسعودي في مروج الذهب: ج 1، ص 32، ط مصر، وفي طبع ص 17، وفي ط بيروت ص 42، وما رواه أظهر مما هنا، وسنذكره في القسم الثاني، من هذا الباب انشاء الله تعالى.

 

[474]

 

- 142 -

ومن كلام له عليه السلام في بيان عظمة الله وكبريائه واتصافه بالمجد والجلال، وتنزيهه عن النقائص

ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني (ره) عن محمد بن أبي عبد الله رفعه (1) إلى أبي عبد الله (الامام) الصادق عليه السلام، قال: بينا أمير المؤمنين عليه السلام يخطب على منبر الكوفة، إذ قام إليه رجل يقال له ذعلب، ذو لسان بليغ في الخطب، شجاع القلب، فقال: يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك ؟ قال (عليه السلام): ويلك يا ذعلب ما كنت أعبد ربا لم أره.

فقال: يا أمير المؤمنين كيف رأيته ؟ قال: لم تره العيون بمشاهدة الابصار (2) ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان، إن ربي لطيف اللطافة لا يوصف باللطف (1) عظيم العظمة لا يوصف بالعصم، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ.

قبل كل شئ لا يقال شئ قبله، وبعد كل شئ

$$$$

(1) والكلام مروي أيضا بروايات مسندة غير مرفوعة.

(2) إضافة المشاهدة إلى الابصار إما بيانية، أو تخصيصية.

(1) اللطيف: النافذ في الاشياء الممتنع من أن يدرك.

وأيضا: العالم بدقائق المصالح وغوامضها السالك في إيصالها إلى المستصلح سبيل الرفق دون العنف.

وإضافة اللطيف إلى اللطافة مبالغة في اللطف، والمراد من عدم وصفه تعالى باللطف اللطف الذي هو من صفات الاجسام وهو الصغر والدقة والقلة والنحافة ورقة القوام ونحوها.

وكذلك العظم المنفي ونظائره في الفقرات التالية.

 

[475]

لا يقال له بعد.

شاء الاشياء لا بهمة (2) دراك لا بخديعة (3) [هو] في الاشياء كلها غير ممتازج بها، ولا بائن منها، ظاهر لا بتأويل المباشرة، متجل لا باستهلال رؤية، ناء لا بمسافة، قريب لا بمد أناة، لطيف لا بتجسم، موجود لا بعد عدم، فاعل لا بضطرار، مقدر لا بحركة، مريد لا بهمامة، سميع لا بآلة، بصير لا بأداة، لا تحويه الاماكن ولا تضمنه الاوقات، ولا تحده الصفات ولا تأخذه السنات، سبق الاوقات كونه، والعدم وجوده، والابتداء أزله، بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له، وبتجهيره الجواهر عرف أن لا جوهر له، وبمضادته بين الاشياء عرف أن لا قرين له، ضاد النور بالظلمة، واليبس بالبلل، والخشن باللين، والصرد بالحرور.

مؤلف بين متعادياتها، ومفرق بين متدانياتها، دالة بتفريقها على

$$$$

(2) وهذا صريح في أن إرادته تعالى ومشيئته تخالف إرادة المخلوقين، وهو المستفاد من علوم أهل البيت عليهم السلام والاخبار المفسرة لارادته تعالى.

(3) قيل: كأنه عليه السلام أراد بهذا: أنه سبحانه عالم بما في الضمائر والمكامن، من غير التوسل إلى الاحتيال والخديعة في الوصول إليهما كما هو دأب المخلوقين في نيل ما غاب وخفي عنهم.

 

[476]

مفرقها وبتأليفها على مؤلفها، وذلك قوله تعالى: " ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون " [49 - الذرايات].

ففرق بين قبل وبعد ليعلم أن لا قبل له ولا بعد.

شاهدة بغرائزها أن لا غريزة لمغرزها، مخبرة بتوقيتها أن لا وقت لموقتها، [و] حجب بعضها عن بعض ليعلم أن لا حجاب بينه وبين خلقه.

كان ربا إذ لا مربوب، وإلها إذ لا مألوه، وعالما إذ لا معلوم، وسميعا إذ لا مسموع.

الحديث الرابع من الباب: (23) - وهو باب جوامع التوحيد - من كتاب التوحيد، من أصول الكافي: ج 1، ص 138، ط طهران.

 

[477]

 

- 143 -

ومن خطبة له عليه السلام في وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

قال ابن عساكر: أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي، أنبأنا أبو محمد أحمد ابن علي بن الحسن بن أبي عثمان، أنبأنا أبو طاهر محمد بن علي بن عبد الله ابن مهدي، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن عمرو المدني، أنبأنا يونس ابن عبد الاعلى بن ميسرة الصدفي أنبأنا يحي بن حسان، حدثني محمد بن مسلم بن أبي الوضاح البصري، حدثني ثابت أبو سعيد [قال]: حدثني يحي بن يعمر أن علي بن أبي طالب خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إنما هلك من هلك ممن كان قبلكم بركوبهم المعاصي ولم ينههم الربانيون والاحبار، فأنزل الله [ظ] بهم العقوبات، ألا فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن ينزل بكم الذي نزل بهم، واعلموا أن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقطع رزقا ولا يقرب أجلا، إن الامر ينزل من السماء كقطر المطر (1) إلى كل

$$$$

(1) وفي المختار (23) من خطب نهج البلاغة: " أما بعد فإن الامر ينزل من السماء إلى الارض كقطرات المطر إلى كل نفس بما قسم لها من زيادة ونقصان، فإذا رأى أحدكم لاخيه غغيرة في أهل أو مال أو نفس فلا تكونن له فتنة ".

الخ.

وفي آخر الجزء الاول من قرب الاسناد، ص 55، عن

 

[478]

نفس بما قدر الله لها من زيادة أو نقصان في أهل أو مال أو نفس، فإذا أصاب أحدكم النقصان في أهل أو مال أو نفس [ورآى لاخيه وغفيرة في أهل أو مال أو نفس فلا يكونن ذلك فتنة له] (2) فإن المرء المسلم ما لم يغش دناءة يظهر تخشعا لها إذا ذكرت له، [ويغرى بها لئام الناس كان كالياسر] الفالج (3) الذي ينتظر أول فوزة من قداحه توجب له المغنم، وتدفع عنه المغرم، وكذلك المرء المسلم البرئ من الخيانة إنما ينتظر إحدى الحسنيين: [إما داعي الله] فما عند الله خير له (4) وإما رزقا من الله فإذا هو ذو أهل

$$$$

عن الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن (الامام) جعفر (الصادق عليه السلام) عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إن الرزق ينزل من السماء إلى الارض على عدد قطر المطر إلى كل نفس بما قدر لهم، ولكن لله فضول فاسألوا الله من فضله.

(2) بين المعقوفين - عدا قوله: فلا يكونن ذلك فتنة له - مما يقتضيه السياق، وعبارة نسختي ابن عساكر منقوصة وملحونة.

(3) بين المعقوفين مأخوذ من نهج البلاغة وغيره، وقد سقط من تاريخ دمشق، وذكره أيضا في مادة: " يسر " من النهاية، وقال: الياسر (مأخوذ) من اليسرة، وهو القمار، يقال: يسر الرجل ييسر، فهو يسر وياسر، والجمع أيسار.

(4) بين المعقوفين مأخوذ من النهج وغيره، وقد سقط من نسخة ابن عساكر.

 

[479]

ومال (5)، المال والبنون حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الآخرة، وقد يجمعهما الله لاقوام.

الحديث (1275) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 38 ص 78.

ورواه أيضا إبراهيم بن محمد الثقفي (ره) في كتاب الغارات، عن محمد بن هشام المرادي، عن عمر بن هشام، عن ثابت أبي حمزة، عن موسى، عن شهر بن حوشب أن عليا عليه السلام قال لهم: إنه لم يهلك الخ.

كما في آخر باب الامر بالمعروف من البحار: ج 22 ص 115، ط الكمباني.

وقطعة منه رواها في الحديث: (3571) من كنز العمال: ج 8 ص 225 عن ابن أبي حاتم.

وقطعة أخرى منه رواها في تاليه عن أبي عبيد.

وللحديث مصادر وطرق كثيرة، واخترنا منها هذا إحياء لذكر يحيى بن يعمر رحمه الله.

$$$$

(5) هذا هو الصواب، وفي النسخة: " فإما رزق من الله " الخ.

 

[480]

 

- 144 -

ومن كلام له عليه السلام في التحذير عن اتباع الهوى وطول الامل

قال ابن عساكر: أخبرنا أبو غالب ابن البنا [ء] أنبأنا أبو محمد الجوهري، أنبأنا عمر بن حيويه، وأبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس، قالا: أنبأنا يحيى بن محمد بن صاعد، أنبأنا الحسين بن الحسن بن حرب، أنبأنا عبد الله ابن المبارك، أنبأنا إسماعيل بن أبي خالد، عن زبيد اليامي (1)، عن رجل من بني عامر، قال، قال علي بن أبي طالب [عليه السلام]: إنما أخشى عليكم اثنتين: طول الامل واتباع االهوى، فإن طول الامل ينسي الآخرة، وإن اتباع الهوى يصد عن الحق، وإن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، والآخرة [قد ارتحلت] مقبلة (2) ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب.

وغدا " حساب ولا عمل.

$$$$

(1) وللكلام طرق متعددة، واخترنا منها هذا الطريق إحياءا لذكر زبيد اليامي.

(2) بين المعقوفين مما يقتضيه السياق والمختار: (129) المتقدم.

 

[481]

الحديث: (1266) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 38 ص 172، وفي النسخة المرسلة، ص 130، وللكلام طرق كثيرة.

ورواه أيضا في الحديث (255) من كتاب الزهد - لابن مبارك - ص 86 ط مصر، بسند ينتهي أيضا إلى زبيد.

وروى قريبا منه جدا في أول الباب: (48) من جواهر المطالب ص 46 عن عبد الله السلمى [كذا] قال: خطب علي رضي الله عنه بمنبر الكوفة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن أخوف ما أخاف عليكم.

 

[482]

 

- 145 -

ومن كلام له عليه السلام في بيان أعجب ما اشتملت عليه خلقة الانسان وقد بينه في بعض خطبه (1)

قال ابن عساكر: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله، حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد، حدثني أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الانصاري بدمشق، حدثنا محمد بن هارون بن حسان، حدثنا أحمد ابن يحي بن الوزير، حدثنا محمد بن إدريس الشافعي، عن يحي بن سليم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن عبد الله بن جعفر، عن علي بن أبي طالب انه خطب الناس يوما فقال في خطبته: وأعجب ما في الانسان قلبه وله مواد من الحكمة (2) وأضداد من خلافها، فإن سنح له الرجاء أولهه الطمع (3) وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص، وإن ملكه اليأس قتله الاسف، وإن عرض له الغضب اشتد به الغيظ، وإن أسعد بالرضا نسي التحفظ، وإن ناله الخوف شغله

$$$$

(1) وتقدم ذكره في ضمن خطبة الوسيلة، وذكره أيضا المسعودي في المختار (7) من كلامه عليه السلام عن ضرار عند وفوده على معاوية.

(2) وفي النهج: " لقد علق بنياط هذا الانسان بضعة هي أعجب ما فيه، وذلك القلب، وله مواد من الحكمة وأضداد من خلافها ".

(3) وفي المختار: (108) من النهج ورواية الصدوق (ره): " أذله الطمع ".

 

[483]

الحزن، وإن أصابته مصيبة قصمه الجزع (4)، وإن أفاد مالا أطغاه الغنى، وإن عضته فاقة شغله البلاء، وإن أجهده الجوع قعد به الضعف (5) فكل تقصير به مضر، وكل إفراط له مفسد.

قال: فقام إليه رجل ممن كان شهد معه الجمل.

فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر.

قال: بحر عميق لا تلجه.

قال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن.

القدر قال بيت مظلم فلا تدخله.

قال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر.

قال: سر الله فلا تتكلفه (6).

قال.

يا أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر.

قال: أما إذا أبيت فإنه أمر بين أمرين لا جبر ولا تفويض (7).

$$$$

(4) وفي علل الشرائع: " وإن ناله الخوف شغله الحذر، وإن اتسع له الامن استلبته الغرة، وإن جددت له النعمة أخذته العزة، وان أصابته مصيبة فضحه الجزع، وإن استفاد مالا أطغاه الغنى ".. ثم إن لفظ ابن عساكر يصلح أيضا أن يقرء: " فضحه الجزع ".

وفي مطالب السئول: " فإن أصابته المصيبة قصمة الجزع، وإن وجد مالا أطفاه الغنى ".

(5) وزاد بعده في النهج وعلل الشرائع، ومطالب السئول: " وإن أفرط في الشبع كظته البطنة ".

(6) وقريبا من هذا ذكره في المختار: (278) من قصار النهج، وأيضا قريبا منه رواه في المختار (15) من فصول كلامه من تذكرة الخواص، ص 165، عن الوالبي، عن ابن عباس عنه عليه السلام وفيه ذيل غير ما ذكره هنا، كما رواه الصدوق في الحديث (3) من باب القضاء والقدر من كتاب التوحيد ص 365 بسند آخر وذيل آخر، ورواه أيضا ابن زهرة في غنية النزوع.

(7) وبعده في الاصل هكذا: قال: يا أمير المؤمنين إن فلانا يقول بالاستطاعة وهو حاضرك فقال: علي به.

فأقاموه (ظ) فلما رآه سل سيفه قدر أربع أصابع فقال: الاستطاعة تملكها مع الله أو من دون الله ؟ وإياك أن تقول أحدهما فترتد فاضرب عنقك ! قال: فما أقول: يا أمير المؤمنين ؟ قال: قل.

أملكها بالله الذي إن شاء ملكنيها.

 

[484]

ترجمة محمد بن إبراهيم أبي طاهر الاصبهاني المحتسب المعروف بالثغري من تاريخ دمشق: ج 57 ص 77.

ورواه أيضا أبو نعيم في حلية الاولياء كما في منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج 1 ص 78.

ورواه أيضا محمد بن طلحة الشافعي في كتاب مطالب السئول ص 74 ط النجف عن البيهقي بإسناده عن الشافعي، عن يحيى بن سليم، عن الامام الصادق عليه السلام، عن عبد الله بن جعفر، عن أمير المؤمنين عليه السلام، والظاهر انه سقط من النسخة كلمة: " عن أبيه " كما هو موجود في رواية ابن عساكر.

ثم إن صدر الكلام إلى قوله: " وكل إفراط له مفسد " له مصادر كثيرة من طرق الفريقين مسندا ومرسلا، والمتن (8) بنفسه شاهد صدق على أنه من أمير المؤمنين عليه السلام، وهذا الكلام ينبغي أن يفرده بالشرح من له الاحاطة والاستيلاء على طبائع البشرية وخواصها ولوازمها.

$$$$

وفي مطالب السئول: " فلما راه قال له: الاستطاعة تملكها مع الله أو من دون الله ؟ وإياك أن تقول واحدة منهما فترتد.

قال: فما أقول: يا أمير المؤمنين ؟ قال: قل: أملكها بالله (الذي) إن شاء ملكنيها.

أقول: إن هذا الذيل مما لا يلائم سجية أمير المؤمنين عليه السلام بل هذا من سجية الموصوفين بالفظاظة والغلظة والجهل، وأمير المؤمنين كان متفردا بالعلم وكان في نهاية الرفق بالناس لاسيما من لم يكن منهم متصفا بالعناد واللجاج، فما معنى سل السيف عند حضور الرجل بمجرد ما نسب إليه من القول بالاستطاعة قبل السؤال عنه بصحة النسبة والقول، أم بكذبها ؟ ! ! لا سيما من جهة خلو سائر الطرق عنه والظاهر انه من زيادات قدرية العامة، أو تحريفاتهم فلا بد من التثبت فيه وملاحظة النسبة بينه وبين سائر الادلة إن ثبت صدور هذه الفقرة عنه عليه السلام وإلا فهو ساقط من أصله.

(8) أي خصوص ما ذكرنا منه هنا في المتن دون ذيله المذكور في الهامش.

 

[485]

 

- 146 -

ومن كلام له عليه السلام أجاب به عبد الرحمان بن أبي ليلى الفقيه

قال الشيخ المفيد قدس الله نفسه: أخبرني أبو الحسن علي بن محمد الكاتب، قال: حدثنا الحسين [الحسن " خ ل "] بن علي الزعفراني، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي، قال: حدثنا المسعودي، قال: حدثنا محمد بن كثير، عن يحى بن حماد القطان، قال: حدثنا أبو محمد الحضرمي: عن أبي علي الهمداني، أن عبد الرحمان بن أبي ليلى قام إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: يا أمير المؤمنين إني سائلك لآخذ عنك، وقد انتظرنا أن تقول من أمرك شيئا فلم تقله، ألا تحدثنا عن أمرك هذا ؟ أكان بعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ أم شئ رأيته ؟ فإنا قد أكثرنا فيك الاقاويل وأوثقه عندنا ما قلناه عنك، وسمعناه من فيك، إنا كنا نقول: لو رجعت إليكم [الخلافة] بعد رسول الله صلى الله عليه وآله لم ينازعكم فيها أحد وما أدري إذا سئلت ما (ذا) أقول، أأزعم أن القوم كانوا أولى بما كانوا فيه منك ؟ فإن قلت ذلك فعلام نصبك رسول الله صلى الله عليه وآله بعد حجة الوداع ؟ فقال: أيها الناس من كنت مولاه فعلي مولاه.

وإن كنت أولى منهم بما كانوا فيه فعلام نتولاهم ؟ ! فقال أمير المؤمنين عليه السلام: إن الله تعالى قبض نبيه صلى الله عليه وآله، وأنا يوم

 

[486]

قبضه [كنت] أولى الناس مني بقميصي هذا ! ! وقد كان من نبي الله صلى الله عليه وآله إلي عهدا لو خزمتموني بأنفي لاقررت سمعا لله وطاعة (1) وإن أول ما انتقضاه إبطال حقنا في الخمس (2) فلما رق أمرنا طمعت رعيان البهم من قريش فينا (3).

وقد كان لي على الناس حق لو ردوه إلي عفوا قبلته وقمت به، وكنت كرجل له على الناس حق إلى أجل، فإن عجلوا له ماله أخذه وحمدهم عليه، وإن أخروه أخذه

$$$$

(1) يقال: " خزم البعير خزما - من باب ضرب - وخزمه - من باب فعل - تخزيما ": جعل في أنفه وجانب منخره الخزام، أو الخزامة، وهي حلقة يشد فيها الزمام.

ويقال: خزم أنف فلان " و " جعل في أنفه الخزامة: أذله وسخره.

والعهد الذي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عهده إليه هو انه إن اجتمع المسلمون عليك بعدي وانقادوا لما بلغتهم من إمامتك وخلافتك فقم بالامر، وإن نازعوك الخلافة ولم يلتفتوا إلى ما أوصيتهم به فقم في بيتك ولا تنازع القوم فإن الناس حديثوا عهد بالاسلام ومتى ما نازعتهم يرتدون على أدبارهم.

(2) لعل أولية أبطال الخمس لما له من الاثر الكبير في تقاعد الناس عنهم وعدم إقبالهم إليهم وإلا أبطلوا حقهم في فدك قبل إبطال الخمس.

أو يقال:: إن فدكا كان خاصة لفاطمة صلوات الله عليها بلغة لابنائها - على ما هو المستفاد من الاخبار - ولم يكن لولي الامر أو لبني هاشم عموما، فإذا إبطال حقهم في الخمس يكون أولا.

(3) رعيان - كعريان -: جمع الراعي وهو من يرعى المواشي ويحفظها عند تسريحها في مواضع الكلاء ومنبت العلف ومأكولاتها.

ويجمع الراعي أيضا على الرعاة - كدعاة - ورعاء - كرماح - ورعاء - كدعاء -.

والبهم والبهام - كفلس وفرس عصام -: أولاد البقر والمعز والضأن، والواحد: " البهمة والبهمة " بفتح الباء فيهما، وسكون الهاء في الاول، وتحريكه في الثاني.

 

[487]

غير محمودين، وكنت كرجل يأخذ السهولة وهو عند الناس محزون [كذا].

وإنما يعرف الهدى بقلة من يأخذه من الناس (4) فإذا سكت فاعفوني، فإنه لو جاء أمر تحتاجون فيه إلى الجواب أجبتكم فكفوا عني ما كففت عنكم.

فقال عبد الرحمان: يا أمير المؤمنين فأنت لعمرك كما قال الاول: لعمري لقد أيقظت من كان نائما * وأسمعت من كانت له أذنان الحديث الثاني من المجلس (26) من أمالي الشيخ المفيد، ص 139.

ورواه عنه أيضا الشيخ الطوسي (ره).

كما رواه المجلسي (ره) في الحديث (12) من الباب (15) من البحار: ج 8 ص 172، س 4 عكسا، ط الكمباني.

$$$$

(4) وهذا مستفاد من آيات كثيرة من القرآن الكريم وردت في مدح القليل وذم الكثير، والامر كذلك في عالم الخارج.

 

[488]

 

- 147 -

ومن كلام له عليه السلام في تقسيم الذنوب إلى المغفور ومرجو الغفران وغير المغفور

ثقة الاسلام الكليني أعلى الله مقامه، عن علي بن ابراهيم، عن عبد الرحمان ابن حماد، عن بعض أصحابه رفعه، قال: صعد أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن الذنوب ثلاثة ثم أمسك فقال له حبة العرني: يا أمير المؤمنين قلت: الذنوب ثلاثة ثم أمسكت [ولم تفسرها] ؟ فقال: ما ذكرتها إلا وأنا أريد أن أفسرها، ولكن عرض لي بهر (1) حال بيني وبين الكلام نعم.

الذنوب ثلاثة: فذنب مغفور، وذنب غير مغفور، وذنب نرجو لصاحبه ونخاف عليه.

قال [حبة]: يا أمير المؤمنين فبينها لنا.

قال: أما الذنب المغفور فعبد عاقبه الله على ذنبه في الدنيا فالله أحلم من أن يعاقب عبده مرتين.

$$$$

(1) البهر - كقفل -: انقطاع النفس من الاعياء.

ما يعتري الانسان عند السعي الشديد والعدو من التهييج وتتابع النفس.

 

[489]

وأما الذنب الذي لا يغفر فمظالم العباد بعضهم لبعض، إن الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه (2) أقسم قسما على نفسه فقال: وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كف بكف، ولو مسحة بكف (3) ولو نطحة ما بين القرناء إلى الجماء (4).

فيقتص للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لاحد على أحد مظلمة، ثم يبعثهم للحساب (5).

وأما الذنب الثالث فذنب ستره الله على خلقه ورزقه التوبة منه، فأصبح [العبد] خائفا من ذنبه راجيا لربه فنحن له كما هو لنفسه نرجو له الرحمة ونخاف عليه العذاب [العقاب " خ "].

$$$$

(2) البروز: كناية عن مقام المحاسبة والثواب والعقاب.

(3) الظاهر انه مثال لادنى أفراد الظلم وأخفاها أي ولو كان الظلم كالمسح وإمرار الظالم يده عتوا على كف المظلوم أو بعض جسده بلا ألم جسماني.

(4) القرناء مؤنث الاقرن: ماله قرن.

والجماء مؤنث الاجم: الذي رأسه أملس: الحيوان الذي لا قرن له.

(5) أي المحاسبة على بقية الاعمال.

 

[490]

الحديث الاول في الباب: (195) - وهو باب: " الذنوب ثلاثة " - من أصول الكافي: ج 2 ص 433.

ورواه أيضا البرقي في كتاب المحاسن كما رواه عنه في الحديث: (28) من الباب: (79) من البحار: ج 16 - القسم الاول منه - ص 203 س 17، ط الكمباني.

 

[491]

 

- 148 -

ومن كلام له عليه السلام في تقسيم الناس إلى ثلاثة أصناف وتقريض العلم والعلماء

قال الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان (ره): أخبرني أبو جعفر محمد ابن علي بن الحسين، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن أبي القاسم ماجيلويه، عن محمد بن علي الصيرفي، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد [الاسدي] (1) عن فضيل بن خديج، عن كميل بن زياد النخعي، قال: كنت مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، في مسجد الكوفة، وقد صلينا عشاء الآخرة، فأخذ بيدي حتى خرجنا من المسجد، فمشى حتى خرج إلى ظهر الكوفة، لا يكلمني بكلمة، فلما أصحر تنفس (2) ثم قال: يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها (3)

$$$$

(1) بين المعقوفين زيادة توضيحية منا، وهذا الحديث متواتر عنه عليه السلام، وقد أصفقت القرائن الداخلية والخارجية على صدوره عنه عليه السلام.

ورواه أيضا السيد أبو طالب في أماليه كما في الباب: (9) من تيسير المطالب الخطوط ص 94 - قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن زيد الحسيني قال: أخبرنا الناصر للحق الحسن بن علي، قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار، قال: حدثنا عيسى بن الحسن بن عيسى بن زيد، عن إسحاق ابن إبراهيم الكوفي (عن) الكلبي عن أبي صالح عن كميل بن زياد، قال: أخذ أمير المؤمنين بيدي.. (2) وفي بعض النسخ: " فلما أضجر ".

وفي كثير من المصادر: فلما أصحر تنفس الصعداء " أي فلما دخل الصحرا - أو: فلما ضجر من السير ومل منه - تنفس تنفسا طويلا ممدودا.

(3) أي أحفظها وأشدها وعاية للعلم والمعارف.

 

[492]

إحفظ عني ما أقول [لك] الناس ثلاثة: عالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاء أتباع كل ناعق (4) يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق (5).

يا كميل العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الانفاق (6).

يا كميل محبة العلم خير ما يدان الله به، تكسبه الطاعة

$$$$

(4) وفي النهج والعقد الفريد: " فاحفظ عني ما أقول لك " الخ.

وفي كتاب الارشاد: فعالم رباني ".

والعالم الرباني: المتأله الجامع بين العلم والعمل.

و " الهمج ": جمع الهمجة - على زنة الجبل وجبلة، -: الحمقى والانذال من الناس.

و " الرعاع " كسماء -: السفلة ورذال الناس، وهو كالتفسير لقوله: " همج ".

و " النعيق ": صوت الغراب.

و " الناعق ": الراعي الذي يصوت بغنمه للسوق أو للزجر.

(5) وفي العقد الفريد: " مع كل ريح يميلون ".

وفي تحف العقول " لم يستضيئوا بنور العلم فيهتدوا، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق فينجوا ".

أقول: وجميع هذه الصفاة من النعوت الملازمة والسماة القارة الثابتة للهمج والرعاء، إذ متابعة كل ناعق، والميل مع كل ريح، وعدم الاستضاءة بنور العلم، واللجاء إلى الركن الوثيق، من الطبيعة الاولية للارذال والحمقاء، لا تحتاج إلى علة وراء الاتصاف بالحمق والنذالة.

(6) يزكو - من باب دعا يدعو -: يزيد وينمو.

 

[493]

في حياته وجميل الاحدوثة بعد موته (7) [و] منفعة المال تزول بزواله (8).

يا كميل مات خزان الاموال (9) والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة (10).

هاه هاه، إن ههنا - وأشار بيده إلى صدره - لعلما جما (11) لو أصبت له حملة (12) بلى أصيب له لقنا

$$$$

(7) وفي أمالي الشيخ: " صحبة العالم " الخ.

وفي الخصال وتذكرة الخواص: " يا كميل محبة العالم دين يدان به، تكسبه الطاعة في حياته " الخ.

ومثله في تحف العقول: غير أن فيه: " به يكسب الطاعة في حياته ".

وفي مناقب الخوارزمي: " محبة العالم دين يدان بها، تكسبه الطاعة في حياته ".

ثم قال الخوارزمي: وفي رواية أبي عبد الله (عليه السلام): " صحبة العالم دين يدان بها باكتساب الطاعة في حياته وجميل الاحدوتة بعد موته ".

وفي الارشاد: " محبة العلم دين يدان به، وبه تكملة الطاعة في حياته وجميل الاحدوثة بعد موته ".

أقول: " يدان ": يعبد.

وجميل الاحدوثة طيب الذكر، وحسن الثناء.

والاحدوثة: ما يتحدث به وهي مفرد الاحاديث.

(8) ومثله في الخصال وأمالي الشيخ، وتحف العقول والعقد الفريد، وفي النهج ومناقب الخوارزمي: " وصنيع المال يزول بزواله ".

(9) وفي جل المصادر: " يا كميل مات خزان الاموال وهم أحياء ".

وفي النهج: " يا كميل هلك خزان الاموال وهم أحياء ".

(10) ومثله في جل المصادر، وفي تاريخ اليعقوبي وتحف العقول: " وأمثلتهم في القلوب موجودة ".

الامثال والامثلة: جمع المثل - كجبل - وهو الحديث الذي له شأن.

والقول الذي يضرب به المثل.

أي إن أجساد العلماء وأشخاصهم وإن فقدت وفنيت، لكن حكمهم وجواهر أقوالهم غير فانية بل هي ثابتة مستقرة في ضمير أشباههم ينتفعون بها دائما ويذكرون صاحبها بالخير ويطلبون لهم من الله رفع المقام فيجيبهم.

(11) الجم: الكثير.

(12) كلمة: " لو " للتمني.

و " أصبت ": وجدت.

و " الحملة ": جمع الحامل مثل (*)

 

[494]

غير مأمون [عليه] (13) يستعمل آله الآخرة في الدنيا (14) ويستظهر بحجح الله على خلقه وبنعمته على عباده ليتخذه الضعفاء وليجة دون ولي الحق (15) أو منقادا للحكمة لا بصيرة له في إحيائه (16) يقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة (17) - ألا لا ذا ولا ذاك (18) - فمنهوم

$$$$

الخزنة في جمع الخازن.

وفي تحف العقول: " ها إن ههنا لعلما جما لو أصيب له خزنة ".

وفي العقد الفريد: " لو وجدت له حملة، بلى أجد لقنا غير مأمون عليه ".

(13) هذا استدارك عما يستفاد من قوله: " لو أصبت له حملة " الكاشف عن عدم وجدانه حملة لعلمه.

واللقن - ككتف وخشن -: سريع الانتقال إلى ما يلقى إليه، حسن الفهم له.

وقال في مادة: " لقن " من النهاية: نقلا عن الهروي: وفي حديث علي: " إن ها هنا علما - وأشار إلى صدره - لو أصبت له حملة، بلى أصيب لقنا غير مأمون ".

أي فهما غير ثقة.

(14) وفي أمالي الشيخ - ومثله في سائر المصادر -: " آلة الدين في الدنيا (15) المراد من الحجج هو العلم الذي وهب الله له، والمراد من نعمته هو الوسائل التكوينية الخارجية التي حازها وملكها.

و " الوليجة ": بطانة الانسان وخاصته، أو من يتخذه معتمدا عليه من غير أهله.

(16) كذا في النسخة، وفي بعض المصادر: " أو منقادا لحملة العلم لا بصيرة له في أحنائه " كما في الخصال وأمالي الصدوق، وفي النهج: " أو منقادا لحملة الحق ".

وهما أظهر لتذكير الضمير في قوله: " أحنائه " أي: جوانبه وأطرافه أي ليس له تعمق في العلم (17) أي تشتعل في قلبه نار الشك بأول عروض الشبهة - فيخرجه من أهل اليقين ويدخله في زمرة الشاكين - فكيف لو توالت عليه الشكوك والشبهات.

(18) أي لا اللقن غير المأمون أهل لايداع العلم عنده، ولا المنقاد العديم البصيرة.

وهذا الكلام معترض بين المعطوف والمعطوف عليه.

 

[495]

(19) باللذات، سلس القياد للشهوات، أو مغرى بالجمع والادخار، ليسوا من رعات الدين (20) أقرب شبها بهؤلاء الانعام السائمة (21) كذلك يموت العلم بموت حامليه (22) اللهم بلى لا تخلوا الارض من قائم [لله] بحجة، ظاهر مشهور أو مستتر مغمور (23) لئلا تبطل حجج الله وبيناته وإن [أولئك والله] الاقلون عددا (24) الاعظمون خطرا،

$$$$

(19) هذا خبر لمبتدء محذوف، والجملة منصوب المحل عطفا على قوله: " لقنا ومنقادا " والكلام من باب عطف الجملة على المفرد أي أجد بعد اللقن والمنقاد، من هو منهوم باللذات - أي كثير الشهوة لها - وسهل الانقياد للشهوات، ومن هو مغرى ومولع بالادخار، شديد الحرص على الاكتناز.

(20) هذا هو الظاهر من سياق هذه الرواية الموافق لما في تاريخ اليعقوبي، وفي النسخة: " ليس " وعليه فالضمير المستتر راجع إلى " مغرى ".

والظاهر انه من خطأ النساخ، إذ الطبقات المتقدمة كلهم غير قابلين لان يكونوا من رعاة الدين وولاة المسلمين.

وفي كثير من المصادر: " ليسا من رعاة الدين في شئ " وهو الظاهر من سياق الروايات في غير أمالي المفيد، وتاريخ اليعقوبي.

(21) وهذا من باب التشبيه المعكوس ولطفه غير خفي.

والسائمة: الماشية الراعية.

(22) أي كما يموت العلم بعدم وجود من يحق لحمله، كذلك يموت بموت حملته.

(23) وفي أمالي الشيخ: " اللهم بلى لا يخلو الارض من قائم بحجة، ظاهرا مشهورا، أو مستترا مغمورا ".

وهو أظهر.

(24) لفظة الجلالة مأخوذة من أمالي الشيخ، وقد سقطت من النسخة الملحونة المطبوعة بالنجف من أمالي المفيد، ولفظة " أولئك " مما يستدعيها السياق، ولا توجد في الاماليين، نعم هي مذكورة في رواية الشيخ المفيد في كتاب الارشاد، وهذا لفظه: " اللهم بلى لا تخلو الارض من ججة لك على خلقك، إما ظاهرا مشهودا (كذا) أو خائفا مغمورا، كيلا تبطل حجج الله وبيناته، وأين أولئك

 

[496]

بهم يحفظ الله حججه حتى يودعوها نظراءهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم (25) هجم بهم العلم على حقائق الامور فباشروا روح اليقين (26) واستلانوا ما استوعره المترفون (27) وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، [و]

$$$$

أولئك الاقلون عددا، الاعظمون قدرا، بهم يحفظ الله تعالى حججه حتى يودعها نظراءهم، ويزرعوها (كذا) في قلوب أشباههم ".. وفي تحف العقول: " اللهم بلى لا يخلو الارض من قائم لله بحجة، إما ظاهرا مشهورا، أما خائفا مغمورا - وفي بعض النسخ: إما ظاهرا مكشوفا، أو خائفا مفردا (كذا) - لئلا تبطل حجج الله وبيناته ورواة كتابه، وأين أولئك ؟ هم الاقلون عددا الاعظمون قدرا، بهم يحفظ الله حججه حتى يودعه (كذا) نظراءهم ويزرعها في قلوب أشباههم ".

وفي تاريخ اليعقوبي: " اللهم كلا لا تخلو الارض من قائم بحق، إما ظاهر مشهور، وإما خائف مغمور، لئلا تبطل حجج الله عزوجل وبيناته، أولئك الاقلون عددا، والاعظمون خطرا "... (25) هذا هو الظاهر الوارد في جل الطرق، وقد عرفت مما تقدم أن في رواية الارشاد، تعارض بين المعطوف والمعطوف عليه، والظاهر انه من الاخطاء المطبعية أو الكتاب.

وفي حلية الاولياء: " بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الامر ".

(26) أي إن العلم رفعهم عن مستوى الخلق فهجم بهم على حقائق الامور، وجاز بهم عن ظاهر الاشياء وما اكتنفها من القشور والجلود فأوصلهم إلى لبها، وأبلغهم إلى روحها فباشروا روح اليقين وفازوا بلقاء المجردين.

(27) أي عدوا لينا ما استصعبه أهل النعمة والرخاء، من القيام بإحقاق الحق وإبطال الباطل، وصرف الجهود في العلم الالهي والاعراض عن مشتهيات النفس من تحصيل الزخارف الفانية والتنعم بها.

يقال: " استلان الشئ استلاتة ": رآه - أو وجده - لينا.

و " استوعر الشئ ": وجده صعب المنال.

عسر التحصيل.

و " المترفون " - على صيغة اسم المفعول -: المتنعمون، من قولهم: " أترفه المال إترافا ".

أبطره.

ويقال: " ترف الرجل ترفا - من باب فرح - وتترف تترفا ": تنعم.

 

[497]

صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الاعلى (28) أولئك خلفاء الله في أرضه والدعاة إلى دينه، هاه ها [ه] (29) شوقا إلى رؤيتهم، وأستغفر الله لي ولك (30).

[قال كميل]: ثم نزع (عليه السلام) يده من يدي وقال: انصرف إذا شئت.

الحديث الثالث، من المجلس: (29) من أمالي الشيخ المفيد، ص 154، ورواه أيضا عن الشيخ المفيد، في الحديث، (23) من الجزء الاول من أمالي الطوسي، ص 13.

وقد اتفقت كلمة المسلمين على كون الحديث من أمير المؤمنين عليه السلام ورووه عنه مسندا ومرسلا وأرسلوه إرسال المقطوعات

$$$$

(28) ومثله في أكثر الروايات، وفي حلية الاولياء: " بالمنظر الاعلى ".

وفي مناقب الخوارزمي " بالملا الاعلى ".

وفي العقد الفريد: " بالرفيق الاعلى ".

والمرجع واحد، أي إنهم وإن كانوا مصاحبين بأبدانهم لاهل الدنيا، ولكن أرواحهم مفارقة عن أهل الدنيا ومباينة منهم صاعدة إلى الملا الاعلى.

(29) كذا في النسخة، ومثله في كتاب الارشاد، وفي أمالي الشيخ: " آه آه ".

وفي رواية الصدوق.

" هاي هاي شوقا إلى رؤيتهم ".

وفي تاريخ اليعقوبي: " هاه شوقا إلى رؤيتهم " وفي تحف العقول: " واشوقاه إلى رؤيتهم (و) استغفر الله لي ولك ".

وفي تذكرة الخواص: " آه ثم آه، واشوقاه إلى رؤيتهم، وأستغفر الله لي ولك ".

وفي مناقب الخوارزمي: " هاه هاه شوقا إليهم واستغفر الله لي ولك، إذا شئت فقم " وفي حلية الاولياء: " هاه هاه شوقا إلى رؤيتهم، واستغفر الله لي ولك، إذا شئت فقم ".

(30) هذا هو الظاهر من السياق المعاضد بما تقدم آنفا عن تحف العقول وتذكرة الخواص ومناقب الخوارزمي، وفي نسخة الامالي وكثير من المصادر: " واستغفر الله لي ولكم ".. وفي رواية ابن عساكر في ترجمة الحسين بن أحمد -: " آه شوقا إلى رؤيتهم وأستغفر الله تعالى لي ولكم آمين رب العالمين ".

 

[498]

ورواه مرسلا في الحديث الثاني من الباب: (49) من جواهر المطالب ص 47، ورواه في كنز العمال عن ابن الانباري في المصاحف، والمرحبي في العلم، ونصر في الحجة.

هل كر.

كما في حديث الثقلين من عقبات الانوار: ج 2 ص 247 ط 2.

ورواه بسندين في الحديث (340) من فرائد السمطين - ص 86 - للحموئي.

ورواه ابن عساكر - في ترجمة الحسين بن أحمد بن سلمة من تاريخ دمشق: ج 12 ص 160 - قال: أخبرنا الحسين بن أحمد بن سلمة إملاء انبأنا أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي بدمشق، قال: قرأت على أبي عبد الله أحمد بن محمد بن ساكن الريحاني بمتايح [كذا] - وكان أبي حدثني هذا الحديث من حديثه وغيره - فقلت: حدثكم [كذا] إسماعيل بن يوسف الفزاري الكوفي، عن عاصم بن حميد الحناط، عن أبي حمزة الثمالي، عن عبد الرحمان بن جندب، عن كميل بن زياد، قال: أخذ علي بن أبي طالب بيدي..