ومن كلام له عليه السلام مع صعصعة بن صوحان العبدي رحمه الله لما رجع إليه وأخبره بما جرى بينه وبين الخوارج

قال الشيخ المفيد رحمه الله: حدثنا محمد بن علي، قال: حدثنا محمد الحسن، قال: أخبرني العكلي الحرمازي (1) عن صالح بن أسود بن صنعان

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) كذا.

 

[381]

الغنوي، قالي: حدثني مسمع (سميع " خ ") بن عبد الله البصري عن رجل قال: لما بعث (أمير المؤمنين) علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، صعصعة ابن صوحان إلى الخوارج:، قالوا له: أرأيت لو كان علي معنا في موضعنا أتكون معه ؟ ! قال - نعم قالوا: فأنت أذا مقلد عليا دينك، ارجع فلا دين لك، فقال لهم صعصعة: ويلكم ألا أقلد من قلد الله فأحسن التقليد، فاضطلع بأمر الله صديقا لم يزل، أو لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله إذا اشتدت الحرب قدمه في لهواتها، فيطء صماخها بأخمصه ويخمد لهبا بحده، مكدودا في ذات الله، عنه يعبر رسول الله صلى الله عليه وآله والمسلمون، فأني تصرفون ؟ وأين تذهبون ؟ وإلى من ترغبون ؟ وعمن تصدفون ؟ عن القمر الباهر، والسراج الزاهر، وصراط الله المستقيم ؟ ! وحسان الاعد المقيم (2) قاتلكم الله أني تؤفكون ؟ أفي الصديق الاكبر، والغرض الاقصى ترمون (كذا) طاشت عقولكم، وغارت حلومكم وشاهت وجوهكم لقد علوتم القلة من الجبل، وباعدتم العلة من النهل (3) أتستهدفون أمير المؤمنين صلوات الله عليه ؟ ووصي رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ لقد سولت لكم أنفسكم خسرانا مبينا، فبعدا وسحقا للكفرة الظالمين، عدل بكم عن القصد الشيطان، وعمي لكم عن واضح المحجبة الحرمان،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) كذا في النسخة، وفي بعض النسخ (على ما في هامش الاصل) " وسبيل الله المقيم ".

(3) العل: الشرب الثاني آو الشرب بعد الشرب تباعا، والنهل - كجبل -: أول الشرب.

 

[382]

فقال له عبد الله بن وهب الراسبي: نطقت يا ابن صوحان بشقشقة بعير، وهدرت فأطنبت في الهدير أبلغ صاحبك انا مقاتلوه على حكم الله والتنزيل (ثم قال) (4): نقاتلكم كي تلزموا الحق وحده ونضربكم حتى يكون لنا الحكم فإن تبتغوا حكم الإله نكن لكم إذاما اصطلحنا الحق والأمن والسلم وإلا فإن المشرفية محذم بأيدى رجال فيهم الدين والعلم فقال صعصعة: كأني أانظر إليك - يا أخار اسب - مترملا " بدمائك، يحمجل الطير بأشلائك (5) لاتجاب لكم داعية، ولا تسمع لكم واعية، ستحل ذلك منكم إمام هدى.

فقال ار السبي: سيعلم اليث إذا التقينا دور الرحى أو علينا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(4) مابين المهقوفين تهذيب منا للعبارة، وفي الأصل بعد قوله: (والتنزيل) هكذا: (فقال عبد الله بن وهب أبياتا " - قال العگلي الرماري: ولا أذري أهي له أم لغيره -: (نقاتلكم كي تلزموا الحق وحده)...

(5) يقال: (حجل الطائر - من باب نصر، وضرب - حجلا " وحجلانا): نزافي مشيه كما يحجل البعير العقير على ثلاث، والأشلاء: الأعضاء.

 

[383]

أبلغ صاحبك أنا عير راجعين عنه أو يقر لله بكفره، أو يخرج عن ذنبه فإن الله قابل التوب، شديد العقاب، وغافر الذنب، فإذا فعل ذلك بذلنا المهج ! ! ! فقال صعصعة: عند الصباح يحمد القوم السرى.

ثم رجع إلى علي صلوات الله عليه فأخبره بما جرى بينه وبينهم فتمثل علي عليه السلام: أراد رسولاي الوقوف فراوحا يدا " بيد ثم اسهما لي على السواء (ثم قال عليه السلام): بؤسا " للمساكين، يا ابن صوحان أما (والله) لقد عهد إلى فيهم وإني لصاحبهم وما كذبت ولا كذبت، وإن لهم ليوما " يدور فيه رحى المؤمنين على المارقين فيا ويحها حتفا ما أبعدها عن روح الله ؟ !.

ثم قال (عليه السلام): إذا الخيل جالت في الفتى وتكشفت عوابس لا يسألن غير طعان فگرت جميعا " ثم فرق بينها سقى رمحه منها بأحمر فان في لا يلاقي القرن إلا بصدره إدا أرعشت أعشاه كل جبان كتاب الاختصاص - للشيخ المفيد رحمة الله - ص 121، وللكلام بقئ تأتي إن شاء الله تعالى.

 

[384]

ومن كلام له عليه السلام في تكذيبه عليه السلام من أخبره بفرار الخوارج وإخباره بأنهم يقتلون في محلهم الذي كانوا فيه

قال ابن أبي الحديد: وذكر المدائني في كتاب الخوارج، قال: لما خرج علي عليه السلام إلى إهل النهر، أقبل رجل من أصحابه ممن كان على مقدمته يركض، حتى انتهى ألى علي عليه السلام فقال: البشرى يا أمير المؤمنين.

قال: ما بشراك ؟ قال: إن القوم عبروا النهر لما بلغم وصولك، فأبشر فقد منحك الله أكتافهم، فقال له: الله أنت رأيتهم قدعبروا ؟ ! قال: نعم.

فأحلفه ثلاث مرات (وهو) في كلها يقول: نعم.

فقال علي عليه السلام: والله ماعبروع - ولن يعبروه - وإن مصارعهم لدون النطفء (1) والذي فلق الحبة ئبرأ النسمة لن يبلغوا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) وقريب منه في المختار: (56) من نهج البلاغة، قال السيد الرضي رحمة الله: يعني بالنطفة ماء النهر، وهو أفصح كناية عن الماء وإن كثيرا " جما. =

 

[385]

الأثلاث ولا قصر بوران (2) حتى يقتلهم الله، وقد خاب من افترى.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

= أقول: ومثله قول كعب بن سور في تخديل أهل الصرة عن طلحة والزبير قبل سلطة الشيطان عليه: ويحكم أطيعوني واقطعوا هذه النطفة فكونوا من ورائها وخلوا بين العارين.

كما في الحديث (395) من ترجمة أمير المؤمنين من كتاب أنساب الأشراف: چ: 2 ص 238 ط.

1 (2) هذا هو الصواب، وفي النخة: (ولا يقصر بوزان) وقريب منه في عنوان: أخباره عليه السلام بالمنايا والبلايا) من مناقب آل أبي طالب: ج 2 ص 269 قم قال: وفي رواية (لا يبلغون إلى قصر بوري (كذا) بنت كسري).

ثم ان قوله عليه السلام هذا دال على أنه صلوات الله عليه كان من قبل الله وروسله مأمورا " بقتال المارقين كإخوتهم الناكثين والقاسطين وانه صلى الله عليه وآله وسلم قد بين له جميع صفات القوم، ومثله - في ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقذ أوعز إليه - ما رواه أبو بكر الخطيب في ترجمة زيد بن وهب تحت الرقم: (4550) من تاريخ بغداد: ج 8 ص 441 قال: أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي، حدثنا ابراهيم بن الحسن الهمذاني، حدثنا يحيي بن سلمان.

 

[386]

قال: ثم أقبل فارس آخر يركض، فقال كقول الأول فلم يكترث علي عليه السلام بقوله (3) وجاءت الفرسان تركض، كلها تقول مثل ذلك، فجال علي عليه السلام في متن فرسه، قال: (فقام) شاب من الناس (وقال في نفسه) (4): والله لأكونن قريبا " منه، فإن كانوا عبروا النهر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- وأخبرني أبو القاسم الازهري - والفظ له - حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا أحمد بن عاصم الزار - أبو جعفر - حدثني أحمد بن يحي بن حالد ابن حيان الرقي، قال: حدثني يحي بن سليمان الجعفي، حدثني عمرو بن القاسم بن حبيب، حدثنا أبي، عن سلمة بن كهيل الجمفي، عن زيد بن وهب، قال: كنت مع علي بن أبي طالب يوم النهروان، فنظر إلى وقنطرة فقال: هذا بيت بوران بنت كسرى وهذه قنطرة الديزجان، (ثم) قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم (كذا) أني أسير هذا المسير، وأنزل هذا المنزل.

وفي الحديث الأول الذي رواه في الموضوع في كتاب البداية والنهاية: ج 7، ص 290 ايضا " شواهد لما هاهنا.

(3) أي فلم يعبأ به ولم يباليه.

(4) مابين المعقوفين زيادة يقتضيها السياق، والقصة رواه ايضا " السيد الرضي في كتاب خصائص الأئمة ص 28.

 

[387]

لأجعلن سنان هذا الرمح في عينه، أيدعي علم الغيب ؟ ! فلما انتهى عليه السلام إلى النهر، وجد القوم قد كسروا جفون سيوفهم وعرقبوا خيلهم وجثوا على ركبهم وحكموا تحكيمة واحدة بصوت عظيم له زجل، فنزل ذلك الشاب قال: يا أمير المؤمنين إني كنت شككت فيك آنفا "، وإني تائب إلى الله وإليك، فاغفر لي.

فقال: علي عليه السلام: إن الله هو الذي يغفر الذنوب فاستغفره.

شرح المختار: (36) من نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 2 ص 271، وقريبا " من صدره رواه ابن أعثم في كتاب الفتوح: ج 4 ص 120، ولكن لم يذكر الرجل الثاني الذي جاء بالبشارة بعوبر القوم.

ومن كلام عليه السلام لما أخبره الرسول أن الخوارج قد عبروا النهر قال المسعودي: وأخبر الرسول - وكان من يهود السواد - أن القوم قد عبروا نهر طبرستان - وهدا النهر عليه قنطرة تعرف بقنطرء طبرستان، بين حلوان وبغداد من بلاد خراسان - فقال علي (عليه السلام): والله ما عبروه ولا يقطعونه حتى نقتلهم بالرميلة دونه ! ! !

 

[388]

ثم تواترت عليه الأخبار بقطعهم هذا النهر، وعبورهم هدا الجسر، وهوا يأبي ذلك ويحلف أنهم لن يعبروه، وأن مصارعهم دونه، ثم قال: سيروا إلى القوم، فوالله لا يفلت منهم عشرة، ولا يقتل منكم عشرة (1).

فسار عليه السلام فأشرف عليهم وقد عسكروا بالموضع المعروف بالرميلة على حسب ما قال لأصحباه، فلما أشرف عليهم قال: الله أكبر، صدق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فتصاف القوم، ووقف عليهم بنفسه فدعاهم إلى الرجوع والتوبة، فأبوا ورموا أصحابه، فقيل له: قد رمونا.

فقال: كفوا، فكروا القول عليه ثلاثا " وهو ايأمرهم بالكف، حتى أتي برجل (من أصحابه) قتيل متشحط بدمه، فقال: الله أكبر الآن حل قتالخم، احملوا على القوم.

مروج الذهب: ج 2 ص 405 وللكلام مصادر كثيرة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) هذا هوا الظاهر الموافق للمختار: (59) من النهج وغيره، وفي نشخة مروج اذهب: (لا يفلت منهم إلا عشرة).

ووراه أيضا " في عنوان: أخباره عليه السلام بالغيب) من مناقب آل أبي طالب: چ 2 ص 263 ط قم، عن ابن بطة في الابانة، وأبي داود، في السنن عن أبي ملخد، (كذا).

ثم ذكرأسماة ثمانية نفر من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام الذين استشهدوا بنهروان.

 

[389]

ومن كلام له عليه السلام مع الخوارج المارقة وبالأسانيد المتقدمة

عن البلاذري (1) انه عليه السلام وقف على اخوارج يحيث يسمعون كلامه فقال لهم:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) فچنه رئي جنميع ما نقلناه عنه بالأسانيد المتقدمة ثم قال: قالوا: وخرج إليهم قيس بن سعد بن عبادة فنا داهم فقال: يا عباد الله أخرجوا إلينا طلبتنا وانهضوا إلى عدوكم وعدونا معا " فقال له عبد الله بن شجرة السلمي، إن الحق: قد أضاء لنا فسلنامتا بعيكم أبدا " أو تأتونا بمثل عمر ! ! ! فقال له (قيس): والله ما نعلم على الأرض مثل عمر إلا أن يكون صاحبنا !!! وقال لهم علي: يا قوم إنه قد غلب عليكم اللجاج... ثم إن ما أجاب به قيس رحمة الله جوابإ قناعي ومداراة معهم حاشاه أن يعتقد مساوات نفس الني مع أناس عاديين، وماشاه أن يقول بالتسوية بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وحاشاه أن يقرن من كان حبه إيمان وبغضه نفاق مع غيره ممن يشك في نجاته بل وفي إيمانه الواقعي حتى انه كان يسأل حذيفة: هل عهد إليك النبي أني من المنافقين ! ! ! ؟ وقد كان يسأل أيضا " عن أم المؤمنين أم سلمة !!!.

 

[390]

يا قوم إنه قد غلب عليكم اللجاج والمراء (2) واتبعتم أهواءكم فطمح بكم تزيين الشيطان لكم (3) وأنا أنذركم أن تصبحوا صرعى بأهضام هذا الغائط وأثناء هذا النهر (4).

(ثم قال:) فلم يزل يعظهم ويدعهم (إلى الرجوع والتوبة).

الحديث: (439) من ترجمة أمير المؤمنين من أنساب الأشراف القسم الأول من ج 1 / الوارق 198، أو ص 396، وفي ط 1، ص 371.

وللكلام مصادر جمة والفاظ بديعة، وذيل طويل مونق سيمر عليك فيما يأتي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(2) يقال: (ماري زيد ممارا تا " ومراعا "): جادل ونازع ولج.

(3) أي ذهب بكم تزيين الشيطان إلى اهلاك، أو رفع بكم عن قدركم يقال: (طمح بريد - من باب منع طمحا "): ذهب به، وطمحت الدابة: نشزت وجمحت.

(4) الاهضام: جمر الضم - كحبر -: بطن الوادي سمي به لغموضه.

والغائط: المطمئن من الارض.

ثم إن في نسخة أنساب الأشراف: (وايثار هذا النهر) والظاهر انه مصحف الأثناء - كما احترناه - ويحتمل بعيدا " انه مصحف) أبشار).

 

[391]

ومن خطبة له عليه السلام في معنى ما تقدم، خطبها يوم النهروان وهو واقف بين الصفين قال في الموفقيات: حدثنا أحمد بن سعيد، قال: حثني الزبير، قال: حدثني علي بن صالح، عن عامر بن صالح (1) قال: لما استوى الصفان بالنهروان تديم علي بن أبي طالب عليه السلام بين الصفين ثم قال: اما بعد أيتها العصابة التي أخرجتها عادء (2) المراء

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) كذا في المصورة الورق 150، وفي المطبوع: (حدثني الزبير، قال: حدثنى علي بن صالح، قال: لما استوي الصفان)... (2) كذا في النخسة المطبوعة، وفي المصورة: (أخرجتها علاوه المراء والضلالة).

وفي تاريخ الطبري: ج 4 ص 62 والكامل: ج 3 ص 173: (أيتها العصابة التي أخرجها عداوة المراء واللجاجة)... ومثله في مناقب أمير المؤمنين للحافظ أبي عبد الله محمد بن يوسف بن محمد البلخي كما في تلخيصه ص 125.

 

[392]

والظلالة، وصدف بها عن الحق الهوى والزيغ، إني نذير لكم أن تصبحوا صرعى بأكناف هذا النهر، أو بملطاة من (هذا) الغائط (3) بلا بينة من ربكم ولا سلي ان مبين، ألم أنهكم عن هذه الحكومة وأحذركموها وأعلمكم أن طلب القوم لها وهن منهم ومكيدعء (4) فخالفتم أمري وجانبتم الحزم فعصيتموني حتى أقررت بأن حكمت وأخذت على الحكمين فاستوثقت، وأمرتهما أن يحييا ما أحيا (ه) القرآن، ويميتاما أمات القرآن فخالفا أمري وغلا (وعملا (خ)) بالهوى (5) ونحن على الأنز الأول، فأين تذهبون وأين يتاه بكم ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(3) كذا في الاصل، ولعل اصواب: بملاط من (هذا) الغائط.

والملاط - بكسر الميم -: اطين الذي يطلى به الحائط.

(4) وفي بعض المصادر: (دهن منهم) أي نفاق.

(5) كذا في الأصل.

 

[393]

فقال خطيبهم: أما بعد يا علي فإنا حين حكمنا كان ذلك كفرا " منا، فچن تبت كاتبنا فنحن معك ومنك، وچن چ‌بيت فنحن منابذوك على السواء إن الله لا يحب اخائنين.

فقال علي (عليه السلام).

أصابكم حاصب (6) فلا يبقى (ولا بقي (خ ط)) منكم وابر (7) أبعد إيماني بالله وجهادي في سبيل الله وهجرتي مع رسول الله صلي الله عليه وسلم أقر بالكفر ؟ لقد ظللت إذا وما أنا من المهتدين، ولكن منيت بمعشر أخفاء الهام، سفهاء الأحلام، فالله المستعان.

ثم حمل عليهم فهزمهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(6) قال في مادة (حصب) من انهاية: وفي حديث علي (انه) قال للخوارج: (أصابكم حاصب) أي عذاب من الله، وأصله: رميتم بالحصباء من السماء.

(7) رسم الخط في هذا الفظ لم يكن واضحا "، وكان قبل، (منكم) شبه: (حلوامنكم) چ‌وقلومنكم.

ورواه في مادة (أبر) من النهاية، ولم يذكر فيه حلوا وقلو.

وقال: هو اسم فاعل من چ‌بر (- من باب ضرب ونصر) المخففة (ومعناه:) چ‌ي (لا يبقي منكم) رجل يقوم بتأبير النخل وإصلاحها.

ويروي بالثاء المثلثة ومعناه: لا يبقى منكم (نخبر يرئي الحديث.

ومثله في مادة چ‌بر، وأثرمن لسان العرب.

 

[394]

الحديث: (181) من الجزء (16) من النسخة المنقوص الأول من كتاب الموفقيات ص 325 ط 1، وفي المصورة الورق: (150).

ورواها أيضا " الطبري في تاريخه: ج 4 ص 62 عن أبي مخئف، عن مالك بن أعين، عن زيد بن وهب عنه عليه السلام.

ورواها أيضا " في كتاب الإ مامة والسياسة ص 109، ولكن لا بهذه الخصوصية.

 

ومن كلام له عليه السلام في حث أصحابه على قتال المارقين وتبشيرهم بالظفر عليهم

قال الخطيب البغداي: أخبرنا الحسين بن أبي بكر، أخبرنا عبد الصمد ابن علي الطسي حدثنا بن محمد بن شاكر، حدثنا شهاب بن عباد، حدثنا جعفر بن سليمان، عن الجعد أبي عثمان، عن أبي سلمة المرعشي قال: لما سار علي إلى أهل النهر سرت معه، فلما نزلنا بحضرتهم أخذني غم لقتالهم لا يعلمه إلا الله تعالى (1) قال: حتى سقطت (في) الماء مما أخذني

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) وإنما أخذه غم لما كان عليه الخوارج من التعبد والتقشف والخشونة في دين الله ولكن كانوا جهالا لم يهذبوا أنفسهم على وفق الشريعة فهلكوا باللجاجة الجاهلية.

 

[395]

من الغم فخرجت من الماء وقد شرح الله صدري لقتالهم قال: فقال علي لأصحابه: لا تبدؤهم.

قال: فبدا " الخوارج فرموا فقيل: يا أمير المؤمنين قد رموا.

قال: فأذن لهم بالقتال، فحملت الخوارج على الناس حملة حتى بلغوا منهم شدة، ثم حملوا عليه الثانية فبلغوا من الناس أشد من الاولى ثم حملوا الثالثة حتى ظن الناس أنهار الهزيمة قال: فقال علي: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لا يقتلون منكم عشرة ولا يبقى منهم عشرة ! ! !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- وما أحلى لبيان حالهم ما رواه الخطيب في ترجمة عمرو بن سلمة من تاريخ بغداد: ج 12، ص 163، من أن عبد الله بن مسعود دخل مسجدا " فوجد فيه قوما " متحلقين في أيديهم حصى وفي كل حلقة رجل يقول لهم هللوا مأة، فإذا هللوا مأة يقول لهم: كبروا مأة، فإذا كبروا مأة يقول لهم سبحوا مأة وهكذا، فقال ابن مسعود: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوما " يقرئت القرآن لا تجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ! ! ! ثم قال ابن مسعود: وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ! ! ! قال عمرو بن سلمة راوي الحديث عن ابن مسعود: رأينا عامة چ‌صحاب تلك اللحق يطاعنوننا يوم النهر وان مع الخوارج ! أقول هذا معنى ما في تاريخ بغداد وهامشه وليس بنصهما، وقال في الهامش: والقصة أوردها الدارمي من طريق عمرو بن يحى وفيها طول.

 

[396]

فلما سمع الناس ذلك حملوا عليهم فقتلوا، فقال علي: إن فيهم رجلا " مخدج اليد - أومثدون اليد، أو مودن اليد - قال: فأني به فقال علي: من رأي منكم هذا ؟ فأسكت القوم، ثم قال: من رأى منكم هذا ؟ فأسكت القوم (كذا) ثم قال: من رأى منكم هذا ؟ فقال رجل: يا أمير المؤمنين رأيته جاء لكذا وكذا، قال: كذبت ما رأيته ولكن هذا أمير خارجة خرجت من الجن.

ترجمة أني سليمان المرعشي من تاريخ بغداد: ج 14، ص 365.

 

ومن كلام له عليه السلام في تشجيع أصحابه على الحرب وأنه لا يقتل منهم عشرة، ولا ينجو من الخوارج عشرة وإخباره بقتل ذي الثدية

قال المبرد: لما واقفهم علي عليه السلام بالنهروان، قال (لأصحابه): لا تبدؤهم بقتال حتى يبدؤكم (1) فحمل منهم رجل على صف علي عليه السلام فقتل منهم ثلاثة ثم قال: أقتلم ولا أرى عليا " ولو بدا أوجرته الحطيا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) وهذا كان داأبه عليه السلام في جميع حروبه.

 

[397]

فخرج إليه علي عليه السلام فضربه فقتله، فلما خالطه سيفه قال: يا حبذا الروحة إلى الجنة ! فقال عبد الله بن وهب: والله ما أدري إلى الجنة أم إلى النار ؟ ! ! فقال رجل منهم من بني سعد: انما حضرت اغترارا " بهذا الرجل - يعني عبد الله - وأراه قد شك، فاعتزل عن الحرب بجماعة من الناس، ومال ألف منهم إلى جهة أبي أيوب الأنصاري - وكان على ميمنة علي عليه عليهالسلام - فقال علي عليه السلام لأصحابه: إحملوا عليهم فوالله لا يقتل منكم عشرة، ولا يفلت منهم عشرة (2).

فحمل عليهم في حنهم طحنا "، (و) قتل من أصحابه عليه السلام تسعة، وأفلت من الخوارج ثمانية.

قال المبرد: حدثنا الرياشي، عن ربيعة بن عبد الله النميري، قال: چ‌خبرني رجل من الأزد، قال: نظرت إلى أني أيوب الأنصاري في يوم النهروان وقد علا عبد الله بن وهب الراسي (3) فضربه ضربة على كتفه فأبان يده وقال:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(2) وفي شرح المختار: (36) من نهج البلاغة من شرح ابن أبي الحديد ج 2 ص 273 نقلا " عن المبردفي الكامل: (ولا يسلم منهم عشرة).

(3) كذا في هذه الرواية، وفي الرواية الآتية ص 403 عن البلاذري: انه قتل بيد زياد بن خصفة وهانئ بن الخطاب الهمداني.

ولعله أقرب، لأن أبا إيوب رحمة الله كان في المين ة ينصب علما " وراية أمان لمن التجئ إليه من المارقين، إلا أن يحمل الأمر على أنه لحقه من لحقه المناوشة، وبعد اشتباك الحرب آيس من لحوقهم به فانضم رحمة الله إلى المجاهدين وشاركهم في قتل المارقين.

 

[398]

بؤبها إلى النار يا مارق ! فقال: عبد الله: ستعلم أينا أولى بها صليا ".

فقال: (أبو أيوب): وأبيك اني لاعلم.

إذاإقبل صعصعة بن صوحان فوقف وقال: أولى بها والله صليا " من ضل في الدنيا عميا "، وصار إلى الآخرة شقيا، أبعدك الله وأترحك (4) أما والله لقد أنذرتك هذه الصرعة بالأمس، فأبيت إلا نكوصا " على عقبيك 7 فذق يا مارق وبال أمرك أبا أيوب في قتله، ضربه ضربة باليسف أبان بها رجله وأدركه بأخري في بطنه وقال (له): لقد صرت إلى نار لا تطفأ، ولا يبوخ (5) سعيرها.

ثم احترا رأسه وأتيا به عليا " فقالا: هذا رأس الفاسق الناكث المارق عبد الله بن وهب.

فنظر إليه.

ثم قال لهما: اطلبا لي ذالثدية.

فطلب فلم يوجد، فرجعا إليه وقالا: ما أصبنا شيئا " فقال: والله لقد في يومه هدا، وما كذبني رسول الله صلى الله عليه ولسم ولا كذبت عليه قوموا بجمعكم فاطلبوه.

فقامت جماع ة من أصحبابه فتفرقوا في القتلي فأصابوه في دهاس من الارض (6)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(4) عطف تفسير لقوله: (أبعدك الله).

(5) يقال: (باخ الحر، أو النار، أو الغضب - من باب قال.

بئخا "): سكن وخمد وفتر.

(6) الدهاس - كسحاب، والدهس كفلس -: المكان السهل، والجمع أدهاس.

 

[399]

فوقه زهاء مأة قتيل فأخرجوه يجر برجله، ثم أني به علي (عليه السلام) فقال: اشهداوا أنه ذوالثدية.

القطعة الأولى مما ذكرناه هنا ذكرها المبرد، في الكامل: ج 3 ص 187 ورواها عنه ابن أبي الحديد، في شرح المختار: (36) من نهج البلاغة: ج ص 272، والقطعة الثانية ذكرها المسعوذي في مروج الذهب: ج 3 ص 47 نقلا " عن المبرد.

 

ومن كلام له عليه السلام في الإخبار عن مروق الحوارج عن الدين

قال البلاذري: حدثني الحسين بن علي بن الأسود، عن يحيى ابن آدم، عن إسرائيل، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن طارق ابن زياد، قال: قام علي (عليه السلام) بالنهروان فقال: إن نبي الله قال (لي) سيخرج قوم يتكلمون بكلام الحق لا يجاوز حلوقهم، يخرجون من الحق

 

[400]

خروج السهم - أو مروق السهم (1) -.

سيماهم أن فيهم رجلا " مخدج اليد (2) في يده شعرات سود، فإن كان فيهم فقد قتلتم شر الناس.

(قال طارق:) قطلب فوجد فخر علي وأصحابه سجودا ".

الحديث: (445) من ترجمة أمير المؤمنين من أنساب الأشراف: ج 1، الورق 398.

أقول: ورواه أيضا " قبله باختصار في ص 199، منه نقلا " عن نعيم ابن حكيم، عن أبي مريم، عن علي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وزاد فيه: (طوبى لمن قتلم وقتلوه، علامتهم: فيهم رجل مخدج اليد).

وقريبا " منه جدا " رواه النساثي المتوفي عام 303 في احديث (174) من خصائص أمير المؤمنين عليه السلام ص 141، عن محمد بن بكار الحراني، عن مخلد، عن إسرائيل، عن چبراهيم بن عبد الأعلى، عن طارق بن زياد.

ورواه ايضا " أحمد بن حنبل في مسند علي عليه السلام تحت الرقم: (848) من كتاب المسند: ج 2 ص 154، ط 2 عن الوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني عن اسرائيل... باختلاف يسير في بعض الألفاظ.

ئورئاه عنه الخطيب في ترجمة طارق بن زياد من تاريخ بغداد: ج 19 ص 366.

وأصل القضية مما تواتر عن النبي والوصي صلوات الله عليهما، وهذا المتن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الترديد من الراوي (2) أي ناقص إليه، والخداج - بكسر الخاء 0: النقصان.

 

[401]

المذكور هنا رواه أحمد بن حنبل، تحت الرقم (1254) من كتاب المنسد.

ج 2 ص 307 ط 2 قال: حدثنا أبو نعيم، حدثنا اسرائيل، عن ابراهيم بن عبد الاعلى عن طارق بن زرياد... وساق المتمن باختلاف في بعض الالفاظ.

ورواه عنه في البداية ج 7 ص 291.

وفي الرواية المتقدمة عن البلاذري، عن عبد الله بن صالح، عن يحيى ابن آدم، عن رجل عن مجالد، عن الشعبي قال: فسار (علي عليه السلام) إليهم في المحرم سنة ثمان وثلاتين (3) فدعام، فاعتزل بعضهم فلم يقاتلوه، وبقي الآخرون فقاتلهم بالنهروان فقتلوا لتسع خلون من صفر، سنة ثمان ثلاثين، وقتل عبد الله بن وهب الراسي، قتله زياد بن خصفة، وهانئ ابن الخطاب الهمداني جميعا " - ويقال: چن شبث بن ربعي شاركهما على قتله، وكان شبث على مسيرة علي، وكان فيمن رجر عن التحكيم بعد محاجة ابن عباس المحكمة - وقتل شريح بن أبي أوفى، واعتزل ابن الكواء فلم يقاتل عليا "، وقتل حرقوص بن زهير، وقتل ذوالثدية وكانت في عضده شامة كهيثة الثدي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(3) وقال اطبري في تاريخه: ج 4 ص 68: وكان غير أبي مخف يقول: كانت الوقعة بين علي وأهل النهر، سنة، 38، وهذا القول عليه أكثر أهل اسير.

وقال في ترجمة معاوية من تاريخ دمشق: ج 56 ص 56: وكان وردهم صفين لسبع ليال بقين من المحرم (كذا) سنة 37، ووافى الحكمان في أذرح بعد الحول في شعبان سنة 38، وبايع أهل الشام معاوية بالخلافة في ذي القعدة سنة 38.

وقال اليعقوبي في ختام وقعة النهروان من تاريخه: ج 2 ص 183: وكانت وقعة النهروان سنة تسع وثلاثين.

 

[402]

ومن كلام له عليه السلام في كثرة ثواب قتل الخوارج ومن أراد وجه الله في قتالهم

قال الخطيب - في ترجمة جوين والد أبي هارون العبدى -: أخبرنا أبو علي احمد بن محمد بن ابراهيم الصيدالاني - بإصبهان - أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدثنا إسحاق بن ابراهيم الدبري، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي هارون، قال.

أخرني أبي أنه كان مع على بن أبي طالب، حين قتلوا الحروية، قال: فلما قتلوا أمر (هم) أمير المؤمنين عليه السلام - أن يلتمسوا الرجل (أي ذا الثية) فالتمسوه مرارا " فلم يجدوه (فأمرهم بالمبالغة في الطالب) حتى وجدوه في مكان - قال: خربة أو شئ لا أدري ما هو - قال: فرفع علي يديه يدعو، والناس يدعون، قالا: ثم وضع يديه ثم رفعها أيضا " ثم قال: والله فالق الحمبة وبارئ النسمة، لولا أن تبطروا الأخبرتكم بما سبق من الفضل لمن قتلهم على لسان النبي صلى الله عليه وسلم.

تاريخ بغداد: ج 7 ص 250 تحت الرقم: (3741) (1).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) وليعلم أن جميع ما وضعناء بين المعقوفين فهو زيادة توضيحية منا.

 

[403]

وقال الزار - في مسنده: الوارق 50 / أ / -: حدثنا محمد بن المثنى قال: أنانبأنا عبد الوهاب، قال أنبانا أيوب، عن محمد - يعني ابن سيرين -: عن عبيدة السلماني أن عليا " رضي الله عنه ذكر الخوارج فقال: فهيم رجل موددن اليد - أو مثدون اليد - أومخدج اليد - لولا أن تبطروا الحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى الله عليه وسلم.

قال عبدة: فقلت أنت سمعت هذا من رسول الله ؟ قال: إي ورب الكعبة أي ورب الكعبة، إي ورب الكعبة.

(قال الزار:) وهذا الحديث قد رواه جماعة عن محمد بن سيرين عن عبيدة عن علي رضي الله عنه.

منهم أيوب، وابن عون، وقتادة ويونس بن عبيد، وعوف وأبو عمرو ابن العلاء، ويزيد بن ابراهيم وجرير بن حازم.

فأما حديث أيوب فرواه عبد الوهاب، وحدثناه ايضا " مؤمل بن هشام قال: أنبأنا اسماعيل بن ابراهيم، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن عبيدة عن علي رضي الله عنه.

وحدثناه عمرو بن علي ومحمد بن بشار، قالا: أنبأنا معاذ بن هشام عن أبيه، عن قتادة، عن محمد بن سيرين عن عبيدة عن علي رضي الله عنه.

وحدثناه الفضل بن يعقوب الخامي قال: أنبأنا الحسن بن بلال قال: أنبأنا مبرد بن فضالة، عن يونس بن عبيدة، عن ابن سيرين عن عبيدة، عن علي رضي الله عنه.

 

[404]

وحدثناه محمد بن مرداس، قال: أنبأنا عبد الله بن عيسى قال: أنبأنا يونس - يعني ابن عبيدة - عن محمد بن سيرين، عن عبيدة عن علي رضي الله عنه.

وحدثناه عبد الله بن صباح العطار، قال حدثنا المعتمر بن سليمان عن عوف، عن محمد بن سرين، عن عبيدة عن علي رضي الله عنه.

وحدثنا يوسف بن موسى قال: أنبأنا وكيع، عن يزيد بن إبراهيم عن ابن سيرين عن عبيدة، عن علي رضي الله عنه.

وحدثناه محمد بن عبد الرحيم، قال حدثنا شبابة بن سوار، قال: أبنأنا أبو عمرو بن العلاء، عن محمد بن سيرين، عن عبيدة، عن علي رضي الله عنه.

وحدثناه محمد بن اليث المرادي قال: أنبأنا عبد الرحمن بن سكر عن جرير بن حازم، عن ابن سيرين، عن عبيدة، عن علي رضي الله عنه - واللفظ لأيوب: - انه ذكر الخوارج فقال: إن فيهم رجلا " مودن إليه، أو مئدون إليه - أومخدج إليه - لولا إن تبطرو الحدثتكم ما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى الله عليه وسلم.

قال عبيدة فقلت لعي: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ! قال إي ورب الكعبة إي ورب الكعبة إي ورب الكعبة.

وحدثنا (ه) محمد بن المثنى قال: أنبأنا ابن أبي عدي عن ابن عون عن محمد، عن عبيدة عن علي رضي الله عنه.

 

[405]

ومن كلام له عليه السلام في حث أصحابه على طلب ذي الثية وتفقده من بين القتلى وأنه بشره النبي صلى الله عليه وسلم أنه صاحبه الذي يقضي عليه

قال الخطيب ابلغدادي: أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله ابن حسنويه الكاتب - بإصبهان - حدثنا أبو جعفر أحمد بن جعفر بن أحمد ابن سعيد السمسار، حدثنا يحي بن مطرف، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا سويد بن عبيد العجلي، حدثنا أبو المؤمن الوائلي، قال: سمعت علي ابن أبي طالب حين قتل الحرورية قال: أنظروا فيهم رجلا " كان ثديه مثل ثدي المراة، أخبرني البني صلى الله عليه وسلم أني صاحبه.

فقبلوا القتلى فلم يجدوه (فأتوا عليا " و) قالو: ما وجدناه.

قال: (عليه السلام): لئن كنتم صدقتم لقد قتلتم خيار الناس ! ! ! قالوا: يا أمير المؤمنين، سبعة تحت نخلة لم نقلسبهم.

قال: فأتوهم فقلبوهم فوجده.

قال أبو المؤمن: فرأيته حين جاؤا به يجرونه في رجله حبل، قال: فرأيت عليا " حين جاؤا به خر ساجدا " وقال: قتلاكم في الجنة وقتلاهم في النار.

 

[406]

ترجمة أبي المؤمن الوائلي تحت الرقم: (7689) من تاريخ بغداد: ج 14، ص 362، أول باب الكنى.

ورواه أيضا " في البداية والنهاية: ج 7 ص 294 قال: أبو بكر الزار: حدثني محمد بن مقنى، ومحمد بن معمر، حدثنا عبد الصمد.

حدثنا سويد بن عبيد العجلي، حدثنا أبو مؤمن، قال: شهدت علي بن أبي طالب يوم قتل الحرورية - وأنا مع مولاي - فقال انظروا فإن فيهم رجلا " إحدي يديه مثل ثدي المرأة - وساق ما مر باختلاف في لفيظة إلى أن قال: قال البزار: لا نعلم روي أبو مؤمن عن علي غير هذا الحديث.

 

ومن كلام له عليه السلام في تبشير أصحابه بوقوع قتل من أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمروقهم عن الدين على أيديهم

قال عبد الله بن أحمد: حدثني أبي قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدثنا إسماعيل بن مسلم العبدي، حدثنا أبو كثير مولى الأنصار، قال: كنت مع سيدي مع علي بن أبي طالب (كذا) حين

 

[407]

قتل أهل النروان فگان الناس وجدوا في أنفسهم عليه من قتلهم (1) فقال علي: يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حدثنا بأقوام يمرقون من الدين، كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يرجعون فيه حتى يرجع السهم على فوقه (2) وإن آية ذلك أن فهيم رجلا " أسود مخدج اليد (3)، إحدى يديه كثدي المراة، بها حلمة كحلمة ثدي المراة، حوله سبع هلبات (4) فالتمسوه فإني أراه فهيم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) يقال: (وجد عليه - من باب وعد، ونصر - وجدا " وجدة وموجدة ووجدنا "): غضب عليه.

(2) هذا مثل لفوات الأمر واستحالة تداركه أي كما أن السهم الخارج من القوس لا يرجع ولا يقدر الرامي على استرجاعه فكذلك هؤلاء إذا مرقوا أي خرجوا - من الذين فلا يرجعون إليه.

ومن أمقالهم أيضا ": (فلان ما ارتد على فوق) أي مضى ولم يرجع.

و (الفوق) - بالضم فالسكون -: موضع الوتر من السهم.

(3) أي ناقص اليد (4) هي جمع هلبة: ما غلظ من الشعر.

 

[408]

(قال *: فالتمسوه فوجده إلى شفير النهر، تحت القتلى، فأخرجوه فكبسر علي فقال: الله أكبر، صذق الله ورسوله.

(قال): وإنه لمتقلد قوسا " عربية فأخذها بيده فجعل يطعن بها في مخدجته ويقول: صدق الله ورسوله.

وكبر الناس حين رأوه واستبشروا وذهب عنهم ما كانوا يجدون، رواه في مسند علي عليه السلام تحت الرقم: (672 (من كتاب المسند: ج 1، ص 88 ط 1، وفي الطبعة الثانية: ج 2 ص 75، قال أحمد شاكر في تعليقه على المسند ط 2: إسناده صحيح.

ورواه أبو بكر الخطيب بسنده عنه فط ترجمة ة أبي كثير الأنصاري تحت الرقم: (7690) من تاريخ بغداد: ج 14، ص 362، وأيضا " رواه عن أحمد في البداية: ج 7 ص 293.

وقريبا " منه رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل بسندين آخرين عن أبي الوضي كما ذكره في مسند أمير المؤمنين ذكره تحت الرقم: (1188) وتاليه من كتاب المسند ج 2 ص 281 ط 2.

 

ومن كلام له عليه السلام في معنى ما تقدم

قال الخطيب البغدادي: أخبرنا أبو الحسن على بن أحمد بن إبراهيم البزار - بالبصرة - حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان النسوي، حدثنا يعقوب ابن سفيان، حدثنا أصبغ بن الفرج، حدثنا ابن وهب، أخبر في عمرو بن

 

[409]

الحارث، عن بكير بن الأشج، عن بسر بن سهيد (1)، عن عبيد الله ابن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحروية لما خرجت وهم مع علي بن أبي طالب (2) فقالوا: لا حكم إلا لله.

قال علي: كلمة حق أريد بها باطل، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف لي ناسا إنى لاعرف صفتهم في هؤلاء يقولون الحق بألسنتهم لا يجاوز هذا منهم - وأشار إلى حلقه - (هم) من أبغض خلق الله إليه، فيهم أسود إحدى يديه (كأنها) طبى شاة أو حلمة ثدي (3).

فلما قتلهم علي قال: انظروا فنظروا فلم يجدوا شيئا "، فقال: ارجعوا فوالله ما كذبت ولا كذبت - مرتين أو ثلاثا " - ثم وجدوه في خربة فأتوا به حتى وضعوه بين يديه.

قال عبيد الله (بن أبي رافع رواي الكلام): وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقول علي فيهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) وفي الخائص: (عن بكر بن سعيد): وفي رواية مسلم - على ما في البداية والنهاية ج 7 ص - 291 عن: بشر بن سعيد.

(2) وفي رواية مسلم وانسائي (وهو مع علي بن أبي طالب).

(3) هذا الحديث ذكره في مادة: (طبا) من النهاية ج 3 ص 116، ولكن لم ينسبه إلى أحد.

 

[410]

ترجمة عبيدالله بن أبي رافع من تاريخ بغداد: ج 1، ص 304 ومثله رواه النسائي في الحديث (170) من خصائص أمير المؤمنين عليه السلام ص 139، نقلا " عن الحرث بن مسكين، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحرث، عن بكر بن الأشج، عن بكر بن سعيد، عن عبد الله بن أبي رافع.

ورواه أيضا " الحاكم كما في الحديث 226 من فرائد السمطين.

ورواه أيضا " في الحديث (25) من باب (أخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقتال الخوارج) من بحار الأنوار: ج 8 ص 599 ط الكمباني، عن كتاب العمدة، عن كتاب الجمع بين الصحيحين للحميدي بإسناده عن عبد الله بن أبي رافع.

وقريب منه جدا " رواه في الباب: (56) من كتاب جواهر المطالب ص 91 نقلا " عن عبد الله بن أبي رافع بنحو الإرسال.

ومثله في ذخائر العقبى ص 110، وقال: أخرجه أبو حاتم.

ورواه في البداية والنعاية ج 7 ص 291 عن مسلم قال: حدثني أبو الطاهر، ويونس بن عبد الأعلى، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو ابن الحارث - إلى آخر ما تقدم في رواية الخطيب، إلى أن قال: - زاد يونس في روايته: قال بكير: وحدثني رجل عن ابن حنين أنه قال: رأيت ذلك الأسود.

(قال صاحب البداية والنهاية) تفرد بهمسلم.

ورواه أيضا " الذهبي في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ الإسلام: ج 2 ص 184.

 

[411]

ومن كلام له عليه السلام في معني ما سلف

قال أبو بكر الخطيب: أخبرنا ولاد بن علي الكوفى، أخبرنا محمد بن علي بن دحيم الشيابني، حدثنا أحمد بن حازم، أخبرنا عبيدالله بن موسى، أخبرنا الحسن بن كثير، عن أبيه، قال: لما قتل علي أهل النهوران خطب الناس فقال: ألا إن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حدثني أن هؤلاء القوم يقولون الحق بأقواههم لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ألا وإن علامتهم ذو الخداجة.

(قال كثير:) فطلبه الناس فلم يجدوا شيئا "، فاقل: عودوا فإني والله ما كذبت ولا كذبت.

فعادوا فجئ به حتي أالقي بين يديه، فنظرت إليه وفي يده شعرات سود.

ترجمة كثير أبى الحسن البجلي الأحمسي من تاريخ بغداد: ج 12، ص 480

 

[412]

وأيضا " قال الخطيب - في عنوان: (من اسمه جابر) من تاريخ بغداد: ج 7 ص 236 -: جابر أبو خالد من تابعي أهل الكوفة شهد مع علي بن أبي طالب وقعة النهروان.

روي عند ابنه خالد.

أخبنرا أبو الصهباء ولاد بن علي الكوفي، أخبرنا محمد بن علي بن دحيم الشيباني، حدثنا أحمد بن حازم، أخبرنا عبيدالله بن مسوى، أخبرنا سكين ابن عبد العزيز، قال: حدثنا خالد بن جابر، عن أبيه، عن جده قال: إني لشاهد عليا " يوم النهوران - لما أن عاين القوم - لأصحابه: كفوا فناداهم أن أقيدونا بدم عبد الله بن الخباب - قال: وكان (عبد الله) عامل علي على النهروان - قالوا: - كلنا قتله، فقال (علي): الله أكبر، قال: فقال لأصحابه: ارموا فرموا، فقال: احملوا فحملوا، فقتلهم، ثم قال: اطلبوا المجدع (1) فطلبوه فلم يجدوه، فقال اطلبوه بإني والله ما كذبت ولا كذبت.

ثم قال: يا عجلان ائثني بيغلة رسول الله عليه وسلم.

فأتاه بالبغلة فركبها، ثم سار في القتلى فقال: اطلبوه ها هنا.

قال: فاستخرجوه من تحت القتلي في نهر وي ين، له عضيدة مثل الثدي، تمدها فتمتد فتصر مثل الثدي، وتتركها فتنخمص (ف) قال (علي عليه السلام): الله أكبر والله لولا أن تبطروا لحدثتكم ما وعدكم الله على لسان نبيكم لمن قاتلهم !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) كذا في النسخة، ولعل الصواب: المخدج.

 

[413]

 

ومن كلام له عليه السلام

قال الباذري: وروي حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن غلام لأبي جحيفة السوائي قال: لما قتل علي أهل النهروان، جعل لا يستقر جالسا " ويقول: ويحكم اطلبوا رجلا " ناقص اليدين (ناقصا " يده (خ)) في يديه عظم طرفها حلمة كحلمة الثدي من المرأة، عليها خمس شعرات - أو سبع شعرات (1) - رؤوسها معقفة.

قالوا: (يا أمير المؤمنين) قد طلبناه فلم نجده.

! ! ! فقال (عليه السلام): أليس هذا النهروان ؟ قالو: بلى.

قال: فوالله ما كذبت ولا كذبت، فاطلبوه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

/ (1) الترديد من الرواي.

 

[414]

(قال:) فطلبناه فوجدناه قتيلا " في ساقية، ففرح علي فرحا " شديدا ".

أنساب الأشراف: ج 1 - الوارق 199، وفي ط 1: ج 2 ص 400.

وقريب منه في الخوارج من مروج الذهب: ج 2 ص 406 ط بيروت، وفيه أنه لما أخبر به خر ساجدا " وأيضا " رواه مرسلا " عن أبي جحيفة، في آخر الباب) 56) من جواهر المطالب ص 91.

وقال في البداية والنهاية: ج 7 ص 289: وقال الهيم بن عدي - في كتابه في الخوارج: وحدثني أبو إسماعيل الحنفي، عن الريان بن صبرة الحنفي قال: شهدنا النهروان مع علي فلما وجد المخدج سجد سجدة طويلة.

ثم قال: وحدثني سفيان الثوري، عن محمد بن قيس الهمداني، عن رجل من قومه يكنى أبا موسى أن عليا " لما وجد المخدج سجد سجدة طويلة.

أقول: القصة مذكورة في كتاب خصائص الأئمة - للسيد الرضي رضوان الله عليه - ص 29 مع خصوصيات آخر غير مذكورة ها هنا.

وچنما چ‌طلنا الكلام ها هنا بذكر الروايات الواردة في المقام - مع أن كثيرا " منها كان غير محتاج إليه - لإيقاف القراء على بطلان ما يستشعر من بعض الروايات الواردة في قصة ذي الثدية الثابتة بالطرق المتكثرة التي قد مر بعضها وذلك مثل ذيل الحديث: (1200) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 3 ص 152 - 157 - ط 1، وما ذكرناه هنا يكفي لإبطال ما يشعر به الحديث المشار إليه وما هو بسياقه وانه مخالف لما ورد بالتواتر أو ما قاربه، ومن أراد المزيد فعليه بشرح المختار: (36) من نهج البلاغة: ج 2 ص 267 وما حولها.

أو قصة الخوارج من تاريخ البداية والنهاية: ج 7 ص 289 وما حولها.

 

[415]

ومن كلام له عليه السلام في تفضل الله على المؤمنين بإثابتهم على نية الخير وإن لم يأتوا به

الحافظ البرقي رحمة الله عن محمد بن الحسن بن شمون البصري، عن عبد الله ابن عمرو بن الأشعت، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن الصباح ابن يحيي الممزني، عن الحارث بن حصيرة، عن الحكم بن عيينة، قال: لما قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) الخوارج يوم النهروان، قام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين طوبى لنا إذا شهدنا معك هذا الموقف، وقتلنا معك هؤلاء الخوارج ؟ ! ! (1) فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لقد شهدنا في * وهامش) * (1) والظاهر أن في الكلام حذفا "، وتقديره - على ما يستأنس به من المختار: (11) من نهج البلاغة -: وددت أن أخي فلانا " كان شاهدنا ليرى ما نصرك الله به على أعدائك، فقال له عليه السلام: أهوى أخيك معنا ؟ فقال: نعم، قال:: فقد شهدنا، ولقد شهدنا في عسكر نا هذا أقوام في أصلاب الرجال وأرحام النساء سير عف بهم الزمان ويقوي بهم الإيمان ! ! !.

 

[416]

هذا الموقف أناس لم يخلق الله آباءهم ولا أجدادهم بعد ! ! ! (2).

فقال الرجل: وكيف شهدنا قوم لم يخلقوا ؟ ! قال: بلى (هم) قوم يكونو في آخر الزمان يشركوننا فيما نحن فيه، وهم يسلمون لنا، فأولئك شركاؤنا فيما كنا فيه حقا حقا.

الحديث التاسع من باب انية من كتاب مصابيح الطلم من محاسن البرقي، ص 261، ورواه عنه في الحديث (5) من باب (تمنى الخيرات، ومن سن سنة عدل) من القسم الاني من المجلد 15، من بحار الأنوار ص 181 ط الكمباني.

 

ومن كلام له عليه السلام وقد مر على الخوارج وهم صرعى

قال المسعودي: ثم ركب (أمير المؤمنين عليه السلام) ومربهم وهم صرعى فقال:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(2) المراد بالأجداد - هاهنا - هم الأجداد القريبة.

 

[417]

(بؤسا " لكم لقد ضركم) من غركم (1).

قيل له: ومن غرهم (يا أمير المؤمنين) ؟ فقال: الشيطان (المضل) وأنفس (با) لسوء (لأمارة) (2).

فقال أصحابه: قد قطع الله دابرهم إلى آخر الدهر (3) فقال (عليه السلام): كلا والذي نفسي بيده، وإنهم لفي أصلاب الرجال وأرحام انساء، لا تخرج خارجة إلا خرجت

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مابين المعقوفات كله مأخوذ من نهج البلاغة، وفي مروج الذهب هكذا: (لقا صرعكم من غركم.

قيل: ومن غرهم ؟ قال: الشيطان وأنفس السوء).

(2) وفي النج هكذا: (فقيلله: من غرهم يا أمير المؤمنين ؟ فقال: الشيطان المضل، والأنفس الأمارة بالسوء، غرتهم بالأمافي، وفسحت فهم بالمعاصي، ووعدتهم الإظهار فاقتحمت بهم النار.

(3) وفي النج: ولما قتل الخوارج قيل له: يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم ! قال عليه السلام: كلا والله إنهم نطف في أصلاب الرجال وقرارات انساء، كلما نجم منهم قرن قطع حتى يكون آخر هم لصوصا " سلابين.

ورواه مسندا " في ترجمة حبة من تاريخ بغداد: ج 8 ص 275 قال:

 

[418]

بعدها مثلها، حتى تخرج خارجة بين الفرات ودجلة مع رجل يقال له الأشمط، يخرج إليه رجل منا أهل البيت فيقتله، ولا تخرج بعدها خارجة إلى يوم القيامة.

مروج الذهب: ج 2 ص 407، وقريب منه جدا " في المختار: (59) و (323) من باب خطب نهج البلاغة وقصاره، وكذلك نقله عن الشعبي في تذكرة الخواص ص 113، وتاريخ الطبري: ج ص 65، وتاريخ الكامل: ج 3 ص 175.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- قال حبة: لما فرغنا من النهروان قال رجل: والله لا يخرج بعد اليوم حروري أبدا ".

فقال علي: مه لا تقل هذا فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنهم لفي أصلاب الرجال وأرحام النساء، ولا يزوالون يخرجون حتى تخرج طائفة منهم بين نهرين حتى يخرج إليهم رجل من ولدي فيقتلهم فلا يعودون أبدا ".

وقريبا " من صدر الكلام رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع الزوائد: ج 6 ص 242.