ومن كلام له عليه السلام لما بلغه نعي بطل الإسلام - وضر غام المؤمنين مالك الأشتر النخعي المذحجي رفع الله في العليين مقامه، وضاعف في الشهداء ثوابه

برواية أخري قال ابن عساكر: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد، أنبأنا أبو الحسن ابن إيوب، أنبأنا الحسن بن أحمد بنإبارهيم، أنبأنا أحمد بن إسحاق بن منجاب (1) أنبأنا ابراهيم بن الحسين بن علي، أنأنا يحي، أنبأنا سليمان الجعفي، قال (2) وحدثني أحمد بن بشير، قال:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) كذا ذكره في كثير من موارد النقل عنه في تاريخ دمشق، وهنا يقرء بحسب رسم الخط: (سحاب - إو - ينحاب).

(2) الظاهر ان الضمير في (قال) عائد إلى يحي.

 

[461]

سمعت عوانة بن الحكم - وغيره - قال: لما جاء نعي (3) الأشتر ووفاته على (كذا) علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: إنا لله وإنا إليه راجعون مالك (وما) ملك ؟ ! وهل موجود مثل ذلك (4) ولو كان من حديد كان فندا " (5) أو من حجر كان صلدا " (6) على مثل مالك فلتبك البواكي ! ! !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(3) يقال: (نعى ينعى - من باب سعى - نعيا " ونعيا " ونعيانا - لنا وإلينا فلانا كسعيا ورضيا وثعبانا): أخبرنا بوفاته.

(4) ومثله في تاريخ الكامل - لابن الأثير - والمري في جل الطرق والمصادر (وهل موجود مثل مالك).

وفي النهج: (مالك وما مالك (والله) أو كان جبلا " لكان فندا "، ولو كان حجرا " لكان صلدا "، لا يرتقيه الحافر، ولا يوفي عليه الطائر.

) (5) ورواه في النهاية واللسان والتاج هكذا: (لو كان جبلا " لكان فندا ") وفسروا الفند: بالمنفرد من الجبال، وهنا في نسخة تاريخ دمشق سقط وتصيحف.

وفي تاريخ الكامل: (لو كان من حديد لكان قيدا " (كذا) أو من حجر لكان صلدا "، على مثله فلتبك البواكط).

(6) أي كان صلبا " أملس لا يثقبه ظفر ولا برئن، ولا يتعلق به كف ولا يكسره شئ

 

[462]

قال: ولما جاء معاوية نعيه ووفاته قال: الحمدالله، إن الله جنودا " من العسل (7).

قال يحي: فأخبرني شيخ من أهل العلم قال: فلما جاء نعي الأشتر، قالت فيه (أخت الهيم) (8) بن العريان بن الأسود النخعي: تجافا مضجعي وتنا وسادي (كذا) وليلي لا يهم إلى رقادي أناجي في المساء بنات نعش ولو اسي يع كمسهن حادي (9) أبعد الأشتر النخعي نرجو مكاثرة ونقطع بطن واد (10) فلم ير مثله فيمن رأينا ولم ير مثله في قوم عاد أكرإذا الفوارس محجمات (11) وأضرب حين تختلف الهوادي ويما " قد تركت لدامكيه عليه قانيا " لون الجساد (12)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(7) هذا سبق لسان من معاوية إذا من شأنه أن يقول: الحمد لللات إن لللات جنودا " من الغدر والخيانة ! ! ! (8) مابين المعوفين غير مقروء من النسخة بنحو القطع، وقال في كتاب الوالاة والقضاة: وقالت سلمى أم الأ سود بن الأ سود النخمعي ترثي مالكا ": نبا بي مضجعي ونبا وسادي وعيني ما تهم إلى رقادي كأن الليل أوثق جانباه وأوسطه بأمراس شداد أبعد الأشتر النخعي نرجو مكاثرة ونقطع بطن واد أكر إذ الفوارس محجمات وأضرب حين تختلف االهوادي (9 - 11) گذا في النسخة، غير أن ما تحت الرقم: (10 - 11) صححناه على كتاب الوالاة والقضاة والبقية من الأبيات غير موجودة فيه.

(12) هدا هو الظاهر، وفي الأصل: (لدامكه عليه فاينالون الحساد).

 

[463]

ترجمء مالك من تاريخ دمشق: چ 53 ص 162، ومثله في تاريخ الكامل: چ 3 ص 178، وقريبا " منه رواه في الحديث: (107) من الجزء (16) من الموفقيات ص 194، معنعنا " ورواه أيضا " في المختار: (449) من قصار نهج البلاغة، وقطعة منه رواها اليعقوبي في تاريخة ج 2 ص 184.

 

ومن كلام له عليه السلام في الموضوع المتقدم

برواية أخرى قال الكندي: حدثنا موسى بن حسن بن موسى، قال: حدثنا ابن أبي بردة، قال: حدثنا نصربن مزاحم قال: وفي حديث عمربن سعد (الأسعدي) (1) عن فضيل بن حديج (2) عن إبراهيم بن يزيد: عن علقمة بن قيس قال: دخلت على علي (عليه السلام) في نفر من النخع حين هلك الأشتر، فلما رآني قال:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) هذا هو الصواب، وفي النسخة: (عمربن سعيد).

(2) كذا اذگره بالحاء المهملة.

 

[464]

لله مالك لو كان جبلا لكان فندا " (3) ولو كان حجرا " لكان صلدا " (وعلى) مثل مالك فلتبك البواكي ! ! ! (قال:) فوالله ما زال (أمير المؤمنين عليه السلام كان) متلهفا " عليه ومتأسفا " حتى رأينا أنه المصاب دوننا.

وقالت سلمى أم الأسود النخعي ترثي مالكا ": نبا بي مضحبعي ونبا وسادي (4) وعيني ما تهم إلى رقادي كأن الليل أوثق جانباه وأوسطه بأمراس شداد أبعد الأشتر النخعي نرجو مكاثرة ونقطع بطن واد (ولم ير مثله فيمن رأبنا (5) ولم ير مثله في قوم عاد) أكثر إذا الفوارس محجمات وأضرب حين تختلف الهوادي فقال المثنى يرثيه: ألا ما لضوء اصبح أسود حالك وما للرواسي زعزعتها الدكادك وما لهموم النفس شى شؤنها تظلل تناجيها النجوم الشوابك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(3) كذا في جل المصادر، وفي النسخة: (لو كان جبلا " لكان من جبل فندا، ولو كان من حجر...).

(4) وفي تاريخ دمشق: تجافا مضجعي ونبا وسادي وليلي لا يهم إلى رقادي (5) هذان البيتان مأخوذتان من ترجمة مالك من تاريخ دمشق.

 

[465]

على مالك فليبك ذو الليث مهولا إذا ذكرت في الفيلقين المعارگ إذا ابتدر الخطي واندب الملاوكان غياث القوم نصر مواشك إذا ابتدرت يوما " قبائل مذحج ونوذي بها أين المظفر مالك فلهفي عليه حين تختلف القنا ويرعش للموت الرجال الصعاگ ولهفي عليه حين دب له الردى وذيف له سم من الموت حانك فلو بارزوه يوم يبغون هلكه لكانوا بإذن الله ميث وهالك ولو مارسوه ما رسوا ليث غابة له كالتي (6) لا ترقد الليل فانك فقل لابن هند: لو منيت بمالك وفي كفه ماضي الضريبة باتك لأ لفيت هندا " تشتكي علن الردى (7) تنوح وتحبوها النساء العواتك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(6) قال في هامش الأصل: ولعل صوابه: (له كلأة لا ترقد الليل فاتك).

(7) الرادى: اهلاك.

والكلام من باب إضافة الصفة إلى الموصوف.

وتحبوها: تنصرها والعواتك: جمع عاتلكة أحمر.

أي النساء الخادشات الوجوه.

ثم إن هذه المرثية ذكرناها تحفظا " على معالي المالك، وامتثالا لأمر أمير المؤمنين: (وعلى مثل مالك فلتبك الواكي).

وطبع الحال يقتضي أن يكون لبطل المؤمنين وضرغام المحقين ثناء غير معدود ومراثي غير محصورة من رهطه وعشيرتة وممن هو على رأيه من شيعة أهل البيت عليهم السلام ولكن سلطة أعداء أهل البيت من أول الأمر إلى يومنا هذا أفنت وأعدمت ما دون -

 

[466]

كتاب الولاة والقضاة (بمصر) للكندي ط مصر، ص 24، ثم إن بعضا " من الأبيات المتقدمة في مراثي مالك رواه أيضا " المبرد بزيادة في آخرها في كتاب الكامل ج 2 ص 66 قال: وقالت أخت الأشتر - وهو مالك بن الحارث النخعي تبكيه - وهذا الشعر رواه أبو اليقظان وكان متعصبا ": أبعد الأشتر النخعي نرجو مكاثرة ونقطع بطن واد ونصحب مذحجا " بإخاه صدق (8) وإن ننسب فنحن ذرا إياد ثقيف عمنا وأبو أبينا وإخوتنا نزا أولو السداد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- وكتب من مزايا أهل البيت وشيعتهم ومالهم من المكارم فلم يبق منها إلا نزر يسير مطوي في الجوامع أو بعض ما بقي من الكتب مغفولا " عنه في زوايا الا ختفاء، وذلك لعناية الله على كرامة أولياء فعلى أولياء أهل البيت البحث والتنقيب عن مناقبهم ومآثر أجلاء شيعتهم فإن في هذا القليل الباقي أيضا " البلاغ والكفاف ولله الحجة البالغة.

(8) هذان الطران وما بعدهما غير منسجم بحسب المعنى مع ما قبلهما وبه يعلم أنه حذف بينهما أبيات، ويدل عليه أيضا " ما تقدم من رواية الكندي وابن عساكر.

 

[467]

ومن خطبه له عليه السلام في حث الناس على المسير إلى مصر لنصرة محمد بن أبي بكر قال إبراهيم بن محمد الثقفي رحمة الله: وحدثني محمد بن عبد الله عن المدائني، عن الحرث بن كعب بن عبداللهبن قعين، عن حبيب بن عبد الله قال: والله إني لعند علي عليهالسلام جالس إذا جاءه عبد الله بن قعين، وكعب ابن عبد الله من قبل محمد بن أبي بكر يستصرخانه قبل الوقعة، فقام علي عليه السلام فنادي في الناس الصلاة جامعة، فاجتمع الناس فصعد المنبر، فحمد الله وأثني عليه، وذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فصلى عليه ثم قال: أما بعد فهذا صريخ محمد ابن أبي بكر وإخوانهم من أهل مصر، قدسار إليهم إبن النابغة عدو الله، وعدو من والاه، وولي من عاد الله، فلا يكونن أهل الضلال إلى باطلهم والركون إلى سبيل الطاغوت أشذ اجتماعا " منكم على حقكم، فكأنكم بهم وقد بدؤكم وإخوانكم بالغزو فأعجلوا إليهم بالمواسات والنصر.

 

[468]

عباد الله إن مصر أعظم من الشام خيرا " وخير أهلا " فلا تغلبوا على مصر، فإن بقاء مصر في أيديكم عز لكم وكبت لعدوكم (1) أخرجوا إلى الجرعة لنتباقي (2) هناك كلنا غدا إن شاء الله.

فلما كان الغد، خرج (عليه السلام) يمشي (إليالجرعة) فنزلها بكرة فأقام بها حتى انتصب النهار فلم يوافه مأة رجل ! ! ! (فرجع عليه السلام إلى الكوفة) فلما كان العشي بعث إنى الأشراف فجمعهم فدخلوا عليه القصر وهو كئيب حزين (فخطبهم بالخطبة التالية).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) يقال: (كبت زيد عدوه - من باب ضرب - كبتا): صرعه.

أهلكه، كسره أذله، أهانه.

(2) هذا هو الظاهر، وفي الأصل: لنتوافي... والجرعة - محركة وبالفتح فسكون -: اسم موضع بالكوفة.

 

[469]

ومن خطبه له عليه السلام في تفريع أصحابه على تثاقلهم عن الجهاد في سبيل الله روي إبراهيم بن محمد الثقفي رحمة الله عن إسماعيل بن رجاء الزبيري، أن أمير المؤمنين عليه السلام خطبهم بعد الكلام السابق فقال بعد أن حمد الله وأثني عليه: أيها الناس المجتمعة أبدانهم، المتفرقة أهواوهم ما عز من دعاكم ولا استراح من قاساكم (1) كلامكم يوهن الصم الصلاب، وفعلكم يطمع فيكم عدوكم، إن قلت لكم: سيروا إليهم في الحر.

قلتم: أمهنا (حتى) ينسلخ عنا الحر، وإن قلت لكم: سيروا إليهم في الشتاء.

قلتم (أمهلنا) حتى ينسلخ عنا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) وفي المختار: (28) من نهج البلاغة: (ماعزت دعوة من دعاكم ولا استراح قلب من قاساكم).

 

[470]

الرد.

فعل ذي الدين المطول (1) من فاز بكم فاز بالسهم الأخيب ! ! ! (2).

أصبحت لا أصدق قولكم، ولا أطمع في نصركم، فرق الله بيني وبينكم، أي دار بعد دار كم تمنعون ؟ ومع أي إمام بعدي تقاتلون ؟ أما إنكم ستلقون بعدي أثرة تتخذها عليكم الظلال سنتة: فقر يدخل في بيوتكم وسيف قاطع، وتتمنون عند ذلك أنكم رأيتموني وقاتلتم معي، وقتلتم دوني وكأن قد ! ! ! كتاب الغارات، ج 1، ص 10 ورواه عنه في البحار: ج 8 ص 680، وقريبا " منه رواه في كتاب الإختصاص، ص 153، ط 2 نقلا " عن ابن دأب.

وأيضا " رواها في البحار: ج 9 ص 450 ط الكمباني، وقريب منه في المختار (28) من خطب نهج البلاغة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) المطول: الكثير المطل، يقال: (مطله حقه وبحقه - من باب نصر - مطلا): سوفه بوعد الوفاء مرة بعد أخرى.

(2) قال في النهاية: معناه: أي بالسهم الخائب الذى لا نصيب له من قداح الميسر، وهي ثلاثة: المنيح، والسفيح، والوغد.

والخيبة: الحرمان والخسران.

 

[471]

ومن خطبة له عليه السلام في توبيخ أصحابه على تثاقلم عن الجهاد (1) الحمد لله على ما قضى من أمر وقدر من فعل، و (على ما) ابتلاني بكم أيتها الفرقة التي لا تطيع إذا أمرتها ولا تجيب إذا دعوتها ! ! ! لا أبا " لغيركم ماذا تنتظرون بنصركم والجهاد على حقكم ؟ الموت خير من الذل في هذه الدنيا لغير الحق ! ! ! والله إن جاءني الموت - ولياتيني فليفرقن بيني وبينكم - لتجدنني لصحبتكم قاليا " (2) ألا دين يجمعكم ؟ ألا رحمة تعظكم ؟ ألا تسمعون بعدوكم ينتقص بلادكم ويشن الغارة عليكم ؟ ! !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) وقريب منها جدا ! في المختار: (175) من نهج البلاغة.

(2) أي كارها " ومبغضا " إياها.

 

[472]

أو ليس عجبا " أن معاوية يدعو الجفاة الطغام الظللمة فيتبعونه على غير عطاء ولا معونة ؟ ! فيجيبونه في السنه المرة والمرتين والثلاث إلى أي وجه شاء ! ! ! ثم أنا أدعوكم وأنتم أولو النهى وبقية الناس (ف‍) تختلفون وتفترقون عني وتعصوني وتخالفنون علي ! ! ! فقام مالك بن كعب الأرحبي رحمة الله (3) وقال: يا أمير المؤمنين ندب الناس معي (4) ثم التفت إلى ورغبهم في الجهاد، ولا مهم على اتباعدهم وخذلا نهم.

فأمر أمير المؤمنين عليه السلام سعدا " مولاه أن ينادي: ألاسيروامع مالك بن كعب إلى مصر، فلم يجتمعوا إليه شهرا " ! ! ! فلما اجتمع عليه ألقان، قال عليه السلام: سيروا والله ما أنتم - ما أخالكم - تدركون

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(3) كذا في الأصل، وروى البلاذري صدر هذه الخطبة، أشار أيضا " إلى الخطبة المتقدمة في الحديث: (464) من ترجمة أمير المؤمنين من أنساب الأشراف: ج 2 ص 401 ط 1، وذكر القصة وقال: ثم انتدب منهم جنيد أنقذهم إلى مصر، مع كعب بن مالك الهمداني... (4) يقال: (ندب فلانا " - من باب نصر - إلى الحرب): وجهه فهو نادب وذاك مندوب، والأمر مندوب إليه والأسم: الندبة.

وندبه للأمر - أو إلى الأمر -: دعاه إليه وحثه عليم ورشحه للقيام به.

 

[473]

القوم حتى ينقضي أمرهم ! ! ! فخرج بهم مالك، وسار خمس ليال، فجا، من الشام ومن مصر، خبر افتتاح مصر، وقتل محمد، فرد أمير المؤمنين (عليه السلام) مالكا " من الطريق وحزن على محمد حتى تبين في وجهه، فقام خطيبا " فحمد الله وأثنى عليه، وخطبهم بالخطبة التالية.

ومن خطبة له عليه السلام لما بلغه فتح مصر، وقتل محمدابن أبي بكر رضوان الله عليه ألا وإن مصر قد افتتحها الفجرة، أولياء الجور والظلم الذين صدوا عن سبيل الله وبغوا للإسلام عوجا " ! ! ! ألا وإن محمد ابن أبي بكر قد استشهد - رحمة الله عليه - وعند الله نحتسبه (1) أما والله لقد كان

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أي احتسب الأجر عند الله بصبري في مصيبته أي اعتد مصيبته من جملة البلايا التي يثاب على الصبر عليها، والاحتساب طلب الأجر، والاسم الحسبة - بالكسر - وهو الأجر، يقال: فعلته حسبة واحتسب فيه احتسابا " أي لوجه الله، وطلبا للأجر والثواب منه.

 

[474]

- ما علمت - ينتظر القضاء، ويعمل للجزاء ويبغض شكل الفاجر، ويحب سمت المؤمن وإني والله ما ألوم نفسي على تقصير ولا عجز، وإنى لمقاسات الحرب مجد بصير، إني لأقدم على احرب، وأعرف وجه الحزم، وأقوم بالرأي المصيب، فأستصرخكم معلنا " وأناديكم مستغيثا "، فلا تسمعون لي قولا "، ولا تطيعون (لي) أمرا " حتى تصير الأمور إلى عواقب المساءة ! ! ! وأنتم قوم لا يدرك بكم الثار ولا يقتص بكم الأوتار ! ! ! (2).

دعوتكم إلى غياث إخوانكم منذ بضع وخمسين ليلة ! ! ! فجرجرتم علي جرجرة الجمل الأسر (3)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(2) الثار: الدم.

طلب الدم.

ولا يقتص: لا يؤخذ.

والأتار: الجنايات والظلامات، وهي جمع الوتر - كحبر - وقيل: إنها جمع الوتر - كصبر - 0 أيضا ".

(3) أي صوتم وضججتم، الجرجرة: صوت يردده البعير في حنجرته عند الضجر.

والسرر - كشجر - داء يأخذ في السرة، وبعير أسر وناقة سراء: بينة السرر يأخذ ها الداء في سرتها فإذا بركت تجافت.

وقيل: السرر =

 

[475]

وتثاقلتم تثاقل من لا نئ له في الجهاد، ولا رأي له في اكتساب الأجر ! ! ! ثم خرج إلي منكم جنيد متذاي ب ضعيف (4) (كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون) (6 / الأنفال) فأف لكم ! ! ! ثم نزل عليه السلام فدخل رحمله.

كتاب الغارات، چ 1، ص 101، ورواها عنه في الحبار: ج 8 ص 650 السطر 10، عكسا ".

ورواهما أيضا " عن الغارات ابن أبي الحديد في شرح المختار: (67) من خطب النهج من شرحه: ج 6 ص 89.

وورواها أيضا " الطبري في تاريخه ج 4 ص 81 - 83، وفي ط: ج 5 ص 108، ومثله في الكامل ج 3 ص 180، وأيضا " رواها في ترجمة عبد الرحمان بن شيب، من تاريخ دمشق ج 32 ص 157، عن أبي عالية أحمد، وأبي عبد الله يحي ابنا أبي علي، عن أبي جعفر بن المسلمة عن أبي طاهر المخاص، عن أحمد بنسليمان عن الزبير بن بكار، عن محمد بن الضحاك، عن أبيه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- جع يأخذ البعير في الكركرة لا في السرة والكركرة - كزبرجة -: زور البعير الذي إذا برك أصاب الأرض وهي ناتثة عن جسمه كالقرصة وهي احدى الثقنات الخس، وقيل: هو الصدر من كل ذي خف.

(4) قال في مادة: (ذأب) من النهاية: وفي حديث علي رضي الله عنه (خرج منكم إلى جنيد متذائب ضعيف).

المتذائب: المضطرب من قولهم (تذاءبت الريح) أي اضطرب هبوبها.

 

[476]

أقول: وأنا أيضا " وچدتها في الحدث: (202) من الجزء (16) من النسخة الناقصة من كتاب الموفقيات ص 348 ط 1، وأيضا " كثير من ألفاظ هذه الخطبة قد تكلم به عليه السلام في غير المقام، كما في الخطبة (38) من خطب نهج البلاغة التي خطبها عندما بلغه إغارة النعمان بن بشير على عين التمر (الشفاتا).

 

ومن كلام له عليه السلام لما اختلفت كلمة أهل الكوفة في فتنة ابن الحضرمي الثقفي رحمة الله

بإسناده عن عمرو بن محصن (قال): إن معاوية لما أصاب محمد بن أبي بكر بمصر، بعث عبد الله بن عامر الحضرمي إلى أهل البصرة ليدعوهم إلى نفسه وإلى الطلب بدم عثمان، فلما أتاهم وقرأ عليهم كتاب معاوية اختلفوا، فبعضهم رد وأكثرهم قبلوا وأطاعوا، وكان الأمير يومئذ بالبصرة زياد بن عبيد قد استخلفه عبد الله بن العباس، وذهب إلى علي عليه السلام ليهزيه عن محمد بن أبي بكر، فلما رأي زياد إقبال الناس على ابن الحضرمي استجار من الأرد، ونزل فيهم وكتب إلى

 

[477]

ابن عباس وأخبره بما جري فرفع ابن عباس ذلك إلى علي عليه السلام، وشاع في الناس بالكوفة ما كان من ذلك، واختلف أصحابه عليه السلام (1) فيمن يبعثه إليعم حمية ! ! ! فقال عليه السلام: تناهوا أيها الناس وليردعكم الإسلام ووقاره عن التباغي والتهاذي (2) ولتجتمع كلمتكم، والزموا دين الله الذي لا يقبل (الله) من أحد غيره، وكلمة الإخلاص التي هي قوام الذين، وحجة الله علي الكافرين، واداكروا إذا كنتم قليلا " مشركين متباغضين متفرقين، فألف بينكم بالإسلام فكثرتم واجتمعتم وتحاببتم،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) قال ابن أبي الحديد: قال (ابراهيم): وروي أبو الكنود: أن شبث ابن ربعي قال لعلي عليه السلام: يا أمير المؤمنين ابعث إلي هذا الحي من تميم فادعهم إني طاعتك ولزوم بيعتك ولا تسلط عليهم أزد عمان البعداء البغضاء، فإن واحدا " من قومك خير لك من عشرة من غير هم.

فقال له مخنف بن سليم الأزدي: إن البعيد البغيض من عصى الله وخاف أمير المؤمنين وهم قومك، وإن الحبيب القريب من أطاع الله ونصر أمير المؤمنين وهم قومي، وأحدهم خيرلأمير المؤمنين من عشرة من قومك.

فقال علي عليه السلام تناهوا... (2) التهاذي: استعمال كل واحد من المتكلين الهذيان في كلامه.

 

[478]

فلا تفرقوا بعد إذا اجتمعتم، ولا تباغضوا بعد إذ تحاببتم، وإذا رأيتم الناس وبينهم النائرة (3) وقد تداعوا إلى العشائر والقبائل، فاصدوا لهام مهم ووجوههم بالسيف (4) حتى يفزعوا إلى الله وإلى كتابه وسنة نبيه، فأما تلك الحمية فإنها من خطرات الشياطين، فانتهوا عنها - لا أبا لكم - تفلحوا وتنجحوا.

ثم إنه عليه السلام دعا أعين بن ضبيعة المجاشعي، وقال: يا أعين ألم يبلغك أن قومك وثبوا على عاملي مع ابن الحضرمي با لبصرة ؟ يدعون إلى فراقي وشقاقي، ويساعدون الضلال القاسطين علي ! ! ! فقال: لا تسأ يا أمير المؤمنين ولا يكن ما تكره، ابعثني إليهم فأنا لك زعيم بطاعتهم وتفريق جماعتهم، ونفي ابن الحضرمي من البصرة أو قتله، قال: فأخرج الساعة.

شرح المختار: (55) من نهج البلاغة، من ابن أبي الحديد: ج ص 45، والبحار: ج 8 ص 676 واللفظ له إله الذيل، فإنه من شرح ابن أبي الحديد، نقلا " منهما عن كتاب الغارات.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(3) هي الفساد والفتنة.

(4) الهام: جمع الهامة: الرأس.

 

[479]

من كلام له عليه السلام قاله في بعض خطبه قال الدولابي: وحدثنا أبو كريب (1)، قال: جدثنا أحمد بن مالك، قال: حدثنا عنبسة القطان، عن شيحة (بن عبد الله) أبي حبرة، قال: رأيت عليا " على خشبات الكوفة يقول: يا بصرة لتحرقن ولتغرقن حتى يبقى مسجدك وبيت مالك كأنه (كذا) جؤجؤ سفينة (2).

عنوان: (من كنيته أبو الحباب وغيره) من كتاب الكنى والأسماء - للدولابي -: ج 1، ص 143، ط الهند.

* (هامش * (1) وانما قال: (وحدثنا) لأنه ذكر حدثنا " آخر، قبله عن أبي حبرة شيخة بن عبد الله.

(2) الجؤجؤ - علي زنة هدهد وقنقذ -: الصدر، والجمع جآجئ كقنافذ.

 

[480]

وقريبا " منه رواه في الجزء الثاني منه ص 104، قال: حدثنا ابن صالح ابن عبد الله الترمذي قال: حدثنا محمد بن فضيل عن الأعرابي مالك العجلي عن شبيل بن عزرة، عن أبي حبرة قال: لما قدم علي عليه السلام البصرة خطبهم فقال: كأني ببصرتكم هذه كأنها جؤجؤ سفينة...

هكذا رواه عنه في احقاق الحق: ج 8 ص 172، والحديث قدم تقدم شواهده.

 

ومن كلام له عليه السلام مع الخريب بن راشد الخارجي لما دخل عليه وقال: إني لك لمن المفارقين!!!

الطبري، عن هشام بن محمد، عن أبي مخف، عن الحارث الأزدي عن عمه عبد الله بن فقيم، قال: جاء الخريت بن راشد إلى علي (عليه السلام) - وكان مع الخريت ثلاثمأة رجل من بني ناجية مقيمين مع علي بالكوفة قدموا معه من البصرة، وكانوا قد خرجوا إليه يوم الجمل، وشهدوا معه صفين والنهروان، فجاء إلى علي - في ثلاثين راكبا " من أصحابه يسير بينهم حتى قام بين يدي علي، فقال له: والله يا علي لا أطيع أمرك ولا

 

[481]

أصلي خلفك وإني غدا " لمفارقك ! ! ! - وذلك بعد تحكيم الحكمين - فقال له علي: ثكلتك أمك إذا تعصي ربك وتنكث عهدك ولا تضر إلا نفسك، خبرني ولم تفعل ذلك ؟ ! قال: لأنك حكمت في الكتاب، وضعفت عن الحق إذا جد الجد، وركنت إلى القوم الذين ظلموا أنفسهم فأنا عليكم زار وعليهم ناقم (1) ولكم جميعا " مباين.

فقال علي (عليه السلام): هلم ادارسك: الكتاب، وأناظرك في السنن وأفاتحك أمورا " من الحق أنا أعلم بها منك، فلعلك تعرف ما أنت له الآن منكر، وتستبصر ما أنت عنه الآن جاهل ! ؟.

قال: فاني عائد إليك.

فقال (علي عليه السلام): لا يستهوينك الشيطان، ولا يستخفنك الجهل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) يقال: (زرى عليه عمله - من باب رمى - زريا " - كفلسا " وقفلا - وزراية ومزرية ومزرأة): عاتبه أو عابه عليه.

وناقم: منكر وعائب.

 

[482]

ووالله لئن استرشدتني واستنصحتني وقبلت مني لأهدينك سبيل الرشاد.

(فخرج المخذول، وسار من ليلته عن الكوفة ولم يعد إلى أمير المؤمنين عليه السلام).

آخر حوادث السنة (38) من تاريخ الطبري: ج ص 87، وفي تاريخ الكامل: ج 3 ص 183، ورواه أيضا " في البحار: ج‍ 8 ص 615 ط الكمباني.

 

ومن كلام له عليه السلام لما أخبره رسوله المبعوث للفحص عن حال الخريت وإصحابه بأنهم قد هربوا من ليلتهم هذه

وبالسند المتقدم قال عبد الله بن فقيم - بعد كلام طويل -: قال لي أمير المؤمنين عليه السلام مسرا ": إذهب إلى منزل الرجل فأعلم لي ما فعل ؟ فإنه كل يوم لم يكن يأتيني فيه إلا قبل هذه الساعة.

قال: فأتيت منزله فإذا ليس في منزله منهم ديار، فدعوت إلى أبواب دور أخري كان فيها طائفة من أصحابه، فإذا ليس فيها داع ولا مجيب، فرجعت فقال لي (أمير المؤمنين عليه السلام) حين رآني:

 

[483]

وطنوا فأمنوا ؟ أم جبنوا فظعنوا ؟ (1).

فقلت: بل ظعنوا فأعلنوا.

فقال (عليه السلام): (أو) قد فعلوها ؟ بعدا " لهم كما بعدت ثمود، أما لو قد أشرعت لهم الأسن ة، وصبت على هامهم السيوت لقد ندموا (على ما كان منهم) إن الشيطان اليوم قد استهواهم وأظلهم وهو غدى متبرئ منهم ومخل عنهم (2).

تاريخ الطبري: ج 4 ص 88 وتاريخ الكامل: ج 3 ص 183.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) كذا في الأصل، وفي المختار: (176) من نهج البلاغة: (أمنوا فقطنوا أم جبنوا فظعنوا ؟)) فقال الرجل: بل ظعنوا يا أمير المؤمنين.

يقال: (وطن يطن بالمكان - من باب وعد - وطنا "): أقام به.

(2) وفي النهج: (إن الشيطان اليوم قد استفلهم وهو غدا " متبرئ منهم ومتخل عنهم فحسبهم بخروجهم من الهدى وارتكاسهم في الضلال والعمى وصدهم عن الحق وجماحهم في التيه).

وما وضعناه في المتن بين المعقوفين مأخوذ من النهج.

واستفلهم: دعاهم للتفلل وهو الإ نفراد والشذوذ عن الجماعة.

 

[484]

ومن كلام له عليه السلام لما بلغه مصاب بني ناجية وهلاك الخريب بيد معتمد المؤمنين معقل بن قيس الرياحي رحمة الله.

قال أبو مخنف: حدثني عبد الرحمان بن جندب، قال: حدثنى أبي قال: لما بلغ عليا " مصاب بني ناجية وقتل صاحبهم قال: هوت أمه (1) ما كان أنقص عقله، وأجرأه على ربه، فإنه جاءني مرة فقال لي: (في أصحابك رجال قد خشيت أن يفارقوك فما ترى فيهم ؟) ؟ فقلت له: إني لا آخذ على التهمة، ولا أعاقب على الظن، ولا أقاتل إلا من خالفني وناصبني، وأظهر لي العداوة، ولست مقاتله حتى أدعوه وأعذر إليه، فإن تاب ورجع * (هامش * (1) أي هوت به أمه أي ثكلته.

والفعل من باب رمى.

 

[485]

إلينا قبلنا منه وهو أخونا ! ! وإن أبى إلا الإ عنزام على حربنا (2) إستعنا عليه الله وناجزناه.

(ثم قال عليه السلام:) فكف عني ما شاء الله، ثم جاءني مرة أخرى فقال لي: قد خشبت أن يفسد عليك عبد الله بن وهب الراسبي، وزيد بن حصين، إلي سمعتها يذكرانك بأشياء لئسمعتها لم تقارقهما حتى تقتلهما أو توبقهما (3) فلا تفارقهما من حبسك أبدا ".

فقلت: إني مستشيرك فيهما فماذا تأمرني به ؟ ! قال: آمرك أن تدعو بهما فتضرب رقابها.

فعلمت أنه لا ورع ولا عاقل ! ! ! فقلت: والله ما أظلنك ورعا " ولا عقلا " نافعا " (كذا) والله لقد كان ينبغي لك لو أردت قتلهم أن تقول: إتق الله لم تسحل قتلهم ؟ ولم يقتلوا أحدا "، ولم ينابذوك ولم يخرجوا من طاعتك ! ! ! تاريخ الطبري: ج 4 ص 101، في آخر حوادث سنة 38.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(2) الإعتزام: إرادة الشئ حتما.

الجدفى ايقاع الشئ.

(3) أي تجسهما، يقال: (أوبق زيد فلانا " إيباقا): حبسه.

ذلله.

 

[486]

ومن كلام له عليه السلام لما لحق مصقلة بن هبيرة الشيباني بمعاوية، حيث طالبه علي عليه السلام بقيمة أسارى بني ناجية فأدى مأني ألف وعجز عن الباقي وهو ثلاثمأئة ألف

قال أبو مخنف: جدثني أبو الصلت الأعور، عن ذهل ابن الحارث، قال: دعاني مصقلة إلى رحله فقدم عشاءه فطعمنا منه، ثم قال: والله إن أمير المؤمنين يسألني هذا المال ولا أقدر عليه.

فقلت: والله ماكنت مضت عليك جمعة حتى تجمع جميع المال.

فقال: والله ماكنت لأحملها قومي، ولا أطلب فيها إلى أحد ثم قال: أما والله لو أن ابن هند هو طالبني بها أو ابن عثمان لتركها لي، ألم تر إلى ابن عفان حيث أطعم الأشعت من خراج آذربيجان مأة ألف في كل سنة ؟ ! ! فقلت (قال ذهل) فسكت ساعة وسكت عنه، فلا والله ما مكث إلا ليلة واحة بعد هذا الكلام حتى لحق بمعاوية، وبلغ ذلك عليا " (عليه السلام) فقال:

 

[487]

ما له برحه الله (1) فعل فعل السيد، وفر فرار العبد، وخان خيانة الفاجر ! ! أما والله لو أنه أقام فهجز ما زدنا على حبسه، فإن وجدنا له شيئا " أخذناه، إن لم نقدر على مال تركناه (2).

تاريخ الطبري ج 4 ص 100، ومثله في كامل ابن الأثير: ج 3 ص 186، ورواه أيضا " في ترجمة مصقلة من تاريخ دمشق: ج 55 ص 821.

وللكلام مصادر أخر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) وفي المختار: (44) من نهج البلاغة: (قبح الله مصقلة فعل عل السادة وفر فرار العبيد...) وفي تاريخ الكامل: (ماله نزحه الله) أي أبعده من رحمته، يقال: نزح الله فلانا " أي خيراته حتى تنقد، و (برحه الله) من باب فعل -: أتعبه وآذاه أذى شديدا ".

وقد استجاب الله دعاءه عليه السلام فيه، فإنه بعد ما استشهد أمير المؤمنين ولاه معاوية طبرستان وأرسله إليها بجيش كثيف فأخذ العدو عليه من جميع الجوانب فقتلوا عن آخرهم.

(2) وفي مروج الذهب: ج " ص 408: (لو أقام أخذنا ما قدرنا عليأخذه، فإن أ سرأنظرناه، وإن عجز لم نأخذه بشئ).