[577]
- 320 -
ومن كلام له عليه السلام في قصة ابن مسعدة الفزاري، ومدح المسيب بن نجبة رحمه الله بعد قدحه
قال البلاذري: قالوا: ودعا معاوية عبد الله بن مسعدة بن حكمة بن مالك بن حذيفة الفزاري فبعثه إلى تيماء، وضم إليه ألفا [ألفين (خ)] وسبعمأة وأمره أن يصدق (1) من مر به من العرب ويأخذ البيعة له على من أطاعه، ويضع السيف على من عصاه، ثم يصير إلى المدينة ومكة وأرض الحجاز، وأن يكتب إليه في كل يوم بما يعمل به ويكون منه، فانتهى ابن مسعدة إلى أمره وبلغ خبره عليا، فندب المسيب بن نجبة الفزاري في كنف من الناس في طلبه فقال له: إنك يا مسيب من أثق بصلاحه وبأسه [فسر إلى ابن مسعدة حتى تخرجه من أرضنا أو تقتله] فسار [المسيب] (2) حتى أتى الجناب، ثم أتى تيماء، وانضم إلى عبد الله بن مسعدة قوم من رهطه من بني فزارة، وانضم إلى ابن نجبة قوم من رهطه أيضا، فالتقى هو وابن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هذه الجملة كانت قد وقعت تحت الخياطة ولم تكن مقروأة بنحو القطع.
(2) ما بين المعقوفات زيادة يقتضيها السياق.
(نهج السعادة ج 2) (م 37)
[578]
مسعدة فاقتتلوا قتالا شديدا، وأصابت ابن مسعدة جراحات ومضى قوم من أصحابه إلى الشام منهزمين لا يلوون عليه، وبقي معه قوم منهم فلجأ [ابن مسعدة] ولجأوا [معه] إلى حائط حول حصن تيماء محيط به قديم، فجمع المسيب حوله الحطب وأشعل فيه النار، فناشدوه أن لا يحرقهم وكلم فيهم، فأمر [المسيب] بإطفاء تلك النار، وكان على الثلمة التي يخرج منها إلى طريق الشام، عبد الرحمان بن أسماء الفزاري وهو الذي كان يقاتل يومئذ ويقول: أنا ابن أسماء وهذا مصدقي * أضربهم بصارم ذي رونق فلما جن عليه الليل خلى سبيلهم فمضوا حتى لحقوا بمعاوية، وأصبح المسيب فلم يجد في الحصن أحدا، فسأله بعض أصحابه أن يأذن له في اتباع القوم، فأبى ذلك.
وقدم المسيب على علي وقد بلغه الخبر، فحجبه أياما ثم دعا به فوبخه وقال [له]: نا بيت قومك وداهنت وضيعت ؟ ! فاعتذر إليه وكلمه وجوه أهل الكوفة بالرضاء عنه، فلم يجبهم وربطه إلى سارية من سواري المسجد، ويقال: إنه حبسه ثم دعا به فقال له: إنه قد كلمني فيك من أنت أرجا عندي منه، فكرهت أن يكون لأحد منهم عندك يد دوني.
فأظهر الرضاء عنه وولاه قبض الصدقة بالكوفة، فأشرك في ذلك بينه وبين عبد الرحمان بن محمد الكندي، ثم إنه حاسبهما فلم يجد عليهما شيئا فوجههما بعد ذلك في عمل ولا هما إياه فلم يجد عليهما سبيلا فقال:
[579]
لو كان الناس كلهم مثل هذين الرجلين الصالحين ما ضر صاحب غنم لو خلاها بلا راع، وما ضر المسلمات لا تغلق عليهن الأبواب، وما ضر تاجر ألقى تجارته بالعراء.
الحديث: (494) من ترجمة أمير المؤمنين من أنساب الأشراف القسم الأول من ج 1 / الورق 210 / أو ص 420، وفي ط 1: ج 2 ص 449.
[580]
- 321 -
ومن كلام له عليه السلام في علل غلبة الشاميين ومغلوبية الكوفيين، والإخبار عن دولة بني أمية وخسارة الكوفيين دينهم ودنياهم في أيامهم
قال أحمد بن سليمان: حدثنا زكريا بن يحي الساجي، حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا يحي بن حماد، حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن حبيب ابن أبي ثابت، عن أبي إدريس [قال]: حدثنا المسيب بن نجبة [الفزاري] قال: قال علي رضي الله عنه (1): والله لقد خشيت أن يدال (2) هاؤلاء القوم عليكم بصلاحهم في أرضهم وفسادكم في أرضكم، وبأدائهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وبعده كانت في الأصل جمل غير مربوطة بما نحن فيه حذفناها.
(2) أي خشيت أن تكون لهم الدولة والسلطة عليكم بهذا السبب القوي - الموجود عندهم - وهو اجتماع كلمتهم وطاعتهم إمامهم ومعصيتكم لإمامكم وبصلاحهم في بلادهم وفسادكم في بلادكم وبأدائهم الأمانة وخيانتكم.
[581]
الأمانة وخيانتكم وبطواعيتهم إمامهم ومعصيتكم له، وباجتماعهم على باطلهم وتفرقكم على حقكم ! ! ! (3).
[والله لا يزالون] (4) حتى تطول دولتهم [و] حتى لا يدعوا لله محرما إلا استحلوه [ولا عقدا إلا حلوه] (5) [وحتى] لا يبقى بيت مدر ولا وبر إلا دخله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(3) وفي غير واحد من المصادر - منها المختار (24) من نهج البلاغة -: (وتفرقكم عن حقكم).
(4) ما بين المعقوفات كلها - عدا حرف الواو، في قوله: (وحتى لا يدعوا) - مأخوذ، من المختار: (96) من نهج البلاغة، ومثله رواية الثقفي ولكن في بعض الكلمات.
(5) المحرم: ما حرمه الله.
واستحلاله: استباحته ومباشرته بعنوان انه حلال.
والعقد: ما أمضاه الله تعالى وأوجب على العباد الائتمار به والانزجار منه أمرا ونهيا.
وهؤلاء كانوا أول من استحل ما حرم في الشريعة، وكان معاوية في عهد عمر، أيام إمارته بالشام يتجر بالخمر والخنزير، ويلبس الحرير، ويستعمل أنية الذهب والفضة، ولكن لا يجهر به كل الإجهار، وبدؤا بالاستهتار في أيام عثمان إلى أن آل أمرهم بعد وفاة أمير المؤمنين بنكاح أمهات الأولاد وما هو أعظم منه ! ! ! كما ذكره في ترجمة حنظلة ابن غسيل الملائكة من تاريخ دمشق وغيره.
[582]
ظلمهم [ونبا به سوء رعيهم (6) وحتى يقوم الباكيان يبكيان: باك يبكي لدينه وباك يبكي لدنياه] وحتى يكون أحدكم تابعا لهم (7) وحتى يكون نصرة أحدكم منهم كنصرة العبد من سيده إذا شهد أطاعه وإذا غاب عنه سبه (8) وحتى يكون أعظمكم فيها عناء أحسنكم بالله ظنا ! ! ! فإن أتاكم الله بعافية فأقبلوا، وإن ابتليتم فاصبروا فإن العاقبة للمتقين.
الحديث: (36) من ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من كتاب المعجم الكبير، ج 1، ص 125، ورواه عنه في الحديث: (171) من ترجمته عليه السلام من تاريخ دمشق ج 13، ص 52 وكذلك رواه في مجمع الزوائد: ج 9 ص 191، قال ورجاله ثقات.
وقريبا منه جدا رواه في الحديث: (100) من كتاب الغارات: ج 1، ص 100، ورواه أيضا في الحبار: ج 8 ص 681 في السطر 4 نقلا عن الغارات وكذلك رواه في الإمامة والسياسة ص 153، ورواه أيضا في ترجمة المسيب من تاريخ دمشق: ج 55 ص 785.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(6) بيت مدر: ما بني من طوب وحجر.
وبيت الوبر: ما انسجم من صوف وشعر، وهو الخيام.
و (نبابه سوء رعيهم) أي ارتفع به وتسيطر عليه.
وكأن اللفظ مخفف عن (نبأ) مهموزا.
(7) جملة: (وحتى يكون أحدكم تابعا لهم) غير موجودة في النهج.
(8) ومثله في رواية الثقفي في الغارات، وفي النهج: (وإذا غاب اغتابه).
[583]
- 322 - ومن خطبة له عليه السلام لما بلغه إرسال معاوية يزيد بن الشجرة الرهاوي بجيش عظيم إلى الحجاز قال البلاذري: حدثني عباس بن هشام الكلبي [عن أبيه] عن أبي مخنف في إسناده قال: لما بلغ عليا توجيه معاوية يزيد بن شجرة، دعا معقل ابن قيس الرياحي فقال [له]: إني أريد أن أرسلك إلى مكة لترد عنها قوما من أهل الشام قد وجه إليها.
فقال [معقل يا أمير المؤمنين]: أنا [لهم فوجهني إليها].
فاستنفر علي الناس معه فخطب وقال: الحمد لله الذي لا يعز من غالبه، ولا يفلح من كايده، إنه بلغني أن خيلا وجهت نحو مكة فيها رجل قد سمى لي فانتدبوا إليها رحمكم الله مع معقل ابن قيس، واحتسبوا في جهادكم والانتداب معه أعظم الأجر وصالح الذخر.
فسكتوا ! ! ! فقام معقل فقال: أيها الناس انتدبوا فإنما هي أيام قلائل حتى ترجعوا إن شاء الله، فإني أرجو أن لو سمعوا بنفيركم إليهم تفرقوا
[584]
تفرق معزى الغزر (1) فو الله إن الجهاد في سبيل الله خير من المقام تحت سقوف البيوت، والتضجيع خلف أعجاز النساء ! ! ! الحديث (503) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من أنساب الأشراف ج 1، ص 424 وفي ط 1، ج 2 ص 463 وأشار أيضا إلى القصة في ترجمة قثم بن العباس من الكتاب: ج 1 / الورق 277 / أو ص 557 وذكر أيضا خطبته في أهل مكة حينما سمع بتوجه ابن الشجرة إلى عمله ومحل إمارته.
وكلامه مع أبي سعيد الخدري رحمه الله.
ورواها أيضا أحمد بن أعثم الكوفي في كتاب الفتوح: ج 4 ص 41 ولكنها تغاير مع ما هنا، وتزيد عليه، ولعله عليه السلام كرر الخطبة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في النسخة.
لعله بمعنى القطيع من المعز، من قولهم: عزر الشئ: كثر.
[585]
- 323 -
ومن كلام له عليه السلام في الإخبار عن تغلب بني أمية وأهل الشام بعده على أهل الكوفة واستذلالهم إياهم ما أرى هؤلاء القوم إلا ظاهرين عليكم!!!
أرى أمورهم قد علت، وأرى نيرانكم قد خبت (1) وأراهم جادين، وأراكم وانين، وأراهم مجتمعين وأراكم متفرقين، وأراهم لصاحبهم طائعين، وأراكم لي عاصين ! ! ! وأيم الله لئن ظهروا عليكم لتجدنهم أرباب سوء من بعدي، كأني أنظر إليهم قد شاركوكم في بلادكم، وحملوا إلى بلادهم فيئكم، وكأني أنظر إليكم يكش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نيران جمع نار.
و (خبت): خمدت وطفئت، والفعل من باب (دعا).
[586]
بعضكم على بعض كشيش الضباب ! ! ! (2) لا تمنعون حقا ولا تمنعون لله حرمة ! ! ! (3) وكأني أنظر إليهم يقتلون قرائكم وكأني بهم يحرمونكم ويحجبونكم ويدنون أهل الشام دونكم فإذا رأيتم الحرمان والأثرة (4) ووقع السيف تندمتم وتحزنتم على تفريطكم في جهادكم وتذكرتم ما فيه من الحفظ حين لا ينفعكم التذكار ! ! ! الحديث (150) كتاب الغارات ج 1، ص 110، والفصل (42) مما اختار من كلمه عليه السلام من كتاب الإرشاد، ص 146، ونقله عنهما في البحار: ج 8، ص 682 س 17 وص 701 س 12، وهذا الكلام يشترك مع المختار (24 و 97 و 123) من خطب نهج البلاغة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) قال في مادة: (كشش) من النهاية: ومنه حديث علي: (كأني أنظر إليكم تكشون كشيش الضباب).
ويكش - من باب فر -: يصوت ويصيح.
والضباب - بكسر الضاد -: جمع الضب حيوان معروف يقال له بالفارسية: (سوسمار).
(3) وفي المختار: (123) من نهج البلاغة: (وكأني أنظر إليكم تكشون كشيش الضباب لا تأخذون حقا ولا تمنعون ضيما).
(4) الحرمان: المنع.
و (الأثرة) - كشجرة -: الاستبداد بالشئ وتخصيصه بالنفس ومنع الغير منه.
[587]
- 324 - ومن خطبة له عليه السلام في ذم أهل الكوفة وتوبيخهم إبراهيم بن محمد الثقفي رحمه الله عن إسماعيل بن أبان الأزدي، عن عمرو ابن شمر، عن جابر، عن رفيع بن فرقد البجلي قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: ألا ترون يا معاشر أهل الكوفة ؟ (1) والله لقد ضربتكم بالدرة التي أعظ بها السفهاء فما أراكم تنتهون، ولقد ضربتكم بالسياط التي أقيم بها الحدود فما أراكم ترعوون (2) فما بقي إلا [أن أضربكم] بسيفي (3)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وفي رواية ابن أبي الحديد: (يا أهل الكوفة لقد ضربتكم...).
(2) أي تكفون عن سوء فعالكم.
(3) وفي رواية ابن أبي الحديد: (فلم يبق إلا أن أضربكم بسيفي (3).
[588]
وإني لأعلم الذي يقومكم بإذن الله، ولكني لا أحب أن آتي ذلك منكم (4).
والعجب منكم ومن أهل الشام ؟ (5) إن أميرهم يعصي الله وهم يطيعونه، وإن أميركم يطيع الله وأنتم تعصونه ! ! ! إن قلت لكم: انفروا إلى عدوكم [في أيام الصيف قلتم: هذه حمارة القيظ أمهلنا يسبخ عنا الحر، وإذا قلت لكم: انفروا إليهم في الشتاء] (6) قلتم: القر يمنعنا.
أفترون [أن] عدوكم لا يجدون [الحر] والقر كما تجدونه ؟ ! ! ولكنكم أشبهتم قوما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: انفروا في سبيل الله.
فقال [لهم] كبراؤهم: لا تنفروا في
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(4) وفي رواية ابن أبي الحديد: (وإني لأعلم ما يقومكم ولكني لا أحب أن ألي ذلك منكم).
(5) وفي رواية ابن أبي الحديد: (واعجبا لكم ولأهل الشام ؟ أميرهم يعصي الله وهم يطيعونه ! وأميركم يطيع الله)... (6) ما بين المعقوفات أخذناه من المختار (27) من نهج البلاغة.
[589]
الحر.
فقال الله لنبية: (قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون) [81 / التوبة].
والله لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني، ولو صببت الدنيا بحذافيرها على الكافر ما أحبني ! ! ! وذلك إنه قضى ما قضى [ظ] على لسان النبي الأمي: أنه لا يبغضك مؤمن ولا يحبك كافر (7) وقد خاب من حمل ظلما وافترى.
يا معاشر أهل الكوفة والله لتصبرن على قتال عدوكم أو ليسلطن الله عليكم قوما أنتم أولى بالحق منهم فليعذبنكم (8) أفمن قتلة بالسيف تحيدون إلى موتة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(7) وهذا المضمون مما تواتر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فانظر الحديث: (674 - 736) مما حققناه من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 38 ص 131، وفي المطبوع: ج 2 ص 190.
(8) وبعده في الأصل هكذا: (وليعذبنهم الله بأيديكم أو بما شاء من عنده).
والظاهر أنه سهو من الكاتب إذ لا يلائم الغرض المسوق له الكلام.
[590]
على الفراش ؟ ! ! فأشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله [يقول: والله] لموتة على الفراش أشد من ضربة ألف سيف ! ! ! (9) أخبرني به جبرئيل.
فهذا جبرئيل يخبر رسول الله صلى الله عليه وآله بما تسمعون.
الحديث: (101) من كتاب الغارات ج 1، ص 110، ورواه عنه في البحار: ج 8 ص 679 في السطر 20، وقريب منه جدا في شرح المختار: (34) من نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 2 ص 195.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(9) وهذا المعنى من غير رفع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تقدم في المختار: (91 و 93) ص 296 و 301 من ج 1، ط 1.
[591]
- 325 -
ومن كلام له عليه السلام في بيان ظهور بني أمية على المؤمنين واستعمال اليهود والنصارى عليهم ونفي المؤمنين إلى الأطراف ثم ظهور رجل من أهل البيت يملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا
قال الدولابي: حدثنا أحمد بن شيبان الرملي، قال: حدثني محمد بن حبيب الجدي بجدة، عن خالد أبي الهيثم الطحان، قال: حدثنا مطرف، عن ابن السقر [كذا] عن شيخ من النخع قال: سمعت عليا يقول - وهو على المنبر -: إني أرى أهل الشام على باطلهم أشد اجتماعا منكم على حقكم، ووالله لتطؤن هكذا وهكذا ! ! ! [قال] ثم ضرب [عليه السلام] برجله على المنبر حتى سمع صوته [من في] آخر المسجد (1) [ثم قال]:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هذا هو الظاهر، وفي النسخة: (ثم يضرب برجله على المنبر حتى يسمع صوته آخر المسجد...).
[592]
ثم ليستعملن عليكم اليهود والنصارى حتى تنفوا - يعني إلى أطراف الأرض (2) - ثم لا يرغم الله إلا بآنافكم!!! ثم والله ليبعثن الله رجلا منا أهل البيت يملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا.
عنوان: (من كنية أبو الهيثم) من كتاب الكنى والأسماء: ج 2 ص 157.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) التفسير من كلام الراوي. وروي في كتاب منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: ج 2 ص 150، ط 1، نقلا عن ابن أبي شيبة، عن شمر، عن رجل قال: كنت عريفا في زمن علي فأمرنا بأمر فقال: أفعلتم ما أمرتكم [به] ؟ قلنا: لا. قال: والله لتفعلن ما تؤمرون به أو لتركبن أعناقكم اليهود والنصارى.
[593]
- 326 -
ومن كلام له عليه السلام في إقبال الفتن المطبقة على الناس وصعوبة التخلص منها، وفي أن الأرض لا تخلوا من الحجة ساعة واحدة ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة
إبراهيم بن محمد النعماني رحمه الله عن محمد بن همام، ومحمد بن الحسين [الحسن (خ)] بن محمد بن جمهور جميعا، عن الحسن بن محمد بن جمهور، قال: حدثنا أبي، عن بعض رجاله عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله [الإمام جعفر بن محمد] عليه السلام: إن أمير المؤمنين عليه السلام قال على منبر الكوفة: إن من ورائكم فتنا مظلمة عمياء منكسفة (1) لا ينجو منها إلا النومة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) منكسفة أي محجوبة الأطراف مستورة الجوانب لا يرى الداخل فيها مساحتها:) وعمياء) أي لا يدري من بيدها زمامه إلى أين تجره.
و (مظلمة) يعني لا يبصر من وردها إلى أين يضع قدمه ففي كل خطوة يعرضه وجل السقوط في الخطر وخوف الهلاك والدمار.
(نهج السعادة ج 2) (م 38)
[594]
قيل: يا أمير المؤمنين: وما النومة ؟ قال: الذي يعرف الناس ولا يعرفونه.
واعلموا أن الأرض لا تخلوا من حجة لله عز وجل (2) ولكن الله سيعمي خلقه عنها بظلمهم وجورهم وإسرافهم على أنفسهم، ولو خلت الأرض ساعة واحدة من حجة الله لساخت بأهلها (3) ولكن الحجة يعرف الناس و [هم لا يعرفونه كما كان يوسف يعرف الناس وهم له] منكرون.
ثم تلا [عليه السلام قوله تعالى]: (يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤن) [30 ياسين: 36].
الحديث الثاني من الباب العاشر، من كتاب الغيبة - للنعماني - ص 70.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) ومن قوله: (واعلموا) إلى آخره كأنه من كلام الإمام الصادق عليه السلام.
(3) أي غرقت بأهلها وغارت معهم وانهدمت بهم.
والفعل من باب قال وباع.
[595]
- 327 - ومن خطبة له عليه السلام لما أخبر بتوجيه معاوية بسر بن أرطاة في جيش عظيم إلى الحجاز واليمن للتنكيل بمن في تلك البلاد من شيعته ومحبيه ! ! ! قال ابن عساكر، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن فهد الأزدي الموصلي القاضي: أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا بندار، أخبرنا أبو داود أخبرنا شعبة عن عمرو بن مرة [قال:] سمعت عبد الله بن الحارث يحدث عن زهير بن الأقمر (1) قال: خطبنا علي بن أبي طالب [عليه السلام] فقال:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ومثله في الحديث: (1342) من ترجمته عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 3 ص 265 ط 1، ورواه أيضا في البداية والنهاية: ج 7 ص 325 قال: وعن زهير بن الأرقم [كذا] قال: خطبنا علي يوم جمعة فقال: نبئت بسرا قد [أ] طلع اليمن... وساق الكلام إل أن قال: فما صلى الجمعة الأخرى حتى قتل رضي الله عنه وأرضاه.
[596]
ألا إن بسرا (2) قد طلع من قبل معاوية، ولا أرى هؤلاء القوم إلا سيظهرون عليكم باجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم، وبطاعتهم أميرهم ومعصيتكم أميركم، وبأدائهم الأمانة وبخيانتكم ! ! ! استعملت فلانا فغل وغدر وحمل المال إلى معاوية، واستعملت فلانا فخان وغدر وحمل المال إلى معاوية، حتى لو ائتمنت أحدهم على قدح خشيت على علاقته (3) ! ! ! اللهم إني أبغضتهم وأبغضوني فأرحهم مني وأرحني منهم (4).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) هذا هو الصواب وهنا في ترجمته عليه السلام من تاريخ دمشق تصحيف فاحش.
(3) العلاقة.
بكسر العين -: ما يعلق به القدح والقدر ونحوهما، وعلاقة السيف والسوط: حمالتهما.
(4) وأيضا قال ابن عساكر - بعد الفراغ مما ذكرناه عنه في المتن -: أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد بن صصرى التغلبي بدمشق، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمداني، أخبرنا أبو بكر الخليل ابن هبة الله بن الخليل، أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن القاسم بن درستويه، أخبرنا أحمد بن محمد بن اسماعيل أبو الدحداح، أخبرنا إبراهيم ابن يعقوب الجوزجاني، أخبرنا يحي بن بكير =
[597]
تاريخ دمشق: ج 5 ص 305 ط دمشق باب تمسك أهل الشام بالطاعة [لمن حاد الله ورسوله] واعتصامهم بلزوم السنة [الجاهلية] والجماعة [الباغية على إمام زمانها] ! ! ! ورواه عنه في الحديث ما قبل الأخير، من باب فضائل علي عليه السلام تحت الرقم: (504) من كتاب الفضائل من كنز العمال: ج 15، ص 176، ط 2، ولكن اقتصر على الرواية الأولى مرسلة، ولم يذكر الثانية المذكورة هنا في الهامش.
وقريبا منها ذكره بسند آخر تحت الرقم (1342) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ الشام، وقد جهزناه للنرش بحمد الله تعالى وقد تم طبع المجلد الثاني والثالث منها في يوم الغدير أو بعيده من سنة 1395 الهجرية، وأما المجلد الأول منها فحال بينه وبين إتمام طبعه الحوادث المؤلمة في بيروت (5).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= عن الليث قال: بلغني أن عليا قال: يا أهل العراق، وددت أني أبيع عشرة منكم برجل من أهل الشام تصرف الدراهم عشرة بدينار.
فقيل له: نحن وأنت كما قال الأعشى [أي أعشى قيس كما في ديوانه ص 13].
علقتها عرضا وعلقت رجلا * غيري، وعلق أخرى غيرها الرجل علقناك، وعلقت أهل الشام، وعلق أهل الشام معاوية.
(5) وقد طبع في غيابي في أثناء الحوادث ببيروت ولكنه مشحون بالأغلاط والتقديم والتأخير، ومسودتي أيضا مفقودة.
[598]
- 328 - ومن خطبة له عليه السلام في استنفار الناس إلى الجهاد والدفاع عن حوزتهم لما بلغه أن معاوية بعث بسر بن أرطاة لقمع شيعته واستيصالهم في احجاز واليمن قال إبراهيم بن محمد الثقفي رحمه الله: ومن حديث الكوفيين عن نمير ابن وعلة، عن أبي الوداك، قال: قدم زرارة بن قيس (1) فخبر عليا [أمير المؤمنين عليه السلام] بالقدمة التي خرج فيها بسر، فصعد [أمير المؤمنين] المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد أيها الناس فإن أول فرقتكم وبدأ نقصكم (2) ذهاب أولي النهى وأهل الرأي منكم الذين [كانوا]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) والرجل كان عينا له عليه السلام بالشام، وله ترجمة في تاريخ دمشق.
(2) هذا هو الظاهر الموافق لما في كتاب الإرشاد وفي النسخة (إن أول)...
[599]
يلقنون فيصدقون (2) ويقولون فيعدلون، ويدعون فيجيبون، وأنا والله قد دعوتكم عودا وبدأ (4) وسرا وجهرا، وفي الليل والنهار والغدو والآصال، فما يزيدكم دعائي إلا فرارا وإدبارا ! ! ! أما تنفعكم العظة والدعاء إلى الهدى والحكمة ؟ وإني لعالم بما يصلحكم ويقيم أودكم، ولكني والله لا أصلحكم بفساد نفسي (5) ! ! ! ولكن أمهلوني قليلا فكأنكم والله بامرء قد جاءكم يحرمكم ويعذبكم فيعذبه الله كما يعذبكم (6).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(3) هذا هو الظاهر، يقال: لقنه الكلام تلقينا: فهمه طياه مشافهة.
وفي الأصل: (يلقون).
يقال: (لقى إليه الشئ تلقية): طرحه.
وتلقى الشئ منه: تلقنه أي أخذ منه مشافهة وفهمه.
(4) وفي الإرشاد: (وإني والله...).
وهو أظهر.
(5) الأود: الإعوجاج.
ومراده عليه السلام من فساد نفسه لأجل إصلاحهم: هو التعدي من الضرب بالسوط إلى القتل والتنكيل، وقطع الأيدي والأرجل كما هو شأن أهل الدنيا والذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر، فإن هذا يوجب فساد نفس فاعله، إذ التجاوز في الحد والتقصير في إقامته سيان عند الله، ومتعاطيه من الخاسرين عند الله تعالى.
(6) والظاهر من القرائن الخارجية أن مراده عليه السلام من هذا هو زياد بن أبيه أو ابنه أو الحجاج بن يوسف أو يوسف بن عمر، كما صرح عليه السلام باسم الأخيرين في بعض كلمه، وإن احتمل إرادة معاوية، أو مغيرة بن شعبة أيضا.
[600]
إن من ذل المسلمين وهلاك الدين أن ابن أبي سفيان يدعو الأراذل والأشرار فيجاب، و [أنا] أدعوكم وأنتم الأفضلون والأخيار، فتراوغون وتدافعون ! ! ! ما هذا بفعل المتقين (7).
إن بسر بن أبي أرطاة وجه إلى الحجاز، وما بسر - لعنه الله - لينتدب إليه منكم عصابة فإنما خرج في ستمأة أو يزيدون (8).
فسكت القوم مليا (9) لا ينطقون ! ! ! فقال [عليه السلام]: ما لكم مخرسون لا تكلمون ؟ فقام أبو بردة ابن عوف الأزدي فقال: إن سرت يا أمير المؤمنين سرنا معك.
فقال [عليه السلام]:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(7) ورواها إلى قوله: (وتدافعون) في الحديث: (496) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من أنساب الأشراف: ج 1، ص 423، وفي ط 1: ج 2 ص 458،، قال: حدثني عباس بن هشام الكلبي، عن أبيه، عن أبي مخنف في إسناده: ان عليا لما بلغه خبر بسر بن أبي أرطاة وتوجيه معاوية إياه، صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإني دعوتكم عودا... (8) كذا.
(9) أي سكوتا طويلا أو مدة مديدة.
[601]
أللهم ما لكم ما سددتم لمقال الرشد (10) [ولا هديتم لقصد ؟] [أ] في مثل هذا ينبغي لي أن أخرج ؟ إنما يخرج في مثل هذا رجل ممن ترضون من فرسانكم وشجعانكم، ولا ينبغي لي أن أدع الجند والمصر وبيت المال وجباية الأرض والقضاء بين المسلمين والنظر في حقوق الناس ثم أخرج في كتيبة أتبع أخرى (11) في فلوات وشغف الجبال ! ! ! هذا والله الرأي السوء.
والله لولا رجائي الشهادة عند لقائهم - لو قد حم لي لقاؤهم - لقربت ركابي (12) ثم لشخصت عنكم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(10) ما بين المعقوفين مأخوذ من المختار: (115) من نهج البلاغة، وفيه: (ما بالكم لا سددتم لرشد...).
(11) وفي النهج: (والنظر في حقوق المطالبين، ثم أخرج في كتيبة أتبع أخرى أتقلقل تقلقل القدح في الجفير الفارغ، وإنما أنا قطب الرحى تدور علي وأنا بمكاني فإذا فارقته استحار مدارها واضطرب ثفالها، هذا لعمر الله الراي السوء).
(12) لو قد حم لي أي لو قدر لي.
والركاب: الإبل التي يحمل عليها ويسار بها.
وقيل: الركاب: مطلق المطي والدواب التي يحمل عليها ويركب وواحدتها راحلة من غير لفظها.
[602]
فلا أطلبكم ما اختلف جنوب وشمال (13) فو الله إن فراقكم لراحة للنفس والبدن ! ! ! فقام إليه جارية بن قدامة السعدي رحمه الله، فقال: يا أمير المؤمنين لا أعدمنا الله نفسك ولا أرانا الله فراقك، أنا لهؤلاء فسرحني إليهم.
قال: فتجهز فإنك ما علمت ميمون النقيبة (14).
وقام إليه وهب بن مسعود الخثعمي، فقال: أنا أنتدب إليهم يا أمير المؤمنين.
قال: فانتدب بارك الله فيك.
فنزل [عليه السلام، عن المنبر] ودعا جارية، فأمره أن يسير إلى البصرة فيخرج منها في ألفين، وندب مع الخثعمي من الكوفة ألفين [و] قال لهما: أخرجا في طلب بسر، حتى تلحقاه، وأينما لحقتماه فناجزاه فإذا التقيتما فجارية على الناس.
فخرجا في طلب بسر، والتقيا بأرض الحجاز، فذهبا في طلبه.
[قال الثقفي:] وعن عبد الرحمن بن عبيد: أن جارية أغذ السير (15)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(13) وبعده في النهج هكذا: (انه لا غناء في كثرة عددكم مع قلة اجتماع قلوبكم.
لقد حملتكم على الطريق الواضح التي لا يهلك عليها إلا هالك، من استقام فإلى الجنة، ومن زل فإلى النار).
(14) قال الجوهري: ميمون النقيبة: مبارك النفس.
وقال تغلب: مبارك المشورة.
وقال ابن السكيت: ميمون الأمر فيما يحاول.
(15) يقال: (أغذ السير، وفي السير إغذاذا): أسرع فيه.
[603]
في طلب بسر، لا يلتفت إلى مدينة مر بها، ولا أهل حصن حتى انتهى إلى بلاد اليمن، فهربت شيعة عثمان فلحقوا بالجبال، واتبعه عند ذلك شيعة علي وتداعت عليهم من كل جانب وأصابوا منهم، وخرج جارية في أثر القوم، وترك المدائن أن يدخلها ومضى نحوب سر، فمضى بسر من حضرموت [حين بلغه أن الجيش أقبل إليه] وأخذ طريقا على الجوف وترك الطريق الذي أقبل منه، [و] بلغ ذلك جارية فاتبعه حتى أخرجه من اليمن كلها وواقعه في أرض الحجاز (16) فلما فعل ذلك به أقام بحرس نحوا من شهر حتى استراح وأراح أصحابه، وسأل عن بسر، فقيل: إنه بمكة.
فسار نحوه، وخرج منها بسر يمضي قبل اليمامة، ووثب الناس ببسر حين انصرف، لسوء سيرته، واجتنبوه بمياه الطريق وفروا عنه لغشمه وظلمه، فأخذ طريق السماوة [كذا] حتى أتى الشام وأقبل جارية حتى دخل مكة، فقام على منبرها وقال: بايعتم معاوية ؟ قالوا: أكرهنا على ذلك.
[فأخذ منهم البيعة للحسن عليه السلام ثم ذهب إلى المدينة ثم إلى الكوفة].
الحديث: (101) من كتاب الغارات ج 1، ص 100، ورواه عنه في البحار: ج 8 ص 671 / السطر 11، وص 701 في السطر 5، وقريب منه - عدا الذيل - في الفصل (40) مما نقل من كلامه عليه السلام في كتاب الإرشاد، ص 145، وكذلك في تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 173، وذيل الكلام رواه السيد الرضي رحمه الله في المختار (115) من خطب نهج البلاغة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(16) كذا في الأصل.
[604]
- 329 - ومن خطبة له عليه السلام لما قدم عليه عاملاه على صنعاء والجند: عبيد الله بن العباس، وسعيد بن نمران، وقد هربا من بسر، لما دخل صنعاء للقضاء عليهما وعلى غيرهما من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام الثقفي رحمه الله، عن القاسم بن الوليد: أن عبيد الله بن العباس وسعيد ابن نمران، قدما على علي عليه السلام، وكان عبيد الله عاملا على صنعاء، وسعيد عامله على الجند، خرجا هاربين من بسر، وأصاب [المذول] ابني عبيد الله لم يدركا فقتلهما.
وكان أمير المؤمنين [عليه السلام] يجلس كل يوم في موضع من المسجد الأعظم، يسبح به بعد الغداة إلى طلوع الشمس، فلما طلعت نهض إلى المنبر، فضرب بإصبعه على راحته وهو يقول: ما هي إلا الكوفة أقبضها وأبسطها (1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وفي المختار: (24) من نهج البلاغة: فقام عليه السلام على المنبر ضجرا بتثاقل أصحابه عن الجهاد ومخالفتهم له في الرأي فقال: ما هي إلا الكوفة...
[605]
[وتمثل بقول الشاعر]: لعمر أبيك الخير يا عمر إنني * على وضر من ذا الإناء قليل (2) قال الثقفي: ومن حديث بعضهم أنه قال [عليه السلام]: إن لم تكوني إلا أنت تهب أعاصيرك (3) فقبحك الله.
ثم قال: [عليه السلام]: أيها الناس ألا إن بسرا قد أطلع اليمن (4) هذا عبيد الله بن العباس وسعيد بن نمران قدما علي هاربين، ولا أرى هؤلاء [القوم] إلا ظاهرين عليكم، لاجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم، وطاعتهم لإمامهم، ومعصيتكم لإمامكم، وأدائهم الأمانة إلى صاحبهم، وخيانتكم إياي ! ! ! وليت فلانا فخان وغدر واحتمل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) الوضر: أثر الطعام في القصعة.
(3) تهب - من باب مد: تتهيج وترتفع.
والأعاصير: جمع الإعصار: الزوبعة وهي ريح تمتد من الأرض نحو السماء كالعمود، أو كل ريح فيها غبار.
(4) أي قد ظهر عليها ودخلها متغلبا.
[606]
فئ المسلمين إلى مكة (5) ووليت فلانا فخان وغدر وفعل مثلها (6) فصرت لا أئتمنكم على علاقة سوط ! ! ! (7).
إن ندبتكم إلى السير [إلى] عدوكم في الصيف قلتم أمهلنا ينسلخ الحر عنا، وإن ندبتكم في الشتاء قلتم أمهلنا ينسلخ القر عنا ! ! ! اللهم إني قد مللتهم وملوني، وسئمتهم وسئمنوني فأبدلني بهم من هو خير لي منهم، وأبدلهم بي من هو شر لهم مني، أللهم أمث قلوبهم ميث الملح في الماء (8).
الحديث: (10) من كتاب الغارات ج 1، ص 10، ورواه أيضا في بحار الأنوار: ج 8 ص 672 ط الكمباني نقلا عن كتاب الغارات، وقريب منه جدا في المختار: (25) من خطب نهج البلاغة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(5) والظاهر أنه إشارة إلى ما صنعه ابن عباس.
(6) لعله إشارة إلى قصة يزيد بن حجية قال في الحديث: 500) من ترجمة أمير المؤمنين من أنساب الأشراف: ج 2 ص 459 ط 1: وولى علي بن أبي طالب يزيد بن حجية الري ودستبي [وتستر (خ)] فكسر الخراج فبعث إليه فحبسه ثم خرج فلحق بمعاوية.
وذكره أيضا في ترجمته من تاريخ دمشق.
(7) أي حبله وما يعلق به.
(8) أي أذب قلوبهم كإذابة الملح، الماء، يقال: (ماث الشئ في الماء - من باب قال - موثا وموثانا): أذابه فيه.
[607]
- 330 -
ومن كلام له عليه السلام قاله على المنبر
قال ابن عساكر: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، أنبأنا أبو جعفر بن دحيم، أنبأنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، أبنأنا عبيد الله وأبو نعيم، وثابت بن محمد [كذا] عن فطر بن خليفة.
قال: وأنبأنا أحمد بن حازم، أنبأنا عبيد الله أنبأنا عبد العزيز بن سياه.
قالا جميعا: عن حبيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة الحماني، قال: سمعت عليا على المنبر وهو يقول: والله إنه لعهد النبي الأمي إلي أن الأمة ستغدر بك بعدي (1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وبعده هكذا: [قال ابن عساكر: هذا] لفظ حديث فطر، قال البخاري: ثعلبة بن يزيد الحماني فيه نظر، لا يتابع عليه في حديثه هذا.
[و] قال البيهقي: كذا قال البخاري، وقد رويناه بإسناد آخر، عن علي إن كان محفوظا.
[ثم قال]: =
[608]
الحديث: (1157) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 38 ص 73 وفي ط 1: ج 3 ص 116، ورواه بسندين آخرين في الفصل (47) من مختار كلامه عليه السلام في كتاب الإرشاد، ص 151، ط النجف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= أخبرنا أبو علي الروذباري، أنبأنا أبو محمد بن شوذب الواسطي بها، أنبأنا شعيب بن أيوب، أنبأنا عمرو بن عون، [ن هشيم، عن إسماعيل ابن سالم، عن أبي إدريس الأزدي عن علي [عليه السلام] قال: إن مما عهد إلي رسولا لله صلى الله عليه وسلم: أن الأمة ستغدر بك بعدي.
قال البيهقي: فإن صح هذا، فيحتمل أن يكون المراد به - والله أعلم - في الخروج من خرج عليه في إمارته ثم في قتله.
[609]
- 331 -
ومن كلام له عليه السلام بيّن فيه علل اختلاف الناس في الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وانه لا يجوز أخذ الرواية من كل أحد، وأن من يصح الأخذ عنه لا بد من التثبت في روايته (1) قال سبط ابن الجوزي: [أخبرنا عبد الوهاب بن علي الصوفي أخبرنا، علي بن محمد بن عمرو، أخبرنا رزق الله بن عبد الوهاب، أخبرنا أحمد ابن علي بن الباد، أحبرنا حبيب بن الحسن القزاز، أخبرنا موسى ابن إسحاق الأنصاري، حدثنا ضرار بن صرد، حدثنا عاصم بن حميد، حدثنا أبو حمزة الثمالي (2) قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد]: عن الشعبي (3) قال: حدثني من سمع عليا عليه السلام وقد سئل عن اختلاف الناس في الحديث فقال:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وهذا المعنى أمر جلي لمن مارس موارد قليلة مما اختلف فيه أهل المذاهب، أو المغايرون من حيث المرام والأذواق ولو ملة واحدة .
(2) هذه القطعة من السند التي وضعناها بين المعقوفين ذكرها سبط ابن الجوزي قبل حديثنا هذا، بثلاثة أحاديث، ثم قال: (وبه قال الشعبي: حدثني من سمع عليا...).
(3) جملتا: (قال حدثنا إبراهيم بن سعيد) ذكرها بحديثين قبل = نهج السعادة ج 2) م (39)
[610]
الناس أربعة (4): [رجل] منافق مظهر للإيمان وقلبه يأبى الإيمان ومضيع للإسلام، لا يتأثم ولا يتحرج [أن] يكذب على رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم] (5) متعمدا، فلو علم الناس حاله لما
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الحديث الذي نحن الآن في مقام ذكره، ثم قال: (وبه قال الشعبي حدثني...).
وبما ذكرناه ظهر أن قوله: (عن الشعبي) ليس بصريح لفظه بل معناه، وإنما عدلنا من ذكر صريح اللفظ إلى ذكر معناه لأجل انتظام الكلام على الوجه التام.
وليعلم أن للحديث صدرا لطيفا قد سقط من رواية الشعبي - أو أسقط منه - فإن قدمت ما يذكره بعد ذلك - برواية الكميل - ووصلته بصدر رواية الشعبي فقد ظفرت بصدر الكلام كملا.
(4) أي نقلة الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أربعة طبقات ليس لهم خامسة.
وليعلم أن للحديث - أي كلام أمير المؤمنين عليه السلام هذا - طرقا وألفاظ مونقة، فليت صاحب التذكرة ذكره عن طريقه الثاني - المنتهى إلى كميل - ولم يذهب بهاء هذه الخصيصة العلوية بتلجلج الشعبي وتمجمجه المستندين إلى شغل فكره بأهواء الأموية، وإمساك فمه عل ماء المروانية.
(5) هذا هو الظاهر الموافق لرواية الصدوق رحمه الله، وفي النسخة: (كذب على رسول الله (ص) متعمدا).
[611]
أخذوا عنه، ولكنهم قالوا: صاحب رسول الله فأخذوا بقوله، وقد أخبر الله عن المنافقين بما أخبر، ووصفهم بما وصف (6).
ثم إنهم عاشوا بعده فتقربوا إلى أئمة الضلالة، والدعاة إلى النار بالزور والبهتان (7) فولوهم الأعمال، وجعلوهم على رقاب الناس فأكلوا بهم الدنيا، وإنما الناس تبع للملوك [والدنيا] إلا من عصمه الله عز وجل ! ! ! (8).
ورجل سمع رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم] يقول قولا، أو رآه يفعل فعلا، ثم غاب عنه ونسخ ذلك القول [أ] والفعل ولم يعلم فلو علم أنه نسخ ما حدث به، ولو علم الناس أنه نسخ لما نقلوا عنه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(6) كما في قوله تعالى في الآية الثالثة من سورة (المنافقون): (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولون تسمع لقولهم).
إلى غيرها من الآيات.
(7) وهذا المقام حري بالتأمل والتدقيق كما هو حقه.
(8) وفي رواية الصدوق والسيد الرضي: (وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصم الله، فهذا أحد الأربعة).
[612]
ورجل [ثالث] سمع رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم] يقول قولا فوهم فيه (9) فلو علم أنه وهم فيه لما حدث عنه ولا عمل به.
ورجل [رابع] لم يكذب [ولم يهم] (10) ولم يغب، حدث بما سمع، وعمل به (11).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(9) أي أخطأ فيه وسها، والفعل من باب (وجل).
وقيل: إنه من باب (وعد).
(10) ما بين المعقوفين قد سقط من النسخة، ولا بد منه، وفي نهج البلاغة: (وآخر رابع لم يكذب على الله ولا على رسوله، مبغض للكذب خوفا من الله وتعظيما لرسول الله صلى الله عليه وآله، ولم يهم، بل حفظ ما سمع على وجهه، فجاء به على ما سمعه لم يزد فيه ولم ينقص، فحفظ الناسخ فعمل به، وحفظ المنسوخ فجنب عنه، وعرف الخاص والعام، فوضع كل شئ موضعه، وعرف المتشابه ومحكمه).
(11) وبعده في تذكرة الخواص هكذا: (فأما الأول فلا اعتبار بروايته، ولا يحل الأخذ عنه، وأما الباقون فينزعون إلى غاية، ويرجعون إلى نهاية، ويستقون من قليب واحد، وكلامهم أشرق بنور النبوة ضياؤه، ومن الشجرة المباركة اقتبست ناره).
أقول: وهذا السياق مختص برواية صاحب التذكرة ومغاير لما في الطرق الأخر وقد وهم الراوي - أو الكاتب - ولم يتحفظ على كلام أمير المؤمنين قطعا، =
[613]
[قال سبط ابن الجوزي صاحب التذكرة:] وهذه رواية الشعبي.
وفي رواية كميل بن زياد عنه [عليه السلام] انه قال: إن في أيدي الناس حقا وباطلا، وصدقا وكذبا وناسخا ومنسوخا، وعاما وخاصا، ومحكما ومتشابها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= وذلك لأن السؤال وقع عمن يصح الأخذ منه من الرواة ومن لا يصح، فكيف يجاب عن هذا السؤال بأن الكاذب على رسول الله لا يجوز الأخذ منه، وأما من حفظ عن رسول الله الحديث المتضمن للحكم المنسوخ - مع عدم علم الراوي بنسخه - وكذا من حفظ عن رسول الله حديثا فوهم فيه وتخيل أن المأمور به منهى عنه أو عكسه أو زاد في الحديث ما ليس منه أو نقص منه، وكذا من تحفظ على الحكم كما وكيفا، يصح الأخذ منهم لأن كلامهم يستقي من قليب واحد، وضياؤه من نور النبوة.
سبحان الله كيف يمكن أن يقول عاقل: بأن من وهم في الحكم مثل من ضبطه كلامهما من قليب واحد ! ! ! وكيف يمكن أن يقال بأن الحكم المنسوخ - الذي نفد ضياؤه بانتهاء مدته - مثل الحكم الثابت الذي له ضياء دائم وشعشعة أبدية، يجوز الأخذ بهما لأن ضياءهما من نور النبوة ! ! ! وأين الضياء للحكم المنسوخ الذي انطفأ ضوؤه كي يقرن مع الحكم الدائم المستقر الضوء ؟ ! وما فائدة الأخذ بالحكم المنسوخ، والحكم الذي وهم فيه الراوي كي يعلل الأخذ بهما بهذا التعليل ؟ ويفرق بينهما وبين الحكم المكذوب على صاحب الشريعة مع أنهما في بعض مصاديقهما من أفراد الحكم المكذوب ! ! ! والظاهر ان البلاء من الشعبي أراد أن يروج بضاعة من تصدي للرواية في قبال باب مدينة علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ! ! !
[614]
وحفظا ووهما، وقد كذب على رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم] في عهده حتى قام خطيبا فقال: (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) (12) وإنما يأتيك بالحديث أربعة رجال ليس لهم خامس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(12) قال سبط ابن الجوزي - بعد إتمام الحديث -: وهذا الحديث وهو قوله: (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار).
قد رواه مأة وعشرون من الصحابة، ذكرتهم في كتابي المترجم بحق اليقين.
وأما طريق علي عليه السلام، فأخبرنا [به] غير واحد، عن عبد الأول الصوفي، أخبرنا ابن المظفر الداوودي، أخبرنا ابن أعين الرخسي، حدثنا الفربري [كذا] حدثنا البخاري، حدثنا علي بن الجعد، حدثنا شعبة، عن منصور، عن ربعي بن حراش قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: سمعت النبي (ص) يقول: (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار).
أخرجاه في الصحيحين، وأخرجه أحمد في (المسند) والجماعة كذا.
وقد اقتضى هذا الحديث ذكر مسانيده عليه السلام [وقد] أسند عن رسول الله صلى الله عليه الكثير، والذي أخرج له أحمد في مسنده مأتي حديث وعشرة أحاديث.
وقال ابن مندة: روى خمسمأة وسبعة وثلاثين حديثا.
وأخرج له في الصحيحين أربعة وأربعين حديثا اتفقا على عشرين، وانفرد البخاري بتسعة عشر، ومسلم بخمسة.
أقول: هذا جميع ما ذكروه في صحاحهم عن عالم الأمة وباب مدينة علم رسول الله ووارثه في العلم بإتفاق ! ! ! وهو المتفرد بأنه لم يكذب على رسول الله =
[615]
أواسط الباب السادس من كتاب تذكرة الخواص، ص 152، ط النجف، وللحديث مصادر جمة، وقد ذكره سليم بن قيس في كتابه ص 91 بألفاظ جيدة، وزيادات هامة، وقد رواه أيضا ثقة الإسلام الكليني رحمه الله في الحديث الاول من باب اختلاف الحديث - وهو الباب: (20) - من كتاب فضل العلم من أصول الكافي: ج 1، ص 62 عن علي بن إبراهيم ابن هاشم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ابراهيم بن عمر اليماني عن أبان بن ابي عياش، عن سليم بن قيس.
ورواه أيضا الصدوق رحمه الله في باب الحديثين المختلفين من كتاب اعتقاداته وكذلك في الحديث: (131) من باب الأربعة من كتاب الخصال ص 255، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم... وساق السند كما تقدم عن ثقة الإسلام الكليني غير انه زاد بعد إبراهيم ابن عمر اليماني قوله: (وعمر بن أذينة).
ورواه أيضا الطبري في كتاب المسترشد، ص 29 ط النجف، عن محمد ابن عبد الله بن مهران، عن حماد بن عيسى... ورواه أيضا النعماني في الحديث (10) من الباب الرابع من كتاب الغيبة ص 36 عن ابن عقدة، ومحمد بن همام، وعبد العزيز، وعبد الواحد ابنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= ولم يهم فيما سمعه منه، ولم يزد فيه ولم ينقص منه، وحفظ الناسخ فعمل به وحفظ المنسوخ فجنب عنه، وعرف الخاص والعام والمحكم والمتشابه فوضع كل شئ موضعه.
وعلى هذا فبقية رواياتهم التي لا تنتهي إليه عليه السلام إما داخلة في القسم الأول الذي ذكره عليه السلام ها هنا، أو في القسم الثاني أو الثالث، وعليك بالبحث والتنقيب كي تطلع على حقيقة الحال، وإن جل رواياتهم من أي قسم من الأقسام الثلاثة.
[616]
عبد الله، عن رجالهم عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أبان، عن سليم.
ورواه أيضا العلامة الكراجكي رحمه الله في كتاب الاستنصار، ص 10، عن أبي المرجا محمد بن عبد الله بن أبي طالب البلدي عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني...
ورواه أيضا أبو حيان التوحيدي في كتاب الإمتاع والمؤانسة: ج 3 ص 197، عن ابن رباط.
وببالي انه ذكره أيضا في الإمامة والسياسة: ج 1، ص 230.
ورواه أيضا في المختار: (22) من كلمه عليه السلام من كتاب تحف العقول ص 131، ط النجف.
ورواه أيضا في المختار: (207) من نهج البلاغة.