[139]
ومن دعاء له عليه السلام في شهر شعبان المعظم
برواية ابن خالويه (ره) (1) اللهم صل على محمد و [على] آل محمد (2)، [واسمع دعائي إذا دعوتك خ ل] واسمع ندائي إذا ناديتك، وأقبل علي إذا ناجيتك، فقد هربت إليك، ووقفت بين يديك مستكينا لك، متضرعا إليك راجيا لما لديك، تراني وتعلم ما في نفسي، وتخبر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قال النجاشي رضوان الله تعالى عليه في فهرسته ص 191 علي ابن محمد بن يوسف بن مهجور أبو الحسن الفارسي المعروف بابن خالويه.
شيخ من أصحابنا ثقة، سمع الحديث فأكثر، ابتعت أكثر كتبه، له كتاب عمل رجب وكتاب عمل شعبان وكتاب عمل شهر رمضان، أخبرنا عنه عدة من أصحابنا.
أقول - وفاقا للعلامة الرازي دام ظله في هامشه على كتاب الاقبال -: الظاهر أن راوي هذه المناجاة هو ابن خالويه هذا الذي ذكره النجاشي (ره) لا ابن خالويه الحسين بن محمد المكنى بأبي عبد الله كما اختاره السيد ابن طاوس (ره) في الاقبال تبعا لابن النجار في تذييله على تاريخ بغداد.
(2) كذا في البحار، وفي الاقبال: (اللهم صل على محمد وآل محمد) الخ (*).
[140]
حاجتي (3) وتعرف ضميري، ولا يخفى عليك أمر منقلبي ومثواي ما أريد أن أبدئ به من منطقي وأتفوه [وأتنوه خ ل] به من طلبتي، وأرجوه لعاقبتي (4) وقد جرت مقاديرك علي يا سيدي فيما يكون مني إلى آخر عمري من سريرتي وعلانيتي، وبيدك لا بيد غيرك زيادتي ونقصي ونفعي وضري.
إلهي إن حرمتني فمن ذا الذي يرزقني، وإن خذلتني فمن ذا الذي ينصرني.
إلهي أعوذ بك من غضبك وحلول سخطك.
إلهي إن كنت غير مستأهل لرحمتك فأنت أهل أن تجود علي بفضل سعتك.
إلهي كأني بنفسي واقفة بين يديك، وقد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(3) أقول: هذا هو الظاهر من السياق، المؤيد بعطف (تعلم) عليه، دون ما في بعض الكتب من ضبط الكلام هكذا: (راجيا لما لديك ثوابي) فانه غير مستقيم إلا بتكلف، وكذا عطف (تعلم) على هذا التقدير يحتاج إلى التكلف.
وأما نسخة البحار فهي غير مقرؤة - هنا - وأما ما في الاقبال فهكذا: (راجيا لما لديك ثوابي [تراني خ ل] وتعلم حاجتي) الخ.
قوله: (وتخبر حاجتي) - هو من باب نصر وشرف ومنع - أي تعلم حاجتي بكنهها وحقيقتها.
(4) كذا في الاقبال، وفي البحار: (وأرجوه لعاقبة أمري [لعاقبتي خ ل]) الخ (*).
[141]
أظلها حسن توكلي عليك، فقلت [ففعلت خ ل] ما أنت أهله وتغمدتني بعفوك.
إلهي فإن [ان خ ل] عفوت فمن أولى منك بذلك، وان كان قد دنا أجلي ولم يدنني [يدن خ ل] منك عملي فقد جعلت الإقرار بالذنب إليك وسيلتي (5).
إلهي قد جرت على نفسي في النظر لها فلها الويل إن لم تغفر لها (6).
إلهي لم يزل برك علي أيام حياتي، فلا تقطع برك عني في مماتي.
إلهي كيف آيس من حسن نظرك لي بعد مماتي وأنت لم تولني [لم تولني خ ل] إلا الجميل في حياتي (7).
إلهي تول من أمري ما أنت أهله وعد بفضلك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(5) وفي مناجاته عليه السلام برواية القضاعي: (إلهي إن كان دنا أجلي، ولم يقربني منك عملي، فقد جعلت الاعتراف بالذنب وسائل عللي، فان عفوت فمن أولى منك بذلك، وإن عذبت فمن أعدل منك في الحكم هنالك) الخ.
(6) هذا هو الظاهر، وفي المختار الحادي عشر والعشرين: (إلهي إني جرت على نفسي في النظر لها وبقي نظرك لها، فالويل لها إن لم تسلم به).
(7) ومثله في المختار (33)، وفي الصحيفة الثانية والمختار (11، و 20): (إلهي كيف أيأس من حسن نظرك لي من بعد مماتي، وأنت لم تولني إلا الجميل في أيام حياتي) وفي المختار (20): (وأنت لم تولني إلا الجميل أيام حياتي) (*).
[142]
على مذنب قد غمره جهله (8).
إلهي قد سترت علي ذنوبا في الدنيا وأنا أحوج إلى سترها علي منك في الأخرى.
إلهي قد أحسنت إلي إذ لم تظهرها لأحد من عبادك الصالحين، فلا تفضحني يوم القيامة على رؤوس الأشهاد.
إلهي جودك بسط أملي، وعفوك أفضل من عملي.
إلهي فسرني بلقائك يوم تقضي فيه بين عبادك.
إلهي اعتذاري إليك إعتذار من لم يستغن عن قبول عذره، فاقبل عذري (9) يا أكرم من اعتذر إليه المسيئون (10).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(8) هذا هو الصواب، وفي نسخة (وعد علي بفضلك على مذنب قد غمره جهله). وقريب منه في المختار (33).
(9) وفي هامش الاقبال بتصحيح العلامة الحاج اقا بزرك الطهراني الرازي دام ظله هكذا: (فاقبل عذري [يا كريم خ ل] يا أكرم) الخ.
(10) وفي المختار الحادي عشر والعشرين: (إلهي ليس اعتذاري إليك اعتذار من يستغنى عن قبول عذره، فاقبل عذري ياخير من اعتذر إليه المسيئون) (*).
[143]
إلهي لا ترد حاجتي، ولا تخيب طمعي، ولا تقطع منك رجائي وأملي.
إلهي لو أردت هواني لم تهدني، ولو أردت فضيحتي لم تعافني.
إلهي ما أظنك تردني في حاجة قد أفنيت عمري في طلبها منك.
إلهي فلك الحمد أبدا أبدا دائما سرمدا، يزيد ولا يبيد كما تحب وترضى.
إلهي إن أخذتني بجرمي أخذتك بعفوك، وإن أخذتني بذنوبي أخذتك بمغفرتك (11)، وإن أدخلتني النار أعلمت أهلها أني أحبك.
إلهي ان كان صغر في جنب طاعتك عملي فقد كبر في جنب رجائك أملي.
إلهي كيف أنقلب من عندك بالخيبة محروما وقد كان حسن ظني بجودك أن تقلبني بالنجاة مرحوما.
إلهي وقد أفنيت عمري في شرة السهو عنك، وأبليت شبابي في سكرة التباعد منك.
إلهي فلم أستيقظ أيام اغتراري بك وركوني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(11) وفي الاقبال: (بمعرفتك [بمغفرتك خ ل]) (*).
[144]
إلى سبيل سخطك (12).
إلهي وأنا عبدك وابن عبدك قائم بين يديك متوسل بكرمك إليك (13).
إلهي أنا عبد أتنصل إليك مما كنت أواجهك به من قلة استحيائي من نظرك، وأطلب العفو منك إذ العفو نعت لكرمك (14).
إلهي لم يكن لي حول فأنتقل به عن معصيتك إلا في وقت أيقظتني لمحبتك، وكما أردت أن أكون كنت، فشكرتك بادخالي في كرمك، ولتطهير قلبي من أوساخ الغفلة عنك.
إلهي أنظر إلي نظر من ناديته فأجابك، واستعملته بمعونتك فأطاعك، يا قريبا لا يبعد عن المغتر به، ويا جوادا لا يبخل عمن رجا ثوابه.
إلهي هب لي قلبا يدنيه منك شوقه، ولسانا يرفع إليك (15) صدقه، ونظرا يقربه منك حقه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(12) وفي نسخة البحار: (وتكوني [وركوبي خ ل] إلى سبيل سخطك).
(13) وفي نسخة البحار: (إلهي وأنا عبدك وابن عبديك) الخ.
(14) كذا في البحار ومتن الإقبال، وفي هامش المصحح من نسخة الإقبال للعلامة الرازي دام ظله: (إذ العفو نعت من كرمك خ ل).
(15) وفي هامش الإقبال بتصحيح العلامة الرازي: (ولسانا يرفعه خ ل) (*).
[145]
إلهي إن من تعرف بك غير مجهول، ومن لاذ بك غير مخذول ومن، أقبلت عليه غير مملوك [مملول خ ل].
إلهي إن من انتهج بك المستنير، وإن من اعتصم بك لمستجير، وقد لذت بك ياإلهي (16) فلا تخيب ظنى رحمتك ولا تحجبني عن رأفتك.
إلهي أقمني في أهل ولايتك مقام من رجا الزيادة من محبتك.
إلهي وألهمني ولها بذكرك إلى ذكرك، وهمتي في روح (17) نجاح أسمائك ومحل قدسك.
إلهي بك عليك إلا ألحقتني بمحل أهل طاعتك والمثوى الصالح من مرضاتك، فاني لا أقدر لنفسي دفعا ولا أملك لها نفعا.
إلهي أنا عبدك الضعيف المذنب، ومملوكك المنيب [المعيب خ ل] فلا تجعلني ممن صرفت عنه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(16) يا سيدي - خ ل.
(17) وفي البحار: (وهمتي إلى روح نجاح أسمائك). وفي هامش الإقبال: (وهمني خ ل). والظاهر انه محرف وصوابه: (وهمي). وفي هامش المصحح للعلامة الرازي: (واجعل همتي إلى روح) الخ (*).
[146]
وجهك، وحجبه سهوه عن عفوك.
إلهي هب لي كمال الإنقطاع إليك، وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك، حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور، فتصل إلى معدن العظمة، وتصير أرواحنا معلقة بعز قدسك.
إلهي واجعلني ممن ناديته فأجابك، ولاحظته فصعق لجلالك، فناجيته سرا وعمل لك جهرا.
إلهي لم أسلط على حسن ظني قنوط الإياس (18) ولا انقطع رجائي من جميل كرمك (19).
إلهي إن كانت الخطايا قد أسقطتني لديك، فاصفح عني بحسن توكلي عليك.
إلهي إن حطتني الذنوب من مكارم لطفك، فقد نبهني اليقين إلى كرم عطفك.
إلهي إن أنامتني الغفلة عن الإستعداد للقائك فقد نبهتني المعرفة بكرم آلائك.
إلهي إن دعاني إلى النار عظيم عقابك فقد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(18) الإياس - كالقياس -: القنوط وقطع الرجاء، يقال: أيس - إياسا منه: قنط وقطع الرجاء، فهو آئس، والفعل من باب علم.
(19) كذا في البحار والاقبال، وكتب العلامة الرازي دام ظله على هامش النسخة المصححة بيده الشريفة: (ولا أقطع رجائي خ ل) (*).
[147]
دعاني إلى الجنة جزيل ثوابك.
إلهي فلك أسأل، وإليك أبتهل وأرغب، وأسألك أتصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعلني ممن يديم ذكرك ولا ينقض عهدك، ولا يغفل عن شكرك، ولا يستخف بأمرك.
إلهي وألحقني بنور عزك الأبهج (20)، فأكون لك عارفا، وعن سواك منحرفا، ومنك خائفا مراقبا (21)، يا ذا الجلال والاكرام، وصلى الله على محمد رسوله وآله الطاهرين وسلم [تسليما كثيرا] (32).
الإقبال للسيد ابن طاوس (ره) ص 181، والبحار القسم الثاني من المجلد19 ص89 ط الكمباني نقلا عن الكتاب العتيق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(20) وفي البحار: (الهي وأتحفني بنور عزك الأبهج).
(21) وفي البحار: (ومنك خائفا مترقبا).
(22) بين القوسين غير موجودة في نسخة البحار (*).
[148]
ومن دعاء له عليه السلام علمه لكميل بن زياد النخعي رحمه الله
قال السيد ابن طاوس رفع الله مقامه: روينا باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي رضوان الله عليه، أنه روى أن كميل بن زياد (ره) رأى أمير المؤمنين عليه السلام ساجدا يدعو بهذا الدعاء ليلة النصف من شعبان.
ووجدت في رواية أخرى ما هذا لفظها: قال كميل بن زياد (ره) كنت جالسا مع مولاي أمير المؤمنين صلوات الله عليه في مسجد البصرة ومعه جماعة من أصحابه، فقال بعضهم: ما معنى قول الله عزوجل: (فيها يفرق كل أمر حكيم) ؟ قال عليه السلام: هي ليلة النصف من شعبان، والذي نفس علي بيده انه ما من عبد إلا وجميع ما يجري عليه من خير وشر مقسوم له في ليلة النصف من شعبان إلى آخر السنة، في مثل تلك الليلة المقبلة، وما من عبد يحييها ويدعو بدعاء الخضر عليه السلام إلا اجيب له، فلما انصرف طرقته ليلا، فقال عليه السلام: ما جاء بك يا كميل ؟ قلت: يا أمير المؤمنين دعاء الخضر عليه السلام.
فقال: اجلس يا كميل إذا حفظت هذا الدعاء فادع به كل ليلة جمعة، أو في
[149]
كل شهر مرة، أو في السنة مرة، أو في عمرك مرة تكف وتنصر وترزق، ولن تعدم المغفرة.
يا كميل أوجب لك طول الصحبة لنا أن نجود لك بما سألت، ثم قال اكتب: اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شئ، وبقوتك التي قهرت بها كل شئ، وخضع لها كل شئ، وذل لها كل شئ، وبجبروتك التي غلبت بها كل شئ، وبعزتك التي لا يقوم لها شئ، وبعظمتك التي ملأت كل شئ، وبسلطانك الذي علا كل شئ، وبوجهك الباقي بعد فناء كل شئ، وبأسمائك التي ملأت [غلبت خ ل] أركان كل شئ، وبعلمك الذي أحاط بكل شئ، وبنور وجهك الذي أضاء له كل شئ، يا نور يا قدوس يا أول الأولين ويا آخر الأخرين.
اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم (1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) روى الصدوق (ره) معنعنا في الحديث الأول من الباب 127، من معاني الأخبار 269، عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (الذنوب التي تغير النعم البغي، والذنوب التي تورث الندم القتل، والتي تنزل النقم الظلم، والتي تهتك العصم - وهي الستور - شرب الخمور، والتي تحبس الرزق الزنا، والتي تعجل الفناء قطيعة الرحم، والتي ترد الدعاء وتظلم الهواء، عقوق الوالدين) =
[150]
اللهم اغفر الذنوب التى تنزل النقم، اللهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= ورواه أيضا الشيخ الكلنى (ره) معنعنا في الباب 179، من اصول الكافي 2، 447.
وأيضا روى في كتاب الكافي معنعنا عن الامام الصادق عليه السلام قال: كان أبى عليه السلام يقول: نعوذ بالله من الذنوب التى تعجل الفناء، وتقرب الآجال، وتخلى الديار: وهى قطيعة الرحم، والعقوق، وترك البر.
وفى معاني الاخبار للشيخ الصدوق معنعنا عن أبى خالد الكابلي قال: سمعت زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام يقول: الذنوب التي تغير النعم: البغي على الناس، والزوال عن العادة في الخير، واصطناع المعروف، وكفران النعم، وترك الشكر، قال الله عزوجل: (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
والذنوب التي تورث الندم: قتل النفس التي حرم الله، قال الله تعالى: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله) وقال عزوجل في قصة قابيل حين قتل أخاه هابيل فعجز عن دفنه: (فسولت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من النادمين) وترك صلة القرابة حتى يستغنوا، وترك الصلاة يخرج وقتها، وترك الوصية، ورد المظالم، ومنع الزكاة حتى يحضر الموت وينغلق اللسان.
والذنوب التي تنزل النقم: عصيان العارف بالبغي، والتطاول على الناس، والاستهزاء بهم، والسخرية منهم.
والذنوب التي تدفع القسم: إظهار الافتقار، والنوم عن العتمة وعن *
[151]
اغفر لى الذنوب التى تغير النعم، اللهم اغفر لي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= صلاة الغداة، واستحقار النعم، وشكوى المعبود عزوجل.
والذنوب التي تهتك العصم: شرب الخمر، واللعب بالقمار، وتعاطي ما يضحك الناس من اللغو والمزاح، وذكر عيوب الناس، ومجالسة أهل الريب.
والذنوب التي تنزل البلاء: ترك اغاثة الملهوف، وترك معاونة المظلوم، وتضييع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والذنوب التي تديل الاعداء: المجاهرة بالظلم، واعلان الفجور، وإباحة المحظور، وعصيان الاخيار، والانطباع للأشرار.
والذنوب التي تعجل الفناء: قطيعة الرحم، واليمين الفاجرة، والاقوال الكاذبة، والزنا، وسد طرق المسلمين، وادعاء الامامة بغير حق.
والذنوب التي تقطع الرجاء: اليأس من روح الله، والقنوط من رحمة الله، والثقة بغير الله، والتكذيب بوعد الله عزوجل.
والذنوب التي تظلم الهواء: السحر، والكهانة، والايمان بالنجوم، والتكذيب بالقدر، وعقوق الوالدين.
والذنوب التي تكشف الغطاء: الاستدانة بغير نية الاداء، والاسراف في النفقة على الباطل، والبخل على الاهل والولد وذوي الارحام، وسؤ الخلق، وقلة الصبر، واستعمال الضجر والكسل، والاستهانة بأهل الدين.
والذنوب التي ترد الدعاء: سؤ النية، وخبث السريرة، والنفاق مع الاخوان، وترك التصديق بالاجابة، وتأخير الصلوات المفروضات حتى تذهب أوقاتها، وترك التقرب إلى الله عزوجل بالبر والصدقة، واستعمال البذاء =
[152]
الذنوب التي تحبس الدعاء، اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء، اللهم اغفر لي كل ذنب أذنبته وكل خطيئة أخطأتها.
اللهم إني أتقرب إليك بذكرك، وأستشفع بك إلى نفسك، وأسألك بجودك أن تدنيني من قربك وأن توزعني شكرك، وأن تلهمني ذكرك.
اللهم اني أسألك سؤال خاضع متذلل خاشع أن تسامحني وترحمني وتجعلني بقسمك راضيا وفي جميع الأحوال متواضعا.
اللهم وأسألك سؤال من اشتدت فاقته، وأنزل بك عند الشدائد حاجته، وعظم فيما عندك رغبته.
اللهم عظم سلطانك وعلا مكانك، وخفي مكرك، وظهر أمرك، وغلب قهرك وجرت قدرتك ولا يمكن الفرار من حكومتك.
اللهم لا أجد لذنوبي غافرا، ولا لقبائحي ساترا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= والفحش في القول. والذنوب التى تحبس غيث السماء: جور الحكام في القضاء، وشهادة الزور، وكتمان الشهادة، ومنع الزكاة والقرض والماعون، وقساوة القلب على أهل الفقر والفاقه، وظلم اليتيم والأرمله، وانتهار السائل ورده بالليل.
[153]
ولا لشئ من عملي القبح بالحسن مبدلا غيرك، لا إله إلا أنت، سبحانك وبحمدك، ظلمت نفسي وتجرأت بجهلي، وسكنت إلى قديم ذكرك لي، ومنك علي.
اللهم مولاي كم من قبيح سترته، وكم من فادح من البلاء أقلته، وكم من عثار وقيته، وكم من مكروه دفعته، وكم من ثناء جميل لست أهلا له نشرته.
اللهم عظم بلائي، وأفرط بي سؤ حالي، وقصرت بي أعمالي، وقعدت بي أغلالي، وحبسني عن نفعي بعد أملي [آمالي خ ل] وخدعتني الدنيا بغرورها، ونفسي بجنايتها [بخيانتها خ ل] ومطالي يا سيدي فأسألك بعزتك أن لا يحجب عنك دعائي سوء عملي وفعالي، ولا تفضحني بخفي ما اطلعت عليه من سري، ولا تعاجلني بالعقوبة على ما عملته في خلواتي من سوء فعلي واساءتي ودوام تفريطي وجهالتي وكثرة شهواتي وغفلتي، وكن اللهم بعزتك لي في كل الأحوال (2) رؤوفا، وعلي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) وفي بعض النسخ: (وكن اللهم بعزتك لي في الأحوال كلها رؤوفا) الخ.
[154]
في جميع الأمور عطوفا.
إلهي وربي من لي غيرك أسأله كشف ضري والنظر في أمري.
إلهي ومولاي أجريت علي حكما اتبعت فيه هوى نفسي، ولم أحترس فيه من تزيين عدوي فغرني بما أهوى، وأسعده على ذلك القضاء، فتجاوزت بما جرى علي من ذلك بعض حدودك (3) وخالفت بعض أوامرك، فلك الحمد (4) علي في جميع ذلك، ولا حجة لي فيما جرى علي فيه قضاؤك وألزمني حكمك وبلاؤك، وقد أتيتك ياإلهي بعد تقصيري واسرافي على نفسي معتذرا نادما منكسرا مستقيلا مستغفرا منيبا مقرا مذعنا معترفا لا أجد مفرا مما كان مني، ولا مفزعا أتوجه إليه في أمري، غير قبولك عذري، وإدخالك إياي في سعة رحمتك (5).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(3) وفي بعض النسخ: (من نقض حدودك) الخ.
(4) كذا في جميع النسخ، واحتمل بعض الأكابر أن الصواب: (فلك الحجة علي) الخ.قال: وإنما اشتبه الأمر على الرواة للتشابه بين الحمد والحجة في الخط الكوفي. أقول: ويؤيد ما أفاده المقابلة.
(5) وفي بعض النسخ: (في سعة من رحمتك).
[155]
اللهم [إلهي خ ل] فاقبل عذري، وارحم شدة ضري وفكني من شد وثاقي، يا رب ارحم ضعف بدني، ورقة جلدي، ودقة عظمي، يامن بدء خلقي وذكري وتربيتي وبري وتغذيتي، هبني لابتداء كرمك وسالف برك بي، ياإلهي وسيدي وربي أتراك معذبي بنارك بعد توحيدك، وبعد ما انطوى عليه قلبي من معرفتك ولهج به لساني من ذكرك، واعتقده ضميري من حبك، وبعد صدق اعترافي ودعائي خاضعا لربوبيتك، هيهات أنت أكرم من أن تضيع من ربيته، أو تبعد [تبعد خ ل] من أدنيته، أو تشرد من آويته، أو تسلم إلى البلاء من كفيته ورحمته، وليت شعري يا سيدي وإلهي ومولاي أتسلط النار على وجوه خرت لعظمتك ساجدة، وعلى ألسن نطقت بتوحيدك صادقة، وبشكرك مادحة، وعلى قلوب اعترفت بالهيتك محققة، وعلى ضمائر حوت من العلم بك حتى صارت خاشعة، وعلى جوارح سعت إلى أوطان تعبدك طائعة، وأشارت باستغفارك مذعنة، ما هكذا الظن بك، ولا أخبرنا بفضلك عنك يا كريم يا رب، وأنت تعلم
[156]
ضعفي عن قليل من بلاء الدنيا وعقوباتها، وما يجري فيها من المكاره على أهلها، على أن ذلك بلاء ومكروه قليل مكثه، يسير بقاؤه، قصير مدته، فكيف احتمالي لبلاء الآخرة وجليل [وحلول خ ل] وقوع المكاره فيها وهو بلاء تطول مدته ويدوم مقامه، ولا يخفف عن أهله، لأنه لا يكون إلا عن غضبك وانتقامك وسخطك، وهذا ما لا تقوم له السماوات والأرض، يا سيدي فكيف لي [بي خ ل] وأنا عبدك الضعيف الذليل الحقير المسكين، ياإلهي وربي وسيدي ومولاي لاي الأمور إليك أشكو، ولما منها أضج وأبكي لأليم العذاب وشدته، أم لطول البلاء ومدته، فلئن صيرتني للعقوبات مع أعدائك وجمعت بيني وبين أهل بلائك، وفرقت بيني وبين أحبائك وأوليائك، فهبني ياإلهي وسيدي ومولاي وربي صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك، وهبني [يا الهي خ ل] صبرت على حر نارك فكيف أصبر عن النظر إلى كرامتك، أم كيف أسكن في النار ورجائي عفوك، فبعزتك يا سيدي ومولاي أقسم صادقا، لئن تركتني ناطقا لأضجن إليك
[157]
بين أهلها ضجيج الآملين [الالمين خ ل] ولأصرخن إليك صراخ المستصرخين، ولأبكين إليك بكاء الفاقدين، ولأنادينك أين كنت ياولي المؤمنين، يا غاية آمال العارفين، يا غياث المستغيثين، يا حبيب قلوب الصادقين، ويا إله العالمين، أفتراك سبحانك ياإلهي وبحمدك تسمع فيها صوت عبد مسلم سجن [يسجن خ ل] فيها بمخالفته، وذاق طعم عذابها بمعصيته، وحبس بين أطباقها بجرمه وجريرته، وهو يضج إليك ضجيج مؤمل لرحمتك، ويناديك بلسان أهل توحيدك، ويتوسل إليك بربويتك، يا مولاي فكيف يبقى في العذاب وهو يرجو ما سلف من حلمك، أم كيف تؤلمه النار وهو يأمل فضلك ورحمتك، أم كيف يحرقه لهيبها وأنت تسمع صوته وترى مكانه، أم كيف يشتمل عليه زفيرها وأنت تعلم ضعفه، أم كيف يتقلقل بين أطباقها وأنت تعلم صدقه، أم كيف تزجره زبانيتها وهو يناديك يا ربه، أم كيف يرجو فضلك في عقته منها فتتركه فيها، هيهات ما ذلك الظن بك ولا المعروف من فضلك، ولا مشبه لما عاملت به
[158]
الموحدين من برك وإحسانك، فباليقين أقطع لولا ما حكمت به من تعذيب جاحديك، وقضيت به من إخلاد معانديك، لجعلت النار كلها بردا وسلاما، وما كان لأحد فيها مقرا ولا مقاما، لكنك تقدست أسماؤك أقسمت أن تملاها من الكافرين، من الجنة والناس أجمعين، وأن تخلد فيها المعاندين، وأنت جل ثناؤك قلت - مبتدئا وتطولت بالأنعام متكرما -: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) (6).
إلهي وسيدي فأسألك - بالقدرة التي قدرتها وبالقضية التي حتمتها وحكمتها، وغلبت من عليه أجريتها - أن تهب لي في هذه الليلة، وفي هذه الساعة، كل جرم أجرمته، وكل ذنب أذنبته، وكل قبيح أسررته، وكل جهل عملته، كتمته أو أعلنته، أخفيته أو أظهرته، وكل سيئة أمرت باثباتها الكرام الكاتبين الذين وكلتهم بحفظ ما يكون مني، وجعلتهم شهودا علي مع جوارحي، وكنت أنت الرقيب علي من ورائهم، والشاهد لما خفي عنهم، وبرحمتك أخفيته،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(6) الآية (17) من سورة السجدة: 32.
[159]
وبفضلك سترته، وأن توفر حظي من كل خير أنزلته [تنزله خ ل] أو احسان فضلته [تفضله خ ل] أو بر نشرته [تنشره خ ل] أو رزق بسطته [تبسطه خ ل] أو ذنب تغفره، أو خطأ تستره، يا رب يا رب يا رب، ياإلهي وسيدي ومولاي ومالك رقي، يامن بيده ناصيتي، يا عليما بضري [بفقري خ ل] ومسكنتي، يا خبيرا بفقري وفاقتي يا رب يا رب يا رب، أسألك - بحقك وقدسك وأعظم صفاتك وأسمائك - أن تجعل أوقاتي من الليل والنهار بذكرك معمورة، وبخدمتك موصولة، وأعمالي عندك مقبولة، حتى تكون أعمالي وأورادي [وارادتي خ ل] كلها وردا واحدا وحالي في خدمتك سرمدا، يا سيدي يامن عليه معولي، يامن إليه شكوت أحوالي، يا رب يا رب يا رب، قو على خدمتك جوارحي، واشدد على العزيمة جوانحي، وهب لي الجد في خشيتك، والدوام في الإتصال بخدمتك، حتى أسرح إليك في ميادين السابقين، وأسرع إليك في البارزين [في المبادرين خ ل] وأشتاق إلى قربك في المشتاقين وأدنو منك دنو المخلصين، وأخافك مخافة
[160]
الموقنين، وأجتمع في جوارك مع المؤمنين.
اللهم ومن أرادني بسؤ فأرده ومن كادني فكده، واجعلني من أحسن عبيدك نصيبا عندك، وأقربهم منزلة منك، وأخصهم زلفة لديك، فإنه لا ينال ذلك إلا بفضلك، وجد لي بجودك واعطف علي بمجدك، واحفظني برحمتك، واجعل لساني بذكرك لهجا، وقلبي بحبك متيما ومن علي بحسن اجابتك، وأقلني عثرتي، واغفر زلتي، فإنك قضيت على عبادك بعبادتك، وأمرتهم بدعائك، وضمنت لهم الإجابة، فإليك يا رب نصبت وجهي، وإليك يا رب مددت يدي، فبعزتك استجب لي دعائي، وبلغني مناي، ولا تقطع من فضلك رجائي، واكفني شر الجن والإنس من أعدائي.
يا سريع الرضا، اغفر لمن لا يملك إلا الدعاء، فانك فعال لما تشاء.
يامن اسمه دواء، وذكره شفاء، وطاعته غنى، إرحم من رأس ماله الرجاء، وسلاحه البكاء.
يا سابغ النعم، يا دافع النقم، يا نور المستوحشين في الظلم، يا عالما لا يعلم، صل على محمد وآل
[161]
محمد، وافعل بي ما أنت أهله، ولا تفعل بي ما أنا أهله، وصلى الله على رسوله والأئمة الميامين من آله [أهله خ ل] وسلم تسليما [كثيرا خ ل].
أقول: هذا الدعاء مما يواظب عليه في ليالي الجمعة الوف وملايين من صلحاء شيعة أهل البيت عليهم السلام في جميع الأعصار والأقطار، كدعاء الصباح فانه أيضا ورد عمار الليل، وزهاد الطائفة المحقة في كل صباح.
ومن دعاء له عليه السلام إذا أهل هلال شهر رمضان
ثقة الاسلام الكليني عليه الرحمة والرضوان، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن الحكم بن مسكين، قال: حدثنا عمر بن شمر، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه إذا أهل هلال شهر رمضان، أقبل إلى القبلة ثم قال: اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، والعافية المجللة.
[162]
اللهم ارزقنا صيامه وقيامه، وتلاوة القرآن فيه.
اللهم سلمه لنا، وتسلمه منا، وسلمنا فيه.
الحديث 4، من الباب 5، من كتاب الصيام من الكافي 4 ص 73 وقريب منه في الكافي أيضا ما رواه عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن دعاء له عليه السلام في يوم المباهلة على ما في الاقبال
قال عليه السلام بعد قرأة آية الكرسي وآية الشهادة (1) وآية الملك (2) وآخر سورة الحشر (لو أنزلنا) - الخ: هو الله الذي لا يعرف له سمي، وهو الله الرجاء والمرتجى واللجاء والملتجى، وإليه المشتكى، ومنه الفرج والرخاء، وهو سميع الدعاء.
اللهم إني أسألك [يا الله] بحق الإسم الرفيع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إلى قوله: (لا إله إلا هو العزيز الحكيم).
(2) إلى قوله تعالى: (وترزق من تشاء بغير حساب).
[163]
عندك، العالي المنيع الذي اخترته لنفسك واختصصته لذكرك، ومنعته جميع خلقك، وأفردته عن كل شئ دونك، وجعلته دليلا عليك، وسببا إليك، وهو أعظم الأسماء، وأجل الأقسام، وأفخر الأشياء وأكبر الغنائم، وأوفق الدعائم، لا يخيب راجيه ولا يرد داعيه، ولا يضعف من اعتمد عليه ولجأ إليه.
وأسألك يا الله بالربوبية التي تفردت بها أن تقيني النار بقدرتك، وتدخلني الجنة برحمتك، يا نور أنت نور السماوات والأرض قد استضاء بنورك أهل سماواتك وأرضك، فأسألك أن تجعل لي نورا في سمعي وبصري أستضي به في الدنيا والآخرة.
يا عظيم أنت رب العرش العظيم، بعظمتك استعنت فارفعني وألحقني درجة الصالحين.
يا كريم بكرمك تعرضت وبه تمسكت وعليه تمسكت [توكلت خ ل] واعتمدت فأكرمني بكرامتك، وأنزل علي رحمتك وبركاتك، وقربني من جوارك، وألبسني من مهابتك وبهائك، وأنلني من رحمتك وجزيل عطائك.
[164]
يا كبير لا تصعر خدي، ولا تسلط علي من لا يرحمني، وارفع ذكري، وشرف مقامي، وأعل في عليين درجتي.
يا متعالي أسألك بعلوك أن ترفعني ولا تضعني ولا تذلني بمن هو أرفع مني، ولا تسلط علي من هو دوني، وأسكن خوفك قلبي (1).
يا حي أسألك بحياتك التي لا تموت أن تهون علي الموت، وأن تحييني حياة طيبة، وتوفني مع الأبرار.
يا قيوم أنت القائم على كل نفس بما كسبت، والمقيم بكل شئ، اجعلني ممن يطيعك، ويقوم بأمرك وحقك، ولا يغفل عن ذكرك.
يا رحمن إرحمني برحمتك، وجد علي بفضلك وجودك، ونجني من عقابك، وأجرني من عذابك.
يا رحيم تعطف على ضري برحمتك، وجد علي بجودك ورأفتك، وخلصني من عظيم جرمي برحمتك، فإنك الشفيق الرفيق، ومن لجاء إليك فقد استمسك بالعروة الوثقى والركن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في النسخة (*).
[165]
الوثيق.
يا ملك من ملكك أطلب، ومن خزائنك التي لا تنفد أسأل فأعطني ملك الدنيا والآخرة، فإنه لا يعجزك ولا ينقصك شئ، ولا يؤثر فيما عندك.
يا قدوس أنت الطاهر المقدس، فطهر قلبي، وفرغني لذكرك، وعلمني ما ينفعني، وزدني علما إلى ما علمتني.
يا جبار بقوتك أعني على الجبارين، واجبرني يا جابر العظم الكسير، وكل جبار خاضع لك.
يا متكبر اكنفني بركنك، وحل بيني وبين البغاة من خلقك بكبريائك، يا عزيز أعزني بطاعتك ولا تذلني بالمعاصي فأهون عندك وعند خلقك.
يا حليم عد علي بحلمك، واسترني بعفوك واجعلني مؤديا لحقك، ولا تفضحني يوم الوقوف بين يديك.
يا عليم أنت العالم بحالي وسري وجهري وخطأي وعمدي، فاصفح لي عما خفي عن خلقك من أمري.
[166]
يا حكيم أسألك بما أحكمت به الأشياء فأتقنتها أن تحكم لي بالإجابة فيما أسألك، وأرغب فيه إليك.
يا سلام سلمني من مظالم العباد، ومن عذاب القبر، وأهوال يوم القيامة.
يا مؤمن آمني من كل خوف، وارحم ضري ومقامي، واكفني ما أهمني من أمر دنياي وآخرتي.
يا مهيمن خذ بناصيتي إلى رضاك، واجعلني بطاعتك معصوما عن طاعة من سواك.
يا بارئ أنت بارئ الأشياء على غير مثال، أسألك أن تجعلني من الصادقين المبرورين عندك.
يا مصور صورتني فأحسنت صورتي، وخلقتني فأكملت خلقي، فتمم أحسن ما أنعمت به علي، ولا تشوه خلقي يوم القيامة.
يا قدير بقدرتك قدرت وقدرتني على الأشياء فأسألك أن تحسن على أمور الدنيا والآخرة معونتي وتنجيني من سؤ أقدارك.
يا غني أغنني بغنائك، وأوسع علي في عطائك، واشفني بشفائك، ولا تبعدني من سلامتك.
يا حميد لك الحمد كله، وبيدك الأمر كله،
[167]
ومنك الخير كله.
اللهم ألهمني الشكر على ما أعطيتني، يا مجيد أنت المجيد وحدك، لا يفوتك شئ ولا يؤدك شئ فاجعلني ممن يقدسك ويمجدك ويثني عليك.
يا أحد أنت الله الفرد الأحد الصمد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد، فكن لي اللهم جارا ومونسا وحصنا منيعا.
ياوتر أنت وتر كل شئ، ولا يعدلك شئ فاجعل عاقبة أمري إلى خير، واجعل خير أيامي يوم ألقاك، يا صمد، يامن لا تأخذه سنة ولا نوم، ولا يخفى عليه خافية في ظلمات البر والبحر، احفظني في تقلبي ونومي ويقظتي.
يا سميع اسمع صوتي، وارحم صرختي، يا سميع يا مجيب.
يا بصير قد أحاط بكل شئ علمك، ونفذ فيه علمك، وكله بعينك فانظر إلي برحمتك، ولا تعرض عني بوجهك.
يا رؤوف أنت أرأف بي من أبي وأمي، ولولا رأفتك لما عطفا علي، فتمم نعمتك علي ولا تنغصني ما أعطيتني.
[168]
يالطيف ألطف لي بلطفك الخفي من حيث أعلم ومن حيث لا أعلم، إنك أنت علام الغيوب.
يا حفيظ احفظني في نفسي وأهلي ومالي وولدي، وما حضرته ووعيته وغبت عنه من أمري بما حفظت به السماوات والأرضين وما بينهما إنك على كل شي قدير.
يا غفور اغفر لي ذنوبي، واستر عيوبي، ولا تفضحني بسرائري إنك أرحم الراحمين.
يا ودود اجعل لي منك مودة ورحمة في الدنيا والآخرة، واجعل لي ذلك في صدور المؤمنين.
يا ذا العرش المجيد اجعلني من المسبحين الممجدين لك في آناء الليل وأطراف النهار، وبالغدو والآصال، وأعني على ذلك.
يا مبدئ أنت بدأت الأشياء كما تريد، وأنت المبدئ المعيد الفعال لما تريد، فاجعل لي الخيرة في البدء، والعاقبة في الأمور.
يا معيد أنت تعيد الأشياء كما بدأتها أول مرة، أسألك إعادة الصحة والمال وجليل الأحوال إلي، والتفضل بذلك.
[169]
يا رقيب احرسني برقبتك (1)، وأعني بحفظك واكنفني بفضلك، ولا تكلني إلى غيرك.
يا شكور أنت المشكور على ما رغبت (2) وغذيت ووهبت وأعطيت وأغنيت، فاجعلني لك من الشاكرين، ولالآئك من الحامدين.
يا باعث ابعثني شهيدا صديقا رضيا عزيزا مغتبطا مسرورا مشكورا محبورا.
يا وارث ترث الأرض ومن عليها والسماوات وسكانها وجميع ما خلقت، فورثني حلما وعلما إنك خير الوارثين.
يا محيي أحيني حياة طيبة بجودك، وألهمني شكرك وذكرك أبدا ما أبقيتني، وآتني في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقني عذاب النار.
يا محسن عد علي اللهم بإحسانك، وضاعف عندي نعمتك وجميل بلائك.
يا مميت هون علي سكرات الموت وغصصه، وبارك لي فيه عند نزوله، ولا تجعلني من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يقال: رقبه - (من باب نصر) رقوبا ورقوبا ورقابة ورقبانا ورقبة ورقبة: حرسه.
(2) كذا في النسخة (*).
[170]
النادمين عند مفارقة الدنيا.
يا مجمل لا تبغضني بما أعطيتني (3)، ولا تمنعني ما رزقتني، ولا تحرمني ما وعدتني، وجملني بطاعتك.
يا منعم تمم نعمتك علي، وآنسني بها، واجعلني من الشاكرين لك عليها.
يا مفضل بفضلك أعيش ولك أرجو وعليك أعتمد، فأوسع علي من فضلك، وارزقني من حلال رزقك، أنت الأول والآخر والظاهر والباطن وأنت على كل شي قدير، فاجعلني أول التائبين وممن يروى من حوض نبيك يوم القيامة.
يا آخر أنت الآخر، وكل شئ هالك إلا وجهك تعاليت علوا كبيرا.
يا ظاهر أنت الظاهر على كل شئ مكنون، والعالم بكل شئ مكتوم، فأسألك أن تظهر من أموري أحبها إليك.
يا باطن أنت تبطن في الأشياء مثل ما تظهره فيها، وأنت علام الغيوب، فأسألك اللهم أن تصلح ظاهري وباطني بقدرتك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(3) كذا (*).
[171]
يا قاهر أنت الذي قهرت الأشياء بقدرتك، فكل جبار دونك (1) ونواصي الخلق كلهم بيدك وكلهم واقف بين يديك وخاضع لك.
يا وهاب هب لي من لدنك رحمة وعلما ومالا وولدا طيبا إنك أنت الوهاب.
يا فتاح افتح لي أبواب رحمتك وأدخلني فيها وأعذني من الشيطان الرجيم وافتح لي من فضلك يا رزاق ارزقني من فضلك وزدني من عطائك وسعة ما عندك، وأغنني عن خلقك.
يا خلاق أنت خلقت الأشياء بغير نصب ولا لغوب، خلقتني خلقا سويا حسنا جميلا، وفضلتني على كثير ممن خلقت تفضيلا.
يا قاضي أنت تقضي في خلقك بما تريد، فاقض لي بالحسنى، وجنبني الردى، واختم لي بالحسنى في الآخرة والأولى.
يا حنان تحنن علي برأفتك، وتفضل علي برزقك ورحمتك، واقبض عني يد كل جبار عنيد وشيطان مريد، وأخرجني بعزتك من حلق المضيق إلى فرجك القريب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا (*).
[172]
يا منان امنن علي بالعافية في الدنيا والآخرة ولا تسلبنيها أبدا ما أبقيتني.
يا ذا الجلال والإكرام اغفر لي بجلالك وكرمك مغفرة بها تحل عني قيود ذنوبي، وتغفر لي سيئاتي إنك على كل شي قدير.
يا جواد أنت الجواد الكريم الذي لا تبخل، والمعطي الذي لا تنكل، فجد علي بكرمك، واجعلني شاكرا لأنعامك.
ياقوي خلقت السماوات [والأرضين] وما بينهما وما فيهما وحدك لا شريك لك بغير نصب ولا لغوب، فقوني على أمري بقوتك.
يا شديد اشدد أزري، وأعني على أمري، وكن لي من كل حاجة قاضيا.
يا غالب غلبت كل غلاب بقدرتك، فاغلب بالي وهوائي حتى تردهما إلى طاعتك، واغلب بعزتك من بغى علي ورام حربي.
ياديان أنت تحشر الخلق وعليك العرض، وكل يدين لك ويقر لك بالربوبية، فاغفر لي الذنوب بعزتك.
يا ذكور اذكرني في الأولين والشهداء
[173]
الصالحين، وعند كل خير تقسمه.
يا خفي أنت تعلم السر وأخفى وهو ظاهر عندك فاغفر لي ما خفي على الناس من أمري، ولا تهتكني يوم القيامة على رؤوس الأشهاد.
يا جليل جللت عن الاشيأ فكلها صغيرة عندك، فأعطني من جلائل نعمتك ولا تحرمني فضلك.
يا منقذ أنقذني من الهلاك، واكشف عني غماء الضلالات، وخلصني من كل موبقة، وفرج عني كل ملمة.
يا رفيع ارتفعت عن أن يبلغك وصف أو يدركك، نعت أو يقاس بك قياس، فارفعني في عليين.
يا قابض كل شي في قبضتك محيط به قدرتك، فاجعلني في ضمانك وحفظك، يدي عن خير أفعله (1).
يا باسط ابسط يدي بالخيرات، وأعطني بقدرتك أعلى الدرجات.
يا واسع وسعت كل شئ رحمة وعلما،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في المطبوع من نسخة الاقبال (*).
[174]
فوسع علي في رزقي.
يا شفيق [أنت ظ] أشفق على خلقك من آبائهم وأمهاتهم، وأرأف بهم، فاجعلني شفيقا رفيقا، وكن بي شفيقا رفيقا برحمتك.
يا رفيق ارفق بي إذا أخطأت، وتجاوز عني إذا أسأت، وأمر ملك الموت وأعوانه - عليهم السلام - أن يرفقوا بروحي إذا أخرجوها عن جسدي، ولا تعذبني بالنار.
يا منشئ أنشأت كل شئ كما أردت، وخلقت ما أحببت، فبتلك القدرة أنشئني سعيدا مسعودا في الدنيا والآخرة، وانشئ ذريتي وما زرعت وبذرت في أرضك، وأنشئ معاشي ورزقي وبارك لي فيهما برحمتك.
يا بديع أنت بديع السماوات والأرض ومبدعهما وليس لك شبه، ولا يلحقك وصف، ولا يحيط بك فهم.
يا منيع لا تمنعني ما أطلب من رحمتك وفضلك، وامنع عني كل محذور ومخوف.
ياتواب اقبل توبتي، وارحم عبرتي، واصفح عن خطيئتي، ولا تحرمني ثواب عملي.
[175]
يا قريب قربني من جوارك، واجعلني في حفظك وكنفك ولا تبعدني عنك برحمتك.
يا مجيب أجيب دعائي وتقبله مني، ولا تحرمني الثواب كما وعدتني.
يا منعم بدأت بالنعم قبل استحقاقها وقبل السؤال بها، فكذلك إتمامها بالكمال والزيادة من فضلك يا ذا الإفضال.
يا مفضل لولا فضلك هلكنا، فلا تقصر عنا فضلك، يا منان فامنن علينا بالدوام يا ذا الإحسان (1).
يا معروف بعلم الغيب والكرم والجود، أنت المعروف أنت الذي لا تجهل، ومعروفك ظاهر لا ينكل (2) فلا تسلبنا ما أودعتناه من معروفك برحمتك.
يا خبير خبرت الأشياءأ قبل كونها، وخلقتها على علم منك بها، فأنت أولها وآخرها، فزدني خبرا بما ألهمتنيه من شكرك وبصيرة يا خبير.
يا معطي أعطني من جليل عطائك، وبارك لي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا.
(2) كذا في المطبوع من نسخة الإقبال (*).
[176]
في قضائك، وأسكني برحمتك في جوارك.
يا معين أعني على أمور الدنيا والآخرة بقوتك ولا تكلني إلى غيرك (3).
يا ستار استر عيوبي، واغفر ذنوبي، واحفظني في مشهدي ومغيبي.
يا شهيد أشهدك اللهم وجميع خلقك وملائكتك أنه لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، فاكتب هذه الشهادة عندك ونجني بها من عذابك (4).
يا فاطر أنت فاطر السماوات والارض وما بينهما وما فيهما، فكن لي في الدنيا والآخرة، وتوفني مسلما وألحقني بالصالحين.
يا مرشد أرشدني إلى الخير بعزتك، وجنبني السيئات بعصمتك، ولا تخزني يوم القيامة.
يا سيد السادات ومولى الموالي إليك مصير كل شئ، فانظر إلي بعين عفوك.
يا سيد أنت سيدي وعمادي ومعتمدي وذخري وذخيرتي وكهفي فلا تخذلني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(3) كذا.
(4) كذا (*).
[177]
يا محيط أحاط بكل شي علمك، ووسعت كل شي رحمتك، فاجعلني في ضمانك، وحطني من كل سؤ بقدرتك.
يا مجير أجرني من عقابك، وآمني من عذابك، اللهم إني خائف وإني مستجير بك فأجرني من النار برحمتك يا أهل التقوى وأهل المغفرة.
يا عدل أنت أعدل الحاكمين وأرحم الراحمين فالطف لنا برحمتك، وآتنا شيئا بقدرتك (1)، ووفقنا لطاعتك، ولا تبتلينا بما لا طاقة لنا به، وخلصنا من مظالم العباد، وأجرنا من ظلم الظالمين وغشم الغاشمين بقدرتك وإنك على كل شي قدير.
اللهم اسمع دعائي، واقبل ثنائي، وعجل اجابتي، وآتني في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقني برحمتك عذاب النار، وصلى الله على خيرته من خلقه محمد وعترته الطاهرين (2).
إقبال الأعمال (للسيد ابن طاوس قدس الله نفسه) ص 747 (*).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في المطبوع من نسخة الإقبال.
(2) كذا في المطبوع من نسخة الإقبال (*).