[223]
ومن دعاء له عليه السلام في الاستجارة بالله تعالى شأنه
اللهم أنت ربي وأنا عبدك آمنت بك مخلصا لك على عهدك ووعدك، ما استطعت أتوب إليك على عهدك من سوء عملي، وأستغفرك لذنوبي التي لا يغفرها غيرك.
أصبح ذلي مستجيرا بعزتك، وأصبح فقري مستجيرا بغناك، وأصبح جهلي مستجيرا بحلمك، وأصبحت قلة حيلتي مستجيرة بقدرتك، وأصبح خوفي مستجيرا بأمانك، وأصبح دائي مستجيرا بدوائك، وأصبح سقمي مستجيرا بشفائك، وأصبح حيني مستجيرا بقضائك (1)، وأصبح ضعفي مستجيرا بقوتك، وأصبح ذنبي مستجيرا بمغفرتك وأصبح وجهي الفاني البالي مستجيرا بوجهك الباقي الدائم الذي لا يبلى ولا يفنى.
يامن لا يواري منه ليل داج، ولا سماء ذات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الحين - كويل -: الهلاك (*).
[224]
أبراج، ولا حجب ذات ارتجاج، ولا ما في قعر بحر عجاج.
يا دافع السطوات، يا كاشف الكربات، يا منزل البركات من فوق سبع سماوات، أسألك يا فتاح يانفاح يا مرتاح، يامن بيده خزائن كل مفتاح، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين، [و] أن تفتح لي خير الدنيا والآخرة، وأن تحجب عني فتنة الموكل بي.
ولا تسلطه علي فيهلكني، ولا تكلني إلى أحد طرفة فيعجز عني، ولا تحرمني الجنة وارحمني وتوفني مسلما، وألحقني بالصالحين، واكففني بالحلال عن الحرام، وبالطيب عن الخبيث يا أرحم الراحمين.
اللهم خلقت القلوب على إرادتك، وفطرت العقول على معرفتك، فتململت الأفئدة من مخافتك، وصرخت القلوب بالوله إليك، وتقاصر وسع قدر العقول عن الثناء عليك، وانقطعت الألفاظ عن مقدار محاسنك، وكلت الألسن عن احصاء نعمك، فإذا ولجت بطرق البحث عن نعتك بهرتها حيرة البحر عن إدراك وصفك،
[225]
فهي تتردد في التقصير عن مجاوزة ما حددت لها، إذ ليس لها أن تتجاوز ما أمرتها، فهي بالإقتدار على ما مكنتها تحمدك بما أنهيت إليها، والألسن منبسطة بما تملي عليها، ولك على كل من استعبدت من خلقك أن لا يملوا من حمدك، وان قصرت المحامد عن شكرك، بما أسديت إليها من نعمك، فحمدك بمبلغ طاقة جهدهم الحامدون، واعتصم برجاء عفوك المقصرون، وأوجس بالربوبية لك الخائفون، وقصد بالرغبة إليك الطالبون، وانتسب إلى فضلك المحسنون، وكل يتفيؤ في ظلال تأميل عفوك، ويتضال بالذل لخوفك (2)، ويعترف بالتقصير في شكرك، فلم يمنعك صدوف من صدف عن طاعتك، ولا عكوف من عكف على معصيتك، أن أسبغت عليهم النعم، وأجزلت لهم القسم، وصرفت عنهم النقم، وخوفتهم عواقب الندم، وضاعفت لمن أحسن، وأوجبت على المحسنين شكر توفيقك للاحسان، وعلى المسي شكر تعطفك بالإمتنان، ووعدت محسنهم الزيادة في
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) كذا في النسخة.
[226]
الإحسان منك.
فسبحانك تثيب ما بدؤه منك، وانتسابه إليك، والقوة عليه بك، والإحسان فيه منك، والتوكل في التوفيق له عليك، فلك الحمد، حمد من علم أن الحمد لك، وأن بدءه منك، ومعاده إليك، حمدا لا يقصر عن بلوغ الرضا منك، حمد من قصدك بحمده، واستحق المزيد منك في نعمه، ولك مؤيدات من عونك، ورحمة تخص بها من أحببت من خلقك، فصل على محمد وآله.
واخصصنا من رحمتك ومؤيدات لطفك أوجبها للإقالات، وأعصمها من الإضاعات، وأنجاها من الهلكات، وأرشدها إلى الهدايات، وأوقاها من الآفات، وأوفرها من الحسنات، وآثرها بالبركات وأزيدها في القسم، وأسبغها للنعم، وأسترها للعيوب، وأسرها للغيوب، وأغفرها للذنوب، إنك قريب مجيب.
وصل على خيرتك من خلقك، وصفوتك من بريتك، وأمينك على وحيك بأفضل الصلوات، وبارك عليهم بأفضل البركات، بما بلغ عنك من الرسالات، وصدع بأمرك ودعى إليك، وأفصح
[227]
بالدلائل عليك، بالحق المبين حتى أتاه اليقين، وصلى الله عليه في الأولين، وصلى الله عليه في الآخرين وعلى آله وأهل بيته الطاهرين، واخلفه فيهم بأحسن ما خلفت به أحدا من المرسلين، بك يا أرحم الراحمين.
اللهم ولك إرادات لا تعارض دون بلوغها الغايات، قد انقطع معارضتها بعجز الإستطاعات، عن الرد لها دون النهايات، فأية إرادة جعلتها إرادة لعفوك، وسببا لنيل فضلك، واستنزالا لخيرك.
فصل على محمد وأهل بيت محمد، وصلها اللهم بدوام، وأيدها بتمام، إنك واسع الحباء، كريم العطاء، مجيب النداء، سميع الدعاء.
الدعاء (53) من الصحيفة الأولى 129.
[228]
ومن دعاء له عليه السلام
ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني رفع الله مقامه، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن عبد الله بن ميمون، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: اللهم إني أعوذ بك من الإحتلام، ومن سوء الاحلام، وأن يلعب بي الشيطان، في اليقظة والمنام.
الحديث الخامس من الباب 48، من كتاب الدعاء من الكافي 2، 536.
ومن دعاء له عليه السلام قبل استفتاح الصلاة وبعدها
ثقة الاسلام الكليني نور الله تربته، عن محمد بن يحيى، عن أحمد ابن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول:
[229]
من قال هذا القول ؟ (قبل أن يستفتح الصلاة، كان مع محمد وآل محمد): اللهم اني أتوجه إليك بمحمد وآل محمد، وأقدمهم بين يدي صلواتي، وأتقرب بهم إليك فاجعلني بهم وجيها في الدنيا والآخرة، ومن المقربين.
[اللهم فكما] مننت علي بمعرفتهم، فاختم لي بطاعتهم ومعرفتهم وولايتهم، فإنها السعادة واختم لي بها فإنك على كل شئ قدير.
ثم تصلي فإذا انصرفت قلت: اللهم اجعلني مع محمد وآل محمد في كل عافية وبلا واجعلني مع محمد وآل محمد في كل مثوى ومنقلب.
اللهم اجعل محياي محياهم، ومماتي مماتهم، واجعلني معهم في المواطن كلها، ولا تفرق بيني وبينهم إنك على كل شئ قدير.
الحديث الأول من الباب 50، من كتاب الدعاء من الكافي: 2، 544.
[230]
ومن دعاء له عليه السلام في أدبار الصلوات
ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي عبد الله البرقي، عن عيسى بن عبد الله القمي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه إذا فرغ من الزوال يقول: اللهم إني أتقرب إليك بجودك وكرمك، وأتقرب إليك بملائكتك المقربين، وأنبيائك المرسلين وبك.
اللهم أنت الغني عني وبي الفاقة إليك، أنت الغني وأنا الفقير إليك، أقلتني عثرتي، وسترت علي ذنوبي فاقض اليوم حاجتي، ولا تعذبني بقبيح ما تعلم مني، بل عفوك [فان عفوك خ ل] وجودك يسعني.
ثم يخر ساجدا ويقول: يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة، يابر يا رحيم أنت أبر من أبي وأمي ومن جميع الخلائق،
[231]
أقبلني (1) بقضاء حاجتي، مجابا دعائي، مرحوما صوتي قد كشفت أنواع البلاء عني.
الحديث الأول من الباب 51، من كتاب الدعاء من الكافي: 2، 545.
ومن دعاء له عليه السلام في الاستسقاء
قال القاضي القضاعي: أخبرنا حمزة بن عبد الله، قال: أخبرنا الحسين بن خالويه، قال: حدثنا ابن دريد، قال: حدثنا السكن بن سعيد، عن محمد بن عباد الكلبي عن أبيه، قال: حدثنا حوثرة بن الهرماس (وكان شيخا هما (2) وذكر وفود بني دارم (3) إلى أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه، وذكر حديث الإستسقاء بطوله) وقال - فيه -:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في النسخة.
(2) أي كبير السن، معمرا.
(3) أي ورودهم، ويصح أن يجعل الوفود (هنا) مصدرا لوفد - من باب وعد - كما يصح جعله جمع الوافد: وهم الذين يقصدون الأمراء والكبراء فيردون عليهم (*).
[232]
فقام إليه منا رجل من حسل (4)، فقال: يا أمير المؤمنين: جادتك الأنواء، وضفا لديك البلاء، ونممت بك الآلاء (5)، وكشفت بيمينك اللأوء (6) أتتك عمائم من أفناء دارم، تطوي اليك سهوب الاملاء بالحراجيج الابلاء (7) تبثك أزبات الألواء، ولزبات الشهباء، تزدلف بك، وتستمطر بغرتك وتستدفع البلوى بسنتك (8).
وقام إليه أبو سرادق فتكلم بكلام قال في آخره: أنت ربيع الأيام، وعصرة الأنام، ومصباح الظلام، وغاية المعدام، والسيد الهمام، والامام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(4) في هامش الأصل: (جعل بن حسل)، كذا في هامش المطبوع بمصر .
(5) جادتك - الى آخره - دعاء منهم لأمير المؤمنين (ع) والأنواء جمع النوء - كأقوام وقوم - وهو النجم الطالع بالمشرق عند سقوط مقابله بالمغرب، وكانت العرب تعتقد أنه لابد من المطر عند طلوع النجوم المعينة، وأنه من فعل النجم. (ضفا لديك) أي عم وكثر لديك.
(6) اللاواء: الشدة، أي زالت ببركتك الشدائد.
(7) أتتك عمائم من أفناء دارم: أي جاءتك جماعات متفرقة من قبيلة بني دارم. والسهوب: النواحي. والأملاء: المفاوز. والحراجيج: النياق الطويلة والابلاء: القوية على السفر.
(8) تبثك: تشكو اليك وتظهر لك شكواها. والأزبات: الشدائد، وكذلك اللزبات. والشهباء: السنة التي لا مطر فيها، تزدلف بك: أي تتقرب بك. وتستمطر بغرتك: أي تطلب المطر من الله بجاهك ووجهك الكريم، المبيض (*).
[233]
القمقام، لا معتصر عنك، ولا معتصم دونك.
فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: الحمد لله، والصلاة على خير خلق الله، وسلام على المصطفين من عباد الله.
يا قنبر ناد الصلاة جامعة، ثم نهض مضجرا بنصيف مزبرق (4) كأنما غرته البدر لتمه، يكاد يعشي الناظرين، يؤم المسجد، فصلى ثم دنا من القبر فهينم بكلمات لم أوجسهن (5) ثم قام قانتا فقال صلوات الله عليه وسلامه: اللهم رب السبع الطباق، والرقع الوثاق (6)، خالق الخلق، وباسط الرزق، عالم الخفيات، وكاشف الكربات، ومجيب الدعوات، وقابل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(4) النصيف: الثوب. والمزبرق: الملون.
(5) يعشي: أي يجعل أبصار الناظرين كليلة. وفي نسخة: (يغشي الناظرين)). فهينم: أي جعل يقرأ كلمات بصوت خفي. لم أوجسهن: لم أسمعهن.
(6) الرقع الوثاق: السماوات المحكمات، وسميت بالرقع لان كل سماء ترقع بالتي فوقها كما يرقع الثوب بالرقعة - كذا قيل. وبهامش الأصل ما نصه: (الرقع. الوثاق، يعني طباق السماء، كل سماء منها رقعت التي تليها كما يرقع الثوب بالرقعة، ويقال: الرقيع اسم الدنيا لأنها رقعت بالأنوار التي فيها) (*).
[234]
الحسنات، وغافر السيئات، ومقيل العثرات، ومنزل البركات، من فوق سبع سموات، بعلمك من خزائن رحمتك، وأكناف كرامتك، على شاكري آلائك، وكافري نعمائك من عبادك، وقطان بلادك (7) رأفة منك لهم، ونعمة عليهم، أنت غاية الطالبين وملاذ الهاربين، أتاك ملأ من عبيدك بإزاء قبر نبيك، تزدلف إليك بعبدك (8)، وتشكو ما أنت أعلم به.
اللهم فإنا نسألك بك، فلا شئ أعظم منك، وبما استقل به عرشك، من عظمتك التي وسعت كل شئ، السماء والأرض (9) وملأت البر والبحر أن تصلي على محمد خاتم النبيين، وسيد الأولين والآخرين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(7) الآلاء: النعماء. والقطان: السكنة.
(8) أي تتقرب إليك بوسيلة عبدك وذريعته، والظاهر أن المراد بالعبد الذي تقربوا إلى الله به هو نفس أمير المؤمنين (ع).
وإن اريد به النبي (ص) فيكون شاهدا آخر لما يدعيه الإمامية الإثنى عشرية.
(9) بما استقل: أي بما ارتفع به عرشك.
و (من) بيان لما الموصولة، كما أن (السماء والارض) بدل لقوله: (كل شئ): وقوله: (ملأت) عطف على (وسعت) (*).
[235]
اللهم كاشف الضر، ومزيل الأزل (10) أزل عن عبادك ما قد عشيهم من آياتك، وبرح بهم (11) من عقابك، إنه لا يكشف السوء إلا أنت، إنك رؤوف رحيم.
الحديث الأخير من الباب الثامن من دستور معالم الحكم ص 179، ط مصر.
ومن دعاء له عليه السلام إذا أراد أن يأكل الطعام
أبو جعفر أحمد بن محمد بن خالد أبو عبد الله البرقي (ره) عن بعض أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب، أو غيره رفعه، قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: اللهم إن هذا من عطائك، فبارك لنا فيه وسوغناه، واخلف لنا خلفا لما أكلناه أو شربناه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(10) الأزل - كضرب -: الضيق والشدة. والإزل - كحبر -: الداهية. يقال: أزل - أزلا وتأزل - من باب ضرب وتفعل -: وقع في ضيق وشدة، فهو أزل - كفرح وكتف -.
(11) يقال: برح بهم: أي بلغ بهم الغاية في الجهد والمشقة (*).
[236]
من غير حول منا ولا قوة.
رزقت فأحسنت، فلك الحمد، ربنا اجعلنا من الشاكرين.
رواه مع المختار التالي في الحديث (378) من كتاب المآكل من محاسن البرقي (ره) ص 436 ط 1، ورواه عنه في البحار: 14، 886، ط الكمباني.
ومن دعاء له عليه السلام إذا فرغ من أكل الطعام
الحمد لله الذي كفانا وأكرمنا وحملنا في البر والبحر، ورزقنا من الطيبات، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا. الحمد لله الذي كفانا المئونة، وأسبغ علينا.
ومن دعاء له عليه السلام وهو تسبيحه عليه السلام في اليوم الثاني من كل شهر
سبحان من تعالى جده وتقدست أسماؤه،
[237]
سبحان من هو إلى غاية يدوم بقاؤه، سبحان من استنار بنور حجابه درر سمائه، سبحان من قامت له السماوات بلا عمد، سبحان من تعظم بالكبرياء، والنور سناؤه، سبحان من توحد بالوحدانية جلاله، سبحان من لبس البهاء والفخر ردأه، سبحان من استوى على عرشه بوحدانيته.
(أقول): هذا الدعاء هو المختار الأخير من الصحيفة العلوية نقلا عن دعوات السيد فضل الله الراوندي، قال: تسبيح علي عليه السلام في اليوم الثاني من كل شهر.
.
.
وقد رواه أيضا في بحار الأنوار في القسم الثاني من ج 19 ص 124 عن دعوات الراوندي (ره).
ومن دعاء له عليه السلام في الاستعاذة بالله من المكاره
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين إلى من تكلني إلى عدو يتجهمني (1) أم إلى قريب ملكته
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يقال: جهمه - من باب علم ومنع - وتجهمه وله: استقبله بوجه عبوس كريه.
[238]
أمري، إن لم تكن ساخطا علي فلا أبالي غير أن عافيتك أوسع علي.
أعوذ بنور وجهك الكريم - الذي أضاءت له السماوات، وأشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة - أن تحل علي غضبك، أو تنزل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى (2) ولا قوة إلا بك.
القسم الثاني من المجلد (19) من البحار، ص 130، س 8 عكسا نقلا عن اختيار السيد ابن الباقي.
ومن دعاء له عليه السلام في تحميد الله تعالى على إنعامه، والاستعاذة به من المكاره
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي لم يصبح بي ميتا ولا سقيما، ولا مضروبا على عنقي بسوء، ولا مأخوذا بسوء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) العتبى - المراد منه هنا -: العتاب والمعتبة (*).
[239]
عملي، ولا مقطوعا دابري، ولا مرتدا عن ديني، ولا منكرا لربي، ولا مستوحشا من إيماني، ولا ملببا على عنقي، ولا معذبا بعذاب الأمم من قبلي، أصبحت عبدا مملوكا ظالما لنفسي، لك الحجة علي ولا حجة لي، لا أستطيع أن آخذ إلا ما أعطيتني ولا أتقي إلا ما وقيتني.
اللهم إني أعوذ بك أن أفتقر في غناك، أو أضل في هداك، أو أضام في سلطانك، أو أضطهد والأمر لك.
اللهم اجعل نفسي أول كريمة ترتجعها من ودائعك.
اللهم إنا نعوذ بك أن نذهب عن قولك، أو نفتتن عن دينك، أو تتابع بنا أهواؤنا دون الهدى الذي جاء من عندك، وصلى الله على محمد وآله.
القسم الثاني من المجلد التاسع عشر من البحار ص 130، س 5 عكسا نقلا عن اختيار السيد ابن الباقي (ره).
وقريب منه جدا في المختار (212) من الباب الأول من نهج البلاغة.
ورواه أيضا في الدعاء (60) من الصحيفة الأولى ص 155.
[240]
ومن دعاء له عليه السلام أنشأه عليه السلام نظماً على ما في الصحيفة العلوية
لك الحمد يا ذا الجود والمجد والعلى تباركت تعطي من تشاء وتمنع إلهي وخلاقي وحرزي وموئلي إليك لدى الإعسار واليسر أفزع إلهي لئن جلت وجمت خطيئتي فعفوك عن ذنبي أجل وأوسع إلهي لئن أعطيت نفسي سؤلها فها أنا في روض الندامة أرتع الهي ترى حالي وفقري وفاقتي وأنت مناجاتي الخفية تسمع إلهي فلا تقطع رجائي ولا تزغ فؤادي فلي في سيب جودك مطمع إلهي لئن خيبتني أو طردتني فمن ذا الذي أرجو ومن ذا أشفع
[241]
إلهي أجر ني من عذابك إنني أسير ذليل خائف لك خضع إلهي فآنسني بتلقين حجتي إذا كان لي في القبر مثوى ومضجع إلهي لئن عذبتني ألف حجة فحبل رجائي منك لا يتقطع إلهي إذقني طعم عفوك يوم لا بنون ولا مال هنالك ينفع إلهي لئن لم ترعني كنت ضائعا وإن كنت ترعاني فلست أضيع إلهي إذا لم تعف عن غير محسن فمن لمسئ بالهوى يتمتع إلهي لئن فرطت في طلب التقى فها أنا إثر العفو أقفو وأتبع إلهي لئن أخطأت جهلا فطالما رجوتك حتى قيل ما هو يجزع إلهي ذنوبي بذت الطود واعتلت (1) وصفحك عن ذنبي أجل وأرفع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وفي الهدى والنور: (ذنوبي بدت كالطود) (*).
[242]
إلهي ينجي ذكر طولك لوعتي وذكر خطايا العين مني يدمع إالهي أقلني عثرتي وامح حوبتي فإني مقر خائف متضرع إلهي أنلني منك روحا وراحة فلست سوى أبواب فضلك أقرع إلهي لئن أقصيتني أو أهنتني فما حيلتي يا رب أم كيف أصنع إلهي حليف الحب في الليل ساهر يناجي ويدعو والمغفل يهجع (1) إلهي وهذا الخلق ما بين نائم ومنتبه في ليله يتضرع وكلهم يرجو نوالك راجيا لرحمتك العظمى وفي الخلد يطمع إلهي يمنيني رجائي سلامة وقبح خطيئاتي علي يشنع إلهي فإن تعفو فعفوك منقذي وإلا فبالذنب المدمر أصرع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وفي الهدي والنور: (يناجي ويدعو والمغفل هاجع) (*).
[243]
إلهي بحق الهاشمي محمد وحرمة أطهار هم لك خضع إلهي بحق المصطفى وابن عمه وحرمة أبرار هم لك خشع إلهي فأنشرني على دين أحمد منيبا تقيا قانتا لك أخضع ولا تحرمني ياإلهي وسيدي شفاعته الكبرى فذاك المشفع وصل عليهم ما دعاك موحد وناجاك أخيار ببابك ركع الدعاء (23) من الصحيفة الاولى العلوية ص 88، ونقله أيضا في كتاب الهدى والنور ص 91، مع تغيير طفيف في بعض الألفاظ، ونقص الأبيات الأربعة الأخيرة، ولكونه غير معدود من أهل العلم - كما يعلم جليا من محتويات كتابه - لم يذكر مأخذ الدعاء ومصدره، ولكن من المقطوع انه غير مأخوذ من كتب الشيعة، لان دأب إخواننا من أهل السنة لم يجر على مطالعة كتب الشيعة كما هو غير خفي على المتدبر.
[244]
ومن دعاء له عليه السلام كان يدعو به في سجوده
الشيخ الصدوق قدس الله نفسه، عن جعفر بن محمد بن مسرور، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول في سجوده: أناجيك يا سيدي كما يناجي العبد الذليل مولاه، وأطلب إليك طلب من يعلم أنك تعطي ولا ينقص مما عندك شئ، وأستغفرك استغفار من يعلم أنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، وأتوكل عليك توكل من يعلم أنك على كل شي قدير.
الحديث السابع من المجلس (44) من أمالي الصدوق، والحديث 63، من باب سجدة الشكر من البحار: 18، 483 س 14، عكسا، ط الكمباني نقلا عن الأمالي.
[245]
ومن دعاء له عليه السلام في دبر الصلوات الخمس
صدوق الشريعة وعلم الشيعة الشيخ الصدوق قدس الله نفسه، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن ابراهيم ابن هاشم، وأحمد بن محمد بن عيسى معا، عن علي بن الحكم، عن أبيه، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: من أحب أن يخرج من الدنيا وقد خلص من الذنوب كما يخلص الذهب لا كدر فيه، وليس أحد يطالبه بمظلمة، فليقرأ في دبر الصلوات الخمس، نسبة الله (1) عزوجل: (قل هو الله أحد) اثنى عشر مرة، ثم يبسط يده ويقول: اللهم إني أسألك باسمك المكنون المخزون، الطاهر الطهر المبارك، وأسألك باسمك العظيم،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قال المجلسي الوجيه (ره): قوله عليه السلام: (وليس أحد يطالبه بمظلمة) الخ، يحتمل كونه بطريق الإسقاط عنه، واعطاء العوض لأصحاب الحقوق، أو بأن يوفقه الله في حياته لرد المظالم، (ونسبة الله) سورة التوحيد، وانما سميت بها، لأن اليهود لما سألوا رسول الله (ص) عن نسبة الرب تعالى نزلت (*).
[246]
وسلطانك القديم، يا واهب العطايا، يا مطلق الأسارى، يافكاك الرقاب من النار، صل على محمد وآل محمد، وفك رقبتي من النار، وأخرجني من الدنيا آمنا، وأدخلني الجنة سالما، واجعل دعائي أوله فلاحا، وأوسطه نجاحا، وآخره صلاحا، انك أنت علام الغيوب.
ثم قال عليه السلام: هذا من المخبيات (1)، مما علمني رسول الله (ص) وأمرني أن اعلم الحسن والحسين.
الباب 73، من معاني الأخبار 139، ورواه عنه في البحار: 18، 434، س 15، في الحديث 21، من الباب 57، ورواه أيضا عن فلاح السائل، عن أبي المفضل محمد بن عبد الله، عن سعيد بن أحمد ابن موسى، عن علي بن الحسن بن فضال، عن علي بن الحكم بن الزبير عن أبيه، مثل ما ذكره الصدوق (ره) إلا باختلاف طفيف.
وأيضا رواه عن الشيخ (ره) في المصباح مرسلا بمثل ما في فلاح السائل.
أقول: ورواه أيضا في الحديث (187) من الباب السابع - باب عدد فصول الأذان والاقامة - من التهذيب: 2، ص 108، مرسلا.
وأيضا رواه السماهيجي (ره) في الصحيفة الأولى 198.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المخبيات: المستورات. قال في المجمع: وفي الحديث: (هذا من المخبيات مما علمني ربي) أي المستورات التي لم تظهر لكل أحد .
[247]
ومن دعاء له عليه السلام بعد الفرائض من الصلوات
شيخ الطائفة طيب الله رمسه، عن أحمد بن علي الرازي، عن علي ابن عابد الرازي، عن الحسن بن وجنا النصيبي، عن أبي نعيم محمد بن أحمد الأنصاري، عن الإمام الثاني عشر عجل الله تعالى فرجه، قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول بعد صلاة الفريضة: إليك رفعت الأصوات، ودعيت الدعوة، ولك عنت الوجوه، ولك خضعت الرقاب، وإليك التحاكم في الأعمال.
ياخير من سئل، وياخير من أعطى، يا صادق يا بارئ، يامن لا يخلف الميعاد، يامن أمر بالدعاء وتكفل الإجابة، يامن قال: أدعوني أستجب لكم، يامن قال: وإذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون، ويامن قال: يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا
[248]
إنه هو الغفور الرحيم.
لبيك وسعديك، ها أنا ذا بين يديك، المسرف على نفسي (1)، وأنت القائل: لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا.
ورواه في اكمال الدين عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن جعفر بن أحمد العلوي، عن علي بن أحمد العقيقي، عن أبي نعيم الأنصاري مثله إلى قوله: (هو الغفور الرحيم).
وكذلك في مصباح الشيخ (ره) والبلد الأمين، وجنة الأمان، وفيها: (المسرف على نفسي وأنت القائل يا عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم) إلى قوله: (الغفور الرحيم).
الحديث 33، من الباب 57، من صلاة البحار: 18، 425، س 6 ط الكمباني.
ثم قال: أوردناه بأسانيده في باب من رأى القائم (ع).
يعني المجلد الثالث عشر من بحار الأنوار ص 105، ط الكمباني.
أقول: ورواه أيضا بأسانيده عن كتاب إكمال الدين، والكتاب العتيق في أواخر الباب (35) من القسم الثاني من التاسع عشر من البحار، 119، ط الكمباني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في النسخة، ولعل المراد: إني قائم بين يديك في حالة اشرافي واطلاعي على نفسي بسوء العمل وقبح الروية (*).