![]() |
وأمّا صفته الثانية «و باطنه عميق». غالباً ما يبتعد الإنسان عن رصانة المعنى إذا ما خاض في جمال الظاهر، والعكس صحيح أيضاً فعادة ما يتعذر على الإنسان حسن إختيار الألفاظ إذا
1. «أنيق» من مادة «انق» على وزن رمق بمعنى الشيء الجميل.
2. للوقوف على المزيد راجع كتاب نفحات القرآن، 8 / 114 بحث «اعجاز القرآن من حيث الفصاحة والبلاغة».
رام الدقة في أداء المعنى، والخلاصة تبدو عملية الجمع بين المعنى واللفظ ليست بالهينة; الحقيقة التي يمكن مشاهدتها بوضوح في القرآن الكريم الذي جمع العمق في المعنى إلى جانب الرصانة والسبك في اللفظ.
أمّا عمق القرآن فقد تلاشت على سطحه كافة الأفكار وتصاغرت أمامه جهايذة العقول، و كيف لا يكون كذلك وهو كلام الله الثابع من ذاته المقدسة المطلقة، ولعل المتتبع يشعر بحقيقة هذه الكلمات ارا ما طالع أي من السور القرآنية لتتجسد أمامه بوضوح الصفتين التين أوردها الإمام(عليه السلام) بشأن القرآن.
وأمّا الصفة والرابعة للقرآن فهى «لا تفنى عجائبه، ولا تنقضي غرائبه». ولعل الفارق بين هاتين العبارتين هو أنّ العبارة الاولى تتحدث عن خلود العجائب والحقائق القرآنية السامية، و ذلك لأننا الكثير من الكتب والمؤلفات والمصنفات التي كانت اُعجوبة في زمانها، إلاّ أنّ تقادم الزمان قد سلبها تلك الميزة وجردها من اُعجوبتها، والقرآن ليس كذلك، فلا يزداد قارىء القرآن ومعبده إلاّ لذة وحلاوة وطلاوة، بل إنّ قراءته قد تشكف له كل يوم ما كان غائباً عنه بالأمس; فتظل لألفاظه ومعانيه مواقع السحر في النفس.
وأمّا العبارة الثانية فهى تتحدث عن أسرار القرآن التي تتكشف يوما بعد آخر.
أمّا الصفة الأخيرة للقرآن فهى «و لا تكشف الظلمات إلاّ به» ليس فقط ظلمة الجهل وظلمة الكفر وإنعدام الإيمان والتقوى، بل ليس لظلمات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية دون التعاليم القرآنية. فاليوم وإن ازدهر العالم من حيث الصناعة وقطع أشواطاً في الرقي التطور، مع ذلك فهناك الظلمات الهائلة التي ألقت بظلالها المشؤومة على المجتمعات البشرية التي فأنّ من المعارك والاقتال وسفك الدماء واستضحال أنواع الظلم والجور والاضطهاد والفقر والحرمان، والأنكى من كل ذلك إنعدام الا من والاستقرار وسيادة الفوض والقلق والاضطراب، وما ذلك إلاّ نتيجة مباشرة لغياب معاني الإيمان والتقوى والفقر الاخلاقي والمعنوي، وليس هنالك من سبيل للخروج من هذه المآزق سوى بالتمسك بالقرآن بل الأدهى من ذلك هجر القرآن واللجوء إلى الآراء الظنية والأفكار البشرية القاصرة على مستوى الأحكام من قبل قطاعات واسعة من المسلمين.
هنالك سوال يقتدح في الأذهان وهو: أنّ المجتمع البشري في حالة حركة وتطور مستمر بحيث تستجد يوميا عدّة مسائل على الساحة، فكيف للقرآن أن يواكب هذه الحركة في حين تتصف أحكامه بالثبات وعدم التغيير؟ وكيف يسعه الردّ على المسائل المستحدثة؟
و للإجابة على هذا السؤال نقول: هنالك نوعان من الأحكام في القرآن الكريم هما: الأحكام الجزئية والأحكام الكلّية. فالاحكام الجزئية من قبيل الأحكام التي ذكرت للصلاة ككيفية الوضوء والغسل والتيمم وسائر المسائل كالقبلة وعدد الصلوات وما شابه ذلك.
وأمّا الأحكام الكلّية فيراد بها القواعد العامة الواردة في القرآن والتي تتصف بالسعة والشمولية، كقاعدّة وجوب الوفاء بالعقود والمعاهدات (أَوْفُوا بِالعُقُودِ)(1) وقاعدّة «لا حرج» (و ما جعل عليكم في الدين من حرج)(2) وقاعدّة «لا ضرر ولا ضرار» التي استفيدت من بعض الآيات القرآنية، وهى القواعد التي تلبي المتطلبات الإنسانية في اضفنا إلى القرآن الاُصول والقواعد الكلية التي صرّح بها الائمة(عليهم السلام) في كلماتهم. بعبارة اُخرى: الموضوعات في حالة تغيير مستمر، أمّا الاُصول الكلية فهى ثابتة لا يعتربها التغيير، وتغيير الموضوعات لا يعني سوى تبدل أحكامها حيث تخرج من حكم وتنضوي تحت حكم آخر، وعليه فاننا نستطيع اليوم وبالاستناد إلى القواعد الكلية أن نستنبط كافة الإجابات على المسائل المستحدثة التي لم يرد ذكرها على وجه الخصوص في الكتاب والسنة، فجعلها في كتاب نطلق عليه اسم المسائل المستحدثة، ويقال أن أفضل دليل على إمكان الشيء وقوعه (في إشارة إلى وجود مثل هذه الكتب وبكثرة لاغلب فقهاء الشيعة والتي تصدت للإجابة على كافة المسائل المسجدة اليوم على الساحة).
و من أراد المزيد فليراجع كتب العلماء بشأن المسائل المستحدثة.
1. سورة المائدة / 1.
2. سورة الحج / 78.
لقد صرّح الإمام(عليه السلام) في عبارته الأخيرة بشأن القرآن قائلا: «لا تفنى عجائبه ولا تنقضي غرائبه». فكلما تقادم الزمان واجال العلماء والمفكرون أفكارهم في أسرار القرآن، كشفوا حقائق جديدة كانت خافية عليهم، أضف إلى ذلك فانّ حلاوة القرآن وطلاوته حقيقة خالدة لا تعرف معنى للزمان، وهى الحقيقة التي ثبتت لدينا بالتجربة فما أكثر ما قرآنا القرآن وتلوناه و لا نزداد تجاهه سوى حيوية دون أن نشعر بأدنى ملل أو تعب; ولا غرو فالقرآن كلام الله، وكلام الله كذاته مطلق لا يقيد بالحدود، فهو ليس كلام المخلوق ليكتسب صفات عقله فكره المعروف بالحدود والزمان والمكان، أضف إلى ذلك فانّ الخطاب القرآني متواصل إلى يوم القيامة، فاودعه الله من الأسرار التي تتجدد على مدى الزمان.
و نختتم البحث بحديث الإمام الصادق(عليه السلام) عن الإمام الرضا(عليه السلام) أنّ رجلاً سأل الإمام الصادق(عليه السلام) «ما بال القرآن لايزداد على الدرس والنشر إلاّ غضاضة» فقال الإمام(عليه السلام)لأنّ الله تبارك وتعالى لم يجعله لزمان دون زمان ولا لناس دون ناس فهو في كل زمان جديدعند كل يوم غض إلى يوم القيامة».(1)
1. ميزان الحكمة 8 / 70; بحار الانوار 92 / 15.
ومن كلام له (عليه السلام)
قال للأشعث بن قيس وهو على منبر الكوفة يخطب فمضى في بعض كلامه شيء اعترضه الأشعث فيه فقال يا أمير المؤمنين، هذه عليك لا لك، فخفض(عليه السلام) إليه بصره ثم قال:
«ما يُدْرِيك ما عَلَيَّ مِمّا لِي، عَلَيْك لَعْنَةُ اللّهِ وَلَعْنَةُ اللاَّعِنِينَ! حائِك ابْنُ حائِك! مُنافِقٌ ابْنُ كافِر! وَاللّهِ لَقَدْ أَسَرَك الْكُفْرُ مَرَّةً وَالاِْسْلامُ أُخْرَى! فَما فَداك مِنْ واحِدَة مِنْهُما مالُك وَلا حَسَبُكَ! وَإِنَّ امْرَأً دَلَّ عَلَى قَوْمِهِ السَّيْفَ، وَسَاقَ إِلَيْهِمُ الْحَتْفَ!
لَحَرِيٌّ أَنْ يَمْقُتَهُ الاَْقْرَبُ، وَلا يَأْمَنَهُ الاَْبْعَدُ».(1)
—–
قال السيد الشريف: يريد(عليه السلام) انّه اسري الكفر مرة وفي الإسلام مرة واما قوله: دل على قومه السيف فأراد به حديثاً كان للأشعث مع خالد بن الوليد باليمامة، غر فيه قومه ومكر بهم حتى أوقع بهم خالد وكان قومه بعد ذلك يسمونه «عرف النار» وهو اسم للغادر عندهم.
1. جاء في كتاب مصادر نهج البلاغة عدم وجود الاختلاف بين العلماء في نقل هذه الخطبة،قد نقلها من عاش قبل السيد الرضي، كأبي الفرج الاصفهاني في كتاب الاغاني، وقد توفي الاصفهاني قبل نشر نهج البلاغة 44 سنة (مصادر نهج البلاغة ،1 / 369).
الشرح والتفسير
لابدّ من الإشارة إلى نقطتين قبل الخوض في شرح هذه الخطبة:
1 ـ جاء في التأريخ بشأن الأشعث أنّ أسمه الأشعث معدى كرب، وأبوه قيس الأشجّ سمى الأشجّ; لأنّه شُجّ في بعض حروبهم بن معدى كرب بن معاوية. وأم الأشعث كبشة بنت يزيد بن شُرحبيل بن يزيد بن امرىء القيس بن عمرو المقصور الملك.
كان الأشعث أبداً أشعث الرأس، فسمِّي الأشعث، وغلب عليه حتى نُسي اسمه.
2 ـ امّا بشأن المناسبة التي دعت الإمام(عليه السلام) لمخاطبة الأشعث بهذه الكلمات فهناك إختلاف بين العلماء فقد ورد في رواية أنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) استوى جالساً على منبر الكوفة فاخرج كتاباً فيه كلام رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «المسلمون تتكافؤ دماؤهم وهم يد على من سواهم من أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والناس أجمعين»(1).
فانبرى الأشعث بن قيس المنافق قائلا:«هذا والله عليك لا لك» فخفض الإمام(عليه السلام) إليه بصره فخاطبه بهذه الكلمات أمام الملأ. ولعل مراد الأشعث بن قيس إذا كانت دماء المسلمين متكافئة وهم يد على من سواهم، فما معنى قتالك لطائفة من المسلمين؟ (و الحال أن المنافقين الذين أوقدوا نار الجمل وصفين والنهروان كانوا يرون الإمام(عليه السلام) خليفة رسول الله(صلى الله عليه وآله)فبالاضافة إلى نص النبي(صلى الله عليه وآله)على خلافته فقد بايعه الناس).
نعود الآن إلى شرح الخطبة، فقد رد الإمام(عليه السلام) على الأشعث بن قيس حين اعترضه بقوله «يا أميرالمؤمنين هذا عليك لا لك» فقال: «ما يدريك ما علي ممّا لي».
حيث أراد الإمام(عليه السلام) أنّك لم تفهم كلامي وما أريد أن أقول. فمرادي هو دعوة المسلمين إلى الوحدة وانبههم إلى خطاهم في مسألة التحكيم ليرعووا عن تكرار مثل هذه الاخطاء، إلاّ أنّك فهمت الكلام بالعكس. ثم اغلظ عليه(عليه السلام)فقال: «عليك لعنة الله ولعنة اللاعنيين».
و يشهد تاريخ الأشعث وسيرته الخبيثة أنّه كان مستحقاً لمثل هذه اللعنة وعلى حد قول ابن أبي الحديد فانّ كل فساد في خلافة علي(عليه السلام) وكل اضطراب حدث فاصله الأشعث(2) ثم
1. ورد في عدّة روايات ان المراد بقوله «من أحدث حدثا» القتل وسفك الدماء وهو المعنى الانسب لهذه العبارة، راجع وسائل الشعية، 19 / 11ـ19 ابواب القصاص، الباب 4و8 .
2. شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد 2 / 279.
قال(عليه السلام)«حائك بن حائك، منافق بن كافر».
إختلفت أقول الشرّاح بشأن المراد من «حائك» فقد حملها البعض على المعنى الظاهري على أنّ الحياكة كانت شغلاً للأشعث وأبيه وقد كانت مهنة تمارس من الطبفة الوضيعة في المجتمع آنذاك البعيدة عن معاني المعارف الدينية والاداب الاجتماعية والمدنية، غير أنّ هذا المعنى لاينسجم وما ورد في ترجمة الأشعث وأبيه; لأنّهما لم يكونا يعملان بهذه المهنة.
و ذهب البعض الآخر إلى أنّ المراد بها الإنسان المتكبر والأناني لأنّ احد معاني «حائك» بمعنى الشخص الذي يتبختر في مشيه ويتكبر(1) وأخيراً قيل بأنّ المراد بها المعنى الكنائي وهو حياكة الأباطيل والأكاذيب وهذا ما كانت عليه سيرة الأشعث وأبيه; ولا تقتصر هذه الكناية على اللغة العربية فحسب بل وردت في سائر اللغات أيضاً.
والجدير بالذكر فانّ هناك رواية أشارت بوضوح إلى هذا المعنى، فقد ورد الكلام عن الحائك عند الإمام الصادق(عليه السلام) فقال(عليه السلام): «انّه ملعون، الحائك ملعون» ثم قال(عليه السلام) في تفسير ذلك «إنّما ذلك الذي يحوك الكذب على الله وعلى رسوله»(2).
إمّا أنّ الإمام(عليه السلام) عده منافقاً فذلك ممّا لا نقاش فيه لأنّ أفعاله في زمان حكومة الإمام(عليه السلام)إنّما تشير إلى أنّه كان من رؤوس النفاق، فقد كان يشكل أحد العوامل التي أدت إلى شهادة أميرالمؤمنين على(عليه السلام) وفشل المسلمين في معركة صفين ونشوب معركة النهروان وبروز مسألة التحكيم، وقد كان في أصحاب أمير المؤمنين(عليه السلام) كما كان عبد الله بن أبي بن سلول في أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) كل واحد منهما رأس النفاق في زمانه.(3) وزيدة الكلام فانّ نفاقه أشهر من نار على علم، وامّا التعبير بالكفار عن أبيه فذلك من مسلمات التاريخ حيث كان من المشركين وقد قتل في الجاهلية إثر خلافات قبلية.
ثم قال(عليه السلام): «والله لقد أسرك الكفر مرة والإسلام اُخرى! فما فداك من واحدة منهما مالك ولاحسبك». فقد أورد ابن أبي الحديد: فأمّا الأسر الذي أشار إليه أميرالمؤمنين(عليه السلام) إليه في الجاهلية فقد ذكره ابن الكلبي في «جهرة النسب» فقال: إنّ مُرادا لما قتلت قيساً الأشجّ، خرج
1. «حائك»: وتأتي أحيانا من مادة «حوك» بمعنى الحياكة والنسيج، وتأتي أحيانا من «حيك» بمعنى التكبر والخيلاء أثناء المشي.
2. وسائل الشيعة، 12 / 101، الباب 23، من أبواب ما يكتسب به، الحديث 2.
3. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 / 296.
الأشعث طالباً بثأره، فخرجت كِندة مُتساندين على ثلاثة ألوية: على أحد الألوية كَبْس ابن هانى بن شُرَحْبيل بن الحارث بن عدىّ بن ربيعة بن معاوية الأكرمين ويعرف هاني بالمطلع، لأنّه كان يغزو فيقول: اطّلعتُ بني فلان، فسمِّى المُطلِع، وعلى أحدها القشعم أبو جبر بن يزيد الأرقم. وعلى أحدها الأشعث أبو جبر، وأسر الأشعث، ففُدى بثلاثة آلاف بعير، لم يفدَ بها عربي بعده ولا قبله، وأمّا الأسر الثاني في الإسلام، فإنّ رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)لما قدمت كنده حجّاجاً قبل الهجرة، عرض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله نفسه عليهم، كما كان يعرض نفسه على أحياء العرب، فدفعه بنو وَليعَةَ، من بني عمرو بن معاوية ولم يقبلوه، فلما هاجر(صلى الله عليه وآله)وتمهدت دعوته، وجاءته وفود العرب، جاءه وفد كِندة، فيهم الأشعث وبنو وَليعةَ فأسلموا فأطعم رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) بني وَليعة طُعمة من صدقات حَضْرَ مَوت، وكان قد استعمل على حَضْرَ موت زياد بن لبيد البياضيّ الأنصاري، فدفعها زياد إليهم، فأبوا أخذها، وقالوا: لا ظهر لنا، فابعث بها إلى بلادنا على ظهر من عندك، فأبي زياد، وَحَدَث بينهم وبين زياد شرّ، كاد يكون حرباً، فرجع منهم قوم إلى رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)، وكتب زياد إليه(عليه السلام) يشكوهم.
وفي هذه الوَقعة كان الخبر المشهور عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) قال لبني وَليعةَ: «لَتنَتَهُنّ يا بني وَليعة، أولاً بعثَنّ عليكم رجلاً عديل نفسى، يقتل مُقاتلتكم، وبشيء ذراريكم». قال عمر بن الخطاب: فما تمنيت الإمارة إلاّ يومئذ، وجعلت أنصب له صدرى رجاء أن يقول: هو هذا، فأخذ بيد على عليه السلام، وقال: «هو هذا».
ثم كتب لهم رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) إلى زياد، فوصولا إليه الكتاب، وقد توفّى رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)وطار الخبر بموته إلى قبائل العرب، فارتدّت بنو وَليعة، وغنّتْ بَغاياهم، وخَضَبْنَ له أيديهُنَّ.
وقال محمد بن حبيب: كان إسلام بني وَليعه ضعيفا، وكان رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) يعلم ذلك منهم. ولما حجّ رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)حجّة الوداع، وانتهى إلى فم الشَّعب دخل أسامة بن زيد ليبول، فانتظره رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله، وكان أسامة أسوة أفْطس، فقال بنو وَليعةَ: هذا الحبشى حَبَسنا! فكانت الرّدة في أنفسهم.
قال أبو جعفر محمد بن جرير: فأمّر أبوبكر زياداً على حضر موت، وأمره بأخذ البيعة على أهلها واستيفاء صدقاتهم، فبايعوه إلاّ بني وليعة، فلما خرج ليقبض الصّدقات من بني عمرو بن معاوية، أخذ ناقةً لغلام منهم يعرف بشيطان بن حُجر، وكانت صفيّة نفيسة، اسمها شذرة، فمنعه
الغلام عنها، وقال: خذ غيرها، فأبى زياد ذلك ولجّ، فاستغاث شيطان بأخيه العدّاء بن حُجْر، فقال لزياد: دَعْها وخذ غيرها، فأبى زياد ذلك، وَلَجّ الغلامان في أخذها ولجّ زياد وقال لهما: لا تكونَنّ شذرة عليكما كالبَسوس، فهتف الغلامان: يالعمرو! أُنضام ونُضطهد! إنّ الذليل مَنْ أكِلَ في داره. وهتفا بمسروق بن معدى كرب، فقال مسروق لزياد أطلقها.
ثم قام فأطلقها، فاجتمع إلى زياد بن لَبيد أصحابه، واجتمع بنو وَليعة، وأظهروا أمرهم، فبيّتهم زياد وهم غارون، فقتل منهم جمعا كثير، ونهب وسبى، ولحق فلُّهم بالأشعث بن قيس، فاستنصروه فقال: لا أنصركم حتى تملِّكونى عليكم. فملّكوه فخرج إلى زياد في جمع كثيف، وكتب أبو بكر إلى المهاجر ابن أبي أمية وهو على صنعاء، أن يسير بمن معه إلى زياد، فاستخلف على صنعاء، وسار إلى زياد، فلقواالأشعث فهزموه وقُتِل مسروق، ولجأالأشعث والباقون إلى الحصن المعروف بالنُّجَيْر. فحاصرهم المسلمون حصاراً شديداً حتى ضعفوا، ونزل ليلا إلى المهاجر وزياد، فسألهما الأمان على نفسه، حتى قدما به على أبى بكر فيرى فيه رأيه; على أن يفتح لهم الحصن ويُسْلم إليهم من فيه. فحملواالأشعث إلى أبي بكر مؤثقاً في الحديد، فعفى عنه وزوّجه، أخته أمّ فروة بنت أبى قُحافة وكانت عمياء فولدت للأشعث محمداً وإسمعيل وإسحاق.
لعل هنالك من يصاب بالذهول ممن لا يعرف مدى نفاق الأشعث بن قيس لهذا الاصطدام العنيف الذي اتبعه الإمام إزائه حتى خاطبه بلعنة الله والناس أجمعين، ثم وصفه بتلك الصفات الشائنة كقوله: «حائك بن حائك، منافق بن كافر، والله لقد أسرك الكفر مرة والإسلام اُخرى! فما فداك من واحدة منهما مالك ولا حسبك! وإن إمراً دلّ على قومه السيف وساق إليهم الحتف! لحري أن يمقته الأقرب، ولا يأمنه إلأبعد» ألا أنّ أدنى نظرة إلى التاريخ الاسود الذي حفلت به حياة هذا المنافق لتكشف عن مدى فساده وافساده للوسط الإسلامي، بل كان منقوتا حتى في الجاهلية، إلى جانب كونه اليد الخبيثه في تأجيج نار الحروب حتى اشتهر بلقب «عرف النار».
نعم، ليس هنالك ما يثير الدهشة والعجب في مخاطبته بهذه الكلمات من قبل الإمام(عليه السلام).
والواقع لم يرد في كلام الإمام(عليه السلام) سوى بعض صفاته الشنيعة التي تحتم على القائد الحكيم في ظل بعض الظروف أن يعري بعض الأفراد المتآمرين أمام أعين الاُمّة وانظارها لكي لا تنطلي عليها حيله والأعيبه، ولا سيما طائفة الشباب من المجتمع التي قد لا تمتلك الاطلاع الكافي عن حياة وماضي اُولئك الأفراد، اذن فقد كانت كلماته من قبل التعريف به للاُمّة، لأنّها إنطلقت بدافع الإساءة والسب والشتم.
لعل ما ورد في الخطبة المذكورة يثير لدى البعض هذا السؤال:
إذا كانت للأشعث بن قيس مثل هذه السابقة في الغدر والنفاق واثارة القلاقل والمفاسد، لم صبر عليه الإمام (عليه السلام) ولم يأمر بقتله؟ والجواب على هذا السؤال هو أن تعامل أئمة المسلمين مع عناصر النفاق ينطوي على شيء من التعقبيد; فقد كانت عناصر النفاق تعيش الازدواج في تظاهرها بالاسلام وأدائها لشعائره من قبيل الصوم والصلاة وقراءة القرآن، واضمارها للكفر والتآمر والخيانة والفساد وعليه فالاصطدام بهم قد يؤدي إلى إثارة بعض التوترات وتعالي أصوات الرأي العام في قتل المسلمين من أهل القبلة دون التورع في سفك دمائهم، ولا سيما بالنسبة للأشعث الذي كان ينتمي إلى قوم وقبيلة; الأمر الذي يصعد من حدة التوتر لا محالة.
و قد شهد الرسول(صلى الله عليه وآله) مثل هذه المشكلة، بل كانت أعظم حدة ممّا هى عليه في عهد أميرالمؤمنين(عليه السلام)حتى ورد عنه(صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «لولا أنّي أكره أنّ يقال ان محمداً(صلى الله عليه وآله) استعان بقوم حتى إذا ظفر بعدوه فتلهم لضربت أعناق قوم كثير».(1)
أجل فقد كانت هنالك طوائف من المنافقين التي إندست بين صفوف المسلمين، بل كانت تشهد حتى الغزوات إلى جانبهم، ولعل الاصطدام بهم كان يعني أن الإسلام لايقيم وزنا لدماء المسلمين، ومن هنا لم نسمع بان رسول الله(صلى الله عليه وآله) أمر بقتل أحدهم طيلة حياته المباركة، إلاّ أنّ ذلك لم يكن ليمنع الرسول(صلى الله عليه وآله) بل القرآن في التصدي لهم وتعريتهم أمام الاُمّة.
—–
1. وسائل الشيعة، أبواب حد المرتد / الباب 5 ح 3.
ومن كلام له (عليه السلام)
وفيه ينفر من الغفلة وينبه إلى الفرار للّه
«فَإِنَّكُمْ لَوْ قَدْ عَايَنْتُمْ مَا قَدْ عَايَنَ مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ لَجَزِعْتُمْ وَوَهِلْتُمْ، وَسَمِعْتُمْ وَأَطَعْتُمْ، وَلَكِنْ مَحْجُوبٌ عَنْكُمْ ما قَدْ عايَنُوا، وَقَرِيبٌ ما يُطْرَحُ الْحِجابُ! وَلَقَدْ بُصِّرْتُمْ إِنْ أَبْصَرْتُمْ، وَأُسْمِعْتُمْ إِنْ سَمِعْتُمْ، وَهُدِيتُمْ إِنِ اهْتَدَيْتُمْ، وَبِحَقّ أَقُولُ لَكُمْ: لَقَدْ جاهَرَتْكُمُ الْعِبَرُ، وَزُجِرْتُمْ بِما فِيهِ مُزْدَجَرٌ، وَما يُبَلِّغُ عَنِ اللّهِ بَعْدَ رُسُلِ السَّماءِ إِلاَّ الْبَشَرُ».(1)
—–
الشرح والتفسير
لقد حذر الإمام(عليه السلام) الاُمّة من الغفلة ودعاها للتحلي باليقظة وتدارك ما فاتها من خلال العبودية والطاعة خشية من الأحداث التي تتنظرها في المستقبل القريب. فقد استهل
1. أورد المرحوم الكليني في كتاب الكافي في باب «ما يجب من حق الإمام على الرعية» بعض هذه الخطبة في ذيل رواية (راجع كتاب الكافي، 1 / 405 ح 3، باب ما يجب من حق الإمام على الرعية).
كلامه(عليه السلام)بالقول «فانّكم لو قد عاينتم ما قد عاين من مات منكم لجزعتم ووهلتم(1) وسمعتم واطعتم».
و الذي يستفاد من الروايات أنّ الإمام(عليه السلام) قد القى هذه الخطبة في الجمعة الاولى بعد البيعة، و قد حذر الاُمّة ـ طبق رواية الكافي ـ من خيانة ائمتها ودعاها إلى الوحدة ورص الصفوف واجتناب الاختلاف والفرقة، ثم أورد هذه الكلمات لتأكيد المعنى المذكور. امّا ما هى المواضيع التي سيشهدها الإنسان في عالم ما بعد الموت بعد أن تطرح عنه الحجب فيسوده القلق والاضطراب والجزع، فهذا ممّا اختلفت فيه أقوال العلماء، لكن المسلم به أن هناك موضوعين مهمين: أحدهما انّه سيرى نتائج أعماله وما ينتظره من جزاء وعقاب عليها، والثاني مدى الحسرة والأسف الذي سيشعر به تجاه تقصيراته التي صدرت منه في حياته الدنيا،الإمكانات التي كان من شأن إستثمارها أن تبلغ به السعادة والفلاح والفوز بالقرب الإلهي ومجاورة الرحمن، غير أنه ضيع كل تلك الفرص، والادهى من ذلك لاسبيل إلى الرجوع إلى الحياة ثانية.
ثم قال(عليه السلام): «ولكن محجوب عنكم ما قد عاينوا، وقريب ما يطرح الحجاب» نعم أنّ هذه الحجب هى التي جعلتكم تغطون في هذه الغفلة وتتعلقون بالدنيا وتغترون بها، ولكن اعلموا إنّ هذه الحجب آيلة إلى الزوال وسترون الاشياء والحقائق كما هى حيث لاينفع حينها القلق والجزع والفزع، كما ليس هنا لك من مجال للتوبة.
وهنا يبرز هذا السؤال: لم لا يطرح البارىء سبحانه هذه الحجب عن الإنسان في الحياة الدنيا لينتبه إلى نفسه ولا يعيش السكر والغفلة؟ يبدو أنّ الآيات القرآنية قد تكفّلت بالإجابة على هذا السؤال: فلو طرحت هذه الحجب ورأى الناس الحقائق على صورتها فانّ أدنى تمرد سيؤدي إلى مواجتهم للعذاب الشديد حيث لم يعدّ هنالك من عذر للتقصير.
فقد صرّحت الآية الثامنة من سورة الانعام و(ولو أنزلنا ملكاً لقضي الأمر ثم لا ينظرون).
و بغض النظر عن هذا الأمر فانّ الإيمان من جراء مشاهدة الحقائق المترتبة على ما بعد الموت سوف لن يكون مدعاة للعبودية والطاعة وسيكون نوعاً من الاجبار والاضطرار، كما
1. «وهلتم» من مادة «وهل» على وزن «وهب» بمعنى فقد صبره في مقابل الحوادث الصعبة، وتأتي بمعنى الخوف واحيانا بمعنى التأوه والأنين.
نشاهد ذلك في الأفراد ـ حتى الصبية منهم ـ حين يبدون ردود فعلهم المباشرة إذا ما إقتربت أيديهم من النار، فاجتناب المعصية على هذا الضوء سوف لن يكون بدافع من الورع والتقوى و العبودية أبداً.
أمّا قوله(عليه السلام) «قريب ما يطرح الحجاب» فعمر الإنسان مهما كان ليس سوى لحظات عابرة مقارنة بعمر الدنيا وزمان الآخرة. ثم أشار الإمام(عليه السلام) إلى مسألة مهمّة بهذا الشأن وهى أنّكم وإن لم تروا عالم ما بعد الموت، إلاّ أنّ الأدلة عليه قائمة لديكم ومعالمه واضحة أمامكم «ولقد بصرتم ان ابصرتم، واسمعتم ان سمعتم، وهديتم إن اهتديتم».
وعليه فليس هنالك من عذر لمن ضل السبيل وأخطأ المسيرة، فالحقائق المرتبطة بعالم الآخرة وان حجبت عنكم، إلاّ أنّكم على علم بها من خلال ثلاثة طرق: الأول من الاعتبار بما تشاهدونه في هذا العالم، فاثار الفراعنة وقبور الأسلاف لأدلة واضحة على العاقبة المريرة التي تنتهي إليها مسيرة الأقوام الظالمة والتي تشير إلى أنّ الله بالمرصاد، كما لديكم الكتب السماوية و الرسالات النبوية، أضف إلى ذلك فانّ الأدلة العقلية ليست بالقليلة وهى تقودكم بكل بساطة إلى المعاد واليوم الآخر.
و عليه فعبارته(عليه السلام) إنّما تشير إلى الأدلة الحسية والنقلية والعقلية.
كما يحتمل أن تكون الجملة الاولى إشارة إلى الأدلة الحسية والعقلية (لأنّ البصيرة تطلق على الإدراك العقلي أيضا) والجملة الثانية تلمح إلى الأدلة النقلية، بينما تشير الجملة الثالثة الهداية الناجعة من هذه الادلة. ثم قال(عليه السلام): «وبحق أقول لكم: لقد جاهرتكم العبر»
فالعالم مليىء بحوادث العبرة والاعتبار التي لا تخفى على أحد، فتلك آثار الفراعنة والأقاصرة والأكاسرة التي تخبر عن أحوال من كان من الاُمم السالفة. وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم بقوله: (وَ إِنَّـكُمْ لَـتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِـينَ* وَبِاللَّـيْلِ أَفَـلا تَـعْقِلُونَ)(1)
و قال ايضا: (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنّات وَعُيُون * وَزُرُوع وَمَقام كَرِيم * وَنَعْمَة كانُوا فِـيها فاكِهِـينَ* كَذ لِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ). وقال في موضع آخر (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ)(2).
1. سورة الصافات / 137ـ138.
2. سورة الدخان / 25ـ29.
فقد شحن القرآن بهذه الآيات إلى جانب الروايات الإسلامية التي أكدت هذا المعنى. الاُدباء والشعراء تعرضوا لهذه الحوادث في نتاجانهم ممّا يثبت حقيقة قوله(عليه السلام): «لقد جاهرتكم العبر». ثم قال(عليه السلام): «و زجرتم بما فيه مزدجر»(1). ولعل هذا الزجر يستند إلى لسان التكوين الذي ينطلق من أعماق التاريخ واخبار الماضين كما صور ذلك القرآن الكريم (وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الأَنْباءِ ما فِـيهِ مُزْدَجَرٌ)(2).
أو عن طريق لسان التشريع والوحي الذي ورد في الكتب السماوية. وعليه فقد تمت الحجة تكويناً وتشريعاً ولم يعدّ هنالك من عذر. ثم قال(عليه السلام): «و ما يبلغ عن الله بعد رسل السماء إلاّ البشر». فما هذا الانتظار؟ أتتوقعون أن تهيط عليكم الملائكة ويتلون عليكم الآيات؟ فقد تشدق بذلك الكفار على عهد النبي(صلى الله عليه وآله)قائلين: (لَوْ ما تَأْتِـينا بِالمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقِـينَ)(3). فرد عليهم القرآن بالقول:(ما نُنَـزِّلُ المَلائِكَةَ إِلاّ بِالحَـقِّ وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ)(4) وخلاصة القول فان الله قد أتم حجته عن طريق المشاهدات الحسية لآثار الاُمم السابقة ومن خلال العقل وأخيراً الوحي، وليس لاحد أن يخرج عن سبيل الطاعة بحجة «لولا أنزل علينا الملائكة».
صحيح أنّ هنالك الاغشية الغليظة التي تحول بيننا وبين ذلك العالم وأنّ الحجب الظلمانية لا تدعنا نرى حوادث عالم البرزخ (و ينبغي أن يكون الأمر كذلك ; فلو طرحت الحجب لفقد الامتحان حرارته ولا نطلق الجميع في حالة شبه إضطرارية نحو الحق فلم يعدّ هنالك من معيار لتمييز المطيع من العاصي)، غير أنّ الآيات القرآنية والروايات الإسلامية الواردة عن أئمة
1. «زجرتم» و«مزدجر» من مادة «زجر» بمعنى الصدعن عمل بصوت عال، ثم اطلق على كل منع صدر كما يستعمل في التهي عن الذنوب.
2. سورة القمر / 4.
3. سورة الحجر / 7.
4. سورة الحجر / 8 .
العصمة(عليه السلام) قد أشارت إلى طبيعة هذا العالم المرعب، كما بينت مدى الهلع الذي يعتري الإنسان حين مشاهدته لملك الموت وحين يرى ما عمل حاضرا أمامه، فينطلق صوته «ربّ ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت»(1) فيأتيه الجواب بالسلب، فليس هنالك من سبيل إلى الرجعة كاستحالة عودة الجنين إلى رحم اُمّه.
و قد أشار الإمام علي(عليه السلام) في بعض خطبه في نهج البلاغة إلى هذا الأمر، من ذلك أنّه قال: «يفكر فيم أفنى عمره وفيم أذهب دهره ويتذكر أموالاً جمعها اغمض في مطالبها... واشرف على فراقها تبقى لمن ورائه»(2) أجل أنّ كل هذا الجزع والفزع من جراء مشاهدة ذلك العالم الخطير ورؤية ملك الموت. وقد أسمعنا أولياء الله من ائمة الدين ما ينبغي سماعه عن تلك المنازل المرعبة، إن كانت لنا آذانا صاغية.
«اللّهم ارزقنا عيناً بصيرة واذناً سميعة وقلباً حافظاً، لنتزود لتلك الدار قبل وفاتنا وفوات الأوان، فنحلق إلى ذلك العالم بقلب مطمئن ونفس واثقة ونفوز بقرب اوليائك من الشهداء والصديقين «و حسن اُولئك رفيقا».
اللّهم تقبل منّا هذا الجهد المتواضع ومن علينا باكماله بفضلك ورحمتك.
الختام
النصف من شهر رمضان المبارك
الولادة الميمونة للإمام المجتبى(عليه السلام)
سنة 1416 الموافق 7/3/1995 م
1. سورة مؤمنون / 99 ـ 100.
2. نهج البلاغة، الخطبة 109.