![]() |
![]() |
ثم بيّن هذا المعلم الرباني إثر ذلك وبالنظر إلى علمه بمفارقة الدنيا عاجلاً بعض الدروس والعبر التي يمكن للآخرين الاستفادة منها والتي من شأنها إيقاظهم من غفلتهم فقال: «وَإِنَّمَا كُنْتُ جَاراً جَاوَرَكُمْ بَدَنِي أَيَّاماً، وَسَتُعْقَبُونَ مِنِّي جُثَّةً خَلاَءً(2) سَاكِنَةً بَعْدَ حَرَاك(3)، وَصَامِتَةً بَعْدَ نُطْق».
ثم استنتج مباشرة: «لِيَعِظْكُمْ هُدُوِّي(4)، وَخُفُوتُ(5) إِطْرَاقِي(6)، وَسُكُونُ أَطْرَافِي، فَإِنَّهُ أَوْعَظُ لِلْمُعْتَبِرِينَ مِنَ الْمَنْطِقِ الْبَلِيغِ وَالْقَوْلِ الْمَسْمُوعِ».
حقّاً أنّ الأمر كذلك فالمتحكمون مهما كانوا فصحاء وبلغاء، والسامعون مهما كانوا صاغين ولكن هناك فارق كبير بين النظر والسماع، فيا لها من عبرة أن ترى ذلك الرجل الشجاع الذي ذاع صيته في الأرجاء وهو الآن طريح الفراش جثة هامدة لا يقوى حتى على تحريك جفن عينيه، كما لا تقوى شفتاه على الحركة وهذا ما ينطوي على أعظم درس وعبرة حيث يشاهد الإنسان بعينه أفول القوة والقدره فيغرق في هالة من التفكير، وهل لواعظ القدرة على إبراز هذا التأثير؟
وأخيراً إختتم الوصيّة بتوديع الناس، ذلك الوداع الأليهم فقال: «وَدَاعِي لَكُمْ وَدَاعُ امْرِىً مُرْصِد(7) لِلتَّلاَقِي! غَداً تَرَوْنَ أَيَّامِي، وَيُكْشَفُ لَكُمْ عَنْ سَرَائِرِي، وَتَعْرِفُونَنِي بَعْدَ خُلُوِّ مَكَانِي وَقِيَامِ غَيْرِي مَقَامِي».
نعم، فحين رجل مظهر العدل ذلك الزعيم الشفيق والرؤوف، وحين غادر الناس تلك
1. «مخط»: من مادة «خط» بمعنى محل الخطوط.
2. «خلاء»: بمعنى خالية.
3. «حراك»: وحركة لها معنى واحد.
4. «هدو»: على وزن غلو بمعنى السكون وعدم القدرة على الحركة.
5. «خفوت»: بمعنى السكون والتوقف عن الحركة.
6. «اطراق»: خفض العين لضعف الأجفان.
7. «مرصد»: من مادة «ارصاد» بمعنى الاستعداد والانتظار.
الكنوز العلمية التي كانت تجري على لسان الإمام (عليه السلام) وحل محلّه جبابرة بني اُمية الذي لا يجيدون سوى لغة الظلم والجور ولا يفكرون سوى بأهوائهم وغرائزهم الحيوانية وأراقوا دماء الأبرياء، آنذاك فهم المسلمون من فقدوا، وأية خسارة تكبدوا.
وبناءاً على تقدم فالتعبير بغد لا يثير حسب ظاهر العبارة إلى لعالم البرزخ ولا القيامة (كما ذهب إلى ذلك بعض شرّاح نهج البلاغة)، بل إشارة إلى الأيّام السوداء والمريرة التي مرّت على المسلمين بعد شهادة أميرالمؤمنين علي(عليه السلام).
والعبارة «مُرْصِد لِلتَّلاَقِي»، سواء كانت بمعنى لقاء ملائكة الموت أو الله سبحانه فهى تفيد عدم تعلق روحه المقدّسة سلام الله عليه بهذا العالم المادي الزائل، بل كان متعلقاً بالعالم العلوي والملائكة والذات الإلهيّة المقدّسة، وضربة ابن ملجم كانت المقدمة لذلك الفوز العظيم ولقاء ربّ الكعبة، والشاهد الناصع على ذلك قوله (عليه السلام)حين ضرب: «فُزتُ وَرَبُّ الكَعبَةِ».
—–
وَمِنْ خُطبَة لهُ (عليه السلام)
يومي فيها إلى الملاحم ويصف فئة من أهل الضلال
تتألف الخطبة في الواقع من ثلاثة أقسام:
القسم الأول: يتحدث عن فئة ظلت الطريق القويم وإتجهت نحو الانحراف، ثم تحدث عن إمامة أهل البيت(عليهم السلام)الذين يرون الفتن بمصابيح الهداية وينهضون بهداية الاُمة، الإمامة والزعامة التي تذلل الصعاب وتحرر الاُمم.
القسم الثاني: تحدث عن ضعاف الإيمان الذين يسبحون في الفتن والظلال إثر إتباع أهواء النفس، فئة أخرى راسخة الإيمان وهى تجابه الكفر والشرك وقد نالت القرب الإلهي.
القسم الثالث: الذي أشار إلى الأفراد الذين تراجعوا القهقري بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقطعوا أواصر الإيمان وجانبوا أولياء الله سبحانه والتحقوا بأعدائه وقد اقتلعوا اُسس الولاية وحولوها إلى غير موضعها.
—–
1. سند الخطبة:
السند الوحيد الذي ورد في كتاب مصادر نهج البلاغة هو كتاب المسترشد للطبري الذي نقل أقساماً من أخر هذه الخطبة باختلاف، ويفهم من رواية الطبري أنّ هذه الخطبة أطول مما نقل المرحوم السيد الرضي وقد إكتفى السيد الرضي (رحمه الله) حسب طريقته ببعض مقاطعها (مصادر نهج البلاغة 2/337).
«وَأَخَذُوا يَمِيناً وَشِمَالاً ظَعْناً فِي مَسَالِكِ الْغَيِّ، وَتَرْكاً لِمَذَاهِبِ الرُّشْدِ. فَلاَ تَسْتَعْجِلُوا مَا هُوَ كَائِنٌ مُرْصَدٌ، وَلاَ تَسْتَبْطِئُوا مَا يَجِيءُ بِهِ الْغَدُ. فَكَمْ مِنْ مُسْتَعْجِل بِمَا إِنْ أَدْرَكَهُ وَدَّ أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكْهُ. وَمَا أَقْرَبَ الْيَوْمَ مِنْ تَبَاشِيرِ غَد! يَا قَوْمِ، هذَا إِبَّانُ وُرُودِ كُلِّ مَوْعُود، وَدُنُوٍّ مِنْ طَلْعَةِ مَا لاَ تَعْرِفُونَ. أَلاَ وَإِنَّ مَنْ أَدْرَكَهَا مِنَّا يَسْرِي فِيهَا بِسِرَاج مُنِير، وَيَحْذُو فِيهَا عَلَى مِثَالِ الصَّالِحِينَ، لِيَحُلَّ فِيهَا رِبْقاً، وَيُعْتِقَ فِيهَا رِقّاً، وَيَصْدَعَ شَعْباً، وَيَشْعَبَ صَدْعاً، فِي سُتْرَة عَنِ النَّاسِ لاَ يُبْصِرُ الْقَائِفُ أَثَرَهُ وَلَوْ تَابَعَ نَظَرَهُ. ثُمَّ لَيُشْحَذَنَّ فِيهَا قَوْمٌ شَحْذَ الْقَيْنِ النَّصْلَ تُجْلَى بِالتَّنْزِيلِ أَبْصَارُهُمْ، وَيُرْمَى بِالتَّفْسِيرِ فِي مَسَامِعِهِمْ، وَيُغْبَقُونَ كَأْسَ الْحِكْمَةِ بَعْدَ الصَّبُوحِ!».
—–
الشرح والتفسير
كما ورد سابقاً فانّ هذه الخطبة بالمجموع تتكهن بحوادث المستقبل وتفيد القرائن والعبارات الواردة فيها، أنّ الإمام (عليه السلام) قد أشار إلى الحوادث ما قبل ظهور الإمام المهدي(عليه السلام)ومن ثم قيامه المبارك.
فقد قال الإمام (عليه السلام): «وَأَخَذُوا يَمِيناً وَشِمَالاً ظَعْناً فِي مَسَالِكِ الْغَيِّ، وَتَرْكاً لِمَذَاهِبِ الرُّشْدِ. فَلاَ تَسْتَعْجِلُوا مَا هُوَ كَائِنٌ مُرْصَدٌ(1)، وَلاَ تَسْتَبْطِئُوا مَا يَجِيءُ بِهِ الْغَدُ».
1. «مرصد»: من مادة رصد على وزن «صمد» تعني في الأصل مراقبة الشيء، ويطلق المرصد على الشيء الذي يراقب وينتظر.
ثم خاض الإمام (عليه السلام) في ذكر الدليل لترك الاستعجال فقال: «فَكَمْ مِنْ مُسْتَعْجِل بِمَا إِنْ أَدْرَكَهُ وَدَّ أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكْهُ. وَمَا أَقْرَبَ الْيَوْمَ مِنْ تَبَاشِيرِ(1) غَد!»، إشارة إلى الانتصارات الموعودة بعد الفتن (لاسيّما ظهور المهدي (عليه السلام) الذي وردت الوعود الصريحة في عصر النبي بشأن بسط العدل والقسط في كافة أنحاء العالم)، وفي عدم استعجالها وذلك لأنّ لكل شيء زمان وشرائط، وما لم تحصل الشرائط فهى كالثمار الخام وتقطف من الشجرة فلا يؤدّي ذلك سوى إلى الندم.
ثم خاطب الناس قائلاً بأنّ الآن أوان تحقق ما وعدتم به (من ظهور الفتن والبلابل وسلطة الظلمة وزيادة الضغط على المظلومين): «يَا قَوْمِ، هذَا إِبَّانُ(2) وُرُودِ كُلِّ مَوْعُود، وَدُنُوٍّ مِنْ طَلْعَةِ مَا لاَ تَعْرِفُونَ».
ثم تحدّث بصورة أوضح عن هذا الظهور العظيم فقال: «أَلاَ وَإِنَّ مَنْ أَدْرَكَهَا مِنَّا يَسْرِي فِيهَا بِسِرَاج مُنِير، وَيَحْذُو(3) فِيهَا عَلَى مِثَالِ الصَّالِحِينَ»، ثم تطرق في مواصلته لحديثه إلى برامج ذلك المصلح الكبير بعبارات قصيرة عميقة المعنى، فقال: «لِيَحُلَّ فِيهَا رِبْقاً(4)، وَيُعْتِقَ فِيهَا رِقّاً، وَيَصْدَعَ(5) شَعْباً(6)، وَيَشْعَبَ صَدْعاً، فِي سُتْرَة عَنِ النَّاسِ لاَ يُبْصِرُ الْقَائِفُ(7) أَثَرَهُ وَلَوْ تَابَعَ نَظَرَهُ».
فهذه العبارات تنطبق تماماً على قضية ظهور المهدي (عليه السلام)، لأنّه يقطع أغلال الأسر ويطلق المظلومين ويكسر شوكة الظالمين ويفرق جمعهم، فهو يعيش لسنوات في الخفاء بحيث يعجز أعظم الباحثين عن العثور عليه، وقد أورد البعض من شرّاح نهج البلاغة عدّة تفاسير
1. «تباشير»: بمعنى البشارة وأوائل كل شيء (والذي يشير في الواقع بوروده) وتباشير الصبح بمعنى أوائله، وذهب البعض إلى أنّ تباشير جمع تبشير، ولكن يستفاد من تعبيرات البعض أنّها مفرد أو جمع لا مفرد له.
2. «أبان»: بمعنى بداية ووقت كل شيء.
3. «يحذو»: من مادة حذو على وزن حذف بمعنى الاتباع.
4. «ربق»: بكسر فسيكون حبل فيه عدّة هرا، كل عروة ربقة تشدّ فيه البهم.
5. «يصدع»: من مادة «صدع» تعني في اللغة مطلق الشق، أو شق الأجسام المحكمة، كما وردت بمعنى الاظهار حيث يظهر باطن الشيء بالشق.
6. «شعب»: بمعنى جماعة عظيمة من الناس وتستعمل اليوم بمعنى الاُمة.
7. «قائف»: من مادة «قوف» على وزن خوف بمعنى البحث عن آثار الشيء، ويقال القائف لمن يتتبع آثار الأشياء أوالأفراد، وهذا هو معنى معرفة القيافة.
للعباره، وحيث لا يجدر الالتفات إليها فاننا نعزف عن ذكرها.
والجدير بالذكر أنّ شارح نهج البلاغة ابن أبي الحديد المعروف بتعصبه بالنسبه لأغلب المسائل المرتبطة بالإمامة، صرّح في شرحه للعبارة المذكورة: «وَإِنَّ مَنْ أَدْرَكَهَا مِنَّا يَسْرِي فِيهَا بِسِرَاج مُنِير»، إلى أنّ المراد بها مهدي آل محمد (صلى الله عليه وآله)، كماترى إنطباق سائر الصفات المذكورة عليه، وإن كان اعتقاد العامّة بالنسبة للإمام المهدي (عليه السلام) أنّه يولد في آخر الزمان(1).
ثم أشار في ختام هذا المقطع من الخطبة إلى أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) وأوصافهم: «ثُمَّ لَيُشْحَذَنَّ(2) فِيهَا قَوْمٌ شَحْذَ الْقَيْنِ(3) النَّصْلَ تُجْلَى بِالتَّنْزِيلِ أَبْصَارُهُمْ، وَيُرْمَى بِالتَّفْسِيرِ فِي مَسَامِعِهِمْ، وَيُغْبَقُونَ(4) كَأْسَ الْحِكْمَةِ بَعْدَ الصَّبُوحِ!».
ويستفاد من العبارات إلى أنّ أصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) هم من الرجال الشجعان والعلماء الذين أعدوا سلفاً وعملية بنائهم مستمرة متواصلة، وقلوبهم نابضة بآيات القرآن وتفسير كلمات ا سبحانه، وهم دائموا التعلم صباح مساء ويزدادون إستعداداً وتأهباً، ولكن من هذا الذي أعدهم مسبقاً؟ هل حصل ذلك بأنفسهم أو لديهم بعض الأساتذة الذين أمروا باعدادهم؟ أم لإرتباطهم بإمامهم ومعلمهم الغائب؟ القضية ليست واضحة لدينا بالضبط، ولكن على كل حال أنّهم أفراد أعدوا للمساعدة في هذه الثورة العظيمة حتى وصفهم ابن أبي الحديد بالعرفاء، فممن جمع فيهم الزهد والحكمة والشجاعة فهم أصحاب ولي الله الذي إصطفاه(5).
ويفهم ممّا مرّ معنا في هذا القسم من الخطبة أنّ الإمام (عليه السلام) قد بشّر المسلمين بفجر مضيىء بعد تلك الظلمات، وهو الفجر الذي يأتي به ولده الميمون المهدي (عج) وبشروق شمس جماله تنجاب الظلمات.
—–
1. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 9/128.
2. «ليشحذن»: من مادة «شحذ» تعني في الأصل حدّ السكين، إلاّ أنّها وردت بمعنى حدّ الذكاء والاستعداد.
3. «القين»: بمعنى الحداد، ولهذه المفردة معنى مصدري يعني الحدادة والإعداد.
4. «يغبقون»: من مادة غبوق بمعنى يسقو بالماء في مقابل صبوح بمعنى يشرب وقت الصباح ومصدرها غبق على وزن غبن.
5. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 9/129.
وردت في هذه الخطبة الشريفة في الفصل الشابق ـ كسائر خطب نهج البلاغة ـ البشارة بظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، البشارة التي وصلتنا من خلال الروايات المتواترة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومن هنا إتفق علماء الإسلام من الفريقين على هذا الأمر، ولم يشذ سوى النزر اليسير الذين يعانون من انحراف فكري، حتى سطر أبرز علماء العامّة كتباً تحت عنوان تواتر روايات المهدي (عليه السلام)(1).
ويستفاد من هذه الخطبة كأغلب روايات النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأئمة أهل البيت(عليهم السلام) أمران:
الأول: أنّ هذا الظهور المقدّس بهدف إزالة بساط الظلم ونشر التوحيد والعدل سيكون في زمان يعم فيه الفساد العالم، أي يملّ الناس الظلم والجور وتغلق طرق الصلاح وتثبت جميع المدارس والقوانين البشرية فشلها وهزيمتها، وهذا ما يضاعف من استقبال تلك الحكومة الإلهيّة.
الثاني: أنّ أصحاب المهدي(عليه السلام) وبهدف إجراء هذا المشروع العالمي الإنساني العظيم هم من الأفراد الشجعان والعلماء والحلماء والرهن لإمثتال الأوامر.
ونختتم هذا البحث بحديث عن الصحابي المعروف أبي سعيد الخدري في مسند أحمد بن حنبل قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتّى تَمتَلأ الأَرضُ ظُلمَاً وَعُدواناً، قال: ثُمَّ يَخرُجُ رَجلٌ مِنْ عِترَتِي أَو مِن أَهلِ بَيتِي يَملأُها قِسطَاً وَعَدلاً كَمَال مُلِئَتْ ظُلماً وَعُدواناً»(2).
كما ورد مثل هذا المعنى باختلاف طفيف في سنن أبي داود(3).
—–
1. ومن ذلك كتاب للعالم المعروف الشوكاني تحت عنوان التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر (راجع كتاب نفحات القرآن 10/423).
2. مسند أحمد 3/36.
3. سنن أبي داود 4/152.
منهَا: «وَطَالَ الاَْمَدُ بِهِمْ لِيَسْتَكْمِلُوا الْخِزْيَ، وَيَسْتَوْجِبُوا الْغِيَرَ; حَتَّى إِذَا اخْلَوْلَقَ الاَْجَلُ، وَاسْتَرَاحَ قَوْمٌ إِلَى الْفِتَنِ، وَأَشَالُوا عَنْ لَقَاحِ حَرْبِهِمْ، لَمْ يَمُنُّوا عَلَى اللّهِ بِالصَّبْرِ، وَلَمْ يَسْتَعْظِمُوا بَذْلَ أَنْفُسِهِمْ فِي الْحَقِّ; حَتَّى إِذَا وَافَقَ وَارِدُ الْقَضَاءِ انْقِطَاعَ مُدَّةِ الْبَلاَءِ، حَمَلُوا بَصَائِرَهُمْ عَلَى أَسْيَافِهِمْ، وَدَانُوا لِرَبِّهِمْ بِأَمْرِ وَاعِظِهِمْ».
—–
الشرح والتفسير
اختلف شرّاح نهج البلاغة في هذا القسم من الخطبة وذلك لأنّ الضمائر التي وردت في هذا القسم والأوصاف لا تبد منسجمة، ومن هنا قال بعض الشرّاح بوجود تقدير في العبارات، واعتقدوا بأنّ عدم الإنسجام هذا يرتبط إختيار السيد الرضي (رضي الله عنه)، فلعل عدم الإنسجام هذا يزول لو نقل المرحوم جميع الخطبة، على كل حال ما يبدو مناسباً في تفسير هذا القسم هو أنّ الإمام (عليه السلام) نظر إلى ناس العصر الجاهلي ومن ثم عصر الظهور النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، فقسم أهل ذلك الزمان إلى ثلاث طوائف: الضالون، وضعاف الإيمان، والمؤمنون الشجعان الأشداء، فقال بشأن الطائفة الأولى: «وَطَالَ الاَْمَدُ بِهِمْ لِيَسْتَكْمِلُوا الْخِزْيَ، وَيَسْتَوْجِبُوا الْغِيَرَ(1)».
نعم، فأحياناً يترك الله الأفراد الذين يصرون على سلوك سبيل العصيان والطغيان ليبلغوا قمة الفضحية فيستوجبوا العقاب الإلهي.
1. «غير»: جمع «غيرة» بكسر ففتح بمعنى حوادث الدهر والتغيرات التي توجب تغير النعم، وقال البعض غير مفرد ولا جمع.
وقد أشارت الآشارت القرآنية إلى هذه الطائفة في عدّة موارد واصطلحت على عقابهم بالاستدراج. ثم تحدّث عن الطائفة الثانية والثالثة فقال: «حَتَّى إِذَا اخْلَوْلَقَ(1) الاَْجَلُ، وَاسْتَرَاحَ قَوْمٌ إِلَى الْفِتَنِ، وَأَشَالُوا(2) عَنْ لَقَاحِ(3) حَرْبِهِمْ، لَمْ يَمُنُّوا عَلَى اللّهِ بِالصَّبْرِ، وَلَمْ يَسْتَعْظِمُوا بَذْلَ أَنْفُسِهِمْ فِي الْحَقِّ; حَتَّى إِذَا وَافَقَ وَارِدُ الْقَضَاءِ انْقِطَاعَ مُدَّةِ الْبَلاَءِ، حَمَلُوا بَصَائِرَهُمْ عَلَى أَسْيَافِهِمْ، وَدَانُوا لِرَبِّهِمْ بِأَمْرِ وَاعِظِهِمْ».
وهكذا ميّز هذه الطوائف الثلاث التي لا يخلو مجتمع من نظائرها، وكل تسلك طريقها، وقد قسمهم جمع من شرّاح نهج البلاغة إلى قسمين، والعبارة: «وَاسْتَرَاحَ قَوْمٌ إِلَى الْفِتَنِ...»، اعتبروها إشارة إلى الصالحين الذين يتخذون جانب الصمت والتقية تجاه بعض الفتن في زمان معين حتى يحين موعد القيام، والعبارة: «لَمْ يَمُنُّوا...» معطوفة عليها.
وكما أشرنا سابقاً فقد اختلف شرّاح نهج البلاغة بشأن هؤلاء القوم ومن هم اُولئك الأفراد ومتى ينهضون ومن هو زعيمهم وفي أي وقت يظهر.
ذهب البعض إلى أنّ ذلك هو زمان بني اُمية الذين يتسلطون بادىء الأمر على كافة البلاد الإسلامية ويطردون الأخيار الصالحين من الساحة ويختفون أصوات المظلومين، ولكن لا تمرّ مدّة حتى تقوم طائفة ضدهم وتطيح بسلطانهم وتقذف بهم في مزبلة التاريخ.
ويرى البعض الآخر أنّهم أنصار الإمام المهدي (عليه السلام) الذين ينهضون بالأمر بعد كل ذلك الفساد والظلم والإبتعاد عن الله سبحانه بأمر من إمامهم فيملأون الأرض قسطاً وعدلاً بعد أنّ تملأ ظلماً وجوراً، ولكن بالنظر إلى ما سيرد في المقطع الآخر يبدو أنّها إشارة إلى ناس يعيشون في الجاهلية وقد سلكوا سبيل الفساد، ثم نهض عليهم ثلة من الصالحين التي تهب لنصرة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) فتصحي بما لها ونفسها حتى ينتشر الإسلام في كل مكان.
والعبارة: «حَمَلُوا بَصَائِرَهُمْ عَلَى أَسْيَافِهِمْ...»، تعبير غاية في الروعة تشير إلى أنّ الجهاد الإسلامي لابدّ أن يبتني على العلم والجهاد الثقافي مقدم على الجهاد العسكري.
—–
1. «اخلولق»: من مادة «خلق» أحد معانيها القدم، وتعني هنا الانتهاء لأنّ لازمة القدم انتهاء العمر الشيء.
2. «اشالوا»: من مادة «شول» على وزن قول تعني في الأصل رفع الشيء كرفع الحيوان لذيله، وتعني هنا الكف عن القتال.
3. «لقاح»: تعني بداية الحرب.
«حَتَّى إِذَا قَبَضَ اللّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، رَجَعَ قَوْمٌ عَلَى الاَْعْقَابِ، وَغَالَتْهُمُ السُّبُلُ، وَاتَّكَلُوا عَلَى الْوَلاَئِجِ، وَوَصَلُوا غَيْرَ الرَّحِمِ، وَهَجَرُوا السَّبَبَ الَّذِي أُمِرُوا بِمَوَدَّتِهِ، وَنَقَلُوا الْبِنَاءَ عَنْ رَصِّ أَسَاسِهِ، فَبَنَوْهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ. مَعَادِنُ كُلِّ خَطِيئَة، وَأَبْوَابُ كُلِّ ضَارِب فِي غَمْرَة. قَدْ مَارُوا فِي الْحَيْرَةِ، وَذَهَلُوا فِي السَّكْرَةِ عَلَى سُنَّة مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ: مِنْ مُنْقَطِع إِلَى الدُّنْيَا رَاكِن، أَوْ مُفَارِق لِلدِّينِ مُبَايِن».
—–
الشرح والتفسير
واصل الإمام (عليه السلام) بحثه السابق عن العصر الجاهلي ومن ثم زمان قيام رسول الله (صلى الله عليه وآله)وإنبثاق الدعوة الإسلامية، ليتحدث هنا عن العصر الذي يعقب النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) حيث رسم صورة واضحة عنه وأزاح الستار ليكشف الحقائق فقال: «حَتَّى إِذَا قَبَضَ اللّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، رَجَعَ قَوْمٌ عَلَى الاَْعْقَابِ، وَغَالَتْهُمُ(1) السُّبُلُ، وَاتَّكَلُوا عَلَى الْوَلاَئِجِ(2)، وَوَصَلُوا غَيْرَ الرَّحِمِ، وَهَجَرُوا السَّبَبَ الَّذِي أُمِرُوا بِمَوَدَّتِهِ».
المراد من العبارة: «رَجَعَ قَوْمٌ عَلَى الاَْعْقَابِ»، العودة إلى الجاهلية وإحياء سنن ذلك الزمان والذي ظهر للأسف في المجتمع الإسلامي بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقد استحوذ الطالحون على
1. «غالتهم»: من مادة «غول» على وزن قول تعني في الأصل الفساد الذي ينفذ في الشيء بصورة خفية، ومن هنا يقال غيلة للأغتيال والقتل السري، ووردت هذه المفردة بمعنى الهلكة والتضاد بعوامل خفية، ولما كانت الضلالة بمعنى الهلكة المعنوية فقد جاءت بهذا المعنى وهو المراد في العبارة.
2. «ولائج»: جمع «وليجة» بمعنى نظير ومثيل وشبه وخاصة الرجل من أهله.
مختلف المناصب وأقصى الصالحون وبرز حبّ الدنيا وأصبح بين المال العائد لجميع المسلمين تحت تصرف طبقة معينة.
والعبارة: «وَغَالَتْهُمُ السُّبُلُ»، إشارة إلى اختلاف الآراء الذي ظهر بعد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)وقد فسّر العديد من الأفراد محكمات الإسلام على ضوء ميولهم ومنافعهم الشخصية، وهذا ما أدّى إلى ضلالة الكثير من الناس، وهى الضلالة التي عبّر عنها الإمام بالهلكة.
والمراد بالعبارة: «وَاتَّكَلُوا عَلَى الْوَلاَئِجِ» أنّ جماعة من المسلمين قد إختارت المنافقين بطانة لها.
والعبارة: «وَصَلُوا غَيْرَ الرَّحِمِ»، إشارة إلى الآية الشريفة: (قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى...)(1).
والعبارة: «وَهَجَرُوا السَّبَبَ الَّذِي أُمِرُوا بِمَوَدَّتِهِ»، تأكيد آخر على هذا المعنى في أنّهم مأمورون بمودة أهل البيت(عليهم السلام)واتّباع منهجهم، وإلاّ أنّهم تركوهم واتبعوا غيرهم.
ثم خاض الإمام (عليه السلام) بصراحة أبعد بشأن الخلافة وتغيير أساسها فقال: «وَنَقَلُوا الْبِنَاءَ عَنْ رَصِّ(2) أَسَاسِهِ، فَبَنَوْهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ»، رغم أنّ النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) عين خليفته مراراً صراحة وكناية فقال، تمسكوا بالقرآن والعترة، لكنّهم هدّموا هذا البنيان ونقلوه إلى موضع هش آخر.
ثم تطرق الإمام (عليه السلام) في ختام الخطبة إلى صفات العامل الأصلي وراء ذلك التغيير فقال: «مَعَادِنُ كُلِّ خَطِيئَة، وَأَبْوَابُ كُلِّ ضَارِب فِي غَمْرَة(3). قَدْ مَارُوا(4) فِي الْحَيْرَةِ، وَذَهَلُوا فِي السَّكْرَةِ عَلَى سُنَّة مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ: مِنْ مُنْقَطِع إِلَى الدُّنْيَا رَاكِن، أَوْ مُفَارِق لِلدِّينِ مُبَايِن».
فقد بيّن الإمام (عليه السلام) هذه الصفات الخمس لهم ليشير إلى انحراف أفكارهم وأعمالهم من
1. سورة الشورى / 23.
2. «رص»: بمعنى الصاق شيء بآخر ويطلق المرصوص على كل بناء محكم، ورص العبارة المذكورة بمعنى مرصوص، وعبارة الإمام رص أساسه من قبيل إضافة الصفة على الموصوف يعني الأساس المحكم للولاية.
3. «غمزة»: من مادة غمز على وزن أمر بمعنى إزالة آثار الشيء، ثم اطلق على الماء الوفير الذي يغطي شيئاً ويزيل آثاره، وفي الخطبة إشارة إلى الأفراد الذين غطوا في الغفلة والضلالة.
4. «ماروا»: من مادة «مور» على وزن فور بمعنى الحركة السريعة والاضطراب.
الجذور، فهم أفراد فاسدون ومفسدون ومغرورون وغافلون وغارقون في الدنيا ومجانبون لدين الحق، وقد شبّههم الإمام (عليه السلام) بآل فرعون، وأحدى صفات آل فرعون أنّهم قسموا المجتمع إلى قسمين: الأقباط والأسباط، أو بعبارة أخرى آل فرعون وبني اسرائيل، وقد تمتع الفريق الأول بكافة الامتيازات في البلاد (مصر) ومرغوا اُنوف الفريق الثاني بالتراب، فكانوا يقتلون رجالهم ويسبون نسائهم وملأوا الأرض فساداً: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الاَْرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْىِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ)(1).
فقد اعتمد خط النفاق الجاهلي بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات السنة الفرعونية، فقد اقتصرت كافة إمتيازات البلاد الإسلامية على بني اُمية ولم يكن نصيب شيعة علي (عليه السلام) سوى القتل «تحت كل حجر ومدر» والتشريد والحبس والتعذيب، وقد ملؤا العالم الإسلامي بالفساد.
والعبارة: «مُنْقَطِع إِلَى الدُّنْيَا...»; إشارة إلى أنّ طائفة منهم قد أقبلت علانية على الدنيا، فقد طاولت قصورهم عنان السماء، كما ذكر ترفهم وبذخهم بحياة كسرى والقيصر، ويبدون أنّ من بين حاشيتهم ممن لا يبدي علاقة ظاهرية بالدنيا لكنه باع دينه بدنيا غيره ووضع له الأحاديث التي تصّرح بفضله ونسبها إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووجه أعماله القبيحة، ومصداق ذلك واضح للجميع.
—–
تعدّ هذه الخطبة من أقوى الخطب التي تدافع عن ولاية أهل البيت(عليهم السلام) وإن مرّ عليها بعض شرّاح نهج البلاغة مرور الكرام، فقد أعلن الإمام (عليه السلام) صراحة وجود حركة رجعية بعد رحيل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأساسها إسقاط ولاية أهل البيت(عليهم السلام)وضرب الوصايا المؤكدة للنبي
1. سورة القصص / 4.
الأكرم (صلى الله عليه وآله) بهذا الخصوص، وأفضل محمل لها يتمثل بـ «الاجتهاد مقابل النص» وعدم اعتبارهم وصايا النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) لمصلحة المسلمين، ولكن على كل حال فانّ مؤججي نيران تلك المعركة هى العناصر المعروفة في الجاهلية وخصوم الدعوة كأبي سفيان وأعوانه الذين نفذوا تدريجياً إلى الخلافة الإسلامية وتقدموا إلى الصفوف الأمامية بعد أن كانوا من المؤخرين، فسيطروا على كل شيء وإرتكبوا من المفضائع ما ليس له مثيل في التاريخ أو قل مثيله، لكن الخطبة تشير بصورة دقيقة إلى نهجهم ومسارهم وبالتالي عاقبتهم.
والجدير بالذكر أنّ ابن أبي الحديد المعروف بتعصبه في مسألة خلافة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)والخلفاء الأوائل قد اعترض صراحة ليقول بأنّ الإمام (عليه السلام) قصد بهذه الخطبة مسألة الخلافة والإمامة غير أنّه سعى بتكلف ليراها مختصة بزمان بني اُمية، ثم يفصل العبارة: «حَتَّى إِذَا قَبَضَ اللّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ» عن «رَجَعَ قَوْمٌ عَلَى الاَْعْقَابِ»، ويفسّرها لما بعد أربعين سنة(1)، وهو الضعف الذي لا يخفى على أحد، وذلك لأنّ صريح كلام الإمام (عليه السلام) هو أنّ هذه الحركة على الأعقاب قد بدأت مباشرة بعد رحيل النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، والتاريخ يشهد بأنّ الجنايات بني اُمية جذور في عصر الخلفاء والطريف في الأمر أنّ هذه الإشارة وردت في «صحيح البخاري» الذي يعتبر من المصادر الروائية المعتبرة لدى العامّة في أنّ النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله)أخبر عن الحوادث الأليمة من بعده، حيث قال: «يَرِدُ عَلَيَّ الحَوضَ رِجَالٌ مِنْ أَصحَابِي فَيُحَلَّلوَ عَنْهُ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصحَابِي، فَيَقُولُ، إِنَّكَ لا عِلمَ لَكَ بِمـا أَحدَثُوا بَعدَكَ إِنَّهُم إِرتَدُّوا عَلَى أَدبَارِهِم القَهقَرى»(2). والعبارة إرتدوا جديرة بالتأمل.
والجدير بالذكر أنّه وردت عدّة روايات بهذا الخصوص وفي هذا الباب في صحيح البخاري والتي تدلّ جميعاً على قلق النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بعد رحيله من أعمال طائفة من أصحابه، وهذا شاهد بيّن على ما ورد في هذه الخطبة بشأن الأحداث الأليمة بعد رحيل النبي (صلى الله عليه وآله)، والواقع هو أنّ النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أراد بهذا البيان تحذير أصحابه في أن يراقبوا أنفسهم وأنّهم
1. يمكن الوقوف على شرح كلام ابن أبي الحديد واعترافاته وتوجيهاته الضعيفة في شرح نهج البلاغة 9/134.
2. صحيح البخاري 8/217، ح 165 (باب ما جاء في حوض النبي).
مؤاخذون يوم القيامة على أي خلاف يصدر منهم فيسعوا لأن لا يكونوا من تلك الطائفة.
—–
انتهى المجلد الخامس من هذا الكتاب بالخطبة المأة والخمسين وهى نهاية رائعة حيث تتحدث عن ولاية أهل البيت(عليهم السلام)في أيّام الولاية، الولاية بفضلها الصراط المستقيم وسبيل النجاة والمانعة من كل انحراف وزلل.
اللّهم ثبتنا على ولايتهم، واحشرنا بولايتهم، واجعلنا من أتباع منهجهم، إنّك حميد مجيد، وبالإجابة جدير وعلى كل شيء قدير.
محرم الحرام 1424
![]() |