فقد وصف الإمام (عليه السلام) أهل البيت(عليهم السلام)في هذه العبارات القصيرة والعميقة المعنى بأوصاف منها: «فَإِنَّهُمْ عَيْشُ الْعِلْمِ، وَمَوْتُ الْجَهْلِ...»، حيث عندهم علم الله تعالى وسنّة النبي (صلى الله عليه وآله)، فأينما يحلّون يكشفون الظلام بنورهم، وحكمهم (سواء كان الحكم بمعنى القضاء أوالحكم بمعنى كافة وصاياهم وبيانهم للحلول) ينطق عن علمهم، وصمتهم العميق المعنى يفيد منطقهم ومقاصدهم (لأنّ السكوت أبلغ من الكلام في أغلب الموارد)، وظاهر على قدر من الرزانة والإخلاص والطهر بحيث يعكس طهارة ونقاء باطنهم، من خصائصهم الأخرى أن علمهم لا يختلف مع الدين قط ولا يختلفون في تفسيرهم لحقائق الدين، ولا غرو فعلومهم تنبع من ذات المصدر، ومن هنا لديهم حقيقة الدين والقرآن وروحهما، في حديث الثقلين: «...إِنّهما لَن يَفتَرِقا (العترة والقرآن) مَا إن تَمَسَّكُتُم بِهِما فَلَن تَضِلُوا...».

—–

 


1. سورة الأعراف / 169.

[ 442 ]

تأمّل

معرفة الأشياء بأضدادها

كثيرة هى طرق معرفة الحق والباطل والمهم أن يعزم الإنسان على معرفة الحق ويتجه قدماً بشجاعة ـ وإحدى هذه الطرق ما أشار إليه الإمام (عليه السلام) في هذه الخطبة والذي يتمثل بمطالعة الأضداد.

فانّ رأى الإنسان المصير الأسود لجماعة تسبح في بحر من الأخطاء والزّلات، أدرك ببساط أنّ الطريق الصحيح عكس ذلك، وإن أراد السير على الحق وجب عليه التخلي عن الاصول التي اعتمدتها تلك الجماعة، فيتعلم الأدب من عديميه والعدل الظالمين والطهر من المدنيين.

لعل هناك من يتصور تضارب هذه العبارة مع ما ورد في عبارة أخرى للإمام (عليه السلام) قالها للحارث الهمداني: «إنّ دِينَ اللهِ لا يُعرَفُ بِالرّجالِ بَل بِآيَةِ الحَقِّ فَاعرفْ الحقَّ تَعرِفُ أَهلَهُ»(1)، لكن الطريقان صحيحان، كل في محلّه، فان عرف الحق بوضوح في موضع كان لابدّ من معرفة شخصية الأفراد على أساس معياره، فمن كان مع الحق فهو الحسن الصالح ومن كان ضده فهو السيىء الطالح، فهنا نعرف الاشخاص بمعيار الحق. وان كان الأفراد معروفين والحق خفي كان لابدّ من التعرف على الحق والباطل بواسطتهم، على سبيل المثال لو تنازع عمار بن ياسر مع أبي جهل، فاننا ندرك بسهولة أنّ عمّاراً على الحق وأبي جهل على الباطل، وقد يتعذر أحياناً معرفة الأشخاص ومعرفة الحق، فهنا ننظر إلى حاشية وأصدقاء اُولئك الأشخاص، فرضاً شككنا في شخص معاوية ورأينا بطانته وحاشيته جماعة من المنافقين وأصحاب الدنيا كعمرو بن العاص وممن طردهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن تبقى من أقطاب الجاهلية آنذاك يمكننا التعرف عليه.

وزبدة الكلام هناك عدّة طرق لمعرفة الحق والباطل ولابدّ من استفادة ما يناسب كل مورد من طريق.

—–


1. بحار الانوار 6/179.

[ 443 ]

 

 

الخطبة(1) 148

 

 

 

وَمِنْ كَلام لهُ (عليه السلام)

 

في ذكر أهل البصرة

 

نظرة إلى الخطبة

تحدّث الإمام (عليه السلام) في المقطع الأول من هذه الخطبة عن طلحة والزبير واللذان قد إتحدا في الظاهر واتفقا على قتال علي (عليه السلام) في الجمل، فقد كشف الإمام (عليه السلام) اللثام عن جانب من أسرارها فقا إنّهما وإن اتحدا ظاهرياً، إلاّ أنّ ذلك الاتحاد مرحلي ومؤقت، فان تسلّط أحدهما أسقط الآخر، وأشار (عليه السلام) في المقطع الثاني إلى فتنة البصرة وأصحاب الجمل، وقد دعى الناس للعمل على إخماد نار هذه الفتنة، كما حذر في الختام من ضرورة مراقبة التحركات المشبوهة لناقضي المواثيق (طلحة والزبير وأعوانهما).

—–


1. سند الخطبة:

قال ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة روى هذه الخطبة قبل السيد الرضي أبو مخنف في كتاب «الجمل»، كما رواها باختلاف «لابدّ من الالتفات إلى أنّ هذا الاختلاف ليس بقليل) المرحوم الشيخ المفيد (رحمه الله) في كتاب «الإرشاد» (مصادر نهج البلاغة 2/332)

[ 444 ]

[ 445 ]

 

 

«كُلُّ وَاحِد مِنْهُمَا يَرْجُو الاَْمْرَ لَهُ، وَيَعْطِفُهُ عَلَيْهِ، دُونَ صَاحِبِهِ، لاَ يَمُتَّانِ إِلَى اللّهِ بِحَبْل، وَلاَيَمُدَّانِ إِلَيْهِ بِسَبَب. كُلُّ وَاحِد مِنْهُمَا حَامِلُ ضَبٍّ لِصَاحِبِهِ، وَعَمَّا قَلِيل يُكْشَفُ قِنَاعُهُ بِهِ! وَاللّهِ لَئِنْ أَصَابُوا الَّذِي يُرِيدُونَ لَيَنْتَزِعَنَّ هذَا نَفْسَ هذَا، وَلَيَأْتِيَنَّ هذَا عَلَى هذَا. قَدْ قَامَتِ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، فَأَيْنَ الُْمحْتَسِبُونَ! فَقَدْ سُنَّتْ لَهُمُ السُّنَنُ،وَقُدِّمَ لَهُمُ الْخَبَرُ. وَلِكُلِّ ضَلَّة عِلَّةٌ، وَلِكُلِّ نَاكِث شُبْهَةٌ. وَاللّهِ لاَ أَكُونُ كَمُسْتَمِعِ اللَّدْمِ، يَسْمَعُ النَّاعِيَ وَيَحْضُرُ الْبَاكِيَ، ثُمَّ لاَ يَعْتَبِرُ!».

—–

 

الشرح والتفسير

الإتحاد الظاهري والعداء الباطني

كشف الإمام (عليه السلام) في القسم الأول من هذه الخطبة النقاب عن حقيقة في عدم وجود دافع شرعي لطلحة والزبير ـ اللذان أثارا معركة الجمل ـ وليس لهما من همّ سوى الدنيا والاستيلاء على الحكومة، ومن هنا فانّ تحقق لهما ما يريدان سعى كل منهما لإزالة الآخر لينفرد بالحكومة فقال: «كُلُّ وَاحِد مِنْهُمَا يَرْجُو الاَْمْرَ لَهُ، وَيَعْطِفُهُ عَلَيْهِ، دُونَ صَاحِبِهِ».

ثم استدلّ (عليه السلام) على ذلك بالقول: «لاَ يَمُتَّانِ(1) إِلَى اللّهِ بِحَبْل، وَلاَيَمُدَّانِ إِلَيْهِ بِسَبَب. كُلُّ وَاحِد مِنْهُمَا حَامِلُ ضَبٍّ(2) لِصَاحِبِهِ، وَعَمَّا قَلِيل يُكْشَفُ قِنَاعُهُ بِهِ!»، والضبّ هوالحيوان المعروف، وتعتقد العرب بأنّه خال من العاطفة إلى جانب حماقته حتى أنّه ليأكل فراخه ومن هنا ضرب به المثل في العقوق، وقد استشهد الإمام (عليه السلام) بذلك المثل في قوله: «حَامِلُ ضَبٍّ لِصَاحِبِهِ»، فهى عبارة غاية في الروعة لمدى العداوة والبغضاء التي يخفيها كل منهما لصاحبه.


1. «يمتان»: من مادة «مت» على وزن خط تعني في الأصل سحب الحب وحيث يسبب هذا العمل إقتراب الدلو فقد وردت هذه المفردة بمعنى الإقتراب والتقرب وهذا هوالمعنى المراد بها في الخطبة.

2. «ضبّ»: لها عدة معان ومنها سحب الماء والحقد والحيوان المعروف.

[ 446 ]

ثم قال (عليه السلام): «وَاللّهِ لَئِنْ أَصَابُوا الَّذِي يُرِيدُونَ لَيَنْتَزِعَنَّ هذَا نَفْسَ هذَا، وَلَيَأْتِيَنَّ هذَا عَلَى هذَا»، والطريف أنّ ما أورده الإمام (عليه السلام) في العبارة السابقة بشأن طلحة والزبير يصدق على جميع الأفراد الذين يتحدون من أجل نيل السلطة دون أن يكون لهم أي دافع إلهي، فهم متحدون ومتفقون مادامهم لم ينتصروا، فبمجرّد الانتصار يسعى كل واحد منهم للقضاء على الآخر والتفرد بالسلطة، وشواهد ذلك كثيرة على مرّ العصور وفي كل زمان ومكان، والحال لو كانت الدوافع إلهيّة لدام الإتحاد وربّما اقترح كل السلطة على غيره، وقد إتضحت حقيقة كلام الإمام (عليه السلام) بشأن طلحة والزبير حتى قبل شروع معركة الجمل وتنازعهما على الزعامة، وهذا ما سنتناوله إن شاء الله في البحث القادم، ولما كانت هذه الخطبة قبل معركة الجمل فقد دعى الإمام الناس إلى الوقوف بوجه ناقضي العهد الذين حملوا رايات معركة الجمل فقال: «قَدْ قَامَتِ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، فَأَيْنَ الُْمحْتَسِبُونَ(1)! فَقَدْ سُنَّتْ لَهُمُ السُّنَنُ، وَقُدِّمَ لَهُمُ الْخَبَرُ».

والعبارة الفئة الباغية إشارة إلى كل جماعة تقوم بوجه الحق وحكومة العدل، كما يصدق هذا الكلام على أصحاب الجمل، وعلى أعوان معاوية أيضاً، لأنّهم وقفوا جميعاً ضد الحق، ومن هنا جاء في الحديث النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) لعمّار الذي استشهد في صفين وقتله أعوان معاوية: «يَا عَمّارُ تَقتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيةُ»(2).

والمفردة «المحتسبون» إشارة إلى الأفراد الذين يجاهدون حسبة لله ولا ينتظرون سوى ثوابه وأجره.

والعبارة «فَقَدْ سُنَّتْ لَهُمُ السُّنَنُ...»، إشارة إلى أنّ سنن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) قد عرضت السبل اللازمة للقيام ضد البغاة والعصاة.

العبارة: «وَقُدِّمَ لَهُمُ الْخَبَرُ»، إشارة إلى حديث النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) لصحبه: «تُقاتِلُونَ النّاكِثِينَ والقَاسِطِينَ والمَارِقِينَ»(3)، بناءاً على هذا وبالنظر إلى اتضاح الضلال بالنسبة لتلك


1. «المحتسب»: من مادة «حسبة» بمعنى الإتيان بالعمل حسبة لله وإرادة الثواب منه سبحانه، ووردت مفردة المحتسب بمعنى المأمور الذي يكلف من الحكومة للإشراف على إجراء أحكام الدين ولعل ذلك لأنّه يقوم بالعمل لله، أو أنّ هدفه حساب عمل الناس.

2. وردت هذه الرواية في أغلب مصادر العامّة ومنها مسند أحمد بن حنبل وصحيح مسلم وطبقات ابن سعد ومصادر أخرى (انظر إحقاق الحق 8/422).

3. تاريخ بغداد 13/187 طبع دار الفكر.

[ 447 ]

الفئة واتضاح سنن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) تجاه مثل هؤلاءالأفراد والنبوءة السريعة التي طرحها النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) فلم يبق هنالك من مجال للإبهام ولابدّ لكل مؤمن مخلص أن يقف في وجه الباطل.

ثم قال الإمام (عليه السلام): «وَلِكُلِّ ضَلَّة عِلَّةٌ، وَلِكُلِّ نَاكِث شُبْهَةٌ»، قطعاً لم يرد الإمام (عليه السلام) بها الكلام توجيه الأعمال القبيحة والطائشة لطلحة والزبير، بل يريدالإشارة إلى هذه الحقيقة إلى أن الظلال ليس عبثياً، وعادة ما تكون علّته اختيارية، فالعلّة الأصلية لأغلب الظلال تتمثل في هوى النفس وحبّ الدنيا والجاه والاستبداد والكبر والغرور والحسد، وهذا المعنى واضح تماماً بالنسبة لطلحة والزبير.

والعبارة: «وَلِكُلِّ نَاكِث شُبْهَةٌ»، إشارة إلى أنّ كل ناكث لعهد عادة ما يخلق لنفسه ذريعة ليخدع العوام ويجرهم إليه، كما تذرع طلحة والزبير بدم عثمان على أنّه الخليقة الذي قتل مظلوماً، فيثيروا طائفة من العوام ضد علي (عليه السلام) فيتمكنا من تحقيق أهدافهما المغرضة، بينما كانا من العناصر التي قتلت عثمان، كما مرّ معنا في الخطبة 137 خيث قال الإمام بشأن طلحة والزبير ومعاوية: «وَإِنَّهُمْ لَيَطْلُبُونَ حَقّاً هُمْ تَرَكُوهُ، وَدَماً هُمْ سَفَكُوهُ».

والعبارة «ناكث» إشارة إلى طلحة والزبير حيث بايعا علياً (عليه السلام) في البداية ثم نقضوا البيعة.

ثم إختتم الإمام الخطبة بالإشارة إلى نقطة مهمّة وهى المراقبة وعدم الغفلة عن العدو فقال: «وَاللّهِ لاَ أَكُونُ كَمُسْتَمِعِ اللَّدْمِ(1)، يَسْمَعُ النَّاعِيَ وَيَحْضُرُ الْبَاكِيَ، ثُمَّ لاَ يَعْتَبِرُ!»، إشارة إلى أنّ الزعيم اليقظ لا يسمع أنين المظلومين وتعبئة قوى الشياطين، وقد مضى شبيه هذا المعنى في الخطبة السادسة: «وَاللّهِ لاَ أَكُونُ كالضَّبُعِ: تَنَامُ عَلَى طُولِ اللَّدْمِ، حَتَّى يَصِلَ إِلَيْها طَالِبُهَا، وَيَخْتِلَهَا رَاصِدُها، وَلكِنِّي أضْرِبُ بِالْمُقْبِلِ إِلَى الْحَقِّ الْمُدْبِرَ عَنْهُ».

—–

 


1. «اللدم»: تعني في الأصل ضرب الشيء بأخر دون شدّة الصوت.

[ 448 ]

تأمّل

أصدقاء الأمس وأعداء اليوم

العبارة أعلاه تبيّن حقيقة وهى أنّ أصحاب الباطل وإن إتّحدوا في بادىء الأمر من أجل تحقيق أهدافهم، إلاّ أنّهم ما إن ينتصروا ويتمكنوا حتى يسعى كل منهم لإزالة الآخر والتفرد بتناول ثمرة شجرة النجاح والنموذج البارز لذلك الإتحاد طلحة والزبير في معركة الجمل والذي يشكل الموضوع الرئيسي لهذه الخطبة، والطريف في الأمر أنّ بوادر هذه المنافسة الهدامة قد لاحت حتى قبل شروع المعركة.

فقد نقل ابن أبي الحديد عن المؤرخين أنّ خلافاً وقع بينهما قبل الجمل بشأن إمامة العسكر، ولمّا إشتد النزاع بينهما تدخلت عائشة فأمرت أن تصلي يوماً محمد بن طلحة وآخر عبدالله بن الزبير حتى تنتهي المعركة(1).

من جانب آخر سأل طلحة عائشة أن يسلم عليه الناس بصفته أميرالمؤمنين، كما سألها الزبير ذلك، فسلّمت عائشة عليهما بأميرالمؤمنين، كما اختلفا في إمرة الجيش فقد أراد طلحة الإمرة، بينما رأى الزبير نفسه الأجدر بها(2)، وكل هذه الاُمور شواهد حيّة على ما أخبر به الإمام (عليه السلام) في هذه الخطبة حين قال كل واحد منها يرجو الأمر له ويفكر في القضاء على صاحبه، فليس هناك من دافع إلهي، ولا تؤدّي الدوافع النفسانية سوى إلى الاحتكار دائماً.

—–

 


1. ورد هذا المعنى في مروج الذهب في شرح معركة الجمل وأضاف المسعودي ولم يتم تقسيم صلاة الجماعة بهذه البساطة، بل حدث ذلك بعد حوار طويل ونزاع طلحة والزبير (مروج الذهب 2/367 طبعة دار المعرفة بيروت).

2. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 9/110.

[ 449 ]

 

 

الخطبة(1) 149

 

 

 

وَمِنْ كَلام لهُ (عليه السلام)

 

قبل شهادتة (عليه السلام)

 

نظرة إلى الخطبة

كما ورد في أسناد الخطبة فانّ الإمام (عليه السلام) خطبها حين كان على أعتاب الشهادة، فقد أوردها على سبيل الوصية إلى جانب النصح والمواعظ، والواقع أنّ الخطبة تتألف من ثلاثة أقسام:

القسم الأول: بشأن الموت الذي لا يستطيع أحد الفرار منه ولا يعلم أين ومتى يدركه.

القسم الثاني: وصيّة قصيرة وبليغة عظيمة المضمون تجذب القلوب وتوضح معالم الطريق في المستقبل.

القسم الثالث: الدروس التي ينبغي للناس تعلمها من شهادة الإمام (عليه السلام) كما يشير (عليه السلام) إلى هذه الحقيقة وهى إنني إن رحلت عنكم وخلّفني غيري آنذاك ستعرفون، من كنت؟ وماذا أردت؟ وما كانت سرائري؟

—–


1. سند الخطبة:

رواها المرحوم الكليني في الكافي 1/299; والمسعودي في مروج الذهب بصورة مختصرة، وابن عساكر في كتاب مقتل أميرالمؤمنين، ويتفق الجميع على أنّ الخطبة بعد ضربة ابن ملجم وقبل شهادة الإمام(عليه السلام)، وقد ذكر صاحب مصادر نهج البلاغة أسناد الخطبة في قسم الرسائل حيث جاء جانب مهم من هذه الخطبة في الرسالة رقم 33 (مصادر نهج البلاغة 2/347).

[ 450 ]

[ 451 ]

 

 

القسم الأول

 

«أَيُّهَا النَّاسُ، كُلُّ امْرِىً لاَق مَا يَفِرُّ مِنْهُ فِي فِرَارِهِ. ]وَ [الاَْجَلُ مَسَاقُ النَّفْسِ; وَالْهَرَبُ مِنْهُ مُوَافَاتُهُ. كَمْ أَطْرَدْتُ الاَْيَّامَ أَبْحَثُهَا عَنْ مَكْنُونِ هذَا الاَْمْرِ، فَأَبَى اللّهُ إِلاَّ إِخْفَاءَهُ. هَيْهَاتَ! عِلْمٌ مَخْزُونٌ!».

—–

 

الشرح والتفسير

إستحالة الهروب من الموت

أكد الإمام (عليه السلام) في هذا القسم من الخطبة أنّ الفرار من الموت مستحيل، وأبعد من ذلك فانّ الإنسان يستقبل الموت حين فراره، فقال: «أَيُّهَا النَّاسُ، كُلُّ امْرِىً لاَق مَا يَفِرُّ مِنْهُ فِي فِرَارِهِ. ]وَ [الاَْجَلُ مَسَاقُ(1) النَّفْسِ; وَالْهَرَبُ مِنْهُ مُوَافَاتُهُ».

هناك عدّة تفاسير لشرّاح نهج البلاغة للعبارة الهرب من الموت موافاته، فقد قال البعض: المراد من هذه العبارة أنّ الأجل إذا حلّ وجاء أمر الله سبحانه برحيل من الدنيا فحتى الدواء يعطي نتيجة معكوسة، فما كان مشفياً في الأحوال العادية يصبح سبباً للموت، وقيل في تفسير العبارة أنّ الزمان الذي يصرفه الإنسان من أجل العلاج في مثل هذه الحالات إنّما يقرّبه من آجله(2).

وبعبارة أخرى، فقد شوهد كثيراً وقوع الإنسان في ما يخافه ويحذره، ويدركه ما هرب منه، وعلى ضوء هذا التفسير فانّ الحكم المذكور حكم غالبي وليس كلي.


1. «مساق»: مصدر ميمي أو اسم مكان من مادة «سوق» بمعنى الغاية التي يصلها الإنسان، أو بعبارة أخرى آخر الطريق.

2. شرح نهج البلاغة لابن ميثم البحراني، ومنهاج البراعة للخوئي.

[ 452 ]

ثم قال (عليه السلام): «كَمْ أَطْرَدْتُ(1) الاَْيَّامَ أَبْحَثُهَا عَنْ مَكْنُونِ هذَا الاَْمْرِ، فَأَبَى اللّهُ إِلاَّ إِخْفَاءَهُ. هَيْهَاتَ! عِلْمٌ مَخْزُونٌ!».

—–

سؤال

هنا يبرز هذا السؤال وهو: كيف قال الإمام بأنّ الله وحده العالم بالآجل ولا يعلمه أحد(2)، بينما تظافرت الأخبار التي وردت عن أميرالمؤمنين علي (عليه السلام) أنّه كان يعلم بزمان وفاته، وكان يعرف قاتله، كما يخبر ولده على الدوام في ليلة شهادته، بل أشار بعبارات مختلفة إلى زمان شهادته حتى خلال شهر رمضان الذي استشهد فيه، وقد ورد في الكافي أنّ الطيور في بيت الإمام (عليه السلام) كانت على علم بشهادته؟

جواب

يعتقد البعض بالاستناد إلى بعض الروايات(3)، أنّ حالات المعصومين(عليهم السلام)وأولياء الله تعالى مختلفة، فأحياناً يعلمون كل شيء بإرادة الله تعالى، وأحياناً أخرى تخفى عليهم بعض المسائل بإرادة الله تعالى حتى اللحظات يمكن أن تكون متفاوتة، فقد شم نبي الله يعقوب رائحة قميص يوسف من مساحة بعيدة (مصر) بينما لم يراه في بئر كنعان، وهناك احتمال أخر ما ذكره الإمام(عليه السلام)قانوناً كلياً حول الأجل وخاتمة حياة جميع الأفراد، إلاّ أنّ هذا القانون الكلي كسائر القوانين الكلية له استثناءات، فما المانع أن يعلم أولياء الله وباذن الله وتعليمه بلحظة موتهم.

وهناك نقطة أخرى هى: إنّ علوم المعصومين(عليهم السلام)بالنسبة لمسائل المستقبل على أساس لوح المحو والإثبات وهو قابل للتغيير، أو ما يصلح عليه بالعلم بالمقتضيات، لا العلم بالعلة التامة التي تأبى التغيير، لأنّ ذلك القسم الذي يسمى باللوح المحفوظ مختص بالله تبارك وتعالى، مثلاً جاء في قصة السيد المسيح (عليه السلام) أنّه أخبر عن موت عروس في ليلة زفافها، بينما لم يقع ذلك، وذلك لأنّها تصدقت وحالت الصدقة دون وقوع تلك المصيبة.

وسنتناول شرح هذا الموضوع في محله إن شاء الله.


1. «اطردت»: من مادة «طرد» بمعنى الاخراج، واطردت الأيّام طويتها واحداً بعد الآخر.

2. اصول الكافي، ج1 باب «أنّ الأئمة يعلمون متى يموتون» الحديث 4.

3. المصدر السابق.

[ 453 ]

 

 

القسم الثاني

 

«أَمَّا وَصِيَّتِي: فَاللّهَ لاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، وَمُحَمَّداً صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَلاَ تُضَيِّعُوا سُنَّتَهُ. أَقِيمُوا هذَيْنِ الْعَمُودَيْنِ، وَأَوْقِدُوا هذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ، وَخَلاَكُمْ ذَمٌّ مَا لَمْ تَشْرُدُوا. حُمِّلَ كُلُّ امْرِىً مِنْكُمْ مَجْهُودَهُ، وَخُفِّفَ عَنِ الْجَهَلَةِ. رَبٌّ رَحِيمٌ، وَدِينٌ قَوِيمٌ، وَإِمَامٌ عَلِيمٌ. أَنَا بِالاَْمْسِ صَاحِبُكُمْ، وَأَنَا الْيَوْمَ عِبْرَةٌ لَكُمْ، وَغَداً مُفَارِقُكُمْ! غَفَرَ اللّهُ لِي وَلَكُمْ!».

—–

 

الشرح والتفسير

وصيّة الإمام (عليه السلام)

بيّن الإمام (عليه السلام) في القسم من الخطبة وصيّته وقد صبّ الإمام (عليه السلام) فيها عصارة روحه وفكره في تلك اللحظة الحساسة والصعبة التي يوشك فيها على الرحيل فقال:«أَمَّا وَصِيَّتِي: فَاللّهَ لاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، وَمُحَمَّداً صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَلاَ تُضَيِّعُوا سُنَّتَهُ. أَقِيمُوا هذَيْنِ الْعَمُودَيْنِ، وَأَوْقِدُوا هذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ، وَخَلاَكُمْ ذَمٌّ(1) مَا لَمْ تَشْرُدُوا».

والمراد بالشرك هنا المعنى الواسع للكلمة والذي يشمل الشرك في الذات والصفات وكذلك الشرك في الأفعال، وبعبارة أخرى، كل ميل لما سوى الله سبحانه سواء في العقيدة أو العمل، وكذلك اُريد بالسنّة معناها الواسع الذي يشمل جميع البرامج العبادية والأخلاقية والسياسية والاجتماعية، والواقع هو أنّ العبارتين قد تضمنتا جميع أسباب سعادة الإنسان،


1. «خلاكم الذم»: مثل بين العرب مفهومه ليس هناك من ذم لكم لأنّكم تقومون بوظيفتكم، وقيل أنّ أول من قال هذه العبارة (قصير بن سعد) غلام (خزيمة) (أحد ملوك العرب) والذي قتل على يد الزباء، فقال قصير لابن شقشقة الملك خذ بثأر حزيمة، فقال: أنّي لي به وإنّه لأسرع من العقاب، فقال له قصير: (اطلب وخلاك ذم)، (شرح نهج البلاغة للبيهقي من علماء القرن السادس، ص239 ذيل الخطبة التي نبحثها).

[ 454 ]

فالإنسان لم يتعلق بما سوى الله ولا يطلب غير رضاه ولم يحكم هو نفسه وطبّق كافة تعاليم النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) على كافة الأصعدة والمجالات فهو الإنسان سعيد وموفق، ومن هنا شبّه الإمام هذين الاثنين بعمودي الخيمة إن اُقيما فانّ الخيمة ملاذ آمن من الحرارة والبرودة وواقية من أغلب المخاطر، كما شبّهها بمصباحين على جانبي الإنسان وهما يضيئان الفضاء والطريق، ومن البديهي ألا يبقى مجالاً للظلالة مع وجود هذين المصباحين المضيئين.

ولذلك قال الإمام (عليه السلام) في مواصلته لكلامه، إعملوا بهذه الوصايا وخلاكم ذم، وسوف لن يكون هناك من خلل ونقص في دينكم وإيمانكم وحياتكم، ولكنه يشترط ذلك بمواصلة الطريق دون الانحراف، والالتزام بمسار التوحيد والعمل بالسنّة، والواقع هو أنّ جميع أصول الإسلام وفروعه قد جمعت في هذه العبارة: فالتوحيد يشمل كافة الاُصول العقائدية وحفظ سنة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) يشمل جميع التعاليم العلمية والأخلاقية، وإن قال (عليه السلام) أقيموا هذين العمودين وخلاكم ذم، للدليل السابق، ولما كان إقامة التوحيد وسنّة النبي (صلى الله عليه وآله) في جميع الأبعاد ليس ميسراً للجميع وذلك لعدم تساوي القدرات الفكرية والجسمية، فقد قال (عليه السلام): «حُمِّلَ كُلُّ امْرِىً مِنْكُمْ مَجْهُودَهُ، وَخُفِّفَ عَنِ الْجَهَلَةِ»، وهو ذات الأمر الذي اُشير إليه كراراً في الآيات الروايات.

فقد قال القرآن الكريم: (لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا...)(1)، وقال في موضع آخر: (لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ مَا آتَاهَا...)(2).

وجاء في الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: «يُغَفرُ لِلجَاهِلِ سَبعُونَ ذَنباً قَبلَ أَنْ يُغفَرَ لِلعَالِمِ ذَنبٌ وَاحدٌ»(3). كما ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): «إِنّما يُداقُ العِبادُ فِي الحِسابِ يَومَ القِيامَةِ عَلَى قَدَرِ مَا آتَاهُم مِنَ العُقُولِ فِي الدُّنيا»(4)، والواقع أنّ هذا هو مقتضى العدالة في أن تؤخذ القدرات الفكرية والجسمية للأفراد بنظر الاعتبار في تفويض المسؤوليات والحساب على المخالفات، ومن هنا قال الإمام (عليه السلام): «رَبٌّ رَحِيمٌ، وَدِينٌ قَوِيمٌ، وَإِمَامٌ عَلِيمٌ».


1. سورة البقرة / 286.

2. سورة الطلاق / 7.

3. اصول الكافي 1/47، ح1.

4. المصدر السابق /11.

[ 455 ]

والواقع هو أنّ كافة أسباب السعادة في ظل هذه الثلاث، فالله سبحانه رحيم قد فتح كافة أبواب السعادة بوجه الإنسان والدين الذي أتى به نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) يتمتع برسوخ لا مثيل له، والإمام (عليه السلام) الذي نصب لإجراء أحكام الدين عادل من جميع الجوانب يمكن أن تكون كلمة الإمام هنا إلى شخص النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أو علي (عليه السلام) أو جميع أئمة الإسلام من النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)حتى آخر الأئمة الإمام المهدي (سلام الله عليهم أجمعين)، ومن الطبيعي أنّ مثل هذا الرب والدين والإمام لا يكلّف الإنسان سوى على قدر وسعه.

ثم أشار الإمام (عليه السلام) في الختام إلى نقطة مهمّة ليكمل بها القسم الأول والثاني فقال: «أَنَا بِالاَْمْسِ صَاحِبُكُمْ، وَأَنَا الْيَوْمَ عِبْرَةٌ لَكُمْ، وَغَداً مُفَارِقُكُمْ! غَفَرَ اللّهُ لِي وَلَكُمْ!»، إشارة إلى أنّكم إن جعلتم هذه الأيام الثلاث مع بعضها لعلمتكم مطالب كثيرة، فبالأمس كنت مثلكم، بل زعيمكم وقائدكم حيث صرعت الكثير من على شاكلة عمرو بن عبد ود، لقد فتحت خيبر وقلعت بابها، ودافعت عن رسول لله (صلى الله عليه وآله) في ميادين القتال حين تظافرت علينا الأعداء، وكنت أجندل الأبطال في الجمل وصفين والنهروان، لكنني اليوم لكم عبرة بعد أن رقدت على فراش الموت، وغذاً أنا مفارقكم،، سوف ترون مكاني خالياً، أو ليست هذه الأيام الثلاث تكفيكم عبرة لتكشف عن وضع الدنيا وتفاهتها؟ حقاً لم يسمع كلام أبلغ من هذا الكلام وبهذا الاختصار والعمق في المعنى.

أمّا بشأن المراد من العبارة «وَغَداً مُفَارِقُكُمْ...»، هل هو الإخبار عن شهادته في ذلك الوقت أم الإخبار عن مستقبل بعيد والذي ورد التعبير عنه في العبارات المتداولة بقولهم غداً؟ يبدو هنالك خلافاً بين شرّاح نهج البلاغة، ولكن ما يفهم من القرآن المختلفة وسائر كلمات الإمام(عليه السلام) في تلك الحادثة الأليمة وقبلها أنّ المراد الخبرالقطعي عن المستقبل القريب، ولا يتنافي ذلك مع العبارة: «إن تَثبُتِ الوطَأةُ...»، لأنّ مثل هذه التعبيرات تهدف إلى بيان مقاصد خاصة واعتيادية، كما ورد في القرآن الكريم: (أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ...)(1). والحال يعلم الله سبحانه أنّ نبيّه (صلى الله عليه وآله) لا يقتل، فهدف الإمام (عليه السلام) هنا بيان هذا المطلب، أنّي لو بقيت لعفوت عن ضاربي.


1. سورة آل عمران / 144.

[ 456 ]

[ 457 ]

 

 

القسم الثالث

 

«إِنْ تَثْبُتِ الْوَطْأَةُ فِي هذِهِ الْمَزَلَّةِ فَذَاكَ. وَإِنْ تَدْحَضِ الْقَدَمُ فَإِنَّا كُنَّا فِي أَفْيَاءِ أَغْصَان، وَمَهَابِّ رِيَاح، وَتَحْتَ ظِلِّ غَمَام، اضْمَحَلَّ فِي الْجَوِّ مُتَلَفِّقُهَا، وَعَفَا فِي الاَْرْضِ مَخَطُّهَا. وَإِنَّمَا كُنْتُ جَاراً جَاوَرَكُمْ بَدَنِي أَيَّاماً، وَسَتُعْقَبُونَ مِنِّي جُثَّةً خَلاَءً: سَاكِنَةً بَعْدَ حَرَاك، وَصَامِتَةً بَعْدَ نُطْق لِيَعِظْكُمْ هُدُوِّي، وَخُفُوتُ إِطْرَاقِي،وَسُكُونُ أَطْرَافِي، فَإِنَّهُ أَوْعَظُ لِلْمُعْتَبِرِينَ مِنَ الْمَنْطِقِ الْبَلِيغِ وَالْقَوْلِ الْمَسْمُوعِ. وَدَاعِي لَكُمْ وَدَاعُ امْرِىً مُرْصِد لِلتَّلاَقِي! غَداً تَرَوْنَ أَيَّامِي، وَيُكْشَفُ لَكُمْ عَنْ سَرَائِرِي، وَتَعْرِفُونَنِي بَعْدَ خُلُوِّ مَكَانِي وَقِيَامِ غَيْرِي مَقَامِي».

—–

 

الشرح والتفسير

معرفتي بعد موتي

شرح الإمام (عليه السلام) في هذا المقطع من الخطبة مصيره على فراش الشهادة كما بيّن وضع المسلمين بعده فقال: «إِنْ تَثْبُتِ الْوَطْأَةُ(1) فِي هذِهِ الْمَزَلَّةِ(2) فَذَاكَ. وَإِنْ تَدْحَضِ(3) الْقَدَمُ فَإِنَّا كُنَّا فِي أَفْيَاءِ(4) أَغْصَان، وَمَهَابِّ(5) رِيَاح، وَتَحْتَ ظِلِّ غَمَام، اضْمَحَلَّ فِي الْجَوِّ مُتَلَفِّقُهَا(6)، وَعَفَا(7) فِي


1. «وطأة»: بمعنى محل القدم وتأتي بصيغة كناية بمعنى الضغط الشديد.

2. «مزلّه»: من مادة «زلل» على وزن ضرر بمعنى محل الزلل.

3. «تدحض»: من مادة «دحض» على وزن محض بمعنى الزلل أيضاً.

4. «أفياء»: جمع «فيىء» على وزن شيء بمعنى الظل.

5. «مهاب»: من مادة هبوب بمعنى حركة الرياح ومهاب جمع مهب محل هبوب الرياح.

6. «متلفق»: بمعنى القطع المتصلة من مادة لفق على وزن لفظ الجمع.

7. «عفا»: من مادة «عفو» بمعنى ترك، ولكن ما كان ترك الشيء يؤدّي إلى ذهابه وإندراسه، فقد وردت في هذه العبارة وأمثالها بمعنى الإندراس.

[ 458 ]