(ص 633 - 648)

جوانب اخرى من مظلوميتها (ع) :

          قال المقداد السيوري (ت هـ ) : ان علياً (ع) لما «رأى تخاذلهم عنه، قعد في بيته واشتغل بجمع كتاب ربه، وطلبوه للبيعة فامتنع، فأضرموا في بيته النار، وأخرجوه قهراً. ويكفيك في الوقوف على شكايته في هذا المعنى خطبته الموسومة بالشقشقية في نهج البلاغة»[1] .

          فكيف تم ذلك والمسلمون يعلمون ان غضب فاطمة (ع) هو غضب رسول الله (ص) وسخطها (ع) هو سخطه (ص). وقد قال تبارك وتعالى : (...وما كان لكم ان تؤذوا رسولَ الله ولا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابداً إن ذلكم كان عند الله عظيماً)[2] ، (ان الذين يؤذون اللهَ ورسولَه لعنهم اللهُ في الدنيا والآخرة وأعدّ لهم عذاباً مُهيناً)[3] ، (...والذين يُؤذون رسولَ الله لهم عذاب اليم)[4] ، (ياايها الذين آمنوا لا تتولوا قوماً غضب اللهُ عليهم...)[5] ، (...ومن يحلل عليه غضبي فقد هَوى)[6] .

          لقد كانت فاطمة الزهراء (ع) حوراء صديقة على ما هو مقتضى الآيات الكريمة، كآية التطهير وآية المباهلة وسورة الدهر وغير ذلك. وقد صح عن الائمة الاطهار (ع) انها صديقة شهيدة. وفي تعبير الامام امير المؤمنين (ع) بعد دفنها : «وستنّبُؤك ابنتك بتظافر أمتك عليَّ وعلى هضمها حقها، فاستخبرها الحال»[7] ما يؤيد ذلك .

          قال المحقق الفقيه الاصولي محمد حسين الاصفهاني (ت  هـ ) في منظومته :

إن حديث الباب ذو شجون *** مما جنت به يدُ الخؤون

ومن نبوع الدم من ثدييها *** يُعرَفُ عُظم ما جرى عليها

والباب والجدار والدماء *** شهودُ صدق ما به خفاء

          وحتى ان ابن تيمية (ت هـ ) لم يجد مناصاً من الاعتراف ببعض الحقائق فاضطر الى ان يقول : «وغاية ما يقال : إنه ـ يعني ابا بكر ـ كبس البيت لينظر هل فيه شيء من مال الله الذي يقسمه وأنْ يعطيه لمستحقه ؟!»[8] .

          وفي «اقبال الاعمال» اورد ابن طاووس زيارة الزهراء (ع) وقال : «الممنوعة إرثها، المكسور ضلعها، المظلوم بعلها، المقتول ولدها»[9] .

          وورد ان الامام الحسن (ع) خاطب المغيرة قائلاً : «أما انت يامغيرة : ...وانت الذي ضربت فاطمة بنت رسول الله (ص) حتى أدميتها، والقت ما في بطنها، استذلالاً منك لرسول الله، ومخالفة منك لأمره، وانتهاكاً لحرمته...»[10] .

          قال مصنف «الاحتجاج» في مقدمة كتابه : «ولا نأتي في اكثر ما نورده من الاخبار باسناده اما لوجود الاجماع عليه، او موافقته لما دلّت العقول اليه، او لاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف، الا ما اوردته عن ابي محمد الحسن العسكري عليه السلام...»[11] .

          وقد روي عن ابي بكر : انه ندم على أمور فعلها، وكان منها : «ليتني تركتُ بيت فاطمة لم اكشفه»[12].

          يقع بيت فاطمة الزهراء (ع) وعلي (ع) بجنب بيت النبي (ص). وفاطمة (ع) هي ابنته الوحيدة من خديجة بنت خويلد.

          قال الشيخ الطوسي : «اختلف اصحابنا في موضع قبرها فقال بعضهم : انها دفنت في البقيع، وقال بعضهم انها دفنت بالروضة، وقال بعضهم : انها دفنت في بيتها. فلما زاد بنو امية في المسجد صارت في جملة المسجد. وهاتان الروايتان كالمتقاربتين. والافضل عندي ان يزور الانسان في الموضعين جميعاً انه لا يضره ذلك، ويحوز به اجراً عظيماً. وأما من قال انها دفنت في البقيع فبعيد عن الصواب».

فاطمة الزهراء (ع) والانوثة الدينية:

          يُستَند في ذكر فضل فاطمة الزهراء (ع) على قاعدة عصمتها. والقاعدة الشرعية تقول بان الله تعالى لا يضيّع عمل الانثى، تماماً كما لا يضيّع عمل الذكر، شرط ان يكون ذلك العمل تاماً (سليماً) من الناحية الشرعية. فالفضل هنا مشترك بين الذكور والاناث، ولا يتعين الا بعمل العامل في التقوى والعلم والعصمة. وثبات فضل الزهراء (ع) لم يتحقق الا بتحقق تلك الخصال الجليلة التي تميزت بها خصوصاً في حمل صفات ابيها المصطفى (ص)، وقوتها النفسية، وطهارتها الجسدية، وقوتها العقلية الفائقة.

1 ـ نظرة الدين الى الانوثة :

          لو استقرأنا التأريخ البشري ودور الرجال والنساء فيه، لخرجنا بنتيجة مفادها ان الرجال كانوا دائماً وعلى الاغلب يسيطرون على مجرى الاحداث عن طريق السياسة والحرب والقتال والنشاط الاجتماعي. وكانت فكرة سيطرة الرجل وافضليته في المجتمع من جيل الى جيل تعدُّ من المسلّمات التي لا يمكن الاعتراض عليها.

          واستمر وضع البشرية بهذا الشكل حتى انبثق نور الاسلام. وكان من الاشياء التي بشّر بها الانسانية هو تقنين الافضلية في موارد معينة. فجعل القاعدة ان الاجر والثواب يصيب الكل، ذكوراً او اناثاً، اذا اهتدوا الى الجادة. كما ذكر الكتاب المجيد : (...اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض)[13] .

          وبذلك اعاد الاسلام للمرأة حقوقها المهدورة زمن الجاهلية، وجعل الذكر والانثى على حد سواء، وجعل المفاضلة على اساس التقوى لا على اساس جنس الانسان. فقال : (ياايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم...)[14] . وقال ايضاً: (...اني لا اُضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض...)[15] . فالعمل الصالح غير مُضيّع عند الله تعالى، ذكراً كان العامل او انثى. وهذه الآية الكريمة قوية في التعبير الصريح عن المساواة في الحكم على الاعمال. بمعنى ان المرأة المؤمنة، المليئة علماً وعقلاً، الاسمى في الاخلاق اعلى درجة ممن لا يعادلها في ذلك من الرجال.

          وفي سياق الآية السابقة آيات اخر توضح المطلوب، منها : (من عمل صالحاً من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)[16] ، (...ومن عمل صالحاً من ذكر او انثى وهو مؤمن فاولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب)[17] ، (ومن يعمل من الصالحات من ذكر او انثى وهو مؤمن فاولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً)[18] .

          ومن ذلك نستنتج بان عمل الذكر والانثى سواء في الاجر والثواب، ولكن للانثى ميزتان عن الذكر، وهما :

          الاولى : انزالها بمنـزلة الحرث في تكوين البشرية ونمائها. فقال تعالى : (نساؤكم حرثٌ لكم فأتوا حرثكم انى شئتم...)[19] .

          الثانية : ان تكوين الانثى الجسدي يميل الى الرقة والنعومة، والتعلق الشديد بالحلية والزينة. قال تعالى : (أو من ينشّأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين)[20] .

          وفي امتياز الانثى عن الذكر في تلك الموارد، تأثير على طبيعة الوظيفة الاجتماعية لكل منهما. فلكل وظيفة اجتماعية مخصوصة. والاعمال التي يؤديها كل منهما تنحصر بالملاك الذي اختص به من الفضل. قال في الذكر الحكيم : (ولا تتمنوا ما فضلّ الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسئلوا الله من فضله ان الله كان بكل شيء عليماً)[21] .

          فمن الفضل الذي اختص ببعض دون بعض هو فضل الرجل على المرأة في سهم الارث (يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين...)[22] ، وفضل المرأة على الرجل في وضع النفقة عنها (الرجال قوامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض...)[23] . اما الفضل المشترك فهو الذي لا يتعين الا بعمل العامل كائناً من كان كفضل الايمان والعلم والتقوى والزهد والعقل، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. والى ذلك امرهم سبحانه : (...واسئلوا الله من فضله...)[24] .

2 ـ معاني الانوثة :

          يمكن استخلاص معان ثلاثة للانوثة، وهي : المعنى الفسلجي، والاجتماعي، والديني. وتلك المعاني مستقرأة من طبيعة تكوين الانسان، وطبيعة المجتمعات التي يعيش فيها، ومباني الرسالة السماوية التي قدمت له اسس الهداية والنور.

الاول : المعنى الفسلجي : وهو المعنى الذي يميز بين الذكور والاناث على اساس الفارق في الاعضاء الجسدية كاعضاء الحمل والولادة والرضاعة. والفوارق الفسلجية او التكوينية بين النساء والرجال في عالم الثبوت تؤثر تأثيراً بالغاً على سلوكهما وعلاقاتهما الاجتماعية ووظيفتهما الشرعية والحياتية في عالم الاثبات. ولولا تلك القابلية على الحمل والولادة والرضاعة لما استمر البشر في العيش على وجه الارض. وتلك قضية طبيعية عمّت النساء جميعاً بما فيها فاطمة الزهراء (ع)، ومن قبلها مريم العذراء (ع) وزوجات الانبياء (ع) وبناتهم. والدين لا يتدخل في هذه القضية التكوينية الا فيما يخص إعجاز مريم البتول (ع) وحملها دون زوج. وأصل القضية امرٌ تكويني طبيعي. وفاطمة (ع) سارت على هذا الطريق. فقد كانت لها القابلية على الحمل والولادة والرضاعة، وهذه القضية التكوينية لا تتنافى مع الطهارة والكمال. ولكن هناك مختصات اخرى اختصت بها الزهراء (ع) لها علاقة بالطهارة وكمال التعبد نبحثها بعد قليل باذنه تعالى.

الثاني : المعنى الاجتماعي : وهو المعنى الذي يميّز الاناث عن الذكور على اساس الضعف والقوة، ويرتب عليها ادواراً اجتماعية معينة. وهذا المعنى الاجتماعي الذي يفرّق بين الاناث والذكور مكتسبٌ من الثقافة الاجتماعية. وبتعبير آخر، ان الانوثة والذكورة يمكن تمييزها منذ الولادة، اما الضعف والقوة فانهما نتيجة مقدمات اجتماعية حول ضعف المرأة وقوة الرجل يفرضها التثقيف الاجتماعي.

          ولو رجعنا الى فاطمة الزهراء (ع) ودرسنا معنى وجودها الاجتماعي، لتوصلنا الى ثلاث نتائج :

          1 ـ ان فاطمة (ع) لم تنشأ في الحلية. بل نشأت في اجواء الوحي والنبوة والعلم والجهاد. وهذا ما يميزها عن بنات زمانها.

          2 ـ عصمتها، وقوله : (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا)[25] يبعدها عن اهتمامات النساء في زمانها، ويجعلها رمزاً للطاعة.

          3 ـ قوة موقعها الديني كان يقتضي من اعدائها محاربتها بنفس الشدة التي حورب بها زوجها علي(ع)، ومن قبله رسول الله (ص).

          وقد يتداخل المعنى الفسلجي مع المعنى الاجتماعي في المجتمع القَبَلي فيسبب ارباكاً في الحقوق والواجبات. فبسبب ضعف المرأة التكويني يسلب المجتمع حقها في التملك مثلاً. وبسبب دقة عظمها ورقة لحمها، يتنكر القوم لموقعها السامي في الدين.

          ولذلك رأينا في قراءة التأريخ الخاص بالبتول (ع)، انها عوملت من قبل العرب معاملة اقرب الى المعاملة القَبَلية. بل كانت تلك المعاملة ابعد ما تكون عن تعليمات الدين الجديد، القاضية بتقدير الانثى على ضوء فضلها المشترك على حد سواء مع الذكور. وقد كانت (ع)، بسبب عصمتها، افضل من الذكور الذين لم يؤتوا مثل ذلك الفضل العظيم.

الثالث : المعنى الديني : فالمعنى الديني للانوثة يحدد سلوك المرأة، ومسؤولياتها، وامتيازاتها التي ينبغي ان تتمتع بها. وهو يشابه المعنى الديني للذكورة الذي يحدد سلوك الرجل، ومسؤولياته، وامتيازاته.

          وقوله تعالى : (...إني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض...)[26] يعني ان المرأة اذا كانت تمتلك درجة عالية من الايمان والعلم والعقل والخُلق فانها اسمى درجة ممن لا يوازيها في ذلك من الرجال. وهذا المعنى مهم للغاية في تحليل شخصية فاطمة الزهراء (ع).

          فقد كانت من اهل بيت العصمة (ع) الذين اراد الله سبحانه لهم التطهير من الرجس، بقوله : (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا)[27] . وكان ادراكها للدين وسلوكها الديني والاجتماعي اقرب الى الكمال، بل هو الكمال بعينه.

          اذن، فاذا كان المعنى الاجتماعي للانوثة يظلم المرأة بسبب الفوارق الفسلجية، فان المعنى الديني للانوثة يصحح النواقص التي يجلبها ذلك الفهم الاجتماعي لتلك الفوارق. وكون الزهراء (ع) المرأة التي وصلت الكمال في الفهم الديني والاجتماعي، يدعونا للتأمل في ان الاسلام ابدع في حق المرأة امراً لم تكن تعرفه الدنيا ولا التأريخ من قبل.

3 ـ خصائص فاطمة الزهراء (ع) :

          حملت البتول (ع) خصائص كمالية في غاية الاهمية. فهي بالاضافة الى علمها باصول المعارف الالهية، وادراكها للفروع الدينية والمواضيع الخارجية، وطاعة زوجها امير المؤمنين (ع)، فانها تسلحت بقوى ثلاث هي : قوة نقل الصفات الوراثية، القوة النفسية، القوة العقلية.

أ ـ نقل الصفات الوراثية :

          حملت الزهراء (ع) مورِّثات ابيها المصطفى (ص) بصورة طبيعية. وهي مورِّثات تنقل القابلية الكامنة في البلاغة والشجاعة والمنطق والحكمة والكرم والتقوى والايمان والزهد. والمورِّثات او «الجينات» تجهز الجسم البشري بالمخطط الوراثي للنمو الجسدي والعقلي من الآباء الى الاولاد. وبتعبير آخر، فان «المورِّث» يحمل ما يمكن وصفه بـ «بصمة ابهام» الاب الى ابنه او ابنته، مع اغلب الصفات الشخصية التي يحملها الاب. وبقيت صفات رسول الله (ص) تنتقل من جيل الى جيل في ائمة الهدى الاثنا عشر (ع) وذريتهم. والى ذلك صرح المولى عز وجل : (انا اعطيناك الكوثر)[28] ، مخاطباً رسول الله (ص) ومشيراً الى ذرية فاطمة الزهراء (ع) التي حملت صفات النبي (ص) الشخصية.

          وقد روي عن النبي (ص) انه قال : «ان الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه، وان الله عز وجل جعل ذريتي في صلب علي بن ابي طالب»[29] . وفي رواية اخرى : «يافاطمة، ما بعث الله نبياً الا جعل له ذرية في صلبه، وجعل ذريتي من صلب علي، ولولا عليّ ما كانت لي ذرية»[30] .

          ولاشك ان الزهراء (ع)، بلحاظ النسب، قد حفظت الصفات الشخصية الموروثة للنبي (ص) عبر حملها «مورِّثات» ابيها (ص). واذا كان ابوها افضل رسل السماء الى الارض وصفاته واخلاقه من اكمل الصفات واتم الاخلاق، فلاعجب ان تحتل فاطمة (ع) المكانة الدينية العليا. بحيث ان صفاتها الكمالية ابهرت الكائنات جميعاً. وينبغي ان لا نستغرب الروايات التي تحدثت عن عالم آخر غير عالمنا سَعِدَ بولادتها واستبشر بتكوينها.

          فعن جابر مخاطباً ابي عبد الله (ع) قال : قلتُ : لم سميت فاطمة الزهراء «زهراء» ؟ فقال (ع) : «لان الله عز وجل خلقها من عظمته، فلما اشرقت اضاءت السموات والارضين بنورها، وغشّت أبصار الملائكة، وخرّت الملائكة لله ساجدين وقالوا : إلهنا وسيدنا، ما هذا النور ؟ فاوحى الله اليهم : هذا نورٌ من نوري أسكنته سمائي، خلقته من عظمتي، أخرِجه من صلب نبيٍّ من انبيائي، أفضلّه على جميع الانبياء، واُخرج من ذلك النور ائمة يقومون بأمري، يهدون الى حقي وأجعلهم خلفائي في ارضي بعد انقضاء وحيي».

          وعن الامام الصادق (ع) ان خديجة (رض) عندما حملت بفاطمة (ع) لم تعلم جنس جنينها، فقال لها رسول الله (ص) : «هذا جبرئيل يبشرني انها انثى، وانها النسمة الطاهرة الميمونة، وان الله ـ تبارك وتعالى ـ سيجعل نسلي منها، وسيجعل من نسلها ائمة الامة، يجعلهم خلفائه في ارضه بعد انقضاء وحيه»[31] .

ب ـ القوة النفسية والطهارة الجسدية :

          ان الهرمونات، وهي مواد كيميائية تفرزها بعض الغدد الصمّ فتزيد في نشاط الاعضاء التي تستقبلها عن طريق الدم، حقيقة من حقائق الانوثة. فتلك المواد العضوية تختلف في الجوهر والحجم في الانثى عنها في الذكر. ولذلك نلمس : تغير المزاج، وما يعتري النساء عادة كل شهر، وقضايا الرغبة في الجنس الآخر، امراً غالباً في الاناث دون الذكور.

          الا ان الروايات التي تحدثت عن صفات فاطمة (ع) تذكر انها (ع) كانت ذو نفسية قوية، منقطعة لله سبحانه في العبادة والذكر، وعلى طهر دائم ـ على خلاف المعتاد عند النساء ـ ولاتشارك اهل زمانها في الرغبات.

          ويمكن تصنيف الروايات الواردة حول ذلك الى ثلاث مجاميع :

المجموعة الاولى : انها كانت طاهرة دائماً : وهي الروايات التي اكدت على طهارتها مما يعتري النساء عادةً، وفيها سبع روايات :

          1 ـ عنه (ص) : «وانما سُميت فاطمة (البتول) لانها تبتّلت من الحيض والنفاس»[32] .

          2 ـ عن علي (ع) قال : «ان النبي (ص) سئل : ما البتول ؟ فانا سمعناك ـ يارسول الله ـ تقول : ان مريم بتول، وفاطمة بتول ؟ فقال (ص) : البتول التي لن ترَ حمرةً قط ـ اي التي لاتأتيها ما يأتي النساء عادةً ـ فان الحيض مكروه في بنات الانبياء»[33] .

          3 ـ روي عن النبي (ص) : «سميت فاطمة بتولاً لانها تبتّلت وتقطعت عما هو معتاد العورات في كل شهر، ولانها ترجع كل ليلة بكراً. وسميت مريم بتولاً لانها ولدت عيسى بكراً»[34] .

          4 ـ عن ابي جعفر عن آبائه (ع) قال : «انما سميت فاطمة بنت محمد (ص) (الطاهرة) لطهارتها من كل دنس، وطهارتها من كل رفث، وما رأت قط يوماً حمرة ولا نفاساً»[35] .

          5 ـ عن الصادق (ع) قال : «ان الله حرّم النساء على عليّ ما دامت فاطمة حية، لانها طاهرة لا تحيض»[36] . والحرمة مقيدة بحياة البتول (ع) ومعللة بالطهارة والانقطاع لله سبحانه.

          6 ـ قال (ص) : «الا إنّ مسجدي حرام على كل حائض من النساء وكلّ جنب من الرجال، الا على محمد واهل بيته : علي وفاطمة والحسن والحسين (ع) »[37] .

          7 ـ قال (ص) : «الا لا يحل هذا المسجد لجنب ولا لحائض الا لرسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين. الا قد بيّنتُ لكم الاسماء أن لا تضلّوا»[38] .

          والروايتان السادسة والسابعة رواهما البيهقي، وفيها دلالة على التغليب. فالحسن والحسين (ع) كانا صبيان لم يبلغا الحلم ولا يعرفا الجنابة، وفاطمة (ع) طاهرة عن الحيض. وانما اُريد من الروايتين اظهار فضل هؤلاء الخمسة الاطهار على غيرهم.

          ودلالة الروايات السبع هي انها كانت طاهرة. ولاشك ان الطهارة مقدمة من مقدمات العبادة. وفي ضوء ذلك، فان صلاتها وقرائتها للقرآن الكريم وتسبيحها لله عز وجل كان يستوعب جلّ وقتها.

المجموعة الثانية : انها كانت منقطعة عن الرجال. وفيها روايتان.

          1 ـ قال ابن الاثير في «النهاية» : «وامرأة بتول : منقطعة عن الرجال لا شهوة لها فيهم، وبها سميت مريم اُم المسيح (ع) ».

          2 ـ خطبتها في النساء عندما مرضت مرضتها الاخيرة، فقالت : «اصبحت والله عائفة لدنياكم، قالية لرجالكم، لفظتهم بعد ان عجمتهم، وشنئتهم بعد ان سبرتهم...»[39] .

          ودلالتها ايضاً على حسن كمالها، وانقطاعها لله سبحانه وتعالى.

المجموعة الثالثة : انها كانت لا تشارك نساء اهل زمانها في مطلق الرغبات الدنيوية. وفيها روايتان :

          1 ـ قال الطريحي في «مجمع البحرين» : «والبتول فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) قيل : سميت بذلك لانقطاعها الى الله وعن نساء زمانها فضلاً وحسباً وديناً».

          2 ـ قال ابن منظور في «لسان العرب» : «سئل احمد بن يحيى عن فاطمة (رضوان الله عليها) بنت سيدنا رسول الله (ص) لِمَ قيل لها : البتول ؟ فقال : لانقطاعها عن نساء اهل زمانها ونساء الاُمة عفافاً وفضلاً وديناً وحسباً».

          ودلالتها ان الله سبحانه اكرمها بالانقطاع له والاعراض عن كل مغريات الدنيا وحطامها. وهنا اخذت صفات الكمال والطهارة كل توجهها وفكرها وعقلها. ولاشك ان الرغبات والشهوات هي لاهل الارض. اما اهل السماء، والزهراء (ع) هي الحورية الاُنسية، فان لهم شأنٌ آخر في التعفف والانقطاع والذوبان في الخالق عز وجل.

ج ـ القوة العقلية :

          ان التتبع في خطب الزهراء (ع) بعد احداث السقيفة، ومطالبتها بحقها في فدك وسهم ذوي القربى، والاجهار في معارضتها استلام قريش للخلافة بعد النبي (ص)، وثباتها مع علي (ع) في امر الولاية، يعطي المرء صورة واضحة عن عصمتها وقوة ادراكها العقلي في الدين والاجتماع.

          فتلك البلاغة والشجاعة الفائقتين من سيدة نساء العالمين (ع)، تعكس الادراك الكامل في الدين، واليقين في الرسالة وصاحبها (ص)، واليقين في ولاية الامام (ع) بعد وفاة رسول الله (ص)، فلاريب ان يضعها النبي (ص) في الموضع اللائق بها، فيقول (ص) : «فاطمةٌ بضعةٌ مني، من آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله عز وجل». وفي هذا دليل على انها كانت جزءً من الرسول (ص) والرسالة، والنبي (ص) لم يكن ليقل انها بضعةٌ منه، لو لم تكن كذلك. وعندما يقول النبي (ص) : «فاطمةٌ بضعةٌ مني» فانما يُريد انها جزءٌ منه تحمل صفاته وخصاله في العلم والحكمة والاخلاق والانقطاع لمولاها عز وجلّ. وهذا كلام صادر عن المصطفى (ص)، عن الذي لا ينطق عن الهوى. ولا مفر للامة من الايمان به على سبيل القضية القطعية.

الارض والسياسة في «فدك»:

          لم تكن فدك مجرد قطعة ارض تنازع حولها الفرقاء، بل كانت قضية دينية وسياسية وضعت الامر بين كفتي ميزان : الحق والباطل. واذا كان الموضوع قد دار ـ تأريخياً ـ حول طبيعة الملكية وشروط التملك، الا ان الاصل فيها ـ دينياً واجتماعياً ـ يذهب الى ابعد من حدود الملكية والتملك.

1 ـ فدك : الارض

          تعدُّ الارض جزءً لا يتجزأ من حياة الانسان. ونقصد بالارض : المكان الذي يتضمن خصائص ومواصفات كتلك التي كانت في فدك. فالارض ليست مجرد ذرات تراب، ولا مجرد مهبطاً زراعياً للانتاج. بل ان ما يهمنا في دراسة الارض، هو الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

          ونظرة فاحصة الى فدك، تكشف لنا عن انها كانت ارضاً زراعيةً تمتلك مقومات الانتاج الوفير. فمن خصائص فدك والقضية التي ثارت حول تملكها :

          1 ـ انها كانت فضاءً واسعاً ذو طبيعة خضراء، وشمس مشرقة، ومياه غزيرة، وتراب خصب. وبكلمة، فقد كانت فدك ارض زراعية من الدرجة الاولى من حيث عوامل : التربة والخصوبة والفضاء والشمس.

          2 ـ كانت عاملاً من عوامل الانتاج الزراعي بحيث بلغت غلاتها....دينار، وكانت تشغّل....عامل من العمال.

          3 ـ كانت ملكاً، تملّكه النبي (ص) بالطريق الشرعي. والملكية هنا اعتبارية امضاها الشارع.

          4 ـ ان تلك الارض، يمكن ان تعدّ من الناحية الاقتصادية، رأسمالاً قوياً للمالك. فهي احد عوامل الانتاج الاقتصادي والقوة المالية.

          5 ـ ان امتلاك الارض، في عرف العرب، يعني ان المالك تكون له يد عليا في العطاء ومساعدة الفقراء، دون الحاجة الى مد اليد للأخذ من الآخرين. فهنا يكون الملك استقلالاً اقتصادياً للمالك. فهي ضمان امني اقتصادي للمالك يضمن عدم حاجته للآخرين.

          ومن ملاحظة تلك العوامل جميعاً نلمس ان ارضاً كأرض فدك، كانت قوة سياسية اضافة الى كونها قوة اقتصادية ايضاً. ولذلك كانت الخشية من قبل قريش ان تُستَثمر تلك القوة السياسية لزحزحتهم عن مقاعدهم.

          والملكية في الاسلام يحميها القانون الشرعي على اساس قاعدة اليد او قاعدة الانتقال عن طريق الارث. بمعنى ان فدكاً لو لم تغتصبها قريش لبقيت بيد اهل البيت (ع) تنتقل من جيل لآخر بخيراتها وثرواتها التي كانت تشبع عدداً هائلاً من الفقراء والمحرومين.

          لو استقرأنا التأريخ لاكتشفنا بان العامل الاقتصادي الاول في اي مجتمع، كان يتضمن : الارض الخصبة، والماء، والعمالة. واذا توفرت تلك الامور الثلاثة فان الانتاج من المحاصيل الزراعية سوف يشغّل العمال، ويروي المجتمع بالخيرات، ويكون رأسمالاً مالياً يمكن ان يُستثمر في مختلف وجوه الخير والمنفعة. وكانت فدك تمثل ذلك العامل الاقتصادي الذي يدرُّ بالخيرات دون تكلفة مالية.

          ولاشك ان القيمة الفعلية للارض لا تتحدد بالخصوبة فقط، بل بالموقع ايضاً. فموقع الارض له اهمية عظيمة في قيمتها. وقد قرأنا آنفاً ان فدكاً كانت قرية بالحجاز على بعد يومين عن المدينة وفيها عين فوارة ونخيل كثيرة[40] . وهذا يعني ان محاصيلها يمكن ان تصل المدينة، ويستطيع في نفس الوقت عمالٌ من المدينة الهجرة اليها للعمل. فقد كانوا يسيرون في الليل البارد ويحطون رحالهم في النهار القائض. وبعض المحاصيل كالتمر والزبيب والحنطة والشعير يمكن حفظها وقتاً طويلاً. وانبساط ارض فدك يسهّل امر النقل والانتقال والزراعة. فلم تكن فدكاً ارضاً جبلية صخرية او ارضاً قاحلة. ولو كانت كذلك لسرعان ما رُدّت على فاطمة (ع).

          بمعنى ان قيمة الخيرات التي كانت تنتجها فدك كانت تسوّق بشكل طبيعي في المناطق المجاورة. والا، لو افترضنا ان فدكاً كانت منطقة قاحلة نائية عن التجمع السكاني لما كانت لها تلك القيمة الاقتصادية والسياسية.

          ان فدكاً ينبغي النظر اليها بالصورة التالية : فهي وإن كانت ملكاً لفاطمة (ع)، الا ان خيراتها كانت ملكاً للمسلمين جميعاً خصوصاً الفقراء. ولانعلم اين كانت تذهب وارداتها عندما اغتصبت من فاطمة (ع). والدعوى انها كانت تذهب الى بيت المال، وليس هناك دليل تأريخي على ذلك. ولكنها عندما رُدّت على ذرية الزهراء (ع) في بعض الفترات التأريخية، رجع ريعها يصبُّ لصالح الفقراء والمساكين. فالملكية اذن كانت رمزية من اجل ان تدار الثروات الواردة ادارة دينية على الطبقة الفقيرة.

          يضاف الى ذلك ان هذا الملك الكبير بيد فاطمة الزهراء (ع) لا يعني انها كانت تتمتع بخيراته، بل العكس هو الذي حصل. فخيرات فدك العظيمة كانت تصبُّ لصالح المسلمين. بينما كان علي وفاطمة (ع) لا يتناولان الا الخشن اليابس من اقراص الشعير.

2 ـ فدك : الملكية

          ترتبط فكرة «الملكية» بالحقوق والإلزامات والامتيازات التي يقرها الدين للمالك. وتلك فكرة عامة تشمل اغلب انواع الملكية في التأريخ.

          الا ان ملكية فاطمة الزهراء (ع) لـ «فدك» تختلف عن الفكرة العامة للملكية. ذلك ان تلك الملكية نقلت حالة التملك من حالة «امتياز الملكية» الى حالة «حق الملكية». وبتعبير اوضح ان فاطمة (ع) لم تكن لتفكر بامتيازات مادية تنهمر من ذلك التملك، بل ان «حق الملكية» يعني ان لها ان تدير الثروة الناتجة من ذلك التملك بما يوحيه عليها ادراكها الشرعي للمصالح الاجتماعية للمسلمين.

          وبتعبير ثالث، ان فدكاً لو تملكها فرد من عامة الناس لاستفاد من امتيازاتها وثرواتها استفادة شخصية. ولكن المعصوم (ع) لو تملك فدك، فانه سوف يوزع الثروة الناتجة على فقراء المسلمين، ولا يقتني شيئاً لنفسه. فهنا اصبح امتياز الملكية من تملك فدك عند فاطمة الزهراء (ع) صفراً، بينما كان حقها في تملك الارض اي «حق الملكية» هو حق كامل بمقتضى احكام الشريعة.

          ان الملكية الشرعية قضية قانونية يعترف بها الدين والمجتمع، لانها تضع حاجزاً بين الحقوق والحظوظ. فالحق يأتي عن طريق مشروع كالبيع والشراء والهبة والارث، بينما يأتي الحظ من طريق غير مشروع كالقمار والسرقة. ان ملكية الارض تختلف عن الانواع الاخرى للتملك. فاكتساب المال مثلاً لون من الوان التملك. والانسان يستطيع ان يتملك مالاً كثيراً. ولكن اهل البيت (ع) لا يستطيعون ـ بالفعل لا بالقوة ـ ان يتملكوا المال ولا ان يخزنوه. لان طبيعتهم مجبولة على العطاء والكرم واطعام الفقراء وطاعة الحكم الشرعي في الانفاق. فهذه الملكية لا تتحقق عند اهل البيت (ع).

          ولكن ملكية الارض امرٌ آخر، فهي ملكية تدرُّ خيراً يمكن توزيعه على الفقراء والمساكين. وبمعنى آخر ان فدكاً كانت ملكاً مثالياً لاهل البيت (ع) لانهم كانوا ينفقون كل وارداتها على الفقراء ولا يبقى لهم الا اسم الملكية. وهنا تحققت ادارة الثروة الاجتماعية بافضل وجوهها. فالمالك (ع) امينٌ على ما يملك ولا يستفيد منه شيئاً، بل يوزع الثروة الناتجة من الملك على الفقراء والمساكين ويعتق بها العبيد والاماء.

          ان تخصيص فدك من قبل رسول الله (ص) لفاطمة (ع) دون غيرها من الاراضي والقطاع يدعم النظرية التي ذكرناها، وهي انهم (ع) كانوا امناء على توزيع وارداتها على الفقراء والمساكين. فقد كانت فدك من افضل الاراضي الزراعية في الحجاز، وكان ثمرها من اغزر الثمار واجوده.

          وبكلمة، فان ملكية فاطمة الزهراء (ع) لفدك كانت لها اهداف اخلاقية منسجمة مع مباني العصمة والطهارة التي قال فيهم القرآن الكريم : (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيراً)[41] . فالتملك كان له ثلاثة ابعاد : فاطمة (ع)، وفدك، وفقراء الامة ومساكينها. بينما نلمس  في اي تملك آخر بعدين : المالك، والمادة المملوكة ; ولا تُعطى المادة المملوكة للناس الا بثمن، فترجع مادة مملوكة ثانية ولكن بصيغة اخرى. ولكن تملك اهل البيت (ع) كان يعني ادارة عادلة للثروة الاجتماعية الناتجة عن التمليك.

          ومن هنا نلحظ ان فاطمة (ع) كانت تطالب بفدك من اعماق قلبها، لانها كانت ترى في ذلك التمليك حقاً قد اُغتصب، ووسيلة لمساعدة الفقراء والمساكين قد سُلبت، وامراً سماوياً قد اُنتهكت حرمته.

3 ـ فدك : السياسة والدين :

          واذا وضعنا قضية الملكية جانباً، واخذنا بالجانب الغيبي السماوي لقضية فدك. فاننا نستشعر ان نزول الوحي على رسول الله (ص) من اجل ان يدفع فدكاً لفاطمة (ع)، فيه تعظيم لمقام تلك البتول الطاهرة (عليها السلام).

          والقصد من اصرار البتول (ع) على فدك هو ابلاغ الامة ان هناك من خالف رسول الله (ص) بعد وفاته، ونكث عهده، واغتصب الحق، وصدَّ اهله عنه. والى ذلك اشارت في خطبتها (ع) : «سرعان ما احدثتم ! وعجلان مااتيتم ! الآن مات الرسول، فأمتم دينه. وتلك نازلة اعلن بها كتاب الله قبل موته (ص)، وانبأكم بها قبل وفاته : (وما محمد الا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل، أفأن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً. وسيجزي الله الشاكرين)[42] ».

(تليها ص 649- 670)

 

 اللاحق         السابق              صفحة التحميل               الصفحة الرئيسية 


 

[1] (النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر) – المقداد السيوري ص 80.

[2] سورة الاحزاب: الآية 53.

[3] سورة الاحزاب: الآية 57.

[4] سورة التوبة: الآية 61.

[5] سورة الممتحنة: الآية 13.

[6] سورة طه: الآية 81.

[7] (بشارة المصطفى لشيعة المرتضى) – ص 258- 259.

[8] (منهاج السنّة النبوية) ج 8 ص 291.

[9] (اقبال الاعمال) – ابن طاووس ص 625. و(بحار الانوار) ج 100 ص 199.

[10] (الاحتجاج) ج 1 ص 414. و(مرآة العقول) ج 5 ص 321.

[11] (الاحتجاج) ج 1 ص 4.

[12] (تأريخ اليعقوبي) ج 2 ص 137. و(تأريخ الاسلام) للذهبي ج 1 ص 388. و(العقد الفريد) ج 4 ص 268. و(مروج الذهب) ج 1 ص 414.

[13] سورة آل عمران: الآية 195.

[14] سورة الحجرات: الآية 13.

[15] سورة آل عمران: الآية 195.

[16] سورة النحل: الآية 97.

[17] سورة المؤمن (غافر): الآية 40.

[18] سورة النساء: الآية 124.

[19] سورة البقرة: الآية 223.

[20] سورة الزخرف: الآية 18.

[21] سورة النساء: الآية 32.

[22] سورة النساء: الآية 11.

[23] سورة النساء: الآية 34.

[24] سورة النساء: الآية 32.

[25] سورة الاحزاب: الآية 33.

[26] سورة آل عمران: الآية 195.

[27] سورة الاحزاب: الآية 33.

[28] سورة الكوثر: الآية 1.

[29] (كفاية الطالب) – الكنجي ص 379.

[30] المصدر السابق ص 379.

[31] (بحار الانوار) ج 16 ص 80. و(دلائل الامامة) ص 8.

[32] (ينابيع المودة) ص 260.

[33] (معاني الاخبار) ص 64.

[34] (احقاق الحق) ج 10 ص 25.

[35] (بحار الانوار) ج 43 ص 19.

[36] (بحار الانوار) ج 43 ص 16.

[37] (سنن البيهقي) ج 7 ص 65.

[38] المصدر السابق.

[39] (بلاغات النساء) ص 32.

[40] (معجم البلدان) ج 4 ص 238.

[41] سورة الاحزاب: الآية 33.

[42] سورة آل عمران: الآية 144.