[251]

فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيه فعلمنيه ودعا لي بأن يعيه صدري وتضطم عليه جوانحي .
بيان الملحمة : الوقعة العظيمة في الفتنة والقتال .
واللجب : الصوت .
والقعقعة : حكاكية صوعت السلاح ونحوه .
والحمحمة : صوت الفرس دون الصهيل .
قوله : " يثيرون الارض " أي التراب لان أقدامهم في الخشونة كحوافر الخيل كذاقيل .
وفيه إنه لا يلائم قوله ( عليه السلام ) : " لا يكون له غبار " ولعله كناية عن شدة وطئم الارض أو يقال مع ذلك ليس غبارهم كالغبار الذي يثار من الحوافر ولما كانت أقدام الزنج في الاغلب قصارا عراضا منتشرة الصدر مفرجات الاصابع أشبهت أقدام النعام في تلك الاوصاف .
" والسكك " : جمع سكة بالكسر وهي الزقاق والطريق المستوي والطريقة المصطفة من النحل .
و " المزخرفة " : المزينة المموهة بالزخرف وهو الذهب .
و " أجنحة الدور " - التي شبهها بأجنحة النسور - : رواشنها وما يعمل من الاخشاب والبواري بارزة عن السقوف لوقاية الحيطان وغيرها عن الامطار وشعاع الشمس .
وخراطيمها : ميازيبها التي تطلى بالقار يكون نحوا من خمسة أذرع أو أزيد تدلى من السطوح حفظ للحيطان .
والفيلة : كغينة جمع الفيل .
وأما قوله ( عليه السلام ) : " لا يندب قتيلهم " قيل : إنه وصف لهم بشدة البأس والحرص على القتال وإنهم لا يبالون بالموت .
وقيل لانهم كانوا عبيدا غرباء لم يكن لهم أهل وولد ممن عادتهم الندبة وافتقاد الغائب .
وقيل : لا يفقد غائبهم وصف لهم بالكرة وأنه إذا قتل منهم قتيل سد مسده غيره .

[252]

قوله : " أنا كاب الدنيا " يقال : كببت فلانا على وجهه أي تركته ولم ألتفت إليه .
وقيل : إنه كناية عن العلم ببواطنها وأسرارها كما يقال : غلبت الامر ظهرا لبطن .
وقوله ( عليه السلام ) : " وقادرها بقدرها " أي معامل لها بمقدارها " وناظرها بعينها " أي ناظر إليها بعين العبرة وأنظر إليها نظرا يليق بها فيكون كالتفسير لقوله ( عليه السلام ) " وقادرها بقدرها " وحكي عن عيسى ( عليه السلام ) : [ أنه كان يقول : ] أنا الذي كببت الدنيا على وجهها ليس لي زوجة تموت ولا بيت يخرب وسادتي الحجر وفراشي المدر وسراجي القمر .
أقول : سيأتي شرح باقي الخطبة مع ساير أخبار الآتية في بابه .
198 - الكافية في إبطال توبة الخاطئة عن أبي مخنف لوط بن يحيى عن عبدالله بن عاصم عن محمد بن بشير الهمداني قال : ورد كتاب أمير المؤمنين مع عمر بن سلمة الارجي [ الارحبي ] إلى أهل الكوفة فكبر الناس تكبيرة سمعها عامة الناس واجتمعوا لها فس المسجد ونودي الصلاة جمعا فلم يتخلف أحد وقرأ الكتاب فكان فيه : بسم الله الرحمن الرحيم من عبدالله أمير المؤمنين إلى قرظة بن كعب ومن قبله من المسلمين سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو .
أما بعد فإن لقينا القوم الناكثين لبيعتنا والمفارقين لجماعتنا الباغين علينا في أمتنا فحججناهم فحاكمناهم إلى الله فأدالنا عليهم فقتل طلحة والزبير وقد

___________________________________________________________
198 - وقد روى الشيخ المفيد أيضا الكتاب بسند آخر في كتاب الجمل ص 215 .
( * )

[253]

تقدمت إليهما بالمعذرة وأقبلت إليهما بالنصيحة واستشهدت عليهما صلحاء الامة فما أطاعا المرشدين ولا أجابا الناصحين .
ولاذ أهل البغي بعائشة فقتل حولها من أهل البصرة عالم جسيم وضرب الله وجه بقيتهم فأدبروا فما كانت ناقة الحجر بأشام عليهم منها على أهل ذلك المصر مع ما جاءت به من الحوب الكبير في معصيتها ربها ونبيها واغترارها في تفريق المسلمين وسفك دماء المؤمنين بلا بينة ولا معذرة ولا حجة ظاهرة .
فلما هزمهم الله أمرت أن لا يتبع مدبر ولا يجاز [ ولا يجهز ] على جريح ولا يكشف عورة ولا يهتك ستر ولا يدخل دار إلا باذن وآمنت الناس .
وقد استشهد منا رجال صالحون ضاعف الله حسناتهم ورفع درجاتهم وأثابهم ثواب الصادقين الصابرين .
وجزاكم الله من أهل مصر عن أهل بيت نبيكم أحسن جزاء العاملين بطاعته والشاكرين لنعمته فقد سمعتم وأطعتم وأجبتم إذا دعيتم فنعم الاخوان والاعوان على الحق أنتم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
كتب عبيدالله بن أبي رافع في رجب سنة ست وثلاثين .
199 - أقول : روى كمال الدين ابن ميثم البحراني مرسلا أنه لما فرغ أمير المؤمنين من أمر الحرب لاهل الجمل أمر مناديا ينادي في أهل البصرة أن الصلاة الجامعة لثلاثة أيام من غد إنشاء الله ولا عذر لمن تخلف إلا من حجة أو علة فلا تجعلوا على أنفسكم سبيلا .

___________________________________________________________
199 - روى ابن ميثم الحديث إلى قوله : " وآجامها قصورا " في أول شرح المختار : ( 13 ) من نهج البلاغة : ج 1 ، ص 289 ط 2 .
ثم شرح مفردات الخطبة ثم ذكر قسما آخرا منها في ص 292 من ج 1 ، ثم ذكر قسما كبيرا في شرح المختار : ( 99 ) من نهج البلاغة في ج 3 ص 16 ، ط 2 ، وقد جمعها المصنف العلامة وذكرها ها هنا بتمامها .
( * )

[254]

فلما كان اليوم الذي اجتمعوا فيه خرج ( عليه السلام ) فصلى بالناس الغداة في المسجد الجامع فلما قضى صلاته قام فأسند ظهره إلى حائط القبلة عن يمين المصلي فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله وصلى على النبي صلى الله عليه وآله واستغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ثم قال : يا أهل البصرة يا أهل المؤتفكة وائتفكت بأهلها ثلاثا وعلى الله تمام الرابعة يا جند المرأة وأعوان البهيمة رغا فأجبتم وعقر فانهزمتم أخلاقكم دقاق ودينكم نفاق وماؤكم زعاق بلادكم أنتن بلاد الله تربة وأبعدها من السماء بها تسعة أعشار الشر المحتبس فيها بذنبه والخارج منها بعفو الله .
كأني أنظر إلى قريتكم هذه وقد طبقها الماء حتى ما يرى منها إلا شرف المسجد كأنه جؤجؤ طير في لجة بحر ! ! فقام إليه الاحنف بن قيس فقال له : يا أمير المؤمنين ومتى يكون ذلك ؟ قال : يا أبا بحر إنك لن تدرك ذلك الزمان وإن بينك وبينه لقرونا ولن ليبلغ الشاهد منكم الغائب عنكم لكي يبلغوا إخوانهم إذا هم رأوا البصرة قد تحولت أخصاصها دورا وآجامها قصورا فالهرب الهرب فإنه لا بصرة لكم يومئذ .
ثم التفت عن يمينه فقال : كم بينكم وبين الابلة ؟ فقال له المنذر بن الجارود : فداك أبي وأمي أربعة فراسخ قال له : صدقت فو الذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله وأكرمه بالنبوة وخصه بالرسالة وعجل بروحه إلى الجنة لقد سمعت منه كما تسمعون مني أن قال لي : " يا علي هل عملت أن بين التي تسمى البصرة والتي تسمى الابلة أربعة فراسخ وسيكون التي تسمى الابلة موضع أصحاب العشور ويقتل في ذلك الموضع من أمتي سبعون ألفا شهيدهم بومئذ بمنزلة شهداء بدر .
فقال له المنذر : يا أمير المؤمنين ومن يقتلهم فداك أبي وأمي ؟ قال :

[255]

يقتلهم إخوان الجن وهم جيل كأنهم الشياطين سود ألوانهم منتنة أرواحهم شديد كلبهم قليل سلبهم طوبى لمن قتلهم وطوبى لمن قتلوه ينفر لجهادهم في ذلك الزمان قوم هم أذلة عند المتكبرين من أهل الزمان مجهولون في الارض معروفون في السماء تبكي السماء عليهم وسكانها والارض وسكانها .
ثم هملت عيناه بالكباء ثم قال : ويحك يا بصرة ويلك يا بصرة من جيش لا رهج له ولا حس .
فقا له المنذر : يا أمير المؤمنين وما الذي يصيبهم من قبل الغرق مما ذكرت ؟ وما الويح وما الويل ؟ فقال : هما بابان فالويح باب الرحمة .
والويل باب العذاب ، يا ابن الجارود نعم تارات عظيمة منها عصبة تقتل بعضها بعضا ، ومنها فتنة تكون بها أخراب منازل وخراب ديار وانتهاك أموال وقتل رجال وسباء نساء يذبحن ذبحا يا ويل أمرهن حديث عجيب .
منها أن يستحل بها الدجال الاكبر الاعور الممسوخ العين اليمني والاخرى كأنها ممزوجة بالدم لكأنها في الحمرة علقة نأتي الحدقة كهيئة حبة العنب الطافية على الماء فيتبعه من أهلها عدة من قتل بالابلة من الشهداء أنا جيلهم في صدورهم يقتل من يقتل ويهرب من يهرب .
ثم رجف ثم قذف ثم خسف ثم مسخ ثم الجوع الاغير ثم الموت الاحمر وهو الغرق .
يا منذر إن للبصرة ثلثة أسماء سوى البصرة في الزبر الاول لا يعلمها إلا العلماء منها الخريبة ومنها تدمر ومنها المؤتفكة .
يا منذر والذي فلق الحبة وبرء النسمة لو أشاء لاخبرتكم بخراب العرصات عرصة عرصة متى تخرب ومتى تعمر بعد خرابها إلى يوم القيامة ! ! ! وإن عندي من ذلك علما جما ، وإن تسألوني تجدوني به عالما لا أخطئ منه

[256]

علما ولا دافئا ( 1 ) ولقد استودعت علم القرون الاول وما هو كائن إلى يوم القيامة ! ! ! ثم قال : يا أهل البصرة إن الله لم يجعل لاحد من أمصار المسلمين خطة شرف ولا كرم إلا وقد جعل فيكم أفضل ذلك وزادكم من فضله بمنه ما ليس لهم أنتم أقوم الناس قبلة قبلتكم على المقام حيث يقوم الامام بمكة وقارؤكم أقرأ الناس وزاهدكم أزهد الناس وعابدكم أعبد الناس وتاجركم أتجر الناس وأصدقهم في تجارته ( 2 ) ومتصدقكم أكرم الناس صدقة وغنيكم أشد الناس بذلا وتواضعا وشريفكم أحسن الناس خلقا ، وأنتم أكرم الناس جوارا ، وأقلهم تكلفا لما لا يعنيه ، وأحرصهم على الصلاة في جماعة ثمرتكم أكثر الثمار وأموالكم أكثر الاموال وصغاركم أكيس الاولاد ونساؤكم أقنع النساء وأحسنهن تبعلا .
سخر لكم الماء يغدو عليكم ويروح صلاحا لمعاشكم والبحر سببا لكثرة أموالكم فلو صبرتم واستقمتم لكانت شجرة طوبى لكم مقيلا وظلا ظليلا ، وغير أن حكم الله فيكم ماض وقضاؤه نافذ لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب يقول الله : * ( وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا ) * .
وأقسم لكم يا أهل البصرة ما الذي ابتدأتكم به من التوبيخ إلا تذكير وموعظة لما بعد لكي لا تسرعوا إلى الوثوب في مثل الذي وثبتم وقد قال الله
-بحار الانوار مجلد: 29 من ص 256 سطر 19 الى ص 265 سطر 18 لنبيه صلوات الله عليه وآله : * ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) * ولا الذي

___________________________________________________________
( 1 ) كذا .
( 2 ) هذا هو الظاهر الموافق لما في شرح المختار : ( 13 ) من نهج البلاغة من شرح البحراني ، وفي ط الكمباني من البحار : " وأصدقكم ... " .
( * )

[257]

ذكرت فيكم من المدح والتطرية بعد التذكير والموعظة رهبة مني لكم ولا رغبة في شئ مما قبلكم فإني لا أريد المقام بين أظهركم إنشاء الله لامور تحضرني قد يلزمني القيام بها فيما بيني وبني الله لا عذر لي في تركها ولا علم لكم بشئ منها حتى يقع مما أريد أن أخوضها مقبلا ومدبرا فمن أراد أن يأخذ بنصيبه منها فليفعل فلعمري إنه للجهاد الصافي صفاه لنا كتاب الله ولا الذي أردت به من ذكر بلادكم موجدة مني عليكم لما شاققتموني غير أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لي يوما وليس معه غيري : إن جبرئيل الروح الامين حملني على منكبه الايمن حت أراني الارض ومن عليها وأعطاني أقاليدها وعلمني ما فيها وما قد كان على ظهرها وما يكون إلى يوم القيامة ولم يكبر ذلك علي كما لم يكبر على أبي آدم علمه الاسماء كلها ومل يعلمها الملائكة المقربون وإني رأيت بقعة على شاطئ البحر تسمى البصرة فإذا هي أبعد الارض من السماء وأقربها من الماء وإنها لاسرع الارض خرابا وأخشنها ترابا وأشدها عذابا ولقد خسف بها في القرون الخالية مرارا وليأتين عليها زمان وإن لكم يا أهل البصرة وما حولكم من القرى من الماء ليوما عظيما بلاؤه وإني لاعرف موضع منفجره من قريتكم هذه ثم أمور قبل ذلكم تدهمكم أخفيت عنكم وعلمناه فمن خرج [ منها ] عند دنو غرقها فبرحمة من الله سقت له ، ومن بقي فيها غير مرابط بها فبذنبه وما الله بظلام للعبيد .
فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني من أهل الجماعة ومن أهل الفرقة ؟ ومن أهل البدعة ومن أهل السنة ؟ فقال : إذا سألتني فافهم عني ولا عليك أن لا تسأل أحدا بعدي .
أما أهل الجماعة فأنا ومن اتبعني وإن قلوا وذلك الحق عن أمر الله وأمر رسوله ( صلى الله عليه وآله ) .
وأما أهل الفرقة فالمخالفون لي ولمن اتبعني وإن كثروا .

[258]

وأما أهل السنة فالمستمسكون بما سنه الله [ لهم ] ورسوله [ وإن قلوا ( 1 ) وأما أهل البدعة فالمخالفون لام الله ولكتابه ورسوله ] العاملون برأيهم وأهوائهم وإن كثروا ( 2 ) وقد مضى الفوج الاول وبقيت أفواج وعلى الله قصمها واستيصالها عن جدد الارض وبالله التوفيق ( 3 ) .
تبيين : أقول : ذكر ابن ميثم رحمه الله هذه الخطبة متفرقة فجمعنا ما وجدنا منها في كتابه ( 4 ) ولنوضح بعض فقراتها قوله ( ع ) : " لثلاثة أيام " أي الصلاة التي يلزمكم حضورها بأمير المؤمنين بعد ثلاثة أيام من غد .
واللام للاختصاص .
قال الشيخ الرضي رضي الله عنه : الاختصاص على ثلاثة أضرب إما أن يختص الفعل بالزمان لوقوعه فيه نحو كتبت لغرة كذا .
أو يختص به لوقوعه بعده نحو لليلة خلت .
أو يختص به لوقوعه قبله نحو لليلة بقيت وذلك بحسب القرينة انتهى .
والكلام إخبار في معنى الامر أي احضروا جميعا للصلاة يوم كذا والصلواة الموعودة هي غداة الرابع .

___________________________________________________________
( 1 ) ما بين المعقوفين مأخوذ من كتاب الاحتجاج ، وقد سقط عن شرح البحراني - على المختار : ( 99 ) من نهج البلاغة - : ج 3 ص 16 ، ط 3 ، وسقط أيضا عن طبعة الكمباني من كتاب البحار .
( 2 ) هذا هو الصواب الموافق لكتاب الاحتجاج والمختار : ( 122 ) من نهج السعادة : ج 1 ، ص 373 ط 2 ، وفي البحار وشرح البحراني : " لا العاملون برأيهم ... " .
( 3 ) الظاهر أن جملة : " وبالله التوفيق " من كلام ابن ميثم رحمه الله ، وليست من كلام أمير المؤمنين وجزء للخطبة كما يؤيد ذلك عدم وجودها في كتاب الاحتجاج وكنز العمال .
( 4 ) قد تقدم في تعليق الحديث : ( 181 ) ص 449 / أن ابن ميثم روى الكلام في شرح الخطبة : ( 13 ، و 99 ) من شرحه : ج 1 ، ص 289 و 292 ، وفي ج 3 ص 16 ، ط 3 .
( * )

[259]

والمؤتفكة : المنقلبة إما حقيقة أو كناية عن الغرق كما مر " وقد طبقها الماء " أي غطاها وعمها .
والاحنف بالمهملة هو الذي كان معتزلا عن الفريقين يوم الجمل ويكنى أبا بحر بالباء الموحدة والحاء المهملة واسمه الضحاك بن قيس من تميم .
والاخصاص : جمع خص بالضم : بيت يعمل من الخشب والقصب .
والابلة : بضم الهمزة والباء وتشديد اللام : الموضع الذي به اليوم مدينة البصرة واكان من قراها وبساتينها يومئذ وكانوا يعدونه إحدى الجنات الاربع وفي الابلة اليوم موضع العشارين حسب ما أخبر به أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
والجيل بالكسر : الصنف من الناس .
وقيل كل قوم يختصون بلغة فهم جيل .
والارواح جمع ريح أي الرايحة .
والكلب بالتحريك : الشر والاذى وشبه جنون يعرض للانسان من عض الكلب .
والسلب بالتحريك : ما يأخذه أحد القرنين في الحرب من قرنه مما يكون عليه ومعه من سلاح وثياب ودابة وغيرها .
" ينفر لجهادهم " أي يخرج إلى قتالهم " وهملت عينه " كنصرت وضربت أي فاضت بالدمع .
" والرهج " بالتحريك : الغبار .
والحس بالكسر وكذلك الحسيس : الصوت الخفي وكأنه إشارة إلى خروج صاحب الزنج وكان جيشه مشاة حفاة لم يكن لهم قعقعة لجم ولا حمحمة خيل " والتارات " جمع تارة أي مرات والمعنى : ترد عليهم فتن عظيمة مرة بعد أخرى .
والعصبة إما بالضم بمعنى الجماعة أو ما بين العشرة إلى العشرين .
وإما بالتحريك بمعنى الاقرباء وعصبة الرجل : بنوه وقرابته لابيه .

[260]

وانتهاك الاموال : أخذها بما لا يحل .
وسباء النساء بالكسر والمد : أسرهن " أن يستحل بها الدجال " أي يتخدها مسكنا وينزلها من " حل بالمكان " إذا نزل .
ووصف الدجال بالاكبر يدل على تعدد من يدعي بالاباطيل كما روي في بعض الاخبار .
والاعور : الذي ذهبت إحدى عينيه .
والعلقة بالتحريك : القطعة من الدم الغليظ .
والناتي : المرتفع .
وطفا على الماء يطفو إذا علا ولم يرسب .
والرجف بالفتح : الزلزلة والاضطراب .
والقذف : الرمي بالحجارة ونحوها .
والخسف : الذهاب في الارض وخسف المكان : أن يغيب في الارض .
وهذا الخسف يحتمل أن يكون خسف جيش أو طائفة بالبصرة أو خسف مديتنهم وبعض مساكنهم وأماكنهم .
ووصف الجوع بالاغبر إما لان الجوع غالبا تكون في السنين المجدبة وسنو الجدب تسمى غبرا لاغبرار آفاقها من قلة الامطار وأرضيها لعدم النبات .
وإما لان وجه الجائع يشبه الوجه المغبر .
والمراد بالجوع الاغبر الجوع الكامل الذي يظهر لكل أحد .
والموت الاحمر فسره ( عليه السلام ) بالغرق ويعبر عنه غالبا عن القتل بالسيف وإراقة الدماء .
وبالابيض عن الطاعون وسيأتي التفسيران في الحديث عن الصادق ( عليه السلام ) .
والزبر بضمتين : جمع الزبور بالفتح وهو الكتاب فعول بمعنى مفعول من الزبر بمعنى الكتابة .
" تدمر " من الدمار بمعنى الهلاك .
والجم : بالفتح .
الكثير .
والعلم بالتحريك : الجبل والراية .
ودافنا الامر : داخله وذكره في القاموس أي لا أخطئ منه ظاهرا ولا خفيا .
والخطة بالضم : الامر والقضية .
والكيس بالفتح : خلاف الحمق .
والتبعل : مصاحبة الزوجية .
وغدو الماء ورواحه إليه كناية عن الجزر والمد في الوقتين فإن نهر البصرة والانهار المقارنة له يمد في كل يوم وليلة مرتين ويدور في اليوم والليلة ولا يخص وقتا كطلوع الشمس وغروبها وارتفاعها وانخفاضها ويسمى ذلك بالمد اليومي