[271]

فقال : أنا كنت أعلم بك حيث بعثتك .
بيان : رواه ابن أبي الحديد في شرح النهج ورواه الشيخ المفيد رحمه الله في الكافية بسندين أحدهما من طريق العامة والآخر من طريق الخاصة باختلاف يسير في بعض الالفاظ .
وقال الجوهري : التعريج على الشئ : الاقامة عليه يقال : عرج فلان على المنزل إذا حبس مطيته عليه وأقام وكذلك التعرج ويقال : مالي عليه عرجة ولا تعريج ولا تعرج .
و [ أيضا ] قال [ الجوهري ] : القفر مفازة لا نبات فيها ولا ماء والجمع قفار يقال : قفر ومفازة قفر وقفرة أيضا والقفار - بالفتح - : الخبز بلا أدم يقال : أخذ خبزه قفارا .
وقال الفيروزآبادي : الطنفسة - مثلثة الطاء والفاء وبكسر الطاء وفتح الفاء وبالعكس - : واحدة الطنافس [ يقال ] للبسط والثياب والحصير من سعف عرضه ذراع .
وقال الجوهري : تربد وجه فلان أي تغير من الغضب وقال : المعطس مثال المجلس الانف وربما جاء بفتح الطاء .
وقال نكد عيشهم بالكسر ينكد نكدا إذا اشتد .
ورجل نكد أي عسر .
والعويل : رفع الصوت بالبكاء .
ونشج الباكي ينشج نشيجا إذا غص بالبكاء في حلقه من يغر انتحاب .
ونشج بصوته نشيجا : ردده في صدره .
قوله : " ماذا بلاؤنا عندك " كلمة " ما " نافية أي ليس هذا جزاء نعمتنا عندك .
قوله " مننتنا " أي مننت علينا على الحذف والايصال .
وفي بعض النسخ " منيتنا " من المنية بمعنى الموت أي قتلتنا و " الحشية " - كمنية - : الفراش المحشو والجمع حشايا كنى عن النساء والتعبير عنهن بالفرش شايع .
قوله : " ولا بأرشحهن " بالشين المعجمة والحاء المهملة من الرشح وهو نضح الماء .
وفي بعض النسخ بالسين المهملة والخاء المعجمة من الرسوخ بمعنى الثبات .
[ قوله : ] " ولا بأطراهن " من الطراوة .
( * )

[272]

قوله : " وأحج بكم " أي هو ألزم لحجتكم .
وفي بعض النسخ : أحجى وهو أصوب أي أولى وأقرب إلى العقل والحجى .
211 - كشف : من ربيع الابرار للزمخشري قال : [ قال ] جميع بن عمير : دخلت على عائشة فقلت : من كان أحب الناس إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقالت : فاطمة ( عليها السلام ) قلت : إنما أسألك عن الرجال قالت : زوجها وما يمنعه فو الله إن كان لصواما قواما ولقد سالت نفس رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في يده فردها إلى فيه ! ! ! فقلت : فما حملك على ما كان ؟ فأرسلت خمارها على وجهها وبكت وقالت : امر قضى علي : وروي أنه قيل لها قبل موتها : أندفنك عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقلت : لا إني أحدثت بعده 212 - فر : عبيد بن كثير معنعنا عن أصبغ بن نباتة قال : لما هزمنا أهل البصرة جاء علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) حتى استند إلى حائط من حيطان البصرة فاجتمعنا حوله وأمير المؤمنين راكب والناس نزول فيدعو الرجل باسمه فيأتيه ثم يدعو الرجل باسمه فيأتيه ثم يدعو الرجل باسمه فيأتيه حتى وافاه منا ستون شيخا كلهم قد صغروا اللحى وعقصوها وأكثرهم يومئذ من همدان فأخذ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) طريقا من طرق البصرة ونحن معه وعلينا الدرع والمغافر متقلدي السيوف متنكبي الاترسة حتى انتهى إلى دار قوراء فدخلنا فإذا فيها نسوة يبكين فلما رأينه صحن صيحة واحدة وقلن : هذا قاتل الاحبة .

___________________________________________________________
211 - رواه الاربلي رحمه الله في آخر عنوان : " وقعة الجمل " من كتاب كشف الغمة : ج 1 ، ص 244 .
وانظر الحديث : ( 657 ) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ج 2 ص 167 .
212 - رواه فرات بن إبراهيم الكوفي في الحديث ( 84 ) من تفسيره ص 29 ط النجف ، ولكثير من فراته شواهد ذكرنا بعضها دى ذيل المختار : ( 114 ) من نهج السعادة : ج 1 ، ص 348 ط 1 .
( * )

[273]

فأمسك عنهن [ أمير المؤمنين ] ثم قال : أين منزل عائشة ؟ فأومأن إلى حجرة في الدار فحملنا عليا عن دابته فأنزلناه فدخل عليها فلم أسمع من قوله علي شيئا إلا أن عائشة كانت امرأة عالية الصوت فسمعنا [ قولها ] كهيئة المعاذير : أني لم أفعل ثم خرج علينا أمير المؤمنين فحملناه على دابته فعارضته امرأة من قبل الدار فقال : أين صفية قالت : لبيك يا أمير المؤمنين قال : ألا تكفين عني هؤلاء الكلبات التى يزعمن أني قاتل الاحبة لو قتلت الاحبة لقتلت من في تلك الدار - وأومى بيده إلى ثلاث حجر في الدار - [ قال : ] فضربنا بأيدينا على قوائم السيوف وضربنا بأبصارنا إلى الحجر التي أومى إليها فو الله ما بقيت في الدار باكية إلا سكنت ولا قائمة إلا جلست .
قلت : يا أبا القاسم فمن كان في تلك الثلاث حجر ! ! قال : أما واحدة فكان فيها مروان بن الحكم جريحا ومعه شباب قريش جرحى .
وأما الثانية فكان فيها عبدالله بن الزبير ومعه آل الزبير جرحى .
وأما الثالثة فكان فيها رئيس أهل البصرة يدور مع عائشة أين ما دارت .
قلت : يا أبا القاسم هؤلاء أصحاب القرحة قهلا ملتم عليهم بهذه السيوف ؟ قال : يا ابن أخي أمير المؤمنين كان أعلم منك وسعهم أمانه إنما لما هزمنا القوم نادى مناديه : " لا يدفف على جريح ولا يتبع مدبر ، ومن ألقى سلاحه فهو آمن " سنة يستن بها بعد يومكم هذا .
ثم مضى ومضينا معه حتى انتهينا إلى المعسكر .
فقام إليه ناس من
-بحار الانوار مجلد: 29 من ص 273 سطر 19 الى ص 281 سطر 18 أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) منهم أبوأيوب الانصاري وقيس بن سعد وعمار بن ياسر وزيد بن حارثة وأبوليلى فقال : ألا أخبركم بسبعة [ هم ] من أفضل الخلق يوم يجمعهم الله تعالى ؟ قال أبوأيوب : بلى والله فأخبرنا يا أمير - المؤمنين فإنك كنت تشهد ونغيب قال : فإن أفضل الخلق يوم يجمعهم الله تعالى سبعة من بني عبدالمطلب لا ينكر فضلهم إلا كافر ولا يجحد إلا جاحد .
قال عمار بن ياسر رضي الله عنه : ما اسمهم يا أمير المؤمنين فلنعرفنهم ؟

[274]

قال : إن أفضل الناس يوم يجمع الله الخلق [ و ] الرسل محمد وإن من أفضل الرسل محمدا عليهم الصلوة والسلام إن أفضل كل أمة بعد نبيها وصي نبيها حتى يدركه نبي وإن أفضل الاوصياء وصي محمد عليها الصلاة والسلام .
ثم إن أفضل الناس بعد الاوصياء الشهداء وإن أفضل الشهداء حمزة وجعفر بن أبي طالب ذا جناحين يطير بهما مع الملائكة لم يحل بحليته أحد من الآدميين في الجنة شئ شرفه الله به ، والسبطان الحسنان سيدا شباب أهل الجنة ، والمهدي يجعله الله من أحب منا أهل البيت .
ثم قال : أبشروا ثلاثا * ( من يطع الله والرسول فأولئك من الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما ) * [ 71 - 72 / النساء : 4 ] .
بيان : عقص الشعر : ضفره وليه على الرأس ذكره الجوهري وقال : تنكب القوس أي ألقاها على منكبه وقال : دار قوراء : واسعة .
213 - 220 - الكافية في إبطال توبة الخاطئة : عن إبراهيم بن عروة عن ثابت عن أبيه عن حبة العرني أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه بعث إلى عائشة محمدا أخاها رحمة الله عليه وعمار بن ياسر رضوان الله عليه وأن ارتحلي والحقي بيتك الذي تركك فيه رسول الله .
فقال : والله لا أريم ( 1 ) [ عن ] هذا البلد أبدا ! ! فرجعا إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأخبراه بقولها فغضب ثم ردهما إليها وبعث معهما الاشتر فقال : والله لتخرجن أو لتحملن احتمالا .
ثم قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : يا معشر عبدالقيس اندبوا إلى

___________________________________________________________
213 - الكتاب لا يزال في سلسلة الكتب التي لا نعرف استقر بها النوا .
( 1 ) أي لا أنتقل ولا أزال عن هذا البلد .
والفعل من باب باع وعلى زنته .
( * )

[275]

الحرة الخيرة من نسائكم فإن هذه المرأة من نسائكم فإنها قد أبت أن تخرج لتحملوها احتمالا فلما علمت بذلك قالت لهم .
قولوا فليجهزني .
فأتوا أمير المؤمنين صلوات الله عليه فذكروا له ذلك فجهزها وبعث معها بالنساء .
وعن الحسن بن ربيع قال : حدثنا أبوبكر بن عياش عن محصن بن زياد الضبي قال : سمعت الاحنف بن قيس يقول : بعث علي إلى عائشة أن ارجعي إلى الحجاز فقالت : لا أفعل فقال لها : لئن لم تفعلي لارسلن إليك نسوة من بكر بن وائل بسفار حداد يأخذنك بها .
قال : فخرجت حينئذ .
وعن إسحاق بن إبراهيم عن أشرس العبدي عن عبدالجليل أن أمير - المؤمنين بعث عمار بن ياسر رحمه الله إلى عائشة أن ارتحلي فأبت عليه فبعث إليها بامرأتين وامرأة من ربيعة معهن الابل فلما رأتهن ارتحلت .
وعن محمد بن علي بن نصر عن عمر بن سعد [ الاسدي ] أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه دخل على عائشة لما أبت الخروج فقال لها : يا شعيرا ارتحلي وإلا تكلمت بما تعلمينه ! ! فقالت : نعم ارتحل .
فجهزها وأرسلها ومعها أربعين امرأة من عبدالقيس الحديث بطوله .
وعن الحسين بن حماد قال : حدثنا أبوالجارود عن الاصبغ بن نباته أن أمير المؤمنين قال لعائشة : ارجعي إلى بيتك الذي تركك رسول الله صلى الله عليه وآله وأبوك فيه .
فأبت فقال لها .
ارجعي وإلا تكلمت بكلمة تبرئين إلى الله تعالى ورسوله فارتحلت .
وعن مطلب بن زياد عن كثير النوا قال : قال ابن عباس رضي الله عنه لعائشة : السلام عليك يا أمة ألسنا ولاة بعلك ؟ أو ليس قد ضرب الله الحجاب عليك ؟ أو ليس قد أوتيت أجرك مرتين ؟ قالت : بلى .
قال : فما أخرجك علينا مع منافقي قريش ؟ ! قالت : كان قدرا يا ابن عباس .
قال : وكانت أمنا تؤمن بالقدر ! !

[276]

وعن أحمد بن يونس عن أبي بكر بن عياش عن يزيد بن أبي زياد قال : قال رجل لعائشة : يا أم المؤمنين لم خرجت على علي ؟ قالت له : أبوك لم تزوج بأمك قدرا لله عزوجل ( 1 ) .
وعن فضيل بن مرزوق ( 2 ) عن أبي إسحاق قال : كانت عائشة إذا سئلت عن خروجها على أمير المؤمنين قالت : كان شئ قدره الله علي ! ! ! 221 - البرسي في [ كتاب ] مشارق الانوار قال : لما قدم الحسن بن علي عليهما السلام من الكوفة جاءت النسوة يعزينه بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ودخلت عليه أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقالت عائشة : يا أبا محمد ما فقد جدك إلا يوم فقد أبوك .
فقال لها الحسن ( عليه السلام ) : نسيت نبشك في بيتك ليلا بغير قبس بحديدة - حتى ضربت الحديدة كفك فصارت جرحا إلى الآن - تبغين جرارا حضرا فيها ما جمعت من خيانة حتى أخذت منها أربعين دينارا عددا لا تعلمين لها وزنا تفرقيها في مبغضي علي من تيم وعدي قد تشفيت بقتله ! ! فقالت : قد كان ذلك .

___________________________________________________________
( 1 ) وقريبا منه جدا رواه ابن حجر في ترجمة محمد بن ابن أبي الخصيب الانطاكي من كتاب لسان الميزان : ج 5 ص 154 .
وقد علقناه على الحديث : ( 657 ) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق : ج 2 ص 167 ، ط 2 .
( 2 ) الظاهر أن هذا هو الصوب ، وفي ط الكمباني من كتاب البحار " فضيل بن مروان " .
221 - إلى الآن لم أطلع على هذا الحديث في غير هذا المصدر ، وهو مرسل ، والمصنف قدس الله نفسه أيضا صرح بعدم اعتبار متفردات الشيخ البرسي .
( * )

[277]

الباب السادس : نهي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله عائشة عن مقاتلة علي عليه السلام وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياها بذلك .


222 - فس محمد بن أحمد عن محمد بن عبدالله بن غالب عن ابن أبي نجران عن حماد عن حريز قال : سألت أبا عبدالله عن قول الله * ( يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين ) * [ 31 / الاحزاب : 33 ] قال : الفاحشة : الخروج بالسيف .
أقول : قد مضى بعض الاخبار في باب ذم عائشة وحفصة .
223 - ج عن الصادق ( عليه السلام ) عن آبائه عليهم السلام في خبر الطير أنه جاء علي ( عليه السلام ) مرتين فردته عائشة فلما دخل في الثالثة وأخبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) به قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أبيت إلا أن

___________________________________________________________
222 - رواه علي بن إبراهيم في تفسير الآية الكريمة وهي الآية : ( 31 ) من سورة الاحزاب : 33 - من تفسيره .
ورواه عنه السيد البحراني كما روي قريبا منه بسند آخر عن محمد بن العباس بن الماهيار - في تفسير الآية الكريمة من تفسير البرهان : ج 3 ص 308 .
223 - رواه الطبرسي رحمه الله متصلا بعنوان : " احتجاجه عليه السلام فيما يتعلق بتوحيد الله ... " من كتاب الاحتجاج : ج 1 ، ص 198 .
( * )

[278]

يكون الامر هكذا يا حميراء ما حملك على هذا ؟ قالت : يا رسول الله اشتهيت أن يكون أبي أن يأكل من الطير .
فقال لها : ما هو أول ضغن بينك وبين علي وقد وقفت على ما في قلبك لعلي إنشاء الله تعالى لتقاتلينه ! ! فقالت : يا رسول الله وتكون النساء يقاتلن الرجال ؟ فقال لها : يا عائشة إنك لتقاتلين عليا ويصحبك ويدعوك إلى هذا نفر من أهل بيتي وأصحابي فيحملونك عليه وليكونن في قتالك أمر يتحدث به الاولون والآخرون وعلامة ذلك أنك تركبين شيطانا تبتلين [ به ] قبل أن تبلغي إلى الموضع الذي يقصد بك إليه فتنبح عليك كلاب الحوأب فتسألين الرجوع فيشهد عندك قسامة أربعين رجلا ما هي كلاب الحوأب فتصيرين إلى بلد أهله أنصارك وهو أبعد بلاد في الارض من السماء وأقربها إلى الماء ولترجعن وأنت صاغرة غير بالغة ما تريدين ويكون هذا الذي يردك مع من يثق به من أصحابه وأنه لك خير منك له ولينذرنك ما يكون به الفراق بين وبينك في الآخرة وكل من فرق علي بيني وبينه بعد وفاتي ففراقه جائز .
فقالت له : يا رسول الله ليتني مت قبل أن يكون ما تعدني ؟ قال : فقال لها : هيهات هيهات والذي نفسي بيده ليكونن ما قلت حتى كأني أراه .
224 - مع : أحمد بن الحسين بن علي عن محمد بن العباس عن إبراهيم بن إسحاق عن إبراهيم بن سعيد عن أبي نعيم عن عصام بن قدامة عن عكرمة : عن ابن عباس عن النبي ( صلى الله عليه وآله [ وسلم ] ) أنه قال لنسائه : ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الاذيب التيي تنبحها كلاب الحوأب فيقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير ثم تنجو بعدما كادت .

___________________________________________________________
224 - رواه الشيخ الصدوق رحمه الله في " باب معنى الحوأب والجمل الاذيب " وهو الباب ( 342 ) من كتاب معاني الاخبار ، ص 290 ط النجف ، وفي ط ص 305 .
( * )

[279]

[ قال الصدوق رحمه الله : ] الحوأب ماء لبني عامر .
و " الجمل الاذيب " يقال : إن المذئبة داء تأخذ الدواب يقال : برذون مذؤب وأظن الجمل الاذيب مأخوذ من ذلك .
وقوله : " تنجو بعدما كادت " أي تنجو بعدما كادت تهلك .
225 - الكافية عن عصام مثله [ ثم ] قال : ورواه أبوبكر بن عياش عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس .
وروى المسعودي في حديثه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله [ وسلم ] ) : يا علي إذا أدركتها فاضربها واضرب أصحابها .
226 - سر : قال محمد بن إدريس : وجدت في الغريبين للهروي هذا الحديث وهو بالدال غير المعجمة مع الباء النقطة تحتها نقطة واحدة قال أبو عبيد : وفي الحديث : " ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الادبب تنبحها كلاب الحوأب " قيل : أراد الادب فأظهر التضعيف .
والادب : الكثير الوبر ، يقال : جمل أدب إذا كان كثير الدبب والدبب كثرة شعر الوجه ودببه أنشدني أبوبكر بن الانباري : يمشقن كل غصن معلوش * مشق النساء دبب العروس

___________________________________________________________
225 - كتاب الكافية للشيخ المفيد .
226 - ذكره محمد بن إدريس الحلي رحمه الله في كتاب السرائر .
والحديث من أثبت الاقوال الصادرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وقلما يوجد معجم لغوي - أو موسوعة حديثية أو كتاب تاريخ يتعرض لوقعة الجمل - لم يتعرض لذكر هذا الخبر الغيبي وقد ذكره ابن الاثير نقلا عن الهروي في مادة " دبب " من كتاب النهاية ، وذكره أيضا في مادة " حوب " وليراجع هاتين المادتين من كتاب الصحاح والقاموس وتاج العروس ولسان العرب وغيرها .
( * )

[280]

يمشقن : يقطعن كل غصن كثير الورق كما تنتف النساء الشعر من وجه العروس .
قال محمد بن إدريس [ و ] وجدت أيضا في [ كتاب ] مجمل اللغة لابن فارس ما ذكره أبوعبيد صاحب الغريبين قد أورد الحديث على ما ذكره وفسره على ما فسره وضعه في باب الدال غير المعجمة مع الباء ، والاعتماد على أهل اللغة في ذلك فإنهم أقوم به وأظن [ أن ] شيخنا ابن بابويه تجاوز نظره في الحرف وزل فيه فأورده بالذال المعجمة والياء على ما في كتابه واعتقد أن الجمل الاذيب مشتق من المذئبة ففسره على ما فسره وهذا تصحيف منه .
أقول : قال [ إبن الاثير ] في النهاية ( 1 ) بعد إيراد الرواية : أراد الادب فأظهر الادغام لاجل الحوأب ، والادب : الكثير وبر الوجه .
وقال السيوطي في بعض تصانيفه : إنه قد يفك ما استحق الادغام لاتباع كلمة أخرى كحديث : " أيتكن صاحبة الجمل الادبب تنبحها كلاب الحوأب " فك الادبب - وقياسه : الادب - إتباعا للحوأب .
227 - ل علي بن أحمد الدقاق ، عن حمزة بن القاسم ، عن علي بن الجنيد الرازي عن أبي عوانة عن الحسين بن علي عن عبد الرزاق عن أبيه عن ميناء مولى عبدالرحمن بن عوف : عن عبدالله بن مسعود قال : قلت للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : يا رسول الله من يغسلك إذا مت ؟ فقال : يغسل كل نبي وصيه .
قلت : فمن وصيك يا رسول الله ؟ قال : علي بن أبي طالب .
فقلت : كم يعيش بعدك يا رسول الله ؟

___________________________________________________________
( 1 ) قاله في حرف الدال في مادة : " دبب " .
227 - رواه الشيخ الصدوق رحمه الله في الباب الاول - أو أواخر المقدمة - من كتاب إكمال الدين ص 27 طبع النجف .
( * )