[341]
فمن قتله ؟ فقيل : رجل من مراد فقالت :
فإن يك نائيا فلقد نعاه * نعي ليس في فيه التراب ( 1 )
فقالت زينت بنت أبي سلمة : ألعلي تقولين هذا ؟ فقالت : إني أنسى فإذا
نسيت فذكروني ! !
وهذه سخرية منها بزينب وتمويه خوفا من شناعتها ومعلوم أن الناسي
والساهي لا يتمثل بالشعر في الاغراض المطابقة ولم يكن ذلك منها إلا عن
قصد ومعرفة
وروي عن ابن عباس أنه قال لامير المؤمنين ( عليه السلام ) - لما أبت
عائشة الرجوع إلى المدينة - : أرى أن تدعها يا أمير المؤمنين بالبصرة ولا
ترحلها .
فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إنها لا تألوا شرا ولكني أردها
إلى بيتها الذي تركها فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله [ وسلم ] ) فإن الله
بالغ أمره .
وروى محمد بن إسحاق عن جنادة أن عائشة لما وصلت إلى المدينة راجعة
من البصرة لم تزل تحرض الناس على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وكتبت إلى
معاوية وأهل الشام مع الاسود بن أبي البختري تحرضهم عليه صلوات الله
عليه .
وروي عن مسروق أنه قال : دخلت على عائشة فجلست إليها فحدثتني
واستدعت غلاما لها أسود يقال له عبدالرحمان فجاء حتى وقف فقال : يا
___________________________________________________________
( 1 ) هذا هو الظاهر ، وفي أصلي من طبعة الكمباني من البحار : " فلقد نعاه نباع " وفي
تاريخ الطبري : " فلقد نعاه غلام ليس في فيه التراب " .
( * )
[342]
مسروق أتدري لم سميته عبدالرحمان ؟ فقلت : لا .
فقالت حبا مني لعبد
الرحمان بن ملجم .
فأما قصتها في دفن الحسن [ عليه السلام ) فمشهورة حتى قال لها عبد -
الله بن عباس : يوما على بغل ؟ ! ! ويوما على جمل ؟ ! ! فقالت : أوما نسيتم يوم
الجمل يا ابن عباس إنكم لذووا أحقاد ؟ !
ولو ذهبنا إلى تقصي ما روي عنها من الكلام الغليظ الشديد الدال على
بقاء العداوة واستمرار الحقد والضغينة لاطلنا وأكثرنا .
و [ أما ] ما روي عنها من التلهف والتحسر على ما صدر عنها فلا يدل على
التوبة إذ يجوز أن يكون ذلك من حيث خابت عن طلبتها ولم تظفر ببغيتها مع
الذل الذي لحقها وألحقها العار في الدنيا والاثم في الآخرة .
بيان : قال الجوهري : عرد الرجل تعريدا : فر .
وقال : كسع حي من اليمن ومنه قولهم : " ندامة الكسعي " وهو رجل
ربي نبعة حتى أخذ منه قوسا فرمى الوحش عنها ليلا فأصابت وظن أنه أخطأ
فكسر القوس .
فلما أصبح رأى ما أصمى من الصيد ( 1 ) فندم قال الشاعر :
ندمت ندامة الكسعي لما * رأت عيناه ما صنعت يداه
___________________________________________________________
( 1 ) أصمى فلان الصيد : رماه فقتله مكانه .
وأصله من السرعة والخفة .
وصمى الصيد :
مات وأنت تراه .
( * )
[343]
327 - ج جاء رجل من أهل البصرة إلى علي بن الحسين عليهما السلام
فقال : يا علي بن الحسين إن جدك علي بن أبي طالب قتل المؤمنين .
فهملت عين علي بن الحسين دموعا حتى امتلات كفه منها ثم ضرب بها
على الحصى ثم قال : يا أحا أهل البصرة لا والله ما قتل علي مؤمنا ولا قتل
مسلما ! ! ! ولما أسلم القوم ولكن استسلموا وكتموا الكفر وأظهروا الاسلام فلما
وجدوا على الكفر أعوانا أظهروه .
وقد علمت صاحبة الجمل والمستحفظون من آل محمد أن أصحاب الجمل
وأصحاب صفين وأصحاب النهروان لعنوا على لسان النبي الامي ( صلى الله عليه وآله [ و
سلم ] ) وقد خاب من افترى .
فقال شيخ من أهل الكوفة : يا علي بن الحسين إن جدك كان يقول :
___________________________________________________________
327 - ذكره الطبرسي رحمه الله في الحديث ( 2 ) من باب احتجاج الامام علي بن الحسين
عليه السلام من كتاب الاحتجاج : ج 2 ص 310 .
( * )
[344]
إخواننا بغوا علينا ! ! فقال علي بن الحسين أما تقرأ كتاب الله * ( وإلى عاد
أخاهم هودا ) * [ 65 / الاعراف و 50 / هود ] فهم مثلهم أنجى الله عزوجل
هودا والذين معه وأهلك عادا بالريح العقيم .
328 - ج : روي أن سالما دخل على أبي جعفر ( عليه السلام ) فقال : جئت
أكلمك في أمر هذا الرجل قال : أيما رجل ؟ قال : علي بن أبي طالب قال : في
أي أموره ؟ قال في أحداثه قال أبوجعفر ( عليه السلام ) : انظر ما استقر عندك
مما جاءت به الرواة عن آبائهم قال : ثم نسبهم ثم قال : يا سالم أبلغك أن
رسول الله صلى الله عليه واله بعث سعد بن معاذ براية الانصار إلى خيبر
فرجع منهزما ثم بعث عمر بن الخطاب براية المهاجرين فأتى بسعد جريحا وجاء
عمر يجبن أصحابه ويجبنونه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : هكذا تفعل
المهاجرون والانصار حتى قالها ثلاث .
ثم قال : لاعطين الراية رجلا ليس بفرار
يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله ؟ قال : نعم وقال القوم جميعا أيضا .
فقال أبوجعفر : يا سالم إن قلت إن الله أحبه وهو لا يعلم ما هو صانع
فقد كفرت وإن قلت إن الله عزوجل أحبه وهو يعلم ما هو صانع فأي حدث
ترى ؟ فقال : فأعد علي فأعاد عليه فقال : يا سالم عبدت الله على ضلالة
سبعين سنة .
بيان : [ قوله : ] " فقال يا سالم " أي [ فقال ] سالم مخاطبا لنفسه ، أو [ قال ]
الامام مخاطبا له .
والاول أظهر ويؤيده أن في بعض النسخ : فقال سالم
[ ... ] .
___________________________________________________________
328 - رواه الطبرسي في أواسط باب احتجاج أبي جعفر الامام الباقر عليه السلام من
كتاب الاحتجاج : ج 2 ص 328 .
( * )
[345]
329 - شي : عن يحيى بن المساور الهمداني عن أبيه قال جاء رجل من
أهل الشام إلى علي بن الحسين فقال : أنت علي بن الحسين ؟ قال : نعم .
قال :
أبوك الذي قتل المؤمنين ؟ فبكى علي بن الحسين ثم مسح عينيه فقال : ويلك
كيف قطعت على أبي أنه قتل المؤمنين ؟ قال لقوله : " إخواننا قد بغوا علينا
فقاتلناهم على بغيهم " فقال : ويلك أما تقرأ القرآن ؟ قال : بلى .
قال : فقد
قال الله تعالى : * ( وإلى مدين أخاهم شعيبا ) * ( 1 ) * ( وإلى ثمود أخاهم صالحا ) * ( 2 )
أفكانوا إخوانهم في دينهم أو في عشيرتهم ؟ قال له الرجل : لا بل في عشيرتهم
قال ( عليه السلام ) : فهؤلاء إخوانهم في عشيرتهم وليسوا إخوانهم في دينهم
قال : فرجت عني فرج الله عنك .
330 - ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن الحسين بن سعيد
عن الحسين بن علوان عن الاعمش عن عباية الاسدي قال :
كان عبدالله بن العباس جالسا على شفير زمزم يحدث الناس فلما فرغ
من حديثه أتاه رجل فسلم عليه ثم قال : يا عبدالله إني رجل من أهل الشام
فقال : أعوان كل ظالم إلا من عصم الله منكم سل عما بدا لك .
فقال : يا
___________________________________________________________
329 - رواه العياشي في تفسير الآية : ( 85 ) من سورة الاعراف : ( 7 ) من تفسيره .
ورواه عنه السيد البحراني في تفسير الآية الكريمة من تفسير البرهان : ج 2
ص 25 .
( 1 ) هذه الجملة وردت في ثلاث موارد من القرآن الكريم في الآية : ( 85 ) من سورة
-بحار الانوار مجلد: 29 من ص 345 سطر 19 الى ص 353 سطر 18
الاعراف : 7 ، وفي الآية : ( 84 ) من سورة هود : 11 ، وفي الآية : ( 36 ) من سورة
العنكبوت : ( 29 ) .
( 2 ) هذه الجملة مذكورة في الآية : ( 73 ) من سورة الاعراف : ( 7 ) ، وفي الآية : ( 61 ) من
سورة هود : 11 .
330 - رواه الصدوق رفع الله مقامه في الحديث : ( 3 ) من الباب : ( 54 ) من كتاب علل
الشرائع ، ج 1 ، ص 64 .
( * )
[346]
عبدالله بن عباس إني جئتك أسألك عمن قتله علي بن أبي طالب من أهل لا
إله إلا الله لم يكفروا بصلاة ولا بحج ولا بصوم شهر رمضان ولا بزكاة ! !
فقال له عبدالله : ثكلتك أمك سل عما يعنيك ودع ما لا يعنيك فقال : ما
جئتك أضرب إليك من حمص للحج ولا للعمرة ولكني أتيتك لتشرح لي أمر
علي بن أبي طالب وفعاله .
فقال له : ويلك إن علم العالم صعب لا تحتمله ولا
تقربه قلوب الصدية ! ! !
أخبرك أن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كان مثله في هذه الامة كمثل
موسى والعالم ( عليه السلام ) وذلك إن الله تبارك وتعالى قال في كتابه : * ( يا
موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من
الشاكرين وكتبنا له في الالواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ ) *
[ 144 - 145 / الاعراف : 7 ] وكان موسى يرى أن جميع الاشياء قد أثبتت له
كما ترون أنتم أن علماءكم قد أثبتوا جميع الاشياء فلما انتهى موسى إلى ساحل
البحر فلقي العالم فاستنطق بموسى ليصل علمه - ولم يحسده كما حسدتم أنتم
علي بن أبي طالب وأنكرتم فضله - فقال له موسى : * ( هل اتبعك على أن تعلمن
مما علمت رشدا ) * [ 66 / الكهف : 18 ] فعلم العالم أن موسى لا يطيق
بصحبته ولا يصبر على علمه فقال له : * ( إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف
تصبر على ما لم تحط به خبرا فقال له موسى ستجدني إنشاء الله صابرا ولا
أعصي لك أمرا ) * [ 67 - 69 / الكهف : 18 ] فعلم العالم أن موسى لا يصير
على علمه فقال : " فإن اتبعتني فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه
ذكرا " قال : فركبا في السفينة فخرقها العالم فكان خرقها لله عزوجل رضى
وسخطا لموسى ولقي الغلام فقتله فكان قتله لله عزوجل رضا وسخط ذلك
موسى وأقام الجدار فكان إقامته لله عزوجل رضى وسخط موسى ذلك .
كذلك كان علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) لم يقتل إلا من كان قتله لله
عزوجل رضى ولاهل الجهالة من الناس سخطا اجلس حتى أخبرك .
إن رسول الله صلى الله عليه وآله تزوج زينب بنت جحش فأولم فكانت
[347]
وليمته الحيس وكان يدعو عشرة فكانوا إذا أصابوا طعام رسول الله صلى الله
عليه وآله استأنسوا إلى حديثه واستغنموا النظر إلى وجهه وكان رسول الله صلى
الله عليه وآله يشتهي أن يخفوا عنه فيخلوا له المنزل لانه حديث عهد بعرس
وكان يكره أذى المؤمنين فأنزل الله عزوجل فيه قرآنا أدبا للمؤمنين وذلك قوله
عزوجل : * ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى
طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا
مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي
من الحق ) * فلما نزلت هذه الآية كان الناس إذا أصابوا طعام نبيهم صلى الله
عليه وآله لم يلبثوا أن يخرجوا .
قال : فلبث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سبعة أيام ولياليهن عند
زينت بنت جحش ثم تحول إلى بيت أم سلمة بنت أبي أمية وكان ليلتها
وصبيحة يومها من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : فلما تعالى النهار
انتهى علي ( عليه السلام ) إلى الباب فدقه دقا خفيفا له عرف رسول الله دقه
وأنكرته أم سلمة فقال : يا أم سلمة قومي فافتحي له الباب .
فقالت : يا
رسول الله من هذا الذي يبلغ من خطره أن أقوم له فأفتح له الباب ؟ وقد نزل
فينا بالامس ما قد نزل من قول الله عز وجل : * ( وإذا سألتموهن متاعا
فاسألوهن من وراء حجاب ) * فمن هذا الذي بلغ من خطره أن أستقبله
بمحاسني ومعاصمي ؟ قال : فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كهيئة
المغضب : " من يطع الرسول فقد أطاع الله " قومي فافتحي له الباب فإن
بالباب رجلا ليس بالخرق ولا بالنزق ولا بالعجول في أمره يحب الله ورسوله
ويحبه الله ورسوله وليس بفاتح الباب حتى يتوارى عنه الوطئ .
فقامت أم سلمة وهي لا تدري من بالباب غير أنها قد حفظت النعت
والمدح فمشت نحو الباب وهي تقول بخ بخ لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله
ورسوله ففتحت له .
قال : فأمسك [ علي ] بعضادتي الباب ولم يزل قائما حتى خفي عنه الوطئ
[348]
ودخلت أم سلمة خدرها ففتح الباب ودخل فسلم على رسول الله ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) .
فقال رسول الله : يا أم سلمة اتعرفينه ؟ قالت : نعم وهنيئا له هذا علي بن
أبي طالب .
فقال : صدقت يا أم سلمة هذا علي بن أبي طالب لحمه من لحمي ودمه
من دمي وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي .
يا أم سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وسيد
الوصيين وهو عيبة علمي وبابي الذي أوتي منه وهو الوصي بعدي على
الاموات من أهل بيتي والخليفة على الاحياء من أمتي وأخي في الدنيا والآخرة
وهو معي في السنام الاعلى .
اشهدي يا أم سلمة واحفظي أنه يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين .
فقال الشامي : فرجت عني يا عبدالله وأشهد أن علي بن أبي طالب
مولاي ومولى كل مسلم ( 1 ) .
331 - شف : من كتاب أحمد بن محمد الطبري عن أحمد بن هشام
عن محمد بن نسيم القرشي عن الحسن بن الحسين عن يحيى بن يعلى عن
الاعمش .
___________________________________________________________
( 1 ) ولقصة أم سلمة مصادر وأسانيد جمة يجد الباحث كثيرا منها في الحديث : ( 1214 )
وتواليه من ترجمة علي من تاريخ دمشق : ج 3 ص 205 ط 2 .
ورواها أيضا ابن خالويه في كتاب الآل كما رواها عنه في عنوان : " محبة الرسول
وتحريضه على محبته " من كتاب كشف الغمة : ج 1 ، ص 91 .
331 - رواه العلامة في كتاب كشف اليقين .
( * )
[349]
قال : وحدثني جعفر بن محمد الكوفي عن عبدالله بن داهر الرازي عن
أبيه داهر بن يحيى عن الاعمش عن عباية عن ابن عباس مثله .
332 - شف : المظفر بن جعفر عن محمد بن عبدالله بن المطلب الشيباني
عن محمد بن جرير الطبري عن محمد بن حميد الرازي عن داهر عن الاعمش
عن عباية عن ابن عباس مثله .
بيان : [ قال إبن الاثير ] في [ مادة " صدأ " من كتاب ] النهاية : فيه : " إن
هذه القلوب تصدأكما كما يصدأ الحديد " هو أن يركبها الرين بمباشرة المعاصي
والآثام فيذهب بجلائه كما يعلو الصدأ وجه المرآة والسيف ونحوهما .
قوله " فاستنطق بموسى " أي أنطقه الله بسبب موسى ليضل علم موسى
في جنب علمه ويقر موسى بالجهل فلم يحسده موسى .
والحيس : تمر يخلط بسمن وأقط .
قوله " وكان ليلتها " أي كان زمان التحول الليلة والصبيحة التي كانت
نوبتها منه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
قوله : " دقا خفيفا له " أي دقا خفيفا كان مختصا به ( عليه السلام ) عرف
بذلك أنه هو الداق .
والخرق : ترك الرفق في الامر .
والنزق : الخفة والطيش .
والخدر بالكسر :
ستر يمد للجارية في ناحية البيت .
وسنام كل شئ : أعلاه .
333 - جاما : المفيد عن المراغى عن زيد بن الحسن الكوفي عن جعفر بن
___________________________________________________________
332 - رواه العلامة في كتاب كشف اليقين .
333 - رواه الشيخ المفيد رحمه الله في المجلس : ( 27 ) من أماليه ص 146 .
ورواه عنه الشيخ الطوسي في الحديث : ( 14 ) من الجزء الاول من أماليه
ص 10 .
( * )
[350]
نجيح عن جندل بن والق ، عن محمد بن محمد بن عمر ، عن زيد الانصاري
عن سعيد بن بشير عن قتادة :
عن سعيد بن المسيب قال : سمعت رجلا يسأل ابن عباس عن علي بن
أبي طالب ( عليه السلام ) فقال له ابن عباس : إن علي بن أبي طالب صلى
القبلتين وبايع البيعتين ولم يعبد صنما ولا وثنا ولم يضرب على رأسه بزلم ولا
قدح ولد على الفطرة [ و ] لم يشرك بالله طرفة عين .
فقال الرجل : إني لم أسألك عن هذا إنما أسألك عن حمله سيفه على عاتقه
يختال به حتى أتى البصرة فقتل بها أربعين ألفا ثم سار إلى الشام فلقي
حواجب العرب فضرب بعضهم ببعض حتى قتلهم ثم أتى النهروان وهم
مسلمون فقتلهم عن آخرهم .
فقال له ابن عباس : أعلي أعلم عندك أم أنا ؟ فقال : لو كان علي أعلم
عندي منك ما سألتك ! ! قال : فغضب ابن عباس حتى اشتد غضبه ثم قال :
ثكلتك أمك علي علمني وكان علمه من رسول الله صلى الله عليه وآله ورسول
الله علمه الله من فوق عرشه فعلم النبي ( صلى الله عليه وآله ) من علم الله
وعلم علي من علم النبي ، وعلمي من علم علي ، وعلم أصحاب محمد كلهم
في علم علي كالقطرة الواحدة في سبعة أبحر .