[491]

423 - وروى ابن ديزيل في كتاب صفين عن سيف الضبى عن الصعب بن حكيم بن شريك بن نملة المحاربي عن أبيه عن جده شريك قال : كان الناس من أهل العراق وأهل الشام يقتتلون أيام صفين ويتزايلون فلا يستطيع الرجل أن يرجع إلى مكانه حتى يسفر الغبار عنه ، فاقتتلوا يوما وأسفر الغبار فإذا علي عليه السلام تحت زايتنا يعني بني محارب فقال : هل من ماء ؟ فأتيته بإداوة فخنثتها له ليشرب فقال : لا إنا نهينا أن نشرب من أفواه الاسقية ثم علق سيفه وإنه لمخضب بالدم من ظبته إلى قائمه فصببت له على يديه فغسلها حتى أنقاهما ثم شرب بيديه حتى إذا روى رفغ رأسه ثم قال : أين مضر ؟ فقلت : أنت فيهم يا أمير المؤمنين فقال : من أنتم بارك الله فكيم : فقلنا : نحن بنوا محارب فعرف موقفه ثم رجع إلى موضعه .
قال ابن أبي الحديد ( 1 ) خنثت الاداوة إذا ثنيت فاها إلى خارج .
وإنما نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن اختناث الاسقية لان رجلا اختنث سقاء فشرب فدخل إلى جوفه حية كانت في السقاء .
424 - قال : وروى نصر بن مزاحم عن يحيى بن يعلى عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن زيد بن أبي رجاء عن أسماء بن حكيم الفزاري قال : كنا بصفين مع علي تحت راية عمار بن ياسر ارتفاع الضحى وقد استظللنا برداء أحمر ( 2 ) إذ أقبل رجل فقال : أيكم عمار بن ياسر ؟ فقال : أنا عمار .
قال : أبواليقظان ؟ قال : نعم قال : إن لي إليك حاجة فأنطق بها سرا أو

___________________________________________________________
( 1 ) ذكره ابن أبي الحديد - مع روايات أخر عن كتاب صفين لابن ديزيل - في آخر شرح المختار : ( 65 ) من نهج البلاغة من شرحه : ج 2 ص 258 ط الحديث ببيروت .
( 2 ) كذا في ط الكمباني من أصلي ، ومثله في شرح ابن أبي الحديد وفي أواسط الجزء ( 5 ) من كتاب صفين ص 321 ط مصر : " ببرد أحمر إذا أقبل رجل يستقري الصف حتى انتهى إلينا فقال : أيكم عمار بن ياسر ؟ ... " .
ثم إن للحديث في كتاب صفين ذيلا غير مذكور في كتاب البحار وشرح ابن أبي الحديد .
( * )

[492]

علانية ؟ قال : اختر لنفسك أيهما شئت قال : لا بل علانية .
قال : فانطق قال : إني خرجت من أهلي مستبصرا في الحق الذي نحن عليه لا أشك في ضلالة هؤلاء القوم وأنهم على الباطل فلم أزل على ذلك مستبصرا حتى ليلتي هذه فإني رأيت في مقامي هذا تقدم منادينا فقام وأذن وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله ونادى بالصلاة والفلاح ونادى مناديهم بمثل ذلك ثم أقيمت الصلاة فصلينا صلاة واحدة وتلونا كتابا واحدا ودعونا دعوة واحدة ورسولنا واحد فأدركني الشك في ليلتي هذه فبت بليلة لا يعلمها إلا الله حتى أصبحت فأتيت أمير المؤمنين فذكرت ذلك له فقال : هل لقيت عمار بن ياسر ؟ قلت : لا .
قال : فالقه فانظر ما يقول لك فاتبعه .
فجئتك لذلك فقال عمار : تعرف صاحب الراية السوداء المقابلة [ لي ؟ ] - وأومئ إلى راية عمرو بن العاص - قاتلتها مع رسول الله صلى الله عليه وآله مرات وهذه الرابعة فما هي بخيرهن ولا أبرهن بل هي شرهن وأفجرهن أشهدت بدرا واحدا ويوم حنين أو شهدها أب لك فيخبرها لك ؟ قال : لا .
قال : فإن مراكزنا اليوم على مراكز رايات رسول الله صلى الله عليه وآله يوم بد ويوم أحد ويوم حنين وإن مراكز هؤلاء على مراكز رايات المشركين من الاحزاب فهل ترى هذا العسكر ومن فيه ؟ والله لوددت أن جميع من أقبل فيه [ مع ] معاوية [ ممن ] يريد قتالنا مفارقا للذي نحن عليه كانوا خلقا واحدا فقطعته وذبحته والله لدماؤهم جميعا أحل من دم عصفور أترى دم عصفور حراما ؟ قال : لا بل حلال قال : فإنهم حلال كذلك أتراني بينت ؟ قال : قد بينت قال : فاختر أي ذلك أحببت .
فانصرف الرجل فدعاه عمار ثم قال : سيضربونكم بأسيافهم حتى يرتاب المبطلون منكم فيقولوا : لو لم يكونوا على حق ما ظهروا علينا والله ما هم من الحق على ما يقذي عين ذباب والله لو ضربونا بأسيافهم حتى يبلغونا سعفات هجر لعلمنا أنا على حق وأنهم على باطل .

___________________________________________________________
( 1 ) كذا في أصلي ، ولعل الصواب : " فأقام وأذن " .
ولفظة : " فقام " غير موجودة في كتاب صفين ص 321 ط - مصر ، واللفظة لا توجه أيضأ في شرح ابن أبي الحديد .
( * )

[493]

425 - قال نصر : وحدثنا يحيى بن يعلى عن الاصبغ بن نباتة قال : جاء رجل إلى علي عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين هؤلاء القوم الذين تقاتلهم الدعوة واحدة والرسول واحد والصلاة واحدة والحج واحد فماذا أسميهم ؟ قال : سمهم بما سماهم الله في كتابه .
قال : ما كل ما في الكتاب أعلمه .
قال : أما سمعت الله يقول : * ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ) * إلى قوله : * ( ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعدما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ) * [ 253 / البقرة : 2 ] فلما وقع الاختلاف كنا نحن أولى بالله وبالكتاب وبالنبي وبالحق فنحن الذين آمنوا وهم الذين كفروا وشاء الله قتالهم فقتالنا هذا بمشية الله وإرادته ( 1 ) .
توضيح : الادهم : الاسود .
والحمحمة : صوت الفرس إذا طلب العلف .
والصهيل : صوته المعروف .
" وما كنا له مقرنين " أي مطيقين " وأفضت القلوب " أي دنت وقربت ووصلت أو أفضت بسرها أو سرها فحذف المفعول أو ظهرت لك بما فيها من عيوبها وأسرارها أو خرجت إلى فضاء رحمتك وساحة مغفرتك .
قال الجوهري : أفضيت إذا خرجت إلى الفضاء وأفضيت إلى فلان سري وقال الخليل في العين : أفضى فلان إلى فلان أي وصل إليه وأصله أنه سار في فضاء .
وقال الجوهري : شخص بصره فهو شاخص إذا فتح عينيه وجعل لا

___________________________________________________________
( 1 ) رواه ابن أبي الحديد في آخر شرح المختار : ( 65 ) من شرحه على النهج البلاغة : ج 2 ص 260 ط الحديث ببيروت .
.
ورواه نصر بن مزاحم قبيل قصة براز عمار وهاشم بن عتبة المرقال من كتاب صفين ص 322 ط مصر ، وفيه : " وشاء الله قتالهم فقاتلناهم هدى بمشيئة الله ربنا وإرادته " .
( * )

[494]

يطرف .
والمناع اسم جبل وأريد هنا ما يمتنع به ويلجأ إليه .
وسيأتي أكثر الادعية والخطب برواية أخرى مع شرحها .
وقال الفيروز آبادي : الفت : الدق والكسر بالاصابع .
وفت في ساعده : أضعفه .
وقال الجوهري : نابذه الحرب : كاشفه .
قوله : " قص الشارب " قص الشعر : قطعه أي كما يسوي القاص شعرات الشارب .
و [ قال ابن الاثير ] في [ مادة الحج من كتاب ] النهاية : لحج في الامر يلحج إذا دخل فيه ونشب .
قوله : " عضضتم بهن أبيكم " العض : اللزوم .
وهن كناية عن الشئ القبيح أي لزمتم عادات السوء التي كانت بآبائكم .
والشدة بالفتح : الحملة .
والموتور : الذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه .
والثأر بالهمزة وقد يخفف : طلب الدم وقاتل الحميم .
" إلا عن دينكم " أي بسببه أو يزيلوكم عنه .
" عضضتم بصم الجندل " أي الحجارة الصلبة ولعله دعاء عليهم بالخيبة أو إخبار بأنهم خيبوا أنفسهم .
والحتوف : جمع الحتف وهو الموت .
ولم تطل أي لم تبطل .
فهو مأثور أي مذكور .
وقال الجوهري : الصدق بالفتح : الصلب من الرماح ويقال : المستوي .
ويقال أيضا : رجل صدق اللقاء ويقال للرجل الشجاع : إنه لذو مصدق بالفتح أي صادق الحملة كأنه ذو صدق فيما يعدك من ذلك .
" واستقبله سنام " أي طائفة عظيمة على المجاز .
قوله : " قد رأيت جولتكم " .
426 - أقول : روى الكليني عن مالك بن أعين أنه قال أمير المؤمنين عليه السلام حين مر براية لاهل الشام أصحابها لا يزالون عن مواضعهم : إنهم لن يزالوا عن مواقفهم دون طعن دراك يخرج منه النسيم ، وضرب يفلق الهام ويطيح العظام وتسقط منه المعاصم والاكف وحتى تصدع جباههم بعمد الحديد وتنشر

[495]

حواجبهم على الصدور والاذقان أين أهل الصبر وطلاب الاجر ( 1 ) .
وصارت إليه عصابة من المسلمين فعادت ميمنته إلى موقفها ومصافها وكشفت من بإزائها فأقبل حتى انتهى إليهم وقال عليه السلام : " إني رأيت جولتكم " .
وساق [ الحديث ] نحو ما مر إلى قوله : " فأزلتموهم من مصافهم كما أزالوكم وأنتم تضربونهم بالسيوف حتى ركب أولهم آخرهم كالابل المطرودة الهيم الآن فاصبروا نزلت عليكم السكينة وثبتكم الله باليقين وليعلم المنهزم بأنه مسخط ربه وموبق نفسه ، إن في الفرار موجدة الله والذل اللازم والعار الباقي وإن الفار لغير مزيد في عمره ولا محجوز بينه وبين يومه ولا يرضى ربه ولموت الرجل محقا قبل إتيان هذه الخصال خير من الرضا بالتلبس بها والاقرار عليها .
427 - وفى النهج : وأنتم لهاميم العرب ويآفيخ الشرف والانف المقدم ، والسنام والاعظم ، ولقد شفا وحاوح صدري أن رأيتكم بآخرة تحوزونهم كما حازوكم وتزيلونهم عن مواقفهم كما أزالوكم حسا بالنصال وشجرا بالرماح تركب أولاهم أخرهم كالابل الهيم المطرودة ترمى عن حياضها وتذاد عن مواردها ( 2 ) .
428 - وقد روى المفيد في الارشاد الكلام الاول إلى قوله : " أين أهل النصر أين طلاب الاجر " وسيأتي شرحه عند إيراد ما رواه الرضي رضي الله عنه .
ويقال : جال جولة : أي طاف .
وإنحاز عنه أي عدل وانحاز القوم أي تركوا مراكزهم والجفاة : هم الذين بعدوا عن الآداب الحسنة .
والطغام : الاراذل .
وفي الكافي : الطغاة .
واللهاميم : جمع لهموم وهو الجواد من الناس والخيل .

___________________________________________________________
( 1 ) وقريبا منه جدا رواه الشيخ المفيد - كما يشير المصنف إليه قريبا - في الفصل : ( 34 ) مما اختار من كلام أمير المؤمنين في كتاب الارشاد ، ص 142 .
( 2 ) رواه السيد الرضي رحمه الله في المختار : ( 105 ) من نهج البلاغة .
وقريبا منه مع زيادات رواه الطبري بسنده عن أبي مخنف ، عن مالك بن أعين الجهني عن زيد بن وهب كما في تاريخ الامم والملوك : ج 1 ، ص 3301 ، وفي طبع الحديث ببيروت : ج 5 ص 25 .
( * )

[496]

واليآفيخ : جمع يافوخ وهو الموضع الذي يتحرك من رأس الطفل .
ولعجه الضرب أي آلمه وأحرق جلده .
ويقال : هوى لاعج لحرقة الفؤاد من الحب .
والوحوحة : صوت معه بحح يصدر عن المتألم .
وفي الكافي " وشفى بعض حاج صدري " والحاج بالتخفيف جمع الحاجة .
وضرب من الشوك .
ويقال : ما قد صدري حوجاء ولا لوجاء أي لا مرية ولا شك .
" بأخرة " بالتحريك أي أخيرا .
والحوز : الجمع والسوق : اللين والشديد .
وحسناها حسا أي استأصلناهم قتلا .
والنصال جمع نصل : السهم أو السيف وغيرهما .
وفي بعض النسخ : [ النضال ] بالمعجمة [ وهو مصدر ] " ناضلته " .
إذا رميته .
وشجرت زيدا بالرمح : طعنته .
والهيم بالكسر : العطاش .
والذود : الصد والمنع .
ومواردها : المواضع التي تردها للشرب .
والعار الباقي أي في الاعقاب أوله بين الناس .
ويومه : أجله المقدر لموته .
وفي القاموس : الخذمة محركة : السير الغليظ المحكم مثل الحلقة يشد في رسغ البعير ويشد إليها سرايح نعلها .
والخلخال والساق .
والهشيم من النبات : اليابس المتكسر .
والهمود : الموت وطفؤ النار .
قوله عليه السلام : " منا النبي صلى الله عليه وآله " .
أقول : في الديوان هكذا : " وبالنبي المصطفى غير الكذب " .
وفيه رجز آخر مخاطبا لحريث : أنا الغلام العربي المنتسب * من غير عود ومصاص المطلب يا أيها العبد اللئيم المنتدب * إن كنت للموت محبا فاقترب واثبت رويدا أيها الكلب الكلب * أو لا فول هاربا ثم انقلب والعود بالفتح : القديم من السؤدد .
وفلان مصاص قومه بالضم إذا كان أخلصهم نسبا .
وندبه لامر أي دعاه وحثه له فانتدب أي أجاب ورجل كلب بكسر اللام : شديد الحرص .
وكلب كلب أي مجنون يكلب بلحوم الناس .
[ قوله عليه السلام ] " أولا " أي أولا تثبت .
وقيل أو بمعنى بل .

[497]

ويروى أنه لما قتل قال معاوية : حريث ألم تعلم وعلمك ضائر * بأن عليا للفوارس قاهر وأن عليا لا يبارز فارسا * من الناس إلا أقصدته الاظافر أمرتك أمرا حازما فعصيتني * فجدك إذ لم تقبل النصح عاثر فدلاك عمرو والحوادث جمة * غرورا وما جرت عليك المقادر وظن حريث أن عمرا نصيحه * وقد يهلك الانسان إذ لا يحاذر أيركب عمرو رأسه خوف نفسه * ويصلي حريثا إنه لمماكر ( 1 ) وروى في الديوان أبياته عليه السلام في مدح همدان هكذا : ولما رأيت الخيل تقرع بالقنا * فوارسها حمر العيون دوامي وأقبل رهج في السما كأنه * غمامة جن ملبس بقتام ونادى بن هند ذا الكلاع ويحصبا * وكندة في لخم وحي جذام تيممت همدان الذين هم * إذا ناب أمر جنتي وسهامي وناديت فيهم دعوة فأجابني * فوارس من همدان غير لئام فوارس من همدان ليسوا بعزل * غداة الوغا من يشكر وشبام ومن أرحب الشم المطاعين بالقنا * ورهم وأحياء السبيع ويام ومن كل حي قد أتتني فوارس * ذوو نجدات في اللقاء كرام بكل رديني وعصب تخاله * إذا اختلف الاقوام شعل ضرام يقودهم حامي الحقيقة منهم * سعيد بن قيس والكريم يحامي
-بحار الانوار مجلد: 29 من ص 497 سطر 19 الى ص 505 سطر 18 فخاضوا لظاها واصطلوا بشرارها * وكانوا لدى الهيجاء كشرب مدام جزى الله همدان الجنان فإنهم * سمام العدى في كل يوم خصام لهمدان أخلاق ودين يزينهم * ولين إذا لاقوا وحسن كلام متى تأتهم في دارهم لضيافة * تبت عندهم في غبطة وطعام

___________________________________________________________
( 1 ) كذا في أصلي ، وفي كتاب صفين ط مصر ، ص 273 : " إنه لفرافر " .
والفرافر : الاحمق .
( * )

[498]

ألا إن همدان الكرام أعزة * كما عن ركن البيت عند مقام أناس يحبون النبي ورهطه * سراع إلى الهيجاء غير كهام إذا كنت بوابا على باب جنة * أقول لهمدان ادخلوا بسلام 429 - قال الشارح : وروى ابن أعثم أن عمرو بن حصين أتى عليا عليه السلام من عقبه ليغتاله بسنان رمحه فقتله سعيد بن قيس وقال : ألا أبلغ معاوية بن صخر * ورجم الغيب يكشفه الظنون بأنا لا نزال لكم عدوا * طوال الدهر ما سمع الحنين ألم تر أن والدنا علي * أبوحسن ونحن له بنون وإنا لا نريد به سواه * وذاك الرشد والحظ السمين فلما سمعه معاوية بعث ذا الكلاع مع كثير من القبائل وقال : اخرج واقصد بحربك همدان خاصة فلما رآهم علي قال : يا لهمدان عليكم بهذه الخيل فإن معاوية قد قصدكم بها خاصة دون غيركم فأقبل عليهم ابن قيس مع همدان فهزمهم فقال علي عليه السلام لهم : أنتم درعي ورمحي وسناني وجنتي والله لو كانت الجنة في يدي لادخلنكم إياها خاصة يا معشر همدان ثم أنشأ هذه الابيات .
والدامي : الملطخ بالدم .
والرهج : الغبار .
والدجن : البأس .
الغيم : السماء .
والقتام : الغبار الاسود .
ويحصب بكسر الصاد حي من يمن وكذا اللخم والجذام قبيلتان من يمن .
وتيممت أي قصدت .
والاعزال : الذي لا سلاح معه والعزل بالتشديد جمعه .
ويشكر بضم الكاف وشبام بكسر الشين وأرحب بالحاء المهملة ورهم بضم المهملة وسبيع بفتح السين ويام بالمثناة التحتانية قبائل همدان والشم جمع الاشم وهو السيد ذو الانفة .
والمطاعين جمع المطعان وهو كثير الطعن .

[499]

وقال الجوهري : القناة الردينية والرمح الرديني زعموا أنه منسوب إلى امرأة السمهري تسمى ردينة وكانا يقومان القنا بخط هجر .
والعضب : السيف القاطع .
والشرب بالفتح جمع شارب .
والمدام : الخمر .
والسمام بالكسر جمع سم وفرس كهام أي بطئ .
قوله عليه السلام : " لمن راية حمراء " أقول في الديوان هكذا : لنا الراية السوداء يخفق ظلها * إذا قيل قدمها حضين تقدما فيوردها في الصف حتى يزيرها * حياض المنايا يقطر الموت والدماء تراه إذا ما كان يوم كريهة * أبى فيه إلا عزة وتكرما وأجمل صبرا حين يدعى إلى الوغا * إذا كان أصوات الرجال تغمغما وقد صبرت عك ولخم وحمير * لمذحج حتى أورثتها تندما ونادت جذام يا لمذحج ويحكم * جزى الله شرا أينا كان أظلما أما تتقون الله في حرماتنا * وما قرب الرحمن منا وعظلما جزى الله قوما قاتلوا في لقائهم * لدى الموت قدما ما أعز وأكرما ربيعة أعني إنهم أهل نجدة * وبأس إذا لاقوا خميسا عرمرما أذقنا ابن هند طعننا وضرابنا * بأسيافنا حتى تولى وأحجما وولى ينادي زبرقان بن ظالم * وذا كلع يدعو كريبا وأنعما وعمروا ونعمانا وبسرا ومالكا * وحوشب والداعي معاد وأظلما وكرز بن نبهان وابني محرق * وحرثا وقينيا عبيدا وسلما وخفقت الراية تخفق وتخفق [ على زنة تضرب وتنصر ] : اضطربت .
" حتى يزيرها " أي يذهب بها إلى الزيارة .
والكماة جمع الكمي وهو الشجاع المتكمي في سلاح لانه كمى نفسه أي سترها بالدرع والبيضة .
والغمغمة : أصوات الابطال عند القتال .
والكلام الذي لا يبين كالتغمغم .
والعك واللخم بالخاء المعجمة وحمير كمنبر ومذحج بالذال المعجمة كمسجد وجذام بضم الجيم وإعجام الذال قبائل من اليمن .
واللام في قوله : يا لمذحج للاستغاثة .
والخميس : الجيش .
والعرمرم : الجيش الكثير .
والزبرقان بكسر الزاي والراء : ابن بدر الفزاري .

[500]

وذو كلع : بفتح الكاف واللام .
وكريب : مصغر كرب ابن صباح الحميري .
وعمرو : ابن العاص .
ونعمان : ابن بشير القيسي .
وبسر : ابن أرطأة .
ومالك : ابن مسهر القضاعي .
وحوشب : المكنى ذا الظليم .
وكرز : بضم الكاف وتقديم المهملة .
ونبهان بالنون ثم الباء الموحدة ابنا محرق بالحاء المهملة والراء المشددة .
وحرث بالثاء المثلثة : ابن وداع الحميري .
والقيني : مطاع بن مطلب .
وعبيدالله ابن عمر بن الخطاب .
وسلم : أبوالاعور السلمي .
كلهم أشقياء من أصحاب معاوية عليه وعليهم اللعنة وأنعم أي أجاب .
ومعاو مزحم معاوية للشعر .
وأظلم أي أتى بالظلم أو كان أشد ظلما أو كان مظلما ذا سواد وشقاوة .
وقتل ذو الكلاع بصفين وقتل كريب بيد أمير المؤمنين بعد أن قتل مترقع بن وضاح الخولاني وشرحبيل بن طارق وحرب بن الجلاج وعباد بن مسروق مبارزة .
وقتل مالك بسيف حجر بن عدي وحوشب بسيف سليمان بن صرد الخزاعي وحرث ومطاع بسيفه عليه السلام وعبيدالله بسيف عبدالله بن سوار أو حريث بن خالد أو هانئ بن خطاب أو هانئ بن عمر أو محرز بن صحصح .
وقال الجوهري : وقولهم : جاؤا ومن لف لفهم أي ومن عد فيهم وتأشب إليهم .
430 - أقول : ثم قال نصر بن مزاحم في كتاب صفين ( 1 ) بعدما ذكر قتل عمار وهاشم بن عتبة رضي الله عنهما كما سيأتي في الباب الآتي : وبعث علي عليه السلام خيلا ليحبسوا عن معاوية مادته فبعث معاوية الضحاك بن قيس الفهري في خيل إلى تلك الخيل فأزالوها وجاءت عيون على عليه السلام فأخبرته بما قد كان فقال عليه السلام لاصحابه : فما ترون فيما ها هنا ؟ فاختلفوا فقال عليه السلام فاغدوا إلى القتال فأمرهم غدوة بالقتال فانهزم أهل الشام وانهزم عتبة بن أبي سفيان حتى أتى الشام .

___________________________________________________________
( 1 ) هذا تلخيص ما ذكره نصر في أوائل الجزء ( 6 ) من كتاب صفين ص 36 ط مصر ، ورواه عنه ابن أبي الحديد في شرح المختار : ( 124 ) من نهج البلاغة : ج 2 ص 82 ط الحديث ببيروت .
( * )