بسمه تعالى
بحار الانوار :33

[ 1 ]


بحار الانوار الجامعة لدرر أخبار الائمة الاطهار
تأليف العلم العلامة الحجة فخر الامة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي ( قدس الله سره )
الجزء الثالث والثلاثون

[ 3 ]



بسم الله الرحمن الرحيم



[ 6 ]



[ 7 ]


الباب الثالث عشر : باب شهادة عمار رضي الله عنه وظهور بغي الفئة الباغية بعد ما كان أبين من الشمس الضاحية وشهادة غيره من أتباع الائمة الهادية 

364 - ج : روي عن الصادق عليه السلام أنه لما قتل عمار بن ياسر رحمة الله عليه ارتعدت فرائص خلق كثير وقالوا : قد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( عمار تقتله الفئة الباغية ) فدخل عمرو بن العاص على معاوية فقال : يا أميرالمؤمنين قد هاج الناس واضطربوا عليه وآله : تق ؟ له الفئة الباغية فقال له معاوية : دحضت في قولك أنحن قتلناه انما قتله علي بن أبي طالب لما ألقاه بين رماحنا فاتصل ذلك بعلي بن أبي طالب عليه السلام فقال : فإذا رسول الله

________________________________________________________
364 - رواه الطبرسي رحمه الله في آخر عنوان : ( احتجاجه [ أي أميرالمؤمنين عليه السلام ] على معاوية .
.
) من كتاب الاحتجاج : ج 1 ، ص 181 .

[ 8 ]


صلى الله عليه وآله هو الذي قتل حمزة وألقاه بين رماح المشركين ! 365 - لي : ابن موسى عن الاسدي عن النخعي عن إبراهيم بن الحكم عن محمد بن الفضيل عن مسعود الملائي عن حبة العرني قال : أبصر عبدالله بن عمرو رجلين يختصمان في رأس عمار رضي الله عنه يقول هذا : أنا قتلته ويقول هذا : أنا قتلته فقال ابن عمرو : يختصمان أيهما يدخل النار أولا .
ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : قاتله وسالبه في النار .
فبلغ ذلك معاوية لعنه الله فقال مانحن قتلناه وإنما قتله من جاء به .
قال الصدوق رحمه الله يلزمه على هذا أن يكون النبي صلى الله عليه وآله قاتل حمزة رضي الله عنه وقاتل الشهداء معه لانه صلى الله عليه وآله هو الذي جاء بهم .
366 - لي : وبهذا الاسناد عن إبراهيم بن الحكم عن عبيدالله بن موسي عن سعد بن أوس عن بلال بن يحيى العبسى قال : لما قتل عثمان ( 1 )

________________________________________________________
365 - 366 - رواهما الشيخ الصدوق قدس الله نفسه في الحديث : ( 7 و 8 ) من المجلس : ( 63 ) من أماليه ص 330 .
( 1 ) هذا هو الصواب ، وها هنا وقع التصحيف في مطبوعة الامالي وط الكمباني من البحار ، فصحف لفظ ( عثمان ) ب ( عمار ) .
والدليل على التصحيف أن حذيفة رفع الله مقامه توفي قبل شهادة عمار قدس الله نفسه نحوا من سنة فإنه كان مريضا حينما بايع الناس أميرالمؤمنين عليه السلام بعد
.
-بحار الانوار مجلد: 30 من ص 8 سطر 18 الى ص 16 سطر 2 مهلك عثمان ، ولما بلغه كتاب أميرالمؤمنين عليه السلام أمر فحمل إلى المسجد فخطب الناس وأخذ بيعة الامام منهم وأكد عليهم اللحوق به ونصرته وبقي إلى أيام خروج ظلحة والزبير إلى البصرة وتوفي بعده بقليل ، ومما يدل على ذلك ما : رواه ابن عساكر في ترجمة عمار رضوان الله عليه من تاريخ دمشق : ج 11 ص 81 قال : أخبرنا أبوالقاسم السمرقندي أنبأنا أبوالقاسم بن البسري وأبوطاهر القصاري وأبو محمد وأبوالغنائم ابنا علي وأبوالحسين العاصمي وأبوعبدالله النعالي قالوا : أنبأنا أبوعمر ، أنبأنا أبوبكر ، أنبأنا جدي أنبأنا الفضل بن دكين ، أنبأنا عيسى - يعني ابن عبدالرحمان السلمي - حدثني سيار أبوالحكم عن رجل قد سماه قال : قال بنو عبس لحذيفة : إن أميرالمؤمنين عثمان قد قتل فما تأمرنا ؟ قال : الزموا -

[ 9 ]


أتوا حذيفة فقالوا : يا أبا عبدالله قتل هذا الرجل وقد اختلف الناس فما تقول ؟ قال : أما إذا أتيتم فأجلسوني قال : فأسندوه إلى صدر رجل منهم فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : أبواليقظان على الفطرة ثلاث مرات لن يدعها حتى يموت .
367 - ما : المفيد عن محمد بن الحسن المفزي عن الحسن بن علي بن عبد الله عن عيسى بن مهران عن الفضل بن دكين عن موسى بن قيس عن الحسين بن أسباط قال : سمعت عمار بن ياسر رحمه الله يقول عند توجهه إلى صفين : اللهم لو أعلم أنه أرضا لكم أن أرمي بنفسي من فوق هذا الجبل لرميت بها ولو أعلم أنه أرضى لك أن أوقد لنفسي نارا فأوقع فيها لفعلت وإني لا أقاتل أهل الشام إلا وأنا أريد بذلك وجهك وأنا أرجو أن لاتخيبني وأنا

________________________________________________________
- عمارا .
قالوا : إن عمارا لايفارق عليا ! قال : إن الحسد هو أهلك الحسد ، وإنما ينفركم من عمار قربه من علي ؟ ! فوالله لعلي أفضل من عمار أبعد ما التراب والسحاب وإن عمارا لمن الاخيار .
ورواه أيضا الهيثمي في كتاب مجمع الزوائد : ج 7 ص 243 وقال : رواه الطبراني ورجاله ثقات .
ورواه أيضا الحافظ ابن عساكر في الحديث : ( 1196 ) من ترجمة أميرالمؤمنين من تاريخ دمشق : ج 3 ص 177 ، ط 2 وذكرنا له في تعليقه شواهد .
367 - رواه شيخ الطائفة في الحديث : ( 48 ) من الجزء ( 6 ) من أماليه ص 180 .
ورواه أيضا أبومخنف قال : حدثني عبدالملك بن أبي حرة الحنفي أن عمار بن ياسر خرج إلى الناس فقال : اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر لفعلته .
اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أضع ظبة سيفي في صدري ثم انحني عليه حتى تخرج من ظهري لفعلت ، وإني لاأعلم اليوم عملا هو أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين ، ولو أعلم أن عملا من الاعمال هو أرضى لك منه لفعلته .
هكذا رواه عنه الطبري في عنوان : ( مقتل عمار .
.
) من تاريخ الامم والملوك : ج 1 ، ص 3317 ، وفي ط ج 4 ص 26 وفي ط : ج 5 ص 38 .
ورواه أيضا محمد بن عبدالله الاسكافي المعتزلي المتوفى ( 240 ) في كتاب المعيار الموازنة ص 136 .

[ 10 ]


أريد وجهك الكريم .
368 - ص : الصدوق عن أحمد بن محمد الشحام عن عبدالرحمن بن أبي حاتم عن عمر الاودي عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي البختري قال : قال عمار رضي الله عنه يوم صفين : إئتوني بشربة لبن .
فأتي فشرب ثم قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إن آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن .
ثم تقدم فقتل فلما قتل أخذ خزيمة بن ثابت بسيفه فقاتل وقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : يقتل عمارا الفئة الباغية وقاتله في النار فقال معاوية : مانحن قتلناه إنما قتله من جاء به .
369 - يج : روي عن أم سلمة قالت : كان عمار ينقل اللبن بمسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وكان صلى الله عليه وآله يمسح التراب عن صدره ويقول : تقتلك الفئة الباغية .
370 - قب : كثر أصحاب الحديث على شريك وطالبوه بأنه يحدثهم بقول النبي صلى الله عليه وآله : ( تقتلك الفئة الباغية ) فغضب وقال : أتدرون أن لافخر لعلي أن يقتل معه عمار إنما الفخر لعمار أن يقتل مع علي عليه السلام .
371 - كش : ابن قتيبة عن الفضل عن محمد بن سنان عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت : ماتقول في عمار .
قال : رحم الله عمارا .
- [ كرر هذا ] ثلاثا - قاتل مع أميرالمؤمنين عليه السلام وقتل

________________________________________________________
368 - رواه الشيخ الصدوق رفع الله مقامه في كتاب قصص الانبياء ، ولكن الكتاب لم يصل إلينا بعد .
369 - رواه القطب الراوندي رحمه الله في كتاب الخرائج .
370 - رواه ابن شهر أشوب في مناقب آل أبي طالب .
371 - رواه الكشي رحمه الله في ترجمة عمار تحت الرقم : ( 3 ) من تلخيص رجاله ص 31