[181]


بالكوفة حتى أن الرجل من شيعة علي وممن بقي من أصحابه بالمدينة وغيرها ليأتيه من يثق به فيدخل بيته ثم يلقى عليه ستر فيخاف من خادمه ومملوكه فلا يحدثه حتى يأخذ [ عليه ] الايمان المغلظة ليكتمن عليه .
وجعل الامر لايزداد إلا شدة وكثر عندهم عدوهم وأظهروا أحاديثهم الكاذبة في أصحابهم من الزور والبهتان فينشأ الناس على ذلك ولايتعلمون إلا منهم ومضى على ذلك قضاتهم وولاتهم وفقهاؤهم .
وكان أعظم الناس في ذلك بلاء وفتنة القراء المراؤن المتصنعون الذين يظهرون لهم الحزن والخشوع والنسك ويكذبون ويعلمون الاحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم ويدنو لذلك مجالسهم ويصيبوا بذلك الاموال والقطائع والمنازل حتى صارت أحاديثهم تلك ورواياتهم في أيدي من يحسب أنها حق وأنها صدق فرووها وقبلوها وتعلموها وعلموها وأحبوا عليها وأبغضوا وصارت بأيدي الناس المتدينين الذين لايستحلون الكذب ويبغضون عليه أهله فقبلوها وهم يرون أنها حق ولو علموا أنها باطل لم يرووها ولم يتدينوا بها .
فصار الحق في ذلك الزمان باطلا والباطل حقا والصدق كذبا والكذب صدقا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لتشملنكم فتنة يربوا فيها الوليد وينشأ فيها الكبير تجري الناس عليها ويتخذونها سنة فإذا غير منها شئ قالوا أتى الناس منكرا غيرت السنة .
فلما مات الحسن بن علي عليهما السلام لم يزل الفتنة والبلاء يعظمان ويشتدان فلم يبق ولي لله إلا خائفا على دمه .
وفي رواية أخرى إلا خائفا على دمه أنه مقتول وإلا طريدا [ وإلا شريدا : ( خ ل ) ] ولم يبق عدولله إلا مظهرا الحجة غير مستتر ببدعته وضلالته .
فلما كان قبل موت معاوية بسنة حج الحسين بن علي صلوات الله عليه وعبدالله بن عباس وعبدالله بن جعفر فجمع الحسين عليه السلام بني هاشم رجالهم ونساءهم ومواليهم ومن حج منهم ومن الانصار ممن يعرفه الحسين وأهل

[182]


بيته ثم أرسل رسلا لاتدعوا أحدا ممن حج العام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله المعروفين بالصلاح والنسك إلا أجمعوهم لي فاجتمع إليه بمنى أكثر من سبعمائة رجل وهم في سرادقه عامتهم من التابعين ونحو من مائتي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله فقام فيهم خطيبا فحمدالله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فإن هذا الطاغية قد فعل بنا وبشيعتنا ما قد رأيتم وعلمتم وشهدتم وإني أريد أن أسألكم عن شئ فإن صدقت فصدقوني وإن كذبت فكذبوني وأسألكم بحق الله عليكم وحق رسوله صلى الله عليه وآله وقرابتي .
من نبيكم عليه وآله السلام لما سترتم مقامي هذا ووصفتم مقالتي ودعوتم أجمعين في أمصاركم من قبائلكم من آمنتم من الناس .
وفي رواية أخرى بعد قوله : فكذبوني : اسمعوا مقالتي واكتبوا قولي ثم ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم فمن آمنتم من الناس ووثقتم به فادعوهم إلى ماتعلمون من حقنا ، فإني أتخوف أن يدرس هذا الامر ويذهب الحق ويغلب * ( والله متم نوره ولو كره الكافرون ) * .
وما ترك شيئا مما أنزل الله فيهم من القرآن إلا تلاه وفسره ولا شيئا مما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله في أبيه وأخيه وأمه وفي نفسه وأهل بيته إلا رواه وكل ذلك يقول أصحابه : اللهم نعم وقد سمعناه وشهدناه ويقول : التابع اللهم قد حدثني به من أصدقه وأئتمنه من الصحابة فقال : أنشدكم الله إلا حدثتم به من تثقون به وبدينه .
قال سليم : فكان فيما ناشدهم الحسين عليه السلام وذكرهم أن قال : أنشدكم الله أتعلمون أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان أخا رسول الله ؟ حين آخا بين أصحابه فآخذا بينه وبين نفسه وقال : أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة قالوا : اللهم نعم .
قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله اشترى موضع

[183]


مسجده ومنازله فابتناه ثم ابتنى فيه عشرة منازل تسعة له وجعل عاشرها في وسطها لابي ثم سد كل باب شارع إلى المسجد غير بابه فتكلم في ذلك من تكلم فقال : ما أنا سددت أبوابكم وفتحت بابه ولكن الله أمرني بسد [ أبوابكم ] وفتح بابه .
ثم نهى الناس أن يناموا في المسجد غيره وكان يجنب في المسجد ومنزله في منزل رسول الله صلى الله عليه وآله فولد لرسول الله صلى الله عليه وآله فيه أولاد قالوا اللهم نعم .
قال : أفتعلمون أن عمر بن الخطاب حرص على كوة قدر عينه يدعها من منزله إلى المسجد فأبى عليه ثم خطب فقال : إن الله أمرني أن أبني مسجدا طاهرا لايسكنه غيري وغير أخي وابنيه قالوا اللهم نعم .
قال : أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله نصبه يوم غدير خم فنادى له بالولاية وقال : ليبلغ الشاهد الغائب قالوا : اللهم نعم .
قال : أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال له في غزوة تبوك : أنت مني بمنزلة هارون من موسى وأنت ولي كل مؤمن بعدي ؟ قالوا اللهم نعم .
قال : أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله حين دعا النصارى من أهل نجران إلى المباهلة لم يأت إلا به وبصاحبته وابنيه ؟ قالوا : اللهم نعم .
قال : أنشدكم الله أتعلمون أنه دفع إليه اللواء يوم خيبر ثم قال لادفعها إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله كرار غير فرار يفتحها الله على يديه ؟ قالوا : اللهم نعم .
قال : أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله بعثه ببراءة وقال : لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني قالوا : اللهم نعم .
قال : أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله لم ينزل به شديدة قط إلا قدمه لها ثقة به وأنه لم يدعه باسمه قط إلا يقول يا أخي وادعوا إلى أخي

[184]


قالوا : اللهم نعم .
قال : أفتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قضى بينه وبين جعفر وزيد فقال : يا علي أنت مني وأنا منك وأنت ولي كل مؤمن بعدي .
قالوا : اللهم نعم .
قال : أتعلمون أنه كانت له من رسول الله صلى الله عليه وآله كل يوم خلوة وكل ليلة دخلة إذا سأله أعطاه وإذا سكت ابتدأه ؟ قالوا : اللهم نعم .
قال : أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله فضله على جعفر وحمزة حين قال لفاطمة : زوجتك خير أهل بيتي أقدمهم سلما وأعظمهم حلما وأكبرهم علما قالوا : اللهم نعم .
قال : أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : أنا سيد ولد آدم وأخي علي سيد العرب وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة والحسن والحسين إبناي سيدا شباب أهل الجنة .
قالوا : اللهم نعم .
قال : أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله أمره بغسله وأخبره أن جبرئيل عليه السلام يعينه ؟ قالوا : اللهم نعم .
قال : أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال في آخر خطبة خطبها إني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي فتمسكوا بهما لن تضلوا قالوا : اللهم نعم .
فلم يدع شيئا أنزله الله في علي بن أبي طالب عليه السلام خاصة وفي أهل بيته من القرآن ولا على لسان نبيه صلى الله عليه وآله إلا ناشدهم فيه فيقول الصحابة : اللهم نعم قد سمعنا .
ويقول التابع : اللهم نعم قد حدثنيه من أثق به فلان وفلان ثم قد ناشدهم أنهم قد سمعوه يقول : من زعم أنه يجبني ويبغض عليا فقد كذب ليس يحبني ويبغض عليا فقال له قائل : يا رسول الله وكيف ذلك ؟ قال : لانه مني وأنا منه من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضنى ومن أبغضنى فقد أبغض الله فقالوا : اللهم نعم قد سمعنا

[185]


وتفرقوا على ذلك .
بيان : قوله : اللهم غفرا أي اللهم اغفر لي غفرا أو اللهم افتتاح للكلام والخطاب لقيس أي اغفر ما وقع مني أواستر معايبي .
وقال [ ابن الاثير ] في النهاية : فيه قال لانصار : ( إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا ) الاثرة بفتح الهمزة والثاء الاسم من اثر يوثر إيثارا إذا أعطى أراد أنه يستأثر عليكم فيفضل غيركم في نصيبه من الفئ .
والاستيثار : الانفراد بالشئ .
وقال الجوهري : سمل العين : فقؤها يقال : سملت عينه تسمل إذا فقأت بحديده محماة .
وقال : نزحت الدار : بعدت .
وبلد نازح وقوم منازيح وقد نزع بفلان إذا بعد عن دياره غيبة بعيدة وتقول : أنت بمنتزح من كذا أي بعيد منه .
قوله عليه السلام : ( فولد لرسول الله صلى الله عليه وآله ) أي ولد له أولاد من فاطمة كانوا أولادا لرسول الله صلى الله عليه وآله .
457 - ما : ابن الصلت عن ابن عقدة عن أحمد بن القاسم عن عباد عن علي بن عابس عن حصين عن عبدالله بن معقل عن علي عليه السلام أنه قنت في الصبح فلعن معاوية وعمرو بن العاص وأبا موسى وأبا الاعور وأصحابهم .
458 - 474 - كتاب صفين لنصر بن مزاحم عن أبي عبدالرحمن عن
.
-بحار الانوار مجلد: 30 من ص 185 سطر 19 الى ص 193 سطر 18

________________________________________________________
457 - رواه الشيخ الطوسي في الحديث الاخير من المجلس 25 من أماليه ، ج 2 ، ص 733 ، ط بيروت .
458 - 474 - هذه الاحاديث كلها - ما عدا الحديث الاول - موجودة في أوائل الجزء الرابع من كتاب صفين ص 215 وما بعدها من ط مصر .
وأما الحديث الاول فقد رواه ابن أبي الحديد أيضا عن كتاب صفين في شرح المختار : ( 54 ) من نهج البلاغة من شرحه : ج 4 ص 31 ط مصر ، وفي ط الحديث ببيروت : ج 1 ، ص 760 .
وما وضعناه بين المعقوفين قد سقط عن ط الكمباني من البحار ، وأخذناه من

[186]


يونس بن الارقم عن عوف عن عبدالله عن عمرو [ بن هند البجلي عن أبيه قال ] فلما نظر علي عليه السلام إلى رايات معاوية وأهل الشام قال والذي فلق الحبة وبرئ النسمة ما أسلموا ولكن استسلموا وأسروا الكفر فلما وجدوا عليه أعوانا رجعوا إلى عداوتهم منا إلا أنهم لم يدعوا الصلاة .
وعن عبدالعزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت قال : لما كان قتال صفين قال رجل لعمار : يا أبا اليقظان ألم يقل رسول الله قاتلوا الناس حتى يسلموا فإذا أسلموا عصموا مني دماءهم وأموالهم ؟ قال : بلى ولكن والله ما أسلموا ولكن استسلموا وأسروا الكفر حتى وجدوا عليه أعوانا .
وبالاسناد عن حبيب عن منذر الثوري قال : قال محمد بن الحنفية : لما أتاهم رسول الله صلى الله عليه وآله من أعلى الوادي ومن أسفله وملؤا الاودية كتائب - يعني يوم فتح مكة استسلموا حتى وجدوا أعوانا ( 1 ) وعن الحكم بن ظهير عن إسماعيل عن الحسن و [ أيضا عن ] الحكم عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبدالله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا رأيتم معاوية بن أبي سفيان يخطب على منبري فاضربوا عنقه قال الحسن : فما فعلوا ولا أفلحوا .
وعن عمرو بن ثابت عن إسماعيل عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فاقتلوه .
( 2 )

________________________________________________________
شرح ابن أبي الحديد على نهج البلاغة .
وهذا الحديث ما وجدته في مظانه من كتاب صفين ط مصر ، والظاهر أنه قد سقط عنها كما سقط عنه أحاديث أخر .
( 1 ) هذا هو الظاهر الموافق لما رواه عن نصر بن مزاحم ابن أبي الحديد في آخر شرحه على المختار : ( 54 ) من نهج البلاغة : ج 1 ، ص 760 .
وفي ط الكمباني من البحار : ( عن منذر العلوي قال : قال محمد بن الحنفية : لما أتاهم العدو من أعلى الوادي ومن أسفله وملؤا الاودية كتائب استسلموا حتى وجدوا أعوانا ) .
( 2 ) وقريبا منه رواه أيضا ابن عدي بأسانيد كثيرة في تضاعيف تراجم جماعة ممن ذكره وترجم له ،

[187]


قال : فحدثني بعضهم قال : [ قال ] أبوسعيد الخدري : فلم نفعل ولم نفلح .
( 1 ) وعن يحيى بن يعلى عن الاعمش عن خيثمة قال : قال عبدالله بن عمر : إن معاوية في تابوت في الدرك الاسفل من النار ولولا كلمة فرعون : ( أنا ربكم الاعلى ) ما كان أحد أسفل من معاوية .
وعن جعفر الاحمر عن ليث عن مجاهد عن عبدالله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يموت معاوية على غير ملة الاسلام .
وعن جعفر ، عن ليث ، عن محارب بن زياد ، عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يموت معاوية على غير ملتي .
وعن قيس بن الربيع وسليمان بن قرم عن الاعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن علي عليه السلام قال : رأيت النبي صلى الله عليه

________________________________________________________
فرواه في ترجمة الحكم بن ظهير من كتاب الكامل : ج 2 ص 626 ط 1 ، قال : أخبرنا علي بن العباس ، حدثنا عباد بن يعقوب ، حدثنا الحكم بن ظهير ، عن عاصم ، عن زر [ بن حبيش ] عن عبدالله [ بن مسعود قال : ] ان رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قال : إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه .
ورواه أيضا في ترجمة عمرو بن عبيد في ج 5 ص 1751 ، و 1754 ، و 1756 .
وأيضا رواه بأسانيد في ترجمة علي بن زيد بن جدعان في ج 5 ص 1844 .
وأيضا رواه بأسانيد في ترجمة عبدالرزاق في ج 5 ص 1951 .
ورواه أيضا في آخر ترجمة مؤلف كتاب مغازي النبي صلى الله عليه وآله محمد بن إسحاق في ج 5 ص 1125 .
ورواه أيضا في ترجمة مجالد بن سعيد في ج 6 ص 2416 .
ورواه أيضا في ترجمة الوليد بن القاسم في ج 7 ص 2544 .
ورواه أيضا البلاذري في ترجمة معاوية من كتاب أنساب الاشراف : ح 2 / الورق 75 / ب / .
( 1 ) هذا هو الظاهر الموافق لما رواه ابن أبي الحديد عن نصر في آخر شرحه على المختار : ( 54 ) من نهج البلاغة : ج 1 ، ص 760 ، ط بيروت ، وفيه أيضا : ( فقال الحسن : فوالله ما فعلوا ولا أفلحوا ) .

[188]


وآله في النوم فشكوت إليه ما لقيت من أمته من الاود والدد فقال : انظر فإذا عمرو بن العاص ومعاوية معلقين منكسين تشدخ رؤوسهما بالصخر ( 1 ) .
وعن يحيى بن يعلى عن عبدالجبار بن عباس عن عمار الدهني عن أبي المثنى عن عبدالله بن عمر قال : مابين تابوت معاوية وتابوت فرعون إلا درجة وما انخفضت تلك الدرجة إلا لانه قال : أنا ربكم الاعلى .
وعن أبي عبدالرحمن عن العلاء بن يزيد القرشي ( 2 ) عن جعفر بن محمد عليه السلام قال : دخل زيد بن أرقم على معاوية فإذا عمرو بن العاص جالس معه على السرير فلما رأى ذلك زيد جاء حتى رمى بنفسه بينهما فقال له عمرو بن العاص : أما وجدت لك مجلسا إلا أن تقطع بيني وبين أميرالمؤمنين ؟ فقال زيد : إن رسول الله صلى الله عليه وآله غزا غزوة وأنتما معه فرآكما مجتمعين فنظر إليكما نظرا شديدا ثم رآكما اليوم الثاني واليوم الثالث كل ذلك يديم النظر إليكما فقال في اليوم الثالث : إذا رأيتم معاوية وعمرو بن العاص مجتمعين ففرقوا بينهما فإنهما لن يجتمعا على خير .
وعن محمد بن فضيل عن يزيد بن أبى زياد ( 3 ) عن سليمان بن عمرو بن

________________________________________________________
( 1 ) وقريبا منه جدا رواه ابن أبي الحديد بسندين في شرح المختار : ( 56 ) من نهج البلاغة من شرحه : ج 1 ، ص 814 ط بيروت .
( 2 ) كذا في ط مصر من كتاب صفين ، وفي ط الكمباني من البحار : ( عن العلاء بن يزيد القرشي .
.
) .
وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام .
وقريبا من هذا الحديث روي عن عبادة بن صامت الصحابي كما رواه عنه ابن عبد ربه في عنوان : ( خبر عمرو بن العاص مع معاوية ) من كتاب العقد الفريد : ج 3 ص 114 .
ورواه أيضا الباعوني في الباب : ( 64 ) من كتاب جواهر المطالب الورق 82 / .
وقد رويناه عن مصدر آخر ، عن شداد بن أوس في تعليق المختار : ( 172 ) من نهج السعادة : ج 2 ص 85 .
( 3 ) هو من رجال الصحاح الست مترجم في تهذيب التهذيب 11 / 329 .
والحديث رواه أيضا أبويعلى والبزاز في مسنديهما .

[189]


الاحوص قال : أخبرني أبوهلال : أنه سمع أبا برزة الاسلمي أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله فسمعوا غناء فتشرفوا له فقام رجل فاستمع له وذلك قبل أن تحرم الخمر فأتاهم ثم رجع فقال هما معاوية وعمرو بن العاص يجيب أحدهما الآخر وهو يقول : لايزال حواري تلوح عظامه * زوى الحرب عنه أن يجن فيقبرا فرفع رسول الله يديه فقال : اللهم اركسهم في الفتنة ركسا اللهم دعهم إلى النار دعا .
وعن محمد بن فضيل عن أبي حمزة الثمالي عن سالم بن أبي الجعد عن عبدالله بن عمر قال : إن تابوت معاوية في النار فوق تابوت فرعون وذلك بأن فرعون قال : أنا ربكم الاعلى .
وعن شريك عن ليث عن طاوس عن عبدالله بن عمر قال : أتيت النبي

________________________________________________________
ورواه أحمد في المسند ، ج 4 ، ص 421 في مسند أبي برزة .
ورواه الذهبي في ميزان الاعتدال في ترجمة يزيد بن أبي زياد .
ورواه ابن قيم الجوزية في المنار المنيف في الفصل 37 ، ص 118 .
ورواه الطبراني في المعجم الكبير كما في الغدير من طريق ابن عباس .
ورواه السيوطي في اللئالي المصنوعة 1 / 427 .
ورواه محمد بن سليمان الكوفي بسنده عن أبي برزة تحت الرقم 786 في أواسط الجزء الخامس من مناقب علي عليه السلام الورق 169 / أو في ط 1 ، ج 2 ص 280 .
ورواه نصر في وقعة صفين ، ص 219 ورواه عنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة كما تقدمت الاشارة إليه .
قال الاميني : لما لم يجد القوم غمزا في إسناد هذا الحديث وكان ذلك عزيزا على من يتولى معاوية فحذف أحمد [ في المسند ] الاسمين وجعل مكانهما ( فلان وفلان ) واختلق آخرون تجاهه ما أخرجه ابن قانع في معجمه [ بسند ضعيف ] .
.
عن صالح شقران قال : بينما نحن ليلة في سفر إذ سمع النبي صلى الله عليه وآله صوتا فذهبت انظر فإذا معاوية بن أبي رافع وعمرو بن رفاعة .
.
( الحديث ) .
ثم ذكر الاميني بعده كلاما جيدا فراجع ألبتة ج 10 ، ص 140 هذا وفي صفين : يزال حواري .
.
.
يحس .
أما يزال ولايزال فلكل منهما وجه والمعنى واحد .

[190]


صلى الله عليه وآله فسمعته يقول : يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت حين يموت وهو على غير سنتي فشق ذلك علي وتركت أبي يلبس ثيابه ويجئ فطلع معاوية .
وعن تليد ( 1 ) بن سليمان عن الاعمش عن علي بن الاقمر قال : وفدنا على معاوية وقضينا حوائجنا ثم قلنا : لو مررنا برجل قد شهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعاينه فأتينا عبدالله بن عمر فقلنا : يا صاحب رسول الله حدثنا ما شهدت ورأيت قال : إن هذا أرسل إلي يعني معاوية فقال : لئن بلغني أنك تحدث لاضربن عنقك فجثوت على ركبتي بين يديه ثم قلت وددت أن أحد سيف في جندك على عنقي .
( 2 ) فقال : والله ما كنت لاقاتلك ولا أقتلك وأيم الله ما يمنعني أن أحدثكم ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله [ قال فيه ، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل إليه يدعوه ] وكان يكتب بين يديه فجاء الرسول فقال : هو يأكل فأعاد عليه الرسول الثالثة ( 3 ) فقال : هو يأكل .
فقال : لاأشبع الله بطنه .
فهل ترونه يشبع ؟ .
قال : وخرج [ معاوية ] من فج - قال : - فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وإلى أبي سفيان وهو راكب ومعاوية وأخوه أحدهما قائد والآخر سائق فلما نظر إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله قال : اللهم العن القائد والسائق والراكب .
قلنا أنت سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال : نعم وإلا فصمتا اذناي كما عميتا عيناي .
( 4 )

________________________________________________________
( 1 ) له ترجمة في التهذيب وغيره وفي الاصل : بليد .
( 2 ) هذا هو الظاهر ، وفي ط الكمباني من البحار : ( إن أحد سيف في جسدك .
.
) .
( 3 ) كذا في أصلي غير أن ما بين المعقوفين قد سقط منه وأخذناه من كتاب صفين ص 220 ط مصر .
( 4 ) وقريبا منه رواه العلامة الاميني رحمه الله عن مصادر أخر في عنوان : ( المغالات في معاوية ) من الغدير : ج 10 ، ص 120 .