[171]
العلاء قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إن معاوية أول من علق على بابه
مصراعين بمكة فمنع حاج بيت الله ما قال الله عزوجل : * ( سواء العاكف فيه
والباد ) * [ 25 / الحج : 22 ] .
وكان الناس إلا قدموا مكة نزل البادي على
الحاضر حتى يقضي حجه .
وكان معاوية صاحب السلسلة التي قال الله عزوجل : * ( في سلسلة ذرعها
سبعون ذراعا فاسلكوه إنه كان لايؤمن بالله العظيم ) * [ 32 / الحاقة : 69 ] .
وكان فرعون هذه الامة .
449 - كا : الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان بن
عثمان عن يحيى بن أبي العلاء عن أبي عبدالله عليه السلام عن أبيه عليه
السلام قال : لم يكن لدور مكة أبواب وكان أهل البلدان يأتون بقطوانهم
فيدخلون فيضربون بها وكان أول من بوبها معاوية .
أقول : سيأتي أخبار كثيرة في كتاب الحج في أن أول من ابتدع ذلك
معاوية لعنه الله .
450 - يب : الحسين بن سعيد عن فضالة عن معاوية بن وهب قال : قال
أبوعبدالله عليه السلام : إن أول من خطب وهو جالس معاوية واستأذن
الناس في ذلك من وجع كان في ركبتيه وكان يخطب خطبة وهو جالس و
خطبة وهو قائم ثم يجلس بينهما .
451 - د : كان معاوية يكتب فيما ينزل به يسئل له علي بن أبي طالب
________________________________________________________
450 - رواه الشيخ الطوسي رفع الله مقامه في الحديث : ( 74 ) من عنوان : ( باب العمل في
ليلة الجمعة ويومها ) من كتاب الصلاة من كتاب التهذيب : ج 3 ص 20 ط النجف .
451 - رواه علي بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي - أخو العلامة الحلي - المولود عام :
( 635 ) في كتاب العدد القوية لدفع المخاوف اليومية ، والكتاب إلى الآن لم ينشر .
والحديث رواه حرفيا أبوعمر بن عبدالبر في أواسط ترجمة أميرالمؤمنين عليه
السلام من كتاب الاستيعاب بهامش الاصابة : ج 3 ص 44 .
وبعض محتويات الحديث رواه ابن أبي الدنيا في آخر مقتل أميرالمؤمنين عليه
[172]
عليه السلام عن ذلك فلما بلغه قتله قال : ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي
طالب فقال له أخوه عتبة : لايسمع هذا أهل الشام .
فقال : دعني عنك .
452 - ختص : هلك معاوية لعنه الله وهو ابن ثمانية وسبعين سنة وولى
الامر عشرين سنة .
453 - ختص : ابن عيسى عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن أبي
البلاد ، عن علي بن أبي المغيرة قال : نزل أبوجعفر عليه السلام بضجنان فقال
ثلاث مرات : لاغفر الله لك فلما قال ذلك قال : أتدرون لمن قلت أو قال له
بعض أصحابنا فقال : مربي معاوية بن أبي سفيان يجر سلسلة قد أدلع لسانه
يسألني أن استغفر له ثم قال : إنه يقال : إنه واد من أودية جهنم .
أقول : قد أوردنا مثله بأسانيد في باب أحوال البرزخ وباب معجزات
الباقر عليه السلام .
454 - كا : محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن
معاوية بن وهب قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : لما كان سنة
إحدى وأربعين أراد معاوية الحج فأرسل نجارا وأرسل بالآلة وكتب إلى
صاحب المدينة أن يقلع منبر رسول الله صلى الله عليه وآله ويجعلوه على قدر
منبره بالشام فلما نهضوا ليقلعوه انكسفت الشمس وزلزلت الارض فكفوا
________________________________________________________
السلام الموجود - بنقص في أوله - بنقص في أوله - في المجموعة : ( 95 ) من المكتبة الظاهرية الورق
232 منه .
ورواه ابن عساكر بأسانيد عن ابن أبي الدنيا وغيره في الحديث : ( 1505 ) وما
بعده من ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق : ج 3 ص 405 - 409
ط 2 .
452 - رواه الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص ص 131 ، ط طهران .
453 - رواه الشيخ المفيد رحمه الله في أواسط كتاب الاختصاص ص 270 ط النجف .
454 - رواه ثقة الاسلام الكليني رفع الله مقامه في عنوان : ( المنبر والروضة ومقام النبي
صلى الله عليه وآله ) من أبواب الزيارات في آخر كتاب الحج من الكافي : ج 4
ص 554 ط الآخوندي .
[173]
وكتبوا بذلك إلى معاوية فكتب إليهم يعزم عليهم لما فعلوه ففعلوا فمنبر رسول
الله صلى الله عليه وآله المدخل الذي رأيت .
455 - تقريب : قال ابن الاثير في الكامل : أراد معاوية في سنة خمسين من الهجرة
أن ينقل منبر رسول الله صلى الله عليه وآله من المدينة إلى الشام وقال لانترك
منبر النبي صلى الله عليه وآله وعصاه في المدينة وهم قتلة عثمان وطلب العصا
وهي عند سعة القرظي فحرك المنبر فكسفت الشمس حتى رأيت النجوم بادية
فأعظم الناس ذلك فتركه .
وقيل أتاه جابر وأبوهريرة فقالا : لايصلح أن يخرج منبر رسول الله صلى
الله عليه وآله من موضع وضعه فيه وتنقل عصاه إلى الشام فتركه وزاد فيه
ست درجات واعتذر مما صنع .
أقول : يظهر من الخبر أن هذا اعتذار من القوم له .
456 - كتاب سليم بن قيس : عن أبان عن سليم وعمر بن أبي سلمة
قالا : قدم معاوية حاجا في خلافته المدينة بعد ما قتل أميرالمؤمنين صلوات الله
________________________________________________________
455 - ذكره عز الدين محمد بن محمد بن عبدالكريم المعروف بابن الاثير في أوائل حوادث
سنة خمسين من كتاب الكامل : ج 3 ص 229 ط بيروت .
ورواه الطبري بأسانيد في أواسط حوادث سنة ( 50 ) من تاريخ الامم والملوك :
ج 5 ص 238 ، وفي ط 1 : ج 2 ص 92 .
ورواه عنه ابن كثير في أول حوادث سنة ( 50 ) من تاريخ الامم والملوك : ج 5
ص 238 ، وفي ط 1 : ج 2 ص 92 .
ورواه عنه ابن كثير في أول حوادث سنة : ( 50 ) من كتاب البداية والنهاية : ج 8
ص 45 ط بيروت .
ورواه أيضا المسعودي في أوائل عنوان : ( ذكر لمع من أخبار معاوية .
.
) .
من
كتاب مروج الذهب : ج 3 ص 35 ط مصر .
456 - رواه سليم بن قيس الهلالي في كتابه ، ص 199 ، ط بيروت .
ورواه عنه السيد عليخان المدني والعلامة الاميني في ترجمة قيس بن عبادة من
كتاب الدرجات الرفيعة ص 439 والغدير : ج 2 ص 106 ، ط بيروت .
[174]
عليه وصالح الحسن - وفي رواية أخرى بعد ما مات الحسن عليه السلام
واستقبله أهل المدينة فنظر فإذا الذي استقبله من قريش أكثر من الانصار
فسأل عن ذلك فقيل : إنهم يحتاجون ليست لهم دواب فالتفت معاوية إلى قيس بن
سعد بن عبادة فقال : يا معشر الانصار مالكم لاتستقبلوني مع إخوانكم من
قريش ؟ فقال قيس وكان سيد الانصار وابن سيدهم : أقعدنا يا أميرالمؤمنين
أن لم يكن لنا دواب قال معاوية : فأين النواضح ؟ فقال قيس : أفنيناها يوم بدر
ويوم أحد وما بعدهما في مشاهد رسول الله حين ضربناك وأباك على الاسلام
حتى ظهر أمر الله وأنت كارهون ! قال معاوية : اللهم غفرا قال قيس : أما إن
رسول الله صلى الله عليه وآله قال : سترون : بعدي أثرة .
ثم قال : يا معاوية تعيرنا بنواضحنا ؟ والله لقد لقيناكم عليها يوم بدر
وأنتم جاهدون على إطفاء نورالله وأن يكون كلمة الشيطان هي العليا ثم
دخلت أنت وأبوك كرها في الاسلام الذي ضربناكم عليه ! فقال معاوية كأنك
تمن علينا بنصرتكم إيانا فلله ولقريش بذلك المن والطول ألستم تمنون علينا يا
معشر الانصار بنصرتكم رسول الله وهو من قريش وهو ابن عمنا ومنا فلنا المن
والطول أن جعلكم الله أنصارنا وأتباعنا فهداكم بنا .
فقال قيس : إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله رحمة للعالمين فبعثه إلى
الناس كافة وإلى الجن والانس والاحمر وألاسود والابيض اختاره لنبوته واختصه
برسالته فكان أول من صدقه وآمن به ابن عمه علي بن أبي طالب وأبوطالب
يذب عنه ويمنعه ويحول بين كفار قريش وبين أن يردعوه ويؤذوه وأمر أن
يبلغ رسالة ربه فلم يزل ممنوعا من الضيم والاذى حتى مات عمه أبوطالب
وأمر ابنه بموازرته فوازره ونصره وجعل نفسه دونه في كل شديدة وكل ضيق
وكل خوف واختص الله بذلك عليا عليه السلام من بين قريش وأكرمه من
بين جميع العرب والعجم فجمع رسول الله صلى الله عليه وآله جميع بني عبد
المطلب فيهم أبوطالب وأبولهب وهم يومئذ أربعون رجلا فدعاهم رسول الله
صلى الله عليه وآله وخادمه علي عليه السلام ورسول الله صلى الله عليه وآله
[175]
في حجر عمه أبي طالب فقال : أيكم ينتدب أن يكون أخي ووزيري ووصيي
وخليفتي في امتي وولي كل مؤمن من بعدي ؟ فأمسك القوم حتى أعادها ثلاثا
فقال علي عليه السلام : أنا يا رسول الله فوضع رأسه في حجره وتفل في فيه
وقال اللهم املا جوفه علما وفهما وحكما .
ثم قال لابي طالب : يا أبا طالب
اسمع الآن لابنك واطع فقد جعله الله من نبيه بمنزلة هارون من موسى وآخا
صلى الله عليه وآله بين علي وبين نفسه .
فلم يدع قيس شيئا من مناقبه إلا ذكرها واحتج بها وقال : منهم جعفر بن
أبي طالب الطيار في الجنة بجناحين اختصه الله بذلك من بين الناس ومنهم
حمزة سيد الشهداء ومنهم فاطمة سيدة نساء أهل الجنة [ العالمين ( خ ل ) ] فإذا
وضعت من قريش رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته وعترته الطيبين
فنحن والله خير منكم يا معشر قريش وأحب إلى الله ورسوله وإلى أهل بيته
منكم .
لقد قبض رسول الله صلى الله عليه وآله فاجتمعت الانصار إلى أبي ثم
قالوا : نبايع سعدا فجاءت قريش فخاصمونا بحقه وقرابته فما يعدو قريش أن
يكونوا ظلموا الانصار [ أ ] وظلموا آل محمد ولعمري ما لاحد من الانصار ولا
لقريش ولا لاحد من العرب والعجم في الخلافة حق مع علي بن أبي طالب
عليه السلام وولده من بعده .
فغضب معاوية وقال يا ابن سعد عمن أخذت هذا وعمن رويته وعمن
سمعته أبوك أخبرك بذلك وعنه أخذته ؟ فقال قيس : سمعته وأخذته ممن هو خير
من أبي وأعظم علي حقا من أبي قال : من ؟ قال : علي بن أبي طالب عليه
السلام عالم هذه الامة وصديقها الذي أنزل الله فيه : * ( قل كفى بالله شهيدا بيني
وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) * [ 43 / الرعد : 13 ] فلم يدع [ قيس ] آية
لزلت في علي عليه السلام إلا ذكرها قال معاوية : فإن صديقها أبوبكر ،
وفاروقها عمر ، ( والذي عنده علم الكتاب ) عبدالله بن سلام .
قال قيس :
أحق بهذه الاسماء وأولى بها الذي أنزل الله فيه : * ( أفمن كان على بينة من
[176]
ربه ويتلوه شاهد منه ) * [ 43 / هود ] والذي نصبه رسول الله صلى الله عليه
وآله بغدير خم فقال : من كنت مولاه أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه
وقال في غزوة تبوك : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي .
وكان معاوية يومئذ بالمدنية فعند ذلك نادى مناديه وكتب بذلك نسخة إلى
عماله : ألا برئت الذمة ممن روى حديثا في مناقب علي وأهل بيته وقامت
الخطبة في كل مكان على المنابر بلعن علي بن أبي طالب عليه السلام والبراءة
منه ( 1 ) والوقيعة في أهل بيته واللعنة لهم بما ليس فيهم عليهم السلام .
________________________________________________________
( 1 ) والقصة متواترة ولها شواهد كثيرة جدا يمكن أن يفرد لها تأليف مستقل ضخم ، ثم إن
كثيرا من محتويات هذه الرواية رواه حرفيا أبوالحسن المدائني في كتاب الاحداث ، وابن
عرفة المعروف بنفطويه في تاريخه كما رواه عنهما ابن أبي الحديد في شرح المختار :
( 203 / أو 210 ) من نهج البلاغة من شرح : ج 3 ص 595 ط الحديث ببيروت .
وبعض شواهدها مذكورة في الحديث : ( 32 ) من باب مناقب علي عليه السلام من صحيح
مسلم : ج 7 ص 119 ، وفي ط : ج 4 ص .
187 .
ورواه أيضا الترمذي في الحديث : ( 14 ) من باب مناقب علي عليه السلام من
كتاب المناقب من سننه : ج 5 ص 638 .
وأيضا يجد الباحث شواهد أخر في الحديث : ( 271 ) وتواليه وتعليقاتها من ترجمة
أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق : ج 1 ، ص 226 - 234 ، ط 2 .
وأيضا للموضوع شواهد أخر في الحديث : ( 91 - 92 ) من كتاب خصائص أمير
المؤمنين عليه السلام للنسائي ص 169 .
وأيضا للقصة شواهد في الحديث : ( 667 ) وما بعده وتعليقاتها من ترجمة أمير
المؤمنين من تاريخ دمشق : ج 2 ص 182 ، ط 2 .
وأيضا ذكر ابن أبي الحديد شواهد كثيرة في شرح المختار : ( 56 ) من نهج
البلاغة : ج 1 ، ص 356 ، وفي ط الحديث ببيروت : ج 1 ، ص 778 .
وروى الياقوت الحموي في عنوان : ( سجستان ) من كتاب معجم البلدان : ج 5
ص 38 قال :
لعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه على منابر الشرق والغرب ولم يلعن على
منبر سجستان إلا مرة ، وامتنعوا على بني أمية حتى زادوا في عهدهم : وأن لايلعن على
منبرهم أحد .
[177]
________________________________________________________
ثم قال الياقوت : وأي شرف أعظم من امتناعهم من لعن أخي رسول الله صلى
الله عليه وسلم على منبرهم وهو يلعن على منابر الحرمين مكة والمدينة .
أقول : وقريبا منه جدا ذكره صاحب تاريخ روضة الصفا عن أهل الجبل وذكر أبياتا في
مدحهم .
وأيضا روى السيد مرتضى الداعي الحسيني أن أهل شيراز امتنعوا عن اللعن
أربعين شهرا ودفعوا في ذلك إلى عمال بني أمية جعلا بخلاف جهال ونواصب إصبهان
فإنهم دفعوا الجعل كي يلعنوه ! هكذا ذكره في كتاب تبصرة العوام .
وروى ابن عبد ربه في عنوان : ( أخبار معاوية ) من كتاب العسجدة الثانية في الخلفاء وتواريخهم من العقد
الفريد ، ج 2 ، ص 30 وفي ط 2 ، ج 3 ، ص 127 ، قال :
لما مات الحسن بن علي عليهما السلام حج معاوية فدخل المدينة وأراد أن يلعن
عليا على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله فقيل له : إن هاهنا سعد بن أبي وقاص
ولانراه يرضى بهذا فابعث إليه وخذ رأيه .
فأرسل إليه [ معاوية ] وذكر له ذلك ؟ ! فقال : إن فعلت لاخرجن من المسجد ثم لا
أعود إليه ، فأمسك معاوية عن لعنه حتى مات سعد ، فلما مات لعنه على المنبر وكتب
إلى عماله : أن يلعنوه على المنابر .
ففعلوا .
فكتبت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله إلى معاوية : إنكم تلعنون الله
ورسوله على منابركم ! وذلك إنكم تلعنون علي بن أبي طالب ومن أحبه وأنا أشهد أن
الله أحبه ورسوله .
فلم يلتفت [ معاوية ] إلى كلامها .
.
-بحار الانوار مجلد: 30 من ص 177 سطر 19 الى ص 185 سطر 18
وقال الجاحظ : إن معاوية كان يقول في آخر خطبة الجمعة : اللهم إن أبا تراب
ألحد في دينك وصد عن سبيلك فالعنه لعنا وبيلا وعذبه عذابا أليما .
وكتب بذلك إلى الآفاق فكانت هذه الكلمات يشاد بها على المنابر إلى أيام عمر بن
عبدالعزيز .
وإن قوما من بني أمية قالوا لمعاوية : يا أميرالمؤمنين إنك قد بلغت ما أملت فلو
كففت عن هذا الرجل .
فقال : لا والله حتى يربو عليه الصغير ، ويهرم عليه الكبير ولا
يذكر له ذاكر فضلا .
رواه عنه ابن ابي الحديد في شرحه - على المختار : ( 56 ) من نهج البلاغة - :
ج 1 ، ص 356 ، وفي ط الحديث ببيروت : ج 1 ، ص 778 .
ورواه مع ما تقدم العلامة الاميني في ترجمة قيس بن سعد من كتاب الغدير : ج 2
[178]
ثم إن معاوية مر بحلقة من قريش فلما رأوه قاموا إليه غير عبدالله بن
عباس : فقال له : يا ابن عباس ما منعك من القيام كما قام أصحابك إلا
لموجدة علي بقتالي إياكم يوم صفين يا ابن عباس إن ابن عمي عثمان قتل
مظلوما .
قال ابن عباس : فعمر بن الخطاب قد قتل أيضا مطلوما قال فتسلم
________________________________________________________
ص 102 ، ط بيروت ثم قال :
قال الزمخشري في ربيع الابرار - على مايعلق بالخاطر - الحافظ
السيوطي : إنه كان في أيام بني أمية أكثر من سبعين ألف منبر يلعن عليها علي بن أبي
طالب بما سنه لهم معاوية من ذلك .
وفي ذلك يقول الشيخ أحمد الحفظي الشافعي في
أرجوزته :
وقد حكى الشيخ السيوطي إنه * قد كان فيما جعلوه سنة
سبعون ألف منبر وعشرة * من فوقهن يلعنون حيدرة
وهذه في جنبها العظائم * تصغر بل توجه اللوائم
فهل ترى من سنها يعادي ؟ أم لا وهل يستر أو يهادى
أو عالم يقول : عنه نسكت * أجب فإني للجواب منصت
أليس ذا يؤذيه أم لا فاسمعن * إن الذي يؤذيه من ومن ومن
عاون أخا العرفان بالجواب * وعاد من عادى أبا تراب
وليت شعري هل يقال : اجتهدا * كقولهم في بغيه أم ألحد !
بل جاء في حديث أم سلمة * هل فيكم الله يسب مه لمه ؟
وأيضا روى ابن أبي الحديد في شرح المختار : ( 56 ) من نهج البلاغة : ج 1
ص 782 ط الحديث ببيروت قال :
وذكر شيخنا أبوجعفر الاسكافي أن معاوية وضع قوما من الصحابة وقوما من التابعين
على رواية أخبار قبيحة في علي عليه السلام تقتضي الطعن فيه والبراءة منه وجعل لهم
على ذلك جعلا يرغب في مثله ، فاختلفوا ما أرضاه ، منهم أبوهريرة وعمرو بن العاص
والمغيرة بن شعبة ، ومن التابعين عروة بن الزبير .
أقول : ثم ذكر نموذجا من تلك الاحاديث المختلقة فراجعه البتة فإنه يوضح لك وزن
روايات أهل السنة .
وليلاحظ البتة ما أورده العلامة الاميني عن مصادر كثيرة في الغدير : ج 10 ،
ص 260 - 266 .
[179]
الامر إلى ولده وهذا ابنه قال : إن عمر قتله مشرك .
قال ابن عباس : فمن
قتل عثمان ؟ قال : قتله المسلمون ! قال : فذلك أدحض لحجتك وأحل لدمه
إن كان المسلمون قتلوه وخذلوه فليس إلا بحق .
قال : فإنا قد كتبنا في الآفاق
ننهى عن ذكر مناقب علي وأهل بيته فكف لسانك يا ابن عباس واربع على
نفسك قال : فتنهانا عن قراءة القرآن ؟ قال : لا .
قال : فتنهانا عن تأويله قال :
نعم .
قال : فنقرأه ولا نسأل عن ما عنى الله به قال : نعم قال : فأيما أوجب
علينا قراءته أو العمل به ؟ قال : العمل به .
قال : فكيف نعمل به حتى نعلم
ما عنى الله بما أنزل علينا ؟ قال : يسئل عن ذلك من يتأوله على غير ما تتأوله
أنت وأهل بيتك قال : إنما أنزل القرآن على أهل بيتي فاسأل عنه آل أبي سفيان
وآل أبي معيط واليهود والنصارى والمجوس ؟ قال : فقد عدلتني بهؤلاء ؟ قال :
لعمري ما أعدلك بهم إلا إذا نهيت الامة أن يعبدوا الله بالقرآن وبما فيه من
أمر أو نهي أو حلال أو حرام أو ناسخ أو منسوخ أو عام أو خاص أو محكم
أو متشابه وإن لم تسأل الامة عن ذلك هلكوا واختلفوا وتاهوا قال معاوية :
فاقرأوا القرآن ولاترووا شيئا مما أنزل الله فيكم ومما قال رسول الله وارووا ما
سوى ذلك .
قال ابن عباس : قال الله تعالى في القرآن * ( يريدون أن يطفئوا
نورالله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) * [ 32 / التوبة ]
قال معاوية : يا ابن عباس اكفني نفسك وكف عني لسانك وإن كنت لابد
فاعلا فليكن سرا فلا تسمعه أحدا علانية .
ثم رجع إلى منزله فبعث إليه بخمسين ألف درهم وفي رواية أخرى مائة
ألف درهم ثم اشتد البلاء بالامصار كلها على شيعة علي وأهل بيته وكان أشد
الناس بلية أهل الكوفة لكثرة من بها من الشيعة واستعمل عليها زيادا ضمها
إليه مع البصرة وجمع له العراقين وكان يتبع الشيعة وهو بهم عالم لانه كان
منهم قد عرفهم وسمع كلامهم أول شئ فقتلهم تحت كل كوكب وتحت كل
حجر ومدر وأخافهم وقطع الايدي والارجل منهم وصلبهم على جذوع النخل
وسمل أعينهم وطردهم وشردهم حتى انتزحوا عن العراق فلم يبق بها أحد
منهم إلا مقتول أو مصلوب أو طريد أو هارب .
[180]
وكتب معاوية إلى عماله وولاته في جميع الارضين والامصار أن لايجيزوا
لاحد من شيعة علي ولا من أهل بيته ولا من أهل ولايته الذين يروون فضله
ويتحدثون بمناقبه شهادة وكتب إلى عماله : انظروا من قبلكم من شيعة عثمان
ومحبيه وأهل بيته وأهل ولايته الذين يروون فضله ويتحدثون بمناقبه فأدنوا
مجالسهم وأكرموهم وقربوهم وشرفوهم واكتبوا إلي بما يروي كل واحد منهم
فيه باسمه واسم أبيه وممن هو ففعلوا ذلك حتى أكثروا في عثمان الحديث
وبعث إليهم بالصلات والكسي وأكثر لهم القطائع من العرب والموالي فكثروا
في كل مصر وتنافسوا في المنازل والضياع واتسعت عليهم الدنيا فلم يكن أحد
يأتي عامل مصر من الامصار ولا قرية فيروي في عثمان منقبة أو يذكر له
فضيلة إلا كتب اسمه وقرب وشفع فمكثوا بذلك ما شاءالله .
ثم كتب إلى عماله أن الحديث قد كثر في عثمان وفشا في كل مصر ومن
كل ناحية فإذا جاءكم كتابي هذا فدعوهم إلى الرواية في أبي بكر وعمر فإن
فضلهما وسوابقهما أحب إلي وأقر لعيني وأدحض لحجة أهل هذا البيت وأشد
عليهم من مناقب عثمان وفضله فقرأ كل قاض وأمير من ولاته كتابه على
الناس وأخذ الناس في الروايات فيهم وفي مناقبهم .
ثم كتب نسخة جمع فيها جميع ما روي فيهم من المناقب والفضائل
وأنفذهما إلى عماله وأمرهم بقرائتها على المنابر في كل كورة وفي كل
مسجد وأمرهم أن ينفذوا إلى معلمي الكتاتيب أن يعلموها صبيانهم حتى
يرووها ويتعلموها كما يتعلمون القرآن حتى علموها بناتهم ونساءهم وخدمهم
وحشمهم فلبثوا بذلك ما شاءالله .
ثم كتب إلى عمال نسخة واحدة إلى جميع البلدان : انظروا من قامت
عليه البينة أنه يحب عليا وأهل بيته فامحوه من الديوان ولاتجيزوا له شهادة .
ثم كتب كتابا آخر من اتهمتموه ولم تقم عليه بينة فاقتلوه ! فقتلوهم على
التهم والظن والشبه تحت كل كوكل حتى لقد كان الرجل يسقط بالكلمة
فيضرب عنقه ولم يكن ذلك البلاء في بلد أكبر ولا أشد منه بالعراق ولاسيما