[231]


بدت أمس من عمرو فقنع رأسه * وعورة بسر مثلها حذو حاذية فقولا لعمرو ثم بسر ألا انظرا * سبيلكما لاتلقيا الليث ثانية ولا تحمدا إلا الحيا وخصاكما * هما كانتا والله للنفس واقية ولولاهما لم تنجوا من سنانه * وتلك بما فيها عن العود ناهية متى تلقيا الخيل المشيخة صحبة ( 1 ) * وفيها علي فاتركا الخيل ناحية وكونا بعيدا حيث لايبلغ القنا * نحوركما إن التجارب كافية وروي أن معاوية قال لبسر بعد ذلك وكان يضحك : لا عليك يا بسر ارفع طرفك ولاتستحي فلك بعمرو أسوة وقد أراك الله منه وأراه منك .
فصاح فتى من أهل الكوفة : ويلكم يا أهل الشام أما تستحيون لقد علمكم عمرو كشف الاستار ثم أنشد الابيات .
وروي أنه قال معاوية لعمرو يوما بعد استقرار خلافته : يا أبا عبدالله لا أراك إلا ويغلبني الضحك .
قال : بماذا .
قال : أذكر يوم حمل عليك أبوتراب في صفين فأزريت نفسك فرقا من شبا سنانه وكشفت سوءتك له .
فقال عمرو : أنا منك أشد صحكا ، إني لاذكر يوم دعاك إلى البراز فانتفخ سحرك وربا لسانك في فمك وغصصت بريقك وارتعدت فرائصك وبدا منك ما أكره ! ! فقال معاوية - بعدما جرى بينهما - : الجبن والفرار من علي لاعار على أحد فيهما .
وكان بسر ممن يضحك من عمرو فلما علم أنه لامحيص حذا حذوه وصار مضحكة له أيضا .
وروى ابن أبي الحديد عن البلاذري في كتاب أنساب الاشراف قال : قام عمرو بن العاص بالموسم فأطرى معاوية وبني أمة وتناول بني هاشم وذكر مشاهده بصفين ويوم أبي موسى فقام إليه ابن عباس فقال : يا عمرو وإنك بعت دينك من معاوية فأعطيته ما في يدك ومناك ما في يد غيره فكان الذي أخذ منك فوق الذي أعطاك وكان الذي أخذت منه دون الذي أعطيته وكل راض بما

________________________________________________________
( 1 ) وفي شرح النهج لابن أبي الحديد ، ج 6 ، ص 317 : المغيرة صبحة .

[232]


أخذ وأعطى .
فلما صارت مصر في يدك تتبعك بالنقض عليك والتعقب لامرك ثم بالعزل لك حتى لو أن نفسك في يدك لارسلتها وذكرت يومك مع أبي موسى فلا أراك فخرت إلا بالغدر ولا مننت إلا بالفجور والغش وذكرت مشاهدك بصفين فوالله ما ثقلت علينا وطأتك ولا نكأت فينا جرأتك ولقد كنت فيها طويل اللسان قصير البنان آخر الحرب إذا أقبلت وأولها إذا أدبرت .
لك يدان ، يد لا تقبضها عن شر ويد لاتبسطها إلى خير ووجهان ، وجه مونس ووجه موحش .
ولعمري من باع دينه بدنيا غيره لحري حزنه على ما باع .
وأما إن لك بيانا ولكن فيك خطل وإن لك لرأيا ولكن فيك فشل وإن أصغر عيب فيك لاعظم عيب في غيرك !

[233]


الباب التاسع عشر : باب نادر  

517 - فس : الحسين بن عبيدالله الكسيني عن أبي سعيد البجلي عن عبدالملك بن هارون عن أبي عبدالله عن آبائه صلوات الله عليهم قال لما بلغ أميرالمؤمنين عليه السلام أمر معاوية عليه اللعنة وأنه في مائة ألف قال : من أي القوم ؟ قالوا : من أهل الشام .
قال عليه السلام : لاتقولوا من أهل الشام ولكن قولوا من أهل الشوم وهم من أبناء مصر لعنوا على لسان داود فجعل منهم القردة والخنازير .
ثم كتب إلى معاوية : لاتقتل الناس بيني وبينك ولكن هلم إلى المبارزة فإن أنا قتلتك فإلى النار أنت ويستريح الناس منك ومن ضلالتك وإن قتلتني فأنا إلى الجنة ويغمد عنك السيف الذي لايسعني غمده حتى أرد مكرك وبدعتك ، وأنا الذي ذكر الله اسمه في التوراة والانجيل بمؤازرة رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وآله تحت الشجرة في قوله تعالى : * ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ) * .
فلما قرأ معاوية كتابه وعنده جلساؤه قالوا : قد والله لقد أنصفك .
فقال معاوية : والله ما أنصفني والله لارمينه بمائة ألف سيف من أهل الشام من قبل أن يصل إلي ووالله ما أنا من جاله ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : والله يا علي لو بارزك أهل الشرق والغرب لقتلتهم أجمعين .
فقال له رجل من القوم : ما يحملك يا معاوية على قتال من تعلم وتخبر
.

________________________________________________________
517 - تفسير علي بن إبراهيم في ذيل الآية 7 من سورة الشورى ( فريق في الجنة وفريق في السعير ) .

[234]


فيه عن رسول الله بما تخبر ما أنت ونحن في قتاله إلا على الضلالة .
فقال معاوية : إنما هذا بلاغ من الله وما استطعت والله ما استطيع أنا وأصحابي رد ذلك حتى يكون ما هو كائن .
قال : وبلغ ذلك ملك الروم وأخبر أن رجلين قد خرجا يطلبان الملك فسأل : من أين خرجا ؟ فقيل له : رجل بالكوفة ورجل بالشام .
قال : فأمر الملك وزراءه فقال : تخللوا هل تصيبون من تجار العرب من يصفهما لي ؟ فأتى برجلين من تجار الشام ورجلين من تجار مكة فسألهم عن صفتهما فوصفوهما له ثم قال لخزان بيوت خزائنه : أخرجوا إلي الاصنام فأخرجوها فنظر إليها فقال : الشامي ضال والكوفي هاد .
ثم كتب إلى معاوية أن ابعث إلي أعلم أهل بيتك وكتب إلى أميرالمؤمنين عليه السلام أن ابعث إلي أعلم أهل بيتك فأسمع منهما ثم أنظر في الانجيل كتابنا ثم أخبركما من أحق بهذا الامر وخشي على ملكه .
فبعث معاوية يزيد ابنه وبعث اميرالمؤمنين الحسن ابنه عليهما السلام .
فلما دخل يزيد لعنه الله على الملك أخذ بيده وقبلها ثم قبل رأسه ثم دخل الحسن بن علي صلوات الله عليهما فقال : الحمدلله الذي لم يجعلني يهوديا ولا نصرانيا ولا مجوسيا ولا عابدا للمشس والقمر ولا الصنم والبقر وجعلني حنيفا مسلما ولم يجعلني من المشركين تبارك الله رب العرش العظيم والحمدلله رب العالمين .
ثم جلس لايرفع بصره .
فلما نظر ملك الروم إلى الرجلين أخرجهما .
ثم فرق بينهما .
ثم بعث إلى يزيد فأحضره ثم أخرج من خزائنه [ ثلاث ] مائة وثلاثة عشر صندوقا فيها تماثيل الانبياء وقد زينت بزينة كل نبي مرسل فأخرج صنما فعرضه على يزيد فلم يعرفه ثم عرض عليه صنم صنم فلا يعرف منها شيئا ولا يجيب منها بشئ ثم سأله عن أرزاق الخلائق وعن أرواح المؤمنين أين تجتمع وعن أرواح الكفار أين تكون إذا ماتوا فلم يعرف من ذلك شيئا .

[235]


ثم دعا الملك الحسن بن علي عليهما السلام فقال : إنما بدأت بيزيد بن معاوية كي يعلم أنك تعلم ما لا يعلم أبوك ما لا يعلم أبوه فقد وصف [ لي ] أبوك وأبوه ونظرت في الانجيل فرأيت فيه محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله والوزير عليا عليه السلام ونظرت في الاوصياء فرأيت فيها أباك وصي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله .
فقال له الحسن : سلني عما بدا لك فيما تجده في الانجيل وعما في التوراة وعما في القرآن أخبرك به إن شاءالله .
فدعا الملك بالاصنام فأول صنم عرض عليه في صفة القمر فقال له الحسن عليه السلام فهذه صفة آدم أبي البشر ثم عرض عليه آخر في صفة الشمس فقال الحسن عليه السلام هذه صفة حواء أم البشر ثم عرض عليه آخر في صفة حسنة فقال : هذه صفة شيث بن آدم وكان أول من بعث وبلغ عمره في الدنيا ألف سنة وأربعين عاما [ يوما ( خ ) ] ثم عرض عليه صنم آخر فقال : هذه صفة نوح صاحب السفينة وكان عمره ألفا وأربعمائة سنة ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ثم عرض عليه صنم آخر فقال : هذه صفة إبراهيم عليه السلام عريض الصدر طويل الجبهة ثم عرض عليه صنم فقال هذه صفة إسرائيل وهو يعقوب ثم أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة اسماعيل ثم أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ثم عرض عليه صنم آخر فقال : هذه صفة موسى بن عمران وكان عمره مائتين وأربعين سنة وكان بينه وبين إبراهيم خمسمائة عام ثم أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة داود صاحب الحرب ثم أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة شعيب ثم زكريا ثم يحيى ثم عيسى بن مريم روح الله وكلمته وكان عمره في الدنيا ثلاثا وثلاثين سنة ثم رفعه الله إلى السماء يهبط إلى الارض بدمشق وهو الذي يقتل الدجال ثم عرض عليه صنم صنم فيخبر بالسم نبي نبي ثم عرض عليه الاوصياء الوزراء فكان يخبر باسم وصي وصي ووزير وزير ثم عرض عليه أصنام بصفة الملوك فقال الحسن عليه

[236]


السلام هذه أصنام لم نجد صفتها في التوراة ولا في الانجيل ولا في الزبور ولا في القرآن فلعلها من صفة الملوك .
فقال الملك أشهد عليكم يا أهل بيت محمد أنكم قد أعطيتم علم الاولين والآخرين وعلم التوراة والانجيل والزبور وصحف إبراهيم وألواح موسى .
ثم عرض عليه صنم يلوح فلما نظر إليه بكى بكاء شديدا فقال له الملك : ما يبكيك ؟ فقال : هذه صفة جدي محمد صلى الله عليه وآله كث اللحية عريض الصدر طويل العنق عريض الجبهة أقنى الانف أفلج الاسنان حسن الوجه قطط الشعر طيب الريح حسن الكلام فصيح اللسان كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بلغ عمره ثلاثا وستين سنة ولم يخلف إلا بعده خاتم مكتوب عليه ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) صلى الله عليه وآله وكان يتختم في يمينه وخلف سيفه ذوالفقار وقضيبه وجبة صوف وكساء صوف كان يتسرول به لم يقطعه ولم يخطه حتى لحق بالله .
فقال الملك : إنا نجد في الانجيل أنه يكون له ما يتصدق به على سبطيه فهل كان ذلك ؟ فقال له الحسن عليه السلام : قد كان ذلك .
فقال الملك : فبقي لكم ذلك ؟ فقال : لا قال الملك : لهذه أول فتنة من هذه الامة غلبا أباكما ثم على ملك نبيكم واختيارهم على ذرية نبيهم منكم القائم بالحق والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر .
قال : ثم سأل الملك الحسن عليه السلام عن سبعة أشياء خلقها الله لم تركض في رحم فقال الحسن : أول هذا آدم ثم حواء ثم كبش إبراهيم ثم ناقة الله ثم إبليس الملعون ثم الحية ثم الغراب الذي ذكره الله في القرآن .
قال : ثم سأله عن أرزاق الخلائق فقال الحسن عليه السلام : أرزاق الخلائق في السماء الرابعة تنزل بقدر وتبسط بقدر .
ثم سأله عن أرواح المؤمنين أين يكونون إذا ماتوا ؟ قال : تجتمع عند صخرة بيت المقدس في كل ليلة الجمعة وهو عرش الله الادنى منها يبسط الله

[237]


الارض وإليها يطويها وإليه [ ومنها ( خ ) ] المحشر ومنها استوى ربنا إلى السماء والملائكة .
ثم سأله عن أرواح الكفار أين تجتمع ؟ قال : تجتمع في وادي حضر موت وراء مدينة اليمن ثم يبعث الله نارا من المشرق ونارا من المغرب ويتبعها بريحين شديدتين فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس فيحشر أهل الجنة عن يمين الصخرة ويزلف المتقين وتصير جهنم عن يسار الصخرة في تخوم الارضين السابعة وفيها الفلق والسجين فيعرف الخلائق من عند الصخرة فمن وجبت له الجنة دخلها ومن وجبت له النار دخلها وذلك قوله : * ( فريق في الجنة وفريق في السعير ) * .
فلما أخبر الحسن صلوات الله عليه بصفة ما عرض عليه من الاصنام وتفسير ما سأله التفت الملك إلى يزيد بن معاوية لعنه الله وقال : أشعرت أن ذلك علم لا يعلمه إلا نبي مرسل أو وصي موازر قد أكرمه الله بموازرة نبيه صلى الله عليه وآله أو عترة نبي مصطفى وغيره المعادي فقد طبع الله على قلبه وآثر دنياه على آخرته وهواه على دينه وهو من الظالمين .
قال : فسكت يزيد وخمد .
قال : فأحسن الملك جائزة الحسن وأكرمه وقال له : ادع ربك حتى يرزقني دين نبيك فإن حلاوة الملك قد حالت بيني وبين ذلك وأظنه سما مرديا وعذابا أليما .
قال : فرجع يزيد إلى معاوية وكتب إليه الملك : إنه يقال من آتاه الله العلم بعد نبيكم وحكم بالتوراة وما فيها والانجيل وما فيه والزبور وما فيه والفرقان وما فيه فالحق والخلافة له .
وكتب إلى علي بن أبي طالب عليه السلام أن الحق والخلافة لك وبيت النبوة وفي ولدك فقاتل من قاتلك يعذبه الله بيدك ثم يخلده في نار جهنم فإن من قاتلك نجده في الانجيل أن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وعليه

[238]


لعنة أهل السموات والارضين .
بيان : تخللوا أي ادخلوا في خلال الناس وتجسسوا .
قال الجوهري : تخللت القوم إذا دخلت بين خللهم وخلالهم .
وقوله عليه السلام : ( وكان أول من بعث ) أي من أولاد آدم .
قوله عليه السلام ( أول هذا ) أي بحسب الرتبة أو الاولوية إضافية ( وثم ) في بعضها أيضا للترتيب الرتبي لا الزماني كإبليس .
ولعل المراد بالحية الحية التي أدخلت إبليس الجنة .
وذكر الغراب المخصوص ووصفه بعدم الركض في الرحم لانه لم يكن غرابا حقيقة وكان بصروته أو أطلق الرحم على ما يعم البيضة تغليبا .
قوله عليه السلام : ( منها يبسط الله الارض ) أي عند خراب الدنيا منها يأخذ في خراب العمارات وتسيير الجبال وإليها ينتهي افناء الارض وإذهابها بعد الحشر أو هما بمعنى الماضي أي منها بسط الارض في بدو الخلق وإليها رجع البسط فيكون إضافيا بالنسبة إلى ما سوى الكعبة أو أجاب عليه السلام موافقا لما في كتبهم ويحتمل أن يكون الطي كناية عن حشر الناس إليها فيكون ما بعده تفسيرا له .
واستواء الرب كناية عن عروج الملائكة منها إلى تنظيم أمور السماء أو الاخذ بعد الفراغ منها في خلق السماء .
518 - ف : بعث معاوية رجلا متنكرا يسأل أميرالمؤمنين عليه السلام عن مسائل سأله عنها ملك الروم فلما دخل الكوفة وخاطب أميرالمؤمنين عليه السلام أنكره فقرره فاعترف له بالحال فقال أميرالمؤمنين عليه السلام : قاتل الله ابن آكلة الاكباد ما أضله وأضل من معه قاتله الله لقد أعتق جارية ما أحسن أن يتزوجها حكم الله بيني وبين هذه الامة قطعوا رحمي وصغروا عظيم منزلتي وأضاعوا أيامي ، بالحسن والحسين ومحمد فدعوا فقال : يا أخا أهل الشام هذان ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله وهذا ابني فاسأل أيهم أحببت فقال الشامي :

________________________________________________________
518 - رواه الحسن بن علي بن شعبة في الحديث الثالث مما اختاره من كلم الامام عليه السلام في كتاب تحف العقول ص 164 .

[239]


اسأل هذا يعني الحسن ثم قال : كم بين الحق والباطل ؟ وكم بين السماء والارض ! وكم بين المشرق والمغرب ؟ وعن هذا المحو الذي في القمر ؟ وعن قوس قزح ؟ وعن هذه المجرة ؟ وعن أول شئ انتضح على وجه الارض ؟ وعن أول شئ اهتز عليها ؟ وعن العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين ؟ وعن العين التي تأوي إليها أرواح المشركين ؟ وعن المؤنث ؟ وعن عشرة أشياء بعضها أشد من بعض فقال الحسن عليه السلام : يا أخا أهل الشام بين الحق والباطل أربع أصابع ما رأيت بعينيك فهو الحق وقد تسمع بأذنيك باطلا كثيرا وبين السماء والارض دعوة المظلوم ومد البصر فمن قال غير هذا فكذبه وبين المشرق والمغرب يوم مطرد للشمس تنظر إلى الشمس حين تطلع وتنظر إليها حين تغرب فمن قال غير هذا فكذبه .
وأما هذه المجرة فهي أشراج السماء منها مهبط الماء المنهمر على قوم نوح .
وأما قوس قزح فلا تقل : قزح فإن قزح شيطان ولكنها قوس الله وأمان من الغرق .
وأما المحو الذي في القمر فإن ضوء القمر كان مثل ضوء الشمس فمحاه الله وقال في كتابه : * ( فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ) * .
وأما أول شئ انتضح على وجه الارض فهو وادي دلس .
وأما أول شئ اهتز على وجه الارض فهي النخلة .
وأما العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين فهي عين يقال لها سلمى .
وأما العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين فهي عين يقال لها سلمى .
وأما العين التي تأوي إليها أرواح الكافرين فهي عين يقال لها برهوت .
وأما المؤنث فإنسان لايدرى إمرأة هو أن رجل فينتظر به الحلم فإن كانت امرأة بان ثدياها وإن كان رجلا خرجت لحيته وإلا قيل له يبول على الحائط فإن أصاب الحائط بوله فهو رجل وإن نكص كما ينكص بول البعير فهي إمرأة .

[240]


وأما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض فأشد شئ خلق الله الحجر وأشد من الحجر الحديد وأشد من الحديد النار وأشد من النار الماء وأشد من الماء السحاب وأشد من السحاب الريح وأشد من الريح الملك وأشد من الملك ملك الموت وأشد من ملك الموت الموت وأشد من الموت أمر الله قال الشامى أشهد أنك ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وأن عليا عليه السلام وصي محمد ثم كتب هذا الجواب ومضى به إلى معاوية وأنفذه معاوية إلى ابن الاصفر فلما أتاه قال : أشهد أن هذا ليس من عند معاوية ولا هو إلا من عند معدن النبوة .
توضيح : قوله عليه السلام : ( فمن قال يغر هذا ) أي برأيه .
وقال الجوهري : اطرد الشئ تبع بعضه بعضا وجرى تقول : اطرد الامر إذا استقام .
والانهار تطرد أي تجري انتهى ولعل المراد يوم تام أو في أي وقت وفصل كان .
وفي القاموس : الشرج محركة : العرى ومنفسخ الوادي ومجرة السماء والشرج : مسيل من الحرة إلى السهل والجمع شراج .
وأشد من الملك أي الملك الموكل بالرياح .