بسمه تعالى
بحار الانوار : 35


[ 1 ]



باب 1 : تاريخ ولادته وحليته وشمائله صلوات الله عليه  


1 قب : ابن إسحاق وابن شهاب : أنه كتب حلية أميرالمؤمنين عليه السلام عن ثبيت الخادم ( 1 ) فأخذها عمرو بن العاص فزم بأنفه وقطعها ( 2 ) ، وكتب أن أباتراب كان شديد الادمة ، عظيم البطن ، حمش الساقين ، ونحو ذلك ، فلذا وقع الخلاف في حليته .
وذكر في كتاب الصفين ونحوه عن جابر وابن الحنفية أنه كان علي عليه السلام رجلا دحداحا ربع القامة ، أزج الحاجبين ، أدعج العينين أنجل ، تميل إلى الشهلة ، كأن وجهه القمر ليلة البدر حسنا ، وهو إلى السمرة ، أصلح ، له حفاف من خلفه كأنه إكليل ، وكأن عنقه إبريق فضة ، وهو أرقب ، ضخم البطن ، أقرء الظهر ، عريض الصدر ، محض المتن ، ششن الكفين ، ضخم الكسور ، لايبين عضده من ساعده : قد أدمجت إدماجا ، عبل الذراعين ، عريض المنكبين ، عظيم المشاشين كمشاش السبع الضاري ، له لحية قد زانت صدره ، غليظ العضلات ، حمش الساقين .
قال المغيرة : كان علي عليه السلام على هيئة الاسد ، غليظا منه ما استغلظ ، دقيقا منه ما استدق .
بيان : أحمش الساقين أي دقيقهما ، ويقال : حمش الساقين أيضا بالتسكين .
والدحداح : القصير السمين ، والمراد هنا غير الطويل أو السمين فقط بقرينة ما بعده .
والزجج : تقوس في الحاجب مع طول في طرفه وامتداده .
والدعج : شدة السواد في العين أو شدة سوادها في شدة بياضها .
والنجل : سعة العين .
والشهلة بالضم أقل من الزرقة في الحدقة وأحسن منه ، أو أن تشرب الحدقة حمرة ليست خطوطا كالشكلة ، ولعل المراد هنا الثاني .

_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : عن ثبيت الخادم على عمره اه .
( 2 ) في المصدر : فقطعها .
ويقال زم بأنفه : اذا شمخ وتكبر .

[ 3 ]


والصلع : انحسار شعر مقدم الرأس .
والحفاف ككتاب : الطرة حول رأس الاصلع .
و الاكليل : شبه عصابة تزين بالجوهر .
والارقب : الغليظ الرقبة .
وقال الجوهري : والقراء : الظهر * وناقة قرواء : طويلة السنام .
ويقال : الشديدة الظهر ، بينة القرى ، ولا يقال : جمل أقرى ( 1 ) .
وقال الفيروز آبادى : المقروري : الطويل الظهر * والمحض : الخالص * ومتنا الظهر : مكتنفا الصلب ( 2 ) عن يمين وشمال من عصب ولحم ، ولعله كناية عن الاستواء أو عن اندماج فرأجزاء بحيث لا يبين فيه المفاصل ويرى قطعة واحدة .
وقال الجزري : في صفته : ششن الكفين والقدمين أي أنهما يميلان إلى الغلظ والقصر ، وقيل : هو أن يكون في أنامله غلظ بلا قصر ، ويحمد ذلك في الرجال لانه أشد لقبضهم ، ويذم في النساء ( 3 ) .
وقال الفيروز آبادي : الكسر ويكسر الجزء من العضو أو العضو الوافر ، أو نصف العظم بما عليه من اللحم ، أو عظم ليس عليه كثير لحم ، والجمع : أكسار وكسور * والعبل : الضخم من كل شئ ( 4 ) .
وقال الجزري : في صفته : جليل المشاش أي عظيم رؤوس العظام كالمرفقين والكتفين والركبتين * وقال الجوهري : هي رؤوس العظام اللينة التي يمكن مضغها ( 5 ) .
أقول : لعل المراد هنا منتهى عظم العضد من جانب المنكب .
والسبع الضاري : هو الذي اعتاد بالصيد لا يصبر عنه .
قوله : ( ما استغلظ ) أي من الاسد أو من الانسان أي كلما كان في غيره غليظا ففيه كان أغلظ ، وكذا العكس .

_________________________________________________________
( 1 ) الصحاح ج : 6 ص 2460 و 2461 .
( 2 ) القاموس المحيط ج 4 : 378 .
وص : 343 وص 269 ( 3 ) النهاية 2 : 204 .
وفيه : هو الذى في انامله غلظ .
( 4 ) القاموس المحيط ج 2 : 126 وج 4 ص 11 .
( 5 ) النهاته ج 4 ص 102 .
الصحاح : ج 3 ص 1019 .

[ 4 ]


2 كشف : قال الخطيب أبوالمؤيد الخوارزمي ( 1 ) عن أبي إسحاق قال : لقد رأيت عليا أبيض الرأس واللحية ، ضخم البطن ، ربعة من الرجال .
وذكر ابن منده أنه كان شديد الادمة ، ثقيل العينين عظيمهما ، ذا بطن ، وهو إلى القصر أقرب ، أبيض الرأس واللحية .
وزاد محمد بن حبيب البغدادي صاحب المحبر الكبير في صفاته : آدم اللون ، حسن الوجه ، ضخم الكراديس .
واشتهر عليه السلام بالانزع البطين ، أما في الصورة فيقال : رجل أنزل : بين النزع ، وهو الذي انحسر الشعر عن جانبي جبهته ، وموضعه النزعة ، وهما النزعتان ، ولا يقال لامرأة : نزعاء ، ولكن زعراء .
والبطين : الكبير البطن .
وأما المعنى فان نفسه نزعت [ يقال : نزع إلى أهله ينزع نزاعا : اشتاق ، ونزع عن الامور نزوعا : انتهى عنها ( 2 ) ] عن ارتكاب الشهوات فاجتنبها ، ونزعت إلى اجتناب السيئات فسد عليها مذهبها ( 3 ) ، ونزعت إلى اكتساب الطاعات فأدركها حين طلبها ، ونزعت إلى استصحاب الحسنات فارتدى بها وتجلببها .
وامتلا علما فلقب بالبطين وأظهر بعضها وأبطن بعضها حسبما اقتضاه علمه الذي عرف به الحق اليقين .
أما ما ظهر من علومه فأشهر من الصباح ، وأسير في الآفاق من سرى الرياح .
وأما ما بطن فقد قال : ( بل اندمجت على مكنون علم لو بحت به لاضطر بتم اضطراب الارشية في الطوى البعيدة ( 4 ) ) .

_________________________________________________________
( 1 ) هو الحافظ أبوالمؤيد وأبومحمد موفق بن أبى سعيد اسحاق بن المؤيد المكى الحنفى المعروف بأخطب خوارزم ، كان فقيها غريز العلم حافظا طايل الشهرة ، محدثا كثير الطرق خطيبا متمكنا في العربية ، خبيرا على السيرة والتاريخ ، له خطب وشعر مدون ، وله تآليف جمة ممتعة .
( 2 ) * أقول : ما بين العلامتين اما جملة معترضة واما تعليقة كانت في الهامش فأثبتها النساخ في المتن ( ب ) .
( 3 ) في المصدر وفي ( ت ) فسد عليه مذهبها .
وفى ( ض ) فشد عليها مذهبهما ( فسد عليه خ ل ) .
( 4 ) في هامش المصدر و ( ك ) : اندمج : اذا دخل في الشئ واستتر فيه .
والارشية : الحبال واحدها رشاء .
والطوى : البئر المطوية .
وقد نظم بعض الشعراء هذا المعنى فقال : من كان قد عرقته مدية دهره * ومرت له اخلاف سم منقع فليعتصم بعرى الدعاء ويبتهل * بامامه الهادى البطين الانزع نزعت عن الاثام طرا نفسه * ورعا فمن كالا نزع المتورع وحوى العلوم عن النبى وراثة * فهو البطين لكل علم مودع وهو الوسيلة في النجاة إذا لورى * رجفت قلوبهم لهم المجمع

[ 5 ]


ومما ورد في صفته عليه السلام ما أورده صديقنا العز ( 1 ) المحدث ، وذلك حين طلب منه السعيد بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل أن يخرج أحاديث صحاحا وشيئا مما ورد في فضائل أمير المؤمنين وصفاته عليه السلام ، وكتب على أتوار الشمع ( 2 ) الاثني عشر التي حملت إلى مشهده عليه السلام وأنا رأيتها ، قال : كان ربعة من الرجال ، أدعج العينين ، حسن الوجه ، كأنه القمر ليلة البدر حسنا ، ضخم البطن ، عريض المنكبين ، ششن الكفين ، أغيد ، كأن عنقه إبريق فضة ، أصلح ، كث اللحية ، لمنكبه مشاش كمشاش السبع الضاري ، لا يبين عضده من ساعده وقد ادمجت إدماجا ، إن أمسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفس شديد الساعد واليد ، إذا مشى إلى الحرب هرول ، ثبت الجنان ، قوي ، شجاع ، منصور على من لاقاه ( 3 ) .
بيان ، ذكر كمال الدين بن طلحة مثل ذلك في كتاب مطالب السؤول ( 4 ) ، والظاهر أن علي بن عيسى نقل عنه وكذا ذكره صاحب ( الفصول المهمة ) سوى ما ذكر في تفسير الانزع البطين ( 5 ) .
ورجل ربعة أي مربوع الخلق لاطويل ولا قصير .
والكراديس جمع الكردوس ، وهو كل عظمين التقيافي مفصل المنكبين والركبتين والوركين .
والغيد : النعومة .
وكث الشئ أي كثف .
3 يب : ولد عليه السلام بمكة في البيت الحرام في يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة ، وقبض عليه السلام قتيلا بالكوفة ليلة الجمعة لتسع ليال بقين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة ، وله يومئذ ثلاث وستون سنة .
وامه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، وهو أول هاشمي ولد في الاسلام من هاشميين ، وقبره بالغري من نجف الكوفة ( 6 ) .

_________________________________________________________
( 1 ) يعنى : عزالدين .
( 2 ) في هامش ( ك ) : الاتوار جمع تور ، وهواناء من صفر أو حجارة كالاجانة ، وكأنه المراد هنا ما ينصب فيه الشمع .
( 3 ) كشف الغمة : 23 .
( 4 ) راجع ج 1 : 33 .
( 5 ) راجع ص 110 و 111 .
( 6 ) التهذيب 2 : 7 .

[ 6 ]


بيان : قوله : ( أول هاشمي ) ليس بسديد إذا إخوته كانوا كذلك وكانوا أكبرمنه كما سيأتي .
وقوله ( ولد في الاسلام ) لا ينفع في ذلك ، بل هو أيضا لا يستقيم ، إذ لوكان مراده بعد البعثة فولادته عليه السلام كان قبله ، ولوكان مراده بعد ولادة الرسول الله صلى الله عليه وآله فإخوته أيضا كذلك ، مع أن هذا الاصطلاح غير معهود .
والاصوب أن يقول كما قال شيخه المفيد رحمه الله ( 1 ) .
ويمكن أن تحمل الاولية على الاضافية .
4 كا : ولد عليه السلام بعد عام الفيل بثلاثين سنة ، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، وهو أول هاشمي ولده هاشم مرتين ( 2 ) .
5 كا : الحسين بن محمد ، عن محمد بن يحيى الفارسي ، عن أبي حنيفة محمد بن يحيى ، عن الوليد بن أبان ، عن محمد بن عبدالله بن مسكان ، عن أبيه قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إن فاطمة بنت أسد جاءت إلى أبي طالب لتبشره بمولد النبي صلى الله عليه وآله فقال أبوطالب : اصبري سبتا [ آتيك ] ابشرك بمثله ( 3 ) إلا النبوة .
وقال : السبت ثلاثون سنة ، وكان بين رسول الله صلى الله عليه وآله وأميرالمؤمنين عليه السلام ثلاثون سنة ( 4 ) .
6 كا : بعض أصحابنا عمن ذكره ، عن ابن محبوب ، عن عمر بن أبان الكلبي ، عن المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : لما ولد رسول الله صلى الله عليه وآله فتح لآمنة بياض فارس وقصور الشام ، فجاءت فاطمة بنت أسد ام أميرالمؤمنين عليه السلام إلى أبي طالب ضاحكة مستبشرة فأعلمته ما قالت آمنة ، فقال لها أبوطالب : وتتعجبين من هذا ؟ إنك تحبلين ( 5 ) وتلدين بوصيه ووزيره ( 6 ) .
7 مصبا : ذكر ابن عياش أن اليوم الثالث عشر من رجب كان مولد أميرالمؤمنين

_________________________________________________________
( 1 ) راجع الرواية 13 ص 17 * أقول : بل الصواب أن يقال : ( وامه فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف وهى اول هاشمية ولدت لهاشمى ) كما في اكثر المتون التاريخية وسياتى نقله عن شرح النهج في آخر الباب الثالث ، نعم يتفرع على ذلك ان اول من ولدبين هاشميين طالب ثم عقيل ثم جعفر ثم على عليه السلام ( ب ) .
( 2 ) اصول الكافى 1 : 452 .
( 3 ) في المصدر : اصبرى سيتأ ابشرك بمثله .
( 4 ) اصول الكافى 1 : 452 و 453 .
( 5 ) في ( ك ) : لتحبلين .
( 6 ) اصول الكافى 1 : 454 .

[ 7 ]


عليه السلام في الكعبة قبل النبوة باثنتي عشرة سنة ( 1 ) .
وروي عن عتاب بن اسيد ( 2 ) أنه قال : ولد أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بمكة في بيت الله الحرام يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب ، وللنبي صلى الله عليه وآله ثمان وعشرون سنة ، قبل النبوة باثنتي عشرة سنة ( 3 ) .
وروى صفوان الجمال عن أبي عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام قال : ولد أميرالمؤمنين عليه السلام في يوم الاحد لسبع خلون من شعبان ( 4 ) .
8 قل : روي أن يوم ثالث عشر شهر رجب كان مولد مولانا أبي الحسن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب في الكعبة قبل النبوة باثنتي عشرة سنة ( 5 ) .
9 أقول : قال الشهيد رحمه الله في الدروس : علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم ، وأبوطالب وعبدالله أخوان للابوين ، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم ، وهو وإخوته أول هاشمي ولد بين هاشميين ، ولد يوم الجمعة ثالث عشر شهر رجب ، وروي سابع شهر شعبان بعد مولد النبي صلى الله عليه وآله بثلاثين سنة ، انتهى ( 6 ) .
10 أقول : وقد قيل إنه عليه السلام ولد في الثالث والعشرين من شعبان .
وقال علي بن محمد المالكي في الفصول المهمة : كان ولد أبوطالب طالبا ولا عقب له ، وعقيلا وجعفرا وعليا ، وكل واحد أسن من الآخر بعشر سنين ، وأم هانئ واسمها فاختة وأمهم جميعا فاطمة بنت أسد ، هكذا ذكر موفق بن أحمد الخوارزمي في كتاب المناقب ، ولد بمكة

_________________________________________________________
( 1 ) المصباح الكبير : 60 ه .
( 2 ) قال في اسد الغابة ( 3 : 358 ) : عتاب بن اسيد أسلم يوم فتح مكة ، واستعمله النبى على مكة بعد الفتح لماسار إلى حنين ، وكان عمره حين ولاه نيفا وعشرين سنة ، ولم يزل على مكة إلى ان توفى رسول الله صلى الله عليه وآله وأقره أبوبكر إلى ان مات .
وقال الواقدى : توفى يوم مات ابوبكر في 13 ه .
( 3 ) لم نجده في المصباح الكبير ولعله في المصباح الصغير وهو مخطوط .
( 4 ) المصباح الكبير : 593 .
( 5 ) اقبال الاعمال : 655 .
( 6 ) الدروس .

[ 8 ]


المشرفة داخل البيت الحرام في يوم الجمعة ، الثالث عشر من شهر الله الاصم رجب سنة ثلاثين من عام الفيل قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة وقيل بخمس وعشرين وقبل المبعث ( 1 ) باثنتي عشرة سنة وقيل بعشر سنين ولم يولد في البيت الحرام قبله أحد سواه ، وهي فضيلة خصه الله تعالى بها إجلالا له وإعلاء لمرتبته وإظهارا لكرامته ( 2 ) ، وكان هاشميا من هاشميين ، وأول من ولده هاشم مرتين ، وكان مولده بعد أن دخل رسول الله صلى الله عليه وآله بخديجة بثلاث سنين ، وكان عمر رسول الله صلى الله عليه وآله يوم ولادة علي ثماني وعشرين سنة ، انتهى كلام المالكي ( 3 ) .
11 ع ، مع ، نى : الدقاق عن الاسدي ، عن النخعي ، عن النوفلي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل ، عن ثابت بن دينار ، عن سعيد بن جبير قال : قال يزيد بن قعنب : كنت جالسا مع العباس بن عبدالمطلب وفريق من عبدالعزى ( 4 ) بإزاء بيت الله الحرام إذ أقبلت فاطمة بنت أسد ام أميرالمؤمنين عليه السلام وكانت حاملة ( 5 ) به لتسعة أشهر ، وقد أخذها الطلق ، فقالت : رب إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب ، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل ، وإنه بنى البيت العتيق ، فبحق الذي بنى هذا البيت ( 6 ) وبحق المولود الذي في بطني لما يسرت علي ولادتي .
قال يزيد بن قعنب : فرأينا البيت وقد انفتح عن ظهره ( 7 ) ودخلت فاطمة فيه ( 8 ) وغابت عن أبصارنا ، والتزق الحائط ، فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح ، فعلمنا أن ذلك أمر من أمر الله عز و

_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : البعث .
( 2 ) في المصدر : لتكرمته .
( 3 ) الفصول المهمة : 12 و 13 .
( 4 ) في المعانى والبشائر وكشف اليقين : من بنى عبدالعزى .
وفى العلل : فريق بن عبدالعزى وهو مصحف .
( 5 ) في الروضة والبشائر وكشف اليقين : وكانت حاملا .
( 6 ) في المعانى : فبحق النبى الذى بنى هذا البيت .
( 7 ) في المعانى : وقد انفتح من ظهره .
( 8 ) ليست كلمة ( فيه ) في البشائر والعلل .

[ 9 ]


جل ( 1 ) ، ثم خرجت بعد الرابع وبيدها أميرالمؤمنين عليه السلام ثم قالت : إني فضلت على من تقدمني من النساء لان آسية بنت مزاحم عبدت الله عزوجل سرا في موضع لايحب ( 2 ) أن يعبدالله فيه إلا اضطرارا ، إن مريم بنت عمران هزت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطبا جنيا ، وإني دخلت بيت الله الحرام فأكلت ( 3 ) من ثمار
-بحار الانوار جلد: 31 من صفحه 9 سطر 5 إلى صفحه 17 سطر 2 الجنة وأرواقها ( 4 ) ، فلما أردت ( 5 ) أن أخرج هتف بي هاتف ، يا فاطمة سميه عليا فهو علي ، والله العلي الاعلى يقول : إني شققت اسمه من اسمي ، وأدبته بأدبي ، ووقفته على غامض علمي ( 6 ) ، وهو الذي يكسر الاصنام في بيتي ، وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي ، ويقدسني ويمجدني ، فطوبى لمن أحبه وأطاعه ، وويل لمن أبغضه وعصاه ( 7 ) ضه : عن يزيد بن قعنب مثله ( 8 ) .
بيان : وقفته على ذنبه على بناء المجرد أي أطلعته عليه .
أقول : روى العلامة رحمه الله في كشف اليقين ( 9 ) وكشف الحق ( 10 ) هذه الرواية من كتاب بشائر المصطفى ( 11 ) عن يزيد بن قعنب مثله ، وزاد في آخره : قالت : فولدت عليا و لرسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثون سنة ، وأحبه رسول الله صلى الله عليه وآله حبا شديدا ، وقال لها : اجعلي مهده بقرب فراشي ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يلي ( 12 ) أكثر تربيته ، وكان يطهر عليا في وقت غسله

_________________________________________________________
( 1 ) في العلل : امر من الله تعالى .
وفى البشائر : أمر من الله عزوجل .
( 2 ) في ( ض ) : لا يجب .
( 3 ) في العلل : واكلت .
( 4 ) في العلل والبشائر : وأرزاقها وفى ( ك ) و ( ت ) : واوراقها .
( 5 ) في العلل : فلما أن اردت .
( 6 ) في الامالى : ووقفته غامض علمى .
وفى البشائر : وأو قفته غوامض علمى .
( 7 ) علل الشرائع : 56 .
معانى الاخبار : 62 امالى الصدوق : 80 وفى العلل : ويل لمن عصاه وأبغضه .
( 8 ) روضة الواعظين : 67 .
( 9 ) ص : 6 .
( 10 ) ص : .
( 11 ) ص : 9 .
( 12 ) في المصدر : يولى على اكثر تربيته .

[ 10 ]


ويوجره اللبن ( 1 ) عند شربه ، ويحرك مهده عند نومه ، ويناغيه في يقظته ، ويحمله على صدره ويقول : هذا أخي ووليي وناصري وصفيي وذخري وكهفي وظهري وظهيري ( 2 ) و وصيي ، وزوج كريمتى ، وأميني على وصيتي ، وخليفتي ، وكان يحمله دائما ويطوف به جبال مكة وشعابها وأوديتها .
12 ضه : قال جابر بن عبدالله الانصاري : سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن ميلاد أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : آه آه لقد سألتني عن خير مولود ولد بعدي على سنة المسيح عليه السلام ، إن الله تبارك وتعالى خلقني وعليا من نور واحد قبل أن خلق الخلق بخمسمأة ألف عام ، فكنا نسبح الله ونقدسه ، فلما خلق الله تعالى آدم قذف بنا في صلبه ، واستقررت أنا في جنبه الايمن وعلي في الايسر ، ثم نقلنا من صلبه في الاصلاب الطاهرات إلى الارحام الطيبة ، فلم نزل كذلك حتى أطلعني الله تبارك وتعالى من ظهر طاهر وهو عبدالله بن عبدالمطلب فاستودعني خير رحم وهي آمنة ، ثم أطلع الله تبارك و تعالى عليا من ظهر طاهر وهو أبوطالب واستودعه خير رحم وهي فاطمة بنت أسد .
ثم قال : يا جابر ومن قبل أن وقع علي في بطن امه كان في زمانه رجل عابد راهب يقال له المثرم بن دعيب بن الشيقتام ( 3 ) ، وكان مذكورا في العبادة ، قد عبدالله مأة و تسعين سنة ولم يسأله حاجة ، فسأل ربه أن يريه ولياله ، فبعث الله تبارك وتعالى بأبي طالب إليه ، فلما أن بصربه المثرم قام إليه فقبل رأسه وأجلسه بين يديه ، فقال : من أنت يرحمك الله ؟ قال : رجل من تهامة ، فقال : من أي تهامة ؟ قال : من مكة ، قال ممن ؟ قال من عبد مناف ، قال : من أي عبد مناف ؟ قال : من بني هاشم ، فوثب إليه الراهب و قبل ( 4 ) رأسه ثانيا وقال : الحمدلله الذي أعطاني مسألتي ولم يمتني حتى أراني وليه ، ثم قال ( 5 ) أبشر يا هذا فإن العلي الاعلى قد ألهمني إلهاما فيه بشارتك ، قال أبوطالب :

_________________________________________________________
( 1 ) أى يجعله في فيه .
( 2 ) ليست كلمة ( ظهيرى ) في المصدر ولا في النسخ المخطوطة .
( 3 ) في المصدر : رعيب بن شيقنام .
وفى الفضائل : رغيب الشيقبان .
( 4 ) في المصدر : فقيل .
( 5 ) في المصدر : ثم قال له اه .