[321]
وعلي وصيك من بعدك وفاطمة بنتك سيدة نساء العالمين ، والحسن والحسين إبناك سيدا
شباب أهل الجنة ، وحمزة عمك سيد الشهداء ، وجعفر الطيار ابن عمك يطير مع
الملائكة في الجنة ، والسقاية للعباس عمك فما تركت لسائر قريش وهم ولد أبيك ؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله : ويلك يا حارث ما فعلت ذلك ببني عبدالمطلب ، لكن الله فعله بهم ، فقال :
( إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء ) الآية .
فأنزل الله تعالى :
( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ( 1 ) ) ودعا رسول الله صلى الله عليه وآله الحارث فقال : إما أن
تتوب أو ترحل عنا ، قال : فإن قلبي لا يطاوعني إلى التوبة لكني أرحل عنك ! فركب
راحلته فلما أصحر ( 2 ) أنزل الله عليه طيرا من السماء في منقاره حصاة مثل العدسة ، فأنزلها
على هامته ( 3 ) وخرجت من دبره إلى الارض ، ففحص برجله ( 4 ) ، وأنزل الله تعالى على
رسوله : ( سأل سائل بعذاب واقع ) للكافرين بولاية علي ، قال : هكذا نزل به جبرئيل
عليه السلام ( 5 ) .
18 - فر : الحسين بن سعيد ، ومحمد بن عيسى بن زكريا ، عن يحيى بن الصباح
المزني ، عن عمرو بن عمير ، عن أبيه ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله عليا إلى شعب فأعظم
فيه العناء ( 6 ) ، فلما أن جاء قال : يا علي قد بلغني نبؤك والذي صنعت ، وأنا عنك راض
قال : فبكى علي عليه السلام فقال : قال ( 7 ) رسول الله صلى الله عليه وآله : ما يبكيك يا علي أفرح أم حزن ؟
قال : بل فرح ومالي لا أفرح يا رسول الله وأنت عني راض ، قال النبي صلى الله عليه وآله : أما ( 8 ) و
إن الله وملائكته وجبرئيل وميكائيل عنك راضون ، أما والله لولا أن يقول فيك طوائف من
_________________________________________________________
( 1 ) الانفال : 33 .
-بحار الانوار جلد: 31 من صفحه 321 سطر 19 إلى صفحه 329 سطر 18
( 2 ) اى خرج إلى الصحراء .
( 3 ) الهامة : رأس كل شئ وتطلق على الجثة .
( 4 ) فحص برجله التراب كناية عن تحرك رجليه عند النزع .
( 5 ) مناقب آل أبي طالب 1 : 478 .
( 6 ) العناء : التعب والمشقة وفى المصدر : فاعظم فيه البلاء .
( 7 ) ليست كلمة ( قال ) في المصدر .
( 8 ) كذا في المصدر ، وفى النسخ ( أنا ) وهو ؟ ؟ ؟ ؟ .
[322]
امتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت اليوم فيك قولا لاتمر بملاء منهم قلوا
أو كثروا إلا قاموا إليك يأخذون التراب من تحت قدميك يلتمسون في ذلك البركة ، قال :
فقال قريش : ما رضي حتى جعله مثلا لا بن مريم ! فأنزل الله تعالى ( ولما ضرب ابن مريم
مثلا إذا قومك منه يصدون ) قال : يضجون ( 1 ) .
19 - فر : الحسين بن يوسف ، عن يوسف بن موسى بن عيسى بن عبدالله قال :
أخبرني أبي ، عن أبيه ، عن جده عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال : جئت
إلى النبي صلى الله عليه وآله وهو في ملاء من قريش فنظر إليه ثم قال : يا علي إنما مثلك في هذه
الامة كمثل عيسى بن مريم أحبه قوم فأفرطوا ، وأبغضه قوم فأفرطوا ، فضحك الملاء الذين
عنده وقالوا : انظروا كيف يشبه ابن عمه بعيسى بن مريم ؟ ! قال : فنزل الوحي ( فلما
ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون ) ( 2 ) .
20 - فر : أحمد بن القاسم قال : أخبرنا عبادة - يعني ابن زياد - عن محمد بن كثير ،
عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي صادق ، عن ربيعة بن ناجد ، عن أميرالمؤمنين علي بن أبي
طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي إن فيك مثلا من
عيسى بن مريم ، إن اليهود أبغضوه حتى بهتوه ، وأن النصارى أحبوه حتى جعلوه إلها
ويهلك فيك رجلان : محب مطر ( 3 ) ومبغض مفتر .
وقال المنافقون ما قالوا ( 4 ) لما رفع
بضبع ابن عمه : جعله مثلا لعيسى بن مريم وكيف يكون هذا ؟ وضجوا بما قالوا ، فأنزل
الله تعالى هذه الآية : ( ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون ) أي يضجون
قال : وهي في قراءة ابي بن كعب ( يضجون ) ( 5 ) .
21 - فر : علي بن محمد هند الجعفي ، عن أحمد بن سليمان الفرقاني قال : قال
_________________________________________________________
( 1 ) تفسير فرات : 153 .
( 2 ) تفسير فرات : 151 .
( 3 ) من أطرى يطرى اطراء : أحسن الثناء عليه وبالغ في مدحه .
وفى المصدر : محب مفرط
( 4 ) في المصدر : ما يألو ما رفع اه .
( 5 ) تفسير فرات : 151 .
[323]
لنا ابن المبارك الصوري ، قال ( 1 ) النبي صلى الله عليه وآله لابي ذر : ما أقلت الغبراء ولا أظلت
الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر ( 2 ) ألم يكن النبي قال ؟ قال : بلى ( 3 ) ، قال :
فما القصة يا أبا عبدالله في ذلك ؟ قال : كان النبي في نفر من قريش إذ قال : يطلع عليكم
من هذا الفج ( 4 ) رجل يشبه بعيسى بن مريم ، فاستشرفت ( 5 ) قريش للموضع فلم يطلع
أحد ، وقام النبي صلى الله عليه وآله لبعض حاجته إذا طلع من ذلك الفج علي بن أبي طالب عليه السلام
فلما رأوه قالوا : الارتداد وعبادة الاوثان أيسر علينا مما يشبه ابن عمه بنبي ! فقال
أبوذر : يا رسول الله إنهم قالوا كذا وكذا ، فقالوا بأجمعهم كذب ، وحلفوا على ذلك ،
فجحد ( 6 ) رسول الله صلى الله عليه وآله على أبي ذر ، فما برح حتى نزل عليه الوحي : ( ولما ضرب ابن
مريم مثلا إذا قومك منه يصدون ) قال : يضجون ( وقالواءآلهتنا خير أم هو ما ضربوه
لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون * إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني
إسرائيل ) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق
من أبي ذر ( 7 ) .
22 - كا : العدة ، عن سهل ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال :
بينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم جالسا إذ أقبل أميرالمؤمنين عليه السلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله :
إن فيك شبها من عيسى بن مريم ، لولا ( 8 ) أن تقول فيك طوائف من امتي ما قالت
النصاري في عيسى بن مريم لقلت فيك قولا لاتمر بملاء من الناس إلا أخذوا التراب من
_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : لم قال ؟ .
( 2 ) قال الجزرى في النهاية ( 3 : 146 ) : فيه ( ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق
لهجة من أبى ذر ) الغبراء : الارض ، والخضراء : السماء للونهما ، أراد أنه متناه في الصدق إلى
الغاية : فجاء به على اتساع الكلام والمجاز .
( 3 ) في المصدر : ألم يكن النبى أصدق ؟ قال : بلى .
( 4 ) الفج : الطريق الواسع الواضح بين جيلين .
( 5 ) استشرف الشئ : رفع بصره لينظر إليه باسطا كفه فوق حاجبه .
( 6 ) كذا في ( ك ) وفى غيره من النسخ ( فوجد ) أى غضب .
وفى المصدر : فوجل .
( 7 ) تفسير فرات : 155 .
( 8 ) في المصدر : ولولا .
[324]
تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة ، قال : فغضب الاعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدة
من قريش معهم ، فقالوا : ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلا إلا عيسى بن مريم ! فأنزل
الله على نبيه فقال : ( ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدوق * وقالواء آلهتنا
خير أم هو ماضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون * إن هو إلا عبد أنعمنا عليه و
جعلناه مثلا لبني إسرائيل * ولو نشاء لجعلنا منكم ) يعني من بني هاشم ( ملائكة في الارض
يخلفون ) .
قال : فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك
أن بني هاشم يتوارثون هر قلا بعد هرقل ( 1 ) فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب
أليم ، فأنزل الله عليه مقالة الحارث وتزلت هذه الآية : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم
وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) ثم قال : يا أبا عمرو ( 2 ) إما تبت وإما رحلت ، فقال
يا محمد بل تجعل لسائر قريش شيئا مما في يديك ، فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب و
العجم ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله : ليس ذلك إلي ، ذلك إلى الله تبارك وتعالى ، فقال : يا محمد
قلبي ما يتا بعنى على التوبة ولكن أرحل عنك ! فدعا براحلته فركبها ، فلما سار بظهر
المدينة أتته جندلة فرضت هامته ( 3 ) ، ثم أتى الوحي إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال : ( سأل
سائل بعذاب واقع * للكافرين ( بولاية علي ) ليس له دادع * من الله ذي المعارج ) - قال ( 4 )
قلت : جعلت فداك إنا لا نقرؤها هكذا ، فقال : هكذا نزل ( 5 ) بها جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله
وهكذا هو والله مثبت في مصحف فاطمة عليها السلام - فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لمن حوله من المنافقين
انطلقوا إلى صاحبكم فقد أتاه ما استفتح به ، قال الله عزوجل : ( واستفتحوا وخاب كل
جبار عنيد ( 6 ) ) .
_________________________________________________________
( 1 ) هر قل : اسم ملك الروم ، وهو اول من ضرب الدنانير وأحدث البيعة .
وكان اولاده
يتوارثون الملك والسلطنة بعضه من بعض ، ولذا صاروا مثلا في ذلك .
( 2 ) في المصدر : ثم قال له : يا عمرو ، وكانه مصحف : ( يا ابن عمرو ) .
( 3 ) جندل - كجعفر - : ما يعمله الرجل من الحجارة .
وفى المصدر : فرضخت هامته .
أى كسرت
( 4 ) أى قال أبوبصير لا حدهما عليهما السلام فالخبر مضمر كما عرفت
( 5 ) في المصدر : هكذا والله نزل .
( 6 ) روضة الكافى : 57 و 58 والاية الاخيرة في سورة ابراهيم : 15 .
[325]
تذنيب : قال الطبرسي رحمه الله : اختلف في المراد ( 1 ) على وجوه : أحدها أن معناه
لما وصف ابن مريم شبيها في العذاب بالآلهة - أي فيما قالوه وعلى زعمهم - وذلك أنه لما
نزل قوله : ( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم ( 2 ) ) قال المشركون : قد رضينا
أن تكون آلهتنا حيث يكون عيسى ، وذلك قوله : ( إذا قومك منه يصدون ) أي يضجون
ضجيج المجادلة حيث خاصموك وهو قوله : ( وقالواءآلهتنا خير أم هو ) أي ليست آلهتنا
خيرا من عيسى ، فإن كان عيسى في النار بأنه يعبد من دون الله فكذلك آلهتنا .
عن ابن
عباس ومقاتل .
وثانيها أن معناه : لما ضرب الله المسيح مثلا بآدم في قوله : ( إن مثل عيسى عند
الله كمثل آدم خلقه من تراب ( 2 ) ) أي من قدر على أن ينشئ آدم من غير أب وام قادر
على إنشاء المسيح من غير أب ، اعترض على النبي صلى الله عليه وآله بذلك قوم من كفار قريش فنزلت
هذه الآية .
وثالثها أن معناه : أن النبي صلى الله عليه وآله لما مدح المسيح وامه وأنه كآدم في الخاصية
قالوا : إن محمدا يريد أن نعبده كما عبدت النصارى المسيح ، عن قتادة .
ورابعها ما رواه سادة أهل البيت عن علي عليه السلام ، ثم ذكر نحوا من الاخبار
السابقة ( 4 ) .
أقول : لا يخفى أن ماروي في أخبار الخاصة والعامة بطرق متعددة أو ثق من
المحتملات الغير المستندة إلى خبر ، مع أن ما ذكرنا أشد انطباقا على مجموع الآية مما
ذكروه .
ثم اعلم أنها تدل على فضل جليل لا يشبه شيئا من الفضائل ، وتدل على أن
النبي صلى الله عليه وآله مع كثرة ما مدحه وصدع ( 5 ) بفضائله صلوات الله عليه أخفى كثيرا منها خوفا
_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : في المراد به .
( 2 ) الانبياء : 98 .
( 3 ) آل عمران : 59 .
( 4 ) مجمع البيان : 9 : 52 و 53 .
( 5 ) صدع الامر : كشفه وبينه .
[326]
من غلو الغالين ، فكيف يجوز أن يتقدم على من هذا شأنه حثالة ( 1 ) من الجاهلين
الناقصين الذين لم يعرفوا الغث من السمين ( 2 ) ، ولم يعلموا شيئا من أحكام الدنيا و
الدين ، أعاذنا الله من عمه العامهين ( 3 ) وحشرنا في الدنيا والآخرة مع الائمة الطاهرين .
1 - كا : أحمد بن مهران ، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني ، عن يحيى بن سالم ،
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لما نزلت ( وتعيها أذن واعية ) قال رسول الله صلى الله عليه وآله : هي اذنك
يا علي ( 4 ) .
2 - ن : بإسناد التميمي ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : قال
النبي صلى الله عليه وآله في قوله عزوجل : ( وتعيها اذن واعية ) قال : دعوت الله عزوجل على أن
يجعلها اذنك يا علي ( 5 ) .
3 - ير : أحمد بن محمد ، عن موسى ، عن الحسن بن موسى ، عن علي بن حسان ،
عن عبدالرحمن كثير ، عن أبي عبدالله صلى الله عليه وآله في قوله الله تعالى ( وتعيها اذن واعية ) قال :
وعت اذن أميرالمؤمنين ما كان وما يكون ( 6 ) .
4 - قب : أبونعيم في الحلية : روى عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه عليه السلام ، و
الواحدي في أسباب نزول القرآن ( 7 ) عن بريدة ، وأبوالقاسم بن حبيب في تفسيره ، عن
_________________________________________________________
( 1 ) حثالة الناس ، وذالتهم .
( 2 ) الغث من الكلام : رديئه .
والسيمن منه ، رصينه ومحكمه .
( 3 ) العمه : عمى البصيرة .
( * ) الحاقة : 12 - ( 4 ) اصول الكافى 1 : 423 .
( 5 ) عيون اخبار الرضا : 222 .
( 6 ) بصائر الدرجات : 151 .
( 7 ) ص 329 .
[327]
زربن حبيش ( 1 ) ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام - واللفظ له - قال علي بن أبي طالب عليه السلام
ضمني رسول الله صلى الله عليه وآله وقال : أمرني ربي أن ادنيك ولا اقصيك ( 2 ) ، وأن تسمع وتعي .
تفسير الثعلبي في رواية بريدة : وأن اعلمك وتعي ، وحق على الله أن تسمع
وتعي ، فنزلت : ( وتعيها اذن واعية ) ذكرء النطنزي في الخصائص .
أخبار أبي رافع قال صلى الله عليه وآله : إن الله تعالى أمرني أن ادنيك ولا اقصيك ، وإن
اعلمك ولا أجفوك ( 3 ) ، وحق علي أن اطيع ربي فيك ، وحق عليك أن تعي .
محاضرات الراغب : قال الضحاك ، وابن عباس ، وفي أمالي الطوسي : قال الصادق
عليه السلام ، وفي بعض كتب الشيعة : عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر عليه السلام قالوا :
( وتعيها اذن واعية ) أذن علي .
الباقر عليه السلام : قال النبي صلى الله عليه وآله لما نزلت هذه الآية - : والله اذنيك يا علي ( 4 ) .
كتاب الياقوت ، عن أبي عمرو غلام ثعلب ، والكشف والبيان عن الثعلبي قال
عبدالله بن الحسن في كتاب الكليني - واللفظ له - عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس
عن النبي صلى الله عليه وآله لما نزلت : ( وتعيها اذن واعية ) قلت : اللهم اجعلها اذن علي فما سمع
شيئا بعده إلا حفظه .
سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( وتعيها اذن واعية ) علي بن أبي طالب عليه السلام ،
ثم قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : ما زلت أسأل الله تعالى منذ انزلت أن تكون اذنيك يا علي .
تفسير القشيري وغريب الهروي لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي
طالب عليه السلام : إني دعوت الله أن يجعل هذه اذنك .
جابر الجعفي وعبدالله بن الحسين ، ومكحول ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني سألت ربي
_________________________________________________________
( 1 ) قال في جامع الرواة ( 1 : 324 ) : زربن حبيش من رجال أميرالمؤمنين عليه السلام ، و
كان فاضلا .
( 2 ) ادناه : قربه اليه اقصاه : أبعده .
( 3 ) اجفى فلانا : أبعده .
( 4 ) كذا في النسخ ، واستظهر في ( ك ) : والله جعلها اذنيك يا على .
أقول : وفى ( ت ) والله
أذناك يا على وفى المصدر الطبعة الحديثة : والله اذنك يا على ( ب ) .
[328]
أن يجعلها اذنك يا علي ، اللهم اجعلها ( 1 ) اذنا واعية ، اذن علي ، ففعل فما نسيت شيئا
سمعته بعد ( 2 ) .
5 - كشف : محمد بن طلحة ، عن الثعلبي في تفسيره يرفعه بسنده قال لما نزلت
هذه الآية : ( وتعيها اذن واعية ) قال رسول الله صلى الله عليه وآله ، لعلي عليه السلام : سألت الله أن يجعلها
أذنك يا علي ، قال علي : فما نسيت شيئا بعد ذلك وماكان لي أن أنسى ( 3 ) .
يف : الثعلبي وابن المغازلي مثله ( 4 ) .
مد : بإسناده إلى الثعلبي ، عن ابن فتحويه ، عن ابن حنان ، عن إسحاق بن محمد ،
عن أبيه ، عن إبراهيم بن عيسى ، عن علي بن علي ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن عبدالله بن
الحسين مثله ( 5 ) .
6 - كشف : وروى الثعلبي والواحدي كل واحد منهما يرفعه بسنده : الثعلبي
في تفسيره ، والواحدي في تصنيفه الموسوم بأسباب النزول إلى بريدة الاسلمي قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام : إن الله أمرني أن ادنيك ولا اقصيك ، وأن
اعلمك وأن تعي ، وحق على الله أن تعي ، قال : فنزلت ( وتعيها اذن واعية ( 6 ) .
وروى
أبوبكر بن مردويه عن بريدة مثله ( 7 ) .
مد : ( 8 ) بإسناده عن الثعلبي ، عن ابن فتحويه ، عن ابن حبش ، عن أبي القاسم بن
الفضل ، عن محمد بن غالب بن حرب ، عن بشر بن آدم ، عن عبدالله الاسدي ، عن صالح بن
_________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : اللهم اجعل .
( 2 ) مناقب آل أبي طالب 1 : 563 .
( 3 ) كشف الغمة : 35 .
( 4 ) الطرائف : 23 .
( 5 ) العمدة : 151 .
( 6 ) كشف الغمة : 35 .
( 7 ) المصدر نفسه : 95 .
( 8 ) وفى ( ت ) ( يف ) وإن شئت راجع ص 330 بدقة .
[329]
هيثم ، عن بريدة مثله ( 1 ) .
7 - كنز : قوله تعالى ( وتعيها اذن واعية ) أورد فيه محمد بن العباس ثلاثين حديثا
عن الخاص والعام ، فمما اخترنا ما رواه عن محمد بن سهل القطان ، عن أحمد بن عمير الدهقان
عن محمد بن كثير ، عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي داود ، عن أبي بريدة قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : إني سألت الله ربي أن يجعل لعلي عليه السلام اذنا واعية ، فقيل لي : قد
فعل ذلك به .
8 - ومنها ما رواه عن محمد بن جرير الطبري ، عن عبدالله بن أحمد المروزي ، عن
يحيى بن صالح ، عن علي بن حوشب الفزاري ، عن مكحول في هذه الآية قال : سألت الله
أن يجعلها اذن علي ، قال : وكان علي عليه السلام يقول : ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا
إلا حفظته ولم أنسه .
9 - ومنها ما رواه عن الحسين بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبدالرحمن
عن سالم الاشل ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : الاذن الواعية أذن
علي عليه السلام .
[ 10 - ومنها ما رواه عن علي بن عبدالله ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن إسماعيل
ابن بشار ، عن علي بن جعفر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : جاء رسول الله
صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام وهو في منزلة فقال : يا علي نزلت الليلة هذه الآية : ( وتعيها
اذن واعية ) وإني سألت ربي أن يجعلها اذنك ، اللهم اجعلها اذن علي اللهم ، اجعلها
اذن علي فقعل ( 2 ) ] .
-بحار الانوار جلد: 31 من صفحه 329 سطر 19 إلى صفحه 337 سطر 18
أقول : روى السيد في كتاب سعد السعود ( 3 ) من تفسير محمد بن العباس بن مروان
الخبر الثاني ، وذكر أنه رواه بثلاثين طريقا .
11 - مد : الحافظ أبونعيم بإسناده ، عن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه عليه السلام
_________________________________________________________
( 1 ) العمدة : 151 .
( 2 ) جميع هذه الروايات الاربعة منقولة من كنز جامع الفوائد وهو مخطوط .
( 3 ) ص 108 .
[330]
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي إن الله عزوجل أمرني أن ادنيك واعلمك لتعي .
و
انزلت هذه الآية : ( وتعيها اذن واعية ) فأنت الاذن الواعية .
12 - وبإسناده عن مكحول ، عن علي عليه السلام في قول الله تعالى : ( وتعيها اذن
واعية ) قال علي عليه السلام : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله : دعوت الله أن يجعلها
اذنك يا علي .
13 - وبإسناده عن عبدالله بن الحسين ، قال لما نزلت ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : اذن
علي .
( 1 )
كشف : ابن مردويه ، عن مكحول مثل مامر ( 2 ) .
14 - وبالاسناد قال : فسألت ربي وقلت : اللهم اجعلها أذن علي ، وكان علي عليه السلام
يقول : ما سمعت من نبي الله كلاما إلا وعيته وحفظته فلم أنسه ( 3 ) .
* [ أقول : وجدت في كتاب الغرر للسيد الجليل حيدر الحسيني الآملي نقلا
من كتاب منقبة المطهرين للحافظ أبي نعيم ، عن محمد بن أسلم ، عن القاسم بن محمد بن
جعفر العلوي ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه أميرالمؤمنين
عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي إن الله عزوجل أمرني أن ادنيك واعلمك
لتعي ، وانزلت علي ( 4 ) ( وتعيها اذن واعية ) فأنت اذن واعية للعلم .
وروى المضامين المتقدمة بثلاثة أسانيد عن مكحول .
وروى أيضا بإسناده عن عبدالله
ابن الحسين قال : لما نزلت ( وتعيها اذن واعية ) قال رسول الله صلى الله عليه وآله : اذني واذن علي ] .
بيان : نزول هذه الآية في أميرالمؤمنين عليه السلام مما قد أجمع عليه المفسرون .
قال
الزمخشري : اذن واعية من شأنها أن تعي وتحفظ ما سمعت به ، ولا تضيعه بترك العمل ،
_________________________________________________________
( 1 ) لم نجد هذه الروايات الثلاثة المنقولة عن العمدة فيه ، والمظنون انها موجودة في المستدرك
- وليست عندنا نسخته - وقد مضى ما أورده عن العمدة ذيل الخبر الخامس والسادس .
( 2 و 3 ) كشف الغمة : 95 .
* من هنا إلى الباب الاتى يوجد في هامش ( ك ) و ( د ) فقط .
( 4 ) في ( د ) : وانزلت على هذه الاية اه .