[ 91 ]


بن غراب ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله : " ومن يعرض عن ذكر ربه " قال ذكر ربه ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام ( 1 ) .
بيان : الغدق : الكثير ، والماء الكثير ، وكناية عن سعة المعاش أو وفور العلم والحكمة كما مر عن الصادق عليه السلام .
قوله تعالى : " صعدا " أي شاقا يعلوا المعذب ويغلبه ، وقد مضى تأويل المساجد في كتاب الامامة .
[ يعني محمد ، كأنه حمله على الحذف والايصال ، أي يدعوا إليه كما قال في مجمع البيان ( 2 ) يدعوه بقول لا إله إلا الله ، ويدعوا إليه ويقرأ القرآن .
وفي القاموس : تعاووا عليه : اجتمعوا ( 3 ) ] وقال البيضاوي في قوله : [ " كادوا " كاد الجن " يكونون عليه " ] لبدا ، أي متراكمين من ازدحامهم عليه تعجبا مما رأوا من عبادته وسمعوا من قراءته ، أو كان الانس والجن يكونون عليه مجتمعين لابطال أمره ، وهو جمع لبدة ، وهي ما تلبد بعضه على بعض ( 4 ) [ قوله : " قل إنما أمر ربي " بيان لحاصل المعنى ، أي لما كان دعوتي إلى الله وبأمره ولم اشرك به أحدا ولم اخالفه فيما أمرني به فوضت أمري وأمركم إليه ، وأعلم أنه ينصرني عليكم وقال البيضاوي في قوله : " ملتحدا " منحرفا أو ملتجأ .
" وإن أدري " ما أدري " أمدا " غاية تطول مدتها " فلا يظهر " فلا يطلع " من رسول " بيان لمن ] قال : " فإنه يسلك من بين يديه " أي من بين يدي المرتضى " ومن خلفه رصدا " حرسا من الملائكة يحرسونه من اختطاف ( 5 ) الشياطين وتخاليطهم " [ ليعلم أن قد أبلغوا " أي ليعلم النبي الموحى إليه أن قد أبلغ جبرئيل و الملائكة النازلون بالوحي ، أو ليعلم الله أن قد أبلغ الانبياء ، بمعنى ليتعلق العلم به موجودا " رسالات ربهم " كما هي محروسة من التغيير " وأحاط بما لديهم " بما عند الرسل " و أحصى كل شي ء عددا " حتى القطر والرمل ، انتهى ( 6 ) .
أقول : على تأويله عليه السلام " من رسول " صلة للارتضاء أو حال من الوصل ]

___________________________________________________________
( 1 ) تفسير القمى : 699 - 700 .
( 2 ) ج 10 : 372 .
( 3 ) ج 4 : 368 .
( 4 و 6 ) تفسير البيضاوى 2 : 241 .
( 5 ) اختطف الشئ : اجتذبه وانتزعه .

[ 92 ]


والظاهر أنه كان في قراءتهم عليهم السلام " ليعلم أن قد أبلغ رسالات ربه " اي علي عليه السلام و يحتمل أن يكون تفسيرا للآية بأنها نزلت فيه عليه السلام وصيغة الجمع للتفخيم أو لانضمام الائمة عليهم السلام معه .
قوله : " إلى آخره " أي إلى آخر ما سيأتي في رواية ابن عباس .
17 - ل : الطالقاني ، عن الجلودي ، عن أحمد بن أبان ، عن يحيى بن سلمة ، عن زيد بن الحارث ، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى قال : نزلت في علي عليه السلام ثمانون آية صفوا في كتاب الله عزوجل ما شركه فيها أحد من هذه الامة ( 1 ) .
بيان : صفوا أي خالصا .
18 - ل : الطالقاني ، عن الجلودي ، عن المغيرة بن محمد ( 2 ) ، عن عبدالعزيز [ بن ] الخطاب ، عن بليد بن سليمان ، عن ليث ، عن مجاهد قال : نزلت في علي عليه السلام سبعون آية ما شركه في فضلها أحد ( 3 ) .
19 - فس : " ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله ( 4 ) " فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : " ولو أنهم
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 92 سطر 13 الى ص 100 سطر 13 إذ ظلموا أنفسهم جاءوك " يا علي " فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " هكذا نزلت ، ثم قال : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك " يا علي ، " فيما شجر بينهم " يعنى فيما تعاهدوا وتعاقدوا عليه بينهم من خلافك وغصبك " ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت عليهم " يا محمد على لسانك من ولايته " ويسلموا تسليما " لعلي عليه السلام ( 5 ) .
20 - فس ، الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن ابن عمر ( 6 ) ، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام في قوله : " يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ( 7 ) " قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله عقد عليهم

___________________________________________________________
( 1 ) الخصال 2 : 144 .
( 2 ) في المصدر : عن الجلودى ، عن أبى حماد الطالقانى اه .
( 3 ) الخصال 2 : 138 .
( 4 ) النساء : 64 ، وما بعدها ذيلها .
( 5 ) تفسير القمى : 130 و 131 .
( 6 ) كذا في نسخ الكتاب ، وفى المصدر : ابن ابى عمير .
( 7 ) المائدة : 1 .

[ 93 ]


لعلي صلوات الله عليه في الخلافة في عشرة مواطن ، ثم أنزل الله : " يا أيها الذين آمنوا أفوا بالعقود " التي عقدت عليكم لامير المؤمنين عليه السلام ( 1 ) .
21 - فس : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إنما نزلت : " لكن الله يشهد بما انزل إليك " في علي " أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا ( 2 ) " وقرأ أبوعبدالله عليه السلام " إن الذين كفروا وظلموا " آل محمد حقهم " لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا * إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا ( 3 ) " .
22 - فس : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن ابن أسباط ، عن ابن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله : " والله ربنا ما كنا مشركين ( 4 ) " بولاية علي عليه السلام ( 5 ) .
23 - فس : اولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء ( 6 ) " يعني أصحابه وقريشا ومن أنكر [ وا ] بيعة أمير المؤمنين عليه السلام " فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين " يعني شيعة أمير المؤمنين عليه السلام ( 7 ) .
24 - فس : جعفر بن أحمد ، عن عبدالكريم بن عبدالرحيم ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله : " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ ( 8 ) " قال : أما قوله : " فلما نسوا ما ذكروا به " يعني فلما تركوا ولاية علي وقد امروا به " فتحنا عليهم أبواب كل شئ " يعني دولتهم في

___________________________________________________________
( 1 ) تفسير القمى : 148 .
( 2 ) النساء : 166 .
( 3 ) تفسير القمى : 147 والايتان الاخيرتان في سورة النساء : 168 و 169 .
( 4 ) الانعام : 23 .
( 5 ) تفسير القمى : 186 .
( 6 ) الانعام : 89 ، وما بعدها ذيلها .
( 7 ) تفسير القمى : 197 .
( 8 ) الانعام : 44 .

[ 94 ]


الدنيا وما بسط لهم فيها ( 1 ) .
25 - فس : أبي ، عن عمرو بن سعيد الراشدي ، عن ابن مسكان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لما اسري برسول الله إلى السماء وأوحى الله إليه في علي ما أوحى من شرفه ومن عظمه عند الله ورد إلى البيت المعمور وجمع له النبيين وصلوا خلفه عرض عن نفس رسول الله من عظم ما أوحى إليه في علي ( 2 ) ، فأنزل الله " فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك ( 3 ) " يعني الانبياء ، فقد أنزلنا عليهم في كتبهم من فضله ما أنزلنا في كتابك " لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين * ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين " فقال الصادق عليه السلام : فوالله ما شك وما سأل ( 4 ) .
26 - فس : " ألا إنهم يثنون صدورهم لستخفوا منه ( 5 ) " يقول : يكتمون ما في صدورهم من بغض علي عليه السلام ، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن آية المنافق بغض علي عليه السلام فكان قوم يظهرون المودة لعلي عند النبي صلى الله عليه وآله ويسرون بغضه فقال : " ألا حين يستغشون ثيابهم " فإنه كان إذا حدث بشئ من فضل علي عليه السلام أو تلا عليهم ما أنزل الله فيه نفضوا ثيابهم ثم قاموا ، يقول الله : " يعلم ما يسرون ومايعلنون " حين قاموا " إنه عليم بذات الصدور " ( 6 ) .
بيان : الاستغشاء بمعنى النفض غير معهود في اللغة ، ولعله كان " تغطوا ثيابهم " فصحف .

___________________________________________________________
( 1 ) تفسير القمى : 188 .
( 2 ) هذا لا ينافى عصمته صلى الله عليه وآله لانه لم يشك في شئ كما يظهر من ذيل الرواية : ولعله تعجب من رفعة منزلة على عليه السلام عند الله وما ناله من الدرجات العالية فنزلت الاية .
( 3 ) يونس : 94 ، وما بعدها ذيلها .
( 4 ) تفسير القمى : 292 و 293 .
( 5 ) هود : 5 ، وما بعدها ذيلها .
( 6 ) تفسير القمى : 297 .

[ 95 ]


27 - ير : أحمد بن محمد ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل والحسن بن راشد ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله الله تبارك وتعالى : " ألم نشرح لك صدرك ( 1 ) " قال : فقال : بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ( 2 ) .
28 - ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن بعض أصحابه ، عن حنان بن سدير ، عن سلمة الحناط ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله الله عزوجل : " نزل به الروح الامين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين ( 3 ) " قال : هي الولاية أمير المؤمنين عليه السلام ( 4 ) .
29 - ير : محمد بن أحمد ، عن ابن معروف ، عن ابن محبوب ، عن حنان بن سدير ، عن سالم أبي محمد ( 5 ) قال : قلت لابي جعفر عليه السلام أخبرني عن الولاية أنزل بها جبرئيل من عند رب العالمين يوم الغدير ؟ فقال : " نزل به الروح الامين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين * وإنه لفي زبر الاولين " قال : هي الولاية لامير المؤمنين عليه السلام ( 6 ) .
30 - ير : محمد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، وأحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن حجر بن زائدة ، عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى : " يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوارة والانجيل وما انزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما انزل إليك من ربك طغيانا و كفرا ( 7 ) " قال : هي ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ( 8 ) .
31 - ير : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن

___________________________________________________________
( 1 ) الانشراح : 1 .
( 2 ) بصائر الدرجات : 20 .
( 3 ) الشعراء : 193 - 195 .
( 4 و 6 و 8 ) بصائر الدرجات : 21 .
( 5 ) كذا في النسخ ، وفى المصدر : عن سالم ، عن أبى محمد .
( 7 ) المائدة : 68 .

[ 96 ]


اذينة ، عن عبدالله النجاشي قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قوله الله تعالى : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ( 1 ) " قال : عنى بها عليا عليه السلام ( 2 ) .
32 - يف ، شف : من تفسير الحافظ محمد بن مؤمن ، بإسناده عن علقمة ، عن ابن مسعود قال : وقعت الخلافة من الله عزوجل في القرآن لثلاثة نفر : لآدم عليه السلام لقول الله تعالى : " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة ( 3 ) " يعني خالق في الارض خليفة يعني آدم عليه السلام ، ثم قال في الحديث المذكور : والخليفة الثاني داود عليه السلام لقوله تعالى : " يا داود إنا جعلناك خليفة في الارض ( 4 ) " يعني بيت المقدس ( 5 ) ، والخليفة الثالث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لقول الله تعالى في السورة التي يذكر فيها النور : " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ( 6 ) " يعني علي بن أبي طالب عليه السلام " ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم " آدم وداود " وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم " من أهل مكة " أمنا " يعني في المدينة " يعبدونني " يوحدونني " لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك " بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام " فاولئك هم الفاسقون " يعني العاصين لله ورسوله ( 7 ) .
أقول : روى العلامة في كشف الحق مثله ( 8 ) .

___________________________________________________________
( 1 ) النساء : 65 .
( 2 ) بصائر الدرجات : 151 .
( 3 ) البقرة : 30 .
( 4 ) سورة ص : 26 .
( 5 ) في المصدر : يعنى في أرض بيت المقدس ( 6 ) النور : 55 ، وما بعدها ذيلها .
( 7 ) الطرائف 23 - 24 .
ولم نجده في كشف اليقين المطبوع ، والظاهر وقوع السهو في الرمز ، يدل عليه قوله : ( اقول اه ) فانه لو كانت الرواية موجودة في كشف اليقين كان الانسب أن يقول : رواه العلامة في كشف الحق أيضا .
( 8 ) الجزء الاول : 100 .

[ 97 ]


33 - شى : عن عبدالرحمان بن كثير ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله : " ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للايمان أن آمنوا بربكم فآمنا ( 1 ) قال : هو أمير المؤمنين عليه السلام نودي من السماء أن آمن بالرسول ، وآمن به ( 2 ) .
34 - شى : عن ابن نباتة ، عن أمير المؤمنين عليه السلام في قول الله : " ثوابا من عند الله ( 3 ) ، " وما عند الله خير للابرار ( 4 ) " قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أنت الثواب وأصحابك الابرار ( 5 ) .
بيان : لعل فيه تقدير مضاف أي أنت صاحب الثواب أو سببه ، ويحتمل أن يكون " ثوابا " مفعولا لفعل محذوف ، أي تعطيهم ثوابا وهو لقاء أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله أو ولاؤه ، ثم اعلم أن قوله : " وما عندالله خير " منفصل عن قوله : ثوابا من عند الله " أي سأله عن تفسير الآيتين .
35 - شى : عن سماعة قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله : " أفوا بعهدي اوف بعهدكم ( 6 ) " قال : أفوا بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام فرضا من الله اوف لكم بالجنة ( 7 ) .
36 - شى : عن جابر الجعفي قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن تفسير هذه الآية في باطن القرآن : " وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ( 8 ) " يعني

___________________________________________________________
( 1 ) آل عمران : 193 .
( 2 ) تفسير العياشى مخطوط ورواه البحرانى في البرهان 1 : 333 .
وفيه : فآمن وهو الصحيح .
( 3 ) آل عمران : 195 .
( 4 ) آل عمران : 198 .
( 5 ) تفسير العياشى مخطوط ، وقد رواه البحرانى أيضا في البرهان 1 : 333 .
الا أنه أسند الرواية إلى محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام .
( 6 ) البقرة : 40 .
( 7 ) تفسير العياشى مخطوط ، ورواه في البرهان 1 : 91 .
( 8 ) البقرة : 41 .

[ 98 ]


فلانا وصاحبه ومن تبعهم ودان بدينهم ، قال الله - يعنيهم - ولا تكونوا أول كافر به يعني عليا عليه السلام ( 1 ) .
37 - شى : عن عبدالله النجاشي قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : " اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا ( 2 ) " يعني والله فلانا وفلانا " وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله " إلى قوله : " ثوابا رحيما " يعني والله النبي وعليا بما صنعوا أي لو جاؤوك بها يا علي " فاستغفروا الله " بما صنعوا " واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم " ثم قال أبوعبدالله عليه السلام : هو والله علي بعينه " ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ، على لسانك يا رسول الله ، يعني به ولاية علي عليه السلام " ويسلموا تسليما " لعلي بن أبي طالب عليه السلام ( 3 ) .
38 - شى : عن جابر قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الآية من قول الله : " فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ( 4 ) " قال تفسيرها : في الباطن : لما جاءهم ما عرفوا في علي كفروا به فقال الله فيهم : " فلعنة الله على الكافرين " يعني بني امية ، هم الكافرون في باطن القرآن .
قال أبوجعفر عليه السلام : نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله هكذا : " بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله " في علي " بغيا " وقال الله في علي : أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده " يعني عليا ، قال الله : " فباؤوا بغضب على غضب " يعني بني امية " والكافرين " يعني بني امية [ عذاب مهين .
وقال جابر : قال أبوجعفر عليه السلام نزلت هذه الآية على محمد صلى الله عليه وآله هكذا والله : " وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله من ربكم في علي ، يعني بني امية ] قالوا نؤمن بما انزل علينا " يعني في قلوبهم بما أنزل الله عليه

___________________________________________________________
( 1 ) مخطوط .
رواه في البرهان 1 : 91 ، وفيه ، قال الله يعيبهم .
( 2 ) النساء : 63 .
وما بعدها ذيلها .
( 3 ) تفسير العياشى مخطوط ، رواه في البرهان 1 : 391 .
( 4 ) البقرة : 89 ، وما بعدها ذيلها .

[ 99 ]


" ويكفرون بما وراءه " بما أنزل الله في علي " وهو الحق مصدقا لما معهم " يعني عليا عليه السلام ( 1 ) .
39 - شى : عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : " لكن الله يشهد بما انزل إليك ( 2 ) " في علي " أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا " قال : وسمعته يقول : نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا " إن الذين كفروا وظلموا " آل محمد حقهم " لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا " إلى قوله : " يسيرا " ثم قال : " يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم " في ولاية علي " فآمنوا خيرا لكم فإن تكفروا " بولايته " فإن لله ما في السماوات وما في الارض وكان الله عليما حكيما " ( 3 ) .
40 - شى : عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : ما نزلت آية " يا أيها الذين آمنوا " إلا وعلي شريفها وأميرها ، ولقد عاتب الله أصحاب محمد صلى الله عليه وآله في غير مكان وما ذكر عليا إلا بخير ( 4 ) .
41 - شى : عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله : " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ( 5 ) " قال اليسر علي عليه السلام ، وفلان وفلان العسر ، فمن كان من ولد آدم لم يدخل في ولاية فلان وفلان ( 6 ) .
بيان : أي من يدخل في ولايتهما إنما هو شرك شيطان .
42 - شى : عن عمرو بن القاسم قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام وذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله ثم قرأ : " أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع ( 7 ) " إلى قوله : تحكمون " فقلنا : من هو أصلحك الله ؟ فقال : بلغنا أن ذلك علي عليه السلام ( 8 ) .

___________________________________________________________
( 1 ) تفسير العياشى مخطوط ، رواه في البرهان 1 : 130 - 131 .
( 2 ) النساء : 166 ، وما بعدها ذيلها .
( 3 ) تفسير العياشى مخطوط ، رواه في البرهان 1 : 428 .
( 4 و 6 ) ( 5 ) البقرة : 185 .
( 7 ) يونس : 35 .
( 8 ) تفسير العياشى مخطوط ، رواه في البرهان 2 : 186 .

[100]


43 - شى : عن يحيى بن سعيد ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما السلام في قول الله : " ويستنبؤونك أحق هو ( 1 ) " فقال : يستنبئك يا محمد أهل مكة عن علي بن أبي طالب إمام هو ؟ " قل إي وربي إنه لحق " ( 2 ) .
44 - شى : عن عمار بن سويد قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول في هذه الآية : " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك ( 3 ) " إلى قوله : " أوجاء معه ملك " قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما قال لعلي عليه السلام : إني سألت ربي أن يوالي بيني وبينك ففعل : وسألت ربي أن يؤاخي بيني وبينك ففعل ، وسألت ربي أن يجعلك وصيي ففعل فقال رجلان من قريش : والله لصاع من تمر في شن بال أحب إلينا مما سأل محمد ربه ، فهلا سأله ملكا يعضده على عدوه ؟ أو كنزا يستعين به على فاقته ؟ والله ما دعاه إلى باطل إلا أجابه له ! فأنزل الله عليه : " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك " قال : ودعا رسول الله صلى الله عليه وآله لامير المؤمنين عليه السلام في آخر صلاته رافعا بها صوته يسمع الناس يقول : اللهم هب لعلي المودة في صدور المؤمنين ، والهيبة والعظمة في صدور المنافقين ، فأنزل الله " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا * فإنما يسرناه بلسانك
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 100 سطر 14 الى ص 108 سطر 14 لنبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا ( 4 ) " بني امية ، فقال رمع : والله لصاع من تمر في شن بال أحب إلي مما سأله محمد ربه ، أفلا سأله ملكا يعضده ؟ أو كنزا يستظهر به على فاقته ؟ فأنزل الله فيه عشر آيات من هود أولها " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك " إلى " أم يقولون افتراه " ولاية علي " قل فأتوا بعشرة سور مثله مفتريات " إلى " فإن لم يستجيبوا لكم " في ولاية علي " فاعلموا أنما انزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون " لعلي ولايته " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها " يعني فلانا وفلانا " نوف إليهم أعمالهم فيها أفمن كان على بينه من ربه " رسول الله صلى الله عليه وآله " ويتلوه شاهد منه " أمير المؤمنين

___________________________________________________________
( 1 ) يونس : 53 ، وما بعدها ذيلها .
( 2 ) تفسير العياشى مخطوط ، رواه في البرهان 2 : 187 .
( 3 ) هود : 12 .
( 4 ) مريم : 96 - 97 .