[281]


الارض اطلاعة فاخترتك منها ، فلا اذكر حتى تذكر معي ، فأنا المحمود وأنت محمد ، ثم إني اطلعت إلى الارض اطلاعة اخرى فاخترت منها علي بن أبي طالب وصيك ( 1 ) ، فأنت سيد الانبياء وعلي سيد الاوصياء ، ثم شققت له اسما من أسمائي ، فأنا الاعلى و هو علي ، يا محمد إني خلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والائمة من نور واحد ، ثم عرضت ولايتهم على الملائكة ، فمن قبلها كان من المقربين ومن جحدها كان من الكافرين ، يا محمد لو أن عبدا من عبادي عبدني حتى ينقطع ثم لقيني جاحدا لولايتهم أدخلته النار ، ثم قال : يا محمد أتحب أن تراهم ؟ فقلت : نعم ، فقال : تقدم أمامك ، فتقدمت أمامي فإذا علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة القائم كأنه الكوكب الدري في وسطهم ، فقلت : يا رب من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الائمة وهذا القائم ، محلل حلالي ومحرم حرامي ، وينتقم من أعدائي ، يا محمد أحببه فإني احبه واحب من يحبه ( 2 ) .
101 - نى : محمد بن همام ، عن أبي الحسن علي بن عيسى القوهستاني ، عن موسى بن إسحاق الانماطي - وكان شيخا نفيسا من إخواننا الفاضلين - عن بدر ، عن زيد بن عيسى بن موسى - وكان رجلا مهيبا - قلت له : من أدركت من التابعين ؟ فقال : ما أدري ما تقول لي ولكني كنت بالكوفة فسمعت شيخا في جامعها يتحدث عن عبد خير قال : سمعت أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي الائمة الراشدون المهتدون المعصومون من ولدك أحد عشر إماما وأنت أولهم ، وآخرهم اسمه على اسمي ، يخرج فيملا الارض عدلا كما ملئت جورا وظلما ، يأتيه الرجل والمال كدس ( 3 ) فيقول يا مهدي أعطني فيقول خذ ( 4 ) .
102 - نى : بالاسناد إلى عبدالسلام بن هاشم البزاز ، عن عبدالله بن امية ، عن

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : فجعلته وصيك خ ل .
( 2 ) الغيبة للنعمانى : 45 .
( 3 ) الكدس : الحب المحصود المجموع .
اى يجمع عنده المال كما يجمع الحب المحصود .
( 4 ) الغيبة للنعمانى : 44 و 45 .

[282]


يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ان يزال هذا الامر قائما إلى اثني عشر قيما من قريش ( 1 ) .
أقول : قد أورد النعماني حديث الاثني عشر عن جابر بن سمرة وغيره بأسانيد جمة تركنا إيرادها لكفاية ما أوردناه من سائر الكتب في إثبات المطلوب .
103 - نص : محمد بن عبدالله ، عن أحمد بن عبدالله بن محمد بن عمارة ، عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، عن محمد بن الحسان ، عن علي بن محمد الانصاري ، عن عبدالله بن عبدالكريم ، عن يحيى بن عبدالحميد ، عن جيش بن المعتمر ، عن عبدالله بن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : الائمة بعدي اثنا عشر ، كلهم من قريش ( 2 ) .
قب : ابن المعتمر مثله ( 3 ) .
104 - نص : أبوالمفضل الشيباني ، عن محمد بن زهير ، عن عمر بن الحسين بن علي بن رستم ، عن إبراهيم بن يسار ، عن سفيان بن عيينة ، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن عبدالله بن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : الائمة بعدي اثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين والتاسع مهديهم ( 4 ) .
قب : ابن السائب مثله ( 5 ) .
105 - نص : الصدوق ، عن ابن المتوكل ، عن الكوفي ، عن النخعي ، عن النوفلي عن الحسن بن علي بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي حمزة ، عن سعيد بن جبير ، عن عبدالله بن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله تبارك وتعالى اطلع إلى الارض اطلاعة فاختارني منها فجعلني نبيا ، ثم اطلع الثانية فاختار منها عليا فجعله إماما ، ثم أمرني أن أتخذه أخا ووصيا وخليفة ووزيرا ، فعلي مني وأنا من علي ، وهو زوج ابنتي و أبوسبطي الحسن والحسين ، ألا إن الله تبارك وتعالى جعلني وإياهم حججا على عباده ، وجعل من صلب الحسين أئمة يقومون بأمري ( 6 ) ويحفظون وصيتي ، التاسع منهم قائم أهل

___________________________________________________________
( 1 ) الغيبة للنعمانى : 58 .
( 2 و 4 ) كفاية الاثر : 4 .
وفيه : الائمة من بعدى اه .
( 3 و 5 ) مناقب آل ابى طالب 1 : 209 .
( 6 ) في المصدر : يقولون بأمرى .

[283]


بيتي ومهدي امتي ، أشبه الناس بي في شمائله وأقواله وأفعاله ، ليظهر بعده ( 1 ) غيبة طويلة وحيرة مضلة ، فيعلي أمر الله ( 2 ) ويظهر دين الله ، ويؤيد بنصر الله ، وينصر بملائكة الله ، فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ( 3 ) .
106 - نص : أبوالمفضل الشيباني ، عن أحمد بن مطوق ( 4 ) ، عن المغيرة بن محمد ابن المهلب ، عن عبدالغفار بن كثير ، عن إبراهيم بن حميد ، عن أبي هاشم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قدم يهودي على رسول الله صلى الله عليه وآله يقال له : نعثل فقال : يا محمد إني أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين ، فإن أنت أجبتني عنها أسلمت على يدك ، قال : سل يا أبا عمارة ، فقال : يا محمد صف لي ربك ، فقال صلى الله عليه وآله : إن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه ، وكيف يوصف الخالق الذي تعجز الحواس أن تدركه والاوهام أن تناله والخطرات أن تحده والابصار الاحاطة به ( 5 ) ؟ جل عما يصفه الواصفون ، نأى في قربة وقرب في نأيه ( 6 ) ، كيف الكيف فلا يقال له كيف ، وأين الاين فلا يقال له أين ، هو منقطع الكيفوفية والاينونية ، فهو الاحد الصمد ( 7 ) كما وصف نفسه ، والواصفون لا يبلغون نعته ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .
قال : صدقت يا محمد فأخبرني عن قولك إنه واحد لا شبيه له أليس الله واحد والانسان واحدا ( 8 ) ؟ فوحدانيته أشبهت وحدانية الانسان ؟ فقال صلى الله عليه وآله : الله واحد وأحدي المعنى والانسان واحد ثنوي المعنى ، جسم وعرض وبدن وروح ، وإنما التشبيه في المعاني لا غير ( 9 )

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : يظهر بعده .
( 2 ) : فيعلن امر الله .
( 3 ) كفاية الاثر : 2 .
( 4 ) في المصدر : عن احمد بن مطرف .
( 5 ) في ( ك ) : والابصار عن الاحاطة به .
( 6 ) نأى نأيا : بعد .
( 7 ) في المصدر : تنقطع الكيفوفية فيه والاينونية ، هو الاحد الصمد ، ( 8 ) : والانسان واحد .
( 9 ) اى لا يعتنى بصرف المشابهة اللفظية ولا يحكم عليه ، وانما التشبيه يكون بين شيئين اذا كان معناهما مشابها .

[284]


قال : صدقت يا محمد فأخبرني عن وصيك من هو ؟ فما من نبي إلا وله وصي ، وإن نبينا موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون ، فقال : نعم إن وصيي والخليفة من بعدي علي بن أبي طالب ، وبعده سبطاي الحسن والحسين ، تتلوه ( 1 ) تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار ، قال : يا محمد فسمهم لي : قال : نعم إذا مضى الحسين فابنه علي ، فإذا مضى علي فابنه محمد ( 2 ) فإذا مضى محمد فابنه جعفر ، فإذا مضى جعفر فابنه موسى ، فإذا مضى موسى فابنه علي ، فإذا مضى علي فابنه محمد ، فإذا مضى محمد فابنه علي ، فإذا مضى علي فابنه الحسن ، فإذا مضى الحسن فبعده ابنه الحجة بن الحسن بن علي ، فهذه اثنا عشر إماما على عدد نقباء بني إسرائيل .
قال : فأين مكانهم في الجنة ؟ قال : معي في درجتي .
قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وأشهد أنهم الاوصياء بعدك ، ولقد وجدت هذا في الكتب المقدمة ( 3 ) ، وفيما عهد إلينا موسى بن عمران عليه السلام أنه إذا كان آخر الزمان يخرج نبى يقال له " أحمد " خاتم الانبياء لا نبي بعده ، يخرج من صلبه أئمة أبرار عدد الاسباط ، فقال : يا أبا عمارة أتعرف الاسباط ؟ قال : نعم يا رسول الله إنهم كانوا اثني عشرة ، قال : فإن فيهم لاوي بن أرحيا ، قال : أعرفه يا رسول الله ، وهو الذي غاب عن بني إسرائيل سنين ثم عاد ، فأظهر شريعته بعد اندراسها ( 4 ) ، وقاتل مع قرسطيا الملك ( 5 ) حتى قتله ؟ وقال صلى الله عليه وآله : كائن في امتي ما كان في بني إسرائيل ، حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ( 6 ) ، وإن الثاني عشر من ولدي يغيب حتى لا يرى ، ويأتي على امتي زمن لا يبقى من الاسلام إلا اسمه ، ولا من القرآن إلا رسمه ، فحينئذ يأذن الله له بالخروج

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : تتلوهم .

-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 284 سطر 19 الى ص 292 سطر 18 ( 2 ) في المصدر : فاذا مضى فابنه محمد وعلى هذا السياق ذكر باقر الائمة أيضا عليهم السلام .
( 3 ) في المصدر : ولقد وجدت هذا في الكتب المتقدمة .
( 4 ) في المصدر : بعد دراستها .
( 5 ) : مع فرسطبنا الملك .
( 6 ) قال في النهاية ( 3 236 ) : في الحديث " لتركبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة " اى كما تقدر كل واحد منهما على قدر صاحبتها وتقطع ، يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان .

[285]


فيظهر الاسلام ويجدد الدين ، ثم قال صلى الله عليه وآله : طوبى لمن أحبهم وطوبى لمن تمسك بهم والويل لمبغضيهم فانتفض ( 1 ) نعثل وقام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وأنشأ يقول : صلى العلي ذو العلا * عليك يا خير البشر أنت النبي المصطفى * والهاشمي المفتخر بك اهتدينا رشدنا * وفيك نرجو ما أمر ( 2 ) ومعشر سميتهم * أئمة اثني عشر حباهم رب العلى ( 3 ) * ثم صفاهم من كدر قد فاز من والاهم * وخاب من عفى الاثر ( 4 ) آخرهم يشفى الظمأ * وهو الامام المنتظر عترتك الاخيار لي * والتابعون ما أمر من كان عنكم معرضا * فسوف يصلى بسقر ( 5 ) 107 - نص : علي بن الحسين ، عن التلعكبري ، عن الحسن بن علي بن زكريا ( 6 ) عن محمد بن إبراهيم بن المنذر ، عن الحسين بن سعيد بن الهيثم ، عن الاحلج الكندي عن أفلح بن سعيد ، عن محمد بن كعب ، عن طاوس اليماني ، عن عبدالله بن العباس قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وآله والحسن على عاتقه والحسين على فخذه يلثمهما ويقبلهما ويقول : اللهم وال من والاهما وعاد من عاداهما ، ثم قال : يا ابن عباس كأني به وقد خضبت شيبته من دمه ، يدعو فلا يجاب ، ويستنصر فلا ينصر ، قلت : فمن يفعل ذلك يا رسول الله ؟ قال :

___________________________________________________________
( 1 ) اى تحرك .
( 2 ) في المصدر : بك اهتدانا ربنا .
( 3 ) حباه الشئ : اعطاه اياه بلا جزاء .
حباه : حماه ومنعه .
ويمكن أن يقرأ " حياهم " من التحية .
( 4 ) اى صفح عنهم وترك الاقتداء بهم .
( 5 ) كفاية الاثر : 2 و 3 .
( 6 ) في المصدر : عن الحسين بن على بن زكريا .

[286]


شرار امتي ، مالهم لا أنالهم الله شفاعتي ، ثم قال : يا ابن عباس من زاره عارفا بحقه كتب له ثواب ألف حجة وألف عمرة ، ألا ومن زاره فكانما قد زارني ، ومن زارني فكأنما قد زار الله ، وحق الزائر على الله أن لا يعذبه بالنار ، وإن الاجابة تحت قبته ، والشفاء في تربته والائمة من ولده .
قلت : يا رسول الله فكم الائمة بعدك ؟ قال : بعدد حواري عيسى وأسباط موسى ونقباء بني إسرائيل ، قلت : يا رسول الله فكم كانوا ؟ قال : كانوا اثني عشر ، والائمة بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب ، وبعده سبطاي الحسن والحسين ، فإذا انقضى الحسين فابنه على ، فإذا مضى علي فابنه محمد ، فإذا انقضى محمد فابنه جعفر ، فإذا انقضى جعفر فابنه موسى ، فإذا انقضى موسى فابنه علي ، فإذا انقضى علي فابنه محمد ، فإذا انقضى محمد فابنه علي ، فإذا انقضى علي فابنه الحسن ، فإذا انقضى الحسن فابنه الحجة .
قال ابن عباس : قلت : يا رسول الله أسامي ما أسمع بهم قط ! قال لي : يا ابن عباس هم الائمة بعدي وإن قهروا امناء معصومون نجباء أخيار ، يا ابن عباس من أتى يوم القيامة عارفا بحقهم أخذت بيده فأدخله الجنة ، يا ابن عباس من أنكرهم أو رد واحدا منهم فكأنما قد أنكرني وردني ( 1 ) ، ومن أنكرني وردني فكأنما أنكر الله ورده يا ابن عباس سوف يأخذ الناس يمينا وشمالا ، فإذا كان كذلك فاتبع عليا وحزبه فإنه مع الحق والحق معه ، ولا يفترقان حتى يردا علي الحوض ، يا ابن عباس ولايتهم ولايتي وولايتي ولاية الله ، وحربهم حربي وحربي حرب الله ( 2 ) وسلمهم سلمي وسلمي سلم الله ، ثم قال صلى الله عليه وآله : " يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون " ( 3 ) .
108 - ص : الصدوق ، عن الوراق ، عن سعد ، عن النهدي ، عن الحسين بن علوان ، عن عمران بن خالد ، عن ابن طريف ، عن ابن نباتة ، عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله يقول : أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون ( 4 ) .

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : أوردنى .
( 2 ) في المصدر : وحزبهم حزبى وحزبى حزب الله .
( 3 و 4 ) كفاية الاثر : 3 .

[287]


قب : عن ابن نباتة مثله ( 1 ) .
109 - نص : أخبرنا القاضي أبوالفرج المعافا بن زكريا البغدادي ، قال : حدثنا أبوسلمان أحمد بن أبي هراسة ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن عبدالله بن حماد الانصاري ، عن إسماعيل بن اويس ، عن أبيه ، عن عبدالحميد الاعرج ، عن عطاء قال : دخلنا على عبدالله بن عباس وهو عليل بالطائف في العلة التي توفي فيها ونحن زهاء ثلاثين رجلا من شيوخ الطائف وقد ضعف ، فسلمنا عليه وجلسنا ، فقال لي : يا عطاء من القوم ؟ قلت : يا سيدي هم شيوخ هذا البلد ؟ منهم عبدالله بن سلمة بن حصرم الطائفي ، وعمارة بن أبي الاحلج ، وثابت بن مالك ، فما زلت أعد له واحدا بعد واحد ثم تقدموا إليه فقالوا : يا ابن عم رسول الله إنك رأيت رسول الله وسمعت منه ما سمعت ، فأخبرنا عن اختلاف هذه الامة ، فقوم قدموا عليا على غيره ، وقوم جعلوه بعد الثلاثة ( 2 ) .
قال : فتنفس ابن عباس ( 3 ) فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : علي مع الحق والحق معه ، وهو الامام والخليفة من بعدي ، فمن تمسك به فاز ونجا ، ومن تخلف عنه ضل وغوى ، يلي تكفيني وغلسي ويقضي ديني ، وأبوسبطي الحسن والحسين ، ومن صلب الحسين تخرج الائمة التسعة ، ومنها مهدي هذه الامة ، فقال عبدالله بن سلمة ( 4 ) : يا ابن عم رسول الله فهلا كنت تعرفنا قبل هذا ؟ فقال : قدوالله أديت ما سمعت ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين ! ثم قال : اتقوا الله عباد الله تقية من اعتبر تمهيدا ، واتقى في وجل ، وكمش في مهل ( 5 ) ، ورغب في طلب ورهب في هرب ، فاعملوا لآخرتكم قبل حلول آجالكم ، وتمسكوا بالعروة الوثقى من عترة نبيكم ، فإنى سمعته يقول : من تمسك بعترتي من بعدي كان من الفائزين .

___________________________________________________________
( 1 ) مناقب آل ابى طالب 1 : 209 .
( 2 ) كذا في ( ك ) وفى غيره من النسخ والمصدر : وقوم جعلوه بعد ثلاثة .
( 3 ) في المصدر : فتنفس ابن عباس الصعداء .
( 4 ) في المصدر : فقال له عبدالله بن سلمة .
( 5 ) اى اسرع في الخير .
يقال : فلان ذو مهل أى ذو تقدم في الخير .

[288]


ثم بكى بكاء شديدا ، فقال له القوم : أتبكي ومكانك من رسول الله صلى الله عليه وآله مكانك ؟ فقال لي : يا عطاء إنما ابكي لخصلتين : هول المطلع وفراق الاحبة ، ثم تفرق القوم عنه فقال لي : ياعطاء خذبيدي واحملني إلى صحن الدار ، فأخذ نابيده أنا وسعيد وحملناه إلى صحن الدار ، ثم رفع يديه إلى السماء وقال : اللهم إني أتقرب إليك بمحمد وآل محمد ، اللهم إني أتقرب إليك بولاية الشيخ علي بن أبي طالب ، فما زال يكر رها حتى وقع إلى الارض ، فصبرنا عليه ساعة ثم أقمناه فاذاهو ميت رحمة الله عليه ( 1 ) .
بيان : كمش ككرمم : أسرع ، 110 - نص : أبوالفرج المعافابن زكريا ، عن محمد بن همام بن سهيل ، عن محمدبن معافى السلماني ، عن محمدبن عامر ، عن عبدالله بن زاهر ، عن عبدالقدوس ، عن الاعمش عن جيش بن المعتمر قال : قال أبوذرالغفاري رحمة الله عليه : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضه الذي توفي فيه فقال : ياأباذر ايتني بابنتي فاطمة قال فقمت ودخلت عليها وقلت : ياسيدة النسوان أجيي أباك ، قال : فلبست جلبابها ( 2 ) وخرجت حتى دخلت على رسول الله عليه وآله ، فلما رأت رسول الله صلى الله عليه وآله انكبت عليه وبكت وبكى رسول الله صلى عليه وآله لبكائها ، وضمها إليه ثم قال : يافاطمة لاتبكي ( 3 ) فداك أبوك ، فأنت أول من تلحقين بي مظلومة مغصوبة ، وسوف تظهر بعدي حسيكة النفاق ويسمل جلباب الدين ، أنت أول من يرد علي الحوض ، قالت : ياأبت أين ألقاك ؟ قال : تلقاني عند الحوض وأنا أسقي شيعتك ومحبيك ، وأطرد أعداءك ومبغضيك ، قالت : يارسول الله فأن لم ألقك عند الحوض ؟ قال : تلقاني عند الميزان ، قالت : ياأبت فإن لم ألقك عند الميزان ؟ قال : تلقاني عندالصراط وأنا أقول ، سلم سلم ( 4 ) شيعة علي ، قال أبوذر : فسكن قلبها ثم التفت إلي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : ياأباذر إنها بضعة مني فمن آذاها فقد

___________________________________________________________
( 1 ) كفاية الاثر : 3 و 4 .
( 2 ) الجلباب : القميص والثوب الواسع .
( 3 ) في المصدر : لاتبكين .
( 4 ) في المصدر : وانا اقول : يارب سلم سلم اه .

[289]


آذاني ، ألا إنها سيدة نساء العالمين ، وبعلها سيد الوصيين وابنيها الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وإنهما إمامان قاما أوقعدا ، وأبوهما خير منهما ، وسوف يخرج من صلب الحسين تسعة من الائمة ( 1 ) قوامون بالقسط ، ومنا مهدي هذه الامة ، قال : قلت : يارسول الله فكم الائمة بعدك ؟ قال : عدد نقباء بني إسرائيل ( 2 ) .
بيان : قال : الجوهري : قولهم : في صدره علي حسيكة وحساكة أي ضغن وعدواة انتهى ( 3 ) ويقال : سمل الثوب أي خلق وبلي .
قوله صلى الله عليه وآله : " قاما أوقعدا " أي سواء قاما بأمر الامامة أوغصب حقهما وقعدا .
111 - نص : أبوالمفضل الشيباني وأحمد بن محمد بن عبدالله الجوهري ، عن محمد بن لاحق اليماني ، عن إدريس بن زياد ، عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعى عن جعفر بن الزبير ، عن القاسم ، عن سلمان الفارسي قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : معاشر الناس إني راحل عنكم عن قريب ومنطلق إلى المغيب ، اوصيكم في عترتي خيرا وإياكم والبدع فإن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة وأهلها في النار ، معاشر الناس من افتقد الشمس فليتمسك بالقمر ، ومن افتقد القمر فليتمسك بالفرقدين ، ومن افتقد الفرقدين فليتمسك بالنجوم الزاهرة بعدي ، أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم .
قال : فلما نزل عن المنبر ( 4 ) صلى الله عليه وآله تبعته حتى دخل بيت عائشة فدخلت إليه ( 5 ) وقلت : بأبي أنت وامي يارسول الله سمعتك تقول : إذا افتقدتم الشمس فتمسكوا بالقمر وإذا افتقدتم القمر فتمسكوا بالفرقدين ، وإذا افتقدتم الفرقدين فتمسكوا بالنجوم الزاهرة فما الشمس ؟ وماالقمر ؟ وما الفرقدان ؟ وما النجوم الزاهرة ؟ فقال : أما الشمس فأنا ، وأما القمر فعلي ، فإذا افتقدتموني فتمسكوا به بعدي ، وأما الفرقدان فالحسن والحسين فإذاافتقدتم القمر فتمسكوابهما ، وأما النجوم الزاهرة فالائمة التسعة من صلب الحسين

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : وسوف يخرج الله من صلب الحسين امناء معصومين تسعة من الائمة .
( 2 ) كفاية الاثر : 5 و 6 .
( 3 ) الصالح ج : 4 ص : 1579 .
( 4 ) في المصدر : عن منبره .
( 5 ) : فدخلت عليه .

[290]


عليه السلام والتاسع مهديهم .
ثم قال : إنهم هم الاوصياء والخلفاء بعدي ، أئمة أبرار ، عدد أسباط يعقوب وحواري عيسى ، قلت : فسمهم لي يارسول الله ، قال : أولهم وسيدهم علي بن أبي طالب ، وسبطاي ، وبعد هما زين العابدين علي بن الحسين ، وبعده محمد بن علي باقر علم النبيين ، وجعفر بن محمد ( 1 ) .
وابنه الكاظم سمي موسى بن عمران ، والذي يقتل بأرض الغربة علي ابنه ، ثم ابنه محمد ( 2 ) ، والصادقان علي والحسن ، والحجة القائم المنتظر في غيبته ، فإنهم عترتي من دمي ولحمي ، علمهم علمي ، وحكمهم حكمي ، من آذاني فيهم فأناله الله تعالى شفاعتي ( 3 ) .
112 - نص : عن علي بن الحسن ، عن محمد بن الحسين البزوفري ، عن عبدالله بن عامر عن محمد بن مسروق ، عن خالد بن إلياس ، عن صالح بن أبي حنان ، عن الصباح بن محمد ، عن أبي حازم ، عن سلمان الفارسي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الائمة من بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل وكانوا اثني عشر ، ثم وضع يده على صلب الحسين عليه السلام وقال : تسعة من صلبه والتاسع مهديهم يملاالارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، فالويل لمبغضيهم ( 4 ) .
قب : عن سلمان مثله ( 5 ) .
113 - نص : عبدالله الحسين الخزاعي ، عن محمد بن أحمد الصفواني ( 6 ) ، عن عمر ابن عبدالله المقري ، عن أسد بن موسى ، عن عبدالله بن حكيم ، عن أبي بكر الراهبي ، عن الحجاج بن أرطاة ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول للحسين عليه السلام : أنت الامام ابن الامام وأخو الامام تسعة من

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : وجعفر الصادق ابن محمد .
( 2 ) : والذى يقتل بأرض خراسان على ، ثم ابنه .
( 3 ) كفاية الاثر : 6 .
( 4 ) : 7 .
( 5 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 209 .
( 6 ) في المصدر : ابوعبدالله محمد بن سعيد بن على الخزاعى ، عن محمد بن محمد الصفوانى .