[271]


عبدالله ، عن علي بن شاذان الموصلي ، عن محمد بن علي بن الفضل ، عن محمد بن قاسم ، عن عباد بن يعقوب ، عن موسى بن عثمان ، عن الاعمش ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث وسعيد ابن بشير عنه عليه السلام مثله ( 1 ) .
92 - قب : جابر الانصاري قال : يا رسول الله وجدت في التوراة " إليا يقظوا شبرا وشبيرا " فلم أعرف أساميهم ، فكم بعد الحسين من الاوصياء وما أساميهم ؟ فقال : تسعة من صلب الحسين والمهدي منهم ، الخبر ( 3 ) .
مجالد ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن ابن مسعود قال النبي صلى الله عليه آله : الخلفاء بعدي اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل .
هشام بن زيد عن أنس قال : سألت النبي صلى الله عليه وآله : من حواريك يا رسول الله ؟ فقال : الائمة بعدي ( 4 ) اثنا عشر من صلب علي وفاطمة ، وهم حواريي وأنصار ديني .
سلمان وأبوأيوب وابن مسعود وواثلة وحذيفة بن اسيد وأبوقتادة وأبوهريرة وأنس أنه سئل النبي صلى الله عليه وآله : كم الائمة من بعدك ؟ قال : عدد نقباء بني إسرائيل وفي حديث الاعمش عن الحسين بن علي عليهما السلام قال : فأخبرني يا رسول الله هل يكون بعدك نبي ؟ فقال : لا ، أنا خاتم النبيين ، لكن يكون بعدي أئمة قوامون بالقسط بعدد نقباء بني إسرائيل ، الخبر .
وفي حديث أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أهل بيتي اثنا عشر نقيبا محدثون مفهمون ، منهم القائم بالحق يملا الارض عدلا كما ملئت ظلما وجورا ( 5 ) .
93 - جا : الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان عن المفضل ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال : قال

___________________________________________________________
( 1 ) الطرائف : 44 .
( 2 ) في المصدر : وجدت في التوراة ايقطوا ( ايقظوا خ ل ) ولم يذكر فيه ( اليا ) .
( 3 ) مناقب آل ابى طالب 1 : 209 و 210 .
( 4 ) في المصدر : الائمة من بعدى .
( 5 ) مناقب آل ابى طالب 1 : 213 .
وفيه كما ملئت جورا .

[272]


رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام : يا علي أنا وأنت وابناك الحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين أركان الدين ودعائم الاسلام ، من تبعنا نجا ومن تخلف عنا فإلى النار ( 1 ) .
94 - نى : أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حماد ، عن عمرو ابن شمر ، عن المبارك بن فضالة ، عن الحسن بن أبي الحسن البصري يرفعه قال : أتى جبرئيل النبي صلى الله عليه وآله فقال له : يا محمد إن الله عزوجل يأمرك أن تزوج فاطمة من علي أخيك فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام فقال له : يا علي إني مزوجك فاطمة ابنتي وسيدة نساء العالمين ( 2 ) وأحبهن إلي بعدك ، وكائن منكما سيدا شباب أهل الجنة والشهداء المضرجون ( 3 ) المقهورون في الارض من بعدي ، والنجباء الزاهرون ( 4 ) الذين يطفئ الله بهم الظلم ، ويحيي بهم الحق ، ويميت بهم الباطل ، عدتهم عدة أشهر السنة ، آخرهم يصلي عيسى بن مريم عليه السلام خلفه ( 5 ) .
كتاب المقتضب لابن عياش ، عن عبدالصمد بن علي ، عن الحسن بن علي بن علوية ، عن إسماعيل بن عيسى ، عن داود بن الزبير ، والمبارك بن فضالة ، عن الحسن مثله ( 6 ) .
95 - نى : ابن عقدة ، عن يحيى بن زكريا بن سنان ، عن علي بن أبي يوسف ، عن ابن عمرو ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي جعفر ( 7 ) ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أهل بيتي ( 8 ) اثنا عشر محدثا ، فقال له رجل - يقال له عبدالله بن زيد وكان أخا علي بن الحسين من الرضاعة - : سبحان الله محدثا : كالمنكر لذلك ، قال :

___________________________________________________________
( 1 ) أمالى المفيد : 127 .
( 2 ) في المصدر : ابنتى سيدة نساء العالمين .
( 3 ) ضرج الثوب بالدم : لطخه .
( 4 ) في المصدر : والنجباء الزهر .
وفى ( ك ) : والنجباء الظاهرون .
( 5 ) الغيبة للنعماني : 27 .
( 6 ) مقتضب الاثر : 33 و 34 .
( 7 ) في المصدر : عن أبان بن عثمان ، عن زرارة ، عن أبى جعفر عليه السلام .
( 8 ) : ان من أهل بيتي .

[273]


فأقبل عليه أبوجعفر عليه السلام فقال له : أما والله إن ابن امك كان كذلك يعني علي بن الحسين عليهما السلام ( 1 ) .
96 - نى : ابن عقدة ومحمد بن همام وعبدالعزيز وعبدالواحد ابنا عبدالله ، عن رجالهم عن عبدالرزاق ، عن معمر ، عن أبان ، عن سليم بن قيس الهلالي قال : قلت لعلي عليه السلام إني سمعت من سلمان ومن المقداد ومن أبي ذرأشياء من تفسير القرآن ومن الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله غير ما في أيدي الناس ، ثم سمعت منك تصديقا لما سمعت منهم ، و رأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنتم تخالفونهم فيها ، وتزعمون أن ذلك كان كله باطلا ، أفترى أنهم يكذبون على رسول الله متعمدين ، ويفسرون القرآن بآرائهم ( 2 ) ؟ قال : فأقبل علي عليه السلام علي وقال : قد سألت فافهم الجواب ، إن في أيدي الناس حقا وباطلا ، وصدقا وكذبا ، وناسخا و منسوخا ، وخاصا وعاما ، ومحكما ومتشابها ، وحفظا ووهما ، وقد كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله على عهده حتى قام خطيبا فقال : أيها الناس قد كثرت علي الكذابة ، فمن كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار ، ثم كذب عليه من بعده ، وإنما أتاكم الحديث من أربعة ( 3 ) ليس لهم خامس : رجل منافق مظهر للايمان متصنع للاسلام باللسان ، لايتأ ثم ولايتحرج ( 4 ) أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله متعمدا ، ولو علم المسلمون ( 5 ) أنه منافق كاذب ماقبلوا منه ولم يصدقوه ، ولكنهم قالوا : هذا قد صحب رسول الله صلى الله عليه وآله وقدرآه وسمع منه ، و أخذوا عنه وهم لايعرفون حاله ، وقد أخبرك الله عن المنافقين بما خبرك ووصفهم بما وصفهم فقال عزوجل : " وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم ( 6 ) ثم بقوا

___________________________________________________________
( 1 ) الغيبة للنعمانى : 31 .
( 2 ) في المصدر : برأيهم .
( 3 ) : وانما اتاك بالحديث اربعة .
( 4 ) تأثم : كف عن الاثم .
تحرج : تجنب عن الحرج أى الاثم .
( 5 ) في المصدر : فلوعلم المسلمون .
( 6 ) سورة المنافقون 4 .

[274]


بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وتقربوا إلى أئمة الضلال والدعاة إلى النار بالزور والكذب والبهتان حتى ولوهم الاعمال ، وحكموهم على رقاب الناس ( 1 ) وأكلوابهم الدنيا ، وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصم الله ، فهذا أحد الاربعة ( 2 ) .
ورجل سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا لم يحفظه على وجهه فأوهم فيه ( 3 ) ولم يتعمده كذبا ، فهو في يديه يقول به ويعمل به ويرويه ، ويقول : أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله ، ولو علم المسلون أنه وهم لم يقبلوه ، ولو علم هو أنه وهم لرفضه .
ورجل ثالث سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا أمربه ثم نهى عنه وهو لايعلم ، أوسمعه نهى عن شئ ثم أمربه وهولا يعلم ، فحفظ المنسوخ ثم لم يحفظ الناسخ ، ولو علم أنه منسوخ لرفضه ( 4 ) .
ورجل رابع لم يكذب على الله ولا على رسوله صلى الله عليه وآله ( 5 ) مبغضا للكذب ( 6 ) وخوفا من الله وتعظيما لرسول الله صلى الله عليه وآله ، ولم يتوهم ، بل حفظ الحديث كما سمع على وجهه ، فجاء به كما سمعه لم يزدفيه ولم ينقص منه ، وعلم الناسخ من المنسوخ ( 7 ) ، فعمل بالناسخ ورفض المنسوخ ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله ( 8 ) ونهيه مثل القرآن ناسخ ومنسوح وعام و خاص ومحكم ومتشابه ، قد كان يكون من رسول الله صلى الله عليه وآله الكلام له وجهان كلام عام وكلام خاص مثل القرآن ، وقال الله عزوجل في كتابه : " ماآتاكم الرسول فخذوه و مانها كم عنه فانتهوا ( 6 ) " يسمعه من لايعرف ولم يدرما عنى الله عزوجل ولا ما عنى به

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : وحملوهم على رقاب الناس .
( 2 ) : فهو أحد الاربعة .
( 3 ) .
فوهم فيه .
( 4 ) في المصدر و ( ك ) بعد ذلك : ولو علم المسلون - اذا سمعوامنه - أنه منسوخ لرفضوه .
( 5 ) في المصدر : ولا على رسول الله .
( 6 ) : بغضا للكذب .
( 7 ) : وحفظ الناسخ والمنسوخ .
( 8 ) في المصدر : وان امر رسول الله .
( 9 ) سورة الحشر : 7 .

[275]


رسول الله صلى الله عليه وآله ، وليس كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله كان يسأله عن الشئ فيفهم ، وكان منهم من يسأله ولايستفهم ، حتى أنهم كانو اليحبون أن يجئ الاعرابي أوالطاري ( 1 ) فيسأل رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يسمعوا .
وقد كنت أنا أدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله كل يوم دخلة وكل ليلة دخلة فيخليني فيها ( 2 ) أدورمعه حيث دار ، وقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أنه لم يكن يصنع ذلك بأحد غيري ( 3 ) ، فربما كان في بيتي ، يأتيني رسول الله أكثر من ذلك في بيتي ، وكنت إذا دخلت عليه ببعض منازله أخلاني ( 4 ) وأقام عني نساءه ، فلا يبقى عنده غيري ، وإذا أتاني للخلوة معي في منزلي لم تقم عني فاطمة ولا أحد من بني ( 5 ) ، وكنت إذا ابتدأت أجابني ، وإذاسكت عنه وفنيت مسائلي ابتدأني ، ودعا الله أن يحفظني ويفهمني فما نسيت شيئا قط منذد عالي ، وإني قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله يانبي الله إنك منذ دعوت الله لي بما دعوت لم أنس مما تعلمني شيئا ، فلم تمليه علي وتأمرني بكتبه ؟ أتتخوف علي النسيان ؟ فقال : ياأخي لست أتخوف عليك النسيان ولاالجهل ، وقد أخبرني الله عزوجل أنه قد استجاب لي فيك وفي شركائك الذين يكونون معك بعدك ( 6 ) ، وإنما تكتبه لهم ، قلت ، يارسول الله ومن شركائي ؟ قال : الذين قرنهم الله بنفسه وبي فقال : " ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامرمنكم ( 7 ) " فإن خفتم تنازعا في شئ فردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الامرمنكم ، قلت : يا نبي الله ومن هم ؟ قال : الاوصياء إلى أن يردوا علي حوضي ، كلهم هادمهتد ، لايضر هم خذلان

___________________________________________________________
( 1 ) طرى اليه : أقبل .
( 2 ) الدخلة : المرة من الدخول .
اخلاه وبه ومعه : اجتمع معه في خلوة .
( 3 ) في المصدر : باحد من الناس غيرى .
( 4 ) أخلانى وأخلى بى اه .
( 5 ) : من ابنى .
( 6 ) : يكونون من بعدك .
وفى ( ك ) : يكونون معك لك .
( 7 ) سورة النساء : 59 .
وما ذكر بعدها منقول بالمعنى وأصله " فان تنازعتم في شئ فردوه إلى الله وإلى الرسول " .

[276]


من خذلهم ، مع القرآن والقرآن معهم ، لايفارقونه ولايفارقهم ، بهم تنصر امتي و يمطرون ، ويدفع عنهم بمستجابات دعواتهم ، قلت : يارسول الله سمهم لي ، قال : ابني هذا - ووضع يده على رأس الحسن - ثم ابني هذا - ووضع يده على رأس الحسين - ثم ابن له علي اسمه اسمك ياعلي ( 1 ) ، ثم ابن له اسمه محمد بن علي ، ثم أقبل على الحسين و قال : سيولد محمد بن علي في حياتك فاقرءه مني السلام ، ثم تكمله اثني عشر إماما ، قلت : يانبي الله سمهم لي ، فسماهم رجلا رجلا ، منهم والله ياأخابني هلال ( 2 ) مهدي امة محمد صلوات الله عليه ، الذي يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ( 3 ) .
أقول : وجدت في كتاب سليم مثل ما رواه النعمان وزاد في آخره : والله إني لاعرف جميع من يبايعه بين الركن والمقام ، وأعرف أسماء أنصاره وقاتليهم ( 4 ) ، قال سليم : ثم لقيت الحسن والحسين صلوات الله عليهما بالمدينة بعد ما قتل أمير المؤمنين عليه السلام فحدثتهما بهذا الحديث ( 5 ) فقالا : صدقت قد حدثك أبونا علي بهذا الحديث ونحن جلوس ، وقد حفظنا ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله كما حدثك أبونا سواء لم يزد ولم ينقص ، قال سليم : ثم لقيت علي بن الحسين وعنده ابنه محمد بن علي فحدثته بما سمعت من أبيه وعمه و ما سمعت من علي عليه السلام فقال علي بن الحسين عليه السلام : قد أقرأني أمير المؤمنين من رسول الله ( 6 ) صلى الله عليه وآله وهو مريض وأنا صبي ، ثم قال محمد عليه السلام : وقد أقرأني جدي الحسين من رسول الله صلى اله عليه وآله وهو مريض ، السلام .
قال أبان : فحدثت علي بن الحسين عليه السلام بهذا كله عن سليم فقال : صدق سليم : وقد جاء جابر بن عبدالله الانصاري إلى ابني وهو غلام يختلف إلى الكتاب فقبله و
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 276 سطر 19 الى ص 284 سطر 18 أقرأه من رسول الله صلى الله عليه وآله السلام ، قال أبان : فلما مضى علي بن الحسين حججت فلقيت

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر و ( ت ) و ( م ) : ثم ابن له على اسمك يا على .
( 2 ) في ( ك ) : فقال : والله يا أخا بنى هلال اه .
( 3 ) الغيبة للنعمانى : 36 و 37 .
( 4 ) في المصدر : وأعرف اسماء الجميع وقبائلهم .
( 5 ) : فحدثتهما بهذا الحديث عن أبيهما .
( 6 ) : عن رسول الله .

[277]


أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام فحدثته بهذا الحديث كله لم أترك منه حرفا ، فاغر ورقت عيناه ( 1 ) ثم قال : صدق سليم قد أتاني بعد قتل جدي الحسين عليه السلام وأنا قاعد عند أبي فحدثني بهذا الحديث بعينه ، فقال له أبي ، صدقت قد حدثك أبي وعمي بهذا الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام فقالا : صدقت قد حدثك ذلك ونحن شهود ، ثم حدثا أنهما سمعاه من رسول الله صلى الله عليه وآله ( 2 ) .
97 - نى : بإسناده عن عبدالرزاق قال : حدثنا معمر بن راشد ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس أن عليا عليه السلام قال : لطلحة في حديث طويل عند ذكر تفاخر المهاجرين والانصار بمناقبهم وفضائلهم : يا طلحة أليس قد شهدت رسول الله صلى الله عليه وآله حين دعا بالكتف ليكتب فيها ما لا تضل الامة بعده ولا تختلف فقال صاحبك ما قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله يهجر فغضب رسول الله وتركها ؟ قال : بلى قد شهدته ، قال : فإنكم لما خرجتم أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله بالذي أراد أن يكتب فيها ويشهد عليه العامة ، وأن جبرئيل أخبره بأن الله قد علم أن الامة ستختلف وتفترق ، ثم دعا بصحيفة فأملى علي ما أراد أن يكتب بالكتف ، وأشهد على ذلك ثلاثة رهط : سلمان الفارسي وأبا ذر والمقداد ، و سمى من يكون من أئمة الهدى الذين أمر المؤمنين بطاعتهم إلى يوم القيامة ، فسماني أولهم ثم ابني هذا حسن ، ثم ابني هذا حسين ، ثم تسعة من ابني هذا حسين ( 3 ) ، كذلك يا باذر وأنت يا مقداد ؟ قالا : نشهد بذلك على رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال طلحة : والله لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لابي ذر : ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء ذا الهجة أصدق ولا أبر من أبي ذر ، وأنا أشهد أنهما لم يشهدا إلا الحق ( 4 ) وأنت أصدق وأبر عندي منهما ( 5 ) .

___________________________________________________________
( 1 ) اغر ورقت العين : دمعت كانها غرقت في دمع .
( 2 ) كتاب سليم بن قيس : 83 - 87 .
( 3 ) في المصدر : من ولد ابنى هذا حسين .
( 4 ) : لم يشهد الا بالحق .
( 5 ) الغيبة للنعمانى : 38 و 39 .

[278]


98 - وبإسناده عن عبدالرزاق بن همام ، عن معمر بن راشد ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس قال : قال علي بن أبي طالب عليه السلام : مررت يوما برجل - سماه لي - فقال : ما مثل محمد صلى الله عليه وآله إلا كمثل نخلة نبتت في كباة ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فذكرت ذلك له ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وخرج مغضبا وأتى المنبر ففرغت الانصار ( 1 ) إلى السلاح لما رأوا من غضب رسول الله صلى الله عليه وآله قال : فما بال أقوام يعيروني بقرابتي وقد سمعوني أقول فيهم ما أقول من تفضيل الله إياهم وما اختصهم به من إذهاب الرجس عنهم وتطهير الله إياهم ؟ وقد سمعوا ما قلته في فضل أهل بيتي ووصيي وما أكرمه الله به وخصه وفضله من سبقه إلى الاسلام وبلائه فيه وقرابته مني وأنه مني بمنزلة هارون من موسى ثم يمر به فزعم أن مثلي في أهل بيتي كمثل نخلة نبتت في أصل حش ؟ ( 2 ) ألا إن الله خلق خلقه وفرفهم فرقتين فجعلني في خير الفرقتين ، وفرق ثلاث شعب فجعلني في خيرها شعبا وخيرها قبيلة ، ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرها بيتا حتى خلصت في أهل بيتي وعترتي وبني أبي أنا وأخي علي بن أبي طالب ، نظر الله إلى أهل الارض نظرة واختارني منهم ثم نظر نظرة فاختار عليا أخي ووزيري ووارثي ، ووصيي وخليفتي في امتي ، و ولي كل مؤمن بعدي ، من والاه فقد والاه الله ، ومن أحبه أحبه الله ، ومن أبغضه أبغضه الله ، لا يحبه إلا كل مؤمن ، ولا يبغضه إلا كل كافر ، هوزر الارض ( 39 بعدي وسكها ، وهو كلمة التقوى وعروة الوثقى ( 4 ) ، يريدون أن يطفؤوا نور أخي ويأبى الله إلا أن يتم نوره .
أيها الناس ليبلغ مقالتي شاهدكم غائبكم اللهم اشهد عليهم ، ثم إن الله نظر نظرة ثالثة فاختار من أهل بيتي بعدي وهم خيار امتي أحد عشر إماما بعد أخي واحد بعد

___________________________________________________________
( 1 ) فرغ له واليه : قصده .
ويحتمل أن يكون ففزعت .
( 2 ) الحش - مثلثة - : البستان ، ويكنى به عن المخرج لانهم كانوا يقضون حوائجهم في البساتين .
( 3 ) كذا في النسخ والمصدر ، ويمكن أن يكون بتقديم المهملة ، وقد سبق معنى الكلمتين ذيل الخبر التاسع والسبعين ص : 259 .
( 4 ) في المصدر : وعروة الله الوثقى .

[279]


واحد كلما هلك واحد قام واحد مثلهم في أهل بيتي كمثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم ، إنهم هداة مهديون ، لا يضرهم كيد من كادهم ولا خذلان من خذلهم ، بل يضر الله بذلك من كادهم وخذلهم ، هم حجج الله في أرضه وشهداؤه على خلقه من أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم فقد عصى الله ، هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقهم ولا يفارقونه حتى يردوا علي حوضي وأول الائمة علي خيرهم ثم ابني حسن ثم ابني حسين ثم تسعة من ولد الحسين عليه السلام وذكر الحديث بطوله ( 1 ) .
ايضاح : قال الجزري : في حديث العباس : " قال يا رسول الله إن قريشا جعلوا مثلك مثل نخلة في كبوة من الارض " قال شمر : لم نسمع الكبوة ولكنا سمعنا الكبا و الكبة وهي الكناسة والتراب الذي يكنس من البيت .
وقال غيره : الكبة من الاسماء الناقصة أصلها كبوة مثل قلة وثبة أصلهما قلوة وثبوة ، ويقال للربوة : كبوة بالضم .
و قال الزمخشري ( 2 ) : الكبا : الكناسة ، وجمعه أكباء ، والكبة بوزن قلة وظبة نحوها ( 3 ) ، و أصلها كبوة ، وعلى الاصل جاء الحديث إلا أن المحدث لم يضبط الكلمة فجعلها كبوة بالفتح ، فإن صحت الرواية بها فوجهه أن تطلق الكبوة وهي المرة الواحدة من الكسح على الكساحة والكناسة ، ومنه الحديث أن اناسا من الانصار قالوا له : إنا نسمع من قومك " إنما مثل محمد كمثل نخلة نبتت في كبا " هي بالكسر والقصر : الكناسة وجمعها أكباء انتهى ( 4 ) .
والسك أن تضبب الباب ( 5 ) بالحديد ، ونوع من الطيب والاول أنسب .
99 - نى : محمد بن أحمد بن يعقوب ( 6 ) ، عن الحسين بن محمد ، عن محمد بن أبي قيس ،

___________________________________________________________
( 1 ) الغيبة للنعمانى : 39 و 40 .
( 2 ) راجع الفائق 2 : 393 .
( 3 ) اى هى ايضا بمعنى الكناسة .
( 4 ) النهاية 4 : 6 .
( 5 ) اى تشدده .
( 6 ) في المصدر : احمد بن محمد بن يعقوب .

[280]


عن جعفر الرماني ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن عبدالوهاب الثقفي ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه نظر إلى حمران فبكى ثم قال : يا حمران عجبا للناس كيف غفلوا أم نسوا أم تناسوا فنسوا قول رسول الله حين مرض فأتاه الناس يعودونه ويسلمون عليه حتى إذا غص ( 1 ) بأهله البيت جاء علي عليه السلام فسلم ولم يستطع أن يتخطاهم إليه ( 2 ) ولم يوسعوا له ، فلما رأى رسول الله ذلك رفع مخدته وقال : إلي يا علي ، فلما رأى الناس ذلك زحم بعضهم بعضا وأفرجوا حتى تخطاهم ، وأجلسه رسول الله إلى جنبه ثم قال : أيها الناس هذا أنتم تفعلون بأهل بيتي في حياتي ما أرى فكيف بعد وفاتي ؟ والله لا تقربون من أهل بيتي قربة إلا قربتم من الله منزلة ، ولا تباعدون خطوة وتعرضون عنهم إلا أعرض الله عنكم ثم قال : أيها الناس اسمعوا ألا إن الرضى والرضوان والجنة ( 3 ) لمن أحب عليا و تولاه وائتم به وبفضله وأوصيائه بعده ، وحق علي ربي أن يستجيب لي فهم ، إنهم اثنا عشر وصيا ، ومن تبعني فإنه مني إني من إبراهيم وإبراهيم مني وديني دينه ودينه ديني ، ونسبتي نسبته ونسبته نسبتي ، وفضلي فضله وأنا أفضل منه ولا فخر ، يصدق قولي قول ربي " ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم " ( 4 ) .
100 - نى : عبدالله بن عبدالملك ، عن محمد بن مثنى ، عن محمد بن إسماعيل الرقي ، عن موسى بن عيسى ( 5 ) ، عن علي بن محمد ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن محمد بن علي الباقر عليهما السلام ، عن سالم بن عبدالله بن عمر ، عن أبيه عبدالله بن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله أوحى إلي ليلة اسري بي : يا محمد من خلفت في الارض على امتك ؟ وهو أعلم بذلك - قلت : يارب أخي ، قال : يا محمد إني اطلعت ( 6 ) إلى

___________________________________________________________
( 1 ) غص المكان بهم : امتلا وضاق عليهم .
( 2 ) تخطاه : تجاوزه وسبقه .
( 3 ) في المصدر و ( د ) : ألا إن الرضى والرضوان والحب اه .
( 4 ) الغيبة للنعمانى : 44 .
( 5 ) في المصدر بعد ذلك : عن هشام بن عبدالله الدسواى ( الرستوانى خ ل ) .
( 6 ) : قال : يا محمد على بن ابى طالب ؟ قلت : نعم يا رب ، قال : يا محمد انى اطلعت اه .