[301]
سليمان بن إسحاق بن سليمان بن علي بن عبدالله بن العباس ، قال : حدثني أبي ، قال :
كنت يوما عند الرشيد فذكر المهدي وماذكر من عدله فاطنب في ذلك ، فقال الرشيد :
إني أحسبكم تحسبونه أبي المهدي ، حدثني عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس ، عن
أبيه العباس بن عبدالمطلب أن النبي صلى الله عليه وآله قال له ياعم : يملك من ولدي اثنا عشر
خليفة ، ثم تكون امور كريهة وشدة عظيمة ( 1 ) ، ثم يخرج المهدي من ولدي ، يصلح
الله امره في ليلة فيملا الارض عدلا كما ملئت جورا ، ويمكث في الارض ماشاءالله ، ثم
يخرج الدجال ( 2 ) .
قب : عن محمد بن زكريا مثله ( 3 ) .
139 - ارشاد القلوب : بالاسناد إلى المفيد ، بإسناده إلى عبدالله بن العباس
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله تباك وتعالى اطلع إلى الارض اطلاعة فاختارني
منها فجعلني نيبا ، ثم اطلع ثانية فاختار منها عليا عليه السلام فجعله إماما ، ثم أمرني أن
أتخذه أخا ووصيا وخليفة ووزيرا ، فعلي مني وهو زوج ابنتي وأبوسبطي الحسن و
الحسين ، ألا وإن الله جعلني أنا وهم ( 4 ) حججا على عباده ، ، وجعل من صلب الحسين أئمة
يقومون بأمري ويحفظون وصيتي ، التاسع منهم قائمهم ( 5 ) .
140 - وعن الشيخ المفيد يرفعه إلى أنس بن مالك قال : كنت أنا وأبوذر وسلمان
وزيدبن ثابت وزيدبن أرقم عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذ دخل الحسن والحسين عليهما السلام ، فقبلهما
رسول الله صلى الله عليه وآله وقام أبوذر فانكب عليهما وقبل أيديهما ، ثم رجع فقعد معنا ، فقلناله
سرا : يا أباذر أنت رجل شيخ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وتقوم إلى صبيين من بني هاشم
فتنكب عليهماو تقبل أيديهما ؟ ! فقال : نعم لو سمعتم ما سمعت فيهما من رسول الله صلى الله عليه وآله
( 1 ) في المصدر : امور كريهة وشديدة عظيمة .
( 2 ) اعلام الورى : 365 و 366 .
( 3 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 207 و 208 .
( 4 ) في المصدر : جعلنى واياهم .
( 5 ) ارشاد القلوب : 272 .
[302]
لفعلتم بهما أكثر مما فعلت ( 1 ) ، فقلنا : وماذا سمعت فيهما من رسول الله يا أباذر ؟ قال :
سمعته يقول لعلي عليه السلام ولهما ياعلي والله لو أن رجلا صام وصلى ( 2 ) حتى يصير كالشن
البالي إذا ما تنفعه صلاته ولاصومه إلا بحبك ( 3 ) ، ياعلي من توسل إلى الله بحبكم فحق
على الله أن لايرده ، ياعلي من أحبكم وتمسك بكم فقد تمسك بالعروة الوثقى .
قال : ثم قام أبوذر وخرج وتقدمنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقلنا : يا رسول الله أخبرنا
أبوذر عنك بكيت وكيت ، فقال : صدق أبوذر ، والله ما أظلت الخضراء ولاأقلت الغبراء
على ذي لهجة أصدق من أبي ذر ، ثم قال صلى الله عليه وآله : خلقني الله تبارك وتعالى وأهل بيتي
من نور واحد قبل أن يخلق آدم بسبعة آلاف عام ( 4 ) ، ثم نقلنا من صلبه إلى أصلاب
الطاهرين وإلى أرحام المطهرات ( 5 ) ، قلت : يارسول الله فأين كنتم ؟ وعلى أي مثال كنتم
قال : كنا أشباحا من نور تحت العرش ، نسبح الله ونقدسه ونمجده .
ثم قال صلى الله عليه وآله : لما عرج بي إلى السماء وبلغت سدرة المنتهى ودعني جبرئيل عليه والسلام
قلت : ياجبرئيل حبيبي ( 6 ) أفي هذا المكان تفارقني ؟ فقال : إني لاأجوزه فتحترق أجنحتي
ثم زخ بي في النور ماشاءالله ، وأوحى الله إلي يامحمد إني اطلعت إلى الارض اطلاعة
فاخترتك منها فجعلتك نبيا ، ثم اطلعت اطلاعة ( 7 ) فاخترت منها عليا وجعلته وصيك
ووارث علمك والامام بعدك ( 8 ) ، واخرج من أصلابكما الذرية الطاهرة والائمة
المعصومين خزان علمي ، فلولاكم ماخلقت الدنيا والآخرة ( 9 ) ولاالجنة ولا النار ، يا
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : أكثر مما فعلت انا .
( 2 ) : صلى وصام .
( 3 ) : الا بحبكم .
( 4 ) : بعد ذلك : ثم نقلنا إلى صلب آدم .
( 5 ) : والى ارحام الطاهرات .
( 6 ) : حبيبى جبرئيل .
( 7 ) : ثم اطلعت ثانية .
( 8 ) : وجعلته وصيك ووارثك ووارث علمك والامام من بعدك .
( 9 ) : ماخلقت الدنيا ولا الاخرة .
[303]
محمد أتحب أن تراهم ؟ قلت : نعم يا رب ، فنوديت : يامحمد ارفع رأسك ، فإذا أنا بأنوار
علي ( 1 ) والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن
جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي ومحمد بن الحسن
الحجة يتلالا من بينهم ( 2 ) كأنه كوكب دري فقلت : يارب من هذا ( 3 ) ، قال : يامحمد
هم الائمة من بعدك المطهرون من صلبك ، وهذا الحجة الذي يملا الارض قسطا وعدلا ،
ويشفي صدور قوم مؤمنين ، قلنا : بآبائنا وامهاتنا يارسول الله لقد قلت عجبا ! فقال عليه السلام :
وأعجب من هذا قوم يسمعون هذا الكلام ( 4 ) ثم يرجعون إلى أعقابهم بعد إذ هدا هم الله !
ويؤذنني فيهم ! مالهم لا أنا لهم الله شفاعتي ( 5 ) .
بيان : زخ به أي دفع ورمي .
141 - نص : أبوعبدالله الحسين بن محمد بن سعيد بن علي الخزاعي ، عن الاسدي
عن البرمكي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن شعيب بن إبراهيم التيمي ( 6 ) ،
عن سيف بن عميرة ، عن أبان بن إسحاق الاسدي .
عن الصباح بن محمد بن أبي حازم ، عن
سلمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله الائمة بعدي اثنا عشر عدد شهور الحول ، ومنا مهدي
هذه الامة ، له هيبة موسى وبهاء عيسى وحكم داود وصبر أيوب ، قال الشيخ أبوعبدالله
وهذا حديث غريب قوله صلى الله عليه وآله : عدد شهور الحول ( 7 ) .
142 - نص : أبوالمفضل ، عن جعفر بن محمد العلوي ، عن عبيد الله بن أحمد بن
نهيك ، عن محمد بن عصام الحسين ، عن أبيه وعمه ، عن عبدالرحمان بن مسعود العبدي ، عن
عليم الازدي ، عن سلمان الفارسي قال : قال رسول الله عليه وآله : الائمة بعدي اثنا عشر ،
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : فرفعت رأسى فاذا بانوار على وفاطمة اه .
( 2 ) : يتلالا وجهه من بينهم .
( 3 ) : فقلت : يارب ومن هؤلاء ومن هذا ؟
( 4 ) : واعجب من هذا ان قوما يسمعون منى هذا الكلام .
( 5 ) ارشاد القلوب : 272 - 274 .
( 6 ) في المصدر : التميمى .
( 7 ) كفاية الاثر : 6 .
[304]
ثم قال : كلهم من قريش ، ثم يخرج قائمنا فيشفي ( 1 ) صدور قوم مؤمنين ، ألا إنهم أعلم
منكم فلا تعلموهم ، ألا إنهم عترتي من لحمي ودمي ، مابال أقوام يؤذونني فيهم ؟ مالهم
لا أنا لهم الله شفاعتي ( 2 ) .
143 - نص : علي بن الحسين بن محمد ، عن هارون بن موسى ، عن أحمد بن محمد بن
سعيد ، عن محمد بن عامر ، عن الحجاج بن منهال ، عن حماد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب
الثقفي ، عن أبيه ، عن سلمان الفارسي قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده الحسن و
الحسين يتغذيان والنبي صلى الله عليه وآله يضع اللقمة تارة في فم الحسن وتارة في فم الحسين عليهما السلام
فلما فرغا من الطعام أخذ رسول الله صلى عليه وآله الحسن على عاتقه والحسين على فخذه ، ثم قال
لي : ياسلمان أتحبهم ؟ قلت : يارسول الله كيف لا احبهم ومكانهم منك مكانهم قال :
ياسلمان ( 3 ) من أحبهم فقد أحبنى ومن أحبى فقد أحب الله ، ثم وضع يده على كتف
الحسين فقال : إنه الامام ابن الامام ، تسعة من صلبه أئمة أبرار امناء معصومون ،
والتاسع قائمهم ( 4 ) .
144 - نص : أبوالمفضل الشيباني ، عن موسى بن عبيدالله بن يحيى بن خاقان ،
عن محمد بن عبدالله بن إبراهيم الشافعي ، عن محمد بن حماد بن ماهان الدباغ ، عن عيسى
بن إبراهيم ، عن الحارث بن نبهان ، عن عيسى بن يقظان ( 5 ) ، عن أبي سعيد ، عن مكحول
عن واثلة بن الاسقع ، عن جابر بن عبدالله الانصاري قال دخل جندل بن جنادة اليهودي
من خيبر على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يا محمد أخبرني عما ليس لله ، وعما ليس عندالله ، وعما
لايعلمه الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أما ماليس لله فليس لله شريك ، وأما ما ليس عندالله
فليس عند الله ظلم للعباد ، وأما مالا يعلمه الله فذلك قولكم يامعشر اليهود : عزير بن الله
والله لايعلم أن له ولدا ، فقال جندل : أشهد أن لاإله إلا الله وأنك رسول الله حقا .
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : ويشف .
( 2 ) كفاية الاثر : 6 و 7 .
( 3 ) في المصدر : ثم قال لى ياسلمان .
( 4 ) كفاية الاثر : 7 .
( 5 ) في المصدر : عن عيسى بن يقطين .
[305]
ثم قال : يارسول الله إني رأيت البارحة ( 1 ) في النوم موسى بن عمران عليه السلام
فقال لي : ياجندل أسلم على يد محمد واستمسك بالاوصياء من بعده : فقد أسلمت ورزقني الله
ذلك ، فأخبرني ما الاوصياء ( 2 ) بعدك لاتمسك بهم ؟ فقال : ياجندل أوصيائي من بعدي
بعدد نقباء بني إسرائيل ، فقال : يارسول الله إنهم كانوا اثني عشر ، هكذا وجدنا في التوراة
قال : نعم الائمة بعدي اثنا عشر ، فقال : يارسول الله كلهم في زمن واحد ؟ قال : لا ولكن
خلف بعد خلف ، فإنك لن تدرك منهم إلا تدرك منهم إلا ثلاثه ، قال : فسمهم لي يارسول الله : قال :
نعم إنك تدرك سيد الاوصياء ووارث الانبياء وأبا الائمة علي بن أبي طالب بعدي ، ثم
ابنه الحسن ، ثم الحسين ، فاستمسك بهم من بعدي ولايغرنك جهل الجاهلين ، فإذا كانت
وقت ولادة ابنه علي بن الحسين سيد العابدين يقضي الله عليك ، ويكون آخر زادك من
الدنيا شربة من لبن .
فقال : يارسول الله هكذا وجدت في التوراة " إليا يقطوا شبرا وشبيرا " فلم أعرف
أساميهم ، فكم بعد الحسين من الاوصياء وما أساميهم ؟ فقال : تسعة من طلب الحسين
والمهدي منهم ، فإذا انقضت مدة الحسين قام بالامر بعده علي ابنه ويلقب بزين العابدين
فإذا انقضت مدة علي قام بالامر بعده ابنه يدعى بالباقر ، فإذا انقضت مدة محمد قام بالامر
بعده جعفر ويدعى بالصادق ، فإذا انقضت مدة جعفر قام بالامر بعده موسى ويدعى بالكاظم ،
ثم إذا انتهت مدة موسى قام بالامر بعده ابنه علي ويدعى بالرضا ، فإذا انقضت مدة علي
قام بالامر بعده ابنه محمد يدعى بالزكي ، فإذا انقضت مدة محمد قام بالامر بعده علي ابنه
ويدعى بالنقي ، فإذا انقضت مدة علي قام بالامر بعده الحسن ابنه يدعى بالامين ثم
يغيب عنهم إمامهم ، قال يارسول الله هوالحسن يغيب عنهم ؟ قال : لاولكن ابنه الحجة ،
قال : يا رسول الله فما ؟ قال : لايسمى حتى يظهره الله .
قال جندل : يارسول الله قد وجدنا ذكر كم في التوراة ، وقد بشرنا موسى بن عمران
بك وبالاوصياء بعدك من ذريتك ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله " وعدالله الذين آمنوا منكم
___________________________________________________________
( 1 ) البارح والبارحة : اقرب ليلة مضت .
( 2 ) الصيحيح كما في المصدر : فأخبرنى بالاوصياء .
[306]
وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم
دينهم الذي ارتضى لهم وليبد لنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لايشركون بي شيئا ( 1 ) "
فقال جندل : يا رسول الله فما خوفهم ؟ قال : يا جندل في زمن كل واحد منهم جبار
يعتريه ويؤذيه ، فإذا عجل الله خروج قائمنا يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما
وجورا .
ثم قال صلى الله عليه وآله : طوبى للصابرين في غيبته ، طوبى للمقيمين على محجتهم ( 2 ) ،
اولئك وصفهم الله في كتابه وقال : " الذين يؤمنون بالغيب ( 3 ) " وقال : " اولئك حزب الله
ألا إن حزب هم المفلحون ( 4 ) " .
قال ابن الاسقع : ثم عاش جندل بن جنادة إلى أيام الحسين بن علي عليه السلام ،
ثم خرج إلى الطائف ، فحدثني نعيم بن أبي قيس قال : دخلت عليه بالطائف وهو عليل ،
ثم إنه دعا بشربة من لبن فشربه وقال : هكذا عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وآله ، أنه يكون
آخر زادي من الدنيا شربة من لبن ، ثم مات ودفن بالطائف في الموضع المعروف
بالكوراء ( 5 ) .
بيان : لا يخفى ما فيه من التنافي ظاهرا بين قوله صلى الله عليه وآله : " فإذا كانت وقت ولادة ابنه "
وقول الراوي : " ثم عاش إلى أيام الحسين " فإن ولادة علي بن الحسين كان في أواخر
أيام أمير المؤمنين عليه السلام ، ولا يبعد أن يكون في الخبر " فإذا كانت وقت إمامة ابنه "
فصحف ، ويمكن أن يؤول قوله : " يقضي الله " بأن يكون المراد القضاء بغير الموت كالخروج
من المدينة وغير ذلك من موانع رؤيته ، ويحتمل تأويلات اخر بعيدة تركناها لافهام
الناظرين .
145 - نص : علي بن الحسن بن مندة ، عن أبي محمد هارون بن موسى ، عن محمد بن
___________________________________________________________
( 1 ) سورة النور : 55 .
( 2 ) المحجة : جادة الطريق أى وسطه .
( 3 ) سورة البقرة : 3 .
( 4 ) سورة المجادلة : 22 .
( 5 ) كفاية الاثر : 8 و 9 .
[307]
يعقوب الكليني ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن سلمة بن الخطاب ، عن محمد بن خالد الطيالسي
عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعا ، عن علقمة بن محمد الحضرمي ، عن جعفر بن محمد
عليه السلام ، وحدثنا محمد بن وهبان ، عن علي بن الحسين الهمداني ، عن محمد بن عبدالله بن
سليمان الحضرمي ، عن الحسن بن سهل الخياط ، عن سفيان بن عيينة ، عن جعفر بن محمد ،
عن أبيه عليهما السلام ، عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله للحسين بن علي عليه السلام
يا حسين يخرج من صلبك تسعة أئمة ، منهم مهدي هذه الامة ، فإذا استشهد أبوك
فالحسن بعده ، فإذا سم الحسن ( 1 ) فأنت ، فإذا استشهدت فعلي ابنك ، فإذا مضى علي فمحمد
ابنه ، فإذا مضى محمد فجعفر ابنه ، فإذا مضى جعفر فموسى ابنه ، فإذا مضى موسى فعلي ابنه
فإذا مضى علي فمحمد ابنه ، فإذا مضى محمد فعلي ابنه ، فإذا مضى علي فالحسن ابنه ،
ثم الحجة بعد الحسن يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ( 2 ) .
146 - نص : أبوالمفضل الشيباني ، عن عبدالرزاق بن سليمان بن غالب الازدي
عن الحسن بن علي ( 3 ) ، عن عبدالوهاب بن همام الحميري ، عن ابن أبي شيبة ، عن شريك ،
عن الركين بن الربيع ، عن القاسم بن حسان ، عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : كان
رسول الله في الشكاة ( 4 ) التي قبض فيها فإذا فاطمة عند رأسه ، قال : فبكت حتى ارتفعت صوتها
فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله طرفه إليها فقال : حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك ؟ قالت : أخشى الضيعة
من بعدك ، قال : يا حبيبتي لا تبكين فنحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم يعطها أحدا
قبلنا ولا يعطيها أحدا بعدنا : منا خاتم النبيين وأحب المخلوقين إلى الله عزوجل وهو
أنا أبوك ، ووصينا ( 5 ) خير الاوصياء وأحبهم إلى الله وهو بعلك ، وشيهدنا خير الشهداء
وأحبهم إلى الله وهو عمك ، ومنا من له جناحان في الجنة يطير بهما مع الملائكة وهو
___________________________________________________________
( 1 ) اى صار مسموما .
( 2 ) كفاية الاثر : 9 .
( 3 ) في المصدر : عن الحسن السمعانى .
وفى هامش ( ك ) : معافى خ ل .
( 4 ) الشكاة : المرض .
( 5 ) في المصدر : ووصيى .
[308]
ابن عمك ، ومنا سبطا هذه الامة وهما ابناك الحسن والحسين ، سوف يخرج الله من صلب
الحسين تسعة من الائمة امناء معصومون ( 1 ) ومنا مهدي هذه الامة ، إذا صارت الدنيا هرجا
ومرجا وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيرا ولا
صغير يوقر كبيرا فيبعث الله عزوجل عند ذلك مهدينا التاسع من صلب الحسين ، يفتح
حصون الضلالة وقلوبا غفلاء ( 2 ) ، يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان
ويملا الارض عدلا كما ملئت جورا ، يا فاطمة لا تحزني ولا تبكي فإن الله أرحم مني
بك وأرأف عليك مني ، وذلك لمكانك مني وموضعك من قلبي ، وزوجك الله زوجا هو
أشرف أهل بيتك حسبا ، وأكرمهم منصبا ، وأرحمهم بالرعية ، وأعدلهم بالسوية ،
وأبصرهم بالقضية ، وقد سألت ربي عزوجل أن تكوني أول من يلحقني ( 3 ) من أهل
بيتي ، ألا إنك بضعة مني ، فمن آذاك فقد آذاني .
قال جابر : فلما قبض رسول الله دخل إليها رجلان من الصحابة فقالا لها : كيف
أصبحت يا بنت رسول الله ؟ قالت : اصدقاني ( 4 ) هل سمعتما من رسول الله : فاطمة بضعة
مني فمن آذاها فقد آذاني ؟ قالا : نعم والله لقد سمعنا ذلك منه ، فرفعت يديها إلى السماء
وقالت : اللهم إني اشهدك أنهما قد آذاني وغصبا حقي ، ثم أعرضت عنهما فلم تكلمهما
بعد ذلك ، وعاشت بعد أبيها خمسة وسبعين يوما حتى ألحقها الله به ( 5 ) .
بيان : الرجلان أبوبكر وعمر ، وستأتي هذه القصة في أحوال فاطمة عليها السلام .
147 - نص : علي بن محمد بن متولة ، عن محمد بن عمر القاضي الجعابي ، عن نصر بن
عبدالله ، عن الوشاء ، عن زيد بن الحسن الانماطي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما السلام عن جابر
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 308 سطر 19 الى ص 316 سطر 18
ابن عبدالله الانصاري قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وآله في بيت ام سلمة فأنزل الله هذه الآية
___________________________________________________________
( 1 ) كذا في ( ك ) وفى غيره من النسخ وكذا المصدر : وهما ابناك الحسن والحسين ، وتسعة
من الائمة معصومون .
( 2 ) في المصدر : يفتح حصون الضلالة وقلاعها .
( 3 ) : اول من يلحق بى .
( 4 ) صدقه بالحديث : أنباء بالصدق .
( 5 ) كفاية الاثر : 9 .
[309]
" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ( 1 ) فدعا النبي
صلى الله عليه وآله بالحسن والحسين وفاطمة وأجلسهم بين يديه ، ودعا عليا عليه السلام فأجلسه
خلف ظهره وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت
ام سلمة : وأنا معهم يا رسول الله ؟ قال : أنت على خير ، فقلت : يا رسول الله لقد أكرم الله
هذه العترة الطاهرة والذرية المباركة بذهاب الرجس عنهم ؟ قال : يا جابر لانهم عترتي
من لحمي ودمي ، فأخي سيد الاوصياء ، وابناي خير الاسباط ، وابنتي سيدة النسوان ،
ومنا المهدي ، قلت : يا رسول الله ومن المهدي ؟ قال : تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار
والتاسع قائمهم ، يملا الارض قسطا وعدلا ، يقاتل على التأويل كما قاتلت على
التنزيل ( 2 ) .
148 - نص : الصدوق ، عن ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن عمه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي
جميلة ، عن جابر الجعفي ، عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : المهدي
من ولدي ، اسمه اسمي ، وكنيته كنيتي ، أشبه الناس بي خلقا وخلقا ، يكون له غيبة
وحيرة تضل فيها الامم ، ثم يقبل كالشهاب الثاقب يملاها عدلا وقسطا كما ملئت جورا
وظلما ( 3 ) .
149 - نص : أبوالمفضل ، عن رجاء بن يحيى العبرتائي الكاتب ، عن محمد بن خلاد
الباهلي ، عن معاذ بن معاذ ، عن ابن عون ، عن هشام بن زيد ، عن أنس بن مالك قال : سألت
رسول الله صلى الله عليه وآله عن حواري عيسى فقال : كانوا من صفوته وخيرته وكانوا اثني عشر مجردين
مكمشين في نصرة الله ورسوله ، لازهو ( 4 ) فيهم ولا ضعف ولا شك ، كانوا ينصرونه على
بصيرة ونفاذ وجد وعناء ، قلت : فمن حواريك يا رسول الله ؟ فقال : الائمة بعدي اثنا عشر
من صلب علي وفاطمة ، هم حواريي وأنصار ديني ( 5 ) ، عليهم من الله التحية والسلام .
___________________________________________________________
( 1 ) سورة الاحزاب : 33 .
( 2 ) كفاية الاثر : 9 .
( 3 ) : 9 و 10 .
( 4 ) الزهو : التية والكبر .
الباطل والكذب .
الظلم .
( 5 ) كفاية الاثر : 10 وفيه : هم حواريي وأنصارى .
[310]
ايضاح : " مكمشين " أي مسرعين [ وكمشه تكميشا : أعجله ، والحادي : جد
في السوق ، وتكمش : أسرع كانكمش " من صلب علي " أي أكثرهم أو تغليبا ]
150 - نص : أبو عبدالله أحمد بن محمد بن عياش الجوهري ، عن محمد بن أحمد الصفواني
عن محمد بن الحسين ، عن عبدالله بن سلمة ( 1 ) ، عن محمد بن عبدالله الحمصي ، عن ابن حماد ،
عن أنس بن سيرين ، عن أنس بن مالك قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله صلاة الفجر ثم أقبل
علينا وقال : معاشر أصحابي من أحب أهل بيتي حشر معنا ، ومن استمسك بأوصيائي من
بعدي فقد استمسك بالعروة الوثقى ، فقام إليه أبوذر الغفاري فقال : يا رسول الله كم الائمة
بعدك ؟ قال عدد نقباء بني إسرائيل ، فقال : كلهم من أهل بيتك ؟ قال : كلهم من أهل بيتي تسعة
من صلب الحسين عليه السلام والمهدي منهم ( 2 ) .
151 - نص : محمد بن عبدالله الشيباني رحمه الله ، عن جابر بن يحيى العبرتائي
الكاتب ، عن يعقوب بن إسحاق ، عن محمد بن بشار ، عن محمد بن جعفر ، عن شعبة ، عن هشام بن زيد ،
عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لما عرج بي إلى السماء رأيت على ساق
العرش مكتوبا : لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله أيدته بعلي ونصرته به .
ورأيت اثني
عشر اسما مكتوبا بالنور ، فهم : علي بن أبي طالب وسبطاي وبعدهما تسعة أسماء : علي علي
علي - ثلاث مرات - ومحمد ومحمد - مرتين - وجعفر وموسى والحسن ، والحجة يتلالا من
بينهم ، فقلت : يا رب أسامي من هؤلاء ؟ فنادى ربي جل جلاله : يا محمد هم الاوصياء
من ذريتك ، بهم اثيب وبهم اعاقب ( 3 ) .
152 - نص : أبوالمفضل الشيباني ، عن موسى بن أحمد بن عبدالله بن يحيى بن
خاقان ، عن أحمد بن الحسن بن الفضل بن الربيع ، عن عثمان بن أبي شيبة ، عن يزيد بن هارون ، عن
عبدالله بن عون ، عن أنس بن سيرين ، عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : عن عبدالله بن مسلمة .
( 2 ) كفاية الاثر : 10 .
( 3 ) : 10 و 11 .
وفيه : فنادانى ربى جل جلاله : هم الاوصياء من ذريتك بهم اثيب
واعاقب .