[351]


خالد بن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن عمته زينب بنت علي ( 1 ) ، عن فاطمة عليها السلام قالت : دخل إلي رسول الله صلى الله عليه وآله عند ولادة ابني الحسين ، فناولته إياه في خرقة صفراء ، فرمى بها وأخذ خرقة بيضاء فلفه فيها ، ثم قال : خذيه يا فاطمة فإنه الامام وأبو الائمة تسعة من صلبه أئمة أبرار والتاسع قائمهم ( 2 ) .
220 - نص : علي بن الحسن ، عن هارون بن موسى ؟ عن الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني ، عن أحمد بن علي العبدي ، عن علي بن سعد بن مسروق ، عن عبدالكريم بن هلال بن أسلم المكي ، عن أبي الطفيل ، عن أبي ذر قال : سمعت فاطمة عليها السلام تقول : سألت أبي عن قول الله تبارك وتعالى ، " وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ( 3 ) " قال : هم الائمة بعدي : علي وسبطاي وتسعة من صلب الحسين ، هم رجال الاعراف ، لا يدخل الجنة إلا من يعرفهم ويعرفونه ، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وينكرونه ، لا يعرف الله تعالى إلا بسبيل معرفتهم ( 4 ) .
قب : عن فاطمة عليها السلام مثله ( 5 ) .
221 - نص : الحسين بن علي ، عن هارون بن موسى ، عن محمد بن إسماعيل الفزاري ، عن عبدالله بن الصالح كاتب الليث ، عن رشد بن سعد ، عن الحسين بن يوسف الانصاري ، عن سهل بن سعد الانصاري قال : سألت فاطمة بنت رسول الله صلى الله وآله عن الائمة فقالت : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام : يا علي أنت الامام والخليفة بعدي وأنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضيت فابنك الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى الحسن فالحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا مضى الحسين فابنه علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى علي فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى محمد فابنه جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا مضى جعفر فابنه موسى أولى

___________________________________________________________
( 1 ) كذا في ( ك ) وفيه وهم ، والصحيح : عن زيد بن علي .
عن ابيه على بن الحسين .
عن عمته زينب .
او كما في غيره من النسخ وكذا المصدر : عن زيد بن على بن الحسين عن عمته زينب .
( 2 و 4 ) كفاية الاثر : 26 .
( 3 ) سورة الاعراف : 46 .
( 5 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 210 .

[352]


بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى موسى فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى علي فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى محمد فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا مضى علي فابنه الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى الحسن فالقائم المهدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، يفتح الله به مشارق الارض ومغاربها ، فهم أئمة الحق وألسنة الصدق ، منصور من نصرهم ، مخذول من خذلهم ( 1 ) .
نص : علي بن الحسن ، عن محمد بن الحسين الكوفي ، عن ميسرة بن عبدالله ، عن عبدالله بن محمد بن عبدالله القرشي ، عن محمد بن سعد صاحب الواقدي ، عن محمد بن عمر الواقدي عن أبي هارون ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام ، عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : دخلت على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وفي يدها لوح من زمرد أخضر ، وذكر الحديث ( 2 ) 222 - نص : علي بن الحسن ، عن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن قابوس القمي بقم ، عن محمد بن الحسن ، عن يونس بن ظبيان ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام قال : قالت لي امي فاطمة عليها السلام لما ولدتك دخل إلي رسول الله صلى الله عليه وآله فناولتك إياه في خرقة صفراء ، فرمى بها وأخذ خرقة بيضاء لفك بها ، وأذن في اذنك الايمن وأقام في الايسر ، ثم قال : يا فاطمة خذيه فإنه أبوالائمة ، تسعة من ولده أئمة أبرار والتاسع مهديهم ( 3 ) .
223 - نص : محمد بن عبدالله بن المطلب ، عن عبيدالله بن الحسين النصيبي ، عن أبي العيناء عن يعقوب بن محمد بن علي بن عبدالمهيمن ، عن عباس بن سهل الساعدي ، عن أبيه قال : سألت فاطمة صلوات الله عليها عن الائمة عليهم السلام فقالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله [ يقول ] : الائمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل ( 4 ) .
224 - نص : علي بن الحسن ، عن محمد بن الحسين الكوفي ، عن محمد بن علي بن زكريا ، عن عبدالله بن الضحاك ، عن هشام بن محمد ، عن عبدالرحمان ، عن عاصم بن عمرو ، عن محمود بن لبيد قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وله كانت فاطمة عليها السلام تأتي قبور الشهداء و

___________________________________________________________
( 1 و 2 و 3 ) كفاية الاثر : 26 .
( 4 ) كفاية الاثر : 26 .
وفيه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول اه .

[353]


تأتي قبر حمزة وتبكي هناك ، فلما كان في بعض الايام أتيت قبر حمزة فوجدتها عليها السلام تبكي هناك فأمهلتها حتى سكنت ، فأتيتها وسلمت عليها وقلت : يا سيدة النسوان قد والله قطعت نياط ( 1 ) قلبي من بكائك ، فقالت : يابا عمرو لحق لي البكاء ، فلقد اصبت بخير الآباء رسول الله صلى الله عليه وآله واشوقاه إلى رسول الله ، ثم أنشأت عليها السلام تقول : إذا مات يوما ميت قل ذكره * وذكر أبي مذمات والله أكثر قلت يا سيدتي إني سائلك عن مسألة تتلجلج في صدري ، قالت : سل ، قلت : هل نص رسول الله قبل وفاته على علي بالامامة ؟ قالت واعجبا أنسيتم يوم غدير خم ؟ قلت قد كان ذلك ولكن أخبريني بما اشير إليك ، قالت : اشهد الله تعالى لقد سمعته يقول : علي خير من اخلفه فيكم ، وهو الامام والخليفة بعدي ، وسبطاي وتسعة من صلب الحسين أئمة أبرار ، لئن ابتعتموهم وجدتموهم هادين مهديين ، ولئن خالفتموهم ليكون الاختلاف فيكم إلى يوم القيامة ؟ قلت : يا سيدتي فما باله قعد عن حقه ؟ قالت : يابا عمر لقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : مثل الامام مثل الكعبة إذ تؤتى ولا تأتي - أو قالت : مثل علي - ثم قالت : أما والله لو تركوا الحق على أهله واتبعوا عترة نبيه ( 2 ) لما اختلف في الله اثنان ، ولورثها سلف عن سلف وخلف بعد خلف حتى يقوم قائمنا التاسع من ولد الحسين ، ولكن قدموا من أخره الله وأخروا من قدمه الله : حتى إذا ألحدوا المبعوث و أودعوه الجدث المجدوث ( 3 ) اختاروا بشهوتهم وعملوا بآرائهم ، تبا لهم ( 4 ) أولم يسمعوا الله يقول : " وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة ( 5 ) " ؟ بل سمعوا ولكنهم كما قال الله سبحانه : " فإنها لا تعمى الابصار لكن تعمى القلوب التي في الصدور ( 6 ) "

___________________________________________________________
( 1 ) النياط : عرق غليظ متصل بالقلب فاذا قطع مات صاحبه .
( 2 ) في المصدر : واتبعوا عترة نبيهم .
( 3 ) : حتى اذا الحد المبعوث وأودعه الجدث المجدوث .
( 4 ) أى الزمهم الله خسرانا وهلاكا .
( 5 ) سورة القصص : 48 .
( 6 ) : الحج : 46 .

[354]


هيهات بسطوا في الدنيا آمالهم ونسوا آجالهم ، فتعسا لهم وأضل أعمالهم ، أعوذ بك يا رب من الحور بعد الكور ( 1 ) .
بيان : الجدث : القبر ، والمجدوث : المحفور .
قال الجزري : فيه " نعوذ بالله من الحور بعد الكور " أي من النقصان بعد الزيادة ، وقيل : من فساد امورنا بعد صلاحها ، و قيل : من الرجوع عن الجماعة بعد أن كنا منهم ، وأصله من نقض العمامة بعد لفها ( 2 ) .
225 - نص : علي بن الحسن بن محمد بن منده ، عن محمد بن الحسين الكوفي ، عن إسماعيل بن موسى بن إبراهيم ، عن محمد بن سليمان بن حبيب ، عن شريك ، عن حكيم بن جبير ، عن إبراهيم النخعي ، عن علقمة بن قيس ، قال : خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على منبر الكوفة خطبة اللؤلؤة ( 3 ) فقال فيما قال - في آخرها - : ألا وإني ظاعن عن قريب ( 4 ) ومنطلق إلى المغيب ، فارتقبوا الفتنة الاموية ، والمملكة الكسروية وإماتة ما أحياه الله ، وإحياء ما أماته الله ، واتخذوا صوامعكم بيوتكم .
وعضوا على مثل جمر الغضا ( 5 ) ، واذكروا الله كثيرا فذكره أكبر لو كنتم تعلمون .
ثم قال : وتبنى مدينة يقال لها الزوراء بين دجلة ودجيل والفرات ، فلو رأيتموها مشيدة بالجص والآجر ومزخرفة بالذهب والفضة واللازورد المستسقى والمرمر والرخام وأبواب العاج والآبنوس والخيم والقباب والستارات ، وقد عليت ( 6 ) بالساج والعرعر والصنوبر والشب ( 7 ) ، وشيدت بالقصور ، وتوالت عليها ملوك بني الشيصبان أربعة و

___________________________________________________________
( 1 ) كفاية الاثر : 26 و 27 .
( 2 ) النهاية 1 : 269 .
( 3 ) لم تذكر هذه الخطبة في نهج البلاغة ، وسمعت بعض أساتذتي يقول انها مذكورة في مشارق الانوار للشيخ رجب البرسى .
لكنى تفحصت ماعندى من نسخته ولم اجدها فيها ، ولعلها مذكورة في غيره .
( 4 ) ظعن : سار وارتحل .
( 5 ) عض به وعليه : امسكه بأسنانه .
والغضا : شجر من الاثل خشبه من أصلب الخشب وجمره يبقى زمنا طويلا لا ينطفئ .
اى اصبروا على بلية عظيمة وداهية شديدة الصبر عليها كعض جمرة الغضا .
( 6 ) في المصدر : وقد حليت .
( 7 ) الساج : شجر عظيم صلب الخشب ( معرب كاج ) والعرعر : شجر يشبه السرو .
لا ساق له وينبت في الجبال .
والصنوبر : شجر لا يزال مخضرا وهو رفيع الورق .

[355]


عشرون ملكا على عدد سني الكديد ، فيهم السفاح والمقلاص والجموح والهذوع ( 1 ) و المظفر والمؤنث والنزار والكبش والمهتور والعيار ( 2 ) والمصطلم والمستصعب ( 3 ) والعلام والرهباني والخليع والسيار والمترف والكديد والاكتب والمسرف ( 4 ) والاكلب والوسيم والصيلام والعينوق ( 5 ) ، وتعمل القبة الغبراء ذات القلاة الحمراء ( 6 ) ، وفي عقبها قائم الحق يسفر عن وجهه بين أجنحة الاقاليم ( 7 ) كالقمر المضئ بين الكواكب الدرية .
ألا وإن لخروجه علامات عشرة ، أولها طلوع الكوكب ذي الذنب ، ويقارب من الحادي ، ويقع فيه هرج ومرج وشغب ، وتلك علامات الخصب ، ومن العلامة إلى العلامة عجب ، فإذا انقضت العلامات العشرة إذ ذاك يظهر منا القمر الازهر ، وتمت كلمة الاخلاص لله على التوحيد .
فقام إليه رجل يقال له عامر بن كثير فقال : يا أمير المؤمنين لقد أخبرتنا عن أئمة الكفر وخلفاء الباطل فأخبرنا عن أئمة الحق وألسنة الصدق بعدك ، قال : نعم إنه لعهد عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وآله وإن هذا الامر يملكه اثنا عشر إماما تسعة من الحسين ولقد قال النبي صلى الله عليه وآله : لما عرج بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش فإذ مكتوب عليه " لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته بعلي " ورأيت اثني عشر نورا فقلت : يا رب أنوار من هذه ؟ فنوديت : يا محمد هذه أنوار الائمة من ذريتك ، قلت : يا رسول الله أفلا تسميهم لي ؟ قال : نعم أنت الامام والخليفة بعدي ، تقضي ديني وتنجز عداتي ، و بعدك ابناك الحسن والحسين ، وبعد الحسين ابنه علي زين العابدين ، وبعد علي ابنه محمد يدعى بالباقر ، وبعد محمد ابنه جعفر يدعى بالصادق ، وبعد جعفر ابنه موسى يدعى بالكاظم

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : والخدوع ( 2 ) في المصدر : والعيسار .
وفى ( د ) : والعتار .
( 3 ) : والمستعصب .
( 4 ) في المصدر و ( د ) : والمترف .
( 5 ) في المصدرين : والظلام والعيوق وفى ( د ) والضلام .
( 6 ) في المصدر و ( د ) : ذات الفلاة الحمراء .
( 7 ) أسفر : كشف وأسفر الصبح : أضاء وفى المصدر و ( د ) : بين الاقاليم .

[356]


وبعد موسى ابنه علي يدعى بالرضا ، وبعد علي ابنه محمد يدعى بالزكي ، وبعد محمد ابنه علي يدعى بالنقي ، وبعده ابنه الحسن يدعى بالامين ، والقائم من ولد الحسين سميي وأشبه الناس بي ، يملاها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما .
قال الرجل : فما بال قوم وعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله ثم دفعوكم عن هذا الامر وأنتم الاعلون نسبا ونوطا ( 1 ) بالنبي وفهما بالكتاب والسنة ؟ قال عليه السلام : أرادوا قلع أوتاد الحرم ، وهتك ستور الاشهر الحرم ، من بطون البطون ونور نواظر العيون ، بالظنون الكاذبة والاعمال البائرة ( 2 ) ، بالاعوان الجائرة في البلدان المظلمة ، وبالبهتان المهلكة بالقلوب الخربة ( 3 ) ، فراموا هتك الستور الزكية وكسر إنية الله النقية ، ومشكاة يعرفها الجميع ، وعين الزجاجة ومشكاة المصباح ، وسبل الرشاد ، وخيرة الواحد القهار ، حملة بطون القرآن ، فالويل لهم من طمطام النار ( 4 ) ومن رب كبير متعال ، بئس القوم من خفضني وحاولوا الادهان في دين الله ، فإن يرفع عنا محن البلوى حملناهم من الحق على محضه ، وإن يكن الاخرى فلا تأس على القوم الفاسقين ( 5 ) .
[ بيان : الشيصبان اسم الشيطان ، وإنما عبر عنهم بذلك لانهم كانوا شرك الشيطان ] والمشهور أن عدد خلفاء بني العباس كان سبعة وثلاثين ، ولعله عليه السلام إنما عد منهم من استقر ملكه وامتد ، لامن تزلزل سلطانه وذهب ملكه سريعا ، كالامين والمنتصر والمستعين والمعتز وأمثالهم .
والكديد إما كناية عن المعتز فالمراد بسنيه أعوام عمره فإن عمره حين مات كان أربعا وعشرين سنة ، فيكون ما ذكره عليه السلام عند العد على خلاف الترتيب ، أو كناية عن المقتدر ويكون المراد بسنيه مدة خلافته وكانت أربعه وعشرين سنة وأحد عشر شهرا وثمانية
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 356 سطر 19 الى ص 364 سطر 18 عشر يوما وكان ثامن عشرهم وفي العد أيضا الكديد هو الثامن عشر والمتقي أيضا كانت

___________________________________________________________
( 1 ) النوط : العلقة .
وليست هذه الكلمة في المصدر .
( 2 ) البائر : الفاسد الهالك .
( 3 ) في المصدر و ( د ) : بالبهتان المهلكة الخربة .
( 4 ) طمطام النار : وسطها .
( 5 ) كفاية الاثر : 28 و 29 .

[357]


مدة خلافته أربعا وعشرين سنة أو أشهرا ، فيحتمل أن يكون إشارة إليه بناء على سقوط جماعة قبله لعدم تمكنهم كما مر [ وفي بعض النسخ " على عدد سني الملك " أي على عدد سني ملكهم وسلطنتهم ، أهملها ولم يذكرها ، وفي روايات هذه الخطبة اختلافات كثيرة ] 226 - نص : أبوالمفضل الشيباني ، عن جعفر بن محمد الحسيني العلوي ، عن أحمد بن عبدالمنعم الصيداوي ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت له : يا ابن رسول الله : إن قوما يقولون : إن الله تبارك وتعالى جعل الامامة في عقب الحسن والحسين ، قال كذبوا الله ، أولم يسمعوا الله تعالى ذكره يقول : وجعلها كلمة باقية في عقبه ( 1 ) " فهل جعلها إلا في عقب الحسين عليه السلام ؟ ثم قال : يا جابر إن الائمة هم الذين نص عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله بالامامة ، وهم الذين قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لما اسري بي إلى السماء وجدت أساميهم مكتوبة على ساق العرش بالنور اثني عشر اسما ، منهم علي وسبطاه ، وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة القائم ، فهذه الائمة من أهل بيت الصفوة والطهارة ، والله ما يدعيه ( 2 ) أحد غيرها إلا حشره الله تبارك وتعالى مع إبليس وجنوده .
ثم تنفس عليه السلام ( 3 ) وقال : لارعى الله حق هذه الامة فإنها لم ترع حق نبيها ، أما والله لو تركوا الحق على أهله لما اختلف في الله تعالى اثنان ثم أنشأ عليه السلام يقول : إن اليهود لحبهم لنبيهم * أمنوا بوائق حادث الازمان ( 4 ) والمؤمنون بحب آل محمد * يرمون في الآفاق بالنيران قلت : يا سيدي أليس هذا الامر لكم ؟ قال : نعم ، قلت : فلم قعدتم عن حقكم و دعواكم وقد قال الله تبارك وتعالى : " وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم ( 5 ) " قال :

___________________________________________________________
( 1 ) سورة الزخرف : 28 .
( 2 ) في المصدر : والله لا يدعيه .
( 3 ) : ثم تنفس عليه السلام الصعداء .
( 4 ) البوائق جمع البائقة : الداهية والشر .
يقال : رفعت عنك بائقة فلان أى غائلته وشره .
( 5 ) سورة الحج : 78 .

[358]


فما بال أمير المؤمنين عليه السلام قعد عن حقه حيث لم يجد ناصرا ؟ أولم تسمع الله تعالى يقول في قصة لوط : " قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ( 1 ) " ويقول في حكاية عن نوح : " فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ( 2 ) " ويقول في قصة موسى : " رب أني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين ( 3 ) " فإذا كان النبي هكذا فالوصي أعذر ، يا جابر مثل الامام مثل الكعبة إذ يؤتى ولا يأتي ( 4 ) .
227 - نص : أبوالمفضل الشيباني ، عن جعفر بن محمد الحسني ، عن أحمد بن عبد المنعم ، عن المفضل بن صالح ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : سألته عن الائمة فقال : والله لعهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله ، إن الائمة بعده اثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين ، ومنا المهدي الذي يقيم الدين في آخر الزمان ، من أحبنا حشر من حفرته معنا ، ومن أبغضنا أوردنا أورد واحد منا حشر من حفرته إلى النار " وقد خاب من افترى " ( 5 ) .
228 - نص : علي بن الحسن ، عن محمد بن الحسين الكوفي ، عن أحمد بن هوذة بن أبي هراسة أبي سليمان الباهلي ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن عبدالله بن حماد عن أبي مريم عبدالغفار بن القاسم قال : دخلت على مولاي الباقر عليه السلام وعنده اناس من أصحابه فجرى ذكر الاسلام قلت : يا سيدي فأي الاسلام أفضل ؟ قال : من سلم المؤمنون من لسانه ويده ، قلت : فأي الاخلاق أفضل ؟ قال : الصبر والسماحة ، قلت : فأي المؤمنين أكمل إيمانا ؟ قال : أحسنهم خلقا ، قلت : فأي الجهاد أفضل ؟ قال : من عقر جواده واهريق دمه ( 6 ) ، قلت : فأي الصلاة أفضل ؟ قال : طول القنوت ، قلت : فأي الصدقة أفضل ؟ قال :

___________________________________________________________
( 1 ) سورة هود : 80 .
( 2 ) سورة القمر : 10 .
( 3 ) سورة المائدة : 25 .
( 4 ) كفاية الاثر : 32 و 33 .
( 5 ) : 32 .
( 6 ) عقر جواده أى قطعت قوائمه .
وهراق الماء يهريقه - بفتح الهاء على وزن دحرجة يدحرجه - صبه ، واصله أراقه يريقه أبدلت الهمزة هاءا كذا في المنجد فتأمل .

[359]


أن تهجر ما حرم الله عزوجل عليك ، قلت : يا سيدي فما تقول في الدخول على السلطان ؟ قال : لا أرى لك ذلك ( 1 ) ، قلت : إني ربما سافرت إلى الشام فأدخل على إبراهيم الوليد قال : يا عبدالغفار إن دخولك على السلطان يدعو إلى ثلاثة أشياء : محبة الدنيا ، ونسيان الموت ، وقلة الرضى بما قسم الله ، قلت : يا ابن رسول الله فإني ذو عيلة وأتجر إلى ذلك المكان لجر المنفعة فما ترى في ذلك ؟ قال : يا عبدالغفار إني لست آمرك بترك الدنيا بل آمرك بترك الذنوب ، فترك الدنيا فضيلة وترك الذنوب فريضة ، وأنت إلى إقامة الفريضة أحوج منك إلى اكتساب الفضيلة .
قال : فقبلت يده ورجله وقلت : بأبي أنت وامي يا ابن رسول الله فما نجد العلم الصحيح إلا عندكم ، وإني قد كبرت سني ودق عظمي ولا أرى فيكم ما أسر به ، أراكم مقتلين مشردين ( 2 ) خائفين وإني أقمت على قائمكم منذ حين أقول : يخرج اليوم أو غدا قال : يا عبدالغفار إن قائمنا عليه السلام هو السابع من ولدي وليس هو أوان ظهوره ، ولقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الائمة بعدي اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل ، تسعة من صلب الحسين عليه السلام والتاسع قائمهم يخرج في آخر الزمان فيملاها عدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا ( 3 ) ، قلت : فإن كان هذا كائن يا ابن رسول الله فإلى من بعدك ؟ قال : إلى جعفر ، وهو سيد أولادي وأبوالائمة ، صادق في قوله وفعله ، ولقد سألت عظيما يا عبدالغفار ، وإن لاهل الاجابة ، ثم قال عليه السلام : ألا إن مفتاح العلم السؤال .
وأنشأ يقول : شفاء العمى طول السؤال وإنما * تمام العمى طول السكوت على الجهل ( 4 ) 229 - ختص : محمد بن أحمد العلوي ، عن أحمد بن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن جده ، عن حماد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الصادق عليه السلام قال : قال سلمان الفارسي رحمة الله

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر لا أرى ذلك .
( 2 ) شرده : طرده .
( 3 ) في المصدر : بعد ما ملئت جورا وظلما .
( 4 ) كفاية الاثر : 32 و 33 .

[360]


عليه : رأيت الحسين بن علي صلوات الله عليهما في حجر النبي صلى الله عليه وآله وهو يقبل عينيه ويلثم شفتيه ويقول : أنت سيد ابن سيد أبوسادة ، أنت حجة ابن حجة أبوحجج ، أنت الامام ابن الامام أبوالائمة التسعة من صلبك ، تاسعهم قائمهم ( 1 ) .
230 - نص أبوالمفضل الشيباني ، عن محمد بن علي بن شاذان ، عن الحسن بن محمد بن عبدالواحد ، عن الحسن بن الحسين العرني ، عن يحيى بن يعلى ، عن عمر بن موسى ، عن زيد بن علي عليه السلام قال : كنت عند أبي علي بن الحسين عليه السلام إذ دخل عليه جابر بن عبدالله الانصاري ، فبينما هو يحدثه إذ خرج أخي محمد من بعض الحجر ، فأشخص جابر ببصره نحوه ( 2 ) ثم قام إليه فقال : يا غلام أقبل فأقبل ، ثم قال : أدبر فأدبر ، فقال : شمائل كشمائل رسول الله صلى الله عليه وآله ، ما اسمك يا غلام ؟ قال : محمد ، قال : ابن من ؟ قال : ابن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال : أنت إذا الباقر ( 3 ) ، قال : فانكب عليه وقبل رأسه ويديه ثم قال : يا محمد إن رسول الله صلى الله عليه وآله يقرؤك السلام ، قال : على رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل السلام وعليك يا جابر بما أبلغت السلام ، ثم عاد إلى مصلاه فأقبل يحدث أبي ويقول : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لي يوما يا جابر إذا أدركت ولدي الباقر فاقرءه مني السلام ، فإنه سميي وأشبه الناس بي ، علمه علمي وحكمه حكمي ، وسبعة من ولده امناء معصومون أئمة أبرار ، والسابع مهديهم ، الذي يملا الدنيا قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله " وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين ( 4 ) .
231 - نص : الحسين بن محمد بن سعيد الخزاعي ، عن ابن عقدة ، عن جعفر بن علي ابن نجيح ، عن إبراهيم بن محمد بن ميمون ، عن المسعودي أبي عبدالرحمان ، عن محمد بن عبدالله الفزاري ، عن أبي خالد الواسطي ، عن زيد بن علي عليه السلام قال : حدثني أبي علي بن الحسين

___________________________________________________________
( 1 ) الاختصاص : 207 و 208 .
( 2 ) اى فتح عينيه فلم يطرف .
( 3 ) في المصدر : اذا أنت الباقر ؟ ( 4 ) كفاية الاثر 40 والاية في سورة الانبياء : 73 .