[401]


كنز : من كتاب الغيبة للشيخ المفيد عن سلامة مثله ( 1 ) .
بيان : الظاهر أن هذا الرق كان مكتوبا قبل آدم بألفي عام ، فجعل الله لاظهار إعجازه عليه السلام بين تلك البسرة في هذه الساعة .
11 - نى : علي بن الحسين ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين الرازي ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن سنان ، عن داود بن كثير الرقى ، قال : قلت : لابي عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام : جعلت فداك أخبرني عن قول الله عزوجل : " السابقون السابقون اولئك المقربون ( 2 ) " قال : نطق الله بهذا ( 3 ) يوم ذرأ الخلق في الميثاق وقبل أن يخلق الخلق بألفي عام ، فقلت : فسر لي ذلك ، فقال : إن الله عزوجل لما أراد أن يخلق الخلق خلقهم من طين ورفع لهم نارا فقال : ادخلوها ، فكان أول من دخلها محمد صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين و الحسن والحسين عليهم السلام وتسعة من الائمة إمام بعد إمام ، ثم أتبعهم بشيعتهم فهم والله السابقون ( 4 ) .
12 - نى : أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب ، عن أبيه ، عن القاسم بن هشام ، عن ابن محبوب ، عن إبراهيم الكرخي قال : دخلت على أبي عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام وأبي عنده جالس إذ دخل أبوالحسن موسى وهو غلام ، فقمت إليه فقبلته وجلست ، فقال لي أبوعبدالله عليه السلام : يا إبراهيم أما إنه صاحبك من بعدي ، أما ليهلكن فيه أقوام ويسعد آخرون فلعن الله قاتله وضاعف على روحه العذاب ، أما ليخرجن الله من صلبه خير أهل الارض في زمانه سمي جده ووراث علمه وأحكامه وقضاياه ومعدن الامامة ورأس الحكمة ، يقتله جبار بني فلان بعد عجائب طريفة حسدا له ، ولكن الله بالغ أمره ولو كره المشركون ، ويخرج الله من صلبه تكملة اثني عشر إماما مهديا ، اختصهم الله بكرامته وأحلهم دار قدسه المنتظر للثاني عشر منهم ( 5 ) كالشاهر سيفه بين يديه ، بل كالشاهر بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله ( 6 ) ( 1 ) مخطوط .
وأورده في البرهان 2 : 123 .
( 2 ) سورة الواقعة : 10 و 11 .
( 3 ) في المصدر : نطق الله بها .
( 4 ) الغيبة للنعمانى : 43 .
( 5 ) في ( م ) و ( د ) المقر للثانى عشر منهم اه .
( 6 ) في المصدر : المنتظر الثانى عشر ، الشاهر سيفه بين يديه كان كالشاهر سيفه بين يدى رسول الله صلى الله عليه وآله اه .

[402]


يذب عنه ، ودخل رجل من موالي بني امية فانقطع الكلام ، فعدت إلى أبي عبدالله عليه السلام أحد عشر مرة أريد أن يستتم الكلام فما قدرت على ذلك ، فلما كان قابل السنة الثانية دخلت عليه وهو جالس ، فقال : يا إبراهيم هو المفرج للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد ( 1 ) وبلاء طويل وجوع وخوف ؟ فطوبى لمن أدرك ذلك الزمان ، حسبك يا إبراهيم ، قال : فما رجعت بشئ أسر إلي من هذا لقلبي ولا أقر لعيني ( 2 ) .
13 - نى : الكليني ، عن علي بن محمد ، عن سهل ، عن ابن شمون ( 3 ) ، عن الاصم عن كرام قال : حلفت فيما بيني وبين نفسي أن لا آكل طعاما بنهار ( 4 ) أبدا حتى يقوم قائم آل محمد ، فدخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقلت له : رجل من شيعتك جعل لله عليه ألا يأكل طعاما بالنهار أبدا حتى يقوم قائم آل محمد صلى الله عليه وآله فقال : صم يا كرام ولا تصم العيدين ولا ثلاثة أيام التشريق ولا إذا كنت مسافرا ، فإن الحسين عليه السلام لما قتل عجت السماوات والارض ومن عليها ( 5 ) وقالوا : يا ربنا أتأذن لنا في هلاك الخلق حتى نجدهم من جديد الارض ( 6 ) بما استحلوا حرمتك وقتلوا صفوتك ؟ فأوحى الله إليهم : يا ملائكتي وياسمائي ويا أرضي اسكنوا ، ثم كشف حجابا من الحجب فإذا خلفه محمد واثنا عشر وصيا له ، فأخذ بيد فلان من بينهم وقال : يا ملائكتي ويا سماواتي ويا أرضي بهذا أنتصر منهم .
قالها : ثلاثا ، وجاء في غير رواية محمد بن يعقوب الكليني : بهذا أنتصر منهم ولو بعد حين ( 7 ) .
14 - كش : جعفر بن أحمد ، عن نوح بن إبراهيم المحاربي ، قال : وصفت الائمة لابي عبدالله عليه السلام فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله

___________________________________________________________
( 1 ) الضنك : الضيق من كل شئ .
( 2 ) الغيبة للنعمانى : 43 و 44 .
( 3 ) كذا في النسخ ، وفى المصدر : عن سهل ، عن محمد بن الحسن بن ميمون اه .
( 4 ) كناية عن الصوم .
( 5 ) في المصدر بعد ذلك : والملائكة .
( 6 ) جد الشئ : قطعه .
وقال في النهاية ( 1 : 147 ) : جديد الارض أى وجهها .
وفى المصدر : حتى نجذهم من جديد الارض .
وهو أيضا بمعنى القطع .
( 7 ) الغيبة للنعمانى : 46 .

[403]


وأن عليا إمام ، ثم الحسن ، ثم الحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي ، ثم أنت ، فقال : رحمك الله ، ثم قال : اتقوا الله عليكم بالورع وصدق الحديث وأداء الامانة و وعفة البطن والفرج ( 1 ) .
15 - نص : علي بن الحسين ، عن هارون بن موسى ، عن محمد بن همام ، عن الحميري ، عن عمر بن علي العبدي ، عن داود بن كثير الرقي ، عن يونس بن ظبيان قال : دخلت على الصادق جعفر بن محمد عليه السلام فقلت : يا ابن رسول الله إني دخلت على مالك وأصحابه وعنده جماعة يتكلمون في الله فسمعت بعضهم يقول : إن لله وجها كالوجوه و بعضهم يقول : له يدان ! واحتجوا لذلك بقول الله تبارك وتعالى : " بيدي استكبرت ( 2 ) " وبعضهم يقول : هو كالشاب من أبناء ثلاثين سنة ! فما عندك في هذا يا ابن رسول الله ؟ قال : وكان متكئا فاستوى جالسا وقال : اللهم عفوك عفوك ، ثم قال : يا يونس من زعم أن لله وجها كالوجوه فقد أشرك ، ومن زعم أن لله جوارح كجوارح المخلوقين فهو كافر بالله ولا تقبلوا شهادته ولا تأكلوا ذبيحته ، تعالى الله عما يصفه المشبهون بصفة المخلوقين ، فوجه الله أنبياؤه وأولياؤه وقوله : " خلقت بيدي استكبرت " فاليد القدرة كقوله : تعالى " وأيدكم بنصره ( 3 ) " فمن زعم أن الله في شئ أو على شئ أو يحول من شئ إلى شئ أو يخلو منه شئ أو يشغل به شئ فقد وصفه بصفة المخلوقين ، والله خالق كل شئ ، لا يقاس بالقياس ولا يشبه بالناس ، لا يخلو منه مكان ، ولا يشغل به مكان ، قريب في بعده بعيد في قربه ، ذلك الله ربنا لا إله غيره ، فمن أراد الله وأحبه ووصفه بهذه الصفة ( 4 ) فهو من الموحدين ، و من أحبه ووصفه بغير هذه الصفة فالله منه برئ ونحن منه برآء .
ثم قال عليه السلام : إن اولي الالباب الذين عملوا بالفكرة حتى ورثوا منه حب الله فإن حب الله إذا ورثه القلب واستضاء به أسرع إليه اللطف ، فإذا نزل [ منزلة ] اللطف ( 5 ) صار من

___________________________________________________________
( 1 ) رجال الكشى : 263 .
( 2 ) سورة ص : 75 .
( 3 ) سورة الانفال : 26 .
( 4 ) في المصدر و ( د ) فمن أراد الله وأحبه بهذه الصفة .
( 5 ) في المصدر : فان حب الله اذا ورثه القلب واستضاء به وأسرع اليه اللطف ، فاذا نزل اللطف اه .

[404]


أهل الفوائد ، فإذا صار من أهل الفوائد تكلم بالحكمة فصار صاحب فطنة ( 1 ) فإذا نزل منزلة الفطنة عمل في القدرة ، فإذا عمل في القدرة عرف الاطباق السبعة ، فإذا بلغ هذه المنزلة صار يتقلب في فكره ( 2 ) بلطف وحكمة وبيان ، فإذا بلغ هذه المنزلة جعل شهوته ومحبته في خالقه ، فإذا فعل ذلك نزل المنزلة الكبرى ، فعاين ( 2 ) ربه في قلبه وورث الحكمة بغير ما ورثه الحكماء ، وورث العلم بغير ما ورثه العلماء ، وورث الصدق بغير ما ورثه الصديقون ، إن الحكماء ورثوا الحكمة بالصمت ، وإن العلماء ورثوا العلم بالطلب ، و إن الصديقين ورثوا الصدق بالخشوع وطول العبادة ، فمن أخذه بهذه السيرة إما أن يسفل وإما أن يرفع ، وأكثرهم الذي يسفل ولا يرفع ( 4 ) إذ لم يرع حق الله ولم يعمل بما امر به ، فهذه صفة من لم يعرف الله حق معرفته ولم يحبه حق محبته ، فلا يغرنك ( 5 ) صلاتهم وصيامهم ورواياتهم وعلومهم ، فإنهم حمر مستنفرة .
ثم قال : يا يونس إذا أردت العلم الصحيح فعندنا أهل البيت ، فإنا ورثناه ( 6 ) و اوتينا شرع الحكمة وفصل الخطاب ، فقلت : يا ابن رسول الله وكل من كان من أهل البيت ورث كما ورثتم من كان من ولد علي وفاطمة عليهما السلام ؟ فقال : ماورثه إلا الائمة الاثنا عشر ، قلت : سمهم لي يا ابن رسول الله قال : أولهم علي بن أبي طالب وبعده الحسن والحسين وبعده علي بن الحسين ، وبعده محمد بن علي الباقر ، ثم أنا ، وبعدي موسى ولدي ، وبعد موسى علي ابنه ، وبعد علي محمد ابنه ( 7 ) وبعد محمد علي ابنه ، وبعد علي الحسن ابنه ،

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : فاذا تكلم بالحكمة صار صاحب فطنة .
( 2 ) كذا في ( ك ) و ( ت ) وفى غيره من النسخ وكذا المصدر : في ذكر .

-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 404 سطر 19 الى ص 412 سطر 18 ( 3 ) في المصدر : تعاين .
( 4 ) في المصدر : ولم يرفع .
( 5 ) : فلا تغرنك .
( 6 ) : فانا ورثنا .
( 7 ) : ابنه محمد .

[405]


وبعد الحسن الحجة صلوات الله عليهم ، اصطفانا الله وطهرنا وآتانا ( 1 ) ما لم يؤت أحدا من العالمين .
ثم قلت : يا ابن رسول الله إن عبدالله بن سعد دخل عليك بالامس فسألك عما سألتك فأجبته بخلاف هذا ، فقال : يا يونس كل امرئ وما يحتمله وكل وقت حديثه ( 2 ) وإنك لاهل لما سألت ، فاكتمه إلا عن أهله والسلام .
قال أبومحمد : وحدثني أبوالعباس بن عقدة ، عن الحميري ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن أحمد ، عن الحسن بن علي ، عن ابن اخت شعيب العقرقوفي ، عن خاله شعيب قال : كنت عند الصادق إذ دخل عليه يونس فسأله و ذكر الحديث ، إلا أنه يقول في حديث شعيب عند قوله ليونس : إذا أردت العلم الصحيح فعندنا ، فنحن أهل الذكر الذي قال الله تعالى : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " ( 3 ) .
بيان : قوله : " فمن أخذه بهذه السيرة " وفي بعض النسخ " فمن أخذه بهذه المسيرة " فالضمير راجع إلى الله أو إلى كل واحد من الحكمة والعلم والصدق ، والمراد بهذه السيرة أو المسيرة طلب الحكمة بالصمت ، والعلم بالطلب ، والصدق بالعبادة ، ولا يبعد أن يكون في الاصل " فمن أخذ هذه المسيرة " ولعل حاصل المعنى أن الانسان إذا عمل الطاعات مع التفكر وأعمل فكرته في خالقه وفيما خلق له وفيما يجب عليه تحصيله وفي السبيل الذي ينبغي له أن يحصل ذلك منه وفي الباب الذي يجب أن يأتي الله منه وفي العمل الذي يوجب قربه ويورث نجاته فيعمل بعد ذلك خالصا على يقين فذلك يوصله إلى درجة المحبة ويفتح الله عليه به أبواب الحكمة ، ويفيض على قلبه من ألطافه الخاصة ، وأما إذا طلب الحكمة بمحض الصمت ، والعلم بمحض الطلب من غير أن يتفكر فيمن يطلب منه العلم والصدق بالعبادة من غير أن يتفكر فيما ينجيه منها فمثل هذا قد يتفق له سبيل النجاة

___________________________________________________________
( 1 ) كذا في ( ك ) وفى غيره من النسخ وكذا المصدر : واوتينا .
( 2 ) في المصدر : ولكل وقت جريته .
( 3 ) كفاية الاثر : 34 و 35 .
والاية في سورة النحل : 43 والانبياء : 7 .

[406]


فيرفع إلى بعض السعادات وقد يتفق له طريق الهلاك فيتحيرفي الجهالات ، ولا يزيده كثرة السير إلا بعدا عن الكمالات ، وهذا الاخير إليه أقرب من الاول ولتحقيق ذلك مقام آخر ، وهذا الخبر مشتمل على كثير من الحقائق الربانية والاسرار الالهية ، ينتفع بها من نور الله قلبه بنور الايمان ، والله الموفق وعليه التكلان .
16 نص : الحسين بن علي ، عن هارون بن موسى ، عن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم قال : كنت عند الصادق جعفر بن محمد عليه السلام إذ دخل عليه معاوية بن وهب وعبدالملك بن أعين ، فقال له معاوية بن وهب : ياابن رسول الله ما تقول في الخبر الذي روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله رأى ربه ، على أي صورة رآه ؟ وعن الحديث الذي رووه أن المؤمنين يرون ربهم في الجنة ، على أي صورة يرونه ؟ فتبسم عليه السلام ثم قال : يامعاوية ما أقبح بالرجل يأتي عليه سبعون سنة أو ثمانون سنة يعيش في ملك الله ويأكل من نعمه ثم ( 1 ) لايعرف الله حق معرفته ! ثم قال عليه السلام : يامعاوية إن محمدا صلى الله عليه وآله لم يرالرب تبارك وتعالى بمشاهدة العيان ، وإن الرؤية على وجهين : رؤية القلب ورؤية البصر ، فمن عنى برؤية القلب فهو مصيب ومن عنى برؤية البصر فقد كفر بالله وبآياته ، لقول رسول الله صلى الله عليه وآله : " من شبه الله بخلقه فقد كفر " و لقد حدثني أبي عن أبيه عن الحسين بن علي عليه السلام قال : سئل أميرالمؤمنين فقيل له ياأخا رسول الله هل رأيت ربك ؟ فقال : وكيف أعبد من لم أره ، لم تره العيون بمشاهدة العيان ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان ، وإذا كان المؤمن يرى ربه بمشاهدة البصر فإن كل من جاز عليه البصر والرؤية فهو مخلوق ولابد للمخلوق من الخالق فقد جعلته إذا محدثا مخلوقا ، ومن شبهه بخلقه فقد اتخذ مع الله شريكا ، ويلهم أولم يسمعوا قول الله تعالى ( 2 ) " لاتدر كه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير ( 3 ) " وقوله : " لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا ( 4 ) "

___________________________________________________________
( 1 ) ليست كلمة ثم في المصدر .
( 2 ) في المصدر : يقول الله تعالى .
( 3 ) سورة الانعام : 103 .
( 4 ) سورة الاعراف : 143 .

[407]


وإنما طلع من نوره على الجبل كضوء يخرج من سم الخياط فدكت الارض وصعقت ( 1 ) الجبال " فخر موسى صعقا " أي ميتا " فلما أفاق " ورد عليه روحه " قال سبحانك تبت إليك " من قول من زعم أنك ترى ، ورجعت إلى معرفتي بك أن الابصار لاتدركك " وأنا أول المؤمنين " وأول المقرين بأنك ترى ولاترى وأنت بالمنظر الاعلى .
ثم قال عليه السلام : إن أفضل الفرائض وأوجبها على الانسان معرفة الرب والاقرار له بالعنودية ، وحد المعرفة أن يعرف أنه لاإله غيره ولا شبيه له ولانظير له ، وأن يعرف أنه قديم مثبت ، موجود غير فقيد موصوف من غير شبيه ولامثيل ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ، وبعده معرفة الرسول صلى الله عليه وآله ، والشهادة له بالنبوة وأدنى معرفة الرسول الاقرار بنبوته وأن ما أتى به من كتاب أوأمر أونهي فذلك من الله عزوجل ، وبعده معرفة الامام الذي به يأتم بنعته ، ( 2 ) وصفته واسمه في حال العسر واليسر وأدنى معرفة الامام أنه عدل النبي إلا درجة النبوة ووارثه وأن طاعته طاعة الله وطاعة رسول الله والتسليم له في كل أمر والرد إليه والاخذ بقوله ويعلم أن الامام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب وبعده الحسن ، ثم الحسين ، ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي ، ثم أنا ثم بعدي موسى ابني وبعده علي ابنه ، وبعد علي ( 3 ) محمد ابنه ، وبعد محمد ( 4 ) علي ابنه ، وبعد علي الحسن ابنه ، والحجة من ولد الحسن .
ثم قال : يامعاوية جعلت لك أصلا في هذا فاعمل عليه ، فلو كنت تموت على ما كنت عليه لكان حالك أسوأ الاحوال ، فلا يغرنك قول من زعم ( 5 ) أن الله تعالى يرى بالصبر ، قال : وقد قالوا : أعجب من هذا أولم ينبسوا أبي ( 6 ) آدم إلى المكروه ؟ أولم ينسبوا إبراهيم إلى ما نسبوه ؟ أولم ينسبوا داود عليه السلام إلى ما نسبوه من حديث الطير ؟

___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : ضعضعت خ ل أى انهدمت .
( 2 ) متعلق بقوله معرفة .
( 3 و 4 ) في المصدر : وبعده .
( 5 ) في المصدر : من يزعم .
( 6 ) كذا في ( ك ) و ( ت ) وليست كلمة أبى في غيرهما من النسخ والمصدر .

[408]


أولم ينسبوا يوسف الصديق إلى ما نسبوه من حديث زليخا ؟ أولم ينسبوا موسى عليه السلام إلى ما نسبوه من القتل ؟ أولم ينسبوا رسول الله إلى ما نسبوه من حديث زيد ؟ أولم ينسبوا علي ابن أبي طالب عليه السلام إلى ما نسبوه من حديث القطيفة ؟ إنهم أرادوا بذلك توبيخ الاسلام ليرجعوا على أعقابهم ، أعمى الله أبصارهم كما أعمى قلوبهم " تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا " ( 1 ) .
[ بيان : " وصعقت الجبال " فيه استعارة أوتجوز في الاسناد ، وفي بعض النسخ " و صفصفت " أي استوت بالارض أوانفردت عن أهلها .
في القاموس : الصفصفت : المستوي من الارض وصفصف : سار وحده فيه ( 2 ) ] .
17 - نص : أحمد بن إسماعيل ، عن محمد بن همام ، عن الحميري ، عن موسى بن مسلم ، عن مسعدة قال : كنت عند الصادق عليه السلام إذ أتاه شيخ كبير قد انحنى متكئا على عصاه ، فسلم فرد أبوعبدالله عليه السلام الجواب ، ثم قال : ياابن رسول الله ناولني يدك اقبلها ، فأعطاه يده فقبلها ، ثم بكى ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : ما يبكيك ياشيخ ؟ قال : جعلت فداك يا ابن رسول الله أقمت على قائمكم منذ مائة سنة أقول : هذا الشهر وهذه السنة ، وقد كبرت سني ودق عظمي ( 3 ) واقترب أجلي ، ولا أرى فيكم ما احب ( 4 ) أراكم مقتلين مشردين ، أرى عدوكم يطيرون بالاجنحة ، فكيف لا أبكي ؟ فدمعت عينا أبي عبدالله عليه السلام ثم قال : ياشيخ إن الله أبقاك حتى ترى قائمنا كنت معنا في السنام الاعلى ، وإن حلت بك المنية جئت يوم القيامة مع ثقل محمد صلى الله عليه وآله ونحن ثقله ، فقد قال صلى الله عليه وآله : إني مخلف فيكم الثقلين فتمسكوا بهمالن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فقال الشيخ : لا ابالي بعد ما سمعت هذا الخبر .
ثم قال : يا شيخ اعلم أن قائمنا يخرج من صلب الحسن ، والحسن يخرج من صلب

___________________________________________________________
( 1 ) كفاية الاثر : 35 .
( 2 ) القاموس 3 : 163 .
( 3 ) في المصدر : ورق عظمى .
( 4 ) في المصدر : وأرى فيكم ما لااحب .

[409]


علي ، وعلي يخرج من صلب محمد ، ومحمد يخرج من صلب علي ، وعلي يجرج من صلب ابني هذا - وأشار إلى موسى عليه السلام - وهذا خرج من صلبي ، ونحن اثنا عشر كلنا معصومون مطهرون .
فقال الشيخ : يا سيدي بعضكم أفضل من بعض ؟ قال : لا نحن في الفضل سواء ، ولكن بعضنا أعلم من بعض ، ثم قال عليه السلام : يا شيخ والله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله تعالى ذكره ذلك اليوم حتى يخرج قائمنا أهل البيت ، ألا إن شيعتنا يقعون في فتنة وحيرة في غيبته ، هناك يثبت الله على هداه المخلصين ، اللهم أعنهم على ذلك ( 1 ) .
بيان : لا يخفى أن هذا الخبر مخالف لما دلت عليه الاخبار الكثيرة من كونهم في العلم والطاعة سواء ولاميرالمؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام فضلهم ، ولا يبعد أن يكون اشتبه على الرواي فعكس ، ويمكن توجيهه بأن يكون المراد أعلمية بعضهم من بعض في بعض الاحوال أي قبل إمامة الآخر واستكمال علمه ، ولا يبعد أن يكون مبنيا على البداء ، فإن الحكم البدائي يصل إلى إمام الزمان ولم يكن وصل إلى من قبله ، وإن ورد في الخبر أنه يعرض على أرواح من تقدمه من الائمة لئلايكون بعضهم أعلم من بعض ، لكن يصدق عليه أنه أعلم ممن كان قبله في حياته ، والله تعالى يعلم وحججه عليهم السلام حقائق أحوالهم .
18 - نص : أبوالفضل الشيباني ، عن الكليني ، ، عن محمد العطار ، عن سلمة بن الخطاب ، عن محمد الطيالسي ، عن ابن عميرة وصالح بن عقبة جميعا ، عن علقمه بن محمد الحضرمي ، عن الصادق عليه السلام قال : الائمة اثنا عشر ، قلت ( 3 ) : ياابن رسول الله فسمهم لى ، قال عليه السلام : من الماضين علي بن أبي طالب عليه السلام والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي ثم أنا ، قلت : فمن بعدك يا بن رسول الله ؟ فقال : إني أوصيت إلى ولدي موسى وهو الامام بعدي ، قلت : فمن بعد موسى ؟ قال : علي ابنه يدعى الرضا يدفن في أرض الغربة من خراسان ، ثم بعد علي ابنه محمد ، وبعد محمد علي ابنه ، وبعد علي الحسن ابنه

___________________________________________________________
( 1 ) كفاية الاثر : 35 : و 36 .
( 2 ) في المصدر : قال قلت .

[410]


والمهدي من ولد الحسن عليه السلام .
ثم قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ياعلي إن قائمنا إذا خرج يجتمع إليه ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا عدد رجال بدر ، فإذا حان وقت خروجه يكون له سيف مغمود ناداه السيف : قم يا ولي الله فاقتل أعداء الله ( 1 ) .

باب 47 : نصوص موسى بن جعفر وسائر الائمة( صلوات الله عليهم) عليهم، سلام الله عليهم أجمعين  

1 - نى : سلامة بن محمد ، عن الحسن بن علي بن مهزيار ، عن أحمد بن محمد السياري عن أحمد بن هليل قال : وحدثنا علي بن محمد بن عبيدالله الجبائي ، عن أحمد بن هلال ، عن امية بنت ميمون الشعيري ، عن زياد القندي قال : سمعت أباإبراهيم موسى بن جعفر ابن محمد عليهم السلام يقول : إن لله عزوجل بيتا ( 2 ) من نور جعل قوائمه أربع أركان ( 3 ) أربعة أسماء " تبارك وسبحان والحمد والله " ثم خلق أربعة من أربعة ، ومن أربعة أربعة ثم قال عزوجل : " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا ( 4 ) .
" بيان : هذا الخبر شبيه بما مر في باب الاسماء من كتاب التوحيد ( 5 ) ومضارع له في الاشكال والاعضال وكان المناسب ذكره هناك ، وإنما أوردناه ههنا لان الظاهر بقرينة الاخبار الاخر الواردة في تفسير الآية أن الغرض تطبيقه على عدد الائمة ، وهو من الرموز

___________________________________________________________
( 1 ) كفاية الاثر : 36 .
( 2 ) في المصدر : ان الله عزوجل خلق بيتا اه .
( 3 ) في المصدر و ( ت ) : اربعة اركان ( 4 ) الغيبة للنعمانى : 42 و 43 - والاية في سورة التوبة : 36 .
( 5 ) راجع الجزء الرابع : 166 و 167 .