[ 61 ]
الذين نزلت فيهم هذه الآية وسيدهم وإمامهم ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أين حلتك التي
كسوتكها يا علي ؟ فقال : يا رسول الله إن بعض أصحابك أتاني يشكو عراه وعرى أهل بيته ،
فرحمته فآثرته بها على نفسي ، وعرفت أن الله سيكسوني خيرا منها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله :
صدقت أما إن جبرئيل قد أتاني يحدثني أن الله اتخذ لك مكانها في الجنة حلة خضراء
من استبرق ، وصنفتها من ياقوت وزبرجد ، فنعم الجواز جواز ربك بسخاوة نفسك ، و
صبرك على سملتك هذه المنخرقة ، فابشر يا علي ، فانصرف علي عليه السلام فرحا مستبشرا بما
أخبره به رسول الله صلى الله عليه وآله ( 1 ) .
بيان : قال الفيروز آبادي سمل الثوب : أخلق فهو ثوب أسمال ، وسملة وسمل
- محركتين - وككتف وأمير وصبور .
وقال : صنفة الثوب كفرحة وصنفه وصنفته - بسكرهما -
حاشيته أي جانب كان ، أو جانبه الذي لا هدب له ، أو الذي فيه الهدب ] .
5 - فر : بالاسناد إلى أبي عبدالله عليه السلام قوله تعالى : " مثل الذين ينفقون أموالهم
ابتغاء مرضاة الله ( 2 ) " قال نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام ( 3 ) .
6 - كشف : مما أخرجه العز المحدث الحنبلي قوله تعالى : " الذين ينفقون
أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم
يحزنون ( 4 ) " قال : كان عند علي عليه السلام أربعة دراهم لا يملك غيرها ، فتصدق بدرهم ليلا
وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية ، فنزلت ( 5 ) ، ورواه ابن مردويه عن ابن عباس
مثله ( 6 ) .
فر : جعفر الفزاري ، عن عباد ، عن نضر ، عن محمد بن مروان ، عن الكلبي ، عن
___________________________________________________________
( 1 ) مخطوط .
( 2 ) البقرة : 207 .
( 3 ) تفسير فرات : 13 .
( 4 ) البقرة : 274 .
( 5 ) كشف الغمة : 91 .
( 6 ) : 93 .
[ 62 ]
أبي صالح ، عن ابن عباس مثله ( 1 ) .
مد : بإسناده عن الثعلبي ، عن مجاهد ، عن ابن عباس مثله ( 2 ) .
أقول : وروى ابن بطريق في المستدرك عن أبي نعيم ، بإسناده عن عبدالوهاب بن
مجاهد ، عن أبيه ، عن ابن عباس مثله .
قال الحافظ ، ورواه يحيى بن يمان ويحيى بن
ضريس عن عبدالوهاب ، عن أبيه ، ولم يذكر ابن عباس : قال الحافظ : وحدثنا أحمد
بن علي ، بالاسناد إلى عبدالوهاب ، عن أبيه ( 3 ) .
يف : روى الثعلبي وابن المغازلي ، عن ابن عباس مثله ( 4 ) .
فر : الحسين بن الحكم ، عن الحسن بن الحسين ، عن حنان بن علي ، عن الكلبي
عن أبي صالح عن ابن عباس مثله إلا أنه ذكر بدل الدراهم الدنانير ( 5 ) .
7 - فر : جعفر بن محمد بن مروان ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن فراسة ، عن مسعر بن
كدام ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي عبدالرحمان السلمي قال : إني لاحفظ لعلي بن
أبي طالب عليه السلام أربع مناقب ما يمنعني أن أذكرها إلا الحسد ! قال : فقيل له : اذكرها
قال : فقرأ هذه الآية ( 6 ) ذات يوم " الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية "
قال : وما كان يملك يوم ذلك إلا أربعة دراهم ، فأعطى درهما بالليل ودرهما بالنهار و
درهما بالسر ودرهما بالعلانية ( 7 ) .
بيان : روى نزول هذه الآية في أمير المؤمنين صلوات الله عليه بهذه الجهة الطبرسي
- رحمه الله - والزمخشري ( 8 ) وسائر المفسرين عن ابن عباس ، وقال السيوطي في الدر
___________________________________________________________
( 1 ) تفسير فرات : 2 .
( 2 ) العمدة : 183 .
( 3 ) مخطوط .
( 4 ) الطرائف : 24 .
( 5 ) تفسير فرات : 4 .
( 6 ) في المصدر : فقرأ الاية
( 7 ) تفسير فرات ( 8 ) وفيه : ودرهما سرا ودرهما علانية .
( 8 ) راجع مجمع البيان 2 : 388 والكشاف 1 : 286 .
[ 63 ]
المنثور : أخرج عبدالرزاق وعبد بن حميد ( 1 ) وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني و
ابن عساكر من طريق عبدالوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس قال : نزلت في علي
بن أبي طالب عليه السلام كانت له أربعة دراهم فأنفق بالليل درهما وبالنهار درهما سرا وعلانية ( 2 )
وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن عوف مثله ( 3 ) .
وقال الطبرسي : وهو المروي
عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام ( 4 ) .
فهذه الآية تدل على فضله عليه السلام في السخاء الذي هو من أشرف مكارم الاخلاق ،
وأن الله قد قبل ذلك منه بأحسن القبول ، وأنزلها فيه ، ووصفه بأنه من الآمنين يوم القيامة
بحيث لا يعتريه شئ من الخوف والحزن يوم القيامة ، وهذه من صفات الاولياء والاصفياء
فبذلك وأمثاله استحق التفضيل على سائر الصحابة ، وقبح تقديم غيره عليه لخلوهم عن
أمثال تلك الفضائل ، ولو فرض اتصافهم ببعضها ، فلا شك في اختصاصه عليه السلام
باستجماعها .
وأقول : سيأتي كثير من الاخبار في ذلك في باب سخائه عليه السلام .
1 - فس : " فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ( 5 ) " أبي ، عن محمد بن
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر بعد ذلك : وابن جرير .
( 2 ) في المصدر : سرا درهما وعلانية درهما .
( 3 ) الدر المنثور 1 : 362 .
( 4 ) مجمع البيان 2 : 388 .
( 5 ) الاعراف : 44 .
[ 64 ]
الفضيل ، عن أبي الحسن عليه السلام قال : المؤذن أمير المؤمنين عليه السلام يؤذن أذانا يسمع
الخلائق ( 1 ) .
2 - قب : الباقر والصادق عليهما السلام في قوله : " فلما رأوه زلفة ( 2 ) " نزلت في علي عليه السلام
وذلك لما رأوا عليا في القيامة ( 3 ) اسودت وجوه الذين كفروا .
ولما رأوا منزلته مكانه
من الله أكلوا أكفهم على مافرطوا في ولاية علي عليه السلام ( 4 ) .
3 - كشف : مما أورده الحافظ أبوبكر بن مردويه عن جابر بن عبدالله قال كنا
عند رسول الله صلى الله عليه وآله فتذاكر أصحابه الجنة فقال صلى الله عليه وآله : إن أول أهل الجنة دخولا
إليها علي بن أبي طالب عليه السلام قال أبودجانة الانصاري : يا رسول الله أخبرتنا أن
الجنة محرمة على الانبياء حتى تدخلها ( 5 ) وعلى الامم حتى تدخلها امتك ، قال :
بلى يا أبا دجانة أما علمت أن لله لواء من نور عمودا من ياقوت مكتوب على ذلك النور
" لا إله إلا الله محمد رسول الله ( 6 ) ، آل محمد خير البرية ، صاحب اللواء إمام القيامة "
وضرب بيده إلى علي بن أبي طالب عليه السلام .
قال : فسر رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك عليا عليه السلام
فقال : الحمد لله الذي كرمنا وشرفنا بك ، فقال له : أبشر يا علي ما من عبد ينتحل
مودتك إلا بعثه الله معنا يوم القيامة ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله : " في مقعد صدق عند مليك
مقتدر " ( 7 ) .
كنز : محمد بن العباس ، عن محمد بن عمر بن أبي شيبة ، عن زكريا بن يحيى ، عن
عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن عاصم بن حمزة ، عن جابر مثله ( 8 ) .
___________________________________________________________
تفسير القمى : 216 ، وفيه : يسمع الخلائق كلها .
( 2 ) الملك : 27 .
( 3 ) في المصدر : يوم القيامة .
( 3 ) مناقب آل أبى طالب 2 : 12 و 13 .
( 5 ) في المصدر : حتى تدخلها أنت .
( 6 ) : محمد رسولى .
( 7 ) كشف الغمة : 95 ، والاية الاخيرة في سورة القمر : 55 .
( 8 ) مخطوط .
[ 65 ]
وروى الشيخ الطوسي رحمه الله بإسناده إلى جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام يا علي من أحبك وتولاك أسكنه الله معنا في الجنة ، ثم تلا رسول الله
صلى الله عليه وآله : " إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر ( 1 ) .
أقول : روى العلامة رحمه الله في كشف الحق نحوه ( 2 ) .
4 - ابن مردويه قوله تعالى : " طوبى لهم وحسن مآب ( 3 ) عن محمد بن سيرين قال :
هي شجرة في الجنة أصلها في حجرة علي عليه السلام وليس في الجنة حجرة إلا وفيها غصن
من أغصانها .
قوله تعالى : " فأذن مؤذن بينهم " عن أبي جعفر عليه السلام قال هو علي عليه السلام ( 4 ) .
أقول : روى العلامة مثل الخبرين ( 5 ) وقد مر وسيأتي الاخبار فيهما لا سيما في
كتاب المعاد ، وكفى بهذين له فضلا واستحقاقا للتقديم على الجاهل اللئيم والعتل الزنيم ( 6 )
والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
[ 5 - كنز : محمد بن العباس ، عن محمد بن الحسين ، عن جعفر بن عبدالله المحمدي ،
عن كثير بن عياش ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل : " فأما من
اوتي كتابه بيمينه " الآية ، نزلت في علي عليه السلام وجرت لاهل الايمان مثلا ( 7 )
6 - كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن إدريس ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن
سعيد ، عن عمرو بن عثمان ، عن حنان بن سدير ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل
___________________________________________________________
( 19 ما نقله عن الشيخ الطوسى غير موجود في تفسير الاية في التبيان ، ولعله رواه في غير
هذا الموضع .
( 2 ) ج 1 ص 97 .
( 3 ) الرعد : 29 .
( 4 ) كشف الغمة : 95 .
( 5 ) راجع كشف الحق 1 : 97 و 98 .
وكشف اليقين : 126 - 128 .
( 6 ) قال الطبرسى ( 10 : 331 ) : العتل : الجافى الغليط .
والزنيم : الدعى الملصق بالقوم و
ليس منهم .
( 7 ) كنز جامع الفوائد مخطوط .
[ 66 ]
" فأما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه ( 1 ) " قال : هذا أمير المؤمنين
عليه السلام ( 2 ) ] .
7 - كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن محمد ، عن أحمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن
حصين بن مخارق ، عن يعقوب بن شعيب ، عن عمران بن ميثم ، عن عباية بن ربعي ، عن
علي عليه السلام أنه كان يمر بالنفر من قريش فيقولون : انظروا إلى هذا الذي اصطفاه محمد
واختاره من بين أهله ، ويتغامزون ( 3 ) ، فنزل " إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا
يضحكون ( 4 ) " الآيات .
8 - وروى أيضا عن محمد بن محمد الواسطي بإسناده عن مجاهد قال : إن نفرا من قريش
كانوا من الذين يقعدون بفناء الكعبة فيتغامزون بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ويسخرون بهم
فمر بهم يوما علي عليه السلام في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فضحكوا منهم وتغامزوا عليهم
وقالوا : هذا أخو محمد ! فأنزل الله تعالى هذه الآيات ، فإذا كان يوم القيامة ادخل علي
عليه السلام ومن كان معه الجنة ، فأشرفوا على هؤلاء الكفار ونظروا إليهم فسخروا منهم
وضحكوا ، وذلك قوله تعالى : " فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون " وأحسن ما
قيل في هذا التأويل ما رواه محمد بن القاسم ، عن أبيه ، بإسناده عن الثمالي ، عن علي بن
الحسين عليهما السلام قال : إذا كان يوم القيامة اخرجت أريكتان ( 5 ) من الجنة فبسطتا على
شفير ( 6 ) جهنم ، ثم يجئ علي عليه السلام حتى يقعد عليهما ، فإذا قعد ضحك ، وإذا ضحك
انقلبت جهنم فصار عاليها سافلها ، ثم يخرجان فيوقفان بين يديه فيقولان : يا أمير المؤمنين
يا وصي رسول الله ألا ترحمنا ؟ ألا تشفع لنا عند ربك ؟ قال : فيضحك منهما ثم يقوم
___________________________________________________________
( 1 ) الحاقة : 19 .
( 2 ) كنز جامع الفوائد مخطوط .
( 3 ) تغامز القوم : اشار بعضهم إلى بعض بأعينهم .
( 4 ) المطففين : 29 .
( 5 ) الاريكة : سرير مزين فاخر .
( 6 ) الشفير : الناحية من كل شئ .
[ 67 ]
فيدخل ، وترفع الاريكتان ، ويعادان إلى موضعهما ، فذلك قول تعالى : " فاليوم الذين
آمنوا " الآيات ( 1 ) .
9 - كنز ، محمد بن العباس ، عن الحسين بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ،
عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قوله تعالى : " فأما من
اوتي كتابه بيمينه " فقال : هو علي وشيعته ، يؤتون كتابهم بأيمانهم ( 2 ) .
10 - كنز : محمد بن العباس ، عن الحسن بن علي بن عاصم ، عن الهيثم بن عبد
الرحمان ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام في قوله تعالى : " فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة
راضية ( 3 ) " قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام " وأما من خفت موازينه فامه هاوية ( 4 ) "
قال : نزلت في الثلاثة ( 5 ) .
11 - فر : أبوالقاسم العلوي ، معنعنا عن داود بن سرحان قال : سألت جعفر بن
محمد عليه السلام عن قول الله تعالى : " فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي
كنتم به تدعون ( 6 ) " قال أمير المؤمنين عليه السلام ، إذا رأوا منزلته من الله أكلوا أكفهم
على ما فرطوا في ولايته .
وقال : إذا رأوا صورة أمير المؤمنين عليه السلام يوم القيامة سيئت ( 7 )
وجوه الذين كفروا ، وقال : إذا دفع ( 8 ) لواء الحمد إلى محمد صلى الله عليه وآله تحته كل ملك مقرب
ونبي مرسل ( 9 ) حتى يدفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام سيئت وجوه الذين كفروا
وقيل : هذا الذي كنتم به تدعون .
وقال مغيرة : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول لما رأوا
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عند الحوض مع رسول الله صلى الله عليه وآله زلفة سيئت وجوه
الذين كفروا ( 10 ) .
___________________________________________________________
( 1 و 2 و 5 ) مخطوط .
( 3 و 4 ) القارعة 6 - 9 .
( 6 ) الملك : 27 .
( 7 ) في المصدر : سيئت واسودت .
( 8 ) : اذا دفع الله .
( 9 ) : وكل نبى مرسل .
( 10 ) تفسير فرات : 186 و 187 وهذه ثلاثة روايات ذكرت في المصدر بأسانيد مستقلة ،
وقد ادخل المصنف بعضها في بعض .
[ 68 ]
[ 12 - محمد بن العباس ، عن عبدالعزيز بن يحيى ، عن مغيرة بن محمد ، عن أحمد بن محمد
ابن يزيد ، عن إسماعيل بن عامر ، عن شريك ، عن الاعمش في قوله عزوجل : " فلما
رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون " قال : نزلت في
علي بن أبي طالب ( 1 ) .
13 - كنز : محمد بن العباس ، عن عبدالعزيز بن يحيى ، عن زكريا بن يحيى ،
عن عبدالله بن الحسين الاشقر ، عن ربيعة الخياط ، عن شريك ، عن الاعمش في قوله
عزوجل : " فلما رأوه زلفة سيئت " الآية قال : لما رأوا ما لعلي بن أبي طالب عليه السلام
من النبي صلى الله عليه وآله من القرب والمنزلة سيئت وجوه الذين كفروا ( 2 ) .
14 - كنز : محمد بن العباس ، عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد ، عن صالح بن
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 68 سطر 10 الى ص 76 سطر 10
خالد ن عن منصور ، عن حريز ، عن فضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : تلا هذه الآية
" فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا " الآية ثم قال : أتدري مارأوا ؟ رأوا والله عليا
مع رسول الله صلى الله عليه وآله وقربه منه " وقيل هذا الذي كنتم به تدعون " أي يتسمون
بأمير المؤمنين ، يا فضيل لم يتسم بهذا أحد غير أمير المؤمنين عليه السلام إلا مفتر كذاب إلى
يوم الناس هذ ( 3 ) ] .
بيان : قال المفسرون : " فلما رأوه " أي الوعد بالعذاب " زلفة " ذا زلفة أي قرب
منهم " سيئت وجوه الذين كفروا " بان عليها الكأبة وساءتها رؤية العذاب " وقيل هذا
الذي كنتم به تدعون " تطلبون وتستعجلون ، تفتعلون من الدعاء أو تدعون أن لا بعث ،
فهو من الدعوى .
وقال الطبرسي رحمه الله : روى الحاكم أبوالقاسم الحسكاني بالاسانيد الصحيحة
عن شريك ، عن الاعمش قال : لما رأوا ما لعلي بن أبي طالب عليه السلام عند الله من الزلفى سيئت
وجوه الذين كفروا .
وعن أبي جعفر عليه السلام قال : فلما رأوا مكان علي عليه السلام من النبي صلى الله عليه وآله " سيئت وجوه
___________________________________________________________
( 1 - 3 ) مخطوط .
[ 69 ]
الذين كفروا " يعني الذين كذبوا بفضله ( 1 ) .
15 - فر : أبوالقاسم العلوي معنعنا عن ابن عباس في قوله تعالى : " إن الذين
أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون ( 2 ) " قال فهو حارث بن قيس واناس معه ، كانوا
إذا مر عليهم أمير المؤمنين عليه السلام قالوا : انظروا إلى هذا الذي اصطفاه محمد واختاره من أهل
بيته ، وكانوا يسخرون منه ، فإذا كان يوم القيامة فتح بين الجنة والنار باب ، فأمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام على الاريكة متكئ فيقول : هل لكم ( 3 ) ؟ فإذا جاؤوا سد
بينهم الباب ، فهو كذلك يسخر منهم ويضحك ، قال الله عزوجل : " فاليوم الذين
آمنوا من الكفار يضحكون * على الارائك ينظرون * هل ثوب الكفار ما كانوا
يفعلون ( 4 ) " .
16 - كنز الكراجكى : بإسناده مرفوعا إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا كان يوم
القيامة يقبل قوم على نجائب من نور ينادون بأعلى أصواتهم : " الحمد لله الذي صدقنا وعده
وأورثنا أرضه نتبوء من الجنة حيث نشاء " قال : فتقول الخلائق : هذه زمرة الانبياء ،
فإذا النداء من قبل الله عزوجل : هؤلاء شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام فهم صفوتي من
عبادي وخيرتي من بريتي ، فتقول الخلائق : إلهنا وسيدنا بما نالوا هذه الدرجة ؟ فاذا
النداء من الله تعالى : بتختمهم في اليمين ، وصلاتهم إحدى وخمسين ، وإطعامهم المسكين
وتعفيرهم الجبين ، وجهرهم ببسم الله الرحمان الرحيم ( 5 ) .
17 - يف : الثعلبي رفعه إلى ابن عباس في قوله تعالى : " طوبى لهم وحسن مآب
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طوبى شجرة أصلها في دار علي ، وفي دار كل مؤمن منها غصن ،
___________________________________________________________
( 1 ) مجمع البيان : 10 : 330 .
( 2 ) المطففين : 29 .
( 3 ) كذا في نسخ الكتاب .
وفى المصدر : هلم لكم .
( 4 ) تفسير فرات : 204 ، والايات في سورة المطفيين .
( 5 ) لم نجده في المطبوع من المصدر المذكور في المتن ، والظاهر ان مصدر الرواية " كنز
جامع الفوائد " لا كنز الكراجكى ، يؤيده ما سيجئ في الباب التاسع والثلاثين تحت
رقم 141 إنشاء الله تعالى .
[ 70 ]
فقال : " طوبى لهم وحسن مآب " يعني حسن مرجع ، وروى في حديث آخر بإسناده إلى النبي
صلى الله عليه وآله أنه سئل عن الآية فقال : شجرة في الجنة ، أصلها في داري وفرعها على
أهل الجنة ، فقيل له : يا رسول الله سألناك عنها فقلت : شجرة في الجنة أصلها في دار
علي علي عليه السلام وفرعها على أهل الجنة ، ثم سألناك عنها فقلت : شجرة في الجنة أصلها في
داري وفرعها على أهل الجنة ؟ ! فقال : لان داري ودار علي غدا واحدة في مكان واحد .
وروى ابن المغازلي في كتابه نحو هذا ( 1 ) .
مد : بإسناده عن الثعلبي ، عن عبدالله بن أحمد ( 2 ) ، عن محمد بن عثمان ، عن محمد بن
الحسين بن صالح ، عن علي بن محمد الدهقان ، والحسين بن إبراهيم الجصاص ، عن الحسين
ابن الحكم ، عن حسن بن حسين ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس مثل الحديث
الاول .
وعن أبي صالح ، عن عبدالله بن سواد ، عن جندل بن والق ، عن إسماعيل بن امية
عن داود بن عبدالجبار ، عن جابر ، عن أبي جعفر مثل الحديث الثاني ( 3 ) .
18 - كشف : ابن مردويه : قوله تعالى : " فأما من اوتي كتابه بيمينه ( 4 ) " قال
ابن عباس : هو علي بن أبي طالب عليه السلام ( 5 ) .
أقول : رواه العلامة في كشف الحق ( 6 ) ، وروى في قول تعالى : " وعد الله الذين
آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ( 7 ) " عن ابن عباس قال : سأل قوم
النبي صلى الله عليه وآله : فيم نزلت هذه الآية ؟ قال : إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض ،
___________________________________________________________
( 1 ) الطرائف : 24 .
( 2 ) في المصدر : عبدالله بن محمد .
( 3 ) العمدة : 183 و 184 .
( 4 ) الحاقة : 19 .
( 5 ) كشف الغمة : 96 .
( 6 ) ج 1 ص 99 .
( 7 ) الفتح : 29 .