[ 71 ]
ونادى مناد : ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا بعد بعث محمد صلى الله عليه وآله ( 1 ) ، فيقوم علي بن
أبي طالب عليه السلام فيعطى اللواء من النور الابيض بيده ، وتحته جميع السابقين الاولين من
المهاجرين والانصار ، لا يخالطهم غيرهم ، يجلس ( 2 ) على منبر من نور رب العزة ، ويعرض
الجميع عليه رجلا رجلا فيعطي أجره ونوره ، فإذا أتى على آخرهم قيل لهم : قد عرفتم
صفتكم ومنازلكم في الجنة ، إن ربكم يقول : إن لكم عندي مغفرة وأجرا عظيما يعني
الجنة فيقوم علي والقوم تحت لوائه معهم حتى يدخل بهم الجنة ، ثم يرجع إلى منبره
فلا يزال إلى أن يعرض عليه جميع المؤمنين ، فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنة ، ويترك أقواما
على النار ، وذلك قوله تعالى : " والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجرهم ونورهم ( 3 )
يعني السابقين وأهل الولاية له ( 4 ) " والذين كفروا وكذبوا بآياتنا اولئك أصحاب الجحيم
يعني بالولاية بحق علي ، وحقه واجب على العالمين ( 6 ) .
أقول : قال صاحب إحقاق الحق : الرواية موجودة في شواهد التنزيل للحاكم
أبي القاسم الحسكاني ( 7 ) .
19 - فس : " يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ( 8 ) " ، أي علويا ، وذلك أن
رسول الله صلى الله عليه وآله كنى أمير المؤمنين أبا تراب ( 9 ) .
20 - كنز : روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده عن رجاله ، عن جابر
___________________________________________________________
في المصدر : آمنوا ببعث محمد .
( 2 ) في المصدر : حتى يجلس .
( 3 ) كأن التحريف وقع في الاية عند النسخ ، وأصلها كذلك : " والذين آمنوا بالله ورسله
اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم " الحديد : 19 .
( 4 ) في المصدر : يعنى السابقين الاولين وأهل الولاية .
( 5 ) الحديد : 19 .
( 6 ) كشف الحق : 1 : 99 .
وفيه : وحق على الواجب اه .
( 7 ) احقاق الحق 3 : 473 .
( 8 ) البنأ : 40 .
( 9 ) تفسير القمى : 710 .
[ 72 ]
بن يزيد ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى : " وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ( 1 ) "
قال : السائق أمير المؤمنين عليه السلام والشهيد رسول الله صلى الله عليه وآله ( 2 ) .
21 - كشف : روى أبوبكر بن مردويه بإسناده إلى أبي هريرة قال : قال علي بن
أبي طالب عليه السلام يا رسول الله أيما أحب إليك أنا أم فاطمة ؟ قال : فاطمة أحب إلي منك ،
وأنت أعز علي منها ، وكأني بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس ، وإن عليه لاباريق مثل
عدد نجوم السماء وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنة إخوانا على سرر
متقابلين ، أنت معي ، وشيعتك في الجنة .
ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله " إخوانا على سرر متقابلين " .
لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه ( 3 )
22 - فر : محمد بن إبراهيم بن زكريا معنعنا عن عبدالله بن أبي أوفى ، قال : قال
النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : يا علي أنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة بنتي ، وهي
زوجتك في الدنيا والآخرة ، وأنت رفيقي ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله " إخوانا على سرر
متقابلين ( 4 ) " المتحابين في الله ينظر بعضهم إلى بعض ( 5 ) .
أقول : قال العلامة رفع الله مقامه في قوله تعالى : " إخوانا على سرر متقابلين "
في مسند أحمد بن حنبل أنها نزلت في علي عليه السلام وروى أيضا عن أبي هريرة
مثله سواء ( 6 ) .
23 - كنز : روي عن محمد بن حمران قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قوله تعالى :
" ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ( 7 ) " فقال : إذا كان يوم القيامة وقف محمد وعلي صلوات
الله عليهما على الصراط ، فلا يجوز عليه إلا من كان معه براءة ، قلت : وما براءة ؟ قال :
___________________________________________________________
( 1 ) ق : 21 .
( 2 ) مخطوط .
( 3 ) كشف الغمة : 96 .
( 4 ) الحجر : 47 .
( 5 ) تفسير فرات : 82 .
( 6 ) راجع كشف الحق 1 : 98 .
وكشف اليقين : 129 و 130 .
( 7 ) ق : 24 .
[ 73 ]
ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام والائمة من ولده ، وينادي مناد : يامحمد ياعلي ألقيا في
جهنم كل كفار عنيد لعلي بن أبي طالب عليه السلام ( 1 ) .
24 - وروي عن عبدالله بن مسعود قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فسلمت وقلت
يارسول الله أرني الحق أنظر إليه بيانا ، فقال : يا ابن مسعود لج المخدع ( 2 ) فانظر ماذا
ترى ؟ قال : فدخلت فاذا علي بن أبي طالب عليه السلام راكعا وساجدا وهو يخشع في ركوعه
وسجوده ويقول : اللهم بحق نبيك محمد إلا ما غفرت للمذنبين من شيعتي ، فخرجت لاخبر
رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك ، فوجدته راكعا وساجدا وهو يخشع في ركوعه وسجوده ويقول
اللهم بحق علي وليك إلا ما غفرت للمذنبين من أمتي ، فأخذني الهلع ( 3 ) ، فأوجز صلى الله عليه وآله
في صلاته وقال يا ابن مسعود أكفرا بعد إيمان ؟ فقلت : لا وعيشك يارسول الله غير أني
نظرت إلى علي وهو يسأل الله تعالى بجاهك ، ونظرت إليك وأنت تسأل الله تعالى بجاهه ،
فلا أعلم أيكما أوجه عند الله تعالى من الآخر ؟ فقال : يا ابن مسعود إن الله تعالى خلقني
وخلق عليا والحسن والحسين من نور قدسه ، فلما أراد أن ينشئ خلقه فتق نوري وخلق
منه السماوات والارض ، وأنا والله أجل من السماوات والارض ، وفتق نور علي وخلق منه
العرش والكرسي ، وعلي والله أجل من العرش والكرسي ، وفتق نور الحسن وخلق منه
الحور العين والملائكة ، والحسن والله أجل من الحور العين والملائكة ، وفتق نور الحسين
وخلق منه اللوح والقلم ، والحسين والله أجل من اللوح والقلم ، فعند ذلك أظلمت المشارق
والمغارب .
فضجت الملائكة ونادت : إلهنا وسيدنا بحق الاشباح التي خلقتها إلا ما فرجت
عنا هذه الظلمة ، فعند ذلك تكلم الله بكلمة اخرى فخلق منها روحا ، فاحتمل النور
الروح ، فخلق منه الزهراء فاطمة فأقامها أمام العرش ، فأزهرت المشارق والمغارب ، فلاجل
ذلك سميت الزهراء .
يا ابن مسعود إذا كان يوم القيامة يقول الله عزوجل لي ولعلي
___________________________________________________________
( 1 ) مخلوط .
( 2 ) ولج البيت : دخل .
المخدع : بيت داخل البيت الكبير .
( 3 ) الهلع : الجبن .
[ 74 ]
أدخلا الجنة من أحببتما وألقيا في النار من أبغضتما ، والدليل على ذلك قوله تعالى :
" ألقيا في جهنم كل كفار عنيد " فقلت : يا رسول الله من الكفار العنيد ؟ قال : الكفار
من كفر بنبوتي والعنيد من عاند علي بن أبي طالب ( 1 ) .
25 - فر : أبوالقاسم الحسني ، عن فرات بن إبراهيم ، عن الحسن بن علي بن بزيع
والحسين بن سعيد ، عن إسماعيل بن إسحاق ، عن يحيى بن سالم الفراء ، عن قطر ، عن
موسى بن طريف ، عن عباية بن ربعي في قوله تعالى : " ألقيا في جهنم كل كفار عنيد "
فقال : النبي صلى الله عليه وآله وعلي بن أبي طالب ( 2 ) .
26 - فر : جعفر بن محمد بن مروان ، عن أبيه ، عن عبيدالله بن محمد بن مهران الثوري
عن محمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام في قوله تعالى :
" ألقيا في جهنم كل كفار عنيد " قال : فقال النبي صلى الله عليه وآله : إن الله تبارك وتعالى إذا
جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا وأنت ( 3 ) يومئذ عن يمين العرش ، فقال لي
ولك فألقيا ( 4 ) من أبغضكما وخالفكما وكذبكما في النار ( 5 ) .
27 - فر : علي بن الحسين بن زيد ، عن علي بن يزيد الباهلي ، عن محمد بن الحجال
السلمي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : إذا كان يوم القيامة نادى
مناد من بطنان العرش : يا محمد يا علي ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ، فهما الملقيان في
النار ( 6 ) .
28 - فر : جعفر بن أحمد معنعنا ، عن الحسن بن راشد قال : قال لي شريك القاضي
أيام المهدي ، يابا علي اريد أن احدثك بحديث اوثرك ( 7 ) به على أن تجعل الله عليك
أن لا تحدث به حتى أموت ، قال : قلت : أنت امرؤ ( 8 ) تحدث بما شئت ، قال : كنت
___________________________________________________________
( 1 ) كنز جامع الفوائد : مخلوط .
( 2 و 5 و 6 ) تفسير فرات : 166 .
( 3 ) في المصدر : أنا وأنت يا على :
( 4 ) : فيقول الله لى ولك : قوما فألقيا .
( 7 ) في المصدر : اتبرك به والظاهر " اسرك " أى افرحك .
( 8 ) أى أنت امرؤ ذو مقام ووجاهة عند الناس فلا تخف وتحدث بما شئت ، قد يستظهر
أن " امرؤ " مصحف " آمن " وليس بشئ ( ب ) .
[ 75 ]
على باب الاعمش وعليه جماعة من أصحاب الحديث ، قال : ففتح الاعمش الباب فنظر إليهم
ثم رجع وأغلق الباب ، فانصرفوا وبقيمت أنا ، فخرج فرءاني فقال : أنت ههنا ؟ لو علمت
لادخلتك أو خرجت إليك ، قال : ثم قال لي : أتدرى ما كان ترددي في الدهليز هذا اليوم ؟
فقلت : لا ، قال : إنى ذكرت آية في كتاب الله ، قلت : ما هي ؟ قال : قول الله : يا محمد يا علي
ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ، قال : قلت : وهكذا نزلت ؟ قال : فقال : إي والذي بعث
محمدا بالنبوة لهكذا نزلت ( 1 ) .
29 - فر : علي بن محمد الزهري ، عن صباح المزني ، قال : كنا نأتي الحسن بن
صالح ، وكان يقرء القرآن ، فإذا فرغ من القرآن سأله ( 2 ) أصحاب المسائل ، حتى إذا
فرغوا قام إليه شاب فقال له : قول الله تعالى في كتابه : " ألقيا في جهنم كل كفار عنيد " ؟
فمكث ينكت ( 3 ) في الارض طويلا ثم قال : عن " العنيد " تسألني ؟ قال : لا ، أسألك عن
" ألقيا " قال : فمكث الحسن ساعة ينكت في الارض ، ثم قال : إذا كان يوم القيامة يقوم
رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام على شفير جهنم ، فلا يمر به أحد من شيعته إلا قال :
هذا لي وهذا لك .
وذكره الحسن بن صالح عن الاعمش ( 4 ) .
بيان : أوردنا مضمون الخبر بأسانيد في كتاب المعاد .
وروى الشيخ أبوعلي الطبرسي
في مجمع البيان عن أبي القاسم الحسكاني بإسناده عن الاعمش أنه قال : حدثنا أبو
المتوكل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة
يقول الله تعالى لي ولعلي : ألقيا في النار من أبغضكما وأدخلا في الجنة من أحبكما ، و
ذلك قوله : " ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ( 5 ) " .
وقال رحمه الله : قيل فيه أقوال :
___________________________________________________________
( 1 ) تفسير فرات : 167 .
( 2 ) في المصدر : سألوه .
( 3 ) نكت الارض بقضيب أو باصبعه : ضربها به حال التفكر فأثر فيها .
( 4 ) تفسير فرات : 169 .
( 5 ) مجمع البيان 9 : 147 .
[ 76 ]
أحدها أن العرب تأمر الواحد والقوم بما تأمر به الاثنين ، ويروى ( 1 ) أن ذلك
منهم لاجل أن أدنى أعوان الرجل في إبله وغنمه اثنان ، وكذلك الرفقة أدنى ما تكون
ثلاثة ، فجرى كلام الواحد على صاحبيه ، ألا ترى أن الشعراء أكثر شئ قيلا : يا صاحبي
ويا خليلي ؟ .
الثاني أنه إنما ثني ليدل على التكثير ، كأنه قال : ألق ألق ، فثني الضمير
ليدل على تكرير الفعل ، وهذا لشدة ارتباط الفاعل بالفعل ، حتى إذا كرر أحدهما
فكأن الثاني كرر ، وحمل عليه قول امرء القيس : " قفانبك " كأنه قال : قف قف .
الثالث أن الامر يتناول السائق والشهيد .
الرابع أنه يريد النون الخفيفة ، فكأنه كان " ألقين " فاجري الوصل مجرى
الوقف فابدل من النون ألفا .
انتهى ( 2 ) .
-بحار الانوار مجلد: 32 من ص 76 سطر 11 الى ص 84 سطر 11
وزاد البيضاوي أن يكون خطابا إلى ملكين من خزنة النار ( 3 ) .
أقول : لا يخفى أن ما ورد في تلك الاخبار المعتبرة المستفيضة أظهر لفظا ومعنى
من جميع تلك الوجوه التي لم تستند إلى رواية وخبر .
1 - مع : محمد بن عمر الحافظ ، عن عبدالله بن محمد بن سعيد ، عن أبيه ، عن حفص بن
العمر العمري ، عن عصام بن طليق ، عن أبي هارون ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وآله
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : بما يؤمر به الاثنان ونروى .
( 2 ) مجمع البيان 9 : 145 و 146 .
( 3 ) تفسير البيضاوى 2 : 193 .
* الصافات : 24 .
[ 77 ]
في قول الله عزوجل : " وقفوهم إنهم مسؤولون " قال : عن ولاية علي عليه السلام ماصنعوا في
أمره ؟ وقد أعلمهم الله عزوجل أنه الخليفة بعد رسوله ( 1 ) .
2 - فس : " وقفوهم إنهم مسؤولون " قال : عن ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ( 2 ) .
3 - ن : بإسناد التميمي عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله في
قول الله عزوجل : " وقفوهم إنهم مسؤولون " قال : عن ولاية علي عليه السلام ( 3 ) .
4 - ن : الدقاق ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن أبي
الحسن الثالث ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن
أبا بكر مني لبمنزلة ( 4 ) السمع ، وإن عمر مني لبمنزلة البصر ، وإن عثمان مني
لبمنزلة الفؤاد ، فلما ( 5 ) كان من الغد دخلت إليه وعنده أمير المؤمنين عليه السلام وأبوبكر و
عمر وعثمان ، فقلت له : يا أبه سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولا فما هو ؟ فقال صلى الله عليه وآله :
نعم ، ثم أشار إليهم فقال : هم السمع والبصر والفؤاد ، وسيسألون عن وصيي هذا - وأشار
إلى علي عليه السلام - ثم قال : إن الله عزوجل يقول : " إن السمع والبصر والفؤاد كل
اولئك كان عنه مسؤولا ( 6 ) " ثم قال : وعزة ربي إن جميع أمتي لموقفون يوم القيامة
ومسؤولون عن ولايته ، وذلك قوله الله عزوجل : " وقفوهم إنهم مسؤولون ( 7 ) " .
بيان : لعل مراده في تأويل بطن الآية أنهم لشدة خلطتهم ظاهرا واطلاعهم
على ما أبداه في أمير المؤمنين عليه السلام بمنزلة السمع والبصر والفؤاد ، فتكون الحجة عليهم
أتم ، ولذا خصوا بالذكر في تلك الآية مع عموم السؤال لجميع المكلفين .
5 - مد : أبونعيم بإسناده عن الشعبي ، عن ابن عباس في قوله تعالى : " وقفوهم
___________________________________________________________
( 1 ) معانى الاخبار : 67 .
( 2 ) تفسير القمى : 555 .
( 3 ) عيون اخبار الرضا : 220 .
( 4 ) في المصدر و ( د ) : " بمنزلة " في المواضع .
( 5 ) : قال : فلما .
( 6 ) بنى اسرائيل : 36 .
( 7 ) عيون اخبار الرضا : 174 .
[ 78 ]
إنهم مسؤولون " قال عن ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام ( 1 ) .
يف : ابن شيرويه في الفردوس ، عن أبي سعيد الخدري مثله .
كشف : العز المحدث الحنبلي ، عن الخدري ، وأبوبكر بن مردويه في المناقب عن
ابن عباس مثله ( 2 ) .
فر : الحسين بن الحكم ، وعبيد بن كثير بإسنادهما إلى ابن عباس مثله ( 3 ) .
بيان : روى الطبرسي رحمه الله عن أبي سعيد الخدري وعن سعيد بن جبير ، عن ابن
عباس من كتاب الحكم أبي القاسم الحسكاني مثله ( 4 ) .
قال العلامة رحمه الله في كشف الحق : روى الجمهور عن ابن عباس وأبي سعيد
الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : عن ولاية علي بن أبي طالب ( 5 ) .
وروى ابن حجر في صواعقه عن الديملي والواحدي قال : وأخرج الديلمي عن أبي
سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وآله قال : " وقفوهم إنهم مسؤولون " عن ولاية علي عليه السلام و
كأن هذا مراد الواحدي بقوله : روي في قوله تعالى : " وقفوهم إنهم مسؤولون " أي عن
ولاية علي وأهل البيت عليهم السلام لان الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وآله أن يعرف الخلق أن لا يسأل
عن تبليغ الرسالة أجرا ( 6 ) إلا المودة في القربى ، والمعنى أنهم يسألون هل والوهم حق
الموالاة كما أوصاهم النبي صلى الله عليه وآله أم أضاعوها وأهملوها ؟ فتكون عليهم المطالبة والتبعة ،
انتهى ( 7 ) .
أقول : استدل به على إمامته عليه السلام بأن هذه الولاية التي خص السؤال و
___________________________________________________________
( 1 ) العمدة : 157 .
( 2 ) كشف الغمة 92 و 93 .
( 3 ) تفسير فرات : 131 .
( 4 ) مجمع البيان 8 : 441 .
( 5 ) كشف الحق : 90 .
( 6 ) في المصدر : أنه لا يسألهم على تبليغ الرسالة أجرا
( 7 ) الصواعق المحرقة : 147 .
[ 79 ]
التوقيف بها في القيامة من بين سائر العقائد والاعمال ليس إلا ما هو من أعظم أركان الايمان
وهو الاعتقاد بإمامته وخلافته عليه السلام .
وأيضا لزوم هذه الولاية العظيمة التي يسأل عنها
في القيامة يدل على فضيلة له من بين الصحابة ، وتفضيل المفضول قبيح عقلا ، وقد
مر الكلام في الولاية مرارا .
[ وأقول : يؤيد الاخبار المتقدمة ما رواه الحافظ أبونعيم في كتاب منقبة المطهرين
بإسناده عن نافع بن الحارث ، عن أبي بردة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم ونحن
حوله : والذي نفسي بيده لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره
فيما أفناه ؟ وعن جسده فيما أبلاه ؟ وعن ماله مما كسبه وفيما أنفقه ؟ وعن حبنا أهل
البيت ؟ فقال عمر يا رسول الله وما آية حبكم من بعدك ؟ قال : فوضع يده على رأس علي بن
أبي طالب عليه السلام - وهو إلى جنبه - فقال : آية حبنا من بعدي حب هذا .
وروى بإسناده
آخر عن عبدالله بن بريدة عن أبيه نحوه ، وقال في آخره : حب هذا - ووضع يده على
كتف علي عليه السلام - ثم قال : من أحبه فقد أحبنا ، ومن أبغضه فقد أبغضنا ( 1 ) .
1 - فس : " مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم
عاصف ( 2 ) " قال : من لم يقر بولاية أمير المؤمنين عليه السلام بطل عمله مثل الرماد الذي تجئ
الريح فتحمله ( 3 ) .
2 - فس : الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن أبي السفاتج ، عن
___________________________________________________________
( 1 ) توجد الروايتان في هامش ( ك ) و ( د ) فقط .
( 2 ) ابراهيم : 18 .
( 3 ) تفسير القمى : 345 .
[ 80 ]
أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى " ائت بقرآن غير هذا أو بدله ( 1 ) " يعني أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام " قل ما يكون لي أن ابدله من تلقاء نفسي إن اتبع إلا ما يوحى
إلي " يعني في علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام ( 2 ) .
بيان : الخبر يحتمل وجهين : الاول أن يكون على تأويله عليه السلام ضمير " بدله "
راجعا إلى أمير المؤمنين عليه السلام أي ائت بقرآن لا يشمل على نعوته عليه السلام وأوصافه و
فضائله ، أو بدله من قبل نفسك واجعل مكانه غيره .
الثاني أن يكون الضمير راجعا إلى
القرآن أيضا ، أي ارفع هذا القرآن رأسا وائتنا بقرآن آخر لا يكون مشتملا على فضائله
والنصوص عليه ، أو بدل من هذا القرآن ما يشتمل على تلك الامور ، والاول أظهر
في الخبر والثاني في الآية .
3 - فس : " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا
انزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شئ وكيل ( 3 ) " فإنه
حدثني أبي عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن ابن مسكان ، عن عمارة بن سويد
عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : سبب نزول هذه الآية أن رسول الله صلى الله عليه وآله خرج ذات يوم
فقال لعلي عليه السلام يا علي إني سألت الله الليلة أن يجعلك وزيري ففعل ، وسألته أن يجعلك
وصيي ففعل ، وسألته أن يجعلك خليفتي في امتي ففعل ، فقال رجل من أصحابه ( 4 ) :
والله لصاع من تمر في شن ( 5 ) بال أحب إلي مما سأل محمد ربه ، ألا سأله ملكا يعضده ،
أو مالا يستعين به على فاقته ( 6 ) ؟ ! فوالله ما دعا عليا قط إلى حق أو إلى باطل ( 7 ) إلا
أجابه ! فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وآله " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك " الآية .
___________________________________________________________
( 1 ) يونس : 15 ، وما بعدها ذيلها .
( 2 ) تفسير القمى : 285 .
( 3 ) هود : 12 .
( 4 ) في المصدر : من الصحابة .
( 5 ) الشن - بفتح الشين - القربة الخلق الصغيرة ، والمراد هنا الخوان .
( 6 ) في المصدر : على ما فيه .
( 7 ) : إلى الحق أو إلى الباطل .