[251]
لكون المراد بالمولى ما يفيد الامامة الكبرى والخلافة العظمى ، لاسيما مع انضمام
ما جرت به عادة الانبياء عليهم السلام والسلاطين والامراء من استخلافهم عند قرب وفاتهم ،
وهل يريب عاقل في أن نزول النبي صلى الله عليه وآله في زمان ومكان لم يكن نزول المسافر متعارفا
فيهما - حيث كان الهواء على ما روي في غاية الحرارة حتى كان الرجل يستظل بدابته
ويضع الرداء تحت قدميه من شدة الرمضاء ( 1 ) ، والمكان مملوءا من الاشواك - ثم صعوده
على الاقتاب والدعاء لامير المؤمنين علي عليه السلام على وجه يناسب شأن الملوك والخلفاء
وولاة العهد لم يكن ( 2 ) إلا لنزول الوحي الايجابي الفوري في ذلك الوقت لاستدراك
أمر عظيم الشأن جليل القدر وهو استخلافه والامر بوجوب طاعته ؟ .
المسلك السابع نقول : يكفي في القرينة على إرادة الامامة من المولى فهم من
حضر ذلك المكان وسمع هذا الكلام ، هذا المعنى ( 3 ) ، كحسان حيث نظمه في أشعاره
المتواترة ، وغيره من شعراء الصحابة والتابعين وغيرهم ( 4 ) ، وكالحارث بن النعمان الفهري
كما مر عن الثعلبي وغيره أنه هكذا فهم الخطاب حيث سمعه ، وغيرهم من الصحابة
والتابعين على ما مر بيانه في ضمن الاخبار ، ولنعم ما قال الغزالي في كتاب سر العالمين
في مقالته الرابعة التي وضعها لتحقيق أمر الخلافة بعد عدة من الابحاث وذكر الاختلاف :
لكن أسفرت الحجة وجهها ( 5 ) وأجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته صلى الله عليه وآله في
يوم غدير خم باتفاق الجميع وهو يقول : " من كنت مولاه فعلي مولاه " فقال عمر : " بخ بخ
لك يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة " فهذا تسليم ورضى وتحكيم ،
___________________________________________________________
( 1 ) الرمضاء : شدة الحر .
( 2 ) خبر أن
( 3 ) مفعول فهم .
( 4 ) وعليك بكتاب " الغدير " فقد أتى فيه مؤلفه المعظم بكل شعر قيل في هذا المعنى مع
ترجمة قائله ، مع علمنا بأن ما قيل أقل قليل مما لم يقل إما لكتمان الاحباء خوفا وفزعا وإما
لانكار الاعداء حسدا وطمعا ، ومع علمنا ايضا بأن ما وصل بأيدينا أقل قليل مما لم يصل للحوادث
الواقعة كاحراق المكتبات وغيره .
( 5 ) أسفر : كشف عن وجهه .
[252]
ثم بعد هذا غلب الهوى بحب الرئاسة ( 1 ) وحمل عمود الخلافة وعقود البنود ( 2 ) وخفقان
الهواء في قعقعة الرايات واشتباك ازدحام الخيول وفتح الامصار سقاهم كأس الهوى ، فعادوا
إلى الخلاف الاول ، فنبذوا الحق وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يتشرون !
انتهى ( 3 ) .
أقول : لا يخفى على من شم رائحة الانصاف أن تلك الوجوه التي نقلناها عن
القوم مع تتميمات ألحقناها بها ونكات تفردنا بإيرادها لو كان كل منها مما يمكن
لمباهت ومعاند أن يناقش فيها فبعد اجتماعها وتعاضد بعضها ببعض لا يبقى لاحد مجال
الريب فيها ، والعجب من هؤلاء المخالفين مع ادعائهم غاية الفضل والكمال كيف طاوعتهم
أنفسهم أن يبدوا في مقابلة تلك الدلائل والبراهين احتمالات يحكم كل عقل باستحالتها ؟ !
ولو كان مجرد التمسك بذيل الجهالات والالتجاء بمحض الاحتمالات مما يكفي لدفع
الاستدلالات لم يبق شئ من الدلائل إلا ولمباهب فيه مجال ، ولا شئ من البراهين إلا ولجاهل
فيه مقال ، فيكف يثبتون الصانع ويقيمون البراهين فيه على الملحدين ؟ وكيف يتكلمون
في إثبات النبوات وغيره من مقاصد الدين ؟ أعاذنا الله وإياهم من العصبية والعناد ،
ووفقنا جميعا لما يهدي إلى الرشاد .
تذييل : قال أبو الصلاح الحلبي في كتاب تقريب المعارف وقد لخصه من الشافي :
فإن قيل : فطرقكم من هذا الخبر يوجب كون علي عليه السلام إمام في الحال والاجماع بخلاف
ذلك ( 4 ) ، قلنا : هذا يسقط من وجوه :
أحدها أنه جرى في استخلافه عليها - صلوات الله عليهما - على عادة المستخلفين
الذين يطلقون إيجاب الاستخلاف في الحال ومرادهم بعد الوفاة ، ولا يفتقرون إلى بيان
لعلم السامعين بهذا العرف المستقر .
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : لحب الرئاسة .
( 2 ) جمع البند : العلم الكبير .
الحيلة .
( 3 ) سر العالمين : 16 و 17 .
( 4 ) فان الاجماع قائم من الخاصة والعامة بأن أمير المؤمنين عليه السلام لم يكن خليفة وإماما
في حياة النبى صلى الله عليه وآله .
[253]
وثانيها أن الخبر إذا أفاد فرض طاعته وإمامته عليه السلام على العموم وخرج حال الحياة
بإجماع بقي ماعداه ، وليس لاحد أن يقول على هذا الوجه : فألحقوا بحال حياة النبي
صلى الله عليه وآله أحوال المتقدمين على أمير المؤمنين عليه السلام لانا إنما أخرجنا حال الحياة من عموم
الاحوال للدليل ، ولا دليل على إمامة المتقدمين ، ولان كل قائل بالنص قائل بإيجاب
إمامته عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله بلا فصل ، فإذا كان الخبر دالا على النص بما أوضحنا
سقط السؤال .
وثالثها أنا نقول بموجبه ( 1 ) من كونه عليه السلام مفترض الطاعة على كل مكلف وفي
كل أمر وحال منذ نطق به إلى أن قبضه الله تعالى إليه وإلى الآن ، وموسوما بذلك ،
ولا يمنع منه إجماع ، لاختصاصه بالمنع من وجود وإمامين وليس ، هو في حياة النبي صلى الله عليه وآله
كذلك ، لكونه عليه السلام مرعيا للنبي صلى الله عليه وآله وتحت يده وإن كان مفترض الطاعة على امته
كالنبي صلى الله عليه وآله ، لانه لم يكن الامام إماما من حيث فرض الطاعة فقط ، لثبوته للامراء ،
وإنما كان كذلك لانه لا يد فوق يده ، وهذا لم يحصل إلا بعد وفاته صلوات الله عليه وآله ،
انتهى ( 2 ) .
أقول : من أراد الاحاطة على الاعتراضات الموردة في هذا المقام وأجوبتها الشافية
فليرجع إلى كتاب الشافي ، وفيما ذكرناه كفاية لاتمام الحجة ووضوح المحجة ( 3 )
" والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم " .
___________________________________________________________
( 1 ) أى بموجب النص .
( 2 ) كتاب التقريب لم يطبع إلى الان ولم نظفر بنسخته ، إلا أنه تلخيص الشافى كما صرح به المصنف
-بحار الانوار مجلد: 33 من ص 253 سطر 19 الى ص 261 سطر 18
وقد اورد السيد فيه هذا البحث مفصلا راجع ص 139 و 140 .
( 3 ) المحجة : جادة الطريق اى وسطه .
[254]
1 - لى : الطالقاني ، عن أحمد الهمداني ، عن أحمد بن صالح ، عن حكيم بن
عبدالرحمان ، عن مقاتل بن سليمان ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام : يا علي أنت مني بمنزلة هبة الله من آدم ، وبمنزلة
سام من نوح ، وبمنزلة إسحاق من إبراهيم ، وبمنزلة هارون من موسى ، وبمنزلة شمعون
من عيسى ، إلا أنه لا نبي بعدي ، يا علي أنت وصيي وخليفتي ، فمن جحد وصيتك
وخلافتك فليس مني ولست منه ، وأنا خصمه يوم القيامة ، يا علي أنت أفضل امتي
فضلا ، وأقدمهم سلما ، وأكثرهم علما ، وأوفرهم حلما ، وأشجعهم قلبا ، وأسخاهم كفا ،
يا علي أنت الامام بعدي والامير ، وأنت الصاحب بعدي والوزير ، ومالك في امتي من
نظير ، يا علي أنت قسيم الجنة والنار ، بمحبتك يعرف الابرار من الفجار ، ويميز بين
الاشرار والاخيار ، وبين المؤمنين والكفار ( 1 ) .
2 - ن : بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه عن علي عليهم السلام قال : قال لي النبي
صلى الله عليه وآله : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ( 2 ) .
3 - ما : المفيد ، عن محمد بن عمران المرزباني ، عن أحمد بن محمد بن عيسى المكي
عن عبدالله بن أحمد بن حنبل ، عن يحيى بن عيسى الرملي ، عن الاعمش ، عن عباية
الاسدي ، عن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لام سلمة :
يا ام سلمة علي مني وأنا من علي ، لحمه لحمي ودمه دمي ، وهو مني بمنزلة
___________________________________________________________
( 1 ) امالى الصدوق : 29 .
( 2 ) لم نجده في المصدر المطبوع .
[255]
هارون من موسى ، يا ام سلمة اسمعي واشهدي هذا علي سيد المسلمين ( 1 ) .
4 - ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يحيى بن زكريا ، عن إسماعيل
ابن أبان ، عن أبي مريم عن أبي إسحاق ، عن حبشي بن جنادة السلولي قال : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا بني
بعدي ( 2 ) .
5 - ما : بالاسناد المتقدم عن إسماعيل ، عن أبي عبدالله المعلى ، عن سماك ، عن
جابر بن سمرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام : أنت مني بمنزلة هارون
من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ( 3 ) .
6 - ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يحيى ، عن عبدالرحمان بن شريك
عن أبيه ، عن الاعمش ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله
لعلي بن أبي طالب عليه السلام في غزوة تبوك : اخلفني في أهلي ، فقال علي عليه السلام : يا رسول الله
إني أكره أن تقول العرب : خذل ابن عمه وتخلف عنه ، فقال : أما ترضى أن تكون
مني بمنزلة هارون من موسى ؟ قال : بلى ، قال صلى الله عليه وآله : فاخلفني ( 4 ) .
7 - ما : محمد بن أحمد بن أبي الفوارس ، عن أحمد بن محمد الصائغ ، عن محمد بن إسحاق
عن قتيبة بن سعيد ، عن حاتم ، عن بكير بن يسار ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه قال : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام وخلفه في بعض مغازيه ( 5 ) فقال عليه السلام : يا رسول الله
تخلفني مع النساء والصبيان ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة
هارون من موسى ؟ إلا أنه لا نبي بعدي ( 6 ) .
[ 8 - ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن مزيد بن محمود بن أبي الازهر
___________________________________________________________
( 1 ) امالى الشيخ : 31 .
( 2 و 3 ) امالى الشيخ : 159 .
( 4 ) امالى الشيخ : 164 .
( 5 ) في المصدر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلى ثلاثا فلان تكون لى واحدة
منهن احب إلى من حمر النعم ، سمعت رسول الله يقول لعلى عليه السلام وخلفه في بعض مغازيه اه .
( 6 ) امالى الشيخ : 193 .
وللحديث ذيل قد ذكر فيه قصة إعطاء اللواء يوم خيبر والمباهلة .
[256]
النحوي ( 1 ) عن أبي كريب محمد بن العلى ، عن إسماعيل بن صبيح اليشكري ، عن أبي
اويس ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام : ألا
ترضى أن تكون مني كهارون من موسى ؟ إلا أنه لا نبي من بعدي ، ولو كان لكنته ،
قال أبوالمفضل : وما كتبت هذا الحديث إلا عن ابن أبي الازهر ( 2 ) .
9 - كنز الكراجكى : عن محمد بن أحمد بن شاذان ، عن المعافا بن زكريا ، عن محمد
بن مزيد ، عن أبي كريب مثله .
وروى بأسانيد عن سعيد بن المسيب : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي عليه السلام حين خرج إلى غزاة تبوك : إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك ،
وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ؟ قال : نعم ، وقد سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام هذه المقالة في غزاته هذه غير مرة ( 3 ) ] .
10 - ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن علي بن محمد بن علي ، عن جعفر بن
محمد بن عيسى ، عن عبدالله بن علي ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : خلف رسول الله صلى الله عليه وآله
عليا في غزوة تبوك فقال : يا رسول الله تخلفني بعدك ؟ قال : ألا ترضى أن تكون مني
بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا بني بعدي ؟ ( 4 ) .
11 - ما : بإسناد المجاشعي ، عن الصادق ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين
عليهم السلام قال : حدثني عمر وسلمة ابنا أبي سلمة ربيبا رسول الله صلى الله عليه وآله أنهما سمعا رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول في حجته ( 5 ) : علي يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظالمين ، علي أخي
ومولى المؤمنين من بعدي ، وهو مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أن الله تعالى ختم
النبوة بي فلا نبي بعدي ، وهو الخليفة في الاهل والمؤمنين بعدي ( 6 ) .
12 - ما : المفيد عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن يحيى ، عن جده يحيى بن الحسين ،
___________________________________________________________
( 1 ) راجع جامع الرواة 2 : 192 .
( 2 ) امالى ابن الشيخ : 28 .
( 3 ) كنز الكراجكى : 282 و 283 .
والرواية من مختصات ( ك ) فقط .
( 4 ) امالى الشيخ : 218 .
( 5 ) في المصدر : في حجته حجة الوداع .
( 6 ) امالى الشيخ : 331 .
[257]
عن أبي مصعب يحيى بن أحمد ، عن يوسف بن الماجشون ، عن محمد بن المنكدر قال : سمعت
سعيد بن المسيب يقول : سألت سعد بن أبي وقاص : أسمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول
لعلي عليه السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس معي نبي ؟ قال : نعم ،
فقلت : أنت سمعته ؟ قال : فأدخل ، إصبعيه في اذنيه وقال : نعم وإلا فاستكتا ( 1 ) .
بيان : قال الجزري الاستكاك الصمم وذهاب السمع ( 2 ) .
13 - شف : أحمد بن مردويه ، عن عبدالله بن محمد بن جعفر ، عن جعفر بن محمد العلوي
عن محمد بن الحسين المعلكي ، عن أحمد بن موسى الخراز ، عن بليد بن سليمان ، عن جابر
الجعفي ، عن محمد بن علي ، عن أنس بن مالك قال : بينما أنا عند النبي صلى الله عليه وآله إذ قال :
يطلع الآن ، قلت : فداك أبي وامي من ذا ؟ قال : سيد المسلمين وأمير المؤمنين وخير
الوصيين وأولى الناس بالنبيين ، قال : فطلع علي عليه السلام ثم قال لعلي : أما ترضى
أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ( 3 ) .
14 - شف : الحافظ أبونعيم أحمد بن عبدالله الاصفهاني ، عن أحمد بن جعفر النسائي
عن محمد بن حريز ، عن عبدالله بن داهر ، عن أبي داهر بن يحيى الاحمري ، عن الاعمش ،
عن عباية ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : هذا علي بن أبي طالب لحمه من
لحمي ودمه من دمي ، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وقال صلى الله عليه وآله
يا ام سلمة اشهدي واسمعي هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي وبابي الذي
اوتى منه ، والوصي على امتي من أهل بيتي ، أخي في الدنيا وخديني في الآخرة ، و
معي في السنام الاعلى ( 4 ) .
بيان : الخدين : الصديق .
15 - يج : روي أن يهوديا جاء إليه صلى الله عليه وآله يقال له : سجت الفارسي ( 5 ) فقال :
___________________________________________________________
( 1 ) امالى الشيخ : 142 .
( 2 ) النهاية 2 : 172 .
( 3 ) اليقين : 14 .
( 4 ) : 29 و 30 .
( 5 ) في المصدر : سحت الفارسى .
[258]
أسألك عن ربك يا محمد إن أجبتني أتبعك ( 1 ) - وكان رجلا من ملوك فارس وكان ذربا ( 2 ) -
فقال : أين الله ؟ قال : هو في كل مكان ولا يوصف بمكان ولا يزول بل لم يزل بلا مكان ولا
يزال ، فقال : يا محمد إنك لتصف ربا عظيما بلا كيف فكيف لي اعلم ( 3 ) أنه أرسلك ؟ قال
علي بن أبي طالب عليه السلام : فلم يبق بحضرتنا ذلك اليوم حجر ولا مدر إلا قال : أشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن ( 4 ) محمدا عبده ورسوله ، وقلت أيضا : أشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا رسول الله ، فأسلم سجت ( 5 ) وسماه رسول الله صلى الله عليه وآله
عبدالله ، فقال : يا رسول الله من هذا ( 6 ) ؟ قال : هذا خير أهلي وأقرب الخلق مني وهو
الوزير في حياتي والخليفة بعد وفاتي كما كان هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ،
فاسمع له وأطعه فإنه على الحق ( 7 ) .
16 - شف : من تفسير الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي بإسناده رفعه قال : أقبل
صخر بن حرب حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ( 8 ) فقال يا محمد : هذا الامر لنا من بعدك أم لمن
قال : يا صخر الامر من بعدي لمن هو مني بمنزلة هارون من موسى ، فأنزل الله تعالى " عم
يتساءلون " يعني يسألك أهل مكة عن خلافة علي بن أبي طالب " عن النبأ العظيم الذي
هم فيه مختلفون " منهم المصدق بولايته وخلافته " كلا " ردع ورد عليهم " سيعلمون "
سيعرفون خلافته بعدك أنها حق يكون " ثم كلا سيعلمون " سيعرفون خلافته وولايته
إذ يسألون عنها في قبورهم ، فلا يبقى ميت في شرق ولا في غرب ولا في بر ولا في بحر إ
ومنكر ونكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين ( 9 ) بعد الموت ، يقولان للميت : من ربك ؟
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : اتبعتك .
( 2 ) أى فصيحا .
( 3 ) في المصدر : فكيف لى أن أعلم .
( 4 ) : وأشهد أن اه .
( 5 ) : فأسلم سحت .
( 6 ) و ( م ) : فقال : يا محمد من هذا ؟
( 7 ) الخرائج والجرائح : 75 .
( 8 ) في المصدر : إلى جنب رسول الله .
( 9 ) في المصدر : عن ولاية على أمير المؤمنين .
[259]
وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ ومن إمامك ( 1 ) .
17 - قب : وأما الخبر " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي "
فقد أخرجه الشيخان في صحيحهما ( 2 ) والنظنزي في الخصائص أنه سئل رجل شافعي
عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أنت مني بمنزلة هارون من موسى
إلا النبوة .
وصنف أحمد بن محمد بن سعيد كتابا في طرقه قد تلقته الامة بالقبول إجماعا ، وقد
قال صلى الله عليه وآله : ذلك مرارا ، منها لما خلفه في غزاة تبوك على المدينة والحرم فريدا ، لان
تبوك بعيدة منها ( 3 ) فلم يأمن أن يصيروا إليها ، وأنه قد علم أنه لا يكون هناك قتال ، و
خرج في جيش أربعين ألف رجل وخلف جيشا وهو علي وحده ، وقد قال الله تعالى في غيره
" رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ( 4 ) " الآية ، فما ظنك بالمدينة ليس فيها إلا منافق أو امرأة ( 5 )
قال أبوسعيد الخدري : فلما وصل النبي إلى الجرف ( 6 ) أتاه علي عليه السلام فقال : يا نبي
الله زعم المنافقون أنك لما خلفتني أنك استثقلتني وتخففت مني ، فقال صلى الله عليه وآله كذبوا ،
إنما خلفتك لما وراي ، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك ، أفلا ترضى يا علي أن تكون
مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنه لا نبي بعدي ، فرجع علي عليه السلام .
وفي روايات
كثيرة : إلا أنه لا بني بعدي ولو كان لكنته .
رواه الخطيب في التاريخ وعبدالملك العكبري
في الفضائل وأبوبكر بن مالك وابن الثلاج وعلي بن الجعد في أحاديثهم .
وابن فياض في
___________________________________________________________
( 1 ) اليقين : 151 .
( 2 ) في المصدر : في صحيحيهما .
( 3 ) تبوك قرية بين وادى القرى والشام ، بها عين ماء ونخل وكان لها حصن خرب ، وإليها
انتهى النبي صلى الله عليه وآله في غزوته المنسوبة إليها ، كان قد بلغه أنه تجمع إليها الروم و
لخم وجذام ، فوجدهم قد تفرقوا ولم يلق كيدا ، وأقام بها ثلاثة ايام ( مراصد الاطلاع 1 : 253 ) .
( 4 ) سورة التوبة : 87 و 93 .
( 5 ) أى إن تخليف رسول الله عليا قد يوهم أنه استثقله وتخفف منه ، كيف لا وقد عاتب الله
سبحانه في غير هذا المورد القاعدين عن الجهاد .
( 6 ) الجرف - بالضم ثم السكون - موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام ، بها كانت
أموال لعمر بن الخطاب ولاهل المدينة ( مراصد الاطلاع 1 : 326 ) .
[260]
شرح الاخبار عن عمار بن مالك عن سعيد عن أبيه ( 1 ) .
18 - كشف : من مناقب الخوارزمي عن جابر بن عبدالله أنه قال : جاءنا رسول الله
صلى الله عليه وآله ونحن مضطجعون في المسجد وفي يده عسيب رطب فقال : ترقدون في المسجد ؟ قلنا
قد أجفلنا وأجفل علي معنا ( 2 ) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله تعالى يا علي إنه يحل لك في
المسجد ما يحل لي ، ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة ؟ و
الذي نفسي بيده إنك لذائد عن حوضي يوم القيامة : تذود عنه رجالا كما يذاد البعير
الضال عن الماء بعصا لك من عوسج ، كأني أنظر إلى مقامك من حوضي ( 3 ) .
19 - بشا : محمد بن علي ، عن أبيه ، عن جده عبدالصمد ، عن محمد بن القاسم
الفارسي ، عن محمد بن الفضل المذكر ، عن عبدالعزيز بن عبدالله ، عن أبي سعيد العدوي
عن سلمة بن شبيب ( 4 ) ، عن عبدالرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن ابن عباس قال
رأيت حسان بن ثابت واقفا بمنى والنبي صلى الله عليه وآله وأصحابه مجتمعين ، فقال النبي صلى الله عليه وآله :
معاشر المسلمين هذا علي بن أبي طالب سيد العرب والوصي الاكبر ، منزلته مني منزلة
هارون من موسى إلا أنه لا بني بعدي ، لا تقبل التوبة من تائب إلا بحبه ، يا حسان قل فيه
شيئا ، فأنشأ حسان بن ثابت يقول :
لا تقبل التوبة من تائب * إلا بحب ابن أبي طالب
أخي رسول الله بل صهره * والصهر لا يعدل بالصاحب
ومن يكن مثل علي وقد * ردت له الشمس من المغرب
ردت عليه الشمس في ضوئها * بيضا كأن الشمس لم تغرب ( 5 ) .
___________________________________________________________
( 1 ) مناقب آل أبى طالب 1 : 522 .
( 2 ) العسيب : جريدة من النخل كشط خوصها .
رقد الرجل : نام .
وفى النهاية ( 1 : 168 ) :
فيه " فنعس رسول الله صلى الله عليه وآله على راحلته حتى كاد ينجفل عنها " هو مطاوع جفله إذا
طرحه وألقاه ، أى ينقلب عنها ويسقط ، يقال ضربه فجفله أى ألقاه على الارض .
( 3 ) كشف الغمة : 44 .
( 4 ) في المصدر : عن سلمة بن شعيب .
( 5 ) بشارة المصطفى : 180 .