[311]
إن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام : أنت الذي احتج الله بك في ابتداء الخلق حيث أقامهم
فقال : ألست بربكم ؟ فقالوا بلى ، فقال : ومحمد رسول الله ؟ فقالوا جميعا : بلى ، فقال : وعلي
أمير المؤمنين ؟ فقال الخلق جميعا : لا ، استكبارا ، وعتوا عن ولايتك إلا نفر قليل وهم أقل
القليل وهم أصحاب اليمين ( 1 ) .
42 - شف : محمد بن العباس ، عن علي بن العباس البجلي ، عن محمد بن مروان
الغزال ، عن زيد بن المعدل ، عن أبان بن عثمان ، عن خالد بن يزيد ، عن أبي جعفر عليه السلام
قال : لو أن جهال هذه الامة يعلمون متى سمي علي أمير المؤمنين لم ينكروا ولايته
وطاعته ، قلت : متى سمي أمير المؤمنين ؟ قال : حيث أخذ الله ميثاق ذرية آدم ، كذا
نزل به جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم
على أنفسهم ألست بربكم ( 2 ) وأن محمد رسولي وأن عليا أمير المؤمنين ؟ قالوا : بلى ، ثم
قال أبوجعفر عليه السلام : والله لقد سماه الله باسم ما سمى به أحدا قبله ( 3 ) .
43 - شف : محمد بن العباس بن مروان ، عن أحمد بن إدريس ، عن ابن عيسى ،
عن علي بن حديد وابن بزيع معا ، عن منصور بن يونس ، عن زيد بن الجهم ، عن أبي عبدالله
عليه السلام قال : سمعته وهو يقول لما سلموا على علي بإمرة المؤمنين قال رسول الله صلى الله عليه وآله
لابي بكر : قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين ، فقال من الله ومن رسوله ( 4 ) قال : نعم من الله
ومن رسوله ، ثم قال لعمر : قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين ، قال : من الله ومن رسوله
قال : نعم من الله ومن رسوله ،
ثم قال يا مقداد : قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين ، فلم يقل شيئا ثم قام فسلم
ثم قال : قم يا سلمان فسلم على علي بإمرة المؤمنين ، فقام فسلم ، ثم قال : قم يا أبا ذر
فسلم على علي بإمرة المؤمنين ، فلم يقل شيئا ثم قام فسلم ، ثم قال : قم يا حذيفة ، فقام
___________________________________________________________
( 1 ) اليقين : 80 و 81 .
( 2 ) سورة الاعراف : 172 .
( 3 ) المصدر نفسه : 81 .
( 4 ) في المصدر و ( ت ) : من الله ومن رسوله يا رسول الله .
[312]
ولم يقل شيئا وسلم ، ثم قال : قم يا ابن مسعود فقام فسلم ، ثم قال : قم يا عمار ، فقام
عمار وسلم ، ثم قال : قم يا بريدة الاسلمي ، فقام فسلم ، حتى إذا خرجا ( 1 ) وهما
يقولان : لا نسلم له ما قال أبدا ، فأنزل الله عزوجل " ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها
وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون ( 2 ) " .
44 - شف : محمد بن العباس ، عن محمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن محمد بن إسماعيل ،
عن منصور بن يونس ، عن زيد بن الجهم الهلالي قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول :
في قول الله عزوجل : " ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا
إن الله يعلم ما تفعلون " يعني به قول رسول الله صلى الله عليه وآله حين قال : قوموا فسلموا على
علي بإمرة المؤمنين ، فقالوا من الله ومن رسوله ( 3 ) ؟ .
45 - شف : الحسين بن سعيد ، عن منصور بن يونس ، عن سليمان بن هارون ، عن
أبي جعفر عليه السلام قال : لما سلم على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين خرج الرجلان وهما يقولان
والله لا نسلم له ما قال أبدا ( 4 ) .
46 - شف : محمد بن العباس بن مروان الثقة في كتابه المعتمد عليه ، عن أحمد بن
إدريس ، عن محمد بن أبي القاسم ماجيلويه ، عن ابن أبي الخطاب قال : وحدثنا محمد بن حماد الكوفي
عن نصر بن مزاحم ، عن أبي داود الطهري ، عن ثابت بن أبي صخرة ، عن الرعلى ، عن
علي بن أبي طالب ، وإسماعيل بن أبان ، عن محمد بن عجلان ، عن زيد بن علي قالا : قال
رسول الله صلى الله عليه وآله : كنت نائما في الحجر إذ أتاني جبرئيل فحركني تحريكا لطيفا ثم
قال لي : عفى الله عنك يا محمد قم واركب ففد ( 5 ) إلى ربك ، فأتاني بدابة دون البغل وفوق
الحمار خطوها مد البصر له جناحان من جوهر ! يدعى البراق ، قال : فركبت حتى
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : حتى اذا خرج الرجلان .
( 2 ) المصدر نفسه : 82 .
والاية في سورة النحل : 91 .
( 3 ) : 83 .
( 4 ) : 94 .
( 5 ) من وفد يفد : قدم وورد .
[313]
طعنت في الثنية ( 1 ) إذا أنا برجل قائم متصل شعره إلى كتفيه ، فلما نظر إلي قال :
السلام عليك يا أول السلام عليك يا آخر السلام عليك يا حاشر ، قال : فقال لي جبرئيل :
رد عليه يا محمد ، قال : فقلت : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، قال : فلما أن جزت الرجل
فطعنت ( 2 ) في وسط الثنية إذا أنا برجل أبيض الوجه جعد الشعر ، فلما نظر إلي قال
السلام مثل تسليم الاول ، فقال جبرئيل : رد عليه يا محمد ، فقلت : وعليك السلام ورحمة الله
وبركاته ، قال : فقال لي : يا محمد احتفظ بالوصي - ثلاث مرات - علي بن أبي طالب المقرب
من ربه ،
قال : فلما جزت الرجل وانتهيت إلى بيت المقدس إذا انا برجل أحسن الناس
وجها وأتم الناس جسما وأحسن الناس بشرة ، قال : فلما نظر إلي قال : السلام عليك
يا نبي السلام عليك يا أول مثل تسليم الاول ، قال : فقال : لي جبرئيل : يا محمد رد عليه
فقلت : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، قال : فقال لي : يا محمد احتفظ بالوصي - ثلاث
مرات - علي بن أبي طالب المقرب من ربه ، الامين على حوضك ، صاحب شفاعة الجنة .
قال : فنزلت عن دابتي عمدا ، قال : فأخذ جبرئيل بيدي فأدخلني المسجد ، فخرق
بي الصفوف والمسجد غاص بأهلها ، قال : فإذا بنداء من فوقي : تقدم يا محمد ، قال : فقدمني
جبرئيل فصليت بهم ،
قال : ثم وضع لنا منه سلم إلى السماء الدنيا من لؤلؤ ، فأخذ بيدي جبرئيل فخرق
بي إلى السماء " فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا " قال : فقرع جبرئيل الباب فقالوا
له : من هذا ؟ قال : أنا جبرئيل ، قالوا : من معك ؟ قال : معي محمد ( 3 ) ، قالوا وقد ارسل
إليه ؟ قال : نعم ، قال : ففتحوا لنا ثم قالوا : مرحبا بك من أخ ومن خليفة ، فنعم الاخ
ونعم الخليفة ونعم المختار خاتم النبيين لا بني بعده .
ثم وضع لنا منها سلم من ياقوت موشح بالزبرجد الاخضر ، قال : فصعدنا إلى السماء
___________________________________________________________
( 1 ) طعن في المفازة : ذهب .
( 2 ) في المصدر : فطفت .
( 3 ) في المصدر : معى أخى محمد .
[314]
الثانية ، فقرع جبرئيل الباب فقالوا مثل القول الاول وقال جبرئيل مثل القول الاول
ففتح لنا ، ثم وضع لنا سلم من نور محفوف حوله بالنور ، قال : فقال لي جبرئيل : يا محمد
تثبت واهتد هديت ،
ثم ارتفعنا إلى الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة بإذن الله تعالى ،
فإذن ( 1 ) بصوت وصحية شديدة ، قال : قلت : يا جبرئيل ما هذا الصوت ؟ فقال لي : يا
محمد هذا صوت طوبى قد اشتاقت إليك ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : فغشيني عند ذلك
مخافة شديدة ،
قال : ثم قال لي جبرئيل : يا محمد تقرب إلى ربك فقد وطئت اليوم مكانا بكرامتك
على الله عزوجل ما وطئته قط ، ولولا كرامتك لاحرقني هذا النور الذي بين يدي ، قال :
فتقدمت فكشف لي عن سبعين حجابا ، قال : فقال لي : يا محمد ! فخررت ساجدا وقلت :
لبيك رب العزة لبيك ، قال : فقيل لي : يا محمد ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع
يا محمد أنت حبيبي وصيفيي ورسولي إلى خلقي وأميني في عبادي ، من خلفت في قومك حين
وفدت إلي ؟ قال : فقلت : من أنت أعلم به مني : أخي وابن عمي وناصري ووزيري وعيبة
علمي ومنجز عداتي ( 2 ) .
قال : فقال لي ربي : وعزتي وجلالي وجودي ومجدي وقدرتي على خلقي لا
أقبل الايمان بي ولا بأنك نبي إلا بالولاية له ، يا محمد أتحب أن تراه في ملكوت
السماء قال فقلت ربي وكيف لي به وقد خلفته في الارض قال : فقال لي يا محمد ارفع
رأسك ، قال : فرفعت رأسي فإذا أنا به مع الملائكة المقربين مما يلي السماء الاعلى ،
قال : فضحكت حتى بدت نواجدي ، قال : فقلت : يا رب اليوم قرت عيني ، قال : ثم
قيل لي : يا محمد ، قلت : لبيك ذا العزة لبيك ، قال : إني أعهد إليك في علي عهدا فاسمعه
قال : قلت : ما هو يارب ، قال : علي راية الهدى وإمام الابرار وقاتل الفجار وإمام من
أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، أورثته علمي وفهمي ، فمن أحبه فقد أحبني
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : فاذا .
( 2 ) : ومنجز وعدى .
[315]
ومن أبغضه فقد أبغضني ، إنه مبتلى ومبتلى به ، فبشره بذلك يا محمد .
قال : ثم أتاني جبرئيل عليه السلام قال : فقال لي : يقول الله لك يا محمد : " وألزمهم كلمة
التقوى وكانوا أحق بها وأهلها " ولاية علي بن أبي طالب ، تقدم بين يدي يا محمد ، فتقدمت
فإذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر ( 1 ) واليواقيت ، أشد بياضا من الفضة وأحلى من العسل و
أطيب ريحا من المسك الاذفر ، قال : فضربت بيدي فإذا طينة مسكة ذفرة ، قال : فأتاني
جبرئيل فقال لي : يا محمد أي نهر هذا ( 2 ) ؟ قال : قلت : أي نهر هذا يا جبرئيل ؟ قال :
هذا نهرك وهو الذي يقول الله عزوجل " إنا أعطيناك الكوثر " إلى موضع ( 3 ) " الابتر " عمرو
بن العاص هو الابتر .
قال : ثم التفت فإذا أنا برجال يقذف بهم في نار جهنم ، قال : قلت : من هؤلاء
يا جبرئيل ؟ فقال لي : هؤلاء المرجئة والقدرية والحرورية وبنو امية والناصب لذريتك
العداوة ، هؤلاء الخمسة لاسهم لهم في الاسلام ، قال : ثم قال لي : أرضيت عن ربك ما قسم
لك ؟ قال : فقلت : سبحان ربي اتخذ إبراهيم خليلا وكلم موسى تكليما وأعطى سليمان
ملكا عظيما وكلمني ربي واتخذني خليلا وأعطاني في علي أمرا عظيما ، يا جبرئيل
من الذي لقيت في أول الثنية ؟ قال : ذاك أخوك موسى بن عمران عليه السلام قال : " السلام
عليك يا أول " فأنت تنشر أول البشر " والسلام عليك يا آخر " فأنت تبعث آخر النبيين
" والسلام عليك يا حاشر " فأنت على حشر هذه الامة ، قال : فمن الذي لقيت في وسط
الثنية ؟ قال : ذاك أخوك عيسى بن مريم يوصيك بأخيك علي بن أبي طالب عليه السلام فإنه
قائد الغر المحجلين وأمير المؤمنين وأنت سيد ولد آدم ، قال : فمن الذي لقيت عند الباب
باب المقدس ؟ قال : ذاك أبوك آدم يوصيك بوصيك علي بن أبي طالب عليه السلام ( 1 ) " خيرا
ويخبرك أنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين ، قال : فمن الذين
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : قباب الدر .
والقباب - بكسر القاف - جمع القبة .
( 2 ) الصحيح كما في ( ت ) أتدرى أى نهر هذا ؟
( 3 ) في المصدر : إلى قوله .
( 4 ) في المصدر : بوصيك ابنه على بن أبى طالب .
[316]
صليت بهم ؟ قال : اولئك الانبياء والملائكة ، كرامة من الله أكرمك يا محمد ، ثم هبط إلى
الارض ( 1 ) .
قال : فلما أصبح رسول الله بعث إلى أنس بن مالك فدعاه ، فلما جاءه قال له رسول الله
ادع عليا فأتاه ، فقال : يا علي ابشرك ، قال : بماذا ! قال : لقيت أخاك موسى وأخاك
عيسى وأباك آدم - صلوات الله عليهم - فكلهم يوصي بك ، قال : فبكى علي عليه السلام وقال
الحمد لله الذي لم يجعلني عنده منسيا ، ثم قال : يا علي ألا ابشرك ؟ قال : قلت :
بشرني يا رسول الله ، قال : يا علي نظرت ( 2 ) إلى عرش ربي عزوجل فرأيت مثلك في السماء
الاعلى ، وعهد إلي فيك عهدا ، قال : بأبي [ أنت ] وامي يا رسول الله أوكل ذلك كانوا
يذكرون إليك ؟
قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي إن الملا الاعلى ليدعون لك وإن
المصطفين الاخيار ليرغبون إلى ربهم عزوجل أن يجعل لهم السبيل إلى النظر إليك ( 3 )
وإنك لتشفع يوم القيامة وإن الامم كلهم موقوفون على جرف جهنم ( 4 ) ، قال : فقال
علي عليه السلام : يا رسول الله فمن الذين كانوا يقذف بهم في نار جهنم ؟ قال : اولئك المرجئة
والقدرية والحرورية وبنو امية ومناصبك العداوة ، يا علي هؤلاء الخمسة ليس لهم في
الاسلام نصيب ( 5 ) .
47 - شف : محمد بن العباس ، عن أحمد بن إدريس ، عن ابن عيسى ، عن الاهوازي ،
عن فضالة ، عن الحضرمي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : أتى رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام
وهو في مسجد الكوفة وقد احتبى بحمائل سيفه ( 6 ) ، فقال : يا أمير المؤمنين إن في القرآن
آية قد أفسدت علي ديني وشككتني في ديني ، قال : وما ذاك ؟ قال : قول الله عزوجل :
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : اكرمك بها يا محمد ، ثم هبط بى الارض .
( 2 ) سويت بعينى خ ل وفى المصدر : صوبت بعينى .
( 3 ) في المصدر : أن ينظروا اليك .
( 4 ) الجرف : الجانب .
( 5 ) المصدر نفسه : 83 - 87 .
( 6 ) احتبى بالثوب : اشتمل به .
[317]
" واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمان آلهة يعبدون ( 1 ) " فهل
كان في ذلك الزمان نبي غير محمد فيسأله عنه ؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : اجلس اخبرك
به إن شاء الله .
إن الله عزوجل يقول في كتابه : " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من
المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا ( 2 ) " فكان من
آيات الله التي أراها محمدا صلى الله عليه وآله أنه انتهى به جبرئيل إلى البيت المعمور وهو المسجد
الاقصى ، فلما دنا منه أتى جبرئيل عينا فتوضأ منها ثم قال : يا محمد توضأ ، ثم قام جبرئيل
فأذن ، ثم قال للنبي صلى الله عليه وآله : تقدم فصل واجهر بالقراءة فإن خلفك افقا من الملائكة
لا يعلم عدتهم إلا الله عزوجل ، وفي الصف الاول آدم ونوح وإبراهيم وهود وموسى و
عيسى وكل نبي بعث الله تبارك وتعالى منذ خلق السماوات والارض ( 3 ) إلى أن بعث محمدا ،
فتقدم رسول الله صلى الله عليه وآله فصلى بهم غير هائب ( 4 ) ولا محتشم ، فلما انصرف أوحى الله إليه
كلمح البصر : سل يا محمد من أرسلنا من قبلك من رسلنا : أجعلنا من دون الرحمان آلهة
يبعدون ؟
فالتفت إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله بجميعه فقال : بم تشهدون ؟ قالوا نشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له وأنك رسول الله وأن عليا أمير المؤمنين وصيك وأنك رسول الله
سيد النبيين وأن عليا سيد الوصيين ، اخذت على ذلك مواثيقنا لكما بالشهادة ، فقال
الرجل : أحييت قلبي وفرجت عني يا أمير المؤمنين ( 5 ) .
48 - شف : محمد بن العباس ، عن أحمد بن إدريس ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال
-بحار الانوار مجلد: 33 من ص 317 سطر 19 الى ص 325 سطر 18
عن أبي جميلة ، عن محمد الكلبي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله عرف
___________________________________________________________
( 1 ) سورة الزخرف : 45 .
( 2 ) سورة الاسراء : 1 .
( 3 ) في المصدر : منذ خلق الله السماوات والارض .
( 4 ) هابه : خافه واتقاه وحذره .
( 5 ) المصدر نفسه : 87 و 88 .
[318]
أصحابه أمير المؤمنين مرتين : إنه قال لهم : أتدرون من وليكم بعدي ؟ قالوا : الله و
رسوله أعلم قال فإن الله عزوجل قد قال : " فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين ( 1 ) "
يعني أمير المؤمنين ، والمرة الثانية يوم غدير خم ( 2 ) .
49 - شف : محمد بن العباس ، عن الحسن بن زياد ، عن الحسن بن محمد ، عن صالح
بن خالد وعبيس بن هشام ( 3 ) ، عن منصور بن جرير ، عن فضيل بن يسار ، عن أبي جعفر
عليه السلام قال : تلا هذه الآية " فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا ( 4 ) " قال :
تدرون ما رأوا ؟ رأو والله عليا مع رسول الله " الذي كنتم به تدعون ( 5 ) " تسمون به أمير
المؤمنين ، يا فضيل لم يسم بها ( 6 ) والله بعد علي أمير المؤمنين إلا مفتر كذاب إلى يوم
الناس هذا ( 7 ) .
50 - شف : من كتاب البهار للحسين بن سعيد ، عن الحسين بن علوان ، عن علي
بن خرور ، عن عبدالرحمان بن مسعود العبدي ، عن مالك بن ضمرة الرواسي ، عن أبي ذر
قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وآله ثم ذكر ما معناه أنه سأله عما يتجدد بعده من الامور
فأخبره ،
ثم ذكر ما جرى لعثمان ، فقال : يا رسول الله ثم يكون ماذا ؟ قال : ثم يبايع
الناس أمير المؤمنين حتى إذا وجبت له الصفقة على من صلى القبلة وأدى الجزية انطلق
فلان وفلان فحملا أمرأة من امهات المسلمين ، ثم ذكر ما جرى من طلحة وزبير و
عائشة ( 8 ) .
___________________________________________________________
( 1 ) سورة التحريم : 4 .
( 2 ) المصدر نفسه : 91 و 92 .
( 3 ) في المصدر : عيسى بن هشام .
قال في جامع الرواة ( 1 ، 654 و 655 ) : الظاهر أن عيسى
بن هشام هذا هو عبيس بن هشام اه وقد أورد ترجمة عبيس بن هشام في ج 1 : 531 .
( 4 و 5 ) سورة الملك : 27 .
( 6 ) في المصدر : لم يسم به .
( 7 ) المصدر نفسه : 92 .
( 8 ) : 94 .
[319]
51 - شف : الحسين بن سعيد رفع الحديث إلى سليم بن قيس الهلالي وذكر
ما جرى عند بيعة أبي بكر وقال ما هذا لفظه : وأقبل بريدة حتى انتهى إلى أبي بكر
فقال له : يا أبا بكر ألست الذي قال لك رسول الله صلى الله عليه وآله انطلق إلى علي فسلم عليه
بامرة المؤمنين فقلت : عن أمر الله وأمر رسوله ؟ فقال لك : نعم فانطلقت فسلمت عليه ؟ و
الله لا أسكن بلدة أنت فيها ( 1 ) .
52 - شف : محمد بن العباس ، عن محمد بن همام بن سهيل ، عن محمد بن إسماعيل العلوي
عن عيسى بن داود النجار ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام
في قوله عزوجل : " ذومرة فاستوى ( 2 ) " إلى قوله : " إذا يغشى السدرة ما يغشى ( 3 ) " فإن
النبي لما اسري به إلى ربه عزوجل قال : وقف ( 4 ) جبرئيل عند شجرة عظيمة لم أر
مثلها ، على كل غصن منها ملك ، وعلى كل ورقة منها ملك ، وعلى كل ثمرة منها ملك ،
وقد كللها ( 5 ) نور من نور الله عزوجل .
فقال جبرئيل عليه السلام : هذه سدرة المنتهى ، كان ينتهي الانبياء من قبلك
إليها ثم لا يجاوزونها ، وأنت تجوزها إن شاء الله ليريك من آياته الكبرى فاطمئن
أيدك الله بالثبات حتى تستكمل كرامات الله وتصير إلى جواره ، ثم صعد بي حتى
صرت تحت العرش فدلي لي ( 6 ) رفرف أخضر ما احسن أصفه ( 7 ) ، فرفعني الرفرف
باذن الله إلى ربي فصرت عنده ، وانقطع عني أصوات الملائكة ودويهم ، وذهبت عني
المخاوف والروعات ( 8 ) وهدأت نفسي ( 9 ) واستبشرت ، وظننت أن جميع الخلائق قد ماتوا
___________________________________________________________
( 1 ) المصدر نفسه : 94 و 95 .
( 2 ) سورة النجم : 6 .
( 3 ) : 16 .
( 4 ) في المصدر : وقف به .
( 5 ) كلله : البسه الاكليل وهو التاج .
( 6 ) في المصدر : فدنالى .
( 7 ) اى لا أقدر أن أصفه .
( 8 ) في المصدر : والنزعات .
( 9 ) أى سكنت .
[320]
أجمعين ، ولم أر عندي أحدا من خلقه ، فتركني ماشاء الله ثم رد علي روحي فأفقت فكان
توفيقا من ربي عزوجل أن غمضت عيني وكل بصري وغشي ( 1 ) عن النظر ، فجعلت
أبصر بقلبي كما أبصر بعيني بل أبعد وأبلغ ، فذلك قوله عزوجل : " مازاغ البصر وما
طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى ( 2 ) " وإنما كنت أرى في مثل مخيط الابرة ونور
بين يدي ربي لا تطيقه الابصار .
فناداني ربي عزوجل فقال تبارك وتعالى : يا محمد ! قلت : لبيك ربي وسيدي
وإلهي لبيك ، قال : هل عرفت قدرك عندي ومنزلتك وموضعك ؟ قلت : نعم يا سيدي ،
قال : يا محمد هل عرفت موقفك مني وموضع ذريتك ؟ قلت : نعم يا سيدي ، قال :
فهل تعلم يا محمد فيما اختصم الملا الاعلى ؟ فقلت : يا رب أنت أعلم وأحكم وأنت علام
الغيوب ، قال : اختصموا في الدرجات والحسنات فهل تدري ما الدرجات والحسنات ؟
قلت : أنت أعلم يا سيدي وأحكم ، قال : إسباغ الوضوء في المكروهات ( 3 ) ، والمشي
على الاقدام إلى الجمعات معك ومع الائمة من ولدك ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ،
وإفشاء السلام ، وإطعام الطعام ، والتهجد بالليل والناس نيام ،
قال : " آمن الرسول بما انزل إليه من ربه " قلت : نعم يارب " والمؤمنون كل
آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ولا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا
غفرانك ربنا وإليك المصير " .
قال : صدقت يا محمد " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت "
وأغفر لهم ، وقلت ( 4 ) : " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " إلى آخر السورة ،
قال : ذلك لك ولذريتك يا محمد ، قلت : ربي وسيدي وإلهي ، قال : أسألك عما أنا
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : وغشينى .
( 2 ) سورة النجم : 17 و 18 .
( 3 ) كذا في النسخ والمصدر وهو سهو ، والصحيح " المفروضات " او " المكتوبات " .
( 4 ) في المصدر : فقلت .