[321]
أعلم به منك ، من خلفت في الارض بعدك ؟ قلت : خير أهلها لها أخي وابن عمي وناصر
دينك يا رب والغاضب لمحارمك إذا استحلت ولنبيك غضب النمر إذا جدل ( 1 ) : علي
بن أبي طالب ، قال : صدقت يا محمد إني اصطفيتك بالنبوة وبعثتك بالرسالة وامتحنت
عليا بالبلاغ والشهادة إلى امتك ، وجعلته حجة في الارض معك وبعدك ، وهو نور
أوليائي وولي من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، يا محمد وزوجته فاطمة ،
وإنه وصيك ووارثك ووزيرك وغاسل عورتك وناصر دينك ، والمقتول على سنتي وسنتك ،
يقتله شقي هذه الامة .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ثم أمرني ربي بامور وأشياء أمرني أن أكتمها ولم يؤذن
لي في إخبار أصحابي بها ، هوى بي الرفرف فإذا أنا بجرئيل ، فتناولني منه حتى
صرت إلى سدرة المنتهى ، فوقف بي تحتها ، ثم أدخلني إلى جنة المأوى ، فرأيت مسكني
ومسكنك يا علي فيها ، فبينا جبرئيل يكلمني إذ تجلى لي نور من نور الله عزوجل
فنظرت إلى مثل مخيط الابرة إلى مثل ما كنت نظرت إليه في المرة الاولى ، فناداني ربي
عزوجل : يا محمد ، قلت : لبيك ربي وسيدي وإلهي ، قال : سبقت رحمتي غضبي لك
ولذريتك ، أنت مقربي من خلقي وأنت أميني وحبيبي ورسولي ، وعزتي وجلالي لو لقيني
جميع خلقي يشكون فيك طرفة عين أو يبغضون صفوتي من ذريتك لادخلنهم ناري
ولا ابالي ، يا محمد علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين إلى جنات
النعيم ، أبوالسبطين سيدي شباب أهل جنتي المقتولين ظلما .
ثم حرض ( 2 ) على الصلاة وما أراد تبارك وتعالى ، وقد كنت قريبا منه في المرة
الاولى مثل ما بين كبد القوس إلى سيته ( 3 ) ، فذلك قوله عزوجل " قاب قوسين أو
أدنى " ( 4 ) من ذلك ، ثم ذكر سدرة المنتهى فقال : " ولقد رآه نزلة اخرى * عند سدرة
___________________________________________________________
( 1 ) جدل الرجل - كحسب - : اشتدت خصومته .
( 2 ) حرضه على الامر : حثه .
وفى ( ك ) : حرص .
حرصه على الشئ : قوى رغبته فيه .
( 3 ) كبد القوس : ما بين طرفى علاقتها .
وسيته : ما عطف من طرفيها .
( 4 ) سورة النجم : 9 .
[322]
المنتهى * عندها جنة المأوى * إذا يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى " ( 1 )
يعني ما غشي السدرة من نور الله وعظمته ( 2 ) .
53 - شف : الحسين بن سعيد ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله
عليه السلام - ثم قال بعد كلام لا ضرورة إليه - : إن عليا مرض فعاده رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أهل
بيته ، وأمر هؤلاء فعادوه ، وقال لهم : سلموا عليه بإمرة المؤمنين ، فقام أبوبكر وعمر
وعثمان فقالوا : أمن الله أو من رسوله ؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله : من الله ومن رسوله ،
قال : فانطلقوا فسلموا عليه بإمرة المؤمنين ، فدخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أهل
بيته وهم عنده فقال له : يا علي ما قالوا لك ؟ فقال : سلموا علي بإمرة المؤمنين ، قال :
فقال لهم : إن هذا اسم نحله الله عليا ، ليس هو إلا له ، ثم ذكر تمام الحديث ( 3 ) .
54 - شف : من كتاب إسماعيل بن أحمد البستي ، عن علماء المخالفين قال : من
أسمائه ما سماه جبرئيل بها على ما رواه الخلق عن علي عليه السلام قال : دخلت على رسول
الله صلى الله عليه وآله فوجدته ورأسه في حجر دحية الكلبي ، فسلمت عليه فقال لي دحية : وعليكم
السلام ( 4 ) يا أمير المؤمنين وفارس المسلمين وقائد الغر المحجلين وقاتل الناكثين
والمارقين والقاسطين - وقال : " إمام المتقين " في بعض الروايات - ثم قال له : تعالى
فخذ ( 5 ) رأس نبيك في حجرك فأنت أحق بذلك ، فلما دنوت من رسول الله ووضعت
رأسه في حجري لم أر دحية ، وفتح رسول الله عينه وقال : يا علي من كنت تكلم ؟ قلت :
دحية الكلبي وقصصت عليه القصة ، فقال لي : لم يكن دحية ( 6 ) وإنما كان ذلك
جبرئيل ، أتاك ليعرفك أن الله تعالى سماك بهذه الاسماء ( 7 ) .
___________________________________________________________
( 1 ) سورة النجم : 13 - 17 .
( 2 ) المصدر نفسه : 89 - 91 .
( 3 ) المصدر نفسه : 95 و 96 .
( 4 ) في المصدر : وعليك السلام .
( 5 ) و ( م ) : خذ .
( 6 ) : قال لم يكن دحية .
( 7 ) المصدر نفسه : 96 .
[323]
قب : روى الخلق منهم ابن مخلد عن علي عليه السلام مثله ( 1 ) .
55 - شف : من مصنفات بعض علماء المخالفين روى عن أحمد بن محمد الطبري ، عن
محمد بن الحسين وعلي بن العباس وعلي بن أحمد بن الحكم وجعفر بن محمد بن مالك
وعلي بن أحمد بن الحسين والحسين بن السكن ، جميعا عن عباد بن يعقوب ، عن السري
بن عبدالله ، عن علي بن خرور قال : دخلت أنا والعلاء بن هلال على أبي إسحاق السبيعي
حيث قدم من خراسان ، فقال : حدثني أخوك أبوداود عن بريدة بن حصيب الاسلمي
قال : كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل علينا أبوبكر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : قم يا
أبا بكر فسلم على علي بإمرة المؤمنين ، فقال أبوبكر : أمن الله أم من رسوله ؟ فقال صلى الله عليه وآله :
من الله ومن رسوله ، ثم جاء عمر فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : سلم على علي بإمرة المؤمنين ،
فقال : عمر من الله أومن رسوله ؟ فقال صلى الله عليه وآله : من الله ومن رسوله ، ثم جاء سلمان
- كرم الله وجهه - فسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : سلم على علي بامرة المؤمنين فسلم ،
ثم جاء عمار فسلم ثم جلس ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : قم يا عمار فسلم على
أمير المؤمنين ( 2 ) ، فقام فسلم ثم دنا فجلس ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله بوجهه فقال : إني
قد أخذت ميثاقكم على ذلك كما أخذ الله ميثاق بني آدم فقال لهم : " ألست بربكم قالوا
بلى " ( 3 ) وسألتموني أنتم أمن الله أو من رسوله ؟ فقلت : بلى ، أما والله لئن نقضتموه
لتكفرن ، فخرجوا من عند رسول الله ورجل من القوم يضرب بإحدى يدى على الاخرى ،
ثم قال : كلا ورب الكعبة ، فقلت : من ذلك الرجل ؟ قال : لا تتحمله وجابر من خلفي
يغمزني أن سله ، فألححت عليه فقال : الاعرابي يعني عمر بن الخطاب ( 4 ) .
56 - شف : من كتاب الرسالة الموضحة تأليف المظفر بن جعفر بن الحسين ، عن محمد بن
همام ، عن علي بن العباس ومحمد بن الحسين بن حفص قالا : حدثنا إسماعيل بن إسحاق ،
___________________________________________________________
( 1 ) مناقب آل ابى طالب 1 : 548 .
( 2 ) في المصدر : فسلم على على امير المؤمنين .
( 3 ) سورة الاعراف : 172 .
( 4 ) اليقين : 97 و 98 .
[324]
قال : حدثنا يحيى بن سالم ، عن صباح بن يحيى المزني ، عن العلاء بن المسيب ، عن
أبي داود ، عن بريدة الاسلمي قال : كنا نسلم على علي بن أبي طالب بحضرة رسول الله
صلى الله عليهما وآلهما بإمرة المؤمنين نقول : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله
وبركاته ، ويرد علينا ( 1 ) .
57 - شف : المظفر بن جعفر ، عن محمد بن الحسين بن حفص ، عن إسماعيل بن
إسحاق بن راشد ، عن يحيى بن سالم ، عن صباح المزني ، عن الحارث بن حصيرة ، عن
القاسم بن جندب ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يدخل الآن ، قيل
يا رسول الله من يدخل الآن ؟ قال : أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين ،
قال : قلت : اللهم اجعله رجلا من الانصار ، فدخل علي عليه السلام فقام النبي مستبشرا فجعل
يمسح عرق وجهه بوجه علي عليه السلام فقال : إنك تصنع بي شيئا ما صنعته بي ، قال : ولم
لا أصنع هذا وأنت تؤدي عني وتنجز عداتي وتقضي ديني وتبين لهم الذي اختلفوا فيه
بعدي ( 2 ) ؟
58 - شف : المظفر ، عن محمد بن معمر ، عن حمدان المعافى ( 3 ) ، عن علي بن موسى
الرضا ، عن أبيه ، عن جده جعفر عليهم السلام قال : يوم غدير خم يوم شريف عظيم ، أخذ الله
الميثاق لامير المؤمنين عليه السلام أمر محمدا صلى الله عليه وآله أن ينصبه للناس علما - وشرح الحال وقال
ما هذا لفظه - : ثم هبط جبرئيل فقال : يا محمد إن الله يأمرك أن تعلم امتك ولاية من فرضت
طاعته ومن يقوم بأمرهم من بعدك ، وأكد ذلك في كتابه فقال : " أطيعوا الله وأطيعوا
الرسول واولي الامر منكم " ( 4 ) فقال : أي رب ومن ولي أمرهم بعدي ؟ فقال : من هو
لم يشرك بي طرفة عين ولم يعبد وثنا ولا أقسم بزلم ( 5 ) علي بن أبي طالب أمير المؤمنين
___________________________________________________________
( 1 ) اليقين : 125 .
قوله " ويرد علينا " اى يرد علينا جواب سلامنا .
( 2 ) المصدر نفسه : 128 .
( 3 ) في المصدر : عن احمد بن المعافى ، وهو سهو ، والصحيح حمدان بن المعافى ، راجع
جامع الرواة 1 : 278 .
( 4 ) سورة النساء : 59 .
( 5 ) الزلم : السهم لا ريش عليه .
وكان العرب يستقسمون بالازلام في الجاهلية .
[325]
وإمامهم وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين ، فهو الكلمة التي ألزمها المتقين
والباب الذي اوتى منه ، من أطاعه أطاعني ومن عصاه عصاني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله :
أي رب إني أخاف قريشا والناس على نفسي وعلى علي ، فأنزل الله تبارك وتعالى
وعيدا وتهديدا " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت
رسالته والله يعصمك من الناس " ( 1 ) ثم ذكر صورة ما جرى بغدير خم من ولاية علي
عليه السلام ( 2 ) .
59 - شف : من رواية الخليفة الناصر من بني العباس وروينا كتابه عن السيد
فخار بن معد الموسوي فقال : أخبرنا عبدالحق بن أبي الفرج ، عن محمد بن علي بن
ميمون ، عن الشريف محمد بن علي بن عبدالرحمان الحسني ، عن محمد بن جعفر التميمي ،
عن أبي العباس بن سعيد ، عن المنذر القابوسي ، عن محمد بن علي ، عن عبيد بن يحيى
العطار ، عن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده قال : إن في اللوح
المحفوظ تحت العرش : علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ( 3 ) .
60 - شف : من الكتاب المسمى حجة التفصيل تأليف ابن الاثير ، عن محمد بن
الحسين الواسطي ، عن إبراهيم بن سعيد ، عن الحسن بن زياد الانماطي ، عن محمد بن عبيد
الانصاري ، عن أبي هارون العبدي ، عن ربيعة السعدي قال : كان حذيفة واليا لعثمان
على المدائن ، فلما صار علي أمير المؤمنين كتب لحذيفة عهدا يخبره بما كان من أمره
وبيعة الناس إياه ، فاستوى حذيفة جالسا وكان عليلا فقال : وقد والله ولاكم أمير المؤمنين
حقا - قالها : ثلاثا - فقام إليه شاب من الفرس متقلدا سيفا فقال : أيها الامير أتأذن في
-بحار الانوار مجلد: 33 من ص 325 سطر 19 الى ص 333 سطر 18
الكلام ( 4 ) ؟ قال : نعم ، قال : اليوم صار أمير المؤمنين أو لم يزل أمير المؤمنين ؟ فقال حذيفة :
بل لم يزل والله أمير المؤمنين ، قال : وكيف لنا بما تقول ؟ قال : بيني وبينكم كتاب الله
___________________________________________________________
( 1 ) سورة المائدة : 67 .
( 2 ) المصدر نفسه : 131 .
( 3 ) : 135 و 136 .
( 4 ) في المصدر : أتأذن لى في الكلام .
[326]
عزوجل وإن شئت حدثتك ذلك لعهد علي بيني وبينك ، فقال الشاب : حدثنا يا
أبا عبدالرحمان ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لاصحابه : إذا رأيتم دحية الكلبي عندي
فلا يدخلن علي أحد ، وإني أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله يوما في حاجة فرأيت شملة مرخاة ( 1 )
على الباب ، فرفعت الشملة فإذا أنا بدحية الكلبي ، فغمضت عيني فرجعت ، قال : فلقيت
علي بن أبي طالب عليه السلام فقال لي : يابا عبدالرحمان من أين أقبلت قلت : أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله
في حاجة فلما أتيت منزله رأيت شملة مرخاة على الباب فرفعت الشملة فإذا أنا بدحية
الكلبي فرجعت ، قال : فقال لي علي عليه السلام : ارجع يا حذيفة فإني أرجو أن يكون هذا
اليوم حجة على هذا الخلق ، قال : فرجعت مع علي عليه السلام فوقفت على الباب ودخل علي
عليه السلام فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ورد دحية فقال : وعليكم السلام ورحمة
الله وبركاته يا أمير المؤمنين من أنا ؟ قال : أظنك دحية الكلبي ، قال : أجل خذ رأس
ابن عمك فأنت أحق به مني ، فما كان بأسرع من أن رفع النبي صلى الله عليه وآله رأسه فقال : يا
علي من حجر من أخذت رأسي ؟ - وغاب دحية - فقال : أظنه من حجر دحية الكلبي
قال : أجل فأي شئ قلت وأي شئ قيل لك ؟ قال : قلت : السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته فرد علي : وعليكم السلام ( 2 ) ورحمة الله وبركاته يا أمير المؤمنين ، فقال النبي
صلى الله عليه وآله : طوبى لك يا علي سلمت عليك الملائكة بإمرة المؤمنين من عند رب العالمين ،
قال فخرج علي عليه السلام فقال : يا حذيفة أسمعت ؟ قلت : نعم ، قال : فكيف سمعت ؟
قال : قلت : كالذي سمعت ، قال : فقال الفارسي : فأين كانت أسيافكم ذلك اليوم ؟ - يعني
يوم بيعة أبي بكر - قال : ويحك تلك قلوب ضرب عليها بالغفلة ، لها ما كسبت ولكم ما
كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون .
قال السيد : ورأيت هذا - حديث حذيفة - أبسط وأكثر من هذا في تسمية علي عليه السلام
بأمير المؤمنين ، وهو بإسناد هذا لفظه حدثني عمي السعيد الموفق أبوطالب حمزة بن محمد
بن أحمد بن شهريار الخازن بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في شهر الله
___________________________________________________________
( 1 ) الشملة : كساء واسع يشتمل به .
ارخى الستر : أصدله .
( 2 ) في المصدر : فرد على وقال : وعليكم السلام .
[327]
الاصم رجب من سنة أربع وخمسين وخمس مائة ، قال : حدثني خالي السعيد أبوعلي
الحسن بن محمد بن علي الطوسي ، عن والده السعيد محمد بن الحسن الطوسي المصنف
رضي الله عنهما ، عن الحسين بن عبيدالله وأحمد بن عبدون وأبي طالب بن غرور وأبي الحسن
الصقال ، عن أبي المفضل محمد بن عبدالمطلب الشيباني ، قال : حدثنا أبو عبدالله
محمد بن زكريا المحاربي ، قال : حدثنا أبوطاهر محمد بن تسنيم الحضرمي ، قال : حدثنا
علي بن أسباط ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن فرات بن أحنف ، عن عبدالله بن هند
الجملي ، عن عبيدالله بن سلمة ، ومقدار هذه الرواية أكثر من خمس وثلاثين قائمة
بقالب الثمن ، يتضمن أيضا أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حضر من المسلمين بالتسليم على علي
بإمرة المؤمنين ، وفيه : أن حذيفة بن اليمان اعتذر إلى الشاب في سكوتهم عن الانكار
للتقدم على مولانا علي عليه السلام بما هذه لفظه أيضا : فقال له : أيها الفتى إنه اخذوا الله
بأسماعنا وأبصارنا ، وكرهنا الموت وزينت عندنا الحياة ، وسبق علم الله ، ونحن نسأل
الله التغمد لذنوبنا والعصمة فيما بقي من آجالنا فإنه مالك ذلك ( 1 ) .
61 - شف : من كتاب نهج النجاة تأليف الحسين بن محمد بن الحسن الحلواني ،
عن أبي القاسم بن المفيد ، عن أحمد بن عبدالله بن محمد الثقفي ، عن الحسن بن علي بن
راشد ، عن إسرائيل بن عبدالله ، عن أبي ربيعة الصيرفي ، عن حمزة بن أنس بن مالك ،
عن أبيه أنه حدثه في مرضه الذي قبض فيه قال : كنت خادم النبي صلى الله عليه وآله فجلست بباب
ام حبيبة ( 2 ) بنت أبي سفيان وفي الحجرة رجال من أهله ، وذلك في يوم ام حبيبة بنت
أبي سفيان ، فأقبل النبي صلى الله عليه وآله عليهم وقال : سيدخل عليكم الساعة من هذا الباب
أمير المؤمنين وخير الوصيين أقدم امتي سلما وأكثرهم علما ، فلم يلبث أن دخل علي بن
أبي طالب عليه السلام والنبي صلى الله عليه وآله على طهوره يتوضأ فرد من ماء على وجه علي عليه السلام
حتى امتلات عيناه من الماء ، فأشفق علي عليه السلام فقال : يا رسول الله هل حدث في شئ ؟
___________________________________________________________
( 1 ) المصدر نفسه : 137 - 139 .
( 2 ) هى إحدى أزواج النبى صلى الله عليه وآله ، كنيت بابنتها حبيبة بنت عبيدالله بن
جحش ، واسمها رملة ، وكانت من السابقين إلى الاسلام ، أورد الجزرى ترجمتها مفصلة في اسد
الغابة 5 : 573 و 574 .
[328]
فقال له النبي صلى الله عليه وآله : ما حدث فيك يا علي إلا خير ، يا علي أنت مني وأنا منك ،
تغسل جسدي وتواريني في لحدي وتبلغ الناس عني ، فقال علي عليه السلام : يا رسول الله
أوليس قد بلغتهم ؟ قال : بلى ولكن تبين لهم ما يختلفون فيه بعدي .
( 1 )
62 - شف : من كتاب أسماء مولانا أمير المؤمنين ، أحمد بن علي ، عن عبدالكريم
بن عبدالرحيم ، عن محمد بن معدان ، عن محمد بن عمران بن أبي ليلى ، عن عاصم بن فضل
الخياط ، عن محمد بن مسلم ، عن ابن دراج ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما نزلت ( 2 )
هذه الآية " بل يريد الانسان ليفجر أمامه ( 3 ) " دخل أبوبكر على النبي صلى الله عليه وآله فقال
له : سلم على علي بإمرة المؤمنين ، فقال : من الله ومن رسوله ؟ قال : من الله ومن رسوله ،
ثم دخل عمر قال : سلم على علي بإمرة المؤمنين ، فقال : من الله ومن رسوله ؟ قال : من الله
ومن رسوله ، فقال : ثم نزلت " ينبؤ الانسان يومئذ بما قدم وأخر ( 4 ) " قال : ما
قدم مما امر به وما أخر مما لم يفعله لما امر به من السلام على علي عليه السلام
بإمرة المؤمنين .
( 5 )
63 - شف : من الكتاب المذكور عن الحسن بن علي بن زكريا ، عن الحسن
بن أسد ، عن عبدالله بن عبدالملك ، عن الحارث بن حصيرة ، عن صخر بن الحكم ، عن
حنان بن الحارث ، عن الربيع بن جميل ، عن مالك بن ضمرة ، عن أبي الحسين قال : لما
سير أبوذر اجتمع هو وعلي بن أبي طالب عليه السلام والمقداد وحذيفة وعمار وعبدالله بن مسعود ،
قال : أبوذر : ألستم تشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إن امتي ترد علي الحوض على
خمس رايات أولها راية العجل فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت
أحشاؤه وفعل ذلك بتبعه ( 6 ) ، ثم ترد علي راية فرعون امتي فإذا أخذت بيده اسود
* ( هامش ) ( 1 ) المصدر نفسه : 140 .
( 2 ) المصدر : لما أنزلت .
( 3 ) سورة القيامة : 5 .
( 4 ) : 13 .
( 5 ) المصدر نفسه : 149 .
( 6 ) بمن تبعه .
[329]
وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه وفعل ذلك بتبعه ، ثم يرد علي راية المخدج فإذا
أخذت بيده اسود وجهه وارتعدت قدماه وخفقت أحشاؤه وفعل ذلك بتبعه ( 1 ) ، فأقول
لهم : اسلكوا سبيل أصحابكم ، فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه
قطرة ، ولم يذكر الراية الرابعة ثم قال ما هذا لفظه : ثم يرد علي أمير المؤمنين وقائد
الغر المحجلين فأقوم فآخذ بيده فيبيض وجهه ووجوه أصحابه فأقول : بماذا خلفتموني
بعدي ؟ فيقولون : اتبعنا الاكبر وصدقناه ووازرنا الاصغر ونصرناه وقتلنا معه ، فأقول :
ردوا ، فيشربون منه شربة لا يظمؤون بعدها أبدا ، فينصرفون رواء مرويين ، ترى وجه
إمامهم كالشمس الطالعة ووجوههم كالقمر ليلة البدر كأضواء أنجم في السماء ( 2 ) ، قال
أبوذر لعلي عليه السلام والمقداد وعمار وحذيفة وابن مسعود : ألستم تشهدون على ذلك ؟
قالوا : بلى ، قال : وأنا على ذلك من الشاهدين وذلك تأويل قول عزوجل : " يوم
تبيض وجوه وتسود وجوه " : ( 3 )
بيان : الخفق الاضطراب .
أقول : سيأتى تمام الخبر مشروحا .
64 - شف : من كتاب روح النفوس ( 4 ) ، عن علي بن كعب الكوفي ، عن
إسماعيل بن أبان الوراق ، عن ناصح أبي عبدالله ، عن سماك بن حرب ، عن جابر بن سمرة
قال : كنا نقول لعلي بن أبي طالب عليه السلام : أمير المؤمنين ورسول الله صلى الله عليه وآله لا ينكر
ويتبسم ( 5 ) .
65 - شف : من الكتاب المذكور عن الحسن بن علي بن عثمان ، عن الحسن بن
عطية ، عن سعاد بن سليمان ، عن جابر ، عن إسحاق بن عبدالله بن حارث بن نوفل ، عن
أبيه ، عن علي قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وعنده أبوبكر وعمر وعائشة ، فجلست
___________________________________________________________
( 1 ) بمن تبعه .
( 2 ) في المصدر : وعلى أضواء نجم في السماء .
( 3 ) المصدر نفسه : 150 والاية في سورة آل عمران : 106 .
( 4 ) في المصدر : من كتاب روح قدس النفوس .
( 5 ) المصدر نفسه : 160 .
[330]
بينه وبين عائشة ، فقالت عائشة : مالك لا تجلس ( 1 ) إلا على فخذي يا علي ؟ فضرب النبي
صلى الله عليه وآله ظهرها وقال : لا تؤذيني في أخي فإنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر
المحجلين يقعده الله يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة وأعداءه النار .
( 2 )
66 - شا : المظفر بن محمد بالبلخي ن عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج ، عن الحسن
بن أيوب ( 3 ) ، عن محمد بن غالب ، عن علي الحسن ( 4 ) ، عن ابن محبوب ، عن الثمالي
عن أبي إسحاق السبيعي ، عن بشير الغفاري ، عن أنس بن مالك قال : كنت خادم رسول الله
صلى الله عليه وآله فلما كانت ليلة ام حبيبة بنت أبي سفيان أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله بوضوء ، فقال
لي : يا أنس يدخل عليك الساعة من هذا الباب أمير المؤمنين وخير الوصيين أقدم الناس
سلما وأكثرهم علما وأرجحهم حلما ، فقلت : اللهم اجعله من قومي ، قال : فلم ألبث أن
دخل علي بن أبي طالب من الباب ورسول الله صلى الله عليه وآله يتوضأ ، فرد رسول الله صلى الله عليه وآله الماء
على وجه أمير المؤمنين عليه السلام حتى امتلات عيناه منه ، فقال علي عليه السلام : يا رسول الله أحدث
في حدث ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وآله : ما حدث فيك إلا خير ، أنت مني وأنا منك تؤدي
عني وتفي بذمتي وتغسلني وتواريني في لحدي ، وتسمع الناس غني وتبين لهم من
بعدي ، فقال علي : يا رسول الله أوما بلغت ؟ قال : بلى ولكن تبين لهم ما يختلفون فيه
من بعدي ( 5 ) .
67 - شا : المظفر بن محمد ، عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج ، عن جده ، عن عبدالله
بن داهر ، عن أبيه داهر بن يحيى الاحمري المقري ، عن الاعمش ، عن عباية الاسدي ،
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله قال لام سلمة رضي الله عنها اسمعي واشهدي هذا علي
أمير المؤمنين وسيد الوصيين ( 6 ) .
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : مالك مجلس اه .
( 2 ) المصدر نفسه : 161 .
( 3 ) في المصدر : عن الحسين بن ايوب .
( 4 ) : عن على بن الحسين .
( 5 و 6 ) الارشاد : 20 .