[ 31 ]
وهذا الكتاب من تصانيف الجارودية ، والبترية يسمون بالصالحية أيضا ،
لان من رؤسائهم الحسن بن صالح ، قال الكشي في كتاب الرجال : حدثني سعد بن
الصباح الكشي ، عن علي بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن إسماعيل بن
بزيع ، عن محمد بن فضيل ، عن ابن أبي عمير ، عن سعد الجلاب ( 1 ) ، عن أبي عبدالله عليه السلام
قال : لو أن البترية صف واحد ما بين المشرق إلى المغرب ما أعز الله بهم دينا .
ثم
قال الكشي : والبترية هم أصحاب كثير النوا والحسين بن صالح بن حي ( 2 ) وسالم بن
أبي حفصة والحكم بن عتيبة وسلم بن كهيل وأبي المقدام ثابت الحداد ، وهم الذين
دعوا إلا ولاية علي عليه السلام ثم خلطوها بولاية أبي بكر وعمر ، ويثبتون لهما إمامتها ،
ويبغضون عثمان وطلحة والزبير وعائشة ، ويرون الخروج مع بطون ولد علي بن
أبي طالب عليه السلام ويذهبون في ذلك إلى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويثبتون
لكل من خرج من ولد علي عليه السلام عند خروجه الامامة ( 3 ) .
ثم روى عن سعيد ( 4 ) بن جناح الكشي ، عن علي بن محمد بن يزيد العمي ( 5 ) ،
عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب عن الحسين بن
عثمان الرواسي ( 6 ) ، عن سدير قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام ومعي سملة بن كهيل وأبو
المقدام ثابت الحداد وسالم بن أبي حفصة وكثير النوا وجماعة معهم وعند أبي جعفر أخوه
زيد بن علي ، فقالوا لابي جعفر عليه السلام : نتولى عليا وحسنا وحسينا ونتبرؤ من أعدائهم ،
قال : نعم ، قالوا : نتولى أبا بكر وعمر ونتبرؤ من أعدائهم ، قال : فالتفت إليهم زيد بن
علي وقال لهم : أتتبرؤون من فاطمة بترتم أمرنا بتركم الله ، فيومئذ سموا البترية ( 7 ) .
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : عن ابى عمر سعد الجلاب .
( 2 ) : يحيى .
( 3 ) رجال الكشى : 152 .
( 4 ) في المصدر : عن سعد بن جناح الكشى .
( 5 ) : القمى .
( 6 ) : عن الحسن بن عثمان الرواسى .
( 7 ) رجال الكشى : 154 .
[ 32 ]
وقال : عند ذكر أبي الجارود زياد بن المنذر الاعمى السرحوب : حكي أن
أبا الجارود سمي سرحوبا ، وتنسب إليه السرحوبية من الزبيدية ، وسماه بذلك
أبوجعفر عليه السلام ، وذكر أن سرحوبا اسم شيطان أعمى يسكن البحر ، وكان أبوالجارود مكفوفا
أعمى أعمى القلب ، روى إسحاق بن محمد البصري ، عن محمد بن جمهور ، عن موسى بن بشار ،
عن أبي بصير ( 1 ) قال : كنا عند أبي عبدالله عليه السلام فمرت بنا جارية معها قمقم ( 2 ) فقلبته ،
فقال أبوعبدالله عليه السلام : إن الله عزوجل إن كان قلب ( 3 ) قلب أبي الجارود كما قلبت
هذه الجارية هذا القمقم فما ذنبي ؟
وروى علي بن محمد ، عن محمد بن أحمد ، عن علي بن إسماعيل ، عن حماد بن عيسى ،
عن الحسين بن المختار ، عن أبي اسامة قال : قال ( 4 ) أبوعبدالله عليه السلام ما فعل أبوالجارود
أما إنه لا يموت إلا تائها .
وعنه عن محمد بن أحمد ، عن العباس بن معروف ، عن أبي القاسم الكوفي ، عن
الحسين بن محمد بن عمران ، عن زرعة ، عن سماعة ، عن أبي بصير قال : ذكر أبوعبدالله
عليه السلام كثير النوا وسالم بن أبي حفصة وأبا الجارود فقال : كذابون مكذبون كفار عليهم
لعنة الله ، قال : قلت : جعلت فداك كذابون قد عرفتم فما مكذبون ؟ ( 5 ) فقال :
كذابون يأتوننا فيخبروننا أنهم يصدقونا ( 6 ) وليس كذلك ، فيسمعون ( 7 ) حديثنا
فيكذبون به .
وحدثني محمد بن الحسن البراثي وعثمان بن حامد الكشبان ، عن محمد بن زياد ، عن محمد بن
الحسين ، عن عبدالله بن المزخرف ، عن أبي سليمان الحماد قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : عن ابى نصر .
( 2 ) القمقم : وعاء من نحاس يسخن فيه الماء .
( 3 ) في المصدر : قد قلب .
( 4 ) : قال : قال لى .
( 5 ) : فما معنى مكذبون .
( 6 ) : فيخبرون انهم يصدقوننا .
( 7 ) : ويسمعون .
[ 33 ]
يقول لابي الجارود بمنى في فسطاطه ( 1 ) : يا أبا الجارود كان والله أبي إمام أهل الارض
حيث مات لا يجهله إلا ضال ، ثم رأيته في العام المقبل قال له مثل ذلك ، قال ، فلقيت
أبا الجارود بعد ذلك بالكوفة فقلت له : أليس قد سمعت ما قاله أبوعبدالله مرتين ؟ قال : إنما
يعني أباه علي بن أبي طالب عليه السلام .
( 2 )
وقال في عمر بن رياح : قيل : إنه كان أولا يقول بإمامة أبي جعفر عليه السلام ، ثم إنه
فارق هذا القول وخالف أصحابه مع عدة يسيرة تابعوه على ضلالته ، فإنه زعم أنه سأل
أبا جعفر عليه السلام عن مسألة فأجابه فيها بجواب ( 3 ) ، ثم عاد إليه في عام آخر وزعم أنه
سأله عن تلك المسألة بعينها فأجابه بخلاف الجواب الاول ، فقال لابي جعفر عليه السلام : هذا
بخلاف ما أجبتني في هذه المسألة عامك الماضي ، فذكر له ( 4 ) إن جوابنا خرج على وجه
التقية ، فشك في أمره وإمامته ، فلقي رجلا من أصحاب أبي جعفر عليه السلام يقال له محمد بن
قيس ، فقال : إني سألت أبا جعفر عليه السلام عن مسألة فأجابني فيها بجواب ثم سألته ( 5 ) عنها
في عام آخر فأجابني فيها بخلاف الجواب الاول ، فقلت له : لم فعلت ذلك ؟ قال : فعلته
للتقية وقد علم الله أنني ما سألته إلا وأنني ( 6 ) صحيح العزم على التدين بما يفتيني
به ( 7 ) وقبوله والعمل به ، ولا وجه لاتقائه إياي ، وهذا حاله ، فقال له محمد بن قيس :
فلعله حضرك من اتقاه ؟ قفال : ما حضر مجلسه في واحد من المجالس غيري ، ولكن كان
جواباه جميعا على وجه التجنب ( 8 ) ، ولم يحفظ ما أجاب فيه في العام الماضي
فيجيب بمثله ! .
فرجع عن إمامته وقال : لا يكون إمام يفتي بالباطل على شئ من الوجوه
ولا في حال من الاحوال ، ولا يكون إمام يفتي بالتقية من غير ما يجب عند الله ولا هو
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر بعد ذلك : رافعا صوته .
( 2 ) رجال الكشى : 150 .
( 3 ) في ( ك ) : الجواب .
( 4 ) في المصدر : فذكر أنه قال له .
( 5 ) : ثم سألت .
( 6 ) : إلا وأنى .
( 7 ) : بما يفتينى فيه .
( 8 ) : على وجه التخيب .
[ 34 ]
يرخي ستره ( 1 ) ولا يغلق بابه ، ولا يسع الامام إلا الخروج والامر بالمعروف والنهي عن
المنكر ، فمال إلى سنته بقول البترية ومال معه نفر يسير ( 2 ) .
أقول : لا اعتماد على نقل هذا الضال المبتدع في دينه ، وعلى تقدير صحته لعله
اتقى ممن علم أنه بعد خروجه سيذكره عنده ، وأما الدلائل على وجوب التقية
فسنذكرها في محلها ، ثم روى الكشي أيضا عن حمدويه ، عن ابن يزيد ، عن محمد بن عمر ،
عن ابن عذافر ، عن عمر بن يزيد قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الصدقة على الناصب
وعلى الزيدية فقال : لا تصدق عليهم بشئ ، ولا تسقهم من الماء إن استطعت ، وقال
لي : الزيدية هم النصاب .
وروى عن محمد بن الحسن ، عن أبي علي الفارسي قال : حكى
منصور عن الصادق علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام أن الزيدية والواقفة والنصاب بمنزلة
عنده سواء .
وعن محمد بن الحسن ، عن أبي علي ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ،
عمن حدثه قال : سألت محمد بن علي الرضا عليهما السلام عن هذه الآية " وجوه يومئذ خاشعة
عاملة ناصبة ( 3 ) " قال : نزلت في النصاب والزيدية ، والواقفة من النصاب ( 4 ) .
أقول : كتب أخبارنا مشحونة بالاخبار الدالة على كفر الزيدية وأمثالهم من
الفطحية والواقفة وغيرهم من الفرق المضلة المبتدعة ، وسيأتي الرد عليهم في أبواب
أحوال الائمة عليهم السلام وما ذكرناه في تضاعف كتابنا من الاخبار والبراهين الدالة على
عدد الائمة وعصمتهم وسائر صفاتهم كافية في الرد عليهم وإبطال مذاهبهم السخيفة
الضعيفة ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
___________________________________________________________
( 1 ) ارخى ستره : أسد له وارسله .
( 2 ) رجال الكشى : 154 و 155 .
( 3 ) سورة الغاشية : 2 و 3 .
( 4 ) رجال الكشى : 149 .
[ 35 ]
1 - لى : الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن جعفر بن سلمة ، عن إبراهيم بن
محمد الثقفي ، عن عثمان بن أبي شيبة ومحرز بن هشام قالا : حدثنا مطلب بن زياد عن
ليث بن ابي سليم قال : أتى النبي صلى الله عليه وآله علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم التحية
والاكرام كلهم يقول : أنا أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخذ صلى الله عليه وآله فاطمة مما يلي بطنه
وعليا مما يلي ظهره والحسن عليه السلام عن يمينه والحسين عليه السلام عن يساره ، ثم قال صلى الله عليه وآله :
أنتم مني وأنا منكم ( 1 ) .
2 - لى : أبي وابن مسرور ( 2 ) ، عن ابن عامر ، عن المعلى ، عن جعفر بن سليمان ،
عن عبدالله بن الحكم ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال النبي صلى الله عليه وآله :
إن عليا وصيي وخليفتي ، وزوجته فاطمة ( 3 ) سيدة نساء العالمين ابنتي ، والحسن
والحسين سيد شباب أهل الجنة ولداي ، من والاهم فقد والاني ، ومن عاداهم فقد عاداني ،
ومن ناواهم فقد ناواني ، ومن جفاهم فقد جفاني ، ومن برهم فقد برني ، وصل الله من
وصلهم ، وقطع من قطعهم ، ونصر من أعانهم ( 4 ) ، وخذل من خذلهم ، اللهم من كان له
من أنبيائك ورسلك ثقل وأهل بيت فعلي وفاطمة والحسن والحسين أهل بيتي وثقلي ،
فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ( 5 ) .
___________________________________________________________
( 1 ) امالى الصدوق : 9 .
( 2 ) لم يذكر " ابن مسرور " في المصدر .
( 3 ) في المصدر : وزوج فاطمة .
( 4 ) : ونصر من نصرهم ، وأعان من أعانهم .
( 5 ) امالى الصدوق : 283 .
[ 36 ]
لى : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن الصادق
جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : كان النبي صلى الله عليه وآله يقف عند طلوع كل فجر
على باب علي وفاطمة عليهما السلام فيقول : الحمد لله المحسن المجمل المنعم المفضل ، الذي بنعمته
تتم الصالحات ، سمع سامع ( 1 ) بحمد الله ونعمته وحسن بلائه عندنا ، نعوذ بالله من
النار ، نعوذ بالله من صباح النار ، نعوذ بالله من مساء النار ، الصلاة يا أهل البيت " إنما
يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ( 2 ) " .
بيان : قال في النهاية : في الحديث " سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا "
أي ليسمع السامع وليشهد الشاهد حمدنالله تعالى على ما أحسن إلينا وأولانا من نعمه ،
وحسن البلاء والاختبار بالخير ليتبين الشكر وبالشر ليظهر الصبر انتهى ( 3 ) .
وقال بعض شراح صحيح مسلم : هذا - يعني سمع - بكسر الميم وروي بفتحها مشددة
يعني بلغ سامع قولي هذا لغيره ، وقال : مثله تنبيها على الذكر والدعاء في السحر ،
وقال بعضهم : الذهاب إلى الخبر أولى أي مكان كان له سمع فقد سمع بحمدنا لله وإفضاله
علينا ، فإن كليهما قد اشتهر واستفاض حتى لا يكاد يخفى على ذي سمع .
4 - لى : ماجيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن علي بن الحسين البرقي ،
عن عبدالله بن جبلة ، عن معاوية بن عمار ، عن الحسن بن عبدالله ، عن أبيه ، عن جده
الحسن بن علي عليهما السلام قال : جاء نفر من اليهود إلى رسول الله فسألوه عن مسائل ، فكان
فيما سألوه : أخبرني عن خمسة أشياء مكتوبات في التورات أمر الله بني إسرائيل أن
يقتدوا بموسى فيها من بعده ، قال النبي صلى الله عليه وآله : فأنشدتك بالله إن أنا أخبرتك تقر لي ؟
قال اليهودي : نعم يا محمد ، قال ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : أول ما في التوراة مكتوب ( 4 )
" محمد رسول الله " وهي بالعبرانية " طاب " ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله هذه الآية " يجدونه
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : سميع سامع .
( 2 ) امالى الصدوق : 88 .
( 3 ) النهاية : 181 و 182 .
( 4 ) في المصدر : اما في التوراة مكتوب .
[ 37 ]
مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل .
ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد " ( 1 )
وفي السطر الثاني اسم وصيي علي بن أبي طالب والثالث والرابع سبطي الحسن
والحسين ، وفي السطر الخامس ( 2 ) امهما فاطمة سيدة نساء العالمين - صلوات الله عليهم -
وفي التوراة اسم وصيي " إليا " واسم السبطين " شبر وشبير " وهما نورا فاطمة عليها السلام .
قال اليهودي : صدقت يا محمد فأخبرني عن فضلكم أهل البيت ، قال النبي صلى الله عليه وآله :
لي فضل على النبيين ، فما من بني إلا دعا على قومه بدعوة وأنا أخرت دعوتي
لامتي لاشفع لهم يوم القيامة ، وأما فضل أهل بيتي وذريتي على غيرهم كفضل الماء
-بحار الانوار مجلد: 33 من ص 37 سطر 8 الى ص 45 سطر 8
على كل شئ ، وبه حياة كل شئ ، وحب أهل بيتي وذريتي استكمال الدين ،
وتلا رسول الله هذه الآية " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت
لكم الاسلام دينا " ( 3 ) إلى آخر الآية ، قال اليهودي : صدقت يا محمد ( 4 ) .
بيان : قال الفيروز آبادي : شبر كبقم وشبير كقمير ومشبسر كمحدث أبناء
هارون عليه السلام قيل : وبأسمائهم سمى النبي صلى الله عليه وآله الحسن والحسين والمحسن ( 5 ) .
5 - لى : العسكري ، عن محمد بن منصور وأبي يزيد القرشي معا ، عن نضر بن
علي الجهضمي ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى ، عن آبائه عن علي عليهم السلام قال :
أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد الحسن والحسين عليهما السلام فقال : من أحب هذين وأباهما
وامهما كان معي في درجتي يوم القيامة ( 6 ) .
6 - ب : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال :
قال رسول الله لما اسري بي إلى السماء وانتهيت إلى سدرة المنتهى - قال : إن الورقة منها
تظل الدنيا ، وعلى كل ورقة ( 7 ) ملك يسبح الله ، يخرج من أفواههم الدر والياقوت ،
___________________________________________________________
( 1 ) ملفق من آيتين احداهما في سورة الاعراف : 157 .
والاخرى في سورة الصف : 6 .
( 2 ) في المصدر : وفى الخامس .
( 3 ) سورة المائدة : 3 .
( 4 ) امالى الصدوق : 113 .
( 5 ) القاموس المحيط 2 : 55 .
( 6 ) امالى الصدوق : 138 .
( 7 ) في المصدر : وعلى كل ورق .
[ 38 ]
تبصر اللؤلؤ مقدار خمس مائة عام ( 1 ) ، وما يسقط من ذلك الدر والياقوت يخرجونه ( 2 )
ملائكة موكلين به ، يلقونه في بحر من نور ، يخرجون كل ليلة جمعة إلى السدرة المنتهى -
فلما نظروا إلي رحبوا بي وقالوا : يا محمد مرحبا بك ، فسمعت اضطراب ريح السدرة وخفقة
أبواب الجنان قد اهتزت فرحا لمحبيك ( 3 ) ، فسمعت الجنان تنادي : واشوقاه إلى علي
وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ( 4 ) .
7 - ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه عن علي عليهم السلام قال : قال لي
رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي خلق الناس من شجر شتى ، وخلقت أنا وأنت من شجرة
واحدة ، أنا أصلها وأنت فرعها والحسن والحسين أغصانها وشيعتنا أوراقها ( 5 ) ، فمن تعلق
بغصن من أغصانها أدخله الله الجنة ( 6 ) .
8 - ع : العطار ، عن أبيه ، عن أبي محمد العلوي الدينوري بإسناده رفع الحديث
إلى الصادق عليه السلام قال : قلت له : لم صارت المغرب ثلاث ركعات وأربعا بعدها ليس فيها
تقصير في حضر ولا سفر ؟ فقال : إن الله عزوجل أنزل على نبيه صلى الله عليه وآله لكل صلاة
ركعتين في الحضر ، فأضاف إليها رسول الله لكل صلاة ركعتين في الحضر وقصر فيها
في السفر إلا المغرب : فلما صلى المغرب بلغه مولد فاطمة عليها السلام فأضاف إليها ركعة شكرا لله
عزوجل ، فلما أن ولد الحسن عليه السلام أضاف إليها ركعتين شكرا لله عزوجل ،
فلما أن ولد الحسين أضاف إليها ركعتين شكرا لله عزوجل ، فقال : " للذكر مثل
حظ الانثيين " فتركها على حالها في الحضر والسفر ( 7 ) .
9 - ما : المفيد ، عن عبدالله بن محمد الابهري ، عن علي بن أحمد بن الصباح ، عن إبراهيم
بن عبدالله بن أخي عبدالرزاق ، عن عمه عبدالرزاق ، عن أبيه همام بن نافع ، عن مينا
___________________________________________________________
( 1 ) في ( ك ) : خمسين مائة عام .
( 2 ) في المصدر : وما سقط من ذلك الدر والياقوت يخزنونه اه .
( 3 ) في المصدر : قد اهتزت فرحا لمجيئك .
( 4 ) قرب الاسناد : 48 و 49 .
( 5 ) في ( د ) : وشيعتنا ورقها .
( 6 ) لم نجد الرواية في المصدر المطبوع ، نعم يوجد مثلها في ص 221 منه بأدنى أختلاف .
( 7 ) علل الشرائع : 116 .
[ 39 ]
مولى عبدالرحمان بن عوف قال : قال لي عبدالرحمان : يا مينا ألا أحدثك بحديث سمعته
من رسول الله صلى الله عليه وآله ( 1 ) ؟ قلت : بلى ، قال : سمعته يقول : أنا شجرة وفاطمة فرعها وعلي
لقاحها والحسن والحسين ثمرها ومحبوهم من امتي ورقها ( 2 ) .
[ بيان أبهر كأصغر اسم بلد ، قال في القاموس : أبهر بلا لام معرف " آب هر " أي
ماء الرحى بلد عظيم بين قزوين وزنجان ، وبليدة بنواحي أصفهان ( 3 ) .
وقال :
اللقاح : كسحاب ما تلقح به النخلة وطلع الفحال ، أي ذكر النخل ( 4 ) ] .
10 - ما : المفيد ، عن الجعابي ، عن عمر بن سعيد السجستاني ، عن محمد بن
يزيد ، عن إسرائيل ، عن ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن زر بن حبيب ( 5 ) ،
عن حذيفة بن اليمان قال : سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول : أتاني ملك لم يهبط إلى الارض
قبل وقته ، فعرفني أنه استأذن الله عزوجل في السلام علي فأذن له ، فسلم علي
وبشرني أن ابنتي فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، وأن الحسن والحسين سيدا شباب
أهل الجنة ( 6 ) .
11 - ما : المفيد ، عن محمد بن عمران المرزباني ، عن أحمد بن محمد بن عيسى
المكي ، عن عبدالله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه ، عن هواذة بن خليفة ( 7 ) ، عن عوف
بن عطية ، عن أبيه عن ام سلمة قالت : بينا رسول الله صلى الله عليه وآله في بيتي إذ قالت الخادم :
يا رسول الله إن عليا وفاطمة عليهما السلام بالسدة ( 8 ) ، فقال : قومي فتنحي لي عن أهل
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : سمعته عن رسول الله صلى الله عليه وآله .
( 2 ) امالى الشيخ : 9 .
( 3 ) القاموس 1 : 378 .
( 4 ) : 1 : 247 و 4 : 29 .
( 5 ) كذا في ( ك ) ، وفى ( م ) و ( د ) : زر بن جيش .
وفى المصدر : زر بن خنيس ، والكل
مصحف ، والصحيح : زر بن حبيش كما في ( ت ) .
( 6 ) امالى الشيخ : 52 .
( 7 ) كذا في ( ك ) ، وفى غيره من النسخ وكذا المصدر : هوذة بن خليفة .
( 8 ) في المصدر : في السدة .
قال في النهاية ( 2 : 153 ) : فيه " انه قيل له : هذا على
وفاطمة قائمين بالسدة فأذن لهما " السدة كالظلة على الباب لتقى الباب من المطر ، وقيل :
هى الباب نفسه ، وقيل : هى الساحة بين يديه .
[ 40 ]
بيتي ( 1 ) ، قالت : فقمت فتنحيت في البيت قريبا ، فدخل علي وفاطمة والحسن والحسين
وهما صبيان صغيران ، فوضعهما النبي صلى الله عليه وآله في حجره وقبلهما ، واعتنق عليا
بإحدا يديه وفاطمة باليد الاخرى ، وقبل فاطمة وقال : اللهم إليك أنا وأهل بيتي
لا إلى النار ، فقلت : يا رسول الله وأنا معكم ؟ فقال : وأنت ( 2 ) .
12 - ما : ابوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن أحمد القطواني ، عن عباد بن
ثابت ، عن علي بن صالح ، عن أبي إسحاق الشيباني ، قال : وحدثني يحيى بن عبد
الملك وعباد بن الربيع وعبدالله بن أبي عتبة ، عن أبي إسحاق الشيباني ، عن جميع بن
عمير قال : دخلت مع امي على عائشة فذكرت لها عليا ، فقالت : ما رأيت رجلا كان
أحب إلى رسول الله منه ، وما رأيت امرأة كانت أحب إلى رسول الله من امرأته ( 3 ) .
13 - ما : أبوعمرو ، عن ابن عقدة ، عن أبي الفضل بن يوسف ، عن محمد بن
عكاشة ، عن حميد بن المثنى ، عن يحيى بن طلحة ، عن أيوب بن الحر ، عن أبي إسحاق
السبيعي ، عن الحارث ، عن علي عليه السلام قال : إن فاطمة شكت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
فقال : ألا ترضين أني زوجتك أقدم امتي سلما وأحلمهم حلما وأكثرهم علما ؟ أما
ترضين ( 4 ) أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة إلا ما جعل الله لمريم بنت عمران وأن
ابنيك سيدا شباب أهل الجنة ( 5 ) ؟
ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن ابن عقدة مثله ( 6 ) .
بيان الاستثناء في قوله صلى الله عليه وآله : " إلا ما جعل الله لمريم " موافق لروايات العامة ،
وسيأتي أخبار متواترة أنها سيدة نساء العالمين من الاولين والآخرين ، ويمكن أن
___________________________________________________________
( 1 ) في المصدر : فتنحى عن أهل بيتي .
( 2 ) امالى الشيخ : 85 .
ولا يخفى انه لا تنافى بين هذه الرواية والروايات الواردة في باب
آية التطهير ، فان الكون مع أهل بيت الرسول كما هو المذكور هناك غير الكون من أهل بيته
صلوات الله عليه وعليهم .
( 3 ) امالى الشيخ ، 156 .
( 4 ) في المصدر : أما ترضى .
( 5 ) امالى الشيخ : 155 و 156 .
( 6 ) امالى ابن الشيخ : 46 .